السودان وفوضى بناء الأمة

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-18-2024, 08:59 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الاول للعام 2013م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
01-03-2013, 06:42 PM

محمد جميل أحمد
<aمحمد جميل أحمد
تاريخ التسجيل: 03-21-2007
مجموع المشاركات: 1022

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
السودان وفوضى بناء الأمة

    السودان وفوضى بناء الأمة*
    محمد جميل أحمد

    يعاني السودان ــ بعد أن انقسم إلى سودانين ــ بمفاعيل متأخرة وضارة ؛ نجمت عن الأخطاء التأسيسية الأولى له غداة الاستقلال السياسي في العام 1956م. وإذا كان في انفصال الجنوب ما يشير إلى فداحة ذلك التأسيس الذي غيب حيثيات كثيرة حيال الصورة الحقيقية للسودان ، سواء لجهة مكوناته العرقية واللغوية والأقوامية المختلفة ، أو لجهة غياب خطط التنمية الشاملة في مختلف أطرافه بصورة تستصحب معنى الهوية كانعكاس للمواطنة في تلك المكونات ؛ فإن ردود الأفعال التي ظهرت ضمن تلك المفاعيل المتأخرة ؛ كالحركات القومية والمناطقية التي نشطت في دارفور والشرق عكست ، هي الأخرى ، تخبطا عجز عن تحديد مقتضى المواطنة في ذلك الصراع .
    لقد كان انفصال الجنوب من طرف الحركة الشعبية تجسيدا لقناعة مفادها : أن عقلية نظام المؤتمر الوطني عقلية استئصاليه ، ولا يمكن التعايش معها البتة ، لأنها عكست أسوأ النماذج الأوتوقراطية المؤدلجة للدولة في شمال السودان . فإذا أضفنا إلى ذلك قرار الزعيم الراحل جون قرنق باستئناف الحرب ضد نظام الشمال ، حتى بعد قيام انتفاضة (نيسان) أبريل 1985 م ، لإدراكه العميق بأن بذور تلك الأوتوقراطية النابذة لقبول المواطنة والتنوع في الهوية السودانية عميقة جدا (و كان إدراكا استراتيجيا كشفت صوابه الأحداث اللاحقة باستيلاء الإسلاميين على السلطة عبر الانقلاب ) سنجد أنفسنا أمام مأزق تاريخي لفوضى بناء الأمة في السودان .
    والحال أن حيازة السياسة ، بوصفها نضالا طرفيا ومناطقيا لاسترداد الحقوق عبر سرديات شعبوية أقوامية ؛ مثل حركة البجا ، وكوش ، والنوبيين التي ظهرت في أدبيات المعارضة المسلحة منذ تسعينات القرن الماضي ، لم تكن فقط استجابة منعكسة لتدمير نظام الإنقاذ لبنية العمل السياسي القائم على الأحزاب المركزية فحسب ، وإنما عكست كذلك وعيا مشوشا بمسألة الحقوق استنادا على تلك السرديات التي وصل بعضها إلى الدعوة إلى الاستقلال والانفصال عن نظام الدولة في الشمال أسوة بالجنوبيين .
