|
ثورة الحدق ! بقلم : حاتم سيّد ..
|
مثل شعاع الشمس، يتسلّل عبر ثقوب البيت الورقيّ، يغسله بوهج الضوء، يغسله الوجه الشاحب نصف النائم.. وجه البنت السمراء المرتعبة..! يمنحها لحظة أمن، وسط جحيم أزيز النار، ضجيج "الأنتنوف"، يتقمّص قائدها الحاقد دور إله، يقصفهم قصف غريب لا يهتم.. يشويهم بلهيب الأحقاد الكبرى، لا يهتم.. ويصيح بذات الصيحات، صيحات "الجن" اليركب ظهر جواد أرعن..!
تفتح عينيها الطيبتين، وتبتسم..!
*****
مثل دعاء الأم، نظرتها الحلوة، دمعتها المُرّة، يتسّلل بعض يقين الروح، يحوي جسد البنت المُنتهكة، تُدميه السيطان الضالة، شيطان بشري، يُدعى "قدوقدو"، يضحك في وجه المأساة كما أبله، تتفتّح في عمق القلب، جروح وجروح وجروح..!
*****
"الفرح" عجوز يتسوّل في الطرقات، "الحزن" المومس يتهادى، يتسلّل بين بيوت الناس، يدخلها في الشهقات وفي الزفرات مثل قطيع رجال الأمن الأنذال، يترّصد حتى الأنفاس، "الحب" مُصادر، بأمر السلطات.. بأمر "البوت"، "رجال الدين" النكرات.. محبوس في القصر، غنيمة..!
مُجبر على المكوث بينهم، وبين فيلق الحريم.. يُغرونه بالمال، بالقصور، بالنساء، ويتأبّى في شمم مُدهش.. مُعذّباً مُقيدّاً يُقيم..!
*****
ونظل نقاوم يا مولاتي.. نمشي فوق دماء الأحباب، نستحلب ماء الحب، نستجلب روح الحب، من عمق الجب.. بغير دليل، إلا شهوة أن نحيا وسط الأموات.. يا مولاتي، هذا زمن الأحزان الكبرى، زمن الكفر بكل إله غير اللات.. زمن القبح، الجبن، التيه، زمن الشهوات..! عصر الأموات..! ونظل نقاوم.. نتمترس خلف المبدأ، ضحكتك الحلوة، سلاحي في وجه الآهات.. عيناك الكاحلتان، جيشي المؤمن، في وجه جيوش الكفر، تطردني من بيتي، فتسترني عيناك.. تجرحني، فتداويني عيناك، تقتلني، فتبعثني عيناك إلهاً، أو نصف إله..! والشعر نبيّ مُرسل، يتمايل فوق الأكتاف مثل بنود النصر بأعلى الحصن، والنصر بعيد جداً، قريب جداً.. مثل غيابك من دنياي، ومثل حضورك في أرجاء القلب، وبرغم المنفى.. وبرغم اللحية الزيف، برغم العسكر، سندحر ظلمة كل الأشرار، نُشعل في وجع الغربة شمعة، ونُغني للزمن القادم، من خلف سدوف العمر، ملعون هذا العمر، لو كان يبيع الشعب، لأجل الحب، يبيع الحب، لأجل الشعب، ملعون لو كان يُساوم، سيحيا أبد الدهر يقاوم، رهين السحر الشاهق في عينيك، رهين بلاد تعرى، تحت سياط يهوذا الخائن، "بوت" العسكر..! إني أشتاق الوطن الُمحتل، كما أشتاق العين النجلاء، واللهج السكر، يرحمك الله أيا شعبي المُعتل، ويرحمني ربي إذ أتشرذم، بين جهات الوطن الأربع، وبين ثنايا الروح الأجمل، فليحيا وطني المؤئود بأيدي العسكر، وليحيا شعبي المقهور بأيدي العسكر، ولتحيا عيناك،
رمز الحب ورمز الحرب..!
حاتم سيّد 13.04.2013
|
|
|
|
|
|