رطل السكر في حلتنا بقى بثمانية وعشرين رطل دخن !!

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-24-2024, 11:33 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الثالث للعام 2013م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
08-02-2013, 01:17 PM

الأمين عبد الرحمن عيسى
<aالأمين عبد الرحمن عيسى
تاريخ التسجيل: 10-25-2011
مجموع المشاركات: 1680

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
رطل السكر في حلتنا بقى بثمانية وعشرين رطل دخن !!

    لو رأيت الرجل يسير في وقار واعتداد بالنفس في جلبابه ناصع البياض ذي التفصيلة الأنصارية المميزة ومركوبه الذي يشبه لونه لون الصمغ العربي وعمامته الملفوفة بعناية شديدة والتي تتدلى منها عزبة طويلة وقامته المديدة ووجه الذي ينضح بالبشر والرضاء، لو رأيت الرجل أمامك لظننت أنك بلا شك قدر لك أن تقابل حاكم الولاية أو واليها.. وإن لم يكن هو الوالي أو الوزير.. إذن فقد أسعدك حظك أن تقابل أحد وجهاء المدنية وأعيانها..
    لن تصدق لو أنك أخبرت أنك في حضرة مزارع لا يملك من الدنيا سوى دار صغيرة في القرية ورقعة من الأرض يفلحها هو وأبناؤه.. يعمل فيها بمفرده ينظف الأرض ويرمي بالبذور ويحش ويجنكب .. ثم من بعد حين يحصد زرعه .. ويؤتي حقه يوم حصاده ..
    كان مزارعا غير كل المزارعين .. يعمل بحكمة الشيخ فرح ود تكتوك .. يزرع مبكرا ويحش مبكرا .. لا يستأجرا أحدا ليعمل معه .. فقط هو وأهله ... زوجته وأبناؤه .. وكان حصاده دوما الأعلى قدرا والأوفر.. لكنه كان لا يعبأ محصوله ويتوجه به إلى سوق الأبيض ليبيعه ويقبض دراهم معدودات.. أبدا كان قليل التعامل بالمال .. لكنه كان دقيقا في الحساب...
    كان يضع كل إنتاجه من الموسم في المطمورة .. يحفر المطمورة بنفسه بمقاييس يعلمها ويضع في قعرها من البتتاب ما يحمي الذرة أو الدخن من أي رطوبة تسبب عطبا أو إتلافا للمحصول ويحيط جوانبها أيضا بقناديل المحصول المتبقية بعد درس المحصول وتذريته..
    بعد أن يطمئن أن جميع محصوله قد استقر في المطمورة .. يقوم إلى مخزون العام الماضي فيفتح المطمورة بعناية ومنها يأخذ كل حين ما يحتاج لإطعام أسرته .. وما يحتاج أن يبيعه ليشتري لوازم بيته البسيطة .. قليل من السكر والشاي والبن..
                  

08-02-2013, 01:22 PM

الأمين عبد الرحمن عيسى
<aالأمين عبد الرحمن عيسى
تاريخ التسجيل: 10-25-2011
مجموع المشاركات: 1680

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رطل السكر في حلتنا بقى بثمانية وعشرين رطل دخن !! (Re: الأمين عبد الرحمن عيسى)

    عرفت الرجل صديقا لوالدي..
    جمعت بين والدي وذلك المزارع الحكيم علاقة مودة واحترام .. كان كلما وفد إلى مدينة الأبيض يزور مكتبة والدي ويمضيا وقتا يتآنسا ويتدراسا حال السودان وتحس بالبشر والسعادة تشع من وجهيهما.. جمع بينهما حبهما لكردفان .. وحدبهما على نمائها وتمسكهما بالزراعة والعمل والإنتاج ثم انتماؤهما لحزب واحد وإيمانهما الذي لا يتطرق إليه شك أن زعيم الحزب الشاب هو الأمل..
    أحمد نور طيبة .. ذلك المزارع الحكيم .. كان يتميز بذاكرة عجيبة.. منح أحمد خاصية حفظ أي حدث يمر به وتاريخ ذلك الحدث باليوم والتاريخين الهجري والأفرنجي .. لا أدري ما اسمها العلمي .. لكنه كان يتذكر أي حدث يمر به .. وإذا قابلك بعد زمن فإن حديثه سيتطرق بلا شك وبدون قصد إلى آخر لقاء له معك فيخبرك باليوم والتاريخ الميلادي والهجري اليوم والشهر والسنة الذي فارقك فيه.. إكتشفت أن أحمد يخزن جميع الأحداث في ذاكرته بهذه الدقة .. لا يقتصر ذلك على ما يمر به من أحداث بل كان كل التاريخ مخزن في الذاكرة.. يتذكر لقاءه معك ومع كل من يعرفهم .. يتذكر لقاء المهدي بالأشراف في كردفان .. قمت بامتحان ذاكرته يوما فذكرت له حدثا معينا ليس مهما جدا وقع قبل أكثر من ثلاثين عاما .. فعلق عليه وفي نفس اللحظة ذكر اليوم والتاريخ الأفرنجي والهجري.. وحفظت حديثه.. وعملت على مراجعة تلك التواريخ لأتأكد من مطابقة التاريخ لليوم بالتقويم الميلادي ولمقابله الهجري وكان أحمد نور طيبة دقيقا للغاية في حديثه.
    أمضى أحمد طفولته مرافقا لجده الذي شهد المهدية والذي كان قريبا من الأمام محمد أحمد المهدي .. وقد حفظ كل كلمة قالها جده وكل رواية حكاها عن المهدي .. فكتب ذلك في كتاب أسماه مائة يوم للمهدي في كردفان بقلم أحمد نور طيبة عليان.. حكي فيها عن تفاصيل تلك الأيام كشاهد عيان شهد تلك الأيام راويا عن جده..
    قابلته ذات يوم في سوق الأبيض وكنت أظنه ذاهبا لوالدي .. لكنه اعتذر أنه في عجلة من أمره .. وطلب مني أن أبلغ سلامه للوالد .. وقال لي بالحرف .. " أبلغ عني عمي عبدالرحمن .. قول ليهو أحمد نور طيبة قال ليك رطل السكر بقي عندنا في الحلة بثمانية وعشرين رطل دخن.."

