|
هوية...قصة قصيرة
|
قلق المحطة تتثائب بانتظار المترو القادم ،فتاة ممشوقة القوام طويلة كليلة بلا عشاء شعرها تهبهبه الريح،فترفع يدها البيضاء لتعيد تمرده..وقفت اتامل حركتها الميكنيكية "صراع الريح والاصابع" المترو قادم لكن الرقم على واجهته لن يا خذنى الى مسكنى البعيد ، اذن الانتظار هو قدرى ، تلفت الى مكانها خاليا ...فجلست على خشبة المحطة لكن الريح لم تعبث بشعرى ، ادركت باننا لم نكن من سلالة واحدة ، اذن التاريخ كاذب ام نحن الكاذبون؟....تلفت الى جارى فى الانتظار ، شعرى يتمايل مع الريح ، "غاظتنى " فكرة الانتماء ، حاولت ان اتكلم معه ، قال لى : مش فاهم انت بتقول ايه!! اااااااااه...اذن اللغة ايضا كاذبة ، ام لسانى اعرج.... المترو قادم ، قفزت ،كمن يتخلص من افكار مشوشة ، فتحت كتابى لاقرا ، فالملل وبطء حركة المترو تعيدنى لما كنت افكر فيه ، اخيرا ركب مقابلى شاب اسمر قسماته استوائية ، يشبهنى لولا لونى المحروق ، تقول امى ان لونى احمر ، رغم انه بنى غامض ، سلم على وجلس قبالتى ، صمت ثقيل لفنا الاثنين ، لولا الكمسارى وحركته التى تقطع حبل الشرود ..اخرجت قيمة تزكرتين وبدانا نحلف لا والله ادفع انا يمين ادفع انا ياخى خليك ما بسيطة انت لقيتنى هنا يا زول..... واخيرا ..ذهب الكمسارى بعد ان اخذ قيمة التزكرتين وهو يهمهم "يا عم دول عالم غريبة" وجدنا اللغة بيننا تنساب تعارفنا وذاب المكان على خطوط جبهته ، لكنه ذكر اويل قال جيئت من هناك واستمر يحكى لى عن اويل ،فتيات سمر ، ومريسة ، واشجار ، وتفاصيل خروجه الحزين ، رصاص الطائرات ، وحريق القرى والغابات....حكيت له احزان قريتى ...عن محمد عبد السلام ...ووجدتنى اتوه فى احزانى واتغنى عاش متزن ونبيل زيو وزى اى زميل عاش متقد زى نار خلوية عز الليل ناولنى رقم تلفون وتواعدنا على اللقاء ، سالنى عن اتجاه خروجى من هذه المدن التى لم تمنحنا سوى نظرات باهتة ، ولم تجتاز صمتنا ، اخبرته بتفاصيل سفرى نحو الثلوج والمجهول فى كندا .....قال لى:بختك قلت له:وانت قال لى رفضونى فى برنامج التوطين وضحك كمن يسخر من ماساته.....طيب حا تعمل شنو؟ قال لى :ساعود الغابة. - يعنى شنو النهاية قال لى : ما فى حاجة ، يعنى امشى وين فادركت ان الخرطوم لا ريب غارقة فى نزيف قادم ...واذا اتسع الحريق فى الغابات فغدا سيشتعل الاسمنت... ودعته ونزلت فى محطتى ، لوح لى بيده السمراء ....سالت نفسى ، ترى هل سنلتقى فى المحطة القادمة ام ساتوه فى زحمة افكارى ولكننى احسست بانه اقرب لى من حبل الوريد عزت الماهرى ميرغنى حمزة يا خيمة فى الزمن النزوح يا واضحة فى الزمن الطشاش
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: هوية...قصة قصيرة (Re: merghani hamza)
|
اولا شكرا يا عمدتنا بكري ابوبكر لأضافة هذا المشاغب ميرغني حمزة فهو بالجد سيضيف لهذا البورد اشياء جميلة .... وهو له سنتين لم يتحدث واظنك الان فكيت عقدة لسانه ... فاجأني ميرغني بنشره هذه القصة ... وهي على كل حال .. جزء من تجربتنا معا في القاهرة .. ولم اقرأها الا الان وهي منشورة هنا منذ كتابتها في عام 2001 .. ذات ليلة متسكعة على محطات الترام ... واذكر ميرغني جائني من مشوار قريب وحكى لي تعرفه على واحد من الشباب الجنوبيين