دعواتكم لزميلنا المفكر د.الباقر العفيف بالشفاء العاجل
|
نصيحة الإمام الحسن السبط إلى الإمام عمر بن عبد العزيز رضى الله عنه.
|
نصيحة الإمام الحسن السبط إلى الإمام عمر بن عبد العزيز فى وقت عظم فيه الناصح والمنصوح، جاء خامس الخلفاء المهديين الإمام عمر بن عبد العزيز، ليتقفى أثر جده الإمام عمر بن الخطاب، ويصلح ما أفسده سابقوه ليملأ الأرض عدلا بعد ما ملئت جورا وظلما. عن أصرم الخراسانى قال كتب عمر بن عبد العزيز الى الحسن: ’عظنى‘ قال فكتب اليه الحسن، وأخبرنا محمد بن الحسين بسنده عن أبو صالح كاتب الليث قال أخذتها من الليث بن سعد رسالة الحسن بن أبى الحسن على بن أبى طالب الى عمر بن عبدالعزيز : أما بعد اعلم يا أمير المؤمنين أن الدنيا دار ظعن وليست بدار اقامة وانما أهبط اليها ادم من الجنة عقوبة وقد يحسب من لا يدرى ما ثواب الله أنها ثواب ومن لم يدر ما عقاب الله أنها عقاب ولها فى كل حين صرعة وليست صرعة كصرعة هى تهين من أكرمها وتذل من أعزها وتصرع من اثرها ولها فى كل حين قتلى فهى كالسم يأكله من لا يعرفه وفيه حتفه فالزاد منها تركها والغنى منها فقرها فكن فيها يا أمير المؤمنين كالمداوى جرحه يصبر على شدة الدواء مخافة طول البلاء يحتمى قليلا مخافة ما يكره طويلا فان أهل الفضائل كان منطقهم فيها بالصواب ومشيهم بالتواضع مطعمهم الطيب من الرزق مغمضى أبصارهم عن المحارم فخوفهم فى البر كخوفهم فى البحر ودعاؤهم فى السراء كدعائهم فى الضراء لولا الاجال التى كتبت لهم ما تقاوت أرواحهم فى أجسادهم خوفا من العقاب وشوقا إلى الثواب عظم الخالق فى نفوسهم فصغر المخلوق فى أعينهم واعلم يا أمير المؤمنين أن التفكير يدعو الى الخير والعمل به وأن الندم على الشر يدعو الى تركه وليس ما يغنى وان كان كثيرا يأهل أن يؤثر على ما يبقى وان كان طلبه عزيزا واحتمال المؤنة المنقطعة التى تعقب الراحة الطويلة خير من تعجيل راحة منقطعة تعقب مؤنة باقية وندامة طويلة فاحذر الدنيا الصارعة الخاذلة القاتلة التى قد تزينت بخدعها قتلت بغرورها وخدعت بآمالها فأصبحت الدنيا كالعروس المجلية فالعيون اليها ناظرة والقلوب عليها والهة والنفوس لها عاشقة وهى لازواجها كلهم قاتلة فلا الباقى بالماضى معتبر ولا الاخر لما رأى من أثرها على الاول مزدجر ولا العارف بالله المصدق له حين أخبر عنها مدكر فأبت القلوب الا لها حبا وأبت النفوس لها الا عشقا ومن عشق شيئا لم يلهم نفسه غيره ولم يعقل شيئا سواه مات فى طلبه وكان اثر الاشياء عنده فهما عاشقان طالبان مجتهدان فعاشق قد ظفر منها بحاجته فاغتر وطغى ونسى ولها فغفل عن مبتدا خلقه وضيع ما اليه معاده فقل فى الدنيا لبثه حتى زالت عنه قدمه وجاءته منيته على شر ما كان حالا وأطول ما كان فيها أملا فعظم ندمه وكثرت حسرته مع ما عالج من سكرته فاجتمعت عليه سكرة الموت بكربته وحسرة الفوت بغصته فغير موصوف ما نزل به واخر ميت مات من قبل أن يظفر منها بحاجته فمات بغمه وكمده ولم يدرك فيها ما طلب ولم يرح نفسه عن التعب والنصب واللعب فخرجا جميعا بغير زاد وقدما على غير مهاد فاحذرها الحذر كله فانما مثلها كمثل الحية لين مسها تقتل بسمها فأعرض عما يعجبك فيها لقلة ما يصحبك منها وضع عنك همومها لما قد أيقنت به من فراقها واجعل شدة ما اشتد منها رجاء ما ترجو بعدها وكن عند اسر ما تكون منها أحذر ما تكون لها فان صاحب الدنيا كلما اطمأن منها الى سرور صحبته من سرورها بما يسوؤه وكلما ظفر منها بما يحب انقلبت عليه بما يكره فالسار منها لاهلها غار والنافع به منها غدا ضار وقد وصل الرخاء منها بالبلاء وجعل البقاء فيها الى فناء فسرورها بالحزن مشوب والناعم فيها مسلوب وانظر يا أمير المؤمنين اليها نظر الزاهد المفارق ولا تنظر نظر المبتلى العاشق الوامق واعلم أنها تزيل الثاوى بالساكن وتفجع المترف فيها بالامن ولا ترجع فيها ما تولى منها وأدبر ولا