الطائفية وابواقها؟!

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-23-2024, 10:31 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الثالث للعام 2013م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
05-03-2013, 07:37 PM

Arabi yakub

تاريخ التسجيل: 01-27-2008
مجموع المشاركات: 1948

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
الطائفية وابواقها؟!

    ?AS LONG AS PEOPLE BELIEVE IN ABSURDITIES, THEY WILL CONTINUE TO COMMIT ATROCITIES

    VOLTAIRE

    الا رحم الله المفكر الخالد جون قرنق دي مابيور الذي بموهبة عجيبة ضمن ما اصتكه لنا مصطلح السودان القديم الذي عرفه بانه يقوم على الاوهام بغرض الخداع والتضليل عليه ظل يصطرع مع نفسه في لا شئ الا لتدمير نفسه بحرق مكوناته الاساسية؟

    اولا نحن هنا بصدد التطرق لاحد اهم الظواهر السالبة في المجتمعات البشرية ضمنهم المجتمع السوداني الذي الحقت به ضررا بليغا بالقطر السوداني حالت دون الانتقال من مجتمع التقاليد والدين والعرق حيث العشيرة والقبيلة الى انشاء وتاسيس رابطة سياسية وقانونية تقوم على اساس اهمية الانسان كانسان في المقام الاول وفق مؤسسة دولة حديثة محايدة تنتمي اليها جميع شعوب السودان كسودانيون اولا دون اي تمييز ديني عرقي جهوي ثقافي, بناء حق المواطنة المتساوية في الحقوق الطبيعية والسياسية المكتسبة والالتزام بالواجبات لكل فرد تحت سيادة القانون.

    ولكن وللاسف كل هذا قد ذهب جفاءا والنتيجة ان دفع السودانيون ثمنا في الارواح الغالية العزيزة والتي بلغت فوق الخمسة مليون مواطن سوداني منذ الاستقلال وهذا رغم مهول يفوق ضحايا كل دول الاقليم في نزاعاتها الداخلية ما بعد الاستعمار الحديث الذي تلاه ضرورة بناء دولة حديثة او ما تعرف (بالدولة- الامة) كمؤسسة سياسية قانونية بديلة للاستعمار الغربي ولما قبل الاستعمار ايضا. بل ان الدولة في السودان ربما تتفوق بهذا الرقم المهول على ما يسمى بدول العالم الثالث فتكا بشعوبها وحتما تتنافس مع الكبار من ذوي النزعات الامبراطورية الذين بالتاكيد حققوا ولو على المدى القصر شيئا من الانجازات والمكانة الدولية على حساب دماء شعوبهم.

    بينما الدولة في السودان تختلف تماما حيث ظللنا نحقق الجوانب السلبية الكاملة في كل حروب الدولة السودانية طيلة سنين حروبها والتي زادت عن الخمسون عاما منذ الاستقلال في العام ( 1956) ولم يتوقف الحروب بين السودانيون حتى الساعة, مما يزيد الوضع قتامة في الدمار.والسؤال البديهي هو لماذا؟ فهل السودانيون مجرد قتلة؟ ومن اين اكتسبوا هذا السلوك الشرير لتدمير ذاتهم واستنزاف امكاناتهم الطبيعية الضخمة؟ ولماذا لم يتحرك احد بشكل حاسم وجاد لوقف القتل اولا؟ فهل الدولة تقوم على الحرب ام تؤسس سلما من اجل السلام والحفاظ على الارواح اولا, ببقاء الانسان كانسان اوجده خالقه لامر يعلمه هو, ثم المحافظة على منظومة القيم المتوارثة لكل فرد وتحقيق المزيد من القيم المثلى والازدهار والتقدم؟

    (عدل بواسطة Arabi yakub on 05-03-2013, 07:40 PM)

                  

05-03-2013, 08:10 PM

Arabi yakub

تاريخ التسجيل: 01-27-2008
مجموع المشاركات: 1948

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الطائفية وابواقها؟! (Re: Arabi yakub)

    لماذا عجز العقل الجمعي السوداني تاريخيا في صناعة السلام كاهم خيار لاستمرار الحياة وديمومة البقاء امنا لكل فرد؟ من هم هؤلاء الوالغون في هذا الاجرام بالتحديد؟ ولماذا؟ الم يشوهوا انسانيتنا ويدمروا بالكامل منظومة القيم التي ظللنا نتبناها ونتغنى بها؟ فهل هناك قيمة في قتل الانسان لاخيه الانسان اساسا؟ هل هناك من قيمة تبقت لنا؟ هل لا يوجد ضمير لايقاظنا حتى الساعة؟ كيف ينظر العالم من حولنا وما هو تقييمه لنا بالضبط؟ وكيف ننظر لانفسنا؟ وما تقييمنا لذاتنا ؟ فهل نقر باننا خلقنا من اجل حربنا بعضنا البعض ام نقول نحن شيئا اخر؟
    والى متى يستمر هذا الوضع القاتل المدمر لنا جميعا؟ هل الجندي السوداني ايضا لاقيمة له حتى لدى الحكومة التي تاتمر بامرها؟ من اين جاء هذا الجندي الذي هو اشبه بالمنتحرين الارهابيون حيث ما من حرب الا وهو طرف رئيس فيه مامورا باوامر حكام الخرطوم البعيدة تاريخيا معتديا قاتلا الاخرين في داخل اقاليمهم او مقتول؟

    كم جندي سوداني قتل في الجنوب السوداني وحيث ارواحهم ذهبت هباءا منثورا بينما اصبح الجنوب السوداني دولة مستقلة ذات سيادة ولا عزاء؟ فماهو ثمن الضحايا من ابناء ما يعرف الشمال السياسي في حرب الجنوب السوداني , والم يكن استقلال الجنوب السوداني كدولة مستقلة ذات سيادة هو الثمن نقدا كمان؟ فان عشاق الخرطوم من ابناء وبنات الجنوب السوداني هم الذين قرروا وفق ارادتهم الحرة الاستقلال؟ لماذا بالضبط؟ وهل لو وجدت دارفور الابية ذات الفرصة ما هو نتيجة الاستفتاء يا ترى؟ الم يكن هذا امرا محزنا لدرجة الاسئ الابدي للاجيال؟ الم يكن الحرب العدواني الطويل في داخل اقليمهم هو السبب الواضح لهذا القرار؟ ما هو المبرر الاخلاقي لنخب السلطة تاريخيا في الخرطوم لانفصال الجنوب؟ الم تكن هذا النتيجة الحتمية للحرب تجربة كافية في عدم الاستمرار في طريق الحرب فيما بيننا والوقوف معا ضد من يتخذ قرار الحرب وهو سدة سلطة امرنا العام؟

    هل كان وجود السودان طيلة تاريخه الموغل في القدم عن طريق الحرب ام السلام؟ الم يكن بهذه الحروب فيما بيننا نخالف عمدا طبيعة تكويننا ونهدد وجودنا بالفعل؟ ما هي الاسباب الموضوعية لهذه الحروب؟ من الظالم؟ من المعتدي؟ ولماذا؟ ولماذا لا نواجهه كعتدي او ظالم؟ ولماذا لا نواجهه في سبيل بقائنا الجمعي؟ لماذا نتهرب من التعرف عليه بكل موضوعية وحياد كضرورة قصوى لضمان بقائنا معا والتصدي له لوقف عبثه بنا جميعا؟ هل ننام امنيين وجيشنا يسهر الليالي ويقطع المسافات لقتل انسان واحد امنا في داره ناهيك عن انهم مواطنون سودانيون ايضا؟
                  

05-03-2013, 10:08 PM

Arabi yakub

تاريخ التسجيل: 01-27-2008
مجموع المشاركات: 1948

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الطائفية وابواقها؟! (Re: Arabi yakub)

    كم دفع شعب السودان من حر ماله في الحروب باسم الدولة؟ هل فعلا نحن ننتمي الى دولة فعلا؟ ماهي الدولة التي ننتمى اليها وما هي صيغة انتماءنا الينا؟ هل مهمة الدولة هي تقتل شعبها جميعهم او جزء منهم لاي سبب؟ ما هي مهمة الدولة بالضبط؟ واخيرا وليس اخرا اين الطائفية الدينية في السودان من كل هذا؟ ما هو دور الطائفية فيما المت بالسودان بعد الاستقلال؟
    وهناك الكثير من الاسئلة البديهية ولكني اكتفي بهذا وساترك الاجابات لكل قارئ في ان يقدم الاجابة لنفسه لانني بالطبع لا انوب عن احد او امثل احد وانما هذا شان عام يتعلق بالجميع واذا هناك سؤال خطا او مبالغ فيه فارجو تصحيحي او تذكيري
    وامل ان يتطرق الجميع الى الطائفية كظاهرة اجتماعية دينية تم تسيسها بالكامل حتى اصبحت اهم اركان مكونات حياتنا اليومية والسياسية تحديدا وهنا تكمن الخطورة طبعا وهنا اذكر عبارة المفكر الفرنسي الان الذي قال:

