|
ترانيم كنسية، وحزن عميق!! (2) بقلم حيدر احمد خيرالله
|
* هذا عمل غريب على السودان وشعب السودان، قد عشنا طيلة عمرنا فى هذا البلد مسيحين ومسلمين وديانات افريقية وكريم معتقدات، وكان السودان دوما الانموزج الرائع في التعايش الديني الذى يتبادل فيه الناس رؤاهم برغم اختلاف المعتقد، ولم تكن الخلافات العقائدية الا رافدا قويا لإخصاب الشخصية السودانية، فماذا جرى لشعبنا ، وماذا جرى لسلوكنا المتسامح والمترفع عن كل الدنايا؟! ابتدرنا القس / يحي عبدالرحيم نالو سنودس الكنيسة الانجيلية المشيخية بالسودان، وهو يتساءل عندما شاهد عربات الشرطة المدججة بالسلاح وهي تقوم باقتحام الكنيسة لتمكين احد المستثمرين من بناء سور داخل الكنيسة تنفيذا لحكم قضائي للمستثمر بالاخلاء وهذا الاخلاء قد اعترضت عليه الطائفة لمحكمة الاستئناف التي لازالت تنظر الاستئناف ولم تصدر قرارها بعد.. فمن هي الاصابع التى تريد للفتنة ان تسود في بلادنا؟! * غير ان السيد / وكيل النيابة المرافق للقوة ذكر انه حضر لفض الاعتصام داخل الكنيسة، وتم القبض على 38 فرد من منسوبي الكنيسة الذين تم تقديمهم لمحكمة النظام العام بحري ثم تم توزيعهم للجريف والصناعات كوبر تحت مواد تتعلق بالازعاج والاعتراض وتمت تبرئة مجموعة منهم وتغريم البعض غرامة مالية ، ولازال الاحتقان مستمرا ، وجميعهم لم يرضى بالاحكام على اعتبار انهم داخل دار عبادتهم ، ومن حقهم ان يكونوا داخل كنيستهم يتعبدون فيها ويحمونها من الهدم ومن الاستثمار ومن الاقصاء .. فلجأوا لاستئناف القرار .. *والازمة داخل الكنيسة الانجيلية ، لهي نذير خطير بشر مستطير ، فالنفوس التي احتقنت ، ودور وزارة الاوقاف والارشاد ، وهي بدلا عن ان تلتزم الحياد لتعالج الاشكاليات داخل الكنيسة ، قامت بالالتفاف حتى على الاحكام القضائية وكونت لجنة لادارة شؤون الكنيسة وهذه اللجنة في صراعاتها مع اللجنة المنتخبة أفرزت واقعا مؤلما يتهدد التعايش الديني ، فباسم المشروعية وباسم الدعم الوزاري مع وجود لجنة منتخبة ترى ان من حقها ادارة امور الكنيسة وفق دستور الكنيسة ومجلس الطائفة ، والوضع الذى وجد فيه المستثمرون انفسهم فى مواجهة صراع هم ليسوا طرفا فيه يجعل المشكلة تتجه لمناحي ليست من مصلحة الكنيسة ولا من مصلحة الاستثمار ولا من مصلحة دور العبادة وتتنافى مع روح التعايش الديني .. وهنا تنبت الكارثة ..وتترعرع .. *المطلوب الان صوت العقل : الذى يحفظ للكنيسة دورها التعبدي ، ويعيد للمستثمرين اموالهم ، ويعمل على وضع الامور في نصابها طالما ان للطائفة الانجيلية مجلس تتوافق عليه وللكنيسة دستور ينظم ادارتها ، وعلى وزارة الاوقاف ان تتجرد من الغرض ، وان تقوم بدورها تجاه اهل السودان بمختلف اديانهم ومعتقداتهم فان الذي يجري في الكنيسة الانجيلية تحت رماده وميض نار لانريد لها ضرام ..الا هل بلغت اللهم فاشهد .. وسلام ياااااوطن.. سلام يا انفض سامر القوم في اديس ابابا وتبقت لدينا زفرات ورغبات للتقيؤ جوال ليمون لن يحل الفرد الواحد من اهل السودان ..وسلام يا الجريدة الاربعاء 3/12/2014
|
|
|
|
|
|