دكتور بشري قمر يروي لحريات : اعتقال و تعذيب و انتهاكات

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-19-2024, 09:19 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الثانى للعام 2013م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
05-27-2013, 01:39 PM

محمد علي عثمان
<aمحمد علي عثمان
تاريخ التسجيل: 08-21-2012
مجموع المشاركات: 10608

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
دكتور بشري قمر يروي لحريات : اعتقال و تعذيب و انتهاكات

    د‌.بشرى يروى اعتقاله وتعذيبه ويتحدث عن الانتهاكات فى جبال النوبة : كمال صباحى حرق بتسييح البلاستيك

    drgamar.jpg Hosting at Sudaneseonline.com






    May 27, 2013


    (حريات)

    روى الدكتور بشرى قمر- المدافع عن حقوق الانسان – فى حواره مع (حريات) قصة تعذيبه فى اعتقاله الذى استمر لأكثر من عام .

    كما تحدث بعمق وتفاصيل انسانية مؤثرة عن الانتهاكات التى يتعرض لها ابناء جبال النوبة ، وقال (قتل كمال صباحى بالتعذيب عن طريق تسييح البلاستك والربط (طياره قامت) مع التجويع والعطش لأيام ، مات بعدها. و جرو على كاسر، شيخ يفوق السبعين عاماً ، مات بالمعتقل بعد أكثر من سته أشهر من التعذيب …وأحداث الليرى ليست ببعيده، قتل فيها المك آدم جوجو (زعيم قبيلة لفوفه النوبيه) ومعه عدد من أعيان قبيلته من بينهم نساء مثل حواء الكوره وكله مرزوق . كما نهبت ممتلكاتهم الشخصيه ودمرت منازلهم وهجروا من قراهم ، فكان من بينهم من يشاهد ملابسه يرتديها شخص ولا يستطيع التحدث أو المطالبه بها. وهناك الكثير الموثق لمن يبحث عن المعلومه.أما عن الإختفاء القسرى فهم كثر، ومن أمثلتهم أميه عبد اللطيف وناصر حامد إبره (لدينا معلومه فقعت إحدى عينيه فى التعذيب …).

    وأكد الدكتور بشرى قمر (…للاسماء في قائمة الضحايا من القتلى من النساء والاطفال والشيوخ والشباب ، أقول لهم نعاهد أنفسنا بأنكم لن تكونوا مجرد أرقام وستظل دماؤكم القربان لعهد مشرق للسودان ، ولن نخونكم أبداً ، فما زالت دماء حمدان حسن كورى وصحبه (منذ التسعينات) هى هادينا ، دماؤكم جميعاً تنير لنا الطريق ، ولن تمر تلك الإنتهاكات والدماء فى كل بقاع السودان نسياً. ونقول لمرتكبيها نعلم كل ما تخططون له ، وأعلموا بأنا نعلم عقليتكم وكيف تفكرون ونحن نسبقكم بخطوات. ولن يرتاح لنا بال إلا وأنتم تمثلون أمام العداله. وأعلموا ما تهيبتم منه فهو نقطه من بحر فلم نبدأ بعد واجبنا تجاه أهلنا والإنسانيه…).



    (نص الحوار أدناه) :

    الإسم ؟

    الاسم : بشرى قمر حسين رحمة

    مكان وتاريخ الميلاد؟

    ولدت فى تلودى بجبال النوبة يوم 27 يوليو 1964 .

    المراحل الدراسية ؟

    تلودى الابتدائية ، ثم تلودي المتوسطة ، والمرحلة الثانوية بكادقلى الثانوية العليا ومدرسة المؤتمر بام درمان . اما المرحلة الجامعية فدرست بالقاهرة بمعهد الاشعة ثم كلية الأشعة بجامعة السودان . مؤسس ومدير منظمة حقوق الانسان والتنمية (هودو) .

    متى تم الاعتقال ، وما هي الملابسات ؟

    أعتقلت يوم 26 يونيو 2011 من منزل عمى فى الثورة الحارة (17) ، كنت أصلاً مختبئاً فى بيت عمى ، اثر وصول معلومة بان جهاز الأمن يبحث عنى ، وتمت مداهمتى داخل المنزل بواسطة (4) عناصر أمنية بقيادة ضابط تولى التحقيق لاحقاً ، سالته عن اسمه فاجاب : ذو النون – قد يكون الإسم حركياً – ، وواضح انه برتبة عالية وذلك من طريقته وطريقة تعامل عناصر الأمن معه .

    كان إعتقالي يوم الاحد 26 يونيو حوالى الساعة 8 ونص - . كنت أجلس بباحة المنزل فى (ونسة) مع مجموعة من الأهل ، ظهرت طائرة (صغيره من غير طيار) محلقة في الحي ، فأصبحت محور حديثنا ، واذ نتحدث عن الطائرة ظهر هؤلاء الاربعة أمامنا ، في البدء تحدثوا كرجال شرطة وطلبوا منا البطاقات . أظهرنا لهم بطاقاتنا ، والواضح انهم كانوا يريدون التأكد ومعرفة من هو بشرى من بين المجموعة الجالسة ، عند إخراجي لبطاقتي استلمها الضابط من يدي ولم يرجعها وهنا أعلن عن نفسه كضابط أمن .

