دعواتكم لزميلنا المفكر د.الباقر العفيف بالشفاء العاجل
|
Re: شاعر سوداني يهجو المؤتمر الوطني (Re: Amani Al Ajab)
|
قيامة الإنقاذ
إنشــــاء الله القـــيــــامة تـقـــوم
مادام ناس ِزعــيــّط ومِـعـيّط
والحــــــاكم العـــويــر وعــبيّط
بـعـــريــدو والبـــــلــد مــأزوم
ونــــاســـــين انـــــو مــابــــدوم
انـشــــاء الله الـقــيامة تــقــوم
..............................
عــــامـلـين هـيلمــانة وزيــط
وتــايهـين في غــنا ونــطــيط
ومن السبحة قطعو الخيط
وكــل قبيلة صبحت كــوم
والمــوت والـدمار والشوم
وان شاء الله القيامة تقوم
..........................
كــتـلــو الهِّـمــة بي التْـثــــّبيِــط
وضــاع (نيفــاشا) بي التفـريط
وختــوا الوحـدة في التحـنيط
وخمسة سنين مضن زي يوم
والــروح واقـفـة في الحـلقـوم
وان شـاء الله القــيامة تقـوم
............................
ومـابين انـفـصــالي نشـيـط
ودجــال ود حـرام ولقـيط
ومفهوم زول مثالي بسيط
خــايفـين نصـحـا من النوم
والحـــــــاكم عـلي المحــــكوم
نلاقي المـــوية بي التنـقيط
ونلقي الميس بقـالنا محيط
وبيــنا وبين جــنوبنا شريـط
والسودان صـبح مقــسـوم
وجوبا مابتعرف الخــرطوم
وان شاء الله القيامة تقوم
ــــــــــ وصلتني عبر الإيميل
| |
|
|
|
|
|
|
Re: شاعر سوداني يهجو المؤتمر الوطني (Re: Amani Al Ajab)
|
Quote: قيامة الإنقاذ
إنشــــاء الله القـــيــــامة تـقـــوم
مادام ناس ِزعــيــّط ومِـعـيّط
والحــــــاكم العـــويــر وعــبيّط
بـعـــريــدو والبـــــلــد مــأزوم
ونــــاســـــين انـــــو مــابــــدوم
انـشــــاء الله الـقــيامة تــقــوم
..............................
عــــامـلـين هـيلمــانة وزيــط
وتــايهـين في غــنا ونــطــيط
ومن السبحة قطعو الخيط
وكــل قبيلة صبحت كــوم
والمــوت والـدمار والشوم
وان شاء الله القيامة تقوم
..........................
كــتـلــو الهِّـمــة بي التْـثــــّبيِــط
وضــاع (نيفــاشا) بي التفـريط
وختــوا الوحـدة في التحـنيط
وخمسة سنين مضن زي يوم
والــروح واقـفـة في الحـلقـوم
وان شـاء الله القــيامة تقـوم
............................
ومـابين انـفـصــالي نشـيـط
ودجــال ود حـرام ولقـيط
ومفهوم زول مثالي بسيط
خــايفـين نصـحـا من النوم
والحـــــــاكم عـلي المحــــكوم
نلاقي المـــوية بي التنـقيط
ونلقي الميس بقـالنا محيط
وبيــنا وبين جــنوبنا شريـط
والسودان صـبح مقــسـوم
وجوبا مابتعرف الخــرطوم
وان شاء الله القيامة تقوم
ــــــــــ وصلتني عبر الإيميل |
لك شكري وتقديري الأخ الكريم حبيب نورة مع تحياتي ..
| |
|
|
|
|
|
|
Re: شاعر سوداني يهجو المؤتمر الوطني (Re: Amani Al Ajab)
|
العزيزة / أماني
بعد التحية والسلام .. أرجو أن تسمحي لي بهذه القصيدة والتي ربما تتسق مع مضمون هذا(البوست) المعبر بصدق وهي لشاعر سوداني عزيز اسمه ( جبل البركل ) ..