    (عدل بواسطة الأمين عبد الرحمن عيسى on 08-02-2013, 01:54 PM)

                  

08-02-2013, 01:27 PM

الأمين عبد الرحمن عيسى
<aالأمين عبد الرحمن عيسى
تاريخ التسجيل: 10-25-2011
مجموع المشاركات: 1680

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رطل السكر في حلتنا بقى بثمانية وعشرين رطل دخن !! (Re: الأمين عبد الرحمن عيسى)

    ولما كان في عجلة فقد استفسرت منه قال لي لقد صار السكر غاليا جدا حتى أننا في البيت لأن نشتري حاجتنا اليومية من السكر نحتاج لأن نبيع ملوة كاملة من الدخن لنشتري ربع رطل من السكر.. وكل يوم تخرج زوجتي من المطمورة ملوة دخن .. ثم شرح لي أن الملوة تزن سبعة أرطال .. أي أن ربع رطل من السكر يوازي سبعة أرطال من الدخن .. وبالتالي فرطل السكر يوازي ثمانية وعشرين رطلا من الدخن..
    عجبت ... تلك معادلة لم ولا يعرفها أحد سوى أحمد نور طيبة !!
    وقد علمني إياها..
    واكتشفت معادلات عجيبة إثر مقولته تلك.. عرفت كم يعادل كوب الشاي في تكلفته من صادراتنا .. وعرفت أن السيارة ليلى علوي تكلفنا ما يعادل ألف وخمسمائة عام من الأشغال الشاقة ..وفهمت أشياء كثيرة لم أكن لأن أعرفها ولم أكن لأن أتعلمها في مدرسة أو جامعة .. وبسببها ألفت كتابي الذي أكتب عنه دائما .. الدولار من ثلاثين قرشا إلى آلاف الجنيهات ما السبب ومن المسؤول؟؟
    ...
    أعود من آن لآخر فأقول لنفسي .. ماذا لو لم يكن السكر غاليا هكذا في القرية .. ماذا لو كان السكر يباع لأحمد نور طيبة وأسرته بسعره العادي .. أو بسعر التكلفة .. فالسكر عند فجر الإستقلال كان يرد للسودان من كوبا بما يعادل تسعة ملاليم.. وتبيعه الحكومة للمواطن في المدينة بستة قروش .. أي بربح يوازي خمسمائة بالمائة .. تضع الحكومة خمسة قروش على كل رطل سكر يكلفها استيراده قرشا واحدا... هذا في المدينة حيث القانون ومراقبة السوق .. لكن في القرية فهناك إضافات تضاف لسعر الشاي والبن والسكر .. ومواطن القرية مسكين لا يحتج .. ويخبرك أن كل شيء يمكن ان يترك إلا السكر...
    ثم في عهد الندرة ظهر تجار السوق الأسود .. فاحتكروا السكر والجازولين .. أول سلعتين بدأ بيعهما من تحت الطاولة كانتا السكر والوقود.. ثم بدأ العمل بالبطاقة التموينية .. وما أدراك ما الفساد في توزيع السكر .. أولا نقصت الحصة المقررة للفرد.. وأخذت كوتات التموين المخصصة للقرية تباع في المدينة يشتريها تجار بعينهم من مكاتب التموين ويبيعونها بدورهم لتاجر القرية الذي يسعد به مواطنوه لأنه تمكن من أن يوفر لهم .. المعدوم..
    والمزارع يعرف انه مظلوم. لكنه لم يرق لأن يحسب المعادلة كما حسبها أحمد نورطيبة... فأحمد يعلم أن مقدارا معينا من محصوله يجب أن يذهب في مقابلة احتياجه من السكر .. فهو يعلم أن ملوة من الدخن تعادل رطلا من السكر، لكن أن يرتفع سعر السكر حتى تعادل ملوة الدخن القيمة ربع رطل فقط من السكر فذلك أمر يبرر شكواه لعمه عبدالرحمن...

    (عدل بواسطة الأمين عبد الرحمن عيسى on 08-02-2013, 01:44 PM)
    (عدل بواسطة الأمين عبد الرحمن عيسى on 08-02-2013, 01:51 PM)

                  

08-02-2013, 03:00 PM

الأمين عبد الرحمن عيسى
<aالأمين عبد الرحمن عيسى
تاريخ التسجيل: 10-25-2011
مجموع المشاركات: 1680

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رطل السكر في حلتنا بقى بثمانية وعشرين رطل دخن !! (Re: الأمين عبد الرحمن عيسى)

