دعواتكم لزميلنا المفكر د.الباقر العفيف بالشفاء العاجل
|
زنقة ترزي يوم الوقفة
|
عم عثمان ترزي الحلة . مما شبينا وجدنا دكان عم عثمان الترزي في ناصية الحلة . كل جلاليبنا وعراريقنا وهديماتنا منذ الصغر هو الذي يتولى تحويلها من قماش لملبوسات . بغض النظر عن براعاته في الخياطة . لانه اصلا لم يكن لدينا خيار . 0 مثلا ( يا ولد جلابيتك الت العيد عايز يخيطها ليك عمك عثمان ولا ...... طبعا عم عثمان ) بمعنى البديل الوحيد له هو عم عثمان نفسه . لانه كون الوالد ياخذ القماش لداخل البندر يصبح ما في ضمان تعيد بجلابية جديدة . لان ترزية البندر يعطو اولوية لزبائنهم من البندر . وعم عثمان سعيد جدا بهذا الاحتكار والتفرد . وحتى اصبح يستغل هذا الموقف في تمشية اغراضه اليومية مثلا ( مالك يا محمد الموية الجايبة لي دي ما بارده مالا انت ما عايز تعيد السنة دي بجديد ولا شنو ) لهجة فيها تهديد واضح بانه جلابيتك يمكن ان تتجاوز العيد . فما عليك الا ان تتدارك الموقف وتخطف ( الكوز )من يد عم عثمان وتحضر موية من الزير الخاص بالضيوف .
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: زنقة ترزي يوم الوقفة (Re: درديري كباشي)
|
عم عثمان وظف معه احد ابناء الحلة لمعاونته في خياطة الزراير والاعمال اليدوية الاخرى وقد لقبناه نحن بزراره ساد اللقلب واختفى الاسم. اصبح زراره الساعد الايمن لعم عثمان الترزي . بل اصبح تدريجيا يكتسب اهمية موصلة من اهمية عم عثمان نفسه . واصبح في المناسبات ينتظرنا حتى نغسل له يديه قبل الاكل وبعد الاكل مثل ما يفعل معلمه عم عثمان . ونحن نخدم عثمان بكل ما نملك بل نتسابق من اجل يوم واحد في السنة وهو يوم العيد واحيانا في فتح المدارس . خياطة الزي المدرسي ايضا موسم له اهميته عندنا وعند العم عثمان . لكن لان افتتاح المدارس لا يقابل بنفس لهفة العيد لذلك لم يكن هنالك حرص قوي على الزي المدرسي مثلما لملابس العيد .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: زنقة ترزي يوم الوقفة (Re: درديري كباشي)
|
دخل رمضان مع بداية شهر رمضان يبدا بريق عم عثمان خافتا ثم يتوهج تدريجيا كهلال رمضان تماما . لكن العكس لان هلال رمضان يفقد اهميته كلما كبر حجمه وزاد وهجه وتوغل الشهر بينما يحدث العكس لعم عثمان . في حلتنا يوجد نادي واحد لكرة القدم وهو نادي النهضة . يتنافس مع اندية اخرى ولكن في قرى اخرى حولنا . اما النادي فيتنافس ابناء الحله في خدمته . في ذلك اليوم العاصف بالحماس بالنادي قيل انه ارسل سيف الدين ولد عبد الله النجار المغترب طقم فنايل جديد للنادي ومعه قماش للشورطات وقالوا ان هذا الطقم سيلعبون به في العيد مع فريق زائر من العاصمة للقرية في عيد رمضان , وفي لحظة حماس وقف العم عثمان وذكر بانه سيجهز السراويا اي الشورطات قبل العيد وهو متطوعا بذلك . مما حدى بابناء النادي التصفيق الحار للعم عثمان . ودفع بالقماش للعم عثمان ليقم بتجهيز حوالى ست عشر شورطا قبل وقفة العيد .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: زنقة ترزي يوم الوقفة (Re: درديري كباشي)
|
بدا عم عثمان والاقمشة والقصاصات تحيط به من كل جانب ..... وكل ما ياتيه زبون جديد يفكر في الاكتفاء والرفض ولكن يتذكر بانه الو فتح خانة للناس يمشو يجربو مكان ثاني يمكن لا يعودون وبالتالي لا بد من القبول ولسع رمضان في اوله .
والحمد لله المره دي تقريبا كل ناس الحلة معيدين جديد . عدا شخص واحد لم يمن عليه احد بقطعة قماش ولطالما تمنى العم عثمان الا يفعل احد . وهو خالد كبسه الشرير فرتاك الحفلات . شخصي ؤمن ويقتنع ان الانسان اصلا شرير يجب الا يكون مسالما . وشخص اذا وقف في اي حفلة تفرتكت الحفلة تطوعا دون ان يمد هو او احد يده .