الجميلين للحظات واختفى الشاب دون ان يأخذ منه تلفونه .. وقد بدأ ميرغني كتابة خاطرة .. وجدتها على الطاولة وواصلت التداعي في سطور حتى الان لا اعرف ماذا كتبت وماذا كتب ميرغني لكنه هو كان على وشك الرحيل ... ولذلك جائت القصة فيما يشبه الحكي عن حالة خاصة رغم انها تستدعي اشياء بعيدة ... حملها معه ميرغني الى كندا وحتى بعد ان مضدت شهور على لقائنا لم يعرضها علي او يذكرني بها الا على صفحة هذا البورد ، وسرّني ان يحتفظ بهذه القصاصة كل هذا الوقت .. شكرا لك يا ميرغني ... واتمنى ان تكون مفيدة للقراء ... ولك الود
| |
|
|
|
|
|
|
Re: هوية...قصة قصيرة (Re: merghani hamza)
|
الرائع ..عزت الماهرى لك الود ..والذى لا يقال لا ادرى لماذا لم يعلق احد على هذه القصة ...هل هى متواضعة لهذه الدرجة ..ام ان لا احد طالعها؟؟ وحتما سنستمر برغم حوجتنا للنقد والتعليق ودمت ميرغنى حمزة
| |
|
|
|
|
|
|
Re: هوية...قصة قصيرة (Re: merghani hamza)
|
الأستاذ ميرغني حمزة الأستاذ عزت الماهري
في أواخر السبعينات الماضية شاهدت فلم رسوم متحركة قصير في أحد المهرجانات في القاهرة الفلم يصور رسما لرأس قط ومن خلفه شريط طويل من نيون الأعلانات المبهرة ، يوضع أمامه كوب من الحليب فيشربه ، ثم يستبدل الحليب بكوب من الكوكاكولا فيرفضه القط ويتناول الحليب ، تتكور الأعلانات في شكل قبطة اليد وتضرب القط على رأسه وتقدم له الكوكاكولا مرة أخرى ، بعد عدة محاولات و ضربات " من أم دلدوم الإعلانات " يشرب القط الكوكاكولا وعندما يقدم له الحليب مرة أخرى يرفض تناوله ويتناول الكوكاكولا من غير أم دلدوم. هذا الفلم مدته ثلاثة دقائق وأعقبه تصفيق من الجمهور لأكثر من عشرة دقائق قصة الهوية ذكرتني بهذا الفلم ومضمونهم واحد حيث نبعد قسرا عن الأشياء التي هي جزء منا لنتآلف مع أشياء هي بعيدة عن وجداننا
Quote: ولكننى احسست بانه اقرب لى من حبل الوريد |
Quote: فجلست على خشبة المحطة لكن الريح لم تعبث بشعرى ، ادركت باننا لم نكن من سلالة واحدة ، اذن التاريخ كاذب ام نحن الكاذبون؟....تلفت الى جارى فى الانتظار ، شعرى يتمايل مع الريح ، "غاظتنى " فكرة الانتماء ، حاولت ان اتكلم معه ، قال لى : مش فاهم انت بتقول ايه!! اااااااااه...اذن اللغة ايضا كاذبة ، ام لسانى اعرج....
|
| |
|
|
|
|
|
|
Re: هوية...قصة قصيرة (Re: merghani hamza)
|
العزيز جداً مرغني همزة التحيات النواضر لا اريد أن أحكي عنك ولكن يمكنني ذلك الى ما لا نهاية اهلاً بك في مسامنا وشوقنا ولهفتنا اهلين بك في درب تتسع لك فيه خطواتنا نحوك وسوف اعود
| |
|
|
|
|
|
|
Re: هوية...قصة قصيرة (Re: merghani hamza)
|
يا زول يا واحد لما انت واحد اننا حولك...غذا سيشتعل الاسمنت ...وغدا سيكون اجمل ...سنحلم بعالم سعيد لا ننا نعشق الفرح ...كيف نعيش بدون عالم مرح برغم الاشتعال الذى حولنا ...حتما حا يجى يوم نجلس ونحتسى فيه الزكريات الماتعة
| |
|
|
|
|
|
|
Re: هوية...قصة قصيرة (Re: merghani hamza)
|
العزيز عاطف عبدالله سلام يا زول يا رائع القهر يقودنا الى فعل اشياء لا نرتضيها ..هوية جزء من خارطة العذابات السودانية نحو المنافئ التى لم تمنحنا سؤى نظرات باهتة لك الصباح ميرغنى حمزة
| |
|
|
|
|
|
|
|