|
السودان : تمخض الحوار فولد تعبئة عسكرية شاملة! بقلم على حمد إبراهيم
|
فى السابع والعشرين من ينائر المنصرم خرج الفريق البشير على شعبه بمشروع حوار وطنى هدف منه الى الوصول الى تراض وطنى يخرج ببلده من ازمته المتطاولة . من الوهلة الاولى انقسم المراقبون والمحللون والمعلقون حول المحرك الحقيقى لخطوة الرئيس البشير . كثيرون اعتبروها سلسلة اخرى من سلاسل المناورات التى برع فيها نظام شاخ على دست الحكم . و تعلم كيف يجرجر القوى المعارضة واغرائها بقبول ما لا يمكن قبوله بعد أن يمنيها بعزيز الامانى . حتى اذا قضى منها وطره تحجج بما يعن له من حجج ثم يزوغ ويروغ كما يزوغ ويروغ ثعلب ماكر خبر دروب تدوير معارضيه واتقن السير الآمن فيها . الاعلان عن مشروع ( الوثبة) فى اول العام الجارى كان هدفه الوحيد هذه المرة هو الوصول الى اقامة انتخابات شكلية مثل كل مرة دون أن تبدو كذلك فى ظاهرها . ولن يتحقق هذا الا بضمان مشاركة كل او معظم القوى السياسية فيها . فى تزاكى مكشوف النظام كل ما يخص الانتخابات من وراء ظهر القوى السياسية وبالصورة التى تجعل نتيجتها تحصيل حاصل . فقد أعدّ قوانينها لوحده . وأعدّ سجلها الانتخابى لوحده . ثم تفضل على القوى السياسية المراد منها تزيين الديكور الخارجى بحضورها الميمون ، تفضل عليها بدعوة مراكبية لتشرف المكان فى يوم الزينة الاخير كشاهد ما شافش حاجة . المعارضة لم يبق امامها الا ان ترفض دعوة المراكبية المضروبة التى يراد منها ان تعطى موافقتها بالمشاركة فى الانتخابية و هى صاغرة . الاعلام الحكومى المسندك أوجد لنفسه اعلامية فطيرة ينبح بها صباح ومساء يحدث الناس عن الفتح السياسى الذى تحققه مبادرة الحوار الوطنى. وهو الفتح الذى يراه المشاهد فقط فى افواه مذيعى النظام. وسعد النظام حين ظنّ أن اشرعته تمتلئ بالهواء القاصد بينما يلوك معارضوه الحصرم المر . و لكن رياح الشتاء الهفيفة أبت إلا أن تأتى بما لا تشتهى سفن النظام وهى تمخر فى عباب الامانى المستحيلة . المعارضة جمعت كنانتها فى أديس أبابا ، الزهرة المورقة ، هكذا ترجمة اسمها الامهرى الصقيل، وجلست القرفصاء . تشاورت . وتحاورت . وقدرت . ثم قدرت. ثم اعلنت قنبلة القنابل و أم القنابل كلها و( بتوضيحاتها ) كلها : الثورية ببنادقها المتعددة ،و الاجماع الوطنى بفصائله المتعددة ،و الامة القومى بقواعده المليونية المصادمة بالنشاة والمراس الموروث ، والمجتمع المدنى بحصافته الفكرية . وقال هذا التجمع ذى الخبرات التاريخية فى اكتوبر وابريل وما قبلهما هاؤم إقرأوا كتابيا . إنه قرر مقاومة الانتخابات القادمة وليس فقط مقاطعتها . وقرأ النظام الكتاب . استشاط غضبا . فالعشر قام ليه أخيرا . جاء رد الفعل سريعا : مزق النظام اوراق مشروع (الوثبة) ورماها فى سلة المهملات .و اعلن تعبئة مليشيا حزبه المسماة بالدفاع الشعبى وسوف تصحبها مليشيا الجنجويد المسماة بالدعم السريع . دعم سريع ضد ابناء الوطن الواحد. عووك ياشعب : أنت نائم أم طرفك نعسان !
|
|
|
|
|
|