|
خشم كوما قربانا رمضانيا.... مقال
|
خشم كوما قربانا رمضانيا
قرية خشم كوما تقع بالقرب من بلدة ديسا التي تبعد بنحو 60 كيلومترا إلى الشمال من مدينة كتم في شمالي دارفور.. قرية صغيرة جلِ أهلها من الأطفال والنساء وكبار السن بعد أن هجرها الشباب ضربا في الأرض وزودا أن الحمى ومصائب الأيام التي صارت تطوق الأهل من كل صوب.. نيران الجنجويد تسور القرى أرضا بينما طائرات الإنقاذ تصوب نيرانها الشريرة من السماء.. في الأسبوع الأول من شهر القرآن المبارك وإحتفالات الأهل لم تنقطع بعد بإستقبال رمضان رغم البؤس وغيوم الخوف المحدقة دوما... في اوائل الأيام الجميلة هذه.. أبت روح الغدر والتقتيل التي أضحت ديدنا للإنقاذ.. أبت إلا وأن تجدد فيها الأحزان وتتفتح الجراحات فتشن غارتها العمياء على سكان القرية العزل, ترمي بحمم نيرانها دون أدنى وازع أخلاقي... طائرة الأنتونوف تقذف قنبلة في السادس من رمضان على الأطفال الصغار وهم يلعبون.... كانت اللعبة "غمض لبد" لعبة الغميضة المفضلة عند الصغار.. كان بينهم ابن العشرة أعوام.. اختفى وتلبد ابراهيم في اللعبة.. لكن هذه المرة كان اختفاؤه أبديا.. حصدته قنبلة الأنتونوف التي تكبره حجما ووزنا عشرات المرات.. تطايرت أشلاؤه بعيدا, واكتست أوراق الشجيرات الصغيرة لونا أحمرا من دمه الطاهر.. جمعوا رفاته قطعة قطعة بينما شقيقته ذات الأثنى عشر عاما ذهبت في غيبوبة بعد أن فقدت جزء من حوضها ليرافق جثمان شقيقها في اختفائه الأبدي.. ولتكون هي طريحة الفراش في مستشفى الفاشر الآن والشاهدة على هذه الجريمة الشنيعة.. اللهم ألطف بها وأمنحها شفائك إنك أرحم الراحمين.. العنف والقتل جرائم يومية في دارفورعلى مدار الأعوام الخمس الماضية ولم تنتهي بعد.. العالم كله يتفرج.. وحكومة الخرطوم تختلق الحيل واللعب.... الى متى يتواصل مسلسل الموت والدمار هذا؟!!.. الأمم المتحدة ما زالت تلوح بالمؤتمرات وجلسات الفنادق.. الأمم المتحدة لم تكن يوما جادة في المساعدة لايجاد سبيل لوقف نزيف الدماء... كفانا توصيات وقرارات.. دارفور لا تحتاج الى قوات افريقية او اممية.. دارفور لم تكن باغية أو ظالمة يوما ما.. القوات والسلاح لابد أن توجه لمكانها الصحيح.. لابد ان توجه للظالم الآثم.. الحل الكبير الذي يريح كل الوطن من هذه الترهات لابد وأن يكون في الخرطوم.. الحل القومي لكل مشاكل السودان يبدأ من الخرطوم.. يبدأ عندما ترد الحقوق لإهلها... الحل يبدأ من القصر الجمهوري..
عبدالعزيز عيسى أبكر
|
|
|
|
|
|