    وكيف عرفوا بمكانك ؟

    حسب اعتقادى ان الإعتقال تم بوشاية من شخص سودانى يحمل الجنسية الأمريكية – ما فى داعى لذكر الاسم – ، كان هذا الشخص يعرف اختفائى بمنزل عمى ، وسبق وذهبت معه الى مركز (جوته) ويبدو ان مخبري الأمن رصدوه معي ، وتم إبتزازه للإيقاع بي. ودليلى على ضلوع هذا الشخص فى إعتقالى انه كان الوحيد الذى يعلم بمكان إختفائي ، كما ان ما يجعلني على قناعة أكثر بوشاية هذا الشخص ، انني كنت دائماً أكتب على (الفلاش ) ولا اكتب على (الويرد) أو على سطح المكتب وذلك لأسباب تأمينية بحتة ، وهو يعلم ذلك ، وتركز السؤال الرئيسى لضباط الامن بعد إعتقالي عن الفلاش .

    كما ان بعض الثقاة من أبناء الحى ذكروا انهم شاهدوا هذا الشخص فى احدى عربات جهاز الأمن التى اتت لاعتقالى ، قبل ان ينزل منها بعيداً عن منزل عمي ، وايضاً طريقته وكذبه وإرتباكه عندما سأله بعض أفراد أسرتي عني بعد علمهم بإعتقالي ، كان يقول لهم انه أعتقل معي في نفس اليوم وتم الافراج عنه لاحقاً ، قال لهم : (لو لم يجدو معى الجواز الامريكى ما كان فكونى ) ، وهذه الأمور كلها كذب وغير صحيحة ، فهو لم يتم إعتقاله اصلاً . وكان لهذا الشخص الواشي شقيق يحاكم بتهمة بيع عربة لأفراد من حركة العدل والمساواة وبعد إعتقالى بيومين تم الافراج عن شقيقه مما يؤكد الصفقة بينه وبين جهاز الأمن .

    ما هو سبب إعتقالك ؟

    بالنسبة لى السبب نشاطى فى عمل حقوق الانسان, ومنذ بداية الأحداث فى جبال النوبة وبعد خروجى من كادقلى لم أتوقف وكنت اكتب تقاريرى وكنت أقابل من اقابل وكنت ايضاً على إتصال بالمنظمات المهمة مثل الـ (UNMIS) .

    وكنت مهتما بضرورة تغيير قائد القوات المصرية الموجودة في كادوقلي لأنه لم يوفر الحماية اللازمة للموظفيين المحليين والسكان في تلك الفترة ، وأذكر ان صحفياً فرنسياً أجرى معي حواراً حول هذا الموضوع كان مثار تحقيق وصدى وسط منظمات الـ (UN) والمنظمات العاملة في مجال الحماية وحقوق الإنسان ومراقبة القوات الأممية ، كل مجهوداتي في هذا الأمر كانت تعرفها الأجهزة الأمنية والسلطات الحكومية ، كما انه بعد نهب مقار المنظمات ومنازل أسر وقادة الحركة الشعبية بكادوقلي من قبل أجهزة ومليشيات النظام وثقت لذلك الأمر بل ان لدي توثيق كامل للأحداث المأساوية التي تمت وبعض أسماء من قاموا باعمال الحرق والنهب والسلب . هذه الأسباب إضافة لمعرفة أحمد هارون شخصياً بنشاطي في مجال رصد إنتهاكات حقوق الإنسان منذ ان كان مسؤولاً حكومياً ضالعاً في إنتهاكات دارفور وقبل ان يصبح والياً على جنوب كردفان ، أقول هذه هي الأسباب التي أدت إلى إعتقالي .

    هل تعرضت لأي شكل من أشكال التعذيب ؟ ضرب ، إساءات عنصرية وما شابه ذلك ؟

    نعم تعرضت لكل هذا . (صمت للحظات ثم قال) لا أريد ان أذكر الألفاظ العنصرية التي كانوا يطلقونها علي .

