دعواتكم لزميلنا المفكر د.الباقر العفيف بالشفاء العاجل
|
كتب الاستاذ عفيف اسماعيل:الحصاحيصا21 أكتوبر 1964
|
Quote: الحصاحيصا21 أكتوبر 1964 عفيف إسماعيل/بيرث [email protected] حكت جدتي:
أتري هذا الجدار الفاصل بين "الديوان" وبقية غرف المنزل؟ لقد بنيناه "بطوب" أكتوبر!!
سطع المعني في ذهني مثل نيزك ضال بتأويلات ثورية متعددة يسندها في ذاك الآوان بدايات الإفتتان بالواقعية الاشتراكية، يتحول لون الطوب الاحمر إلي معني تشيده احلام الغد، والطين لمعني لآخر، والجدار المتهدم المائل الملئ بالثغرات لأكثر المعاني دلالة، وقبل أذهب بعيداً في دغل التأويل الشائك أستدرك بان جدتي لا تعلم من علوم السياسية غير التحقيب الذي يخصها المصحوب بالحسرة عندما تحاول التأرخة لحدث ما فتقول ببساطة: كان ذلك في "زمن الاتراك" أو"زمن الانجليز" أو"زمن عبود" أو "زمن نميري " بنفس الحياد الذي تقول به: "سنة الفيضان" أو "سنة المجاعة" أو " سنة الجراد"!!
تواصل جدتي سردها الجاذب المتدقن المحبب:
الشارع هاج مثل يوم القيامة، والهتافات لا تهدأ:
لن تحكمنا عصابة نوفمبر
التطهير واجب وطني
"الشعب يقوم إلي الخرطوم"
"الشعب يقوم إلي الخرطوم"
"الشعب يقوم إلي الخرطوم"
في ذاك الصباح عندما هزا هذا الهتاف أركان مدينتا "الحصاحيصا" رأيت جارنا "مالك جهينة" يغلق سريعاً دكانة الصغير، ويحمل عصاه بدون مأرب وعندما لمحني في اللحظة الأخيرة وهو يلوى عمامته ويتسلق مثل قرد درب علو " اللوري" الذي لا يتناسب مع سنه مع المتظاهرين أوصاني في لحظة صمت بين هتافين أن أخبر أسرته إنه ذاهب مع الشعب إلي الخرطوم!!
وتواصل بصوتها الراعف:
في اليوم التالي
وجدك يختم صلاة ويتمم بدعاء كنت لأول مرة أسمعه منه عن رفع الظلم والغضب والمقت عن الناس، وعن الروح التي لا يعادلها شئياً ويتتم بتسبيحات في سره ثم يجهر صوته:
" احياء عند ربهم يرزقون"
" احياء عند ربهم يرزقون"
" احياء عند ربهم يرزقون"
وينخرط في بكاء مر، تلك المرة الأولي الآخيرة في حياتي التي رأيت فيها دموعه، إنتابني القلق وتجاسرت وقطعت عليه ما هو فيه وسالته:"أبو محمد" هل ألم مكروه بأحد الأقارب ؟؟
شهق وبين دمعتين جاء صوته مخنوقاً:
- قتلوه بالرصاص!
أستشهد طالب من جامعة الخرطوم أسمه "القرشي"!!
أحسست بالغثيان يتدافق إلي حلقي، ثم يقف في منتصف الحنجرة وكبدي كأن هناك ذئاب جائعة تتناهشها، وأنفاسي تتسابق ومن تحت قدمي الارض تميد مثل سحابة تحركها مشئية الرياح، واطلقت صرخة ثكلي ولم افق منها إلا علي تزاحم الجارات من حولي والعويل يتكاثف حتي صار صداه مسموعاً في كل اطراف المدينة الصغيرة، كلهن كن امهات "القرشي"
في اليوم التالي كان الهتاف:
الرصاص لن يثنينا""
الرصاص لن يثنينا""
الرصاص لن يثنينا""
أرتفع مرجل الغضب الشعبي إلي ذروته القصوي، أوقف العمال المصانع والقطارات ومصانع حليج القطن،المزارعون تركوا مزارعهم وجاءوا بعرقهم المالح واصواتهم الجهيرة، الموظفون تركوا المكاتب وساروا مع الركب الهادر، والتجار أغلقوا الاسواق كلها وجاءوا، والنساء كما هن دائماً كن في طليعية الحشود الوضئية، الطلاب المرجل الذي لا يهدأ كوموا أكداس الطوب علي كل نواصي الشوارع منذ ليلة البارحة تحسباً لأي طارئ دفاعي ضد البوليس الذي يطاردهم من شارع إلي شارع، ويتطاير في الفضاء دخان اسود خانق برغم كل ذلك كل الجموع ترابض في الشوارع وهي تغلي وتمور وتهتف:
"بالدم.. بالروح.. نفديك يا سودان"
"بالدم.. بالروح.. نفديك يا سودان"
"بالدم.. بالروح.. نفديك يا سودان"
فجأة تحول الهدير الغاضب والهتاف المشجون إلي أهازيج وأغنيات طروبة
وزغاريد تعانق الشمس وحمل الفتية أغصان أشجار " النيم" وهم يضحكون ويبكون بهستريا جماعية في لحظة سعادة نادرة ،وصاروا يعانقون بعضهم البعض ليس فرحاً بنجاة أرواحهم التي كانوا في الأيام السابقة يهبونها بين كل رصاصة وهتاف طائعين فداءً للوطن، بل من أجل خلاص البلاد من طغمة العسكر البغيضة. وبين أغنية ونشيد كان الهتاف داوياً:
"عاش نضال الشعب السوداني"
"عاش نضال الشعب السوداني"
"عاش نضال الشعب السوداني"
لم أحس بنشوة مثل تلك في كل حياتي!!
