|
|
 المواصلات زمان (بحري نموزجا)
|
توثيق - صلاح لبيب
معدية شمبات ظلت الرابط بين المدينتين بحري وأم درمان حتى عام 1965م وحتى افتتاح كوبري شمبات
ترماي السِمِع :كان أول وسيلة للمواصلات الداخلية بمدينة بحري عام 1911م، وآخر يعمل داخل مدينة أم درمان
تحول ترماي السمع إلى الترام الكهربائي في الأربعينات وكانت نقلة هامة
الموقف أمام المحطة الوسطى ثم محطات حلة حمد/ محطة بادي/ الكترات جوار خور نصر الدين
ظلت مدن العاصمة الثلاث ترتبط بعضها ببعض عن طريق المواصلات النيلية عن طريق (المعدية) معدية (الجنزير) تربط ما بين الخرطوم والخرطوم بحري.. ومعدية (شمبات) تربط ما بين أم درمان والخرطوم بحري؛ تلك كانت المرحلة الأولى، وحتى قيام كوبري النيل الأزرق عام 1910م ولكن الجديد بعد ذلك هو استخدام (الترام) داخل كل مدينة لوحدها أيضاً في المرحلة الأولى.
في عام 1911م استخدم (الترام) داخل مدينة بحري، وكان يسمى (السِمِع) يربط ما بين المحطة الوسطى بحري حتى مشرع معدية (شمبات) وكان أسرع وسيلة في ذلك الوقت، وأمام ذلك المشروع شيدت كلية الزراعة بشمبات، وكانت تتولى التجارب الزراعية قبل نقلها إلى (مدني)، يمر الترام شرق حلة حمد ثم حلة خوجلي حتى الصبابي ويمر بمناطق زراعية حتى الموقع بشمبات، ويعود ناقلاً القادمين من أم درمان من مشرع (أبوروف) حتى داخل مدينة بحري، وكان ذلك الترام حدثاً لم يشهده الأهالي من قبل وسمي باسم (السمع) لشكله الغريب، وكان يتكون من عدد قليل من العربات وفي مؤخرته يقطر عربة معروفة كانت مخصصة لنقل (الجثمان) إلى مقابر حمد أو خوجلي هكذا تعود سكان (أبو روف وبيت المال) في ذلك الوقت مجرد رؤية هذه العربة دلالة على وجود جثمان.
في تلك الفترة زيد عدد (الترام) داخل كل مدينة كما قلنا؛ ففي عام 1923م كان عددها.... وكان أحدهم يعمل عن طريق (الدورات).
كانت الخرطوم تربط (سنتر) بين كل من الخرطوم بحري وأم درمان بعد تشييد كوبري النيل الأبيض عام 1928م حيث ربط (الترام) عن طريق الكوبري ما بين الخرطوم وأم درمان مباشرة، بينما سبق (ترام) الكهرباء ربط الخرطوم والخرطوم بحري قبل ذلك.
وكانت محطات الترام بالخطوط معروفة بالأرقام، موقف بحري نمرة (1) موقف أم درمان بالرقم (36).
الترام الذي كان يعمل ما بين الخرطوم والخرطوم بحري كانت محطاته ببحري الأولى بحي (العزبة) جوار موقع حديقة أركويت المواجهة لمنزل د. التجاني الماحي الحالي ثم محطة أمام النقل الميكانيكي قبل دخوله إلى الكوبري ثم يمر بشارع الجامعة وحتى يصل المحطة الوسطى الخرطوم.
في أول الثلاثينات تقريباً دخل ترام (الكهرباء) الخدمة. وأحيل السمع إلى المعاش؛ ولكنه استخدم بمشروع الجزيرة لنقل القطن وتحول بعض(السائقين) معه إلى مدني.
نذكر العمال الذين كانوا يعملون في الترام، وفي أول عهده وحتى توقف خدمته في نهاية الخمسينات والبعض في أوائل الستينات. ولكن نلاحظ أن (الأعمدة الكهربائية التي كان يمر بها الترام ما تزال معلماً تاريخياً، ظلت هي الشاهد على تلك الوسيلة التي أدهشت سكان العاصمة حتى النصف الأول من القرن الماضي، ولقد ظل موقفها مثار غضب لدى أهل العاصمة.