    (واصل قائلاً) بعد تم إعتقالي من منزل عمي وضعت داخل عربة صغيرة ، كان يجلس فى الامام عنصر أمن ، وكنت اجلس فى المقعد الخلفى وسط اثنين اخرين ، وعند وصولنا لكبرى الحلفايا انتبهوا الى ان عيني غير مغمضتين ، حينها تم اغلاق عيني بواسطة قميص أخذوه من ملابسى التى سمحوا لي بحملها من المنزل ، وطيلة المشوار الى موقف شندى حيث مقر جهاز الامن السياسي كانت هناك إساءات عنصرية وشتائم وبذاءات توجه لى – عندما وصلنا تم انزالى وانا مغمض العينين ، أخذت الى سلم حيث صعدنا إلى أعلى وهناك تم أخذ القميص من على عيني وأحضروا قطعة مخصصة لإغلاق العيون ، وتم وضع الكلابيش على يدى ورجلى ، وعندها رأيت مسلحين يلبسون الزى الرسمى ، حيث بدأت (حفلة) الضرب ، طلبوا مني الوقوف ويدي أعلى الحائط واستمر الضرب ، ثم أتى احدهم وضربنى بشئ صلب على ظهرى لدرجة اننى وقعت على وجهى من قوة الضربة ، إستمروا بهذه الطريقة زهاء الساعتين بعدها أوقفونى على أمشاطى وتم ضرب رأسى عدة مرات بالحيطة حتى تورمت جبهتى ، بعدها أخذونى لمكتب ونزعوا (الغماضه) حيث وجدت مجموعة واضح انها لضباط كبار في جهاز الأمن ، وكان من من بينهم الضابط الذى اعتقلنى. وكان هناك ضابط آخر يجلس على جهاز الكمبيوتر الخاص بى الـ (لاب توب) ، وبدأ السؤال الرئيسى : اين الفلاش ؟ وهم في أسئلتهم عن الفلاش كان هناك أحد الأشخاص يقف بالقرب مني ويضربنى بكف يده بقوة على صدرى وبخرطوش (بلوسين) أسود. بعد نصف ساعة من الأسئلة عن الفلاش و إنكارى بعدها تكلم الضابط الذي كان يجلس على اللاب توب قائلاً (خلوه انا عندى برنامج أى حاجة اتكتبت بطلعها) .

    ثم أخذونى الى غرفة كثلاجة الموز جلست فيها لحوالى ساعة الى ساعة ونصف وهنا بدأت مرحلة التعذيب النفسى بالبرد الشديد والتفكير فى تهديداتهم بالقتل ، كنت أفكر وانا في تلك الغرفة الباردة ، هل فعلاً ينوون قتلى ؟ ولكننى ايضاً كنت مقتنعاً بانهم يريدون الفلاش – بعد ساعة ونصف أخذونى الى غرفة حيث تم تصويرى وأخذوا تفاصيل عن حياتى ، وكل ذلك تم وانا أجلس بالقوة تحت أرجل عنصر الأمن ، انتهوا من اجراءتهم ثم أخذونى بعربة (م######ش مغمض العينين) الى كوبر حيث تم نزع ما على عيني ، وأخذونى الى العيادة وأول ما أخذوه منى كان عينة من الدم ! لم اعرف والى الآن لا اعرف لماذا أخذوا الدم مني ؟ كان الطبيب يتعامل كضابط أمن حيث لم يكن يسمع ما أقوله وكان مركزاً على أخذ الدم . تم إدخالى لقسم الامن بكوبر حيث أخذونى الى غرفة وكان وقتها اذان الصبح ينادي ، ووجدت (6) أشخاص تم الافراج عن أحدهم لحظة دخولى – عرفت لاحقاً ان هذا الشخص من المعارضة التشادية – اما الخمسة فهم 2 يوغنديين و2 من ابناء دارفور وواحد اريترى .

    أخذونى حوالى الساعة 4 عصراً الى موقف شندى مرة أخرى حيث قابلت الضابط الذى اعتقلنى وبدأ معى التحقيق – وكان التعامل مختلفاً هذه المرة حيث ابدى الضابط قليلاً من الإحترام بخلاف المرة السابقة ، وكان التحقيق فى شكل حوار لدرجة انك تتوقع السؤال القادم . ولاحظت انه قد تخلى عن سؤال الفلاش وبدأ فى أسئلة حول جنوب كردفان قلت له بانى اعمل فى منظمة محلية وأعمل فى نشاط مرخص – لجأ بعدها لسؤال عن أفراد فى المجتمع المدنى وعلاقتى الشخصية بهم – ولم يقتنع بردودى مما يدل على ان لديه قناعات مسبقة ، إستمر الحوار حتى المغرب حيث تم أخذى الى كوبر بنفس الاجراءت السابقة ورجعت للمجموعة المعتقلة بالغرفة – ، بعد اسبوع تقريباً أخذونى مرة آخرى لمكاتب موقف شندى ولكن هذه المرة لمكتب آخر فى الطابق الأرضى – دخلت ووجدت شخصين أحدهما ضابط أمن اعرفه من نيالا وكان يشغل منصب مسؤول المنظمات فى جهاز الامن بجنوب دارفور عندما كنت المسؤول التنفيذى لـ(سودو) هناك ، وحسب إعتقادى ان الضغط وحملات التضامن والنداءات التي عمت الخارج بعد إعتقالي ، قد اثرت حيث منحنى هذا الضابط تلفون للاتصال بأهلى لأول مرة وإدعى انه لا يعرف بمسألة إعتقالي .

