|
احذروا المزاح السخيف على شبكة الانترنت! /فيصل الدابي/المحامي
|
احذروا المزاح السخيف على شبكة الانترنت! أوردت أخبار جوجل بيبل خبراً بعنوان (تغريدة من تويتر تدمر حياة شابة أمريكية) وقد جاء الخبر على النحو الآتي: قلبت تغريدة من 140 حرفاً حياة الأمريكية جاستين ساكو، رأساً على عقب، وفتحت عليها أبواب جهنم، بعد ان تحولت بمناسبة رحلة من لندن إلى جنوب افريقيا تواصلت 13 ساعة إلى العدو الأول على تويتر، لتفقد بعد ذلك حياتها العادية وعملها كمسؤولة هامة في واحدة من كبريات شركات العلاقات العامة الأمريكية. ففي طريقها إلى جنوب افريقيا، وقبل إطفاء هاتفها المحمول، خطرت لها تغريدة عن رحلتها، فكتبت تقول (في رحلة إلى افريقيا، أملي ألا أصاب بفيروس الإيدز، هاها، فأنا بيضاء البشرة!)، وأرسلت جاستين التغريدة إلى متابعيها الـ500. واجهت جاستين حملة تنديد وفصل من العمل فبعد الرحلة الطويلة وعقب وصولها إلى جنوب إفريقيا، اكتشفت الشابة الأمريكية أنها قد ارتكبت حماقة العمر، بعد أن تحولت إلى عدو عالمي على تويتر، إذ تلقفت المواقع الالكترونية التغريدة ونشرتها ليصل صداها إلى كلّ العالم، بل وظهر وسم باسمها لإدانة العنصرية ومعاداة المصابين بالإيدز. وتسببت التغريدة المشؤومة في عاصفة غير مسبوقة، بل وصل الخبر إلى شركتها العملاقة، التي لم تستسغ هذه الدعابة القاتلة بالنسبة لشركة تعنى بالعلاقات العامة والاتصال الجماهيري، فقررت فوراً فصل المسؤولة المستهترة عن العمل، ومن ثم اختفت جاستين بعد ذلك عن الأنظار وألغت كلّ حساباتها على شبكات التواصل الاجتماعي مثل تويتر وفيس بوك (انتهى الخبر). تعليق: من المؤكد أن تداعيات هذه التغريدة العنصرية ، والتي وصفتها بعض الصحف الأمريكية بأنها أسوأ تغريدة في عام 2013 ، تقدم درساً مجانياً عالمياً للجميع مفاده أن اللعب بنيران العنصرية والاستهتار بالآخرين هو أمر خطير ولا يدخل في باب المزاح على الاطلاق ، وفي الختام لا نملك إلا أن نقول: احذروا المزاح السخيف على شبكة الانترنت ومواقع التواصل الاجتماعي، فالمزاح السخيف ، حتى لو لم تترتب عليه أي مخاطر قانونية ، قد يؤدي إلى كوارث اجتماعية وعملية كثيرة لا تُحمد عقباها!
فيصل الدابي/المحامي
|
|
|
|
|
|