    أعود فأقول ماذا لو كانت أسعار السكر معقولة .. الإجابة كالآتي .. تستطيع الأسرة في الريف أن توفر في كل يوم ملوة دخن أي ما قدره جوالا من الدخن في الشهر وما مقداره إثني عشر جوالا من الدخن في العام... أي بعبارة أخرى فإن كل أسرة في الريف.. منتجة تخسر لصالح المدينة وتجارها وموظفيها وحكوماتها إثني عشر جوالا من الدخن سنويا.. وإذا حسبنا ذلك بعدد الأسر المنتجة في الريف لوجدنا الخسارة ضخمة .. ولو حسبناها لعشرات السنين أو لمتوسط عمر كل أسرة لوجدنا أنها كانت توفر للأسرة في الريف منزلا فخما .. وخدمات طيبة من المياه والكهرباء والطرق والمدارس والمستشفيات ,,, وكل شيء ..
    كان بإمكان المزارع توفير حياة رغدة له ولأسرته لولا هذا الظلم البين الذي يقع عليه بسبب السكر .. ومنذ العام 1969 منذ أن تولى نميري حكم السودان.. صار السكر الأداة التي لا يخجل مسؤولو المالية من رفع سعرها وبتبرير واه جدا مفاده أن الحكومة مضطرة لرفع الدعم عن السكر .. ومتى كانت الحكومة تدعم السكر؟؟؟
    نعلم أن مقدرة المزارع على مقاومة الضغط الواقع عليه من المركز متمثلا في تكلفة السكر الخرافية أمر عسير وصعب .. فلا نجد خيارا سوى أن نوجد للمزارع مصدرا آخر للسكر، و ذاك سيكون موضوع دراستنا المقبلة والتي سنعرض لها عنوانا منفصلا فيما بعد، والتي نعتبر طرحنا هذا اليوم مقدمة لها..
    تعتبر الموارد الطبيعية المتاحة للمواطن المنتج في كردفان هي الأكثر ثراء ووفرة - مطلقا ونسبيا - فكردفان في المنطقة الوسطى منها والجنوبية تذخر بأراض خصبة ومعدلات من الأمطار مناسبة إلى عالية، والتربة خصبة سهلة الفلاحة مقارنة بالتربة الطينية عالية اللزوجة في الخريف والمتشققة الجافة في الصيف، والغطاء النباتي من المرعى والأشجار كاف لأن يوفر كل ما يحتاجه مربو الماشية والحيوان..
    بالعودة بأهل كردفان إلى بدايات القرن العشرين حين كان السودانيون في اكتفاء ذاتي في كل حاجياتهم ما عدا القليل من الأشياء المستوردة، كان أهل كردفان يرفلون في رغد من العيش وكانت كردفان قبلة معظم أهل السودان وقبلة الوافدين من غرب القارة .. وهنا جاء التسمية كردفان الغرة أم خيرا برا، ثم ازدادت خيرا فصارت الغرة أم خيرا جوة وبرة.
    كانت العلاقة بين الريف والمدينة في اتزان سليم، القرية تنتج الغذاء، يأتي منها القوت الضروري، الذرة والدخن واللوبيا والويكة والصلصة، وتاتي منها الأغنام والأبقار والضأن والدجاج، وتأتي منها منتجات الحيوان، الألبان والروب والسمن والبيض واللحم والجلود، ويأتي من القرية القش للبناء والزبالة لطلاء المنازل والمراين والرصاص والمطارق لتشييد المنازل بالمدينة.
    أثاث المنازل في المدينة كله يأتي من الريف، العناقريب والبنابر والمقاشيش الخاصة بالحوش والخاصة بالبلاط من السعف، الأزيار والقلل والبرام، الفنادك وأعوادها والبروش وفروة الصلاة و الشمال..
    أواني الأكل والشرب كانت تأتي من القرية.. القرع والبخس والطبق والريكة والدوكة والمرحاكة والمشلعيب والهبابة والمفراكة والقرقريبة والدوراية والمندولة والكنتوش والسعن والقربة والركوة..
    وتأتي خيرات الدرت.. العنكوليب والتبش والنبق والقونقوليس والعرديب والقضيم والدليب والبطيخ والهالوق وفول ابونقوي وأبو ليلى والكالتوكالتو والويكة والفريك والعفوص والودك والكول والمرس والفول السوداني بأنواعه المركب والمدمس والمقلي والسمسم والدوم.
    وهناك ما يمكن أن يصنف ضمن المنتجات الطبية والعطرية القرض والحرجل والشيح والمحريب والسنا مكة والسنا سنا.
    تلك السلع وتلك المنتجات الريفية كانت تمثل مصدر دخل كبير جدا للمزارع وتشكل نسبة مقدرة من إيراداته، نسبة تفوق كثيرا ما يتحصله من عائد بيعه للمحاصيل النقدية في السوق ( الذرة والدخن والفول السوداني والسمسم والكركدي واللوبيا والبطيخ والصمغ العربي والحيوان ومنتجاته).
    ثم في المقابل كان المزارع يتسوق في المدينة كلما وفد إليها ليشتري ما لا يجده في دكان القرية أو ليشتري إحتياجاته الإستهلاكية بثمن أقل فيشتري السكر والشاي والبن والصابون وتشتري النساء بعض الثياب والريحة والدهانات وبعض أدوات الزينة والشباشب..
                  

08-02-2013, 08:40 PM

الأمين عبد الرحمن عيسى
<aالأمين عبد الرحمن عيسى
تاريخ التسجيل: 10-25-2011
مجموع المشاركات: 1680

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رطل السكر في حلتنا بقى بثمانية وعشرين رطل دخن !! (Re: الأمين عبد الرحمن عيسى)

    العائدات كانت متوازنة مع الإحتياجات لذا كان الجميع في سعادة وقناعة و في رغد من العيش.. مواطن القرية لا يفكر أبدا في النزوح إلى المدينة إلا في بعض الحالات النادرة ..
    ثم اتسعت المدينة وتطورت وتغير حال أهلها والبيوت صارت منازل والمنازل صارت شقق وعمارات وفيلات. والأثاث ما عاد العنقريب والبرش والزير، والجدران ليست تلك المطلية بالزبالة، والأسقف ما عادت المعروشة بالقش والمطارق والرصاص والمروق ..
    كل شئ تغير .. إختفت المفراكة من المطبخ واختفى المشلعيب وتلاشت من قواميس المعرفة الدوراية والمندولة والقدح و كاس القرع.. وصار كل ما ذكرنا آنفا تاريخا و فلكلورا وتراثا وثقافة نحكيها للصغار..
    بلغة الإقتصاد ما عاد هناك طلب لهذه المنتجات فتوقف إنتاجها، واقتصر النشاط الإقتصادي للمزارع على فلاحة الأرض وزراعة المحاصيل النقدية وتربية الحيوان.. لا توجد لدينا إحصاءات دقيقة لكن نستطيع أن نقدر أن دخل المزارع قد انخفض إلى أقل من النصف..
    حتى المحاصيل النقدية فقد واجه فيها المزارع منافسة شرسة من المستورد من الغذاء فوفد القمح ودقيقه من خارج البلاد، وتحول أهل المدينة إلى الخبز وتركوا الكسرة والعصيدة والمديدة والبليلة، وفي المدينة أنشأ المستثمرون مزارع التسمين ومزارع الألبان والدواجن ومصانع الزبادي والزبدة فنافست الدجاج القادم من القرية ونافست اللبن والروب والسمن والبيض..
    الإعراض عن منتجات القرية في ازدياد.. والموقف الاقتصادي للمزارع يهتز ويتزعزع.. ولا أحد من المسؤولين يحس أو يشعر والقليل من الباحثين والدارسين ينتبه لهذا الأثر، لا أحد يدرك أن مواطننا في الريف يعاني من كساد في إنتاجه ويتضرر من بوار في سلعه.. والحكام حينما يتذكروا الريف يتحدثون عن رفع المعاناه عن الجماهير... أو توفير خدمات الصحة والعلاج أو المدارس .. أو الطرق أو المياه أو الكهرباء .. فقط يتحدثون و لكن معاناه المواطن الحقيقية فلا أحد يحس بها.. لا أحد يدرك معاناة المواطن صارت الهم في الكسب والحصول على المال.
    لا أحد يعتب على مواطن المدينة خذلانه مواطن الريف في اعراضه عن منتجاته، يقولون لك هذه سنة الحياة التطور، على مواطن الريف أن يتطور، أن يتعلم لينفع نفسه ومجتمعه.. وبالفعل يتعلم الطفل من القرية ويصعد ويرتقي لكنه لن يعود للقرية سيفقد الإنتماء للقرية ويصبح همه هم أهل المدينة.
    الظلم الواقع على القرية ليس هو الإهمال من قبل الحكومة أو عدم توفر الخدمات بها، ليس ذلك فحسب بل أكبر ظلم حاق بالقرية هو إدبار مواطن المدينة عنها وخذلانه للمنتج فيها ودعمه بماله المنتجين الأجانب في كل أصقاع الدنيا، رواج التجارة الخارجية لم يكن أبدا لصالح المنتج في السودان بل كانت إزاحة له من الساحة لصالح المنتج الأجنبي..
    لن تستطيع أن تقنع مواطنا في المدينة بأن يشتري زيرا ويضعه تحت شجرة ظليلة في منزله دعما لمنتج في الريف ولن تستطيع أن تقنعه أن يتخذ الكسرة أساسا لوجبته الرئيسية في اليوم، لن تستطيع أن تشرح وله وتقنعه أنه بتناوله للخبز يدعم المزارع الأسترالي ويدعم أكبر مستورد للقمح في السودان ويعمل على زيادة ثروته، لن تستطيع أن تقنعه أن من واجبه بدلا عن ذلك أن يدعم الملايين من أهل القرى ويأكل في وجبته الرئيسية الكسرة.
    النتيجة الحتمية لنقصان إيرادات المزارع المالية هي العجز في ميزانه التجاري مع المدينة فمبيعات المزارع للمدينة تدنت بصورة كبيرة كما أسلفنا، ومشترياته من المدينة تضاعفت أسعارها فصار المزارع فقيرا لا يملك مالا وليس له من مدخر، بل لا يفي دخله بإحتياجاته الضرورية.
                  