    تم ارجاعى للسجن حيث كانت هناك معاملة قاسية من أفراد الامن فى الحراسات بكوبر كالزجر والالفاظ البذيئة (نقوم نخليك زى اختك) بقيت على هذه المعاملة حتى 11 يوليو حيث تم أخذى الى مكاتب موقف شندى وسلمونى جزءاً من أغراضى لم يكن من بينها التلفون واللاب توب والكاميرا ، أعطونى ملابسى والنقود وتم أخذى الى نيابة أمن الدولة واحتجزونى فى زنزانة بالنيابة . وهناك وجدت الصحفي أبوذر الامين وكان هذا أول لقاء لى به وأذكر انه لعب دوراً كبيراً فى تطميننا . في الصباح نادوا على إسمى ، وقال لى المتحرى ان الاتهام تقويض النظام واثارة الفتنة و (6) مواد أخرى ، – بدأ معى التحرى التحقيق وكان التعامل افضل شيئاً ما من كوبر ، وبعد التحقيق أرجعت الى الزنزانة ، وفى حوالى الساعة 12 ظهراً سمحوا لاشقائى بزيارتى وعرفت منهم ان عمر البشير اذاع عفواً عاماً عن المعتقلين وفهمت هنا ومنذ هذه اللحظة ان سبب إحضارى للنيابة توجيه تهم جنائية كى لايشملنى العفو ولكى لا اكون معتقلاً فيشملني عفو عمر البشير ، المهم تم أخذى الى كوبر مرة أخرى بعد توجيه الإتهام ، مكثت هناك فى أوضاع سيئة للغاية ولكنها أفضل من اوضاع جهاز الأمن للآتى : حيث يمكن التحرك خارج الزنازين فى الباحة وتوجد فرصة لطبخ الاكل وايضاً مسموح بالتدخين ويوجد تلفزيون ومساحة استماع للراديو وقراءة الصحف ويمكن بطريقة اوباخرى الإتصال بعكس معتقلات الامن حيث الساعة ممنوعة بل والسؤال عن الزمن ممنوع . والتعامل مع الشرطة مختلف تماماً عنه مع الأمن ، حيث عنصر الأمن يتعامل بطريقة اكثر عنجهية وتسلطية . ولكن واجهتنا هناك بعض الصعوبات حيث الحمام عبارة عن حفرة صغيرة ضيقة لـ(230) معتقل ، والغريبة انه وبرغم هذا الجو الملوث إلا ان الملاحظ انه لم تكن توجد ذبابة واحدة ، والسبب ان غاز النشادر المنبعث من الحمام كثيف لدرجة انه يقتل اى ذبابة طائرة ، وضع أليم ومزري ، كان بعض المساجين يتبرزون في غرفة الإستحمام بدلاً عن التوليت. ومع ذلك الوضع أفضل حيث توجد زيارة وبرغم تعقيدات الزيارة الا انه مسموح بالزيارة يوم الاثنين .

    كانوا ياخذونا كل اسبوع للقاضى لتجديد الحبس وسبق وادرت حواراً مع القاضى وقال لى أمام المعتقلين (انا مقتنع بانه مافى سبب يقعدك فى السجن ولا يوم )، فقلت له طيب انت دورك شنو ؟ رد قائلاً : (لو جابوك تانى انا عندى رأى) وقال لى انهم طلبوا اسبوعين ولكن ساجدد (3) ايام بس .

    أخذونى بعدها للنيابة ، وتم توقيعي على ورقة اطلاق سراحى ، خرجت بعد التوقيع ظناً باني حر طليق ، ولكن عند باب الصالة داخل مكاتب النيابه وجدت رجال أمن وقالوا لى عاوزنك فى مكاتبنا ؟ سألت المتحرى الذى وجدته داخل غرفة عن الامر وقال لى قالوا عاوزنك لأمر بسيط ، وكان ذلك أمام وكيل النيابة الذى يتفرج – أخذونى مرة أخرى للأمن السياسي بموقف شندى ، ومن ثم الى كوبر واستمرت رحلة الاعتقال من جديد .

    أذكر انه عند وصولي إلى سجن كوبر كانت هناك أعمال صيانة حيث تم طمس كل التذكارات المكتوبة على الحوائط منذ زمن وهي تمثل روح كوبر . بقيت هناك وأمضيت شهر رمضان و(43) يوماً دون سؤال – بعدها دخلت فى اضراب عن الطعام ، وطلبت اما الافراج عنى أو تقديمى للقاضى ، قيدت و(######شت) تماما ثم أخذونى الى زنزانة بمبانى جهاز الأمن بموقف شندى مرة أخرى ، هناك تحدث أحد الضباط معى قائلاً بانهم سيفتحون ضدي بلاغاً يتهممونى فيه بالشروع فى الانتحار لو لم افك اضرابي عن الطعام ، قلت له ان الاعمال بالنيات ، اما لو كنت بتتكلم عن قانون فالقانون بقول يجب توفر القصد الجنائي وهو غير متوفر ، رد آمراً العساكر : (خذوه) . بعدها أخذونى لكوبر فى اليوم الثالث بدأت صحتى تنهار ووضعونى فى (الدربات) دربين فى الصباح ومثلهما مساءً – فى اليوم الرابع وانا فى العيادة جاءنى الحكمدار وقال انه وجد ضمانات بان إجراءت اطلاق سراحي قد بدأت ، وقال : لكى اكون واضح معاك يجب فك الاضراب لتكملة الاجراءت ووضعت شروطا منها الحديث الى اسرتى والزيارة ومقابلة المتحرى وان أخرج من الزنزانة ، نفذوا بعض ما طلبت حيث تم ارجاعى للعنبر ورتبوا للزيارة وأنهيت الاضراب . بعدها بيومين أخذونى الى عمارة الامن بموقف شندي مرة أخرى حيث وضوعوني هناك ، لا افراج ولا يحزنون . بعد اسبوع أخذونى للزيارة من موقف شندى لكوبر ، فى الزيارة أعلنت بانى سادخل فى اضراب وواصلت الإضراب ليومين ، هنا اتى المتحرى واعلنت له بانى لن افك الاضراب ، واقسم لى بانهم يعملون فى اجراءات إطلاق سراحى وطلب منى (10) أيام وقلت له : لى شرط هو ان تبلغ أسرتى الآن بانه سيطلق سراحى بعد (10) ايام وفعلاً فعل ذلك وقال لهم (10) ايام بالكثير سيخرج .