    وإذا كان لنا أن نتفهم تلك السرديات كهويات محلية ملهمة للتماسك الوجداني ، فإن أخطر ما يعكسه ذلك الوعي المشوش حيالها ، هو افتراض خلاص مجرد ومتوهم في تلك الآيدلوجيا الأقوامية التاريخية المتصلة بـ(البجا) في أقصى الشرق ، أو (النوبيين) في أقصى الشمال ، أو (الكوشيين) في الجنوب . وهي بطبيعة الحال سرديات تاريخية ميتة وغير قادرة على انتاج معنى متصل بالهوية الوطنية الجامعة بالرغم من أن في مسمى (السودان) ، الذي هو ترجمة عربية لـ(كوش الفرعونية) ، ما يمكن أن يكون دلالة وطنية عليها . واليوم إذ تتسع الهوة ، ليس فقط بين الآيدلوجيا الإسلاموية لنظام المؤتمر الوطني وبين تلك الحركات الطرفية ، بل وأيضا بينه وبين المعارضة السياسية ؛ فإن أسوأ ما ينتظر هذا الواقع المركب هو عمر مديد من الفوضى والحروب والانقسامات .
    لقد تم تصوير الوضع في نضال تلك الحركات على خلفيته الأقوامية كما لو أن مشكلاتها أعقد بكثير من استحقاق المواطنة ، بحيث يكون نضالها القائم على سردياتها تلك أشبه بمحاولة بعث جديدة لتلك الهويات الخام ، وكما لو أنها بذاتها تملك حلا سحريا للخلاص من مشكلات الواقع .
    هكذا إذ تواجه الإسلاموية السودانية اليوم حصادها المر ، بعد أن امتد الصراع إلى العسكر أنفسهم في (المخطط التخريبي) الذي تم احباطه مؤخرا ، فإن مسافة الغياب والاغتراب بين الأطراف المتنازعة في السودان ، تبدو أقرب إلى المأزق التاريخي منها إلى المأزق السياسي .
    قبيل انفصال الجنوب ، في العام الماضي ، ذكرنا أن المأزق الأكبر سيبقى في الدولة الشمالية لأن الأسباب التي دعت إلى انفصال جنوب السودان لا تزال كامنة في بنية تفكير نظام الإنقاذ ، وفي جملة الإجراءات التي ستتعلق بواقع الدولة الشمالية مستقبلا . فإذا كانت مشكلة الجنوب في جوهرها ذات طابع تاريخي متصل بالعدالة والمواطنة، فإن حجج الانفصال الوهمية في عقل النظام ، تلك القائمة على اللون والزنوجة والنصرانية ، لازالت باقية في ملامح وعقائد بعض مواطني الشمال السياسي (بعض مناطق جبال النوبة بغرب السودان ) ما يعني أن الحال لازال منصوبا تجاه قوميات ومكونات السودان الأخرى .
    ستمر مياه كثيرة تحت الجسر حتى يدرك الجميع في السودان ، أن صراع الهويات التاريخية الذي يتناسل بعيدا عن استحقاق المواطنة ، إنما هو ملاذات وهمية على ضفاف المأزق التاريخي الذي يمر به السودان .
    وإذا كان الراحل جون قرنق قد أدرك ببصيرته ، أن الهويات الجزئية الراطنة في السودان لا يمكن أن تحل مشكلاتها إلا في دولة المواطنة ، وعبر اندماجها النوعي في الهوية الوطنية ، بضمان تعلم لغاتها الكبرى ، إلى جانب اللغة العربية ، وفق منهجية تحقق الخلاص من الفاقد التربوي والتعليمي في المناطق الراطنة ، من ناحية (وهي مناطق تتوزع على جهات السودان الأربع ) وتعيد بناء الكيانية الوطنية وفق أسس جديدة ، من ناحية ثانية ، فإن الشعوبيين الجدد في نضالهم العشوائي ، حتى الآن ، لم يدركوا ذلك الفرز المنهجي ، بين هوياتهم التاريخية الخام ، وبين إدراكهم لفكرة المواطنة كحل يلبي حقوقهم ضمن تسوية فدرالية .
    والحال أن هذه الظلمات المتناسخة قد تمتد طويلا ، بفعل وعي جزئي مفكك وعاجز عن رؤية كيانية وطنية للسودان الجديد ، كما حلم جون قرنق ذات مرة .