08-02-2013, 09:52 PM

محمد حيدر المشرف
<aمحمد حيدر المشرف
تاريخ التسجيل: 06-20-2007
مجموع المشاركات: 20357

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رطل السكر في حلتنا بقى بثمانية وعشرين رطل دخن !! (Re: الأمين عبد الرحمن عيسى)

    متابعة واهتمام وتحية ..
    كل عام وانت بخير ..
                  

08-03-2013, 12:12 PM

الأمين عبد الرحمن عيسى
<aالأمين عبد الرحمن عيسى
تاريخ التسجيل: 10-25-2011
مجموع المشاركات: 1680

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رطل السكر في حلتنا بقى بثمانية وعشرين رطل دخن !! (Re: محمد حيدر المشرف)

    Quote: متابعة واهتمام وتحية ..

    ألف شكر وتقدير الأخ المشرف .. كل عام وانت بخير ودمت في حفظ الله ورعايته
                  

08-03-2013, 12:16 PM

الأمين عبد الرحمن عيسى
<aالأمين عبد الرحمن عيسى
تاريخ التسجيل: 10-25-2011
مجموع المشاركات: 1680

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رطل السكر في حلتنا بقى بثمانية وعشرين رطل دخن !! (Re: الأمين عبد الرحمن عيسى)

    النتيجة الحتمية لنقصان إيرادات المزارع المالية هي العجز في ميزانه التجاري مع المدينة فمبيعات المزارع للمدينة تدنت بصورة كبيرة كما أسلفنا، ومشترياته من المدينة تضاعفت أسعارها فصار المزارع فقيرا لا يملك مالا وليس له من مدخر، بل لا يفي دخله بإحتياجاته الضرورية.
    ليس ثمة بارقة أمل أن يتحسن حال المزارع، فهو يواجه منافسة خطيرة من أهل المدينة حتى في بيع منتجاته البسيطة، فالدجاج والبيض كما قلنا جاءت مزارع حديثة ممولة من البنوك في المدينة لتقصي وتنفر المشتري الميسور من إنتاجه الأقل إغراء وجمالا، واللبن والروب والسمن جاءت مزارع للألبان توفر اللبن لأهل المدينة والروب قامت مصانع فاخرة لإنتاج الزبادي، وأتم الظلم المستوردون الذين أبدعوا في استيراد كميات مهولة من اللبن المجفف ومن الزبد والسمن. وانتاجه من اللحوم وجد أيضا منافسة من أصحاب مزارع التسمين في أطراف المدينة.. أما الغلال التي كان يوفرها ويقتات من عائدها فقد نافسها القمح والدقيق المستورد، ونافستها المشاريع الزراعية الآلية الضخمة التي يملكها الأكثرة قدرة من أهل المدينة.. والمنتجات الريفية البسيطة المقشاشة والفندك والمشلعيب والبرش فما عاد أحد ممن يملك المال يعرفها...
    ماذا بقي للمزارع ؟؟
    كيف يعيش المزارع في ظل ظروف كهذي؟؟
    لا بد أن يهجر الزراعة ويفد إلى المدينة.. فيتحول من منتج إلى مستهلك .. و يصير عبأ ثقيلا كما هم من قبله سكان المدينة على من تركهم بالقرية..
                  

08-03-2013, 05:45 PM

محمد الطيب محمد
<aمحمد الطيب محمد
تاريخ التسجيل: 08-21-2006
مجموع المشاركات: 788

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رطل السكر في حلتنا بقى بثمانية وعشرين رطل دخن !! (Re: الأمين عبد الرحمن عيسى)

    لك التحية



    ومذيدا من الابداع





    كل سنة وانت بالف خير




    محمد الطيب
                  

08-06-2013, 08:14 PM

الأمين عبد الرحمن عيسى
<aالأمين عبد الرحمن عيسى
تاريخ التسجيل: 10-25-2011
مجموع المشاركات: 1680

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رطل السكر في حلتنا بقى بثمانية وعشرين رطل دخن !! (Re: محمد الطيب محمد)

    Quote:
    لك التحية
    ومذيدا من الابداع

    ..
    حفظك الله أخي محمد الطيب أحمد .. وكل عام وأنت بخير .. شكرا على المتابعة
                  

08-06-2013, 08:25 PM

الأمين عبد الرحمن عيسى
<aالأمين عبد الرحمن عيسى
تاريخ التسجيل: 10-25-2011
مجموع المشاركات: 1680

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رطل السكر في حلتنا بقى بثمانية وعشرين رطل دخن !! (Re: الأمين عبد الرحمن عيسى)

    sougAbuJahal.jpg Hosting at Sudaneseonline.com
    بعض منتجات المزارع التي كسدت
                  

08-06-2013, 08:27 PM

الأمين عبد الرحمن عيسى
<aالأمين عبد الرحمن عيسى
تاريخ التسجيل: 10-25-2011
مجموع المشاركات: 1680

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رطل السكر في حلتنا بقى بثمانية وعشرين رطل دخن !! (Re: الأمين عبد الرحمن عيسى)

