(مسيد) الطيِّب صالح بقاعة الصداقة !

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 03-28-2024, 08:39 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الاول للعام 2013م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
03-09-2013, 11:31 AM

shazaly gafar
<ashazaly gafar
تاريخ التسجيل: 12-12-2004
مجموع المشاركات: 1604

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
(مسيد) الطيِّب صالح بقاعة الصداقة !

    (مسيد) الطيِّب صالح بقاعة الصداقة !
    شاذلي جعفر شقَّاق
    [email protected]

    صباح الخميس الماضي 21 فبراير 2013م كان اليوم الأوَّل للبرنامج الختامي لفعاليَّات جائزة الطيِّب صالح العالميَّة للإبداع الكتابي في دورتها الثالثة بقاعة الصداقة التي توافدتْ إليها القلوبُ من كلِّ حدَبٍ وصوب والضُّحى يقطُرُ عِشقاً وينضحُ عبقاً فارِداً جناحَيْه على كَتِفَي النيليْن الخالديْن ..قلوبٌ تدافعتْ بمختلِفِ ألوانها وأجناسها كأطيار الخمائل لدى أيْكةِ الطيِّب صالح الغنَّاء .
    ازدانت القاعةُ وهشَّ مُدْخَلُها الأنيق المطرَّز ة حواشيه بحسناواتِ شرْكة (زين) وقوفاً وابتساماتهنَّ المُرحِّبة بالقادمين على كلِّ ضامرٍ من الحُبِّ لهذا الأديب العملاق الراحل المُقيم الذي رفع بلادَنا مقاماً عَليَّاً بل سائر العالم العربي وذائقة الإنسانيّضة جمعاء بما قدَّم من أدبٍ تبوَّأَ منصبَه ضمن أفضل مائة إبداعٍ للبشريةِ قاطبة وعلى مرِّ التاريخ !
    صوتُ الطيب صالح المعتَّق تدفَّق نديّاً ندواةَ جروف ود حامد من ذاكرة الأمس القريب .. نظراتُه الثاقبة تنفذ من خلالِ جُدُرِ الغياب الحاضر أو الحضور الغائب ..قسماتُ وجهه الأصيل تتحدَّى الاستغراب في صمودِ نخلةٍ مؤثَّلةٍ على حافَّة جدولِ المجد الضارب في القرون .. في قلبِ كلِّ هائمٍ في هذا (المسيد )عالَمٌ من عوالمَ (صالح) الباهرة !
    كان (مصطفى سعيد) في زِيِّه الإفرنْجي يقفُ مُولِياً ظهرَه تلكم البنايات الشاهقات على قارعة الجادَّة وهو يُدْخلُ يدَيْهِ في جَيْبَيْهِ ويدوس على ظِلِّه – ذات زوالِ- بقَدَميْهِ المُثقلتين ..كانت (بنت مجذوب) تجلس على (بنبرها) وذقنها على كفِّها و (طلاقها) على شفتَيْها وسْط رُفقاءها في سقيفةِ الأنسِ العامرة ، يموتون ضحِكاً على شفا قبورهم ثم يستغفرون الله آيبين ! .. كان (الزين ) مجرتقاً يختال كطاؤوس يعْتوره الطرب فيلوِّح بالنشوة وسْط دائرةٍ كأنَّها الكون وهو محورها !كان السَّعف والجريد يلوِّحان : (يفتح الله ) ..كان اليراع والريشة يتناغمان كلٌّ من عالمه ..يرقصان في تناسُقٍ فريدٍ وقد دبَّتْ فيهما راحُ العِتْقِ و العِشق وعافية التواصل والتآلف وقشعريرة الاندياح رُغم الرحيل والارتحال (كَمْبلا ) أو (مردوم ) أو (دِليب) أو ..كلِّ ايقاعات أرض النيلين متداخلةً كانت تتمايل كلماتُ (صالح) وألوان (الصَّلَحي) في هذا الضُّحى الأغر !
    يعتلي المنصَّة بعد ذلك الأدباءُ والنقَّادُ الذين جمعهم الطيِّب صالح حيَّاً وميتاً لتقديم أوراقهم النقديَّة التي جاءت تحمل طابعاً مميِّزاً هذه الدورة ..ففي الدورة الأولى فبراير 2011م كانت القراءات جميعاً تتناول أدب الطيب صالح مثل : (الايقاع والتحوَّلات في رواية عرس الزين ، د. حاتم الصكر ) .. (قراءة في الخطاب النقدي لإبداع الطيب صالح ، أ .د محمد المهدي بشرى) ..(النيل مكاناً روائيَّاً في كتابات الطيب صالح ، د. أحمد درويش) ..(تقنيَّات الكتابة الروائيَّة عند الطيب صالح ، أ.د. أحمد على محمد ) وغيرها .. أمَّا في فبراير 2012م فقد انطلقتْ الأوراق النقديَّة من منصَّات إرادة الشعوب مخضوبةً بحنَّاء الربيع العربي مزفوفةً برياح التغيير مثل : (بابٌ للقمع وبابٌ للمستقبل ، د. شيرين أبو النَّجا ) ..(التحوَّلات السياسية والاجتماعية في الرواية التونسية المعاصرة ، د. عبد الرحمن مجيد الربيعي ).. (الرواية بين التغيير والتزوير ، د. خالد المبارك ) وغيرها .