    WE must think about politics, if we do not think about it sufficiently we will be cruelly punished

    فقد اصبحت الطائفية رمزا من رموز المجتمع السوداني بل ومقدسا عند البعض ولا ادري باي حق حصلت على هذه الرمزية بل اضحت (طابو) لا يمكن باي حال التطرق عليها الا بكتابات هنا وهناك ربما لا تكفي الغرض - حسب وجهة نظري - في التعرف على حقيقتها ما هي بالضبط؟ من اين جاءت؟ وكيف تمت تسيسها؟ ومن اجل ماذا قد تم تسيسها ولماذا؟ وما علاقتها بالسياسة اساسا؟

    وارجو ان يكون هذا المقال القاء حجراي صغير كدا في بركتها الراكدة كدرا, حتى يتحرك اصحاب الباع والاختصاص في التطرق اليها بشكل علمي جاد موسع باسرع وقت ممكن لحوجة مجتمعنا الماسة في التعرف على حقيقتها, اضرارها وسلبياتها قبل ايجابياتها اذا وجدت؟ وانا ليست منحازا بقدر ما انا متاثرا جدا بالاوضاع التي نحن فيها ولكن مع ذلك ساحرص على الحياد ما امكن ذلك وساطرق الى الطائفية من حيث فهمي المتواضع لها بصفة عامة دون التخصيص في الحالة السودانية.
                  

05-04-2013, 09:30 PM

Arabi yakub

تاريخ التسجيل: 01-27-2008
مجموع المشاركات: 1948

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الطائفية وابواقها؟! (Re: Arabi yakub)

    وبالطبع كنت بفكر في هذا الامر مسبقا, وحسب متابعتي لمواقع التواصل الاجتماعي والمكتبات والمؤلفات الكثيرة الا انني لم اعثر على اي مؤلف سوداني يتناول الطائفية في حد ذاتها, ومن المؤكد هناك كتابات في هذا الصدد ولكن ربما لم يجد حقها من المتابعة والنشر خاصة في صحفات المواقع الالكترونية خاصة موقع سودانيزاون لاين الذي رغم متابعتي وان كانت متقطعة الا انني لم اعثر على بوست مثلا يتناول باي شكل الطائفية في السودان. ويبدو واضحا انها ما زالت نفوذها المستحكمة في دواخل كل فرد منا والرهاب التي ظلت تمارسها بسبب استحواذها على كل شان في حياتنا اليومية قد حالت دون التطرق اليها, وهناك اسباب اخرى كثيرة بالفعل ولكن ما علينا؟

    فلقد زاد من حماسي لهذا المقال الكثير من المقالات التي تمجد الطائفية وتباهي بديمقراطيتها كمان مثل ان احزابها ديمقراطية وقادتها هم ديمقراطيون باشخاصهم كدا؟ وكل هذه المزاعم ينفيه تماما الواقع الدكتاتوري القهري الذي ظللنا فيه منذ الاستقلال. فقد اخترت مقالا للكاتب الصحفي المقيم بامريكا الاستاذ مصطفى عبد العزيز البطل في مقال له بعنوان: (الجكسي والببسي والتاريخ المنسي) في مارس الماضي والذي تناول فيه مواضيع هامة وفق وجهة نظره وكان اهم ما لفت انتباهي هو دفوعاته عن النظام الحزبي في ما ظل يعرف بالديمقراطية الثالثة والتباهي بها بدلا عن نقد قصورها وعجزها التام في كل مراحلها منذ الاستقلال.

    , كما تطرق البطل الى اطراف موقعي وثيقة الفجر الجديد الذين وصمهم بملاحيس الفجر الجديد؟ كما تطرق الى ذكر اسبابه في اختيار العنوان خاصة مفردة (الجكسي) التي اعتبرها بانها عبارة (سوقية) ولم يحدد مصدرها وهي بالطبع مستوردة بالكامل, ولكن مع ذلك فان هذه المفردة (الامريكوافريقية) التي تمت تعريبها ليتداولها الشباب في الشارع السوداني. والمفارقة انني اول مرة اجدها مكتوبة في لقاء صحفي مع الامام الصادق المهدي في جريدة مصرية تقريبا في احدى زياراته الى مصر في اواخر فبراير او اول مارس الماضي حيث تحدث الامام عن بعض القضايا الاجتماعية منها تعدد الزوجات طبعا؟ والعزوف عن الزواج بالنسبة للشبات والشباب وقضايا الحب والارتباط كوسيلة للاختيار والاوضاع المالية وحكى عن تجاربه الشخصية وما الى اخر؟ وفي خلال متن الحوار تغنى الامام بقصيدة من الشعر الحلمنتيشي وجاء في احدى الابيات مفردة الجكسي دا مكتوبا بالعربي كدا لاول مرة اجدها في حياتي طبعا؟ ولقد حاولت الاحتفاظ بالحوار الا انني لم اوفق لمشغالنا الكثيرة .

    على اية حال نحن بصدد ما تطرق اليه البطل في ختام هذا المقال ولكننا في البداية سنتطرق الى الطائفية بشكل عام في محاولة متواضعة للمقارنة ما بين الدكتاتورية او الانظمة الدكتاتورية والديمقراطية الطائفية او ما اسميناها بدورة الديمقراطية الطائفية دون ان ننجرف بالتخصيص في الحالة الطائفية السودانية تحديدا والذي نامل من القادرين على التطرق اليها بشكل جاد ونحن معهم بالطبع وسنشد من ازرهم بالضرورة. ونحن اذ نكرر هذا الا للاهمية القصوى لكشف جوانب هذا (الطابو) ونناشد الباحثين والدارسين من الشباب في مجالات علم الاجتماع ودارسي الفلسفة وفلسفة الاديان تحديدا وعلم النفس وكل من له باع او حتى راي الاسراع في الادلاء بما لديهم عاجلا وكما نرحب بكل صاحب راي هنا لتصحيحنا اولا وطرح البديل والله الموفق
                  

05-04-2013, 09:46 PM

Arabi yakub

تاريخ التسجيل: 01-27-2008
مجموع المشاركات: 1948

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الطائفية وابواقها؟! (Re: Arabi yakub)

    فالبطل هنا في المقال المعني بقدر ماعكف على تمجيد الديمقراطية الطائفية الثالثة ايضا حرص على فركشة فكرة تغيير الوضع القاتم القائم, وتعمد تشتيت كرة المعارضة السودانية بيراع اصلب من الضرب بالحديد كما يفعل الكيزان الفاشيون. ويبدو واضحا ان ميثاق الفجر الجديد قد ضرب الكثيرين في مقتل ضمنهم السودانيون الامريكان من امثال البطل فهو هنا اولا يعكس حقيقة السودان القديم وتركيبته العبثية المدمرة, فهو بقدر ما هدف الى تشتيت جهود المعارضة وتشويه بعض قياداتها بطريقة اعتباطية وانتقائية مختارة وغير منصفة بالكامل وذمهم بماضيهم الذي يعرفه الجميع بما فيهم ما لم يذكرهم الا لاقعادهم واقصائهم بالكامل كمان وهو بذات القدر قد كشف الوجه القبيح للسودان القديم خاصة في فترات حيكومات السيدين المسمى بالديمقراطية وهي بالقطع عبارة عن شكل من اشكال دورة الديمقراطية الطائفية
    ( THE CYCLE OF SECTARIAN DEMOCRACY)
    والتي هي بالضرورة شكل من اشكال الاستبداد وهيمنة الاقلية (اوتوقراطي) بالكامل وتشويه وطمس للممارسة الديمقراطية وتدميرها كمان.