مع خالص المودة خضر
Quote: تباً لعصرك ياعمر.. تبًا لعصرك ثم تب عشرون عاماً.. تسرقون .. وتكذبون .. ترقصون وتذكرون الله دجلاً بالهتاف وبالتمائم واللحى .. وبعض آيات السور .. عشرون عاماً .. تشربون دماءنا .. ومياهنا .. والنفط والثروات من كل الحفر .. عشرون عاماً تأكلون من الضرائب والعوائد .. تحصدون الحرث .. والنسل وحبات المطر.. عشرون عاماً تأكلون من النفاياتِ والقيمة المضافة .. والعوائد .. والوبر .. عشرون عاماً يا عمر .. والشعب مغشى البصر .. سر ياعمر ********************************* عشرون عاماً فى أراجيفٍ وزيفٍ وضلالٍ .. وسعر قد بنيناها شوامخ .. جامعاتٍ مشرئباتٍ .. طرائق وكبارى .. ونفق حقاً نفق .. حقاَ نفق !! ماذاك إلا العشر من عشر الضرائب ياعمر .. بل ذاك إستثمار رهطك فى البلاد وفى البشر ..! تستثمرون بمالنا فينا ونهتف .. ياعمر ..! ****************************** وعظائم العشرين عاماً لاتعد .. فرية كبرى تعالت وانطلت .. كل الفواتير اللعينة مزقت !! كل الصفوف قد توارت واختفت .. الفواتير تسدد .. لاتمزق ياعمر الشعب قد دفع الثمن .. دفع الفواتير اللعينة خبزاً .. وبنزيناً .. وسكر .. ونكد .. ****************************** بالله بالدين المطهر تكذبون .. بالله بالدين المطهر تسرقون .. وترقصون حتى موائدنا اختفت .. غدت (الفلافل) أكلنا .. لغدائنا وعشائنا .. نقتاتها فى الشارع المغبر .. لا ألماً نحس ولا خطر .. والشعب مغشى البصر سر ياعمر .. ************************************************ ومشايخ فوق المنابر يهتفون .. يأمرون بطاعة الرحمن والرسل الكرام .. وبالعمر هذا العمر .. هذا الأمام المنتظر . لاتخرجوا عن طوعه فتطردون وتحشرون لست الأمام مبايعاً لست الخليفة ياعمر والشعب مغشى البصر .. سر ياعمر عشرون عاماً .. تكذبون .. وترقصون .. وتهتفون (هى لله لا للسلطه ولا للجاه ) بل هى للسلطة هى للجاه .. يا الله .. يا الله .. ! الكذب باسم الدين فى الشعب له أمضى أثر .. الكذب باسم الدين فى البسطاء أفيون خطر .. الكذب باسم الدين فى السودان سحر مستمر والشعب مغشى البص ر .. سر ياعمر .. ! عشرون عاماً من شقيات النساء ترضعون .. من بائعات الشاى .. لاتتورعون .. من سائقى الركشات .. عمال الطبالى تسرقون . .تباً لعصرك ثم تب ! ************************************* عشرون عاماً يا عمر .. بمواردنا ومكاسبنا .. كنانة والرهد .. بعتم أراضينا ولا ندرى لمن ؟ بعتم أراضينا ولا ندرى الثمن ؟ بيعاً وإيجاراً .. ورهن .. إنه الجرم الذى لا يغتفر ! أين المفر يا عمر .. أين المفر ؟ وبعد عشرين عجافاً .. شجرة الزقوم رمز المؤتمر..!! )أنها شجرة تخرج من أصل الجحيم .. طلعها كأنه رؤوس الشياطين ( إبن يا نافع لى صرحاً أغر أوماتدرى بأن هذا الشعب مغشى البصر ؟ إلق عليه من فتات الخبز يأتى منهمر إلق عليه من فتات العيش يأتى منفجر نحو السيادة والشموخ المستقر .. صوب القوى الأمين المنتصر أكذا القوى ؟! أكذا القوى مطارد بجرائم الحرب اللعينة فى مطارات الدول؟ أكذا الأمين يا عمر ؟ ألا يا أيها النيل تبارك و انهمر .. ألا يا أيها النهر تدفق وانكسر .. ألا يا أيها الشعب الخطر .. ألا يا أيها الشعب تدافع وانفجر .. ألا يا أيها الشعب انتصر !! |
************************
| |
|
|
|
|
|
|
Re: شاعر سوداني يهجو المؤتمر الوطني (Re: Nazik Eltayeb)
|