    * نقلا عن صحيفة الحياة اللندنية ــ الخميس 3/1/2013م
    http://alhayat.com/OpinionsDetails/468521
                  

01-03-2013, 07:57 PM

اسامه سعيد

تاريخ التسجيل: 11-01-2005
مجموع المشاركات: 311

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: السودان وفوضى بناء الأمة (Re: محمد جميل أحمد)

    Quote: يعاني السودان ــ بعد أن انقسم إلى سودانين ــ بمفاعيل متأخرة وضارة ؛ نجمت عن الأخطاء التأسيسية الأولى له غداة الاستقلال السياسي في العام 1956م. وإذا كان في انفصال الجنوب ما يشير إلى فداحة ذلك التأسيس الذي غيب حيثيات كثيرة حيال الصورة الحقيقية للسودان ، سواء لجهة مكوناته العرقية واللغوية والأقوامية المختلفة ، أو لجهة غياب خطط التنمية الشاملة في مختلف أطرافه بصورة تستصحب معنى الهوية كانعكاس للمواطنة في تلك المكونات ؛ فإن ردود الأفعال التي ظهرت ضمن تلك المفاعيل المتأخرة ؛ كالحركات القومية والمناطقية التي نشطت في دارفور والشرق عكست ، هي الأخرى ، تخبطا عجز عن تحديد مقتضى المواطنة في ذلك الصراع .
    محمد جميل سلامات
    اعتقد ان المقال يحتاج الي فك حالة الاشتباك التي نشبت من جراء استخدام بعض المصطلحات في مواضع خلق نوع التغبيش علي المعني الكلي للمقال هذا من ناحيه ومن ناحيه اخري اني اري مع الكثيرين بان السودان يعاني من ازمة حكم وهي نتاج لفشل النخب السودانيه في تاسيس دوله قائمه علي الاقتسام العادل للسلطه والثروه
                  

01-03-2013, 08:24 PM

محمد على طه الملك
<aمحمد على طه الملك
تاريخ التسجيل: 03-14-2007
مجموع المشاركات: 10624

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: السودان وفوضى بناء الأمة (Re: اسامه سعيد)

    سرد متماسك لبصيرة واعية..
    سنة مبروكة ياجميل.
                  

01-05-2013, 05:50 PM

محمد جميل أحمد
<aمحمد جميل أحمد
تاريخ التسجيل: 03-21-2007
مجموع المشاركات: 1022

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: السودان وفوضى بناء الأمة (Re: محمد على طه الملك)

    الأخ العزيز أسامة سعيد ... تحياتي وكل عام وأنت بخير
    اتساءل : أين هي حالة الاشتباك ؟ وكيف أدت إلى ذلك الغموض والتغبيش في معنى المقال ؟ لو وضحت فكرتك أكثر .
    من ناحية ثانية أنت تذكر أزمة الحكم كنتيجة ، فماهو السبب لتلك الأزمة ، إذا كان الفشل نفسه نتيجة ؟
    تحياتي

    (عدل بواسطة محمد جميل أحمد on 01-05-2013, 05:52 PM)

                  

01-05-2013, 05:55 PM

محمد جميل أحمد
<aمحمد جميل أحمد
تاريخ التسجيل: 03-21-2007
مجموع المشاركات: 1022

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: السودان وفوضى بناء الأمة (Re: محمد جميل أحمد)

    عزيزي محمد علي طه الملك .... تحياتي وكل عام وأنت بخير
    شكرا لمرورك الأنيق وتعليقك وتقديرك لما جاء في المقال .
    تحياتي
                  

01-05-2013, 08:11 PM

اسامه سعيد

تاريخ التسجيل: 11-01-2005
مجموع المشاركات: 311

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: السودان وفوضى بناء الأمة (Re: محمد جميل أحمد)

    اخي محمد جميل
    تحياتي وامنياتي بعام سعيد
    مادفعني للمداخله هو اعجابي بالمقال وحالة الاشتباك التي اعنيها ان المقال تناول مفهوم الامه والقوميه والمواطنه دون ان يحدد الفوارق والضرورات الموضوعيه اللازمه لعمليه البناء المنشود وبمعني اخر هل تحتاج دولة المواطنه الي بناء امه وهل تذويب القوميات يحقق امه متجانسه ؟
    وهنا اتفق مع ماقاله الزعيم الراحل قرنق بان العروبه لن توحد اهل السودان وكذلك الافرقانيه الرافضه للعروبه ولا الاسلام وحده ولا المسيحيه وحدها لكن السودانويه هي التي توحد السودانين
    مع كامل تقديري
                  

