|
خمسة وعشرون عاما وأنا أبحث عن الحقيقة بقلم عمر الشريف
|
ثورة الانقاذ بعد ربع قرن من حكمها للسودان لم تتعلم من تلك المواقف والأخطاء التى مرت بها أو تسببت فيها .. فهى ربما تعلم ولها هدف فى علمها أو لاتعلم من تكرارها ولا تريد أن تهتدى .. لكن الشعب السودانى مازال يبحث عن الحقيقة لبعض المواقف والاخطاء التى تكررت ومازالت تتكرر كل عام .. إننى أسال مثل الكثيرون غيرى لماذا تلك المواقف والاخطاء تتكرر ؟
موقف الحكومة مع الولايات المتحدة الامريكية .. تارة ترفع وتيرة العداء وتارة ترخى وهى لم تقدم للسودان شىء يذكر ويظل السودان فى قائمة الدول السوداء ويجدد الحظرعليه كل عام رغم أنه أوفى ببعض شروط تلك الدولة ، ونسمع بين فترة وأخرى بأن امريكا تريد أن تحسن علاقاتها مع السودان وترسل المبعوثين والوفود وما أن ترجع تلك الوفود نسمع تأزما جديدا وقرارات ضد السودان أخرى فى حين أن ممثليها فى السودان يسافرون لكل مدن السودان ويشعرون بالاطمئنان والاحترام مع هذا الشعب .. إذا أمريكا ليس لها عداوة مع الشعب ولكن مع الحكومة والشعب يتحمل خطأ الحكومة . مازلت ابحث عن الحقيقة هل الحكومة تعلم بذلك وتريد خداع الشعب أم للامريكا مصالح مع الحكومة وهى تغازلها كل ما تباطئة الحكومة فى تلك المصالح ؟؟
موقف الحكومة من حركات التمرد التى بدأت بحركة جيش تحرير السودان وبعد حروب ودمار تم الانفصال الذى اصبح مهددا للحكومة والوطن أكثر من الحرب السابقة وتعانى الحكومة والشعب من اللاجئين ودعم المعارضة والديون الخارجية التى انفقت على الدولتين والحدود والأمن .. وبنفس المستوى تكرر نفس السيناريو مع حركات دارفور .. دعمت ماديا وسياسيا ومعنويا مناوى والحلو وعقار وجبريل وعرمان وغيرهم وإنقلبوا على الحكومة، لكن مازالت تحاورهم وتدعوهم للجلوس لطاولة المفاوضات وكل ما دعت حركة ولدت أخرى وأصبح الانفاق على تلك الحركات أكثر ضررا للوطن والمواطن بتعطيل التنمية وتدهور الصحة والتعليم والزراعة والأمن .. فهل تستمر فى حملة القضاء عليها أم دعوتها لمؤتمر جامع بدون استثناء ولا قيود ولا شروط فى ظل الحوار الوطنى .. لان أمبيكى فشل وأطال عمر الحكومة وزاد من عدد الحركات وأصبح السودان الذى يحل مشاكل الاخرين يبحث لمن يحل مشاكله ..
موقف الحكومة من السيد الصادق المهدى الذى ظل يلقى الخطب ويدعوا الشعب للعصيان والتظاهر وهو حر طليق يسافر ويعود رغم تصريحاته التى تزيد من شق الصف السودانى .. لكن الذى يعجز المواطن والصادق نفسه والحكومة عن تفسيره هو سبب تناقض السيد الصادق لنفسه .. تاره مع الحكومة وتاره ضدها وتاره مع المعارضة وتاره ضدها وتاره مع دول الجوار وتاره اخرى ضدها وتفسير ذلك شىء واحد هو المصلحة الشخصية والرغبة فى السلطة ويسعى لها باى طريقة تساعده فى الوصول لها . فهل عرف السيد الصادق نفسه وهل عرفت الحكومة ذكاءه لان الشعب عرف ذلك .
موقف الحكومة من الاعلام وخاصه الصحافة .. نعلم جميعنا هناك خطوط حمراء فى الوطن لا يحق للاحد أن يتجاوزها حتى الاعلام . لكن يحق للصحافة أن توصل المعلومة للمواطن وتكشف الحقائق وتنتقد الحكومة بطريقة ديمقراطية شرعيه ليس فيها غيبة أو بهتان . والصحافة والصحفيين فيهم من هو أقدر وأعلم بتلك الحقائق .. لماذا إذا مصادرة الصحف واعتقال الصحفيين مادام لم يفشوا اسرار أمنية تضر بالوطن ومازالت الحكومة تتحدث عن حرية الاعلام وخاصه الصحافة ..
ونضيف موقف الحكومة من قضايا الفساد التى أثبتت بالعين والواقع على الطبيعة وموقفها مع الجارة مصر وقضية حلايب ودعمها المطلق لفلسطين وتقاربها مع إيران حتى قبل شهور ومواقفها الداخلية من مشروع الجزيرة وطريق الانقاذ الغربى وشركة الاقطان والصمغ العربى وتعيين الولاة وإنقطاع الكهرباء والسيول والفيضانات والتعليم والصحة والكثير من تلك المواقف والاخطاء التى تتكرر كل يوم أو شهر أو كل عام و ما تسببه من أثار اقتصادية وسياسية وأمنيه . أيها الشعب وأيها الحكومة أريد الحقيقة ليهتدى قلبى وأنفس عن ما بداخلى بدلأ أن اموت يوميا بغيظى من تلك المواقف والأخطاء ؟؟
|
|
|
|
|
|