|
ثم ماذا بعد المؤتمر العام للحزب الحاكم ؟!
|
سلام يا .. وطن
حيدر احمد خيرالله
*الشعب السودانى فى محنته الراهنة مع أزمة الحكم التى تتفاقم يوما بعد يوم ، نجد المؤتمر الوطنى يختتم مؤتمره العام فى ظل ميوعة سياسية من المعارضة ونشوة زائفة من المؤتمر الوطنى وهو يعيد إنتاج الأزمة ، والشعب الصابر يتابع مايجري بفطنته وعبقريته التى لايعرف قدرها المتوثبون او المنكسرون , فالمعارضة تعلن إعلان وتردفه باعلان جديد والإنسان السودانى يعانى الأمرّين فى الجوع والمرض والقهر والفقر ، والحكومة تسوِّق فكرة الحوار بينما هى تدوس على كل مقومات الحوار وتخرق كل المراكب التى يمكن ان توصل لشواطئه * ( والسيد الرئيس جدد الدعوة لحاملي السلاح من أجل الاستجابة لنداء الوطن بالمشاركة في الحوار من أجل تحقيق التوافق والتراضي الوطني. وجدد التزامه بالمضي قدماً في الحوار إلى أن يبلغ غاياته، وقال إن ذلك سيتحقق مادامت الأطراف المشاركة تتحلى بالموضوعية وتعلي قيمة الوطن فوق المصالح الشخصية والحزبية والجهوية.) هذا الحديث من حيث هو حديث جيد وجميل ، ولكن هذه الجودة والجمال ليست كافية لأن تجعل منه واقعاً ملموساً ومعاشاً ، وهذا مايجعلنا نضع العديد من التساؤلات : فاذا كان المؤتمر الوطنى يملك القدرة على صرف عشرة مليار جنيه على مؤتمره العام فمن اين لبقية الاحزاب مجتمعة الحصول على مثل هذا المبلغ ؟! والحزب الحاكم الذى يقيم فعالياته بامكانيات دولة بالتاكيد لاتتساوى فرصته مع الاخرين !! وهذا مايحتاج لقرار يساوي الفرص بين ابناء الوطن الواحد .. * اما الدعوة لحاملي السلاح للاستجابة لنداء الوطن بالمشاركة فى الحوار من اجل تحقيق التراضي الوطنى والتوافق ، فهذا هو مطلوب الساعة عند الجميع ، ولقد أكد حملة السلاح على رغبتهم الاكيدة فى حوار جاد ، فهل الحكومة فعلا تعمل من جانبها على ان يكون الحوار حوارا جاداً ؟! وهل الحكومة قادرة على ان تتجاوز مفهوم ان قضية حملة السلاح كأنهم باحثين عن وظائف ومخصصات ؟! فان التوافق يحتاج ان توقن الحكومة بان الآخرين هم اصحاب حق أصيل فى حكم هذا البلد الآيل للسقوط ، وان مطلوبات التوافق تحتاج لإرادة ترتفع عن عبادة ذاتها لترى حق الآخرين ، وهذا هو مستوى الحد الأدنى للحلول ، اما الحد الاعلى فهو إلغاء القوانين الإستثنائية والقوانين المقيدة للحريات وإشاعة مفردة حكم القانون ، بكلمة واحدة .. الديمقراطية ، فهل المؤتمر الوطنى قادر على هذا ؟! كل المؤشرات تشير الى ان هذا القول لايجد مايسنده من واقع تجربة امتدت لربع قرن من الزمان الحزين ، وهذا مايجعلنا نسمع لكل حديث من الحزب الحاكم ولسان حالنا يقول : وتانى نعيد الفات ؟! وسلام ياااااااوطن سلام يا (ا لرئيس يقول لن نسمح لمراكز قوى لفرض ارائها داخل الحزب ) ياترى ماذا جد داخل كواليس الحزب الحاكم حتى ياتى هذا التصريح بهذه القطعية ؟! وسلام يا.. الجريدة الإثنين 27/10/2014
|
|
|
|
|
|