ولم أر اعراس ثملة بالافراح مثل إنتصارات ثورة 21 اكتوبر 1964!!
وبتلال "الطوب" التي خلفها المتظاهرون علي ناصية بيتنا.. بنينا ذاك الحائط!!
****
الآن..
* من الذي سرق أمجاد 21اكتوبر 1964؟؟!
* من الذي واد انتفاضة الشعب 6أبريل1985؟؟
* من الذي الهب بذور الفتنة في كافة مسام الوطن؟؟
***
في ذكري ثورة 21اكتوبر 1964
لنا ان نستلهم تلك الروح الوثابة من هذه الذكري ذات العبق الساطع الذي لا يخبو وتلهمنا وتعلمنا اسمي معاني وطرائق الخلاص الشعبي من آفة الجبهة القومية الإسلاموية التي تكمن في عروق ومفاصل الوطن وتستشري" كالغانغرينا" في جسده الحي منذ 30 يونيو1989م المشؤم وأوقفت عنوة عجلة أحلامه.وحولتها إلي كوابيس عبثية.
فلتتواثق كل القوي الوطنية المحبة للديمقراطية والسلام والوحدة وتهتف بصوت واحد:
لن تحكمنا عصابة 30 يونيو
المجد والخلود لشهداء الثورة 21 أكتوبر1964
عاش نضال الشعب السوداني.
بيرث
أكتوبر 2004
[email protected] |
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: كتب الاستاذ عفيف اسماعيل:الحصاحيصا21 أكتوبر 1964 (Re: الواثق تاج السر عبدالله)
|
الاعزاء
الواثق
عفيف اسماعيل
كل عام وانتما بخير
التحيه لشهداء اكتوبر وشهداء النضال الوطني ..اكتوبر شهر عشره حبابو
حبابو عشرة وابقوا عشرة على المباديء مبدأ الحرية اوّل لم يحوّر لم يأول والنضال سكة حياتنا مهما وكت السكّة طوّل ما تفرطوّا في الامانة كل شهيد روحو بتنادي ابقوا عشرة على المبادئ مبدأ التطهير يصير ما شعار خاوي وكبير الحساب لكل واحد للصنايعي وللوزير امشوا طهّرو بعدالة وابعدوا الفاشية غادي وابقوا عشرة على المبادي كل ثائر في جهادو قصدو تتحرر بلادو نحنا بنساعدو وندعمّ كل وقفاتو وعنادو اصلو هدف الثورة واحد والاعادي هي الاعادي ابقو عشرة على المبادي القادم في وطن يسعنا جميعا
| |
|
|
|
|
|
|
Re: كتب الاستاذ عفيف اسماعيل:الحصاحيصا21 أكتوبر 1964 (Re: الواثق تاج السر عبدالله)
|
عندما يكتب عفيف ، انه يحرضنا على فعل ما ، ويفتح لذلك الفعل طاقات من الامل ... اكتوبر عفيف غير اكتوبرنا ، لان لعفيف اسماعيل القدرة على بناء حائطا فينا يصد الوجع الراهن ، ويقف بيننا وبين حزننا ، لنرى خلف كل كلمة من كلماته اكتوبرا قادم ... ترى من سرق الوطن ؟ ودس الصمت في مسامات الوتر ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ ام نسيتا ساورا والنشيد الحي ما زال هنالك اكتبر قادم وما زالت الارض انثى وبتحمل بالحلال ..كما قال الصاق الرضي لكم ودي
| |
|
|
|
|
|
|
|