    كنت كثيرا ما أتأمل في النمط الإنتاجي للمزارع بكردفان.. فاكتشفت، وربما كانت تلك معلومة معروفة لغيري، إكتشفت أن الزراعة لا تشغل كل وقت المزارع .. بل هي موسمية .. وقد لا تأخذ من وقته أكثر من ستة أشهر في العام .. بينما يمضي باقي الاشهر الباقية من العام في أعمال أخرى.. هي التي تشكل في نسبتها كما ذكرت أكثر من خمسين بالمائة من دخله.. وكنت حينما أحاول ان أبحث عن حلٍ لأزمات المزارع .. أقول ماذا لو يتحول المزارع إلى أي حرفة يتخذها عملا أساسيا إلى جانب الزراعة كعمل إضافي.. وكنت أستحضر النمط الإنتاجي الذي يمارسه أبناء وبنات جبال النوبة .. فهم طول العام يعملون في المدينة في مهن مختلفة .. لكنهم ما أن تبدأ تباشير الخريف حتى يشدوا الرحال للديار .. يعملون جميعا في جد واجتهاد في نظافة الأرض والزراعة والجنكاب ثم يتركون مزارعهم لبعض ذويهم ريثما تنضج لحصادها .. ويعودون لأعمالهم بالمدينة ..
    إذا انتهجنا هذا النظام يمكننا تشييد الكثير من المصانع التي يمكن أن تعمل بنظام الورديات الموسمية .. مثلا تعمل هذه المصانع في فترات فراغ المزارع .. وتتخذ المزارعين عمالا موسميين بها .. ثم تتوقف حين يهل الخريف.. فيتوجه الجميع لأرضهم يفلحونها.. حينئذ يصبح المزارع صاحب صناعة وصاحب أرض...
    كما أسلفنا فإن تطور الحياة في المدينة أدى إلى تحول كامل في نمط واحتياجات أهل المدن فصارت تلك الحاجيات كلها مستوردة .. وصار معروض أهل القرية في سوق المدينة غير مرغوب .. وتضاءل تدريجيا حتى اختفى.. بالتالي تحول أهل القرية إلى ملاذات أخرى ... إختار الشباب منهم الإنخراط في القوات المسلحة .. والبعض تمكن من الهجرة إلى خارج البلاد.. والغالبية صاروا من سكان المدينة يمارسون كل المهن في المدينة من باعة تحت الشمس إلى عمال تشييد وبناء إلى ميكانيكية وحدادين والبعض وفق ان يلتحق بدوايين الدولة.. والكثيرون بالطيع تلقوا تعليمهم الأولي والمتوسط والثانوي إلى الجامعي فانخرطوا في سلك أهل المدن ولم يرجعوا ثانية للقرية...
                  

08-06-2013, 08:37 PM

أمير عثمان
<aأمير عثمان
تاريخ التسجيل: 08-11-2009
مجموع المشاركات: 805

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رطل السكر في حلتنا بقى بثمانية وعشرين رطل دخن !! (Re: الأمين عبد الرحمن عيسى)

    لك الشكر وتحياتى ...
                  

08-09-2013, 08:17 AM

الأمين عبد الرحمن عيسى
<aالأمين عبد الرحمن عيسى
تاريخ التسجيل: 10-25-2011
مجموع المشاركات: 1680

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رطل السكر في حلتنا بقى بثمانية وعشرين رطل دخن !! (Re: أمير عثمان)

    الأكرم أمير عثمان
    كل الشكر والتقدير .. وكل عام وانت بخير .. و دمت
                  

08-09-2013, 08:19 AM

الأمين عبد الرحمن عيسى
<aالأمين عبد الرحمن عيسى
تاريخ التسجيل: 10-25-2011
مجموع المشاركات: 1680

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رطل السكر في حلتنا بقى بثمانية وعشرين رطل دخن !! (Re: الأمين عبد الرحمن عيسى)

    نحن الآن نسعى لعرض مقترح جرئ جدا لكسر احتكار المدينة للثروة ولإعادة الحقوق لاصحابها.. فالحقيقة التي لا مراء فيها هي أن مواطن القرية هو المنتج الوحيد في البلاد.. ومواطن المدينة ما هو إلا مستهلك، بل ومستأثر بجهد العامل بالريف.. وكما أسلفنا فإن ذلك يتم عبر عملية السكر تلك التي جأر بالشكوي منها أحمد نور طيبة.. فإن أردنا فكاكا للمزارع من هذا الأسر فسيكون عبر استغنائه عن السكر الذي تحتكره الدولة في البدء ومن بعدها تجار السوق السوداء.
    هناك خياران ، إما أن يقاطع المزارع سكر الحكومة وذلك عبر سلاح المقاطعة ، وذاك أمر صعب لا يمكن الإجماع عليه. وأظني قد حكيت لكم من قبل عن قصة العم عبدالله ابو راسين الذي كان يدعو لمقاطعة سكر الإنجليز في عهد الإستعمار.. فقد كان يقول لمواطني الأبيض أن علينا أن لا نشتري سكر الحكومة الذي يستورده المستعمر ويبيعه لنا بأضعاف سعره وعبر عائداته يحكم قبضته علينا... ظل عبدالله أبو رأسين دهرا يدعو الناس لإشهار سلاح المقاومة الشعبية للسكر ففشل .. لكنه أصر أن يكون المقاطع السوداني الوحيد فامتنع عن شرب الشاي لزمن ليس بالقصير..
    العم عبدالله أبو رأسين ومقاومة فريدة من نوعها ضد الإستعمار
    أما الخيار الثاني فهو أن يعمل المزارع على تصنيع السكر الذي يحتاج إليه ينفسه ومن مواد خام ينتجها هو بنفسه.. كيف ؟؟
    بشيء من الخيال .. يمكننا أن نتخيل مصنعا للسكر الريفي .. تكون مادته الخام للإمداد بالسكر هي البطيخ .. !!
    أجل . .. بالبطيخ نسبة عالية جدا من السكر .. والبطيخ يمكننا أن نزرعه في حوش أي مزارع بالقرية .. في الحديقة الخلفية بلغة المنتج الأوربي .. أو في الجبراكا .. بحسب أهلنا المنتجين في جنوب كردفان في جبال النوبة .. أجل باستطاعة كل مزارع في الريف أن ينتج ما يحتاجه من سكر عبر زراعته للبطيخ في داره..
    فقط المطلوب من شبابنا في المعامل والمختبرات أن يعملوا على استخلاص سكر البطيخ من عصيره وليس هذا بالأمر العسير .. فقد استخلص الأوربيون سكر البنجر من البنجر الأبيض عبر عمليات من التجارب والإختبارات استغرقت عشرات السنين إلى ان وصلت لمائتي عام ..
    فلنبدأ استخلاص السكر من البطيخ.. ثم لنرى ما هي فاعلة الحكومة بالسكر الذي تحتكر إنتاجه وتحتكر إستيراده ؟؟
    ( معلومة مهمة جدا.. تسمح الحكومة للموردين باستيراد كل شيء ما عدا السكر!!)
                  

