|
اجمل قصائد محجوب شريف: حب الشعب
|
الأربعاء الحزين الثانى من ابريل 2014 يرحل عن دنيانا شاعرنا الفذ ، محجوب شريف الذى عاش لشعبه ولم يعيش عليه.. جسَّد فى مسلكه ان الدنيا )جيفة) فتركها لطلابها.. وظل يمشي بين الناس يواسيهم ويصور حالهم ويكتب لهم ولعيالهم.. بمفردته الجزلة وبساطته المترفعة عن كل الدنايا .. فبادله شعبه حب بحب ، حد الإمتزاج فكان هو هو.. غنى لهم فابكاهم واضحكهم ومازحهم وبشرهم بان القادم هو الأجمل .. وليس بعيد .. فخرج لوداعه اهل السودان من كل فج عميق يعزي بعضهم بعضا ، ففطرتهم السليمة ميزت بدقة متناهية إنحيازه الحاسم لشعبه ويقينه المطلق بقوة هذا الشعب المعلم وقدرته على الصبر والثورة والإبداع الخلاق .. ولم يكن فقيدنا الحي مجرد شاعر بقدرما كان ضمير أمة عرفته لابجامل لابساوم بل يقاوم .. فماكان غريباً ان تطفئ ستات الشاي المواقد وييممن صوب مقابر احمد شرفي غير عابئات بفطور بكرة ولا مشغولات بتوفير قيمة جرعة السرطان الذى ينهش فى الولد البكر .. لأن المشاركة فى تشييع الشريف / محجوب شريف هو واجب اللحظة الحاضرة واهم الصلوات فى هيكل الحب لابي مريم ليلة عرسه الأكبر .. وشاهدنا تلكم الام تتوكأ على عصاها وتحمل كيس ادويتها باليد الاخرى وتحاول ان تلحق بالجموع التى تشق هتافاتها عنان السماء وهى تهتف ( ماك الوليد العاق .. لاخنته لاسرَّاق) والمرأة التسعينية تهمهم قائلة : صحي والله ياحليلوا الزين فى الزمان الشين .. وتعلمنا درساً مجانياً فى الوفاء .. حين سألتها : انتى ياامى بتعرفي محجوب شريف ؟! قالت : كان جارنا فى العرضة .. ياحليلنا بعدو .. الرجالة ياها محجوب والادب محجوب والشعر محجوب .. واسترسل معها .. طيب ياحاجة انتى تعبانة فاحسن ترجعي ولغاية هنا كفاية .. وتصر على تعليمنا قيم الوفاء النبيل .. فتجيب بقطعية مطلقة ( ياولد انت ماك نصيح ، هى الحياة بعد محجوب شن طعمها؟! كان ستار الولية وحمّال القضية وراجل الحوبة وشاعر الشعب .. ) هذا هو الضمير الشعبي الذى توج محجوب شريف ملكاً على القلوب ومِلكاً لأهل السودان .. أحب الفقراء وناصرهم ونهض بقضاياهم وناهض طغاتهم وجبابرتهم لبعض هذا ، فى يوم رحيله : ضاقت الارض بغمار الناس وكانوا هم اهل الفقيد ، مثلهم مثل رفيقة دربه الاستاذة / اميرة الجزولي وكريمتيه مريم ومي .. وفى هذا الحضور المدهش للسودانيين وهم يودعون شاعرهم الملهم غاب الحضور الرسمي فكان من ولاية محجوب شريف ان يتسق موقفه حياً وميتاً عاش مع من أحب ورحل على ايدى محبيه ، اتدرون لماذا؟؟ ليمضي الرجل وهو ممسك مع شعبه بقضيته .. دون ان تشوه المشهد المزامير الرسمية التى طالما قاومها وفى موته كانت مقاومته ابلغ وهم يتأكدون الان ان تشييع محجوب شريف يمثل يوم الحب المطلق .. ولا مكان فيه الا للمحبين البررة بشعبهم ، فما كان من الرسميين الا ان ينصرفوا فقد صرف الله قلوبهم عن محمود شريف الذكي والزكي وشاعر الشعب ( وماهو الوليد العاق لاخان ولا سرَّاق ).. وهو فى مرقده الاخير كتب اجمل قصائده واعذبها واقواها .. محبة هذا الشعب ووفائه .. ودقة تمييزه بين من يعيش له ومن يعيش عليه .. وسلااااااام ياوطن..
سلام يا..
تعود اليكم هذه الزاوية بعد شهر وبضعة ايام من الغياب القسري ، مملوءة بالود والشكر لكل السائلين من مشفقين وشامتين وفرحين بالغياب والعودة ، فان الغيبة ابرزت عديد المعاني الكبيرة ادناها : ان مايخرج من القلب لامكان له الا القلوب .. وسلام ياشعبنا العظيم .. الجريدة الاحد /6ابريل 2014
|
|
|
|
|
|