    بعد يومين جاءنى وبدأ التحقيق فى شكل ونسة – عندما أتى المرة الـتي بعدها جاء بشكل مختلف وبدلاً عن الحديث في بدء إجراءات إطلاق سراحي ، قال لى اننى جزء من مؤامرة دولية ! هنا تأكدت تماما ان هؤلاء الناس لايلتزمون بوعدهم وعندما انتهت العشرة ايام جاءنى .. وقال : (ما بنفكك نحنا بفكك الله ) ، مع خروجه بدأت الاضراب مرة أخرى ، وكان هذا الإضراب الثالث، بعد ساعتين جاءنى الضابط المتحرى وحاول اقناعى بفك الإضراب فرفضت . هنا بدأت ذات الحكاية مرة أخرى، تم ترحيلى من المعتقل بموقف شندي إلى سجن كوبر ، هذه المرة كنت (م######ش) وبدأت صحتى تنهار حيث تم وضعي على التغذية بـ (الدربات) ، فى اليوم الرابع جاءنى ضابط نيالا وقال لى : (كنت فاكر فكوك؟) لكن (من هنا للخميس بنفكك) وساعمل على ذلك بنفسى فقط أريد منك فك الاضراب – قلت له سافك الاضراب بشرط زيارة اسرتى ووعدنى بالزيارة وفعلاً حضرت اسرتى للزيارة فى اليوم التالى وأنهيت الإضراب وأرجعت للعنبر مرة أخرى وحضر هو ايضاً بعد يومين وأكد ان الاجراءت (ماشة تمام التمام) ، جاء خميس وعطلة وعيد لم يحضر هذا الضابط ولم أراه حتى نهاية العام فقط ظهر ببداية العام الجديد وبالطبع لم يفرجوا عني ، لم اهتم هذه المرة ، وعند اخر زيارة حضرت أسرتى قلت لهم أمام رجال الامن (انا انتهيت من الطغيان وماشى للجبروت) .

    يوم 21 يناير 2012 حضر الى أحد أفراد الحراسه قال لى (لم عفشك) وبنفس الاجراءات السابقة ، ولكنهم أعطوني هذه المرة بقية المتعلقات ، أخذوني للنيابة وكان هناك متحري جديد هذه المرة ، ودار بينا حوار غريب ، سألني : الحاصل شنو ؟ قلت له يجب ان أسالك انا الحاصل شنو ؟ قال لي : انت متهم بتسريب معلومات من الداخل للخارج بواسطة شقيقك حسين ؟ قلت له كيف أسرب معلومات وانا معتقل لديكم منذ 6 اشهر . أخذوني بعدها للقاضي الأول الذي قال لي سابقاً انه سيكون لديه موقف اخر لو احضروني له مرة أخرى ، لم ينظر إلى وجهي ووقع على ورقة حيث أخذت إلى كوبر بنفس الحدوتة ، أتيت بعدها بأسبوع للتجديد ، هذه المرة جدد لي بشكل غريب حيث لم يدخلونني للقاضي ، تركوني بالعربة ونزل أحد العساكر من العربة ومعه الأوراق حيث جدد القاضي حبسي ، سألت العساكر كيف يتم هذا ؟ كيف يتم التجديد بحبس متهم دون مثوله أمام القاضي وأنا أمام باب محكمته؟ لم يرد علي ولكن لم أرى بعدها أي قاضي حتى تاريخ الإفراج عني .

    ثم بدأت التعقيدات في الزيارات حيث كانوا يختاروا من يزورني من الأهل ويختاروا عددهم إلى ان قرروا بعدها بان الزيارة فقط لأمي وواحدة من شقيقاتي .

    من المواقف التي لا أنساها ابداً ، ان والداتى حضرت للتصديق على الزيارة من النيابة ، وكان أحدهم يجلس على كرسي بالخارج فسألته عن وكيل النيابة فقال لها فوق وعندما ذهبت ولم تجده عادت مرة اخرى فقال لها نزل وسوف يأتي ، حتى اكتشفت ان من يرسلها (فوق لتحت لأكثر من مره) هو وكيل النيابة نفسه ، تألمت لهذه الفوضى وهذا الهوان . عندما علمت بالأمر اصدرت بياناً من السجن قلت فيه ان هذا عدم احترام للقانون وللاهل واوقفت الزيارة .

