|
ماذا تبقى منك ياوطنى/عمر الشريف
|
السودان ذلك البلد الذى اشتهر بخصوبة ارضه الزراعية وعذوبة مياهه النيلية وطيبة أهله وكرمهم وكثرة ثروتة الحيوانية وتعدد قبائليه وثقافاته فى السبعينات القرن الماضى ، اليوم اصبح بلدا غريبا طاردا ومنفرا . هذا البلد الذى تحكمه حكومات عسكرية طويلة الفترة ثم مدنية قصيرة لم يتقدم ويتطور مقارنة بالدول التى حوله ، اصبحت عقول شعبه تفكر فى السياسة والحكم ونصرة غيرهم وهم لا يستطيعون نصر أنفسهم . طوال السنوات الخمسين الماضية هى نفس الاحزاب التقليدية وتم اضافة احزاب جديدة فى السنوات الاخيرة لا تخدم ولا تقدم فى البلد او شعبه ونفس حكومات العسكر التى توعد وتبطش وتؤخر . إنتهت الزراعة التى كانت عمود الاقتصاد وانهارت البنية التحتية التى بناها الاستعمار وهاجرت الكفاءات المميزة واصبح المواطن مشرد داخل وطنة وخارجة .
الخطوط البحرية السودانية والخطوط الجوية والخطوط الحديدية والطرق البرية ومصانع النسيج والبلاستيك والسكر والمشاريع الزراعية والانتاج الحيوانى والخزانات المائية والكهرباء والتعليم والصحة كلها انهارات او تدنى انتاجها وبعضها اصبح ذكرى هذا هو تطورنا وتقدمنا بين الشعوب . الأستثمار جلب لنا الفساد بدل تحسن الاقتصاد ، أنعدم الضمير السودانى وقلة الامانة وأصبح الكرم نادرا والشهامة تاريخ يضرب به المثل .
الفساد والقبلية التى اصبحت فى هذا البلد شىء طبيعى هى من صنع ايدينا وأعمالنا فهل رجعنا الى ديننا وتعاليمه وطبقناها وعشنا شعوبا وقبائل لا فرق بيننا الا بالتقوى (ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ) [الروم: 41] . متى نرجع ونراجع انفسنا ليستقيم طريقنا وتستقر حياتنا ويعم أمننا ونطور بلدنا .
الاخلاق السودانية التى تغيرت خلال السنوات الماضية أثرت كثير بين الشعب واصبح الناس يخشون على أنفسهم واسرهم والمجتمع من تلك الاخلاق وتسببت فى عدم الثقة والاجتماعيات والتواصل والمروة والشهامة والكرم الا ما رحم ربى ، وإمتد أثرها خارجيا حتى اصبح السودانى الذى يعرف بأمانته وأخلاقة وكرمة وأخلاصه فى العمل اصبح يعرف بلبسه وعمامته فقط . صعب أن نعيد ما تم هدمه بنفس موصفاته السابقة .
النهب والسرقة عرفناها لكن أن يتم الاعتداء على شخص مجرد قال رأية هذا لا يقبل لان حرية الحديث ووجهة النظر يجب ان تحترم مادام لا تمس الكرامة وليس فيها إهانة . شخص محترم تحدث عن التطبيع وهو وجهة نظرة فلماذا يهان ويضرب . لنسأل من فعل ذلك ماذا فعلت أنت والامة الاسلامية الى فلسطين من عام 1948م حتى اليوم وماذا استفدت من وقوفك وتظاهرك فقط للفلسطين هل قارنت بين ما استفدته وخسرته من موقفك ولم تحرر شبرا ولا تحرك ساكنا . فلسطين محتله وهى مسئولية كل الامة الاسلامية ولكن وطنك وشعبك هى مسئوليتك أنت فقط وهل قارنت بين عزة والضفة وعاصمتك فى كل النواحى . لقد ضرب مصنع الشفاء وسيارة البرادو وشحنة الاسلحة فى الصحراء و إنتهكت الاجواء بسبب فلسطين وتم حصارنا ومحاربتنا وتدمير اقتصادنا . فهل نحنوا نعتدى على صحفى سطر وجهة نظرة . لو سألت أهل فلسطين لقالوا لك أفضل لنا التطبيع او الصلح لما يحصل لنا ولم يقف معنا اكثر من مليار نسمة حتى ابناء جلدتهم يتجسسون على بعضهم لصالح العدو . علينا ان نكون واقعيين مادام بعيدين عن ربنا وتركنا تطبيق شرعنا وهجرنا سنة نبينا لا نحل مشكلتنا ناهيك عن مشكلة فلسطين . يا من فعلتم بهذا الصحفى عليكم بتقديم انفسكم والاعتذار لما بدر منكم وارجعوا الى اخلاقكم وشهامتكم السودانية واطلبوا السماح منه ومن اهله
|
|
|
|
|
|