    ودون الدخول في تعريف محدد لان الطوائف الاسلامية عموما والحالة السودانية خاصة تحتاج اجتهاد مختصين في علوم الاجتماع والاديان والسايكولوجيا والفلسفة والعلوم السياسية والتاريخ معا لوضع تعريف خاص بها . فالطائفة اذا انحصرت في دين واحد وفق فهم محدد وهذا بديهي في اية طائفة دينية وبالمثل العرق ايضا او ثقافة احادية بذات الطريقة للفهم الديني واصبحتا الاثنتين اساسا لمشروعها السياسي وهذا ايضا ما يحدث في معظم الطوائف الدينية, فهذا قد تنطوي على شئ من العنصرية خاصة اذا وجد في بلد متنوع. ولكن الطائفة لا تابه بهذا, فالطائفة الدينية هي عبارة عن مجموعة انفصالية داخل مجتمع ما لهم وجهة نظر ديني مختلف عن الاخرين.

    وهي نتاج للتقسيمات الدينية والتماييز الاجتماعي في المجتمعات التقليدية التي ترزح تحت نير الفقر والامية, هنا تقوم التقاليد باستخدام الدين كوسيلة لمواجهة التحديات حيث يعتبر وجهة النظر الذيني الذي يخترعه او يفترعه الطائفي كحالة للتنفس (استنارة) لمواجهة تحديات الحياة اليومية والخصوم التقليديين وفق المنافسات الاجتماعية التقليدية, او العكس بحيث يستعين الفهم الديني للطائفي الذي هو نفسه اما وليد انشقاق ديني في مجتمع تقليدي (صراع الامبتارا الروحية من اجل المكانة الاجتماعية والهيمنة والجاه...الخ) او اسري تقليدي يتشبث ببدع دينية مخلوطا بالتقاليد. فالطائفية هي حافظ او راعية الاسرار الدينية المقدسة ( الالهية ) والتقاليد معا. بل قد يصل الامر الزعم بامتلاك الحقيقة الوحيد وعالم الاسرار الالهية لتصل قمة الهرطقة والدجل.
    وعند المقارنة مع الدكتاتورية التي هي واضحة المعالم بينما الطائفية يكتنفها الغموض وغياب الرؤية لدى الجميع, حيث تغيب المؤسسية والافكار المستنيرة, ويقبع الطائفة في كنف التقاليد المحافظة وربما البالية, والبدع المذهبية,

    وتميل الطائفية الى التامبو اكثر من اي شئ اخر. فديمقراطية الطائفة او الطوائف هي نوع من الممارسة السياسية او قل شبه السياسية الدائرية شبه منغلقة لجماعة معينة تنتمي الى طائفة بعينها مع طوائف اخرى. فالطائفة الدينية السياسية شكل من اشكال الاستبداد, كما تقوم على اساس ابوي ايضا, وتنعدم فيها الممارسة الديمقراطية الصحية حتى في داخلها خارج السلطة السياسية او داخلها ( يعني ما في زول حيقول بغم للسيد الطائفي تحت اي ظرف وخلاص؟!) وفي ذات الوقت الشخص الطائفي هو في شخصه يصبح بديلا للبرنامج السياسي بالضرورة, وربما يصل الحالة الى عبادة الشخصية لانه بالضرورة يمتلك الخوارق والمعجزات في نظر مريديه. او على اقل تقدير يصبح الطائفي رمزا وطنيا لدرجة التقديس, وهو ايضا يسعى الى تكريس هذه النظرة بالضرورة ,ولان الزعيم الطائفي لابد ان يكون كارزميا ولو بالتظاهر؟ وغالبا ما ينحصر قيادة السلطة السياسية الفعلية ودورتها ايضا من اسرة الطائفة كما يظل قيادة الطائفة من نفس الاسرة بالوراثة طبعا؟
                  

05-05-2013, 10:43 PM

Arabi yakub

تاريخ التسجيل: 01-27-2008
مجموع المشاركات: 1948

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الطائفية وابواقها؟! (Re: Arabi yakub)

    على الجانب الاخر فان الدكتاتورية من ضمن اكبر تحدياتها وجوانبها المظلمة هي فقدان الشرعية طبعا. ولذا عادة تتعامل الدكتاتور او النظام الدكتاتوري ( انقلابيون عسكريون او ما يسمى بالطغمة العسكرية مثلا) مع فقدان الشرعية بحساسية احيانا تكون عالية جدا وقد تكون متوسط ايضا الا انه ابدا لا يمكن اهمالها بالكامل.
    عليه في سبيل نيل الشرعية ولو رمزيا عادة تقوم بالاستعانة ببعض التكنوقراط لوضع بعض من البرنامج وتنفيذه حالا, خاصة بعض من البناء التنموي والخدمي ولو رمزيا في سبيل كسب الشرعية او الشعور المتواتر بهاجس الشرعية التي قطعا لا تاتى الا وفق ارادة الشعب ولو جزئيا. ( مثل الحرامي الكبير الذي يسعى للتصدق بالمال المسروق مقابل الراحة النفسية مما يتلقاه من استحسان في نظر من يتصدق عليهم, وربما الامل في الغفران في الاخرة ...الخ؟ بينما هنا المقابل هو انتزاع رضى الناس ولو جزئيا لادخال الشعور بالراحة النفسية وتجنب الانفجارات المباغتة) فالدكتاتور بقدر رغبته الاكيدة في البقاء في السلطة والاستمرار فيها, بقدر ما يدفعه هذه الرغبة الجامحة الى الشعور بعدم الشرعية وبالتالي يقوم بالبحث المستميت عن الشرعية المفقودة اساسا.

    وفي سبيل التعويض عن الشرعية فهو ايضا يقوم بانتخابات (مخجوجة) وفق هذا المصطلح السوداني (الجديد لنج ) ولكن كل هذا الخج لا يعالج الشعور المتزايد بعدم الشرعية ومقلقاتها وعواقبها كمان؟ كما يدفعه ايضا الى اصطناع حزب سلطة صوري او اي شكل من التنظيم السياسي الفوقي لحفظ التوازن اذا هناك احزاب سياسية ولابد من قمعها؟

    وفوق كل هذا بالضرورة يشرع في بعض المشاريع التنموية مثل البنية التحية كمبرر للوصول الى السلطة والبقاء فيه, والسعي الدؤوب لجذب عواطف العامة وبعض الكوادر لاحتكاره لسوق العمل بالضرورة. ولهذا لاغرابة ان كثير من الافندية ينزوون داخل اقبعة الدكتاتورية ويلوذون بالصمت المطبق. ولكل شئ ثمنه طبعا, فهو بالتاكيد جزء مما نقذه الدكتاتور من انجازات ولو قليلا وفي ذات الوقت جزء من فساده وافساده ايضا. وبقدر ما يتم اسكاته وهو منغمس في لب الدكتاوتورية التي تحتم بالضرورة عدم التحدث الى الجماهير بحقيقة ما يدور بل كتمان الحقائق على الارض واستبدالها بالاوهام والمزاعم الكاذبة بغرض التضليل هو اساس الدكتاتورية وتقوم عليها بروبقندا الدكتاتور او النظم الدكتاتوترية عموما. الا انه بالتاكيد لديه ما يقوله او يفعله مع الدكتاتور والحاجة سيد الاحكام طبعا؟

    فحاجة الدكتاتورالملحة العاجلة لافندي تكنوقراط يجعل هناك نوع من الكلام او الاجتهاد لفعل شئ ما, بمعنى انه لا يفقد كله بالمقارنة مع تابع الطائفية الذي يقهر نفسه للاستسلام تماما.فحاجة الطائفي ليس كحاجة الدكتاتور لان الاول سيد المجتمع نفسه فهو حافظ التقاليد الاجتماعية وراعي الاسرار المقدسة طبعا؟ وهنا الفرق شاسع طبعا؟
                  

05-05-2013, 10:48 PM

Arabi yakub

تاريخ التسجيل: 01-27-2008
مجموع المشاركات: 1948

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الطائفية وابواقها؟! (Re: Arabi yakub)

    في المقابل فان الطائفي الذي ياتي الى السلطة عن طريق الشرعية الانتخابية الذي ينتهي بفوزه ووصوله الى سدة السلطة السياسية بناءا على الشرعية الانتخابية التي استخدم فيها كل الخدع والاحاييل للتضليل بما في ذلك المعجزات الخارقة وانه من الله واختياره تعالى له دون خلق الله طبعا وليس بناءا على فكر سياسي وعمل مؤسسي جاد في اطار تنظيم سياسي ديمقراطي يهدف الى دمقرطة المجتمع وترسيخ ممارستها اجتماعيا سياسيا اقتصاديا..الخ وفق برنامج سياسي واضح المعالم. بل عوضا عن كل هذا فان الشرعية المزعومة نفسها تصبح صميم البرنامج السياسي للطائفي لا محال؟

