|
سايكس - بيكو جديدة للهلال الخصيب؟ بقلم على حمد إبراهيم
|
حتى الآن لم تجب الدوائر الغربية التى تنشسط عسكريا و سياسيا فى هذه الايام ضد ما صار يعرف بتنظيم دولة الخلافة الاسلامية ، لم تجب على السؤال المحير حول القدرات العسكرية و التنظيمية و اللوجستية العالية التى ظهر بها هذا التنظيم الوليد . كيف تحصل هذا التنظيم على هذه القدرات العسكرية ذات الكلفة المادية الكبيرة . كيف نقلها من منشأها الى مخبئها لدى التنظيم دون أن يلحظ أحد الحركة غير العادية التى لا بد أنها صحبت نقل هذا العتاد الحربى و العسكرى واللوجستى الهائل رغم القدرات الاستخبارية التى تتمتع بها هذه الدوائر التى كان يظن أنها تلتقط رنة الابرة فى المريخ . من هى الجهة أو الجهات التى وفرت هذا الدعم الكبير والمتنوع لهذا التنظيم الوليد. وماهى اهداف من يقدم هذا الدعم الكبير الآنية والمستقبلية. كيف أمكن لهذه الجهة أو الجهات الداعمة تأهيل محاربى التنظيم فى فترة زمنية يظن أنها وجيزة ، لكى يستعملوا ما حصلوا عليه من عتاد وسلاح بالكفاءة التى اظهروها فى ميادين القتال رغم أن هؤلاء المقاتلين بالاساس هم شتات قدم من عدة بقاع جغرافية لا رابط بين اعضائه غير كراهية متأصلة لا تصنع اهدافا أو تصأل فكرة أو تجيّر منهجا مقنعا . غياب أى مؤشرات دالة تعين على تقديم اجابات مقنعة على هذه الاسئلة الكبيرة ، تضع الجميع تحت دائرة التخمين والاجتهاد غير الجازم . صحيح أن هناك رذاذا يتطاير هنا وهناك باتجاه جهات بعينها يتهمها بالضلوع فى مشروع مؤامرة كبرى فى منطقة الهلال الخصيب لتقسيم المقسم اصلا وتجزئة المجزأ لصالح تلبية رغبات طائفية هنا . وشوفينيات قومية هناك لدى اكثر من جهة فى الاقليم المنكوب اساسا بامراضه التاريخية فى هذا الخصوص . اكثر الهمسات ترددا خلف الابواب المغلقة هذه الايام تدور حول فكرة اعادة تجزئة و تقسيم دول الهلال الخصيب بحجة أن الخريطة التى رسمها الدبلوماسيان ، مارك سايكس البريطانى ، والفرنسى ، فرانسوا جورج بيكو ، لمنطقة الهلال الخصيب فى محادثاتهما السرية حول مستقبل المنطقة والتى جرت فى سرية شديدة ابتداءا من الخامس عشر من مايو 1916 لتقاسم ممتلكات الامبراطورية العثمانية التى تهاوت بسقوط السلطان عبد الحميد فى عام 1908 ، لم تعد صالحة اليوم . فى ذلك الوقت اخذت فرنسا سوريا و لبنان واخذت بريطانيا العراق ووجدت روسيا القيصرية موقع قدم لها لها فى الجغرافيا الاسيوية لاول مرة . اسرائيل احتجت على الاتفاقية لان ديباجتها احتفظت بحقوق الدولة العربية التى ستنشأ مستقبلا فى المنطقة ( وعد وزير خارجية بريطانيا اللورد بلفور ). بقية القصة معروفة ومطروقة . لبنان طاشت فى الخضم الطائفى والعشائرى و يتسيدها لوردات الحروب وحزب الله بلا مستقبل. سوريا والعراق لحقتا ( بالشقيقة!) لبنان . واستاسد الملالى الايرانيون و الملالى اليهود فى البرية. و مثلما جلس الدبلوماسيان مارك سايكس وفرانسوا بيكو فى سرية تامة وتقاسما الاراضى العربية ، لا بد أن جهات ما تجلس الآن فى سرية تامة لتقسيم المقسم وتجزئة المجزأ مرة اخرى: دويلة شيعية علوية فى السواحل السورية . واخرى سنية فى ما تبقى من فائض القسمة . وثلاث دول عراقية شيعية وسنية عربية وسنية كردية. ونكون قد حصلنا على نظام شرق اوسطى جديد و كامل الدسم مما كان يحلم به المحافظون الجدد الجمهوريون على عهدى جورح ووكر بوش الأب و جورح بوش الإبن. ودقى يامزيكا ربيع عربى !
|
|
|
|
|
|