|
بروف غندور : سحر المايك ورقية الواقع!!
|
سلام يا .. وطن
حيدر احمد خيرالله
*خطاب البروف / غندور مساعد رئيس الجمهورية فى المؤتمر القاعدي للمؤتمر الوطنى بمحلية كرري ، كان خطاب حملة إنتخابية بإمتياز .. ككل حملات الحزب الحاكم عبر مسيرة ربع القرن الماضي والتى إتسمت بأن الحزب هو الحكومة والحكومة هى الحزب كزواج كاثوليكي لاطلاق فيه ..والخطاب يمكن مناقشته كفعل سياسي ويمكن إخضاعه للتفنيد المباشر وتبيان مفارقته للتصريحات المتضاربة لمنسوبي الحزب الواحد ، لكن ما لايمكن السكوت عليه هو إدعاء الحق الإلهي وممارسة أسلوب الإرهاب الدينى الذى لم يعد يرهب احداً فى هذا البلد الكظيم ..
*( إن الله مكننا والشعب فوضنا ونحن سائرون فى طريقنا ومع ذلك نتحدث عن الحوار والإصلاح والشراكة ) من المؤسف جداً أن يدعي البروف أن هذا التمكين مستمد من وراء سبع سماوات .. وعليه ان يوضح هل تلقت منظومتهم نبأ هذا التمكين كفاحاً ؟ أم من وراء حجاب ؟ أم إن النبوة لم تختم بعد فى زعم الحزب الحاكم ؟! وإذا كان رب العزة قد مكنكم ألايكون إنتظاركم لتفويض الشعب لكم نوعاً من عدم الثقة فى الله جلّ وعلا ؟!..
* والأهم من كل ذلك ماهي دواعي الحديث عن ( الحوار والإصلاح والشراكة لطالما ان الفعل يصوره لنا البروف على أنه قداسة لا سياسة ؟) فالحوار يؤكد أن هنالك إختلافاً يستوجب الحوار .. والإصلاح يعنى ان هنالك فساداً يحتاج للإصلاح .. والشراكة تشير بشكل قاطع الى أن هناك إستحوازاً يتطلّب التنازل لشركاء .. ففى ظل هذه المعطيات ماهي الصفة التى نصف بها حديث نائب رئيس المؤتمر الوطنى غير أنها الفجائع السياسية التى تكذب كل دعوى يحاول القوم إدعاؤها وإذا لبست قداسة الدين فإنها لاتعدو كونها نوعاً من الإرهاب الديني الذى ماعاد يجوز على أحد ..
*وهاهو حديث السيد/ حسبو محمد عبدالرحمن , نائب رئيس الجمهورية يتقاطع مع مزاعم بروف غندور حين يحذر : ( من سقوط الدولة بدعوة مظلوم واحد ومن إستشراء الظلم وسط المجتمع بإعتبار ان دعوة المظلوم ليس بينها وبين الله حجاب .وقطع بعدم إرتهان الحوار بمزاج أفراد ) فالرجل يقر ضمناً بإستشراء الظلم ، ويعترف بالحاجة الماسة للحوار وحذر من أن يكون حالة مزاجية لأفراد ، مما يعنى أنه حاجة حياتية للبلاد .. الامر الذى يجعل فهم التمكين والتفويض الشعبي ، مزايدة سياسية ، وإنتقال مؤسف من الشريعة للحقيقة ، وإرهاب دينى .. وإستغلال غير موفق للعواطف الدينية ، وإستغفال للإرادة الجماهيرية .. وموقف مسمم لكل أجواء الحوار لأنه يختزله من كونه حق أصيل من إستحقاقات التراضي الوطني والتسوية السياسية الى منحة يتعطف بها المؤتمر الوطني على الآخرين .. وهذه من أكبر آفات الحزب الحاكم ومزاجية أفراده ، حتى لو البسوا رغبات نفوسهم قداسة الدين .. وحتى عندما أقر الرئيس بقوله : إنهم طبقوا ( شريعة مدغمسة ) .. وحتى وهو يعلن زهده من التجربة ويقول كفاية .. كل هذا لم يمنع البروف / غندور من أن يقول : الله مكنا والشعب فوضنا .. وهو يعلم أن فجائع الواقع لاتسند مايقول أمام سحر المايك .. فالواقع رقية تبطل السحر .. وسلام ياااااوطن ..
سلام يا
الأنباء المتواترة عن إستقالة الأستاذ / مهدي إبراهيم من رئاسة الكتلة البرلمانية وشورى الوطني قيل : لأنه يرى انه لم يعد لديه مايقدمه للبلاد .. هذا جميل .. ولكن الأجمل أن يدعو بقية زملاؤه للإستقالة لأنه لم يعد لديهم مايقدمونه للبلاد .. وسلام يا ..
|
|
|
|
|
|