    ويظل يقبع هنا نطالب بالشرعية وباننا الشرعيين بل نحن الشرعية نفسها ومع الديمقراطية ...الخ حيث يصبح الشرعية ملك للطائفي وليس للشعب الذي منحه ذلك باغلبية انتخابية وهنا مفارقة او مغالطة طبعا. ولكنه يظل هنا دون مجرد التفكير حتى في نقد تجربته او برنامجه السابق اذا وجد ناهيك عن مجرد التفكير في طرح جديد فهذا مستحيل طبعا, الا بتفكيك الطائفة نفسها بالضرورة؟ اما التنمية وما ادراك فبالتاكيد لا توجد تنمية بدون برنامج سياسي اقتصادي اجتماعي متكامل واضح المعالم لاي حزب سياسي. ومن المؤكد للطائفية بدائل لسد هذا النقص الجينيوي , فهي عادة ما تقوم بتعليق الامر برمته الى الاقدار والمتامرون وما ادراك؟ كما تستفيد الطائفية من التوتر في العلاقات الاجتماعية والثقافية في البيئة المحيطة, فمن هنا ايضا تقوم بافتعال الازمات والنزاعات ربما حتى في داخلها ايضا لعوامل داخلية بديهية وفق تركيبتها اساسا, والتحول الذي حدث بالوصول الى سدة السلطة السياسية في حد ذاتها تعد بمثابة الانفجار المفاجئ داخل الطائفة الدينية التقليدية ,ببساطة لان السلطة السياسية لمؤسسة الدولة الحديثة هي اكبر بكثير من مقدرات الطائفة الدينية التقليدية او الطوائف مجتمعة؟.

    وهنا النزاع او العجز او الاثنين معا حتميان؟ ثم العداء مع الطوائف الاخرى او الاحزاب السياسية الفعلية اذا وجد لما يشكله من خطورة على كيان الطائفة فالنزاع او التقوقع هنا يكاد يكونان حتميان في نظم الطوائف؟ وهنا الطوائف على كامل الاستعداد لافتعال حرب اهلية او طائفية بالضرورة لانشغال الناس به واصطفافهم دون اي منطق كل وراء طائفته لا محال! ومن ثم الانتصار في الحرب الاهلي او الطائفي هو في حد ذاته انجاز للطائفي؟ والسؤال البديهي: ما سر هيام الطائفية بالانتخابات وهي اساسا غير ديمقراطية؟ هذا ما سنتطرق للاجابة عليه خلال السرد؟
                  

05-05-2013, 10:59 PM

Arabi yakub

تاريخ التسجيل: 01-27-2008
مجموع المشاركات: 1948

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الطائفية وابواقها؟! (Re: Arabi yakub)

    فكما تقوم الدكتاتورية او النظام الدكتاتوري بفرض قوانين احادية فوقية صارمة ( كالمراسيم الجمهورية وغيرها) مقيدة للحريات وتقنين وسائل البطش ...الخ مستخدما القوة الفيزيائية مستغلا السلطة التنفيذية المحتكرة لصالحها لعزل المجتمع بالكامل لاحتكاره وبسط الهيمنة عليه والاستحواذ على المكتسبات بغير وجه حق.

    بينما تقوم الطائفية اساسا على شكل من الوصاية بغرض الهيمنة على المجتمع لتكون المجتمع كانه ملكية خاصة او غابة تابعة لها مستخدمة ادواتها التقليدية التاريخية مستغلا مكانتها الدينية وعلاقاتها الشخصية وتغلغلها في وسط المجتمع لتصبح لديها اوساط نخبوية لهم مصالح خاصة تاريخية مشتركة. هذا بالاضافة الى استخدام سيف الدين وصولجان التقاليد لفرض الوصاية والاستحواذ عبر الطائفة المحتكرة اساسا لتعمم سلما على كامل المجتمع خاصة عندما تزعم الطائفية بانها حزب سياسي قومي! وهي في الاصل مع القومية الوطنية ( الامة في اطار الوطن الدولة الحديثة) في الهم شرق؟ وانما هي في الاصل مع القومية العرقية حيث تؤمن بالقومية وتتبناها على اساس العرق بقدر فهمها او وجهة نظرها الديني وثقافتها او عرقها التي تنتمي اليها وتقوم عليها طبعا؟ وهنا يمكن ان تكون الطائفية اساس صالح جدا لنظام يميني متطرف لدرجة العنصرية وتكريسها في المجتمع؟

    ومن هنا قد تشكل الطائفية اساس صالح لنظام دكتاتوري ذو الحزب الواحد, وهذا ايضا يمكن ان يشكل اساس صالح للفاشية.ولا غرابة فان الحزب الفاشي الايطالي قد وصل الى السلطة بمساعدة الكنيسة الكاثوليكية والنظام الملكي الايطالي؟ فالطائفية عادة تتعامل مع القوانين الوضعية الحديثة نسبيا كالدستور وما ادراك بنوع من الشكوك والتوجس واللامبالاة,وان تظاهرت بغير هذا؟ ببساطة لان هذه القوانين والضوابط كلها (فرتاقات) للطائفية, او على الاقل تحد من تخولها الاجتماعي والسياسي معا, وهي بخلفيتها الاجتماعية التاريخية تعلم هذا جيدا؟ وفي احسن الاحوال خذ ما تشاء لما تشاء وفركشة الباقي كمان؟

    يعني وفق مزاجها وفهمها وتكييفها ومصالحها هي لا اكثر؟ بينما النظام الدكتاتوري واضح جدا في الغاء الدستور واستبدالها بدستور اخر الا انها لا تهتم حتى بنصوص دستورها وعادة ما تكون نافذيها فوق الدستور او القانون بمعنى انها ربما لا تعي شئ اسمه سيادة القانون. وفيما يبدو لي ان الفرق هو ان النظام الدكتاتوري يمكن ان يكون فعل او نظام عابر ليس من اصل المجتمع وبالتالي يمكن التخلص منه كليا اجلا ام عاجلا, بينما الطائفية هي اساسا شكل من اشكال الاستبداد الاستيطاني على غرار الاستعمار الاستيطاني الذي درسناه في التاريخ زمان؟ او كما قيل؟!
                  

05-07-2013, 06:50 PM

Arabi yakub

تاريخ التسجيل: 01-27-2008
مجموع المشاركات: 1948

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الطائفية وابواقها؟! (Re: Arabi yakub)

    هذا بالاضافة الى ان الدكتاتور قد يتنازل عن السلطة سلما لاخرين ربما تكنوقراط او حتى احزاب سياسية اصلاحية تهدف الى الديمقراطية وهذا قد حدث في كثير من الدول الا انه يتعذر ان يسلم الدكتاتور سلطته للطائفي؟ ( ما عارف ليه؟) بينما الطائفية لا تابه بل لا تجد حرجا في تسليم السلطة مباشرة لدكتاتور لانه كما ذكرنا فليس لديه مشكلة في هذا الا لرسوخها في المجتمع وقدرتها في الاستحواذ او الهيمنة الرمزية للمجتمع التي تكسبها مفردة الشرعية,الناجم من الشعور الكامن بالوصاية على المجتمع والحفاظ على مكتسباتها وضمانتها من قبل ذات المجتمع ( يعني حقوق سيدنا محفوظ).

