|
لا تهملوا قلب السودان النابض ../عمر الشريف
|
شرق السودان ذلك الجزء المهم بجسد الوطن وهو شريان السودان مع العالم ، لقد عانا الشرق من الاهمال كما عانا سكانه من ضيق العيش والفقر والامية وتحملوا طبيعة ارضهم الجبلية والصحراوية ومناخها الساخن الجاف وندرة المياة وقلة الانتاج لكنهم حافظوا على اصالتهم وثقافتهم وكرمهم وطيبتهم وتميزهم .
قبائل البجا وبنى عامر والرشايدة هم اكثر سكان الشرق ولهم تميزهم وثقافتهم الخاصة لم يعرف عنهم العداء ولا يحبون الحروب وهم اقرب للتسامح والتعايش السلمى . مؤتمر البجا هو اول حزب اقليمى تأسس عام 1957م واسسة الدكتور عثمان طه بلية مع مجموعة من شباب قبائل البجا ليكون منبرا لسكان الشرق ويهتم بتنمية المنطقة ومحاربة الفقر والامية لكن تم حظر هذا الحزب مع باقى الاحزاب فى عهد الحكومات العسكرية من حكومة عبود ونميرى والانقاذ . ظل هذا المؤتمر له تميزه وتواصله حيث شارك مع التجمع الوطنى عام 1993م باسمره مع بقية الاحزاب لكنه انفصل عنهم لاحقا . أعاده تجمعه مرة اخرى عام 2005م وتوصل للاتفاق مع الحكومة عام 2007م بقيادة المناضل موسى محمد احمد وتوحدت قبائلة الكبيرة حيث رشح البنى عام الدكتورة آمنه ضرار نائبة رئيس الجبهة ورشح الرشايدة الدكتور مبروك مبارك الامين العام للجبهة .
الشرق يحتاج اليوم لوقفة كبيرة من الحكومة ومن الشعب السودانى وذلك للاهمية الشرق بالنسبة للسودان واهمية سكانه بالنسبة للوطن جميعا وموقعه الجغرافى . ينقص الشرق الكثير مثل باقى اجزاء السودان لكن الشرق وشعبه لم يجوبوا بقضيتهم دول العداء والكفر ولم يحملوا السلاح لزعزة الآمن والاستقرار الا ما ندر وبتحركات من جهات معينة . بورتسودان وكسلا والقضارف وما حولها ظلت تعتمد على نفسها وسكانها رغم الفقر والضيق . أطماع الجيران وتخطيط الغرب تستهدف الشرق لتقسيمه او ضمه لدول الجوار وإذا اهملنا الشرق لضاع كما ضاع الجنوب أو اصبح خطرا على السودان عامة .
بورتسودان اعتمدت على نفسها وبتحرك الوالى وولايته وتحسنت فيها بعض الخدمات والطرق وإعتمدت على دخل الميناء والسياحة لتطور نفسها لكن نحتاج للوقوف معها ودعمها وتطوير التعليم والصحة فيها وإقامة مشاريع ومصانع تخدم الداخل وتصدر للخارج وتوفر العملة الصعبة وتقلل من البطالة لتصبح منارة السودان وقلبه النابض ، الاهتمام بالسياحة والمناطق الاثرية وضفاف البحر الاحمر والثروة السمكية وتحسين وتطوير ميناء سواكن والاهتمام بكسلا وطبيعتها الزراعية وأجواءها الربيعية والقضارف وانتاجها الزراعى والحيوانى كفيل بأن يدعم الشرق وباقى السودان .
ليس صمت قادة الشرق وشعبه ضعف او قلة امكانيات أو اختلاف كبير بينهم . عدم الاهتمام بالشرق وأهماله يجعل قيادته يلجأون لحمل السلاح ويجدون من يقف معهم ويدعمهم حتى يصبح دارفورا آخر وربما يكون جنوبا . فلا بدأ من الاهتمام ودعم وتعمير الشرق وتحريك الدول التى وعدت بدعم الشرق فى مؤتمر المانحين بالكويت والإفاء بوعودها والاستفادة من الدعم فى مشاريع انتاجية وبنية تحتية وتسهيل الاستثمار ليكون الشرق صمام الأمان لسودان وقلبه النابض ليساعد فى الاستقرار والتنمية والأمن .
|
|
|
|
|
|