|
محجوب شريف الغائب الحاضر
|
من اين أبدا وماذا أقول فى رجل سالت دموع شعبه حتى جفت مآقيها وانفطرت قلوب الملايين من شعب السودان والذى استحق وحده ان تسميه شاعرها وحادى ركبها ـ شاعر الشعب ـ محجوب شريف . رجل كان ثريا" ليس بالمال الزائل ولكن ثرآء بحبات القلوب التى زرعته فى سويدآئها وحملته فى حدقات عيونها لانه كان صادقا" صامدا" كالجبل الأشم لاتزعزعه هوج الرياح فى وجه الطغاة والمتجبرين الذين تسلطوا على حكم السودان واهله الطيبين واذاقوهم ويلات العذاب بدءا" من عبود ونميرى وانتهآء بالبشير ، وتداول الحكم الوخش من البشر فما راعوا فى الشعب ألأ" ولا ذمة ، ومحجوب هو هو لم يتغير ولم يتبدل ولم ترهبه معتقلاتهم ولم تفزعه سجونهم ، ولكن هم من فزع وارتعب من كلمات شعره التى تقع عليهم كوقع الصوآعق . اتسع قلبه الكبير لأنآت المحرومين والمشردين واليتامى فى دولة الأخوان المسلمين الأسلامية ، فاواهم فى منظمة وضمهم كما تضم الأم الرءوم وليدها الى صدرها كان مدرسا" معلما" أصيلا" ، ونحن قبيل المدرسين القدامى كنا نؤدى عملنا عن رسالة تغلغلت فى ضمآئرنا ولم نجعل من التدريس تجارة نكسب من ورآئها ، وربح بيعنا من تلاميذنا الذين ساروا فى نفس الدرب الذى رسمناه لهم لرفعة شعبنا ومحو الجهل واشاعة الوعى . فلتهنأ يا محجوب فى رحاب رب عادل رحيم يتغمدك بواسع رحمته وادخلك فى أعلى جنانه ، وكان الامل ان تكتحل عيناك ببزوغ فجر الحرية فى السودان من جديد وترى ثمارغرسك بزوال هذا الحكم البغيض الكريه من السودان ، ولكن لكل أجل كتاب ، وانا لله وانا اليه راجعون . هلال زاهر الساداتى
|
|
|
|
|
|