    هذا بالاضافة الى هشاشة حزبه السياسي الطائفي سياسيا ومؤسسيا, حيث التوجس او الخوف من مهنية فن التنظيم التي عادة تؤدي الى ضعف هياكل المؤسسات الحزبية, وغياب الافكار السياسية الموجه, وانعدام الممارسة الديمقراطية في داخلها. عليه ليس لديه اي حساسية حتى ان تنتزع منها السلطة بالقوة ليعود مباشرة في البكاء على الشرعية المسلوبة والمطالبة بحقه الشرعي حالما يصطدم مصالحه الخاصة مع الدكتاتور وهذا ربما حتمي ايضا؟

    كما ان الشخص المؤهل الذي يخرج من رحم النظام الدكتاتوري يمكن ان يعود ليكون شخصا وطنيا منفتحا ومطالبا بالديمقراطية الحقة وقد يناضل من اجلها بصدق كمان, بينما التابع الطائفي مهما كان درجة تاهيله اذا خرج من رحم الطائفية وهذا نادر طبعا او هم قلة الا انه بالقطع لا يصلح لاي عمل سياسي مغاير؟ ببساطة لانه منذ يومه الاول قد وضع نفسه بنفسه في خانة المنتهي سياسيا لا محال. بينما افندي الدكتاتور قد يكون مجبورا على الصمت احيانا او بعض الوقت ولكن ليس كل الوقت. بينما الكادر الطائفي هو من مارس اسكات نفسه بالكامل واخضاعه طيلة وجوده تحت عباءة الطائفة الذي تقوم على هذا الاساس حيث لا تؤمن بالافكار الحداثوية ولا تتبنى اية منظومة قيم حرة قابلة للتطور التي تلقائيا تؤدي الى فناء الطائفة بالضرورة اذا وجد, او على الاقل تحتم على الطائفية الانزواء خارج حلبة السياسة والسلطة السياسية معا؟
                  

05-07-2013, 08:57 PM

Arabi yakub

تاريخ التسجيل: 01-27-2008
مجموع المشاركات: 1948

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الطائفية وابواقها؟! (Re: Arabi yakub)

    والخلاصة: فان الدكتاتور الذي ربما يتساوون مع الطائفي في القتل اذا نشب اي حرب اهلي او طائفي الا انه يتفوق على الطائفي في اساليب البطش وربما النهب ايضا, والاخير يتوقف على رغبات الدكتاتور, سلطة ام مال؟ ام الاثنين معا؟ بينما الطائفي هنا لا يابه بالمال ببساطة لانه قد يستغل الاتباع والمريدين طوعا والهبات وما ادخرها...الخ بالاضافة الى ما يكنزه وهو في خدمة الطائفة او هو اسرة الطائفة الفوقي حيث يستلزم الحفاظ على مكتسباته الفوقية من حيث الهيبة والمكانة وقمة سلطة الهرطقة.

    كما لايابه بالبطش الشرطي (البوليس) كعمل مؤسسي او منظم حديث, وعوضا عن هذا هو يستخدم الارهاب الديني والوصاية على التقاليد التي تتبناها وفق فهمها ومصالحها, وقد تختلف مع تقاليد الطوائف الاخرى. وربما التهديد العرقي احيانا خاصة بعض الاقليات (المتنطعة او سميها كما تشاء) المناوئة على سلطتها مثل التي تطالب بالحقوق او لا تخضع لتقاليدها او لا تحترم وجهة نظرها وما ادراك. ايضا الطائفي نادرا ما لا يضطر لاستخدام توصيات او نصائح ميكافيلي لاميره الا في الاتجاه النقيض للفقرة التي تتعلق بان الامير يجب ان يكون مهابا ( مخيفا عديل مع تجنب الكراهية ما امكن) بدلا من ان يكون محبوبا وخلاص؟

    وعلى عكس هذا فالطائفي يسعى في ان يكون محبوبا ومنزها كمان في عيون اتباعه بالضرورة ولو ظاهريا ولهذا هو لا يجرؤ على النهب المباشر او القهر البوليسي لحماية سلطته. ولكن في كل الاحوال ليس على الله وخلاص؟ ابدا فهو دائما حريص كل الحرص على ان تحت اي سجم رماد له جمرة غليظة لا محال؟ بالاضافة الى ان الطائفية كما ذكرنا تقوم او تبتدع كما من القيم الدينية والتقاليد المنتقاة بعناية من واقع المجتمع تجد القبول او هي مقبولة في الوسط الاجتماعي التقليدي لمجابهة تحديات الحياة اليومية, وبناء العلاقات الشخصية, حيث تلعب التقاليد التي هي مجموعة من الممارسات الاجتماعية التي تسعى الى غرس قواعد السلوك وفق قيم معينة يفرض الاستمرارية مع ماضي حقيقي او متخيل عادة ما ترتبط مع طقوس مقبولة او متعودة على نطاق واسع, او اشكال من الرموز. وغالبا ما تستطيع الطائفية التوفيق او التصالح مع نفسها لاغتنام الظروف السائدة الى حد ما لفرض نفوذها وتجنبا للتجاوز او التلاشي
                  

05-09-2013, 04:03 PM

Arabi yakub

تاريخ التسجيل: 01-27-2008
مجموع المشاركات: 1948

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الطائفية وابواقها؟! (Re: Arabi yakub)

    وكل هذا عوامل هامة توضح تغلغلها في المجتمع وتثبيت دعائمها لدرجة الوثوقية, وهذه واحدة من اهم دوافعها في دخول معركة الانتخابات ببساطة لانها واثقة جدا كمان! وليس عن رؤية سياسية وقناعة عن ايمان راسخ بمبادئ المنافسة الحرة او التغيير باتاحة الفرص للتبادل السلمي للسلطة ابدا؟ وبما ان الدكتاتور يحتم عليه وضعه الدكتاتوري الواضح حيث فقدانه الفاضح للشرعية في الاعتماد على القوة من البوليس وكل ما يساهم في ردع الخصوم والمناوئين والشغبنجية؟ وهذا ما اشار اليه ميكافيلي في افضلية ان يكون الامير مهابا الا لانه دكتاتور لا محال.

    ولكن هناك ايضا سمات للدكتاتور افضل من الطائفي, فمن البديهي ان الدكتاتور بامكان المجتمع بكامله ادراك سيئاته وبالتالي بديهي مقاومته من قبل الجميع او الاغلبية الفاعلة في المجتمع, بينما الطائفي فهذا نادرا جدا؟ كما بامكان ان يكون او ان يصبح الدكتاتور زعيما قوميا بالفعل, بينما يعتذر ان يكون الطائفي كذلك, فهذا شبه مستحيل طبعا؟ لاسباب اهمها التركيبة الطائفية المعقدة من التقاليد شبه الملزمة والمزاعم الدينية من الاسرار والخصوصيات (التامبوات) وضرورة الانفراد بهم, وهذا يفضي الى الانقسام بين الولاءات التقليدية القوية حيث التقيد بالتقاليد الراسخة والولاء للطائفة ام للحزب السياسي الوطني الذي لا يحمل برنامجا سياسيا واضحا قابلا للتطور والذي تلقائيا يتناقض مع وضع الطائفة كما اوضحنا؟

    ام الولاء لجميع الشعب الذي يعد كالخروج عن خصوصية الطائفة وقيودها الصارمة وهلم جرا؟ وهناك تحدي مفصلي للطائفية الدينية تحديدا التي عادة تفتقد القابلية للحداثة بطبعها كما اوضحنا, فهي بقدر ما تتبنى المجتمع وتتصدر قضاياها من اجل مصالحها وبسط نفوذها, الا انها تجد صعوبة بالغة في القبول بمؤسسة الدولة الحديثة في حد ذاتها؟ بحيث انها تتصور او تظن في نفسها بانها فوق كل شئ بما في ذلك الدولة كمؤسسة سياسية دنيوية حديثة,وحتمية التغيير الى مجتمع الدولة السياسي القانوني الدنيوي.

    وهنا انقسام اكبر داخل الطائفي الذي يعتقد جازما بانه فوق كل شئ باعتباره حامي المقدسات الدينية والتقاليد الاجتماعية وقيمها وبين ان يتنازل عن كل هذا الى ما دون او تحت سلطة الدولة الحديثة الدنيوية البحتة وقوانينها الوضعية الحديثة نسبيا. فليس من السهولة الاستسلام للاخير الا مضطرا في الوصول السلمي الى سدة السلطة السياسية لوضعها تحتها هي لا اكثر؟ وعندها يكاد الطائفي ان يقول : انا الدولة؟
                  

05-09-2013, 04:41 PM

Arabi yakub

تاريخ التسجيل: 01-27-2008
مجموع المشاركات: 1948

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الطائفية وابواقها؟! (Re: Arabi yakub)

    فالشعور الطاغي بالقداسة والسمو الديني الاجتماعي تلقائيا يضع الطائفي الديني فوق الدولة الدنيوية لا محال حتى ان لم يظهر هذا بالطبع؟بالاضافة الى رسوخ التقاليد والتعود عليها تبعد الطائفية عن كل ماهو حديث الا فيما يمكن استغلاله لمصلحة الطائفية. ولعل الدولة الحديثة اساسا وليدة افكار حداثوية اولا بالاضافة الى عوامل وافعال اخرى ليس للطائفية على مر العصور نصيب في نشاة الدولة وصيرورة تطورها عبر التاريخ. وبقدر ما بالامكان التخلص من الدكتاتورية بكل اشكال المقاومة المعروفة لدى الشعوب الا ان الطائفية من العسير التخلص منها في الحال او بسقوط نظام الطائفية ابدا فهنا الامر يحتاج لردحا من الزمن ربما تصل لعقودا.

    ففي الاصل تتشبث الطائفية بالسلطة السياسية لاغراض خاصة دنيوية بحتة طبعا وفق مفاهيم دينية وغالبا تقليدية ايضا, الا ان اهم باب دخول الطائفية المعترك السياسي المباشر هو عندما يكون هناك دين رسمي للدولة فهنا المستنقع الذي يقبع فيه الطائفة متعمدا السباحة السياسية باي ثمن لا يعنيه...؟! او عندما تنعدم الحدود الفاصلة بين الدين وربما العرق ايضا ومؤسسة الدولة . هذا ايضا يشكل اسانسير الطائفية حيث بطبظة زر الدين والتقاليد والعرق او الثقافة الغالبة ...الخ و بضربة لازب تجد الطائفية في قمة غمار العمل السياسي للبلد بكامله. والغريب في الامر فان اكبر عدو الطائفية هي الطائفية نفسها بحيث ان الطائفية عدوها اللدود هي الطائفة الاخرى؟ بل ربما تجد ان الطائفة المنشقة من طائفة اخرى قديمة قد تجد العداء بينهما اشد ضراوة من مع الطوائف الاخرى.

    فالطائفية غالبا لا تؤمن بالاخر المختلف وان تظاهر بذلك, كما لا تؤمن بالمنافسة الحرة النزيهة الا بعد التاكيد من رزم الاتباع اصحاب الولاء المطلق الذين ينضوون تحت لوائها للشعور الكامن بامتلاكها الحقيقة والاسرار الالهية المقدسة وليس لبرنامجها السياسي الدنيوي, كما انها غير متسامحة بطبعها ايضا. فالهيام بالانتخابات نابع من الوثوقية كما ذكرنا حيث تقوم بقنطرة الاتباع والمريدين بالكامل او سجن عقولهم في كبسولات الطائفية الدينية قد تكون متطرفة ايضا وحبكة التقاليد المحافظة وربما الصارمة حتى تكون متعودة عليهم ليتم تحريكهم بيسر وسهولة لكل ما بخطر ببال الطائفي؟.

    عليه فالانتخابات لديها مجرد الاداة الايسر المتاح للوصول السلمي الى قمة السلطة وتاكيد الشرعية وليست نيلها وحسب, والتي كما اوضحنا باعلاه بانها تصبح ضمن ممتلكات الطائفي و اصل برنامجه السياسي للهيمنة وحفظ المكتسبات التاريخية وممارسة الاستبداد السياسي ( الدكتاتورية الطائفية) في قمة السلطة ربما بشكل ناعم جدا, ومطلقا ليست حق لتمكين الشعوب على فرض كامل سيطرته على سلطته ومنح شرعيته وفق خياراته هو عبر الممارسة السياسية الديمقراطية الحرة ابدا؟ وانما الانتخابات ايسر واقصر الطرق لتسلق الطائفية قمة جبل جليدها وخلاص؟
                  

05-12-2013, 02:53 PM

Arabi yakub

تاريخ التسجيل: 01-27-2008
مجموع المشاركات: 1948

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الطائفية وابواقها؟! (Re: Arabi yakub)

    والا كان الاولى ممارسة الانتخابات الفعلية الحرة النزيهة وفق قوانين عادلة داخل منظومة الطائفة نفسها والتي مبدئيا تتناقض مع تركيبة الطائفة اساسا؟. كما تمتد العداء السافر- مبطنا او علنا - الى الاحزاب السياسية ذات البرنامج السياسي التي تعتمد او تقوم على الحداثة والمعرفة الدنيوية كعمل ساسي منظم ومؤسس قابل للتطور؟ لما يشكله من تهديد مباشر للطائفية. و لان الطائفية ايضا الخبيرة بالشئون الدنيوية والاسرار الدينية المقدسة والالهية معا, فهي محتكرة كل شئ الا لخواءها من اي شئ جديد مبتكر.

    وباعتبارها صاحبة الارث التقليدي الاجتماعي, والخوف المروع من فقدان المكانة التي تبواءتها في المجتمع تاريخيا والمكاسب التي اغتنمها من الاتباع والوعي بماضيها في استغلالهم واقعادهم. فالاحزاب السياسية ذات البرنامج السياسي الحداثوي المؤسسي, كما هي عدو لدود ومهدد لنمو الطائفية ايضا غيابها او عدم فاعليتها تساهم مساهمة فاعلة في تفشي وسيادة الطائفية.

    وخير دواء او الجام للطائفية تبدا بعمل المستنيرين من المفكرين الصادقين اصحاب الرؤى الذين يكرسون اعمالهم من اجل تطور مجتمعاتهم بانتشار الوعي ومن اجل الاخر كانسان كامل دون اي اعتبارات اخرى, واحزابها السياسية ذات المشاريع السياسية الحداثوية الدنيوية التي تقوم على توعية الفرد بحقوقه الطبيعية والسياسية المكتسبة كاملا بادراك ذاته,كفرد حر في المجتمع واستقلاليته في فرض ذاته في البحث عن مصالحه في الحياة الحرة الكريمة مدركا متى يقول لا او نعم؟ دون اية تاثيرات جانبية لاي اسباب او مفاهيم خاصة.حيث يتضح الرؤية للجميع للنهوض بالمجتمع وانتشاله من عالم الاوهام من التقاليد البالية والمفاهيم العقيمة الى عالم العلم بمعناه الواسع الحديث.

    وفصل مؤسسات الدين عن مؤسسات الدولة الحديثة دستوريا (ليصبح الدين لله والوطن محايدا للجميع) مجمعا عليه او باغلبية مريحة,لبسط الحقوق الوطنية الطبيعية والسياسية المكتسبة وتمليكها للشعوب افرادا قبل جماعات ليكون الاساس للانتماء الى الدولة المؤسسة السياسية الحديثة التي تقوم بناءا على جميع الارادات المتساوية لجميع سكانها افرادا قبل جماعات دون اية اعتبارات اخرى؟

    فقط انسانية الانسان وحقه الطبيعي في حياة حرة كريمة! ليصبح المواطنة اساس الانتماء الى مؤسسة الدولة السياسية الحديثة القائمة وفق الارادات المتساوية للجميع دون استثناء لاحد لاي سبب او زعم. ومهامها هي حماية ارواحهم كافراد اولا وحريتهم وممتلكاتهم ورعاية مصالحهم العامة المشتركة وصون خصوصياتهم. ثم يكونون هم الاساس لقرار سلطتهم السياسية العليا المحمي بالقانون وبالمشاركة الفاعلة العادلة وحماية مجتمعهم بكاملهم, ويخضع الجميع في اي وضع تحت سيادة القانون ليكون هذا الفهم السياسي الاجتماعي النوعي البديل الفعلي والعملي للانتماءات التقليدية العشائرية والولاءات الطائفية؟

    هنا تنكسر الدش السياسي في يد الطائفية ولكن ايضا ليست نهاية الطائفية طبعا؟
    الا بعد عقود او ربما تتحول الطائفية الى تنظيمات فئوية محافظة قد تمارس شئ من الضغط السياسي ايضا الا انها في مثل هذه الظروف قد تضطر الطائفية الى تطوير نفسها قليلا بحيث تنهض قليلا من التقاليد التي تلقائيا قد تتجاوزها المجتمع نفسه. كما تقلل من التوترات الاجتماعية والعصبية التي تسودها حيث تخضع تحت سيادة القانون العام الملزم بالضرورة.
                  

05-15-2013, 04:23 PM

Arabi yakub

تاريخ التسجيل: 01-27-2008
مجموع المشاركات: 1948

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الطائفية وابواقها؟! (Re: Arabi yakub)

    وللطائفية قدرة مذهلة في تجنيد الاتباع في المجتمعات التقليدية حيث تتكدس الطبقات الدنيا فهي لتجاربها تجيد الاستثمار في الجهل اي الامية والفقر ففي مثل هذه المجتمعات بالضرورة هنا عز الطائفية وانتشائها بل ونموها وسيادتها كمان؟ فهي لديها امكانات سحرية في جذب العامة وايقاعهم في حبالها بالزعم المجاني في انتشالهم من الضغط الاجتماعي والهيمنة وفق صراعات المجتمعات التقليدية, وهي في ذات الوقت تغرس هيمنتها هي.