بد مما هو ات منها ينتظر ولا يتبع ما صفا منها الا كدر فاحذرها فان أمانيها كاذبة وامالها باطلة وعيشها نكد وصفوها كدر وأنت منها على خطر إما نعمة زائلة واما بلية نازلة واما مصيبة فادحة واما منية قاضية فلقد كدرت المعيشة لمن عقل فهو من نعيمها على خطر ومن بليتها على حذر ومن المنية على يقين فلو كان الخالق تبارك اسمه لم يخبر عنها بخبر ولم يضرب لها مثلا ولم يأمر فيها بزهد لكانت الدنيا قد أيقظت النائم ونبهت الغافل فكيف وقد جاء عن الله عز وجل منها زاجر وفيها واعظ فما لها عنده قدر ولا لها عنده وزن من الصغر فلهى عنده أصغر من حصاة فى الحصى ومن مقدار نواة فى النوى ما خلق الله عز وجل خلقا فيما بلغنا أبغض الى الله تبارك وتعالى منها ما نظر اليها منذ خلقها ولقد عرضت على نبينا محمد بمفاتيحها وخزائنها لا ينقصه ذلك عند الله عز وجل جناح بعوضة فأبى أن يقبلها وما منعه من القبول لها - مع ما لا ينقصه الله عز وجل شيئا مما عنده كما وعده - الا أنه علم أن الله عز وجل أبغض شيئا فأبغضه وصغر شيئا فصغره ولو قبلها كان الدليل على محبته قبوله اياها ولكنه كره أن يخالف أمره أو يحب ما أبغض خالقه أويرفع مما وضع مليكه. قال محمد بن الحسين وكان فى اخر هذه الرسالة: ولا تأمن من أن يكون هذا الكلام عليك حجة نفعنا الله واياك بالموعظة والسلام عليك ورحمة الله مصدر الأحاديث كتاب أخبار أبى حفص عمر بن عبد العزيز لأبى بكر محمد بن الحسين بن عبد الله الآجرى (360 ه)
------------ منقول عن موقع المجلة
http://almagalla.info/2010/may7.htm
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: نصيحة الإمام الحسن السبط إلى الإمام عمر بن عبد العزيز رضى الله عنه. (Re: ombadda)
|
أصبحت الدنيا كالعروس المجلية فالعيون اليها ناظرة والقلوب عليها والهة والنفوس لها عاشقة وهى لازواجها كلهم قاتلة فلا الباقى بالماضى معتبر ولا الاخر لما رأى من أثرها على الاول مزدجر ولا العارف بالله المصدق له حين أخبر عنها مدكر فأبت القلوب الا لها حبا وأبت النفوس لها الا عشقا ومن عشق شيئا لم يلهم نفسه غيره ولم يعقل شيئا سواه مات فى طلبه وكان اثر الاشياء عنده فهما عاشقان طالبان مجتهدان فعاشق قد ظفر منها بحاجته فاغتر وطغى ونسى ولها فغفل عن مبتدا خلقه وضيع ما اليه معاده فقل فى الدنيا لبثه حتى زالت عنه قدمه وجاءته منيته على شر ما كان حالا وأطول ما كان فيها أملا فعظم ندمه وكثرت حسرته مع ما عالج من سكرته فاجتمعت عليه سكرة الموت بكربته وحسرة الفوت بغصته فغير موصوف ما نزل به واخر ميت مات من قبل أن يظفر منها بحاجته فمات بغمه وكمده ولم يدرك فيها ما طلب ولم يرح نفسه عن التعب والنصب واللعب فخرجا جميعا بغير زاد وقدما على غير مهاد
| |
|
|
|
|
|
|
Re: نصيحة الإمام الحسن السبط إلى الإمام عمر بن عبد العزيز رضى الله عنه. (Re: ombadda)
|
هذا الشبل من ذاك الأسـد... فليس بمستغرب أن تصدر هذه الدرر من هذا الإمام، فهو يستمد الحكمة من
أبيـه الإمام علي بن أبي طالب، على الكرار، الذي وصف الدنيـا بعبارات بليغـة، جـاء فيهــا:- أنهـا،
أي الدنيا، إذا أينعت نعـت، وإذا كسـت أوكسـت،، وكم من ملِـك لـه عــلامــات، فلـما عـلا مــات.
وقــد قيــل أيضـا:- لقـد فضــح الموت الدنيـا..
شكراً أخـي أمبــدة
| |
|
|
|
|
|
|
Re: نصيحة الإمام الحسن السبط إلى الإمام عمر بن عبد العزيز رضى الله عنه. (Re: ombadda)
|
هذا الشبل من ذاك الأسـد... فليس بمستغرب أن تصدر هذه الدرر من هذا الإمام، فهو يستمد الحكمة من
أبيـه الإمام علي بن أبي طالب، على الكرار، الذي وصف الدنيـا بعبارات بليغـة، جـاء فيهــا:- أنهـا،
أي الدنيا، إذا أينعت نعـت، وإذا كسـت أوكسـت،، وكم من ملِـك لـه عــلامــات، فلـما عـلا مــات.
وقــد قيــل أيضـا:- لقـد فضــح الموت الدنيـا..
شكراً أخـي أمبــدة
| |
|
|
|
|
|
|
|