    بدأت نشاطا فى السجن وأسست فصول محو أمية ، بدأت بعدد صغير الى ان وصل العدد لاربعة فصول ، وفصلين لتعليم اللغة الانجليزية مبتدئة ومتوسطة ، أصحبت مشغولا وظللت أعمل فى بعض المرات الى الساعة 12 ليلاً وقبل فترة خروجى بدأت الثمار حيث بدأ بعض المساجين الكتابة وإستطاع آخرون قراءة الصحف . وعند القرار بالافراج عنى بقدر ما كانوا فرحين لي كانوا أيضاً في حزن لخروج (الأستاذ) . أمضيت وقته احسست فيه بطعم العطاء ولكن من الناحية الاخرى بدأت آلام الظهر تتفاقم وبدأت أشعر بالألم اثناء وقوفى ، ذهبت لطبيب السجن بعد ان تفاقمت الآلام وقرر الدكتور ان أذهب لمستشفى الشرطة ولكن النيابة لم توافق على توصية الطبيب إلا بعد شهر ونصف حيث نقلت إلى المستشفى الذي قرر ان يتم إدخالي له و(أحجز بالمستشفى) ولكن النيابه لم تنفذ قرار المستشفى ، في يوم 19/6/2012 عرفت بانى فى السجن بدون تجديد, وفي يوم 21/6 دخلت فى اضراب ، بعدها وحوالى الساعة 12 ظهراً أخذوني للنيابة ، وصلت النيابة حيث وضعت فى الحبس ، وفى اليوم التالى نظم بعض النشطاء وأسرتى وقفة احتجاجية أمام النيابة وإعتصموا أمام النيابه لثلاثه أيام، وبعد هذا استدعانى وكيل النيابة من الحبس ، وكان هذا وكيل النيابة الأعلى وإسمه ياسر ، حيث قابلت بمكتبه الاستاذ الدومة المحامى ، وكانت للمفارقة هذه أول مرة منذ إعتقالي يسمحوا لي فيها بها بمقابلة المحامي الخاص بي ! ، كالعادة أقسم لى وكيل النيابة ايضاً بان هذه هي المرة الأولى التي يرى فيها ملفى ! تصادف وقتها ان بدأت التظاهرات الإحتجاجية الشعبية التي تنادي بإسقاط النظام في الخرطوم ، وكانت هناك وقفة أخرى احتجاجية أمام النيابة للمطالبة بإطلاق سراحي ، طلب مني وكيل النيابة ان أطلب من المحتجين فض الوقفة رفضت وقلت له بانني لن أطلب منهم ذلك .

    بعد الوقفة تم تحويلى لمستشفى الشرطة حيث كنت مضرباً عن الطعام وساءت حالتي الصحية تماماً ، تم إدخالي لمستشفى الشرطة ومكثت (3) ايام وانا مضرب ، وفى اليوم الثالث لى بالمستشفى والثامن للإضراب عملوا اجراءت الضمان ومكثت بالمستشفى لاكمال الفحوصات قرر المستشفى اجراء عملية فرفضت وقررت الذهاب للمنزل .

    وبعد خروجك ؟

    بعد خروجى من المعتقل ذهلت لدى علمى بحجم الإنتهاكات التى حدثت فى جنوب كردفان ، فقد فاقت خيال أكثر المتشائمين . لذا بدأت فوراً بواجبى تجاهها من حيث توثيقها وإبرازها والنصح بما يمكن عمله بحكم تجربتى فى دارفور وإدراكى لعقلية النظام وتفاصيل جبال النوبه. كل ذلك وأنا مدرك بأن النظام يراقبنى, مما حدا بى لمراقبة نواياه تجاهى. فلقد علمت بأن هناك حوار ساخن ما بين الخرطوم وكادقلى حول أمري, إلى أن جاء اليوم الذى علمت فيه بإجازة خطه لإختطافى (وخطط النظام بأن ينكر العمليه بسيناريو مرسوم مسبقاً) وإرسالى لكادقلى كى ألاقى المصير المحتوم, حينها وفى ظرف ساعه كنت خارج الخرطوم حتى دون أن أعلم أسرتى أو أودعهم.

    أما عن طريقة خروجى فلم يحن الوقت بعد لكشفها.

    الحكمة المستفادة من التعذيب ؟

    • هو إختبار حقيقى لمدى صمودك وإيمانك بالمبدأ الذى عرضك للتعذيب، مما يحفزك فى أن تعيد التفكير فى مواقفك وهل إيمانك بها يستحق ما أنت فيه؟ مما يجعلك أكثر تمسكاً وقناعه بها.

    • يبرهن على إفلاس وعدم مهنية المؤسسات الأمنيه مع ضعفها, كما يعبر عن وهن النظام.

    • هل من يقومون بتلك المهمه والمسؤلين عنها بشر؟ فتدرك بأنهم بشر ولكن مريضون. فكثير من المرات تشفق على جلادك للكم الهائل الذى يتدثره من مرض وجهل وعصبيه غير رشيده أو عقلانيه.

    • وهناك الألفاظ العنصريه التى تبين جهل الإنتماء لمن هم قابضين على زمام السلطه مع خطل توهمهم.