08-15-2013, 07:43 PM

الأمين عبد الرحمن عيسى
<aالأمين عبد الرحمن عيسى
تاريخ التسجيل: 10-25-2011
مجموع المشاركات: 1680

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رطل السكر في حلتنا بقى بثمانية وعشرين رطل دخن !! (Re: الأمين عبد الرحمن عيسى)

    دأبت معظم حكومات السودان على رفع أسعار السكر .. مع العبارة المكررة أن الحكومة مضطرة لرفع الدعم عن السكر، وفي العام 2006 نشرنا هذا المقال بصحيفة السوداني الدولي ردا على وزير المالية
    Quote: لو أنهم يسمعون النصح

    يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم ( الدين النصيحة ، قلنا لمن يا رسول الله ، قال لله وللرسول ولأئمة المسلمين وعامتهم ) وعملا بحديث رسول الله أرجو أن أتقدم بهذا المقال للسيد وزير المالية بخصوص الزيادات الأخيرة التي قرر إضافتها على أسعار المحروقات والسكر
    أولا نقول للسيد وزير المالية أن زيادة أسعار السكر والمحروقات لا شك مؤدية إلى إرتفاع كل تكاليف وأعباء المعيشة بنسبة لا تقل عن الثلاثين بالمائة، أي أنك ستكلفنا أن ندعم الميزانية بثلث دخلنا ، حسنا إن كان لابد من أن ندفع نحن هذا الثلث فإنه يتوجب عليك أن تدفع ثلث دخلك أيضا حتى تتحقق المساواة المنشودة فهل فعلت يا سيادة الوزير؟؟ نريد منك إجابة قاطعة. هل فعلت؟؟ وهل وجدت أنك يجب أن تضحي بهذا الثلث من أجل اتزان ميزانية السودان؟؟ ثانيا نحن نرى أن بهذه الميزانية التي تريدنا أن تدعمها الكثير من الصرف على المسئولين الكبار بالدولة مما نعتبره غير ضروري، إذ انه يكفي أن يمنح المسئول الكبير أو الوزير مرتبا مجزيا فقط ولا داعي لهذه الأضافات المهولة التي تضاعف راتبه الشهري إلى أضعاف مضاعفة، ونسأل لماذا تتكفل الدولة بمعيشة البعض بينما يتلقون مرتبات مجزية ؟ لماذا تسدد له تكلفة إتصالاته الهاتفية والتي تتجاوز الملايين لدى البعض ؟ لماذا فاخر الأثاث بمكاتبهم ودورهم ؟ لماذا أرتال السيارات ؟؟ لماذا الوقود على حساب الدولة؟ لماذا الدور الفاخرة والإضافات المتعددة والمتكررة لها ؟ لماذا تذاكر السفر المجانية للأسرة في العطلات ؟ لماذا بدلات السفر التي تصل إلى الأربعمائة دولار في اليوم ؟ لماذا للزيارات الميدانية والاجتماعات أجور خاصة؟ لماذا يتبوء المسئول الحكومي أكثر من وظيفة في الدولة ويجد من كل وظيفة جميع الإمتيازات؟ لماذا هناك هبات خاصة؟ لماذا أجهزة التلفاز والقنوات الفضائية في مكتب كل كبير؟ لماذا الصحف كلها مجانية ؟ لماذا كل هذا ؟؟ إذا وجدنا سببا لكل هذه الإمتيازات فهولا شك أننا نمنح هذه الدخول لعقول خارقة متفردة قادرة على وضع سياسات إقتصادية متطورة ، سياسات تجعل السودان في مصاف الدول العظمى و مواطنه في مستوى رفاه السويديين. لكن أين هي هذه القدرات في أمر الميزانية ؟ لقد عجزنا عن أن نضع ميزانية متوافقة مع دخولنا ، وهاهي الأخطاء تترادف علينا وتتكامل بالتوقيت المتأخر لمحاولة سد العجز ويأتي ختامها بالقرار غير الموفق في كيفية سد العجز .. سيدى الوزير إذا اتفقت معي فيما أوردته فهذا يعني أنك لا تستحق كل هذه الإمتيازات التي ذكرنا بعضا منها ، وبالتالي فعليك بردها لخزينة الدولة، أقول أن عليك وعلى كل الوزراء والمسئولين الكبار في مؤسسات الدولة الإقتصادية وغيرها أن تردوا ما تأخذونه بغير حق للشعب أولا لأننا نعتقد أن جزءا يسيرا من هذا الكم لا شك يكفيكم، ثانيا لأن ميزانية الدولة بحاجة لهذا المال . ثالثا لأننا حقا غير قادرين على سد العجز كما يتصور السيد الوزير
    . ولا نريد أن نفند لك سيدي الوزير خطل آرائكم بخصوص الزيادات ، فأنتم تصرحون أنها رفع للدعم ، لكننا نؤكد أنها زيادات ، إذ نعلم أنه السعر العالمي للسكر لا يتجاوز ال 10 سنت للرطل ( 225 إلى 300 دولار للطن ) فكيف يباع في السودان بما يزيد عن الألف دولار للطن ( ألف جنيها للرطل ) . هل تجرؤ الحكومة على فتح باب الإستيراد للسكر على مصراعيه ؟ ولماذا تضع الحكومة أكثر من 70 % رسوما على السكر المستورد .. نعلم أنك لا تدعم السكر يا سيدي الوزير ، وتعلم أنك تدعم خزينتك ببيع السكر غاليا لنا ، وتعلم أنك تحرمنا من استيراد السكر العالمي بمعقول السعر بينما تسمح باستيراد كل شئ . في العام 1969 قمنا ونحن طلاب بالثانوي بزيارة لمصنع سكر خشم القربة، تابعنا رحلة تصنيع السكر من المزرعة إلى المصنع إلى أن وصلنا صالة الجمارك الضخمة حيث أخبرنا مدير المصنع أنه هنا يسلم السكر لحكومة السودان ممثلة في إدارة الجمارك بتكلفة قدرها 11 مليم للرطل ! فدهشنا أن الحكومة كانت تبيع السكر حينها بستة قروش للجمهور، وأردف أن السكر المستورد يصل إلى بورتسودان بتكلفة قدرها 9 مليم للرطل!!
    نحن نعلم منذ عهد بعيد أن الحكومات السوادنية كلها تضع ما يقارب الاربعمائة بالمائة رسوما على السكر، وجدير بالذكر أن الأسعار العالمية للسكر قد انخفضت من ثلاثين سنتا في اواخر الستينات إلى 10 سنتات.
    هذه نصيحتنا لك سيدي وزير المالية ونذكر أننا ننصحك لأنك ولأننا غدا مساءلون أمام المولى عز وجل، غدا نلقى الله ويسألنا المولى جل وعلا كيف نضيع ابناءنا ؟ وكفى بالمرء اثما أن يضيع من يعول ، أننا الآن نعجز عن أن توفر لهم اللقمة والعلاج والتعليم ، حين يسألنا المولى جل وعلا لماذا أضعنا أبناءنا سنرد أن الحكومة ضيقت علينا ، سنشكوك للمولى عز وجل ، سنقول أن وزيرالمالية ينفق مالنا على الكبار وعلى الدستوريين ويهملنا نحن بل و يلزمنا ان ندفع أكثر من جيوبنا الخالية والخاوية،، نقول له إن نعمة البترول التي أنعمت بها علينا لا ندري أين يذهب عائدها ولا نجد نصيبنا منها .. وحينذاك سيكون وضعك صعبا و موقفك عصيبا .. لقد أخبر المصطفى(ص) عمه العباس " وإنها لخزي وندامة بوم القيامة" وكان عمر بن الخطاب أعدل الناس يبكي ويقول ياليت أم عمر لم تلد عمرا . ثم أن المذنب يومئذ يمسك بتلابيب أخيه يقول له رأيتني أقع في الخطأ ولم تنصحني
    .. أننا الآن ننصحك حتى لا تقع في الخطأ فإن استبنت النصح فالحمد لله، أما أن أصررت على قراراتك فإنا ننصحك حتى نبرئ ذمتنا منك يوم القيامة .. ننصحك الآن و قبل فوات الأوان .. أعدل سيدى الوزير عن هذه القرارات وعن الزيادات الجائرة وابسط العدل ،، وانج بنفسك.