Quote: تباً لعصرك ياعمر.. تبًا لعصرك ثم تب عشرون عاماً.. تسرقون .. وتكذبون .. ترقصون وتذكرون الله دجلاً بالهتاف وبالتمائم واللحى .. وبعض آيات السور .. عشرون عاماً .. تشربون دماءنا .. ومياهنا .. والنفط والثروات من كل الحفر .. عشرون عاماً تأكلون من الضرائب والعوائد .. تحصدون الحرث .. والنسل وحبات المطر.. عشرون عاماً تأكلون من النفاياتِ والقيمة المضافة .. والعوائد .. والوبر .. عشرون عاماً يا عمر .. والشعب مغشى البصر .. سر ياعمر ********************************* عشرون عاماً فى أراجيفٍ وزيفٍ وضلالٍ .. وسعر قد بنيناها شوامخ .. جامعاتٍ مشرئباتٍ .. طرائق وكبارى .. ونفق حقاً نفق .. حقاَ نفق !! ماذاك إلا العشر من عشر الضرائب ياعمر .. بل ذاك إستثمار رهطك فى البلاد وفى البشر ..! تستثمرون بمالنا فينا ونهتف .. ياعمر ..! ****************************** وعظائم العشرين عاماً لاتعد .. فرية كبرى تعالت وانطلت .. كل الفواتير اللعينة مزقت !! كل الصفوف قد توارت واختفت .. الفواتير تسدد .. لاتمزق ياعمر الشعب قد دفع الثمن .. دفع الفواتير اللعينة خبزاً .. وبنزيناً .. وسكر .. ونكد .. ****************************** بالله بالدين المطهر تكذبون .. بالله بالدين المطهر تسرقون .. وترقصون حتى موائدنا اختفت .. غدت (الفلافل) أكلنا .. لغدائنا وعشائنا .. نقتاتها فى الشارع المغبر .. لا ألماً نحس ولا خطر .. والشعب مغشى البصر سر ياعمر .. ************************************************ ومشايخ فوق المنابر يهتفون .. يأمرون بطاعة الرحمن والرسل الكرام .. وبالعمر هذا العمر .. هذا الأمام المنتظر . لاتخرجوا عن طوعه فتطردون وتحشرون لست الأمام مبايعاً لست الخليفة ياعمر والشعب مغشى البصر .. سر ياعمر عشرون عاماً .. تكذبون .. وترقصون .. وتهتفون (هى لله لا للسلطه ولا للجاه ) بل هى للسلطة هى للجاه .. يا الله .. يا الله .. ! الكذب باسم الدين فى الشعب له أمضى أثر .. الكذب باسم الدين فى البسطاء أفيون خطر .. الكذب باسم الدين فى السودان سحر مستمر والشعب مغشى البص ر .. سر ياعمر .. ! عشرون عاماً من شقيات النساء ترضعون .. من بائعات الشاى .. لاتتورعون .. من سائقى الركشات .. عمال الطبالى تسرقون . .تباً لعصرك ثم تب ! ************************************* عشرون عاماً يا عمر .. بمواردنا ومكاسبنا .. كنانة والرهد .. بعتم أراضينا ولا ندرى لمن ؟ بعتم أراضينا ولا ندرى الثمن ؟ بيعاً وإيجاراً .. ورهن .. إنه الجرم الذى لا يغتفر ! أين المفر يا عمر .. أين المفر ؟ وبعد عشرين عجافاً .. شجرة الزقوم رمز المؤتمر..!! )أنها شجرة تخرج من أصل الجحيم .. طلعها كأنه رؤوس الشياطين ( إبن يا نافع لى صرحاً أغر أوماتدرى بأن هذا الشعب مغشى البصر ؟ إلق عليه من فتات الخبز يأتى منهمر إلق عليه من فتات العيش يأتى منفجر نحو السيادة والشموخ المستقر .. صوب القوى الأمين المنتصر أكذا القوى ؟! أكذا القوى مطارد بجرائم الحرب اللعينة فى مطارات الدول؟ أكذا الأمين يا عمر ؟ ألا يا أيها النيل تبارك و انهمر .. ألا يا أيها النهر تدفق وانكسر .. ألا يا أيها الشعب الخطر .. ألا يا أيها الشعب تدافع وانفجر .. ألا يا أيها الشعب انتصر !! |
لك جزيل الشكر الأخ الكريم خضر عطا المنان على هذه القصيدة المعبرة .. دمت بالف خير ..
| |
|
|
|
|
|
|
Re: شاعر سوداني يهجو المؤتمر الوطني (Re: Nazik Eltayeb)
|
الأخت أماني العجب ... تحية خالصة.
الآن تذكرت أين سمعت هذه القصيدة.
في حوالي العام 1995، تداول المغتربين في بلاد المهجر هذا النص (كان التداول بالورق طبعاً) وانتشرت بينهم دون أن نعرف من كاتبها (وقد قدّرنا أنه لم يشأ وضع اسمه عليها)، وقد كانت معنونة بـ(المنقذ من الإنقاذ).
