|
متى يلحق هذا الجهاز بالتغيير بقلم عمر الشريف
|
عمر الشريف
التغيير الحكومى الاخير الذى طرأ على اغلب الوزارات هل يمتد ليشمل جهاز العاملين بالخارج ويشمل الولايات بحكوماتها المعينة من الدولة او بالترشيح المغلق او الانتخابات المبرمجة لان القائمين على الجهاز نجحوا فى السفريات الخارجية بينما نجح من فى الولايات ببيع الاراضى السكنية والاسواق الشعبية ( كما ذكرنا فى مقال سابق قبل ايام ). بالامس جمعتنا مناسبة فى الغربة مع الذين لم نراهم منذ سنوات لا تقل عن العشرة سنوات ، لكن المفاجأة أن اغلب هؤلاء ضاعت ملامح وجوهم وقوامهم الذى عرفناهم به قبل تلك الفترة . لقد رأينا نحافة الجسم وليس مثل نحافة اجسام اهلنا بالوطن التى لها اسبابها وأنما هى نحافة الغربة التى طالت والهموم وأمراض العصر مثل الضغط والسكرى وشاهدنا الرؤس ازدادت شيبا وبعضهم فقد نصف او كامل شعره وليس شيب تقدم العمر ولا استعمال الشامبوهات او املاح الماء وهم فى رعيان شبابهم وانما شيب الهموم والظروف السياسة . سألناهم عن احوالهم لان صحتهم اصبحت ظاهره لنا وهم يحمدون الله على نعمته وعلى نفسهم الذى يشهق ويذفر ويدعون الله بأن يجعل وطنهم آمنا مستقرا لهم ولأبنائهم فرحا وشوقا للعودة ليشاهدوا الذكريات التى عاشها والديهم وقصوا لهم عنها .
علامة الاستفهام التى فى أذهان هؤلاء واهليهم هى متى تنتهى الغربة ويستقر الحال بهم لينعموا من خيرات بلادهم ويعيدوا اجتماعياتهم الاسرية ومشاركاتهم مع المجتمع . ليس ذلك مستحيلا بمشاء الله لكن الذى حال بينهم أن بعضهم لا يملك قيمة تذكرة العودة وبعضهم ليس له منزلا يأوى اسرته وبعضهم مازال يسدد فى ديونه وبعضهم يعول اسرته الكبيرة . هذا هو الواقع وسط كل جالية سودانية فى الغربة . بعضهم أفنى عمره وهو يسديد التزاماته التى فرضتها عليه الحكومة وهو أكثر حوجة منها وبعضهم فقد نظره وصحته ليظل جسما متحركا بالاجهزة وبعضهم فى السجون ينتظر الفرج .
جهاز العاملين بالخارج والذى يتشرف بانجازاته التى لم يلمسها هؤلاء ولم تطالهم يوما ما ومنها بأنه يسعى للالغاء الضرائب والرسوم التى كلما الغيت استعادت برسوم اخرى وبمسميات جديدة وليس بغريب علينا ترعة الرهد وكنانة ودمغة الشهيد وطريق شريان الشمال وطريق الانقاذ الغربى ورسوم القدوم والمغادرة ورسوم بطاقة المغترب ورسوم البث التلفزيونى ورسوم العبور والخدمات التى لم تعلم أو تشاهد تلك خدمات سوء ايصالاتها حتى اصبح توكيل الورثة الذى يستخرج مجانا فى كثير من الدول تدفع عليه . ومن انجازات الجهاز بأنه وقف مع المهاجرين فى العراق وليبيا واعادهم للوطن بينما نجد المنظمات الخيرية والامم المتحدة اعادة ملايين البشر فى انحاء العالم حتى ان المملكة العربية السعودية اعادة ما يقارب المليون للاوطانهم فى حملة تصحيح الاوضاع الاخيرة ولا ننسى صرفت عليهم الملايين خلال فترة بقائهم قبل ترحيلهم وهم ليس مواطنيها ولم يدفعوا ضرائب وزكاة وخدمات . من انجازات الجهاز مؤتمراته الخاصه وسفرياته الكثيرة ولم يسمع بها الا القليل او من راجع سفارة بلاده لتجديد جوازه وشاهد الاعلان . كيف يتم التواصل مع هؤلاء المغتربين ومن الذى له الحق بالتعيين الامين العام وموظفى الجهاز .
هؤلاء المغتربين او المهاجرين يريدون من الجهاز طلبات قليلة ومشروعة ولم يطالبوا بانفصال او وزارة او تعويض وأنما بتخفيض الرسوم وتبسيط الاجراءات وتقديم الحوافز والدعم فى عودتهم وأن يساعدهم فى تعليم ابنائهم وأن يتابع مشاكلهم فى الغربة ويوفر لهم بيئة الاستثمار او الدعم فى مشاريعهم وقد تطرقنا فى مقال سابق بأن تكون الاجراءات فى مطارات وموانىء القدوم والمغادرة . وهى مطالب شرعية تحق لهم فيما قدموه وتحملوه طوال غربتهم . وأن يكون هناك حصر كامل للاعدادهم ووظائفهم وسنين خدمتهم ليتم التعامل معها فى أى ظروف طارئة او عودة اجبارية وكذلك ان يكون هناك تشجيع معنوى ومادى لمن تجاوزوا الثلاثين عاما وهم بالغربة وملتزمون بكل ماعليهم اتجاه وطنهم ويتمثل ذلك بالاعفاء الجمركى او تعليم ابنائهم برسوم رمزية او منحهم قطع سكنية او استثماريه .
|
|
|
|
|
|