    (عدل بواسطة الأمين عبد الرحمن عيسى on 08-16-2013, 02:42 AM)

                  

08-19-2013, 05:44 AM

الأمين عبد الرحمن عيسى
<aالأمين عبد الرحمن عيسى
تاريخ التسجيل: 10-25-2011
مجموع المشاركات: 1680

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رطل السكر في حلتنا بقى بثمانية وعشرين رطل دخن !! (Re: الأمين عبد الرحمن عيسى)

    حكاية أحمد نور طيبة سقناها مثالا لنثبت حقائق عديدة أولها أن المزارع في كردفان ليس فقيرا.. بل هو غني جدا .. فقد حباه الله بنعم وأسبغ عليه من كرم .. فكان من الشاكرين .. أرض ممتدة منبسطة وتعدد في الغطاء النباتي ومرعى غزير به كل صنوف الحشائش والعشب وبه الشجيرات والأشجار ، تتخلله مجاري مائية ويهطل على أرضه غيث وتتدفق عليه أمطار روية.. ويختزن باطنه مياه جوفية لا يعلم قدرها سوى المولى عز وجل.. ويمتلك بضع غنيمات وشيء من الضأن ودجاجات تجري تلقط من خشاش الأرض..
    قدوم أحمد نور طيبة إلى المدينة في حلة بهية لدليل على سعة الرزق عليه.. وهو الذي لا يملك سوى أرضه.. وهو لا يفلح سوى ما يقدر عليه هو وأهله.. قلنا أنه لا يستأجر أجيرا.. لا يستغل أحدا، ولا يحتكر أرضا.. كما انه لا يعمل أجيرا لدى أحد..
    بيد أن التبادل الإقتصادي بين القرية والمدينة لم يعد محافظا على اتزانه.. إذ ارتفعت اسعار السلع التي تبيعها المدينة للقرية .. بينما انصرفت المدينة عن شراء حاجياتها من القرية.. وعمل غلاء السكر غير المبرر على القضاء على صمود المزارع..
    واكتظت المدينة بالناس .. الجميع هارب إليها إبتغاء قرش يكسبه فالمال فيها وفي العاصمة.. البنك المركزي يطبع كميات مهولة من أوراق النقد .. وهذه الأموال لا تذهب أبدا للمزارع في القرية.. تسمع الناس تتحدث عن المليارات من الجنيهات وتنفق الملايين على أسواق مكتظة بمنتجات فاخرة قادمة من وراء البحار .. وتأكل خبزا يأتي مبحرا من استراليا.. ثلاثة أشخاص يستوردون القمح من أقاصى الدنيا ويطعمون معظم أهل المدن في السودان .. والملايين من المزارعين إنصرف الناس في المدينة الكبيرة عن كسرتهم وعن عصيدتهم..
    لما قال وزير المالية أن لا علاج لحالتنا المزمنة من الإنهيار الإقتصادي سوى العودة للكسرة.. هاجمته الأقلام الساخرة .. قابلته أقلام حادة شرسة ألقمته مقولته. فندم أنه تفوه بها.. لكن وزير المالية لم يكن صادقا في حديثه فلو كان يعنى ما يقول لوقف العاقلون من أهل السودان معه..
    وقد كتبت مقالا حينها .. تساءلت فيه من سيؤازر وزير المالية في دعوته العودة للكسرة.. قلت له أنا معك .. و أوضحت له أني معه من منطلقات هو نفسه لا يدركها.. ولم يقرأ مقالي ولربما قرأه وابتسم وقال في نفسه من هذا الذي يصدق كلامي فأنا لا أقصد حقيقة العودة للكسرة، وهذا حديث فقط استدعته الضرورة للتعبير عن الحال المزري للخزينة...
    http://www.sudaneseonline.com/index.php?option=com_...9-17-14-27andItemid=55
    أما نحن فما زلنا ندعو للعودة للكسرة من أجل الحفاظ على العهد مع أحمد نور طيبة .. أن يعمل هو في القرية وينتج ما نحتاج إليه من طعام ونتوجه إليه بأموالنا نشترى منه.. وألا ندير له ظهرنا ونشتري قمحا من المزارع الأسترالي..
    أنا الآن أستغل هذا المنبر لأدعو إلى تأسيس كيان إقتصادي كبير يعيد للمنتج في الريف حقوقه.. كيان يقف وراء المزارع يصد عنه الإستغلال الواقع عليه من قبل المدينة .. كيان ينبهه لقدره .. كيانا يجعله يعرف أنه هو الأعلى وكم هو عظيم.. أنه ليس ضعيفا في حاجة لأن يتصدق عليه أهل المدن بشئ أو يعده السياسيون الأماني..
                  