من أبرز الذين عملوا بالترام حسن كرم الله (ود العمدة) مختار الأمين، أحمد سليمان، ود الزبير، التوم سليمان، ود الزبير، التوم ساتي، حمد الله سليم، عوض دراج الاسكندراني، عبد الله من أبناء شمبات والريس حلفاوي.
وكل من محمد حاج إسماعيل... وعيد متولي ومحمد نور والمجمر وكانوا موظفي الترام.
الخواجة خرسكتوفر كان هو (الفني) الذي يقوم بإصلاح الترام ويساعده (عبده ربه) وهو من أبناء الديوم ببحري.
أما خرستوفر بعد أن ترك العمل بالترام فقد انتقل للعمل بالمنطقة الصناعية ببحري، وهو من رواد العمل الفني في مجال (الثلاجات) عند ظهورها في مجتمع العاصمة، وكان رجلاً مشهوراً.
الترام.. في تلك الفترة كان عامل ترابط وتعارف بين الكثيرين من بحري وأم درمان خاصة أبناء بيت المال وأبو روف.. وساعد كثيراً على الترابط والوصل الاجتماعي بين مدن العاصمة المثلثة.. حكى لي عمنا (الحمودي) وهو من رموز حلة خوجلي؛ وكان شخصية معروفة في المجتمع (عليه رحمة الله) أنه كان يلتقي كثيراً بالشيخ السراج الذي كان يعمل بمصلحة الوابورات عام 1917م.. والذي كان ينتقل ما بين بحري وأم درمان عن طريق (ترماي السمع) وأحياناً يمتطي صهوة جواده حتى معدية (شمبات) و(أبو روف).. ولكنه يذكر جيداً أن علاقته مع أسرة السراج كانت سبباً في مجال آخر، وهو فتح أول مدرسة أهلية ببحري.. حينما التقى بالأستاذ ميسرة السراج داخل المعدية، وقتها كانت هناك أزمة بين إدارة مدرسة الأقباط مع بعض الأساتذة والطلاب، وكان الأستاذ ميسرة نائبا لناظر المدرسة وعلى إثر ذلك الخلاف.. فكر المربي ميسرة السراج في فتح مدرسة أهلية ببحري التي ارتبط بها كثيراً وعندما علم (الحمودي) بذلك عرض عليه أن يستخدم منزلاً هو صاحبه بحي الدناقلة حلاً لهذه المعضلة، وفعلاً قامت وأسست مدارس الشعب ببحري عام 1950م بتعاون صادق بين الأستاذ ميسرة السراج والعم (الحمودي) وبدأت مسيرة المدارس الأهلية ببحري على يد المربي الفاضل ميسرة السراج، وكان للترام والمعدية دور في إتمام هذا المشروع ولعلها واحدة من مشاريع أخرى نبعت من تداخل وتعايش وتقارب بين الأسر في بحري وأم درمان في مستقبل الأيام.
كما أن (الترام) والمعدية كانت الوسيلة للرحلات الجماعية التي كان مسرحها (جناين شمبات) والتي جمعت الرموز الفنية من مدن العاصمة.. ونظمت أروع القصائد الغنائية في الأربعينات والخمسينات. لعل أبرزها قصيدة الشاعر عبيد عبد الرحمن (الجمعة في شمبات) للفنان الراحل إبراهيم الكاشف. وغيرها لأولاد شمبات، وبعضها للشاعر محمد بشير عتيق وغناها الفنان خضر بشير، وقبل ذلك قصائد للشاعر الفنان خليل فرح؛ وكلها كانت من وحي شمبات بالقرب من معدية شمبات، والتي كانت (وصل) بين بحري وأم درمان، حيث يقوم الترام بنقل المواطنين بين المدينتين بحري، أم درمان.
ترماي السمع هنا وهناك يتبختر في شوارع أبوروف وشارع شمبات ينقل الركاب بانتظام، وقد تطور وتغير الترام القديم (السمع) بالترام الكهربائي.. وكما قلت مع ربط الخرطوم بالخرطوم بحري، والخرطوم وأم درمان في حركة دائرة تنظيم بها ومعها حركة الركاب بالعاصمة المثلثة.
وهنا نقول إن بداية عمل الترام بالعاصمة بدأت في وقت مبكر، وفي العقد الأول من بداية الحكم الثنائي.
