|
من أرشيف الحزب الشيوعي السوداني(نداء إلى جماهير العاصمة الثائرة .. لندعم ونواصل انتفاضة مارس ال
|
من أرشيف الحزب الشيوعي السوداني مقدمة : في الذكرى الحادية والعشرين لانتفاضة مارس/ أبريل المجيدة، نعيد نشر البيان الذي أصدره الحزب الشيوعي يوم السبت الموافق 30 مارس 1985. وكانت الانتفاضة في بداية وثبتها.
……………………………………………………………………
(نداء إلى جماهير العاصمة الثائرة .. لندعم ونواصل انتفاضة مارس المجيدة
وكان لابد ان ينفجر غضب الشعب المشروع مواكب هادرة ومقاومة ضارية وجسارة وبطولة في مواجهة الرصاص والموت، فللصبر حدود. لكن نميري السفاح المستبد المستهتر تجاوز كل حد في اضطهاد الشعب بفرض زيادة في الأسعار لا يقبلها عقل، على جماهير طحنها الغلاء وسحقتها المجاعة حتى تحول السودان إلى متسول يستجدي الإغاثة ولقمة العيش.وعبثاً تحاول أجهزة إعلام نميري تشويه الانتفاضة الشعبية بإسنادها للأخوان المسلمين أو تخريب العاطلين والمتسكعين والمشردين. فالعاطلون المتسكعون الطفيليون هم حكام مايو وأثرياء مايو الذين امتصوا دماء الكادحين ونهبوا خيرات الوطن وحولوا المنتجين في الريف والمدينة إلى نازحين وجياع بلا مأوى ولا قوت. وعبثاً تحاول أجهزة القمع المايوي تنظيم الكشات الهمجية التي لا مثيل لها حتى في جنوب أفريقيا، لإفراغ العاصمة في حين ان حكم التاريخ والواقع يحتم إفراغ العاصمة وكل السودان من وباء حكام مايو وأثرياء مايو. أما الادعاء بان الانتفاضة من تدبير الأخوان المسلمين فهو تكرار لعادة نميري المعروفة في التنصل من المسئولية وإلغاء اللوم على الآخرين، فالهتافات والشعارات التي رفعتها الجماهير في عفوية وأصالة هي الهتافات والشعارات التي ظلت تتمسك بها حتى عندما كان الأخوان شركاء في حكم مايو الأسود : لن ترتاح يا سفاح – رأس نميري مطلب شعبي – لن تحكمنا عصابة مايو – لن تحكمنا حكومة الجوع – لن يحكمنا أمن الدولة – لن يحكمنا البنك الدولي – عائد عائد يا اكتوبر – مليون شهيد لعهد جديد – داون داون يو اس أيه. واختارت الجماهير بوعي تام الأهداف التي صبت عليها غضبها بوصفها رمز الفساد والطفيلية، مثل جمعية ود نميري وبنك فيصل الإسلامي وفنادق البذخ الطفيلي وزحفت نحو السفارة الأمريكية رمز السيطرة الإمبريالية على الوطن ومصدر السند السياسي العسكري لحكم الفرد. فالتحية لطلاب الجامعة الاسلامية ومعهد الكليات وجامعة القاهرة على اختلاف اتجاهاتهم، التحية لعمال المنطقة الصناعية الخرطوم، التحية لأطباء مستشفي الخرطوم الذين أعلنوا الإضراب وطلبوا من نقابتهم التعاون مع بقية النقابات لإعلان الإضراب السياسي، تحية لجماهير المدن الثلاث رجالاً ونساءً وأطفالا وشباباً، تحية لشباب العاصمة الباسل الذي قدم الفرج الأول من شهداء الانتفاضة : عبد الجليل طه على وأزهري مصطفي باشا والشاب وليم والطفلة مشاعر محمد عبد الله وغيرهم، وأكثر من 40 جريحاً في مستشفى الخرطوم وحده. لقد استعادت جماهير العاصمة بسرعة فائقة قدراتها النضالية بعد حالة الانحسار التي أعقبت نهوضها عام 1978 وتجاوزت كل الخسائر والضربات ومختلف أشكال الإرهاب وها هي تستعيد اليوم دورها القيادي الطليعي الذي تتطلع إليه جماهير الأقاليم وهي تنظم وتقود مظاهرات الاحتجاج في عطبرة وكوستي وسنار والقضارف ومدني وسنجه ومدن الغرب وتتطلع الجماهير في العاصمة والأقاليم إلى توحيد إرادتها وتكوين منبر لقيادة وتوجيه نضالها. وهذا يفرض على طلائع العمال والمهنيين والموظفين والمعلمين والفنيين في العاصمة، المبادرة بتعبئة القاعدة النقابية لدخول المعركة وتخطي القيادات الانتهازية عملية السلطة، وممارسة كافة أشكال التنسيق والتضامن النقابي دفاعاً عن حقوق ومطالب العاملين وعن الحريات النقابية والديمقراطية والإسهام في انتفاضة الشعب. ويفرض على جماهير الأحياء السكنية بعث تقاليدها وتجاربها في حشد قواها للمظاهرات والمواكب وحماية المتظاهرين وكشف عناصر الأمن والمندسين، ولشباب العاصمة أساليبه الشجاعة في الإثارة والخطابة وتوحيد شعارات وهتافات المظاهرات كيما تتخذ طابعها السياسي الشعبي السليم.
لقد دشنت انتفاضة مارس فترة جديدة في مسار الحركة الشعبية ودفعت حركة المعارضة السياسية خطوات إلى الأمام وشقت طريقها في الشمال لتلتقي مع حركة تحرير شعب السودان وذراعها العسكري في الجنوب في التوجه الحازم خطوة أثر خطوة نحو الإضراب السياسي والانتفاضة للإطاحة بحكم الفرد وتصفية مؤسساته واستعادة الحرية السياسية والسيادة الوطنية. وفي هذه الوجهة يفرض الواجب الوطني على أبناء الوطن في الجيش والبوليس والقوات النظامية ان ينضموا بسلاحهم. مازالت المعركة في بداية أطوارها ولن يستسلم السفاح نميري والقوي الاجتماعية المنتفعة بحكمه بسهولة، ومازالت تحت يده أجهزة قمع وإرهاب ومازال يعتمد على مساندة أمريكا التي لن تكف عن التآمر لتخريب انتفاضة الشعب وإجهاضها من الداخل أو قطع الطريق على انتصارها بانقلابات القصر المشبوهة. لكن وحدة شعبنا وكل أطراف المعارضة وتوسيع النضال الجماهيري بان يشل إرهاب نميري وتآمر الأمريكان. لقد حسمت جماهير العاصمة كل مظاهر التردد واليأس وأخرست كل لسان مكابر يتهم شعب السودان بالاستسلام.
فلتتحد قوانا وتتوحد عزيمتنا في الشمال والجنوب لتصفية حكم الفرد إلى الأبد من تاريخ الحياة السياسية السودانية ومستقبل أجيال السودان المستقل الموحد الديمقراطي.
المجد لشهداء الانتفاضة .. النصر لانتفاضة جماهير العاصمة
السبت 30 مارس 1985
سكرتارية اللجنة المركزية
للحزب الشيوعي السوداني)
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: من أرشيف الحزب الشيوعي السوداني(نداء إلى جماهير العاصمة الثائرة .. لندعم ونواصل انتفاضة مار (Re: الواثق تاج السر عبدالله)
|
Quote: فالتحية لطلاب الجامعة الاسلامية ومعهد الكليات وجامعة القاهرة على اختلاف اتجاهاتهم، التحية لعمال المنطقة الصناعية الخرطوم، التحية لأطباء مستشفي الخرطوم الذين أعلنوا الإضراب وطلبوا من نقابتهم التعاون مع بقية النقابات لإعلان الإضراب السياسي، تحية لجماهير المدن الثلاث رجالاً ونساءً وأطفالا وشباباً، تحية لشباب العاصمة الباسل الذي قدم الفرج الأول من شهداء الانتفاضة : عبد الجليل طه على وأزهري مصطفي باشا والشاب وليم والطفلة مشاعر محمد عبد الله وغيرهم، وأكثر من 40 جريحاً في مستشفى الخرطوم وحده.
|
المجد والخلود لشهداء إانتفاضة/ مارس ابريل المجيدة
| |
|
|
|
|
|
|
|