    فهي عادة تسعى على تغيير نسبي في العلاقات الاجتماعية بناءا على مزاعم تقليدية ايضا. حيث الحنين الى الماضي وربما تقديسها ولا يمكن الخروج من كل هذه المازق المجتمعية الا بالعودة الى الماضي السحيق وهي في ذات الوقت تزعم التجديد في حبال التقاليد او الدين للعودة الى الامجاد التليدة وتصوير نفسها على انها القادرة على خلق المجتمع الفاضل بضربة لازب كدا؟ وهنا فهي تعيش حاضرا بحقائق او اوهام ماضوية او الاثنين معا
    فهي طاحونة حديثة في الطحن والخلط؟ ( كل شئ مما هو قديم: قش, غبار بتاع...الخ تطلع ليك بدرة علف كدا احسن تضرب جبكسين وخلاص؟!)

    حيث تقوم بتجسيد مفاهيم دينية مثالية للغاية وفق قيم هي مجرد بدع تقليدية, مفتعلا انشقاقات لاوضاع دينية قديمة وتقاليد سائدة لتنشا الاجيال الجديدة على نمط الحياة وفق مزاعمها هي التي عادة ما تكون خلطة من وجهة نظر ديني مخلوطة بالتقاليد وفق( منامات معجزات او هرطقات...الخ).
    فالطائفية هي اكبر معوق للحداثة والتطور الاجتماعي الاقتصادي السياسي والتلاحم الوطني في اطار الدولة الحديثة كمؤسسة سياسية في المقام الاول تعتمد وتقوم على مفاهيم علمية وهي ما تعرف بالحداثة. فالدولة الحديثة كمؤسسة تكاد تكون النقيض للطائفية بكل اشكالها. كما تساهم الطائفية مساهمة فعالة جدا في خلق النزاعات بين مكونات اي مجتمع وتدميره بتفشي العصبيات خاصة الدينية والمذهبية والعرقية الاثنية,فهي بطبعها تسعى لتكريس كل اشكال النزاعات الدينية والاثنية التقليدية والانحطاط الفكري وباختصار فالطائفية هي اقعاد كامل لاي مجتمع, وفي الاخر فالاثنين الى الجحيم في عالم اليوم؟
                  

05-25-2013, 10:49 PM

Arabi yakub

تاريخ التسجيل: 01-27-2008
مجموع المشاركات: 1948

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الطائفية وابواقها؟! (Re: Arabi yakub)

    Quote: البيبسي والجيكسي والتاريخ المنسي .. بقلم: مصطفى عبد العزيز البطل
    غرباً باتجاه الشرق


    الثلاثاء, 19 آذار/مارس 2013 11:25


    [email protected]
    قبل أيام، وفي منزل صديق سوداني بمدينة روشيستر شاهدت شريط فيديو يظهر فيه شيخ طريقة صوفية وهو علي صهوة سيارة رباعية الدفع، ضخمة وفارهة، وقد وقف شامخاً يحيي حشوداً هادرة ممتلئة حباً وولاءً وحماسة تجمعت حول السيارة، ثم ما انفكت تجري من خلفها متولهةً مضطرمة المشاعر.
    بدا لي الشيخ بطلعته الكاريزمية وأدائه الزعامي المهيب وكأنه رئيس دولة. ولكن الذي لفت انتباهي حقاً كان هو منظر النساء في قلب المعمعان. إذ رأيت فتيات ناهدات في ميعة الصبا وفورة الشباب، يرتدين ملابس حديثة، يهتفن ويسرعن الخطى وراء الشيخ وموكبه، وهو أمر لم أكن قد ألفته في السودان الذي تركته من خلفي قبل نحو عقدين من الزمان.
    نقلت لصاحب الدار ما يجول برأسي، وسألت عن الشيخ، من يكون؟ فرد الرجل مستغربا سؤالي: " ألا تعرفه؟ هذا هو الشيخ فلان، المحايتو بيبسي وحوارو جيكسي". والجيكسي، أو الجيكس، لفظة شبه سوقية ترتد أصولها الى الفرنجة، تستخدم في أوساط الشباب لوصف المليحات من الفتيات.
    شئنا أم أبينا، كل الدلائل والمؤشرات تدل على أن السودان الحاضر تقبض علي أعنّته بيدٍ من حديد (رغم أنف ملاحيس "الفجر الجديد")، قوى الاسلام السياسي والاسلام الطائفي والاسلام السلفي والاسلام الصوفي. ولم يكن الشيخ الترابي– على كثرة كذبه –من الكاذبين حين صرح لصحيفة أجنبية قبل عدة أسابيع أن البديل للنظام القائم سيكون بديلاً اسلامياً، لأن الاسلام بكافة صوره هو القوة الضاربة والمحرك السياسي والاجتماعي والثقافي الفاعل الوحيد في واقع السودان اليوم!
    تميل كثير من قوى اليسار الى رد نتائج الانتخابات البرلمانية التي جرت عام 2009 والتقليل من قيمتها باعتبارها انتخابات (مخجوجة). ولكن ماذا عن انتخابات 1986؟ نال الحزب الشيوعي، قاطرة اليسار السوداني التاريخية، في تلك الانتخابات62617صوتاً، إذا انتقصنا منها أصوات الجنوب الذاهب انتهينا الي بضعةٍ وخمسين ألف صوت فقطعلى مستوى السودان بأسره، ونائبين في البرلمان. اللافت للنظر أن حزب البعث فرع بغداد، وهو نبت مستجد وجد مكاناً له في هامش الساحة بفضل حقائب صدام حسين الدولارية، حصل علي 35502 صوتا، أى أكثر بكثير من نصف أصوات الحزب الشيوعي الذي بدأ مسيرته الكفاحية قبل حوالي سبعين عاماَ! وحصل الحزب القومي، وهو حزب قام على أسس عنصرية بحته، ويمثل قبيلة واحدة فقط، على 88329 صوتاً، بفارق كبير جداً ولافت للنظر عن الحزب الشيوعي (قاطرة اليسار)!
    كان ذلك هو كسب اليسار وكتابه الذي حمله (بيساره)، يوم عرض نفسه على شعب السودان في (قيامة) الانتخابات الحرة الديمقراطية المباشرة. وكان وقتها في حالٍ طيبٍ ممراح. كان الاتحاد السوفيتي وقوى المعسكر الاشتراكي منتصبة كالطود في قلب الساحة الدولية، ولم يكن (الجيكس) قد أصبحن بعد حواريات لشيوخ الصوفية، بل كن يملأن استاد الخرطوم ينشدن وراء الراحل مصطفى سيد أحمد: "يا رذاذ الدم حبابك"!
    ولكنك حين تطالع التصريحات التسيطرية التحكمية المجلجلة التي يطلقها يساريون مثل الاستاذ فاروق ابوعيسي، أحد القيادات التاريخية للحزب الشيوعي، رداً علي مقترحات الامام الصادق المهدي بإعادة هيكلة الهيئة المسماه تحالف قوي الاجماع الوطني، وعندما تقرأ التصريحات العنجهية العنترية لحزب البعث العربي فرع دمشق (أى والله، فرع بشار الأسد شخصياً)، بفصل الإمام الصادق المهدي من عضوية الهيئة، تكاد تصاب بالفالج!
    لو كنت في مكان الاستاذ فاروق أبوعيسى، الذي لم يوفق في الحصول على مقعد نيابي عبر الانتخابات الديمقراطية الحرة طيلة حياته، رغم محاولاته المتكررة، ولم يحظ بالجلوس على كرسي البرلمان الا بالتعيين من حكومة الانقاذ، لفكرت مرتين قبل اطلاق التصريحات النارية في وجه الامام.
    تاريخياً يُعرف عن الاستاذ أبوعيسى أنه لعب دور الطيب سيخة ومجذوب الخليفة، بل وكان رئيس الوزراء الفعلي عقب الانقلاب العسكري في مايو 1969 الذي فصل الخصوم من وظائفهم، وأودع السياسيين المنتخبين غيابات السجون، وكمم الأفواه، وأمّم الصحافة، وصادر أموال الناس، وقصف المدنيين بالطائرات والمدافع. صحيح أن أبوعيسى بعد خروجه عن حزبه وانحيازه الى (المجموعة الإنتهازية) كما تسميها أدبيات الحزب الشيوعي، عاد كرة أخرى الى قومه تائباً مستغفراً. ولكن ذلك لا يغير من الواقع مثقال خردلة. ولو كان ذلك تاريخي وسيرتي السياسية لما تجرأت، أو خطر ببالي، أن أوجه انتقاداً واحداً للإمام، ولالتزمت الصمت في كل مرة يدلى فيها برأى، ولاستخزيت عن مخاشنته ومناطحته وتحديه.
    ولو كنت في مكان حزب البعث فرع بشار الأسد، الذي حصل علي صفر كبير في امتحان الانتخابات، لاكتسيت حمرة الخجل، ولبحثت لنفسي عن قبو عميق، في ركنٍ ناءٍ من أركان السودان، وحبست نفسي داخله حتي يقضي الله أمراً كان مفعولا. بدلاً من أجعل من نفسي أضحوكة الزمان فأطالب بفصل الزعيم، الذي شرفه شعبه بمائة مقعد في الانتخابات النيابية الديمقراطية الحرة، من عضوية هيئة لم يعرف عنها أنها قتلت ذبابة.
    وماذا جنيتم يا هؤلاء من وراء الهذر والهتر سوى أن أغضبتم الإمام فأسماكم: أحزاب الطرور!
    نقلاً عن صحيفة (الخرطوم)