01-06-2013, 08:32 AM

محمد جميل أحمد
<aمحمد جميل أحمد
تاريخ التسجيل: 03-21-2007
مجموع المشاركات: 1022

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: السودان وفوضى بناء الأمة (Re: اسامه سعيد)

    أهلا أسامة
    شكرا لك . طبيعة المقال المحدودة تناقش معنى الفوضى في التصورات النظرية للفرقاء السياسيين ، كما تناقش مأزق نظام الإنقاذ في ظل غياب مفهوم المواطنة الحق ، الذي أدى إلى انفصال الجنوب وسيؤدي إلى انقسامات اخرى في ظل هذا النظام .
    الأمة تعني القومية تماما ، أما المواطنة فهي نظام الحقوق الذي يساوي بين جميع أبناء الأمة / الوطن . المواطنة وحدها التي تستطيع من خلال هوية وطنية عامة استقطاب تناقضات الأعراق والقوميات الصغيرة الأخرى للسودان . فلا تنافي بين الهوية الوطنية السودانوية الواحدة ، وبين اندماج العديد من الهويات الصغرى في نسيجها عبر الحقوق اليدرالية التي تسمح لها بتمثل تلك الهويات لذاتها دون تناقض مع الهوية الوطنية الواحدة . المهم هو دولة المواطنة
    تحياتي
                  

01-08-2013, 08:47 AM

آدم عبد الكريم رمضان

تاريخ التسجيل: 01-02-2013
مجموع المشاركات: 23

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: السودان وفوضى بناء الأمة (Re: محمد جميل أحمد)

    السلام عليكم
    شكراً أستاذ محمد جميل على المقال الدسم
    قضية بناء الدولة الأمة بإختصار شديد تتمحور في وجود قيادة حصيفة تتمكن من تحقيق النظرية الشائعة " الوحدة مع التنوع" ، أي خلق وحدة بين مكونات و أقوام الدولة المختلفة دينياً ، ثقافياً عرقياً ، إجتماعياً ، أو أي كان شكل ذاك الإختلاف و في نفس الوقت إحترام هذا الإختلاف و التنوع بموجب قوانين و أنظمة عادلة مقنعة لهذه المكونات تطبقها و تحميها مؤسسات و أجهزة قوية محترمة لدى الجميع على أن يصحب ذلك قيام الدولة بدورها تجاه الأفراد و الجماعات على الوجه الأكمل من توفير الخدمات الضرورية و الرفاهية الإجتماعية و ما إلى ذلك منتهيةً ببناء نظام ديمقراطي مؤسسي راسخ و مستقر ليس بالضرورة ذوبان جماعة في أخرى أو ثقافة في غيرها بقصد تشكيل قومية واحدة متجانسة للدولة.
    ما يعزز القول أعلاه أن أغلب الجماعات التي حملت السلاح في السودان ضد السلطة المركزية كانت جماعات مطلبية تتمحور مطالبها في تنمية مناطقها و إحترام خصوصيتها و ثقافتها لا محاولة تذوبيها قسراً في هوية المركز المختلف لو إنتبهت الدولة إلى مطالبها وعملت بالجدية المطلوبة تجاه تلبيتها لما وصلت الأمور إلى هذه النهايات الكارثية.
    إذن القول بتسوية فيدرالية يلزمه شروح حتى يكتمل البيان – خاصة أن المعلن الآن أن السودان محكوم فيدرالياً و لم نحس أن تغييراً قد طرأ على الواقع- كما أن وصف هويات الجهات التي أشرت إليها بأنها "خام" قد يلتبس فهمه و يفسر على أنهم inferior و يجب أن يكونوا تابعين لما يمليه عليهم المركز(كلامات موطن درجة تانية)، و أخيراً أقول أن هنالك فوضى فعلاً و لكن المسئول عنها المركز الحاكم منذ الإستقلال و حتى تاريخه.
    تحياتي
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de