|
هل هنالك معنى للخلود اكبر من هذا يا علي المك ؟؟
|
ماذا يقول مثلي في على المك ، كاتبا قرأناه ، حين كان الواحد منا عندما يعثر على كتاب كمن عثر على شليل في ليلة مظلمة .. نحن الذين نشأنا على كتب المدرسة البائسة .. وظللنا نكد في العثور على حرف مقرؤ خارج اسوارها وغير مرتبط بالواجب المنزلي .. حتى جائنا صوت المك من خلال الفتحات الضيقة لميكرفون الراديوا .. ذلك الكائن المعلق على مكان قصي في اركان البيت .. يفتحه ابوك في ازمنة تخصة ودائما ما يكون مغلق في وقت الصلاة .. وانت تحلق حوله كي تسمع صوت المك او مسرحية عابرة او حتى دكان ود البصير .. تحلق لألتقاط المعنى .. وقتها كانت امدرمان بعيييييييييييييدة جدا .. واصوات كائناتها ابعد من ازاعة صوت العرب .. التي حفظتنا اغاني ام كلثوم .. وعرفتنا على الكتاب العرب الذين لم يشملهم اسم على المك .. تقع في يدك ذات امسية مجموعة حروف لا تدر ما معنى البرجوازية الصغيرة فيها .. لكنك تدرك ان هذا الاسم الكتوب على غلاف الكتاب لعلى المك الذي تسمعه من خلال الراديو ومعه آخر لم تسمع بخبر موته بعد .. تقرأ وتعيد ما قرأت كي تفهم .. حتى تكبر سنك وتدرك المعاني .. واكبر معنى تدركه هو ان الموت حق وان الحياة عابرة والخالدون فيها هم امثال على المك .. الذين كتبوا مدائنهم على صفحات افكارنا .. رسموا لنا على الطريق علامات نراها حتى في عتمة الغياب . وبنوا لنا مدنا من تراب لنسكنها .. وصمتوا لتنطق كلماتهم/ ليبقى حضورهم في هذا المسير الطويل . الذي سار فيه المك كائنا عاديا بين الناس . لم يغطي نفسه بظلال اسمه ويعيش كالاسطورة بل كان عاديا .. يطلق ضحكاته التي نسمعها من حكاوي الذي عرفوه .. وستسمع تلك الضحكة اجيال لم تولد بعد .. فهل هنالك معنى اكبر للخلود من هذا ؟؟
|
|
|
|
|
|