بعد أن تذكرتها، رجعت أبحث في ملفاتي القديمة على الكمبيوتر، ووجدتها أخيراً. القصيدة طويلة، لا أدري إذا كان التسجيل ناقص أم أنه لم يقرأها كاملةً.
عاطر التحية
| |
|
|
|
|
|
|
Re: شاعر سوداني يهجو المؤتمر الوطني (Re: محمد أبوالعزائم أبوالريش)
|
Quote: الآن تذكرت أين سمعت هذه القصيدة.
في حوالي العام 1995، تداول المغتربين في بلاد المهجر هذا النص (كان التداول بالورق طبعاً) وانتشرت بينهم دون أن نعرف من كاتبها (وقد قدّرنا أنه لم يشأ وضع اسمه عليها)، وقد كانت معنونة بـ(المنقذ من الإنقاذ).
بعد أن تذكرتها، رجعت أبحث في ملفاتي القديمة على الكمبيوتر، ووجدتها أخيراً. القصيدة طويلة، لا أدري إذا كان التسجيل ناقص أم أنه لم يقرأها كاملةً.
عاطر التحية |
شكراً الأخ الكريم محمد أبو العزائم أبو الريش ولك التحية والتقدير .. القصيدة تتكون من 181 بيت ولكن هذا هو الجزء الذي وصلني ! اسم القصيدة الكيزان ..."أيخادعون الله أم أنفسهم يخدعون"؟ واسم شاعرها الطاهر أحمد المصطفى.. دمت بالف خير ..
| |
|
|
|
|
|
|
Re: شاعر سوداني يهجو المؤتمر الوطني (Re: Amani Al Ajab)
|
تحياتي أماني العجب والمتداخلين، كنت أظن أن صاحب هذه القصيدة هو إدريس البنا! هل من برهان على أن هذا الشخص هو شاعرها؟
Quote: Last Update 11 January, 2009 08:34:28 AM المنقذ من الإنقاذ د. أسامه عثمان، نيويورك [email protected] “المنقذ من الإنقاذ أيخدعون الله أم أنفسهم يخدعون” كان هذا هو عنوان قصيدة عصماء نظمت في أوائل سنوات التسعين من القرن الماضى ونظام الإنقاذ جاث بكلكله على صدر الوطن متخفيا تارة ومظهرا لوجه كالح في حالات أخرى، في إطار ما عرفنا لاحقا أنه كان يسمى بمرحلة التمكين.
ولقد وردتنا القصيدة ونحن في باريس عندما أراد صاحب نشرة كانت تصدر في باريس نشر القصيدة أو جزءً منها وكانت المشكلة أن القصيدة قد وردت دون اسم شاعر معروف ولم يرد صاحب النشرة نشرها دون أن تكون معروفة المصدر خصوصا وأن صاحبنا ممن يحرصون أشد الحرص على التيقن من المصدر قبل نشر أي شيء في تلك النشرة المتميزة التي كان يجمع ويكتب موادها ويطبعها بنفسه على جهاز الماكنتوش الذي اقتناه خصيصا لذلك الغرض بقرض قضى ردحا من الزمن في سداده ، كان يطبع النشرة ويأخذها إلى مكان للتصوير ويعد عناوين المشتركين ويرسلها لهم بريدا في رأس كل شهر ، وكانت من أوثق المصادر وقتها وصارت لها سمعة ومصداقية في خضم النشرات والصحف المعارضة التي كانت تصدر في ذلك الوقت ولقد تطورت تلك النشرة الصغيرة لتصبح موقعا إلكترونيا لجريدة تصدر من باريس وتعد المصدر الرئيس للأخبار والتحليلات الموثوقة عن السودان وكثيرا ما تنقل الصحف السودانية الورقية عن ذلك الموقع الباريسي الموثوق المصادر. لقد كاد صاحبي أن يلدغ ذات