|
اشراقة مصطفى تكتب/فوانيس/صباح الحزن يا وطن
|
فوانيس
صباح الحزن يا وطن اشراقه مصطفى حامد/جامعة فيينا [email protected] إلى روح الدكتور جون قرنق .. نعاهدك أن نحول الحزن والغضب الى طاقة لاجل ثقافة السلام
لم تبلل تلك الفرحة الندية الوجوه {المغبشة} بالحزن والفقر وانتظار قائد ملهم منحاز الى المسحوقيين
الى الوطن العريض
للسودان الجديد
تهلل كل شبر فى الوطن بالامل
امل السلام والتحول الديمقراطى
أحاول الآن أن أنفض عن روحى رماد الفجيعة
وان أقاوم الشلل الذى اصابنى، هل ماحدث حقيقة ام كابوسا اصحو بعده وملامج الملايين الفرحة بقدوم دكتور جون قرنق تفرهد وتزدهى بالفرحة
خاب أملى
قندول الامل تصفر عروقه
انها حقيقة
حقيقة مفزعة ان يفتقده الوطن فى هذا الظرف التاريخى والحرج
أحاول ألجم غضبى وحزنى
واقاوم الهاوية التى نهوى فيها والوطن
امتلأت مثل كل الملايين بالغضب، بالحزن بالشلل الكامل
حالة يأس واحباط كست العالم
همت فى شوارع الهزيمة التى كستنى
تركت لدموعى العنان
انها رحيمة ان تغسلنى من غضبى العارم
من اسئلة الحصار
التى يرتد صداها فى جبال الاماتونج
لماذا الآن
لماذا والامل فرهد فى كل الملايين التى استقبلتك
لقد كان اعلانا لحبنا للسلام
عشقنا لنعمل جميعا من اجل الوطن
جاءؤا من كل فج
انتظرناك طويلا
ولم تبقى الا قصيرا
لم نتنفس بعد الصعداء بانتها الحرب اللعينة
لماذا اذن تركتنا
لماذا يا رسول المهمشيين والفقراء
رحلت عنا
سيبقى فكرك وحلمك بالسودان الجديد الذى يأخذ منعته من تعدده وتنوعه، باقيا
ستظل روح الأمل وستحلق كلماتك ومضامينها فى سماوات امنياتنا بوطن قادر ان يحتضننا جميعا
رحيلك سيكون البداية
والتحدى الاعظم
سنصحو قليلا قليلا من صدمتنا
وصوتك ينادينا
هيا هبوا
نساء ورجالا
شيبا وشبابا
وصغارنا اليفع
سنهب
لاجل وطن لاتعلوا فيها النعرات العنصرية
لاجل وحدتنا
سنتجاوز المحن
سنكون قدر التحدى
تتوحد قوانا الوطنية
سنعمل لاجل ثقافة السلام
ونصنع وطنا سمحا مسالما يتعايش بمحبة
سنتعلم من اخطائنا
سنقاوم كل اشكال التعالى العرقى والثقافى
بالكلمة والحوار
بالوعى والحكمة
نبدأ
نتعلم من جراحاتنا
ونداويها باتساع الافق وقبول الآخر
سنتعلم الغفران
والنسيان
ونكتب تاريخنا الجديد
فلتهدأ فى أزليتك
يوما ما ستبتسم حتى يتبلل ثراك بالندى
يوما ما سنجنى ثمار ماغرسته فيينا
ان نحب هذا الوطن
ان نتجاوز خلافاتنا
وأن نغنى لبكرة الاجمل
يوما ما يامدرستنا الفكرية
يارحابة وطننا السودان
يوما ما
ستهدأ روحك من تعب السنين العجاف
حين نحقق السلام
ثقافة وسلوكا
ستبقى عنوانا
وكتابنا التاريخى
الذى نتوسده فى عقلنا
يرافقنا فى مشوار عمرنا
ياجزءا اصيلا من حكاياتنا
يوما ما ستهب تعانق الملايين التى وهبتها الامل
يوم ان يصير السلام الاغنية الحبيبة التى ندندها
فيينا
يوم من أيام قيامة الحزن
اشراقه مصطفى حامد
جامعة فيينا/ كلية اعلوم السياسية
|
|
|
|
|
|