    ولكن في هذه الدورة (الثالثة ) فبراير 2013م فقد يمَّمتْ سِتٌّ من الأوراق المقدَّمة وجهَها صوبَ التُراث والتاريخ ومعالجة الأعمال التي تستلهم وجودها من الأحداث التاريخيَّة وأعلام التراث ، وذلك مثل : (التهجين السردي وتمثيل الأحداث التاريخية، د. عبدالله إبراهيم) ..(المنصات السردية التراثية في الرواية العربية ، أ .نبيل سليمان) .. (الإبداع الروائي العربي المتنازع بين التراثين ، أ . إبراهيم إسحق) ..(أثر التراث في الرواية ، د. آسيا وداعة الله ) ..(إعادة إنتاج التراث روائيَّاً ، إبن خلدون في رواية العلاَّمة نموذجاً ، د. أسماء معيكل) .. الأمر الذي جعل د/محمد عبد المطلب صاحب ورقة (صدام الثقافات في نص الطيب صالح ) أن يقول من خلال مناقشته إذا كان الأدب الحداثوي قد نشأ كثورةٍ ضدَّ التراث ، وأنَّ ما بعد الحداثوي خلق نمطاً يتعارض مع الحداثوي ؛ فإنَّ ما (بعْد بعْد الحداثوي) قد عاد مرَّةً أُخرى إلى التراث ! وهذا ما أشار إليه الأاستاذ مجذوب عيدروس الأمين العام للجائزة في كلمته في اليوم الثاني أن اهتمامهم بالتراث جاء اطلاقاً من حُبِّ الأديب الراحل له واعتداده الشديد به.
    تخلَّف واحدٌ من مقدمِّي الأوراق عن الحضور إلى الخرطوم لأسباب صحية كما أفادت اللجنة المنظمة وهو د. عبد الملك مرتاض قرأ عنه ورقته (سودان الطيِّب صالح) البروفيسير محمد مهدي بشرى . يقول د. مرتاض في مقدمة ورقته :( على الرغم من اني تلقيَّتُ عدَّة دعوات لزيارة السودان الشفيف الجميل الذي هو أجمل بلدٍ عربي بالطبيعة والماء ونيله الأزرق العظيم ، ولكنه مهملٌ وغير مستثمر في الزراعة والسياحة معاً ، فالذي يمتلك الماء ؛يمتلك القوة والثروة والجاه ،فلم تتفوَّق علينا أوربا إلاَّ بأنهارها الجارية تشقُّ مُدُنَها وحقولها ، والنيل يشقُّ الخرطوم كدجلة والفرات ..وأنا لا اعترف إلاَّ بالسودان دون وصفٍ ولا تجزئ وليقُل الآخرون كيف يشاءون )! إلى أن يقول : (أقول إذن : السودان ولا شئ يُضاف إلى إسم السودان ومن وصفه بوصفٍ تقسيميٍّ فقد أثم في حقِّ هذه الأمة المنكوبة – في كيانها العروبي- التي أصابها التمزُّق والتفرُّق والتقطُّع والتبدُّد والتشتُّت والتشذُّر والتمذُّر ، ولو كان الأصمعي حيَّاً لا ستفْتيتُه في أن يأتيني بكُلِّ الألفاظ العربية المُحيلة على هذا المعنى الدال على التشرذم ليصبح العربُ شرذمةً قليلين يوزعون التجزئة والشرذمة على الأمم الأخرى في الكون ، فيوشك أن يقرأ عليهم المُقْرئُ في جنائزهم وهم ينقرضون مختارين لا مُجبرين : (إنَّ هؤلاءِ لشرذمةٌ قليلون ) !! ) ثم يقول الدكتور في شهادته في الطيب صالح : ( الطيب صالح أحد أكبر الروائيين العرب إن لم يكن أكبرهم على وجه الإطلاق ، وإن لم ينَلْ جائزةَ نوبل المشبوهة التي لا تُعطى إلاَّ لمن يمجِّد القيم الغربية الشرّيرة وأنا مسؤولٌ عمَّ أقول ! وإذا كان الواحد من هؤلاء الروائيين كتب من حيث الكميَّة أكثر منه فإنَّ العبرة قد لا تكون بذلك وإنَّما تكون بالنوعيَّة وقوة التأثير وابتكار التجربة وسعة الانتشار وكثرة المعجبين ، وذلك هو ما يُقال عن الصديق الطيب صالح رحمه الله ).
    أخيراً التهنئة الحارة للفائزين بالجائزة في محاورها الثلاثة .. ونخص بالتهنئة اللذيَن حملا اسم السودان في هذه الدورة ، الأستاذ عبد الكريم إسحق جلاَّب الحائز على المرمز الثالث في الرواية عن روايته (أشياءٌ من بقايا أبي ) ، والأستاذ محمد سليمان الشاذلي الحائز على المركز الثاني في محور القصة القصيرة عن مجموعته (طبيعةٌ غير صامتة ) ومزيداً من الفتوحات الأدبية .. والشكر الجزيل لشركة (زين) التي استنَّتْ هذا السُنَّة الحميدة برعايتها هذا الجائزة العالمية ولسانُ يقول خلف الطيب صالح :(أريد أنْ أُعطي بسخاء ، أُريد أن يفيض الحُبُّ من قلبي فينبع و يُثمر ).
    هذا ونسأل الله أن يرحم أديبنا رحمةً واسعةً وأن يُدخله جنَّاته الوارفة مع الصدِّيقين والشهداء وحسن أؤلئك رفيقا .

    * الوفاق – الثلاثاء- 26/2/2013م
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de