مرة من قناة المصداقية عندما ورده خبر من مصدر في لندن بأن فلانا قد أعتقل ووضع في مكان غير معروف وكان النبأ خطيرا لكثرة ما كان يرد في كل صباح عن بيوت الأشباح وما يلاقيه فيها زوارها وتواترت الشهادات بالتعذيب من مختلف المصادر، وبما أني كنت أعرف الشخص المعني طلب مني صاحبي التحقق قبل أن ينشر الخبر فاتصلت بأم درمان ووجدت من عناه الخبر كما عهدته لم يتحرك عن” ثوابته” قيد أنملة بينما صارت ثوابت الإنقاذ متحركات باستمرار كان صاحبي عندما هاتفته يتناول فطوره لصباح الجمعة المكون من القراصة بالدمعة المصحوبة بالبصل الأخضر وهذا أمر قد درج عليه منذ أن قدم من الشمالية إلى المدينة قبل سنوات طويلة ولم يحيد عن هذه السنة إلا لبعض أشهر قضاها في سجن كوبر في زمن مضى. قلت لصاحبي القصيدة غير ممهورة بتوقيع تقية لأن صاحبها كان لا يزال رهين المحبس وان غيره ينشرون كتبا دون أن يمهروها بتوقيعهم ومن ذلك كتاب وكتيبات كانت تصدر باسم حزب الأمة ولكنك تدرك من أول سطر فيها من كتبها، حيث أن للصادق المهدى أسلوب يميزه ويستطيع القارئ أن يتبينه دون كبيرعناء. قلت لصاحبي إن هذه القصيدة التي تفوق أبياتها المئة يكاد كل بيت فيها يشئ بقائله ونفسها من نفس البنا الكبير وكل القرائن والدلائل فيها تدل على أن قائلها هو الشاعر إدريس البنا وما عليك إلا أن تنشرها على مسؤوليتي فالسيد إدريس البنا قبل أن يكون عضوا في مجلس رأس الدولة وسياسيا من حزب الأمة فهو شاعر ولا خلاف على شاعريته ولا مطعن فيه وعلى كل من حق السيد إدريس البنا أن ينكر نسبتها إليه إن شاء . وقبل أن نعود للسيد إدريس البنا وأهمية القصيدة فلنقرأ معا هذه الابيات من مطلعها:
ملأوا سماء بلادنا تضليلا ** وبأرضنا غرسوا لنا تدجيلا
واستمطروا سحب الضلال فأنبتت ** في كل شبر للضلال حقولا
يتحدثون عن الطهارة والتقى ** وهموا أبالسة العصور الأولى
وهموا أساتذة الجريمة في الورى ** وأخالهم قد علموا قابيلا
هم قادة "الإنقاذ" أرباب اللحى ** جاءوا وقد صحبوا الغراب دليلا
ركبوا على السرج الوثير وأسرعوا ** باسم الشريعة يبتغون وصولا
وثبوا على حكم البلاد تجبرا ** فأتى الشقاء لنا يجر ذيولا
وأهمية القصيدة تنبع من أنها تمثل نموذجا من أدب المقاومة وتسجيلا أدبيا لأحداث صار بعضها في حكم التاريخ ويمثل وقفات في تاريخنا الحديث الذي لا تزال بعض فصوله لم تكتمل بعد. وكما سنرى من أبيات القصيدة فهي قد كتب ولم تكمل الإنقاذ عامها الثاني وكانت في مرحلة العسف والشمولية القابضة مع ما يلازمها بالضرورة من تجاوزات وانتهاكات لحقوق المواطنين باسم "الشرعية الثورية" تارة وباسم "التمكين" تارة أخرى. ومن سمات هذه الفترات إقامة المحاكم لرموز العهد السابق هذا إن لم تكن قد نصبت لها المشانق أو صفتها عند وقوع الانقلاب.