صحيح ان صالح الجزار شرير لكنه يمكن السيطره عليه اما خالد كبسه فهو بركان ثائر بدون اي سبب . الحمد لله عد نصف رمضان ولم يمن احد على خالد بجلابية العيد . شعر عم عثمان ان هذا العيد سيمر بسلام طالما انه لن يخيط لخالد كبسة جلابية . لان حتى جلابيته لا ينتهي مشروعها بتسليمه اياها بل كل ما ياخذها ويجربها يعود متهيجا ومكسرا كل شي امامه ومدعي ان الاكمام ضيقه او قصيره . باخذها عم عثمان بيد مرتجفه ويعيد تفصيلها ليعود مره اخرى بسبب آخر .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: زنقة ترزي يوم الوقفة (Re: درديري كباشي)
|
تبقى على وقفة العيد ثلاثة ايام فقط . وعم عثمان بدا يفقد السيطره لانه بدا في قماش شورطات النادي وقبل ما يبدا في خياطته تذكر ان هنالك ناس دافعين مبالغ وعمل النادي هو عمل تطوعي . ترك الشورطات وذهب لجلابية عبد الله الجزار قصاها وقبل ان يبدا في خياطتها وجد حاجة التاية واقفة على الباب في انتظار عراريق احفادها يترك جلابية الجزار بعد ان قصقصها ويدخل في عراريق التاية . وقبل ان يخلص من قصها تدخل عليه حاجة السره مولولة في موضوع الملايات التي لاتزال قماشاتاها في طاقة كما هي . وعثمان في ربكته هذه يدخل عليه هادم الافراح ومنبع الاتراح بصوته الجهوري الاجش . وهو يحمل طاقة قماش من التيترون الابيض .
ويرفع عثمان راسه متمتما (خ.......ا.....ل...د)؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
| |
|
|
|
|
|
|
Re: زنقة ترزي يوم الوقفة (Re: درديري كباشي)
|
آآآآآآي ياني خالد ذاتو . الله دا ما كريم كنت عشمان لي في جلابية واحدة جاتني ليك طاقة كاملة من اخوي البرعي ولد العمدة .
عثمان الترزي بعد ان كان واقفا شعر بالانهيار وجلس ... وبدا يهمس ( هو كان يتمنى الا ينال خالد كبسة جلابية واحدة خلال هذا العيد الآن خالد امامه ومعه خمس جلاليب...... وحاول يهادنه ,
(خلاص يا خالد ولدي انا حا اجهز ليك جلابية واحدة تعيد بيها والباقي بعد العيد )
جلابية واحدة...جلابية واحدة يا خروف يا بغل ...وبدا يزبد ... انا عاوز ايام العيد الخمسة كل يوم بجلابية جديدة عشان اوري اولاد الحلة دي حاجة ...
شعر عثمان الترزي بان الامر فيه تآمر او مقلب عليه وهو يعرف ان البرعي ولد العمده حتى قبل ان يخرج من السودان كان بتاع هزار ومقالب . وفعلا عندما نظر الى الشارع شاهد من بعيد البرعي ميت بالضحك وحولة شلة من ابناء الحلة . وعرف بانه شرب المقلب .. واي مقلب .
اول حل عنده هو صرف خالد من امامه ( خلاص يا خالد ياولدي يوم الوقفة تلقاهم جاهزات الخمسة ) في هذه الاثناء كان زرارة متبكما بل يكاد لا يتنفس لانه لو صدرت منه اي كلمه او راي او تعليق هو يعرف بان رد خالد سيكون لطمة على الوجه فقد في مثللها قبل ذلك احد اسنانه في موقف مشابه من خالد نفسه. لذلك لزم الصمت . لكنه تأثر لحالة الاكتئاب التي اصابت عمه عثمان . ولذلك انتظر خروج خالد بفارق الصبر ليدلي برأيه . ويقدم له حلا اسعافيا سريعا ..
| |
|
|
|
|
|
|
Re: زنقة ترزي يوم الوقفة (Re: درديري كباشي)
|
ورأي زراره هو انه يعرف ليه ترزي في المدينة صاحبه ممكن يودي ليه جلاليب خالد ويرجعها منه يوم الوقفة .
ارتاح عم عثمان لهذا الحل وفعلا سلم قماش خالد لزراره وارسله للمدينة . وفي نهاية اليوم عاد زراره من المدينة بعد ان اكد ان جلاليب خالد كبسة ستكون جاهزة يوم الوقفة في الصباح .
عدى عم عثمان هذين اليومين على احر من الجمر يقفذ بين الاقمشة . بعد ان كان يعتقد ان العيد لا زال بعيدا شاهد الايام اصبحت تجري كالثواني .
الى ان جاء اليوم الموعود يوم الوقفة . هو في ذلك اليوم بعث تلميذة زراره لاحضار جلاليب خالد قبل ان يفتح المحل . وحضر هو الى الدكان في تحضير الملابس الجاهزة للتسليم وتحضير الاعذار للآخرين . وفي كل راس ساعة يناظر ناحية الشارع ليراقب حضور زرارة من البندر .
وبدأ ترموتر القلق والتوتر يرتفع مع مرور الزمن ..
ستمر الحال الا ان انتصف النهار . وبدا العصر يدخل ولم يظهر زراره في الصورة وعندما اشتد قلق عم عثمان وهو يترقب في بركان الغضب خالد . خرج من دكانه واقفا في الشارع يترقب الشارعين الشارع الذي سايتي منه زراره من البندر والشارع الذي يمكن ان يظهر منه الشيطان خالد كبسة . فهو تجمدت عنده كل الاهداف سوى هذين الهدفين ......... الى ان تاتي الطامة الكبرى .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: زنقة ترزي يوم الوقفة (Re: Ahmed al Qurashi)
|
Quote: قد استمتعت كثيرا بهذا السرد والحكي
واصل ونحن في انتظارك وكلنا تعاطف مع عم عثمان
يا اخي زي جلاليب خالد الشرير كان يبدا بيهم حتى يأمن شره
لك كل الود والتقدير |
سلام يا قرشي
الراجل جباهم قبل ثلاثة يوم من العيد وعايزهم كلهم قبل العيد يعني حتى لو تفرغ ليهم مافي طريقة ود عير المراجعات وعدم القناعة بعد التسليم
مشكور على الطلة وربنا يمتعك بالصحة والعافية ويكفيك شر الحقارين
| |
|
|
|
|
|
|
|