|
إمبراطورية حوتة وجمهورية الحواتة! / فيصل الدابي/المحامي
|
أثبتت المشاهد الشبابية الحاشدة التي نقلتها قناة النيل الأزرق من نادي الضباط بالخرطوم بمناسبة مرور سنة على وفاة الفنان المرحوم محمود عبد العزيز ، أن الفنان الراحل المقيم محمود عبد العزيز مازال إمبراطوراً على عرش الغناء الشبابي في السودان ، وأن الملايين من عشاق الفنان محمود عبد العزيز ، الذين يلقبون أنفسهم بالحواتة ، ما زالوا ينصبون الامبراطور حوتة رئيساً لجمهورية الغناء الشبابي السوداني ، ومن المؤكد أن هذه الظاهرة الشبابية الملفتة للانظار تستحق الدراسة والتأمل ، فلم يحدث قطّ في تاريخ الغناء السوداني أن حظي أي فنان سوداني راحل بمثل هذا التأبين الفني الحاشد والعفوي والجميل، فقد كان كثير من الشباب يبكون في نادي الضباط وتسيل دموعهم وهم يرددون أغنية محمود عبد العزيز (اتصبري ما تشيلي هم) وكأن الفنان المرحوم محمود عبد العزيز قد مات اليوم وليس قبل عام كامل! من المؤكد أن ذلك الحشد الشبابي الضخم في نادي الضباط، وذلك التأثر الشبابي الواسع النطاق يُرسلان رسالة عامة لكل الفنانين الشباب مفادها أن الوصول إلى قلوب الأغلبية الكاسحة من الشباب السوداني يستلزم توفر صفات معينة في فنان الشباب منها تقديم أغنيات معبرة تلامس الهموم اليومية لأغلبية الشباب، ومنها تواضع الفنان واختلاطه بمعجبيه بلا بودي جارد ولا يحزنون، ومنها الاستعداد الدائم لتقديم المساعدة المادية والمساندة العاطفية لمن يحتاجونها ، ومنها التمتع بمسحة صوفية سودانية خالصة تخلط بين التشبث بسمات الزهد السوداني الأصيل والتمسك بملامح الحداثة العصرية، وهذه الصفات كانت كلها متوفرة بكثرة في الفنان الراحل محمود عبد العزيز كما يقول عشاقه ومحبوه من الشباب. من المؤكد أن الحواتة إذا أسسوا حزباً شبابياً سودانياً بإسم حزب الحواتة ورشحوا عدداً منهم في الانتخابات النيابية والرئاسية القادمة ، فسوف يصلون إلى البرلمان والقصر الجمهوري بسهولة بالغة ، وعندها لن يكون أمام حزب المؤتمر الوطني العجوز وكل أحزاب المعارضة السودانية المتهالكة سوى الرحيل من المسرح السياسي السوداني وتركه لشباب الحواتة ، وفي الختام لا يملك المرء سوى أن يقول : اللهم ارحم الفنان محمود عبد العزيز وادخله فسيح جناتك وإنا لله وإنا إليه راجعون.
فيصل الدابي/المحامي
|
|
|
|
|
|