وكان إدريس البنا من أوائل ضحايا تلك الفترة حيث اختير لسبب ظل سرا خفيا حتى الآي ليحاكم دون غيره من رموز فترة الديمقراطية في محكمة أشبه بالمهزلة كما هو متوقع في مثل هذه الحالات وحكمت عليه المحكمة العسكرية بالسجن وأغلب الظن أن هذه القصيدة قد كتبت في فترة السجن وتسربت إلى الخارج. ولقد وقعت متغيرات كثيرة منذ كتابة القصيدة على مستوى شاعرها ومستوى نظام الإنقاذ موضوعها. فعلى مستوى إدريس البنا فقد خرج من السجن ودخل الحياة السياسية بشكل ما في عهد النظام الذي هجاه ثم ترك حزبه وأعلن أنه قد التحق بالحزب الاتحادي الديمقراطي ودعي إلى مؤتمر المرجعيات في القناطر الخيرية فيما يروي الكاتب الموثق فتحى الضو في كتابه المرجعي "سقوط الأقنعة" وكنت قرأت للسيد إدريس البنا ذات يوم في منتصف التسعينات في مجلة "الملتقى" أنه قد اعتزل السياسة وسيقضي ما تبقى له من عمر في الاهتمام بالأدب والشعر وأنه قد شرع في ترجمة بعض قصائد الحقيبة للغة الانكليزية ونشر نماذج من ذلك فيها درجة عالية من التمكن من الشعر واللغة الانكليزية معا وقلت عندها لمن حولى هذا نموذج رائع للسياسي الذي يعرف متى ينسحب من الحياة العامة ويجد شيئا مفيدا يفيد به شعبه ويستغرق ما تبقى له من عمر واستشهدت بسنغور الذي صار عضوا في مجمع الخالدين في فرنسا بعد ان ترك الحكم طوعا ولكن يبدو أني كنت متفائلا بعض الشيئ لأننا لم نر شيئا من ترجمات قصائد الحقيبة بعد تلك النماذج المنشورة. وقبل أن نرى ما كان من أمر تغير في النظام موضوع القصيدة فلنرى معا هذا المقطع الذي جاء بعد نقده لنظام التعليم الذي لا زم الحديث عن إعادة صياغة الإنسان السوداني في إطار المشروع الحضاري ومأ إلى ذلك من شعارات الإنقاذ في سنينها الأولى.
قد أفسدوا أبناءنا وبناتنا ** واستعبدوهم يفّعا وكهولا
ختم على أبصارهم وقلوبهم ** حتى غدا تفكيرهم مشلولا
دفعوا بهم نحو الجنوب غواية ** فتجرعوا كأس الردى معسولا
حسب أن حرب الجنوب خرافة ** لو قالها إبليس بات خجولا
زعموا أن الفيل كان يعينهم ** والقرد ظل "جهاده" مبذولا
فيفجر الألغام قبل وصولهم ** حتى يسهل زحفهم تسهيلا
وتردد الأشجار رجع ه########م ** وتسير خلف صفوفهم تشكيلا
وتحلّق الأطيار فوق رؤوسهم ** وكذا الغمام يظلهم تظليلا
هذه شمائلهم وتلك صفاتهم ** فهل نرتجي من هؤلاء جليلا
تا الله ما خبروا الجهاد وإنما ** لبسوا الجهاد أساورا وحجولا
وبالطبع كانت حملة صيف العبور في أوجها وقتها ولم يكن الاتفاق الإطاري قد وقع في مشاكوس
قبل أ ن توقع اتفاقية نيفاشا وتدخل البلاد مرحلةشرعية غير شرعية الانقلاب
ولم يسلم بعض ممن تعاملوا مع الإنقاذ في بداياتها من غير لم يعرف لهم انتماء لجماعات الإسلاميين أو كانوا يوما في زمرة اليسار من لسان الشاعرفيأخذ نموذجين لذلك في قوله:
جاءوا ب "شدو" كي يدافع عنهمو * وب "سبدرات" كي يدق طبولا
عجبي لكل مثقف متهالك * يسعى إلى حضن الطغاة عجولا
يقتات من عرق الضمير ويرتمي * فوق الموائد جائعا وأكولا
أو يرتدي ثوب الخيانة خائفا * أو خائنا متخاذلا وذليلا
قد أسرفوا في كذبهم وضلالهم * حسبوا الشهور كلها "أبريلا"
ولقد مضى شدو إلى رحمة ربه قبل أن تكف لجنة حقوق الإنسان عن رفع اسم السودان من الدول التي تحتاج إلى مقرر خاص، أما سبدرات الذي أتوا به كي "يدق طبولا" فقد انتقل من وزارة الإعلام ليحل محل شدو “كي يدافع عنهمو “ عندما صار وزيرا للعدل، أما طبول الإعلام فقد مضى الشاعر في وصفها قائلا:
