|
سيدأحمد الحسين:لو وجدت معارضة حقيقة لما وصلنا الى ما نحن فيه!!!!!!
|
حوار جريدة الوطن من الاستاذ سيداحمد الحسين سيد أحمد الحسين : مجادل ومثير للجدل
يجاوب على الأسئلة الصعبة ولاينفعل ولايهمه إن كان كلامه يتفق مع خط الحزب أو يختلف الحسين
يقول:لا أعرف شيئاً عن تعويض الميرغني أو أموال التجمع .. والإنقاذ كارثة..! المصريون لم يضايقوني مـــــع أنني كنت ضد إتفاقية القاهرة هذا رجل قديم في السياسة، ليس مثيراً للجدل فحسب « بل هو مجادل» منذ عهد عبود ، مروراً بالديمقراطية الثانية 1964م ـ 1969 ، وفي مايو برز سيد احمد الحسين كإتحادي ديمقراطي ، واذا عرفنا انه ديمقراطي فعلاً من خلال مناطحته ومكافحته للعساكر في كل عهودهم من عبود إلى نميري الى البشير، فهو ديمقراطي فعلاً ، ولكن اتحادي كيف ؟! يقول سيد احمد الحسين في حواره الخطير المثير مع « الوطن» ان كلمة اتحادي لديه تعني اتحاد السودان مع السودان واتحاد السودانيين مع بعضهم البعض ، وان المعنى القديم لكلمة اتحادي لازال قائماً ومتسعاً في رأي الاستاذ سيد احمد الحسين فهو يقول في حواره مع « الوطن» ان الاتحادي تعني ايضاً الإتحاد الأفريقي والاتحاد العربي فنحن في زمن الإتحادات والوحدة والمتحدين ..! كان المساء قد بدأ يرخي سدوله عندها دخل علينا نفر من كوادر الحزب الاتحادي الديمقراطي يحملون بياناً صادراً من سيد احمد الحسين امين الحزب يصحح فيه بعض مانُسب اليه من تصريحات حول دخول قوات الاتحاد الافريقية ، لم نكد نتسلم البيان حتى دخل علينا صاحب البيان نفسه سيد احمد الحسين بجلابيته وعمامته وبساطته في اللبس وتبسطه في الكلام ، وعندها قررنا سراً وعلناً ان نستدرجه في حوار يختلف ولو قليلاً من الحوارات التي اجريت معه مؤخراً من داخل السودان اوخارجه . قدرنا اننا اذا طلبنا منه الحوار بصورة مباشرة قد يقول لست مستعداً للحوار ، فرأينا