    • يجب أن يعلم كل معتقل بأن لجوءهم للتعذيب إعلان عن إفلاس وعدم توفر المعلومه عنك, فيلجأون لإستخلاصها بالتعذيب. فكل ما يعرفونه عنك معلومات سماعية ليس لديهم دليل عليها, وكل ما يبرز لك من معلومات هى كل ما يستندون عليه وكذب ما يقولونه (نعلم عنك الكثير), وإلا فلماذا يلجأون للتعذيب؟ ولماذا لا يلجأوا للقضاء إن كانوا يملكون ما يديننى؟ وكل من يخضع للتعذيب خطأً إن إعتقد ان إدلاءه بمعلومه سينقذه من التعذيب، بل سيزيده لأنك ستكون أعطيت رساله سالبه بأن التعذيب مُجدِى, كما انه فى أحيان كثيرة يمارس التعذيب من أجل التعذيب بسبب الامراض النفسية التى يعانون منها .

    طبيعة إنتهاكات حقوق الإنسان في جبال النوبة ؟

    كل ما يخطر ببالك وما لم يخطر بعقل بشر من إنتهاكات, مورس ويمارس حتى الآن وعلى أساس عرقى وعنصرى, فلقد مورس الآتى: (كل الأدله متوفره لدينا).

    - القتل خارج نطاق القانون .
    and#9632;رمياً بالرصاص والأسلحه البيضاء.
    and#9632;تحت التعذيب.
    and#9632;التجويع والعطش.

    - التعذيب: (بكل أشكاله).
    and#9632;الضرب (عصى، سياط، وغيره).
    and#9632;التقييد (بالأخص طياره قامت).
    and#9632;النار (تسييح البلاستيك مثل الجركانات, ويقطر سائلها الساخن على رؤؤس وأجساد المعتقلين).
    and#9632;تنفيذ إعدامات أمام أعين المعتقلين لأصدقائهم وزملائهم المعتقلين معهم.
    and#9632;إستخدام المكواه.
    and#9632;إستخدام الصعق الكهربائى.

    - الإختفاء القسري والإختطاف (إن وضعت أى رقم فالواقع أكبر).

    - التهجير القسرى لقرى بأكملها.

    - الحرب الإقتصاديه (الإفقار).
    and#9632;الفصل من العمل ومصادرة وسائل الرزق (كالركشات وخلافه).
    and#9632;حرق المزارع.
    and#9632;تدمير ونهب الممتلكات الخاصه.

    - الإعتقالات: طالت الإعتقالات نساء, رجال, شيوخ, شباب وأطفال (نضغط ونكرر أطفال). تحت ظروف لا تليق بالحيوان مثل:

    - أكثر من أربعين شخصا فى زنزانه لا تزيد عن (4*4) متر مربع.

    - بنفس العدد المذكور مع التبرز والتبول بجردل معهم بالداخل.

    - 500 مل ماء فى اليوم.

    - لا وجود للإستحمام (البعض وصلت المده لسته أشهر دون إستحمام).

    - البعض تهتكت ملابسهم وهم الآن عراة.

    - إغاثة النازحين على أساس إثنى مع إستخدام العون الإنسانى لأغراض سياسيه. ومنع إيواء من هجروا وعدم السماح لهم بتكوين معسكرات.

    بعض النماذج الملموسة الإنسانية لأفظع إنتهاكات حقوق الإنسان ؟

    كل ما ذكرته سابقاً هناك نماذج وأدلة وسأذكر لك منها فقط أمثلة :

    قتل كمال صباحى بالتعذيب عن طريق تسييح البلاستك والربط (طياره قامت) مع التجويع والعطش لأيام ، مات بعدها.

    و جرو على كاسر، شيخ يفوق السبعين عاماً ، مات بالمعتقل بعد أكثر من سته أشهر من التعذيب .

    أحداث الليرى ليست ببعيده، قتل فيها المك آدم جوجو (زعيم قبيلة لفوفه النوبيه) ومعه عدد من أعيان قبيلته من بينهم نساء مثل حواء الكوره وكله مرزوق . كما نهبت ممتلكاتهم الشخصيه ودمرت منازلهم وهجروا من قراهم ، فكان من بينهم من يشاهد ملابسه يرتديها شخص ولا يستطيع التحدث أو المطالبه بها. وهناك الكثير الموثق لمن يبحث عن المعلومه.

    أما عن الإختفاء القسرى فهم كثر، ومن أمثلتهم أميه عبد اللطيف وناصر حامد إبره (لدينا معلومه فقعت إحدى عينيه فى التعذيب).

    أما عن الفصل من العمل ، كل من أعتقل وأفرج عنه فقد وظيفته وكمثال جليله خميس، ونساء كادقلى اللاتى أفرج عنهن مؤخرا ، والشاذلى حمد النيل.

    حرق المزارع هناك مثال مشاريع محلية العباسيه، عاقبتهم السلطات لأن لهم ضمير حى ومروءه, فلقد أبت لهم أنفسهم الكريمه أن يشبعوا وينعموا وهناك نازحين بجوارهم يعانون فهبوا لإغاثتهم ، فما كان من السلطه المريضه إلا وأن عاقبتهم بحرق حصاد مزارعهم وتهديدهم وإعتقالهم وتشريد البعض.