جعلوا من الإعلام إفكا صارخا * يستهدف التزييف والتبجيلا
فالقطن في التلفاز بات مفرهدا * لكنه في الحقل كان ذبولا
والقمح يبدو سامقا متألقا * والفول مال يداعب القندولا
ظلوا يمنوننا بأبرك موسم * وأتى الحصاد فلم نجد محصولا
ومداخن للنفط طال زفيرها * ولكنها لا تنتج البترولا
وبدت مصايفنا كأشباح الدجى * وغدت بفضل المفسدين طلولا
ومصارف التطفيف أضحت موردا * للملتحين وجنة ونخيلا
لم يشهد السودان مثل فسادهم * ابدآ ولا رأت البلاد مثيلا
ولا شك أن مداخن النفط قد” أنتجت بترولا “صار هو مورد البلاد الرئيسي من العملات الصعبة
وبما أن ما عرف بالمفاصلة لم يكن قد وقع عند كتابة القصيدة فقد جاء فيها:
اتخذوا الترابي شيخهم وإمامهم * وكأنه فاق المشائخ طولا
خلعوا عليه عباءة فضفاضة * ليعيد مجد المسلمين ضئيلا
فسعوا إليه مسبحين بحمده * وجثوا على أقدامه تقبيلا
ما أنزل الله البلاء وإنما * قد جاء تحت ردائهم محمولا
هم أنزلوه ووطدوا أركانه * حتى تمدد في الديار شمولا
نهبوا مواردنا فصارت مرتعا * لذوي اللحى وذوى الأيادي الطولي
سرقوا صناديق التكافل جهرة * وبشعبنا كان الإله كفيلا
ويوثق الشاعر لواقعة ربما نساها الناس وهو النشاطات التي كانت تقوم بها وزارة التخطيط الاجتماعي التي تولاها السيد على عثمان لينفذ من خلالها رؤية الإسلاميين وقتها لإعادة صياغة إنسان السودان وفقا للخيار الأيديولوجي للنظام
في كل يوم يخرجون ببدعة * والشعب يرقب إفكهم مذهولا
نادوا بتعظيم الصلاة كأنها * لم تلق عند المؤمنين قبولا
فمتى استهنا بالشعيرة إخوتي * حتى نعيد لأمرها تبجيلا
وكأننا كنا مجوسا قبلهم * أو عابدين مع الهنود عجولا
لم نعرف الإسلام قبل مجئهم * كلا ولا بعث الإله رسولا
زعموا بأنهم بناة حضارة * وهمو البناة لصرحها تفعيلا
أمن الحضارة أن نبيت على الطوى * عطشى ومرضى بكرة وأصيلا
هل دولة الإسلام كانت مغنما * للمفسدين ومرتعا ومقيلا
ويشير الشاعر إلى ما عرف بتنازل العسكريين عن الحكم طوعا لاستهلال مرحلة جديدة تنهي مرحلة الشرعية الثورية وتوطيد مرحلة التمكين وفقا للسيناريو الذي كان معدا قبل وقوع الإنقلاب.
زعموا بأن الحاكمين تنازلوا * والشعب صار الحاكم المسئولا
قالوا هو العهد الجديد فكبروا * متفاخرين ومارسوا التهويلا
إين الجديد، فلا جديد وإنما * نسجوا من الثوب القديم بديلا
ما بدلوا شيئا سوى ألقابهم * فعقولهم لا تعرف التبديلا
بقى النظام العسكري بقضه * وقضيضه يستشرف المجهولا
وتتخذ القصيدة منحى أنصاريا في آخرها يستنكر فيه الشاعر على أهل النظام الانتساب لدولة المهدي الإسلامية فيقول:
زعموا بأنهمو حماة تراثنا * اتخذوا من المهدى الإمام دليلا
نسبوا مهازلهم إلى راياته * وتشبهوا بجهاده تضليلا
كذبوا فما تبعوا الإمام وإنما * تبعوا الهوى والبغي والتختيلا
فإمامنا المهدي كان مجاهدا * في الله حق جهاده وأصيلا
تا الله لو بعث الإمام مجددا * فينا، لأشرع سيفه مصقولا
ويشير إلى واقعة محاولة الاستيلاء على قبة الإمام المهدي وتصدي الأنصار لها
أنسوا تطاولهم على محرابه * يوم استباحوا صرحه المأهولا
وتدافعوا نحو الضريح سفاهة * ليشوهوا تاريخنا الموصولا
وقفوا كأبرهة على أبوابه * متربعين ويبتغون دخولا
سيجئ يوما يدفعون حسابه * رجما كما رجم الإله الفيلا
يا قبة المهدي رمز فخارنا * سنعيد فوق جبينك الإكليلا
