|
هل السودان يحتاج لرفع الدعم ؟/عمر محمد توم الشريف
|
هل السودان يحتاج لرفع الدعم ؟
دولة مثل السودان وهبها الله الارض والماء والثروة بانواعها والتنوع المناخى والقبلى والترابط الاسرى و المجتمعى والصبر والكرم فهل تحتاج لرفع الدعم عن بعض السلع ؟ لماذا تحصل فجوة غذائية وضائقه معيشية وديون خارجية و اقتصاد منهار ومقاطعة خارجية وأزمة نقدية . الخلل ليس فى قلة الموارد ولا فى الكسل الذى اطلق ظلما وجورا على هذا الشعب ولا فى قلة النعمة التى وهبها الله لنا وإنما فى انفسنا وسياستنا وحكمنا .
بعد كل هذه النعم ترك لنا الانجليز بنية اقتصادية قوية فى ذلك الزمن لو حافظنا عليها وطورناها للاصبحت مثل خزان سنار الذى اصبح هرما ومازال يمدنا بالعطاء فى عبور النيل الازرق وتوليد الكهرباء و رى المشاريع الزراعية ولما كانت السكة حديد التى اوصلت البعيد ونقلت البضائع وربطت المدن والهجر وغيرها من الانجازات والمشاريع التى تركها لنا الانجليز. رغم تعاقب الحكومات بعد الاستقلال نفذت مشاريع تنمية كبيرة فى مجال الزراعة والصناعة والطرق والجسور والتعليم والصحة وغيرها لكنها سرعان ما فقدت مكانتها وقيمتها الاقتصادية والتنمويه بالاهمال او التدمير المتعمد مثلها ومثل دخل المغتربين طوال السنين الماضية الذى يتمثل فى الضرائب والزكاة والخدمات وغيرها من الرسوم عند المغادرة او العودة .
اليوم لا نحتاج لرفع الدعم لولا الديون وفوائدها التى ذهبت مع الريح والمشاريع التى نفذت بدون تخطيط او متابعة واشراف لتظل مناره للاقتصاد والتنمية . والرواتب والمخصصات للوظائف التى استحدثت فى المركز والولايات والاجهزة الامنية و الخبراء الذين ليس اكثر كفاءة عن أبناء هذا الشعب والترضيات الحزبية والحركات العسكرية وعدم الاخلاص والحب للوطن وعدم الخوف من الله والانفراد بالسلطة والقرارات.
لقد أضاع المواطن عمره فى توفير لقمة العيش وتعليم ابناءه ومرت السنين على الشباب فى البحث عن عمل . وانعدم الضمير والاخلاق حتى اصبحت بعض النساء لا تبالى فى توفير قوت اسرتها أو تستغل فى شرفها . الحمد لله مازال لدينا تلك الثروات واكتشف الكثير منها فى الفترة الاخيرة واهم ثروه هى تمسكنا بديننا ثم تعليم شبابنا ليكونوا هم القدوة والتنمية الحقيقية لهذا الوطن . الدول الكبرى التى سبقتنا فى الاستقرار والاقتصاد لم تكن احسن حالا منا ولكن بالجد والاخلاص والتعليم وجلب الاستثمار وصلت لهذه المكان التى عاش مواطنها ينعم بالحياة والاستقرار وتتمتع اسرته بالعلاج والتعليم فى ارقى مستوياته .
لا بد لنا من الاستفادة من ما يملكه ابنائنا فى الخارج حتى لو كان دولارا واحد ونمنحهم الثقة ونوفر لهم فرص الاستثمار لنستفيد من تلك الاموال التى بعضها فى البنوك الخارجية وهؤلاء هم الثروة الحقيقة والتنمية الرئيسية التى نعتمد عليها بعد الله سبحانه وتعالى . وأن نحاسب كل متسيب فى عمله مهما كانت مكان عمله ليكون هناك انتاج واخلاص ويعاقب كل مفسد ومخرب . وأن نفتح مجال الاستثمار الخارجى ونسهل الاجراءات بأكبر قدر ممكن ونشجع المستثمرين ونقدم لهم الضمانات للاستثمارهم . كذلك نفعل تكوين الجمعيات الخيرية ونمنحها المشاريع الزراعية والاستثمارية لتساعد المواطن ويزيد الانتاج . وتشجيع الخريجين بتكوين مجموعات ومنحهم قروض واراضى للاستثمار عليها حسب تخصصاتهم . الاهتمام بالمزارعين الصغار وتقديم الدعم لهم وتخفيض الرسوم عليهم وكذلك اصحاب الاعمال الحرفية . وتشجيع الاختراعات واصحاب المواهب التى تخدم الاقتصاد والتنمية. وتنشيط السياحة والدعاية لها لان بلادنا بها مناطق سياحية طبيعية وآثار تاريخية تجذب السياح بدل ان يستثمرها اصحاب النفوذ لمصالحهم الخاصه . المشاركة فى المشاريع الكبرى الصناعية او الزراعية مع الدول المتقدمة وخاصه الصين لنستفيد من توظيف الشباب والخبرات والتنمية . تشجيع البناء الرأسى بدل الافقى حتى نحصر الخدمات ويستفيد منها اكبر شريحة فى المجتمع . ونوجه اعلامنا الخارجى ببث برامج عن المشاريع الزراعية والثروة الحيوانية والمصانع الناجحه لتساعد فى جذب الاسثتمار الخارجى . بلادنا ولله الحمد تتنوع فيها المحاصيل الزراعية التى تسد الفجوة الغذائية داخليا وخارجيا بتنوع مناخها وتربتها وتوفر المياة وتمتلك اكبر ثروة حيوانية بشتى انواعها ومعادن نفيسه فى باطن ارضها. ولنا عبره فى تطور الاتصالات وما وصلت اليه فى فترة وجيزه فى بلادنا . فلماذا لا نصل بالزراعة والصناعة والتعليم والصحة .
|
|
|
|
|
|