08-19-2013, 01:08 PM

محمد درار
<aمحمد درار
تاريخ التسجيل: 01-24-2013
مجموع المشاركات: 307

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رطل السكر في حلتنا بقى بثمانية وعشرين رطل دخن !! (Re: الأمين عبد الرحمن عيسى)

    يا سلام اسلوب جميل وافكار مرتبة و تحليل واقعي يفسر ويحل بعض الاشكالات
    و تنبه لمعيار جديد من الفهم
    Quote: واكتشفت معادلات عجيبة إثر مقولته تلك.. عرفت كم يعادل كوب الشاي في تكلفته من صادراتنا ..
    وعرفت أن السيارة ليلى علوي تكلفنا ما يعادل ألف وخمسمائة عام من الأشغال الشاقة

    وأنا شايف انو تساؤلك - في الاقتباس التالي- وما يتضمنه من اجابة هو حل جيد على الاقل في هذه المرحلة
    Quote: كيف يتأتي لبلاد تصل ثروتها الحيوانية إلى المائة مليون رأس أن تستورد لبنا مجففا؟؟ وقلنا كيف لبلاد مصنفة أنها سلة
    غذاء العالم تنتج عشرات الاصناف من البقوليات كيف لها أن تستورد العدس ؟؟؟ وكيف لبلاد تنتج عشرات الإصناف
    من الحبوب من الذرة والدخن والذرة الشامية والقمح كيف تستورد الإرز، وكيف تستورد القمح من إستراليا، وكيف
    نستورد المرقة الماجي من سويسرا وبلادنا بها أضخم ثروة حيوانية في العالم ، وكيف لأناس يأكلون ملاح الشرموط
    وهو أعلى تركيز عرفته البشرية للبروتين.. كيف تسمح دولتهم باستيراد شوربة المصارين والعظام لهم و بعملات صعبة؟؟ ...

    كثير من الاحيان عندما اذهب إلى احد مراكز التسوق الموجود هنا في المملكة تأخذني حسرة على كمية البضائع والمشغولات
    المتوفرة و السهلة الانتاج في السودان وكثير منها لا يحتاج الا التعبئة فقط ولكن بدلا عن ديباجة السودان نجد ديباجة الهند مصر باكستان ..الخ
    وتلك البضائع لا تكاد تحصى ولا تعد
                  

08-20-2013, 08:54 PM

الأمين عبد الرحمن عيسى
<aالأمين عبد الرحمن عيسى
تاريخ التسجيل: 10-25-2011
مجموع المشاركات: 1680

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رطل السكر في حلتنا بقى بثمانية وعشرين رطل دخن !! (Re: محمد درار)

    الأخ محمد درار
    لك تحياتي وتقديري ..
    كم هو أمر يبعث بالسرور أن تجد من يقرأ لك أجمل ما تكتب..
    خالص تقديري ودمت
                  

08-20-2013, 08:56 PM

الأمين عبد الرحمن عيسى
<aالأمين عبد الرحمن عيسى
تاريخ التسجيل: 10-25-2011
مجموع المشاركات: 1680

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رطل السكر في حلتنا بقى بثمانية وعشرين رطل دخن !! (Re: الأمين عبد الرحمن عيسى)

    والفكرة بسيطة وكبيرة في آن واحد.. مؤسسة مالية نسميها مثلا مؤسسة التنمية الريفية..
    المؤسسة تمول شراء منتجات المزارع بأفضل الأسعار.. وتوفر للمزارع إحتياجاته الحياتية بالمعقول من التكلفة ..
    تعمل المؤسسة كمصرف صناعي تشيد مصانع تنتج منتجات مهمة لها طلب في السوق المحلي والعالمي وتأتي موادها الخام من إنتاج المزارع في القرية..
    مصنع للسكر ... يغني المزارع عن سكر الحكومة وسكر السوق السوداء..
    ومصنع لتجفيف الألبان .. مصنع يعمل على تسويق إنتاج المزارع اليومي من اللبن ويوصله لكل أنحاء القطر، وبل ويصدره إلى خارج السودان.
    ومصنع للزيوت يعمل على زيادة القيمة المضافة للحيوب الزيتية التي ينتجها المزارع من الفول السوداني ومن السمسم.. يذهب الزيت لجميع مدن السودان ويصدر إلى الخارج ويصدر الأمباز بعضه للخارج..
    مصنع للكسرة تمون المدن بإنتاج المزارع مصنعا جاهزا حيث يجد الميسورون الكسرة فاخرة مغلفة بجانب الخبز, فلا يحتجون عن تناولها بصعوبة صناعتها...
    مصنع للعصائر المعلبة من إنتاج المزارع من الكركدي .. ونفس زهرة الكركدي بعد استخلاص المشروب منها تكون مادة طيبة لصناعة المربى فيقوم المصنع بإنتاج العصائر وانتاج المربي
    ومصنع للصلصة أيضا يستقبل إنتاج المزارع من الطماطم فيحولها لصلصة معلبة.. ويسوقها محليا وعالميا..
    مصنع السكر يستقبل إنتاج المزارع من البطيخ .. ويحول عصيره إلى سكر ويحول لبه وقشره لعلف وحبه يذهب كمنتج للصادر..
    ويوفر متجر القرية الذي تملكه المؤسسة السكر للمزارع .. وكما بوفر له بقية السلع الإستهلاكية دون أن يطلب منه مالا.. فقط يورد إنتاجه الموسمي من البطيخ وإنتاجه اليومي من اللين والموسمي من الكركدي والطماطم .. وبعضا من إنتاجه السنوي من الحبوب الزيتية ومن الغلال..
    تعمل المؤسسة كمصرف عقاري تشيد للمزارع داره وتخطط له قريته ومن منتجات المزارع هذه يمول المزارع ببساطة تكلفة تشييد منزله ويمول تشييد المرافق المهمة التى يحتاج إليها في االقرية..
    ومنزل المزارع الجديد يمكن أن يكون على نمط المنزل الريفي في بريطانيا به حديقة خلفية تزرع فيها ربة المنزل الخضر لإستهلاك الأسرة وتنتج البطيخ للمصنع والطماطم أيضا للمصنع
    والمؤسسة تمول حفر بئر أرتوازية تمد كل منازل القرية بالماء وتوفر لكل دار الطاقة الكهربية من لوحات الطاقة الشمسية المعلقة في سقف البيت..
    و ليست هذه أحلام فدخل المزارع يمكن أن يغطي كل هذه التكلفة في أقل من عشرة سنوات ..
    أجل فقط عشر سنوات من الإنتاج الريفي للمحاصيل التقليدية وللقيمة المضافة للمنتجات الزراعية والحيوانية دون تغول من المدينة يمكن أن تحول قري كردفان فتصبح وكأنها قرى في الريف الأوربي..
    إذا وجدت العون من المؤسسة المالية .. وصاحبها خيال خلاق .. وسبقتها همة وعمل...
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de