وتأتي القصيدة مستجيبة لما كان هو الحل وقتها أي الاستئصال الكامل للنظام والمواجهة وفي ذلك يقول:
يا بقعة الأحرار يا أم القرى * سنضئ في غسق الدجى القنديلا
ما معشر الأنصار يا أهل التقى * سيروا على نهج الإمام عديلا
من غيركم نصر الإله مجاهدا * من غيركم ملأ البطاح صهيلا
لا تستجيبوا للطغاة فإنهم * يسعون بين صفوفكم تعطيلا
هبوا مع الشعب الجريح جماعة * كي نسترد من الطغاة النيلا
أين القيادة يا مصابيح الدجى * هبوا لنشعل للنضال فتيلا
فالشعب لا يرضى بغير رحيلهم * أبدا وهم لا يبتغون رحيلا
والشعب ما مل النضال ولا انحنى * ما كان يوما بالعطاء بخيلا
لن نستعيد من الطغاة خيارنا * إلا إذا جرت الدماء سيولا
يا معشر الأحرار يا أهل التقى * فلتشهدوا التحريف والتبديلا
وتختتم القصيدة في نهايتها بنبرة متفائلة كأنها من لامية إيليا أبو ماضي:
أيها المشتكي وما بك داء كيف تغدو إذا غدوت عليلا
حيث يقول شاعرنا:
فأمدد يمينا يا أخى متوثبا * حتى نشد الساعد المفتولا
فغدا نرد الظلم عن ساحاتنا * وغدا نرى وجه الحياة جميلا
د. أسامه عثمان
حجب الرقيب هذا المقال عن النشر في جريدة الصحافة بتاريخ الثلاثاء 6 يناير 2009 |
| |
|
|
|
|
|
|
Re: شاعر سوداني يهجو المؤتمر الوطني (Re: محمد عثمان الحاج)
|
Quote: تحياتي أماني العجب والمتداخلين، كنت أظن أن صاحب هذه القصيدة هو إدريس البنا! هل من برهان على أن هذا الشخص هو شاعرها؟ |
الأخ محمد عثمان الحاج لك التحية .. القصيدة قوية ومعبرة وصلني بان شاعرها هو: الطاهر أحمد المصطفى.. وإذا كان الخبر اليقين بان شاعرها هو شاعرنا الكبير البنا سنقوم بالتصحيح ..
| |
|
|
|
|
|
|
Re: شاعر سوداني يهجو المؤتمر الوطني (Re: Amani Al Ajab)
|
Quote: ملأوا سماء بلادنا تضليلا ** وبأرضنا غرسوا لنا تدجيلا
واستمطروا سحب الضلال فأنبتت ** في كل شبر للضلال حقولا
يتحدثون عن الطهارة والتقى ** وهموا أبالسة العصور الأولى
وهموا أساتذة الجريمة في الورى ** وأخالهم قد علموا قابيلا
هم قادة "الإنقاذ" أرباب اللحى ** جاءوا وقد صحبوا الغراب دليلا
ركبوا على السرج الوثير وأسرعوا ** باسم الشريعة يبتغون وصولا
وثبوا على حكم البلاد تجبرا ** فأتى الشقاء لنا يجر ذيولا
|
| |
|
|
|
|
|
|
Re: شاعر سوداني يهجو المؤتمر الوطني (Re: Amani Al Ajab)
|
Quote: قد أفسدوا أبناءنا وبناتنا ** واستعبدوهم يفّعا وكهولا
ختم على أبصارهم وقلوبهم ** حتى غدا تفكيرهم مشلولا
دفعوا بهم نحو الجنوب غواية ** فتجرعوا كأس الردى معسولا
حسب أن حرب الجنوب خرافة ** لو قالها إبليس بات خجولا
زعموا أن الفيل كان يعينهم ** والقرد ظل "جهاده" مبذولا
فيفجر الألغام قبل وصولهم ** حتى يسهل زحفهم تسهيلا
وتردد الأشجار رجع ه########م ** وتسير خلف صفوفهم تشكيلا
وتحلّق الأطيار فوق رؤوسهم ** وكذا الغمام يظلهم تظليلا
هذه شمائلهم وتلك صفاتهم ** فهل نرتجي من هؤلاء جليلا
تا الله ما خبروا الجهاد وإنما ** لبسوا الجهاد أساورا وحجولا |
| |
|
|
|
|
|
|
Re: شاعر سوداني يهجو المؤتمر الوطني (Re: Amani Al Ajab)
|
Quote: ججاءوا ب "شدو" كي يدافع عنهمو * وب "سبدرات" كي يدق طبولا
عجبي لكل مثقف متهالك * يسعى إلى حضن الطغاة عجولا
يقتات من عرق الضمير ويرتمي * فوق الموائد جائعا وأكولا
أو يرتدي ثوب الخيانة خائفا * أو خائنا متخاذلا وذليلا
قد أسرفوا في كذبهم وضلالهم * حسبوا الشهور كلها "أبريلا" |
| |
|
|
|
|
|
|
|