    أما الإعتقال فقد طال كل المجموعات النوبيه بلا إستثناء وكل من آزرهم من الشرفاء بكل السودان.

    وأمثله لإعتقال الأطفال ياسر خميس – 17 سنه, محمد إسماعيل – 17 سنه (فما زالوا مجهولى المصير). وخالد النور على – 14 سنه، محمد أحمد إبراهيم – 16 سنه (أطلق سراحهم بعد إعتقال لأكثر من شهر).

    كما هناك أربعه من نساء كادقلى قضى معهن أطفالهن الرضع أكثر من خمسه أشهر متنقلات بين سجون كادوقلي والابيض.

    أما عن النازحين فحدث ولا حرج فهناك معسكرات نشأت رغم أنف السلطات, ولكن جابهتا السلطات بعزل وإختطاف بل وقتل العديد من النازحين بهدف إرهاب الاخرين لمغادرة أماكن النزوح، وهنالك العديد من المناطق مثلت تجمعات نزوح لم يحن الوقت بعد للحديث عنها حتي لا يتضرر النازحون الموجودون الآن ويتعرضوا لمزيد من التهجير, ولكنها تحت الرصد.

    في الختام ؟

    أود أن أشد على أيدي القائمين على أمر (حريات) وعبرهم لكل مجتمعنا المدنى ونضالاتهم، وأقول لكم من خلال تجربتى بالمعتقل ، كم هى مفيده مناصراتكم وكنا نحن بالداخل نحسها فى تعامل سجاننا لنا .

    وبالنسبه لشخصى لا أجد عبارات الإمتنان للمحامين والمدافعين عن حقوق الانسان ، ولكل الصحافه الإلكترونيه والورقيه ولكل منظمات المجتمع المدنى المحليه والعالميه ولسفارات كثير من الدول الداعمه للحريات ، وللعشرات من الأفراد أجد نفسى أصغر أمام هاماتهم ، بداية من أولائك البعيدين ممن لم يلتقوني أو أعرفهم من قبل وتضامنوا معي ، وصولا الى الأقربين من أسرتي الكبيرة وأسرتي الصغيرة وما عانوه من ألم لشهور وأسابيع وأيام وليالي ومازالوا، وغيرهم ، فلولا مجهوداتكم كلكم مجتمعه لكنت أنا الآن رقما فقط فى قائمة النظام التي تضم آلاف القتلى.

    وللاسماء في قائمة الضحايا من القتلى من النساء والاطفال والشيوخ والشباب ، أقول لهم نعاهد أنفسنا بأنكم لن تكونوا مجرد أرقام وستظل دماؤكم القربان لعهد مشرق للسودان ، ولن نخونكم أبداً ، فما زالت دماء حمدان حسن كورى وصحبه (منذ التسعينات) هى هادينا ، دماؤكم جميعاً تنير لنا الطريق ، ولن تمر تلك الإنتهاكات والدماء فى كل بقاع السودان نسياً.

    ونقول لمرتكبيها نعلم كل ما تخططون له ، وأعلموا بأنا نعلم عقليتكم وكيف تفكرون ونحن نسبقكم بخطوات. ولن يرتاح لنا بال إلا وأنتم تمثلون أمام العداله. وأعلموا ما تهيبتم منه فهو نقطه من بحر فلم نبدأ بعد واجبنا تجاه أهلنا والإنسانيه.

    شكرا الدكتور بشرى قمر المناضل والمدافع عن حقوق الإنسان في بلادنا :

    شكراً (حريات). وأشير الى انى وثقت تجربة اعتقالى وتعذيبى فى كتاب سيصدر قريباً باللغتين العربية والانجليزية .


                  

05-27-2013, 01:45 PM

محمد علي عثمان
<aمحمد علي عثمان
تاريخ التسجيل: 08-21-2012
مجموع المشاركات: 10608

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: دكتور بشري قمر يروي لحريات : اعتقال و تعذيب و انتهاكات (Re: محمد علي عثمان)

    وأكد الدكتور بشرى قمر (…للاسماء في قائمة الضحايا من القتلى من النساء والاطفال والشيوخ والشباب ، أقول لهم نعاهد أنفسنا بأنكم لن تكونوا مجرد أرقام وستظل دماؤكم القربان لعهد مشرق للسودان ، ولن نخونكم أبداً ، فما زالت دماء حمدان حسن كورى وصحبه (منذ التسعينات) هى هادينا ، دماؤكم جميعاً تنير لنا الطريق ، ولن تمر تلك الإنتهاكات والدماء فى كل بقاع السودان نسياً. ونقول لمرتكبيها نعلم كل ما تخططون له ، وأعلموا بأنا نعلم عقليتكم وكيف تفكرون ونحن نسبقكم بخطوات. ولن يرتاح لنا بال إلا وأنتم تمثلون أمام العداله. وأعلموا ما تهيبتم منه فهو نقطه من بحر فلم نبدأ بعد واجبنا تجاه أهلنا والإنسانيه…).

                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de