خط ترام أم درمان افتتح يوم 29 نوفمبر عام 1905م من الموردة إلى السوق، ومن أبوروف إلى السوق. وشهد ذلك العام أيضاً مبدأ العمل بسجن كوبر ببحري في عام 1911م. كما قلت كان بداية عمل ترام السمع داخل بحري وفي نفس العام تم أول مشروع لإعادة تخطيط حلة حمد والتي تمددت نحو الشمال والغرب، واتسع (حي الشلالية) في الجزء الشمالي لحلة حمد، وكان انتظام عمل (الترام) في ذلك العام أول حدث كبير شرف حلة حمد، ومشهدا تاريخيا حيث عمل أول (ترام) كوسيلة لانتقال المواطنين من أول بحري حتى نهاية بحري شمالاً، وربط ذلك بمدينة أم درمان عند (مشرع) شمبات، وفي نفس الفترة نشأت كلية الزراعة بشمبات؛ وذلك كما سنرى في موضع آخر كان (بمثابة) انقلاب وتحول داخل خريطة (شمبات) التي انتقل سكانها من على الشاطئ إلى شرق شمبات وتحولت على إثر ذلك مساحات واسعة من المزارع الخاصة إلى ملكية الحكومة في الجزء الشرقي من كلية شمبات.
على كل نتابع بعدها أثر المساحات التي خصصت للحكومة منذ 1911م لإقامة مصالح ومؤسسات حكومية وانتقالها من ملكية خاصة إلى ملكية عامة، وأثر ذلك في التوسيع وتخطيط بعض الأحياء السكنية التي كانت، والتي قامت بعد ذلك مثل حي (الأملاك) وكوبر والختمية والمزاد.
أريد أن أشير إلى عامل آخر ظل متواجداً مع المعدية التي تربط بحري وأم درمان وترماي السمع وهو (المراكب) التي كانت تعمل ما بين (توتي وبحري) و(بحري وأم درمان) لعل أشهرها مركب (فضل الله) التي يعرفها جيداً أهالي الصبابي منذ زمن بعيد كانت تستعمل مع وجود الترام والمعدية بين بحري وأم درمان.. سألت يوماً الأستاذ الشاعر عوض حسن أحمد- عليه رحمة الله- عن علاقة الأسرة والعديد من أسر الصبابي بحي بيت المال، فرد عليّ: دي علاقة قديمة لا تنقطع لمن وصلها حتى لو بمركب فضل الله.
بقي أن نقول إن وسائل المواصلات الأولى داخل المدن وما بين المدن الثلاث تعددت، وإن كنا قد أشرنا إلى (المراكب) والبنطون والكباري التي تعددت الآن وكثرت، وهي محمدة بجانب الترام الذي بدأت مسيرته مع بداية القرن الثاني و لمدة خمسين عاماً حتى توقف عن العمل في نهاية الخمسينات وبداية الستينات، ولكن ظلت هذه الوسيلة تعمل في العديد من مدن العالم فهل من عودة هل؟
ونفس الدور الذي لعبه ترام السمع ببحري هو ما حدث بأم درمان الذي خلده الشاعر خليل فرح الطريق الشاقيه الترام.. كذلك قصيدة الشاعر خالد أبو الروس عن الترام.
والترام يمثل جزءا من تاريخ العاصمة بأسرها بمدنها الثلاث.
|
|
 
|
|
|
|
|
|
|
 Re: المواصلات زمان (بحري نموزجا) (Re: حمزه بابكر الكوبي)
|
حمزة الكوبي يا صديق
تحياتي وكل عام وانتم بخير
.
.
للاسف الشديد صار الماضي التليد عندنا أفضل من الحاضر والمستقبل
كل الامم تتقدم وتتطور ونحن راجعين وراء ووراء ذاتا بقت امنية .... مش حاجة تحير
.
.
ذكريات الماضي الجميل تكون ممتعة ونجترها باستمتاع حينما نتحدث عن حراكانا الاجتماعي
ولكن الامر يصير مقلقا حينما نتمنى نفس حال البلد الاقتصادي والرياضي قبل ثمانين سنة أن يعود ويكون أفضل من الحاضر
ياخي ماشين للخلف بسرعة مدهشة ......
.
.
تحياتي
| |
|
|
|
|
|
|
| |
حمزه بابكر الكوبي
عبدالله ود البوش
Faisal Al Zubeir
محمد عوض السيد
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست