|
جيل الانقاذ/عمر الشريف
|
عمر الشريف
جيل الانقاذ
أحمد الله عز وجل الذى أمد فى ايامنا وبلغنا هذا الشهر ويطيبى لى أن أهنى الشعب السودانى والامة الاسلامية بهذا الشهر الكريم جعلنا الله من الصائمين والقائمين فيه وتقبل منا الصيام والقيام ووحد صفنا وكلمتنا .
اليوم الثانى من شهر رمضان لعام 1435هـ الموافق ليوم 30 يونيو 2014م هذا اليوم الذى أكملت فيه حكومة الانقاذ عامها الخامس والعشرون . لقد مر ربع قرن على حكمها وهو عمر جيل ناضج من ناحية التعليم والحياة وبعضهم دخل الحياة العملية ليساهم فى رفعة هذا الوطن .
لا اريد أن اتحدث عن انجازات الانقاذ ولا سلبياتها التى انتشرت مثل الغبار فى الجو وتنفسها الكثيرون . لكننى اتحدث عن الاخلاق التى وصل لها هذا الجيل والاجيال التى تأتى من بعده ، عندما جاءات حكومة الانقاذ كان هؤلاء الشباب على خلق وشهامه وكرم واستقامة ، رغم عدم تواجدهم فى المساجد بكثرة سابقا لكن تجد التدين فى وجههم وتحس الصدق والامانة فيهم لا تسمع منهم كلمات سيئة او خادشة وتجد الشاب ينظر للفتاة مثل اخته وللكبير هو ابيه وأمه يساعد المحتاج . اليوم كثيرون من الشباب يتحدثون بكلمات غريبة ويستعملون الفاظ لا تليق بهم وبمجتمعهم ويمارسون افعالا واعمالا يستحى منها الناس ولا تجد من ينصح مثل السابق .
العيب ليس فى هؤلاء الشباب لانهم لم يجدوا من يرشدهم وينصحهم ويستنكر افعالهم واقوالهم واعمالهم قد خرج بعضهم من نطاق الاسرة والمجتمع وأصبحت المنابر بعيده عنهم ووسائل الاتصالات والتكنولوجيا الحديثة اقرب لهم . الاسرة مشغولة فى توفير احتياجاتها والمجتمع اصبح مفكك وبعيد عن بعضه ودور التعليم اصبحت مادية وسياسية اكثر من تربوية ووسائل الاعلام دورها ضعيف فى توجيه هؤلاء الشباب . سُمعت هؤلاء الشباب انتشرت على مواقع التواصل مما شوه سُمعت الشعب السودانى الذى عرف عنه التدين والاخلاق والامانة والكرم والطيبة .
لقد فشلت حكومة الانقاذ فى توجيه هؤلاء الشباب وتوظيفهم ليكونوا نجوما لامعة لهذا الوطن وعونا للاسرهم ومجتمعهم ، لكن للأسف ولدت فيهم الحقد والكراهية والعنصرية والفساد وساعدت على انتشار العادات السيئة والتبرج والاختلاط . اذا كانت اغلب اخلاق هؤلاء الشباب تغيرت فكيف للوطن ان يستقيم وكيف حال الاجيال التى بعهدهم وهى عاشت اسلوب وافعال واقوال من سبقهم . لابدا من وقفه وجهاد لتصحيح المسار وتنوير هؤلاء الشباب بمخاطر ما يفعلونه ويقولونه ليتم زرع القيمة النبيلة والاخلاق الكريمة وإعادة الصدق والامانة والعدالة لتكون الاجيال القادمة على خلق كريم . على الحكومة محاسبة نفسها فى كل ما ارتكب من جرائم فى حق هؤلاء الشباب ومحاسبة المفسدين ليكونوا عبرة لغيرهم ومحاسبة وسائل الاعلام فى تقصيرها فى هؤلاء الشباب ومحاسبة الوزارات وخاصه التعليم فى تغيير اخلاقهم ومحاسبة المنابر والمجتمع والاسرة فى التقصير لنعالج المشكلة قبل ان تصبح داء وعدوى تنتقل بالتقليد والتبعية وتطغى العنصرية والقبلية وينتشر الفساد .
|
|
|
|
|
|