|
اكتوبر : فى غرفة الإنعاش!!
|
سلام يا .. وطن حيدر احمد خيرالله
* في ديم سلبونا بمدينة بورتسودان ، لم تكن الذاكرة يومها تستوعب مايجري ، كان والدى – له التحية – عائدا من عمله فى السكة حديد على غير العادة ، الراديو الترانزيستور يرسل الاناشيد الوطنية ، افواج تدخل وتخرج وتتبادل مع ابي الحديث الهامس والجاد ، فهم حس الطفولة ان شيئاً ما يجري ، كل التحركات تشير الى ان هنالك حدثا إستثنائياً يتشكل ، عبود تنازل عن الحكم ، إنتصرت الثورة ..21اكتوبر 1964 شعب اعزل اجبر ديكتاتورية عسكرية على التواري عن المشهد السياسي ، * أرخت الثورة بان العنف ليس لازمة من لوازم التغيير ، اذ اثبت شعبنا ان القوة هى قوة الحق ، فصنع التغيير ، ولانه لم يعرف طرائق التغيير ، فتوقفت الثورة عند وحدتها العاطفية ، وقد كانت ثورة بدون خطباء وبلامحمسين ولا دماء .. والطائفية التى تملك القدرات الكبيرة فى الانتهازية والإلتفاف على المكتسبات ، فلقد استعملت كل الخبرات المتراكمة فى تصفية مكتسبات اكتوبر مكسباً إثر مكسب ، وعادت الى الحكم بذات الخواء ، وبنفس الإلتواء ..والى يومنا هذا .. *وليلة الذكرى الستون يجتمع المكتب القيادي للمؤتمر الوطنى ليختار مرشحه لرئاسة الجمهورية ، ورمزية الإختيار للتوقيت تشير الى ان ذكرى اكتوبر قام الحزب الحاكم بادخالها غرفة الإنعاش ، وان الجماعة كأنها تريد ان ترسل رسالة لأهل السودان تقول : ( بلا اكتوبر بلا بطيخ ، البلد بلدنا ونحنا اسيادها ) والدورة التعيسة تدور ، بل وإمعاناً منهم بماعليه مشهدنا السياسي مما يملؤنا غيظاً ، يختار المكتب القيادى للرئاسة الخمسة الكرام ، وهم نفس الوجوه التى سادت فى سماء بلادنا ربع قرن من الزمان البئيس ، غير ان المؤسف جداً انه حتى الخمسة إنحصر الخيار فيها على الشمال النيلي متجاوزين الشرق والغرب ، فماهى الحكمة التى منعت المكتب القيادي من ان يتقدم خطوة بإتجاه المناطق التى تعانى أصلا من الغبن السياسي والتهميش ؟! * ولقد عودتنا الحكومة من خلال تجربتها الطويلة فى هذا البلد المأثوم انه حتى السرقة الصريحة وجدوا لها فقهاً اسمه ( التحلل) ، وسموا الحوار بالوثبة ، واطلقوا على الفشل من الاسماء مالاتشير الى انه الفشل الذى نعرفه فى الواقع واللغة والفقه ، فلماذا عجزوا عن ان يعملوا على رفع تراكمات التهميش التى ساقت البعض لحمل السلاح لرفع هذا التهميش وإفرازاته ؟! * على اية حال الرسالة التى اراد المؤتمر الوطنى إهداؤها لأهل السودان فى ذكرى اكتوبر قد وصلت ، وتقبلناها قبولاً حسناً .. فى انتظار ان يستعد هذا الشعب لتحقيق ثورته الفكرية فى اكتوبر الثانية اكتوبر الفكرية ، وسلام ياااااااااااوطن .. سلام يا قال لها : كل عام وانتم بخير .. سالته بمناسبة اكتوبر ؟ قالت له لا بمناسبة السنة الهجرية .. وسلام يا.. الجريدة الاربعاء 22.10.2014
|
|
|
|
|
|