الجنجويدى التآئب قصة قصيرة جديدة بقلم هلال زاهر الساداتى

دعواتكم لزميلنا المفكر د.الباقر العفيف بالشفاء العاجل
مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 12-14-2024, 05:31 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مكتبة هلال زاهر الساداتى
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
08-07-2014, 04:53 AM

هلال زاهر الساداتى
<aهلال زاهر الساداتى
تاريخ التسجيل: 10-26-2013
مجموع المشاركات: 191

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
الجنجويدى التآئب قصة قصيرة جديدة بقلم هلال زاهر الساداتى

    كانت السمآء حبلى بالسحب داكنة الزرقة حاملة فى جوفها ملايين الأجنة من المآء الذى سيصب على الارض المحل المتشققة من الجفاف بما يقرب من سنة فهى فى الرمق الاخير لعطشان يوشك ان يودى به الموت ، ولكن كان ميلاد المآء به الكثير من العسر فصحبته دمدمة الرعد وتقاطعات البروق فى السمآء بالوان قزحية تحمل سياطا" من نار تيار كهربائى ، وجآء الخلاص فى شلالات من المآء متدفقة من السمآء ، وكانت الأرض جردآء من النبآت والزرع خالية كرأس الأصلع من الشعر ، فاستيقظت الأرض من سباتها الطويل مستبشرة ضاحكة بما سيعم سطحها من نبات وخضرة زاهية تحمل الخير للانسان والحيوان ، وتبعث الجمال فى الانفس مما ستهديه من باقات الزهور والورود اليانعة ، وجآء الغيث ذلك العام رحيما" ودودا" لم تصحبه سيول هادرة تجرف معها كل شئ يعترض سبيلها .
    وفى أحدى مدن دارفور الصغيرة كان المطر ينزل خفيفا" هادئا" ، وكان يجلس فى حجرة داخل منزله على عنقريب حمدان الجنجويدى السابق ومعه صديقه أبكر جالسا" على بنبر وبينهما منقد به جمر متقد أضفى على الحجرة جوا" من الدفء المريح ، و على ترابيزة صغيرة وضع براد مملوء بالشاى وكوبان ، وكانا يتسامران ، وقال له صديقه حمدان مازحا" : ( الحمد لله التاب عليك من حياة الشقاوة والكتل ورجعت لينا تانى ) ، واجابه حمدان بعد ان أخرج السفة من فمه وقذف بها فى جانب الحجرة : ( كدى اصبر على شوية ، واخرج سيجارة واشعلها من جمرة فى المنقد وشفط منها نفسا" طويلا" ونفث الدخان فى وجه صاحبه ، ثم قال : ( اقول ليك النصيحة والكلام الحاقوله ما قلته لجنس بنى ادم وانت صاحبى وزى ولد امى ولو ما كده ما كنت بقوله ، الحقيقة أنى خفت عديل كى ، انت فاكر حميدتى الصغير الكان حرامى خرفان واخوه الكبير الكان حرامى حمير ، وفى مرة دخل فى مراح غنم كان بيحرسوه ولدين صغار واخدو يهوشوه بعصيهم ،وحميدتى ما كضب وسل سكينه وكتل الولدين وما شافو زول وطلع منها ، وبعد مدة صغيرة جات مطرة شديدة برعدها وصواقعها ، وضربت صاقعة حميدتى الصغير وحرقته وخلته فحمة ، والشى التانى الخوفنى بالجد الشى الحصل لود الجمل الكان رباط وكتال كتلة وده ضبح ناس كتار ونهب ، وضربته مرضة خلت جسمه كله جرب وخلته يحك جلده باضافرينه وبعصاته وبدا جلده يتفسخ وجسمه يطفح دم ومدة وريحته بقت زى ريحة الرمة ، والناس اتحاشوه حتن مات بعد سنة وهو فى العذاب ده ، واخذ نفسا" طويلا" آخر من عقب سيجارته ، وركز نظرته فى عينى صديقه ونفث دخان السيجارة وتنهد ثم قال : ربك رب الخيرمابخلى حق زول وده عقاب الدنيا فكيفن يكون عقاب الاخرة ؟
    وقال له أبكر : وككيف اتخارجت من الجنجويد ؟ واجابه قائلا" : ( انا بعد الشفته من الكتل والدم والحرق وتجريس الحريم وبعد خوفتى الحكيتها ليك ضميرى نغزنى والحمد لله انا ما كتلت روح وانا كنت بتاع تعذيب ساكت بسوطى وبحرق البيوت بس فى مرة كنت بعذب شديد فى متمرد وروحه طلعت فى يدينى واصله كان ضعيف ومرضان ، وانا هسة حاسى بيدينى بقن تقال وما بقدر ارفع بيهم حاجة وانى خايف ينشلو ، وكمان شهوتى قلت للنسوان وخايف اكون بقيت عاجز وانا هسع عمرى فوق الاربعين وما عرست وهنا قاطعه أبكر بقوله ؛ ( طيب انتو الناس البتكتلوهم ديل بتصلو عليهم ؟ ) وضحك حمدان وقال: ( صلاة شنو ؟ نحنا الصلاة الواحدة دى ما بنصليها خليك من صلاة الموت القلتها دى ) ونحنا فاضيين من الكتل والحرق والاغتصاب . وفى مرة ضربتنى رصاصة فى رجلى من الرصاص البتشتت من ناسنا زاتم ، وودونى للعلاج والكلام ده بعد ما تبعونا للحكومة مع زعيمنا حميدتى الكبير ، وقلت للدكتور وكان ود حلال وطلبت منه الامان وقلت ليه اكتب لى تقرير بانى لا اصلح للخدمة بعد اصابتى عشان يفنشونى ، وانا مليت من الحرابة والدم والاغتصاب وعايز أتوب واعيش باقى ايامى استغفر ربى واعيش فى امان ، والراجل ما خيب ظنى وكتب التقرير وفنشونى ، وطلعت منهم وكانت عندى خميرة قروش سمحة من النهب ومن قروش الحكومة البدوها لينا من مواهينا الكبيرة ، وعليك امان الله ماتحكى لزول القلته ليك ده عشان عاوز اعيش بدون مشاكل .
    وانتفض أبكر قآئما" وقال ( اعتبر سر حكايتك فى بير يا ولد امى ونحمد الله النجاك من الشياطين ديل .
    هلال زاهر الساداتى
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de