    ونواصل الان من خلال ما سطره البطل هنا لكشف مقاله هذا بتوضيح بعض الحقائق و كشف جوانب من مساوئ الطائفية وتاتثيرها السلبي في مسار السياسة السودانية بعد الاستقلال حتى الان؟
                  

05-25-2013, 10:57 PM

Arabi yakub

تاريخ التسجيل: 01-27-2008
مجموع المشاركات: 1948

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الطائفية وابواقها؟! (Re: Arabi yakub)

    فالثناء او المدح المجاني لامثال البطل للديمقراطية الطائفية هو مدح عقيم من اساسه كدا ببساطة لانهم يدثرون مساوئ الطائفية بل يجملونها كمان بالزركشة والطلاءات مثل: الديمقراطية والشعب والانتخابات والشرعية والاغلبية وما ادراك كلها عبارات حق يراد بها التزييف الكامل لتكون بروبقندا الهدف منه تجميل الطائفي ليس الا, لتصبح مثل جلباب الطائفي نفسه لا يتزى او يتجمل (قشرة) بهم احد على الاطلاق الا الطائفي وحده؟ فالطائفية هي التي حرفت المشروع السياسي للسودان المستقل.

    حيث تعمدت على تدمير العقد الاجتماعي السوداني الطوعي الذي نشا طوعا في مقاومة الاستعمار الاجنبي منذ الثورة المهدية التي تجمع لها اهل السودان من كل جهاتهم ومشاربهم طوعا في ردع المستعمر الاجنبي. وكان بمثابة العقد الاجتماعي الطوعي الذي شكل اساسا صالحا لمشروع سياسي سوداني لانشاء وتاسيس دولة سودانية حديثة عادلة تعبر عن جميع السودانيون بتنوعهم الديني العرقي الثقافي ليكون الانتماء للدولة على اساس المواطنة حيث المساواة في الحقوق والواجبات دون ادنى تمييز لاحد لاي سبب. وعلى عكس هذا تماما فقد اختطفت الطائفية الدولة السودانية الوليدة بالكامل حيث وضعت تعريفا طائفيا مزيفا للسودان على انها دولة (عربية اسلامية )

    وهذا التعريف فوق انها تقسيم ديني عرقي للسودان ايضا كرست التقسيم الجهوي التي وضعها الاستعمار الاجنبي لاسباب يتعلق بمصالحه اولا. كل هذا شكل اساس الاقصاء الكامل في الخارطة السياسية لاقاليم رئيسة في التكوين السياسي للسودان حيث اختفت الشرق والغرب تماما من خارطة الحدث واشعلت النزاع التاريخي بين ما عرف بالشمال العربي المسلم والجنوب المسيحي الارواحي الزنجي الافريقي كاساس للتصادم كما هو معرف وفق معطيات كل منهم.

    وحيث الت مؤسسة الدولة الوليدة بكاملها الى الاقلية الطائفية بمفاهيمها الدينية العرقية الاحادية الضيقة لتاخذ ضعف نصيب الاسد من الوظائف الموروثة من المستعمر من جملة ثمانمائة وظيفة لنخب الطائفية الخرطوم فقط اربعة وظيفة منحت للاقليم الجنوبي بكامله بينما اقليمي الشرق والغرب حيث كردفان ودارفور كانا نصيبهما صفرا كبيرا. بينما لم يترك احد من هذين الاقليمين للمطالبة بانصبتهم في الوظائف الموروثة من المستعمر ب انذاك وحقوقهم الطبعية والسياسية المكتسبة المشروعة حتى في اقاليمهم على الرغم من ان خطاب الاستقلال في البرلمان قد تلاه احد ابناء الغرب البازرين الا لان الولاء الديني الطائفي الغامر كان فوق الشعور بالانتماء الى الوطن وتحديد العلاقة بمؤسسة الدولة السياسية الدنيوية .

    كما لعبت الشعور العاطفي بالانتماء العرقي العربي وفق الهياج الايديولوجي القومي العربي ومزاعمها في مناهضة الاستعمار على اساس عرقي( اثني/ قومي) وليس فكري اجتماعي سياسي واستصحابها على المنطقة. وزاد الامر تعقيدا وقتامة المزاوجة الغريبة بين الدين الاسلامي والعروبة فهذا شكل اساسا لغياب الوعي السياسي بالكامل في الوقت الذي وجدت فيهما الطائفية مطيتها السهلة لتسلق مدارج السياسة التي هي علم وفعل دنيوي خالص تتعلق ببناء الدول كمؤسسات دنيوية محايدة, تكمن مهامها في حماية روح الانسان اولا كانسان وحماية ممتلكاته حريته وممتلكاته من الانسان نفسه, واقرار حقوقه الطبيعية والسياسية المكتسبة تحت سيادة القانون, وصون كرامته وتوفير سبل الحماية في الحياة الحرة الكريمة للنهوض بالانسان وانسانية الانسان في المشاركة الفاعلة في كل متعلقات حياته العامة وصون خصوصياته؟
                  

05-26-2013, 02:41 AM

Sabri Elshareef

تاريخ التسجيل: 12-30-2004
مجموع المشاركات: 21142

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الطائفية وابواقها؟! (Re: Arabi yakub)

    اخي عربي يعقوب

    تحياتي الطيبة
    متابعة لتحليلك ورصدك والطائفية اضرت بالوطن لانها وضعت قداسه زائفة وضرر بليغ اضرت بالتطور الديمقراطي في الوطن وهنا احدد طائفتي الانصار والختمية واستغلالها لمحبة الحوارييين\ات


    واصل وسوف اكمل ما تسطره
                  

05-29-2013, 02:13 PM

Arabi yakub

تاريخ التسجيل: 01-27-2008
مجموع المشاركات: 1948

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الطائفية وابواقها؟! (Re: Sabri Elshareef)

    Quote: واصل وسوف اكمل ما تسطره

    عزيزي الفاضل صبري الشريف
    التحايا العطرة لكم انت وين يا رجل؟
    يا اخي الطائفية هي التي فعلت بالسودان كل هذا وان لم نواجه خطر الطائفية ودمارها فان الفناء هو مصيرنا لامحال؟"
    ودا بحتاج لمزيد من الجهد البحثي بكشف زيف الطائفية وعبثها بمقدراتنا بدءا بعقولنا
    وعندما حاولت فتح هذا لبوست كان يدور بذهني عنوان اخر وهو : الحملة القومية لمكافحة الطائفية ودرء اضرارها الجسيمة ؟
    وحيث ما زال هذا ايضا يشكل جزء من الهدف من محاولة الكتابة عن الطائفية والبوست الذي يستمر بالضرورة

    وفي انتظار اسهامات كل مضرر من الطائفية واجزم بان الضرر كان وما زال قوميا في المقام الاول؟
    ونحن في انتظار اسهاماتك الذي بالتاكيد يضيف كثيرا ويكشف المزيد من عبث الطائفية بالسودان سياسيا واجتماعيا اقتصاديا ....الخ

    شكرا لك
                  

07-01-2013, 11:53 AM

Abdel Aati
<aAbdel Aati
تاريخ التسجيل: 06-13-2002
مجموع المشاركات: 33072

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الطائفية وابواقها؟! (Re: Arabi yakub)

    كتابة ممتازة استاذ عربي يعقوب
    هناك مقالات للدكتور وليد موسى مادبو تناول فيها الطائفية
    كما انتقد الراحل الخاتم عدلان الطائفية
    وكانت لنا مبادرة قبل حوالي عشرة اعوام لانشاء "رابطة السودانيين المناهضين للطائفية "

    رابطة السودانيين المناهضين للطائفية

    ارجو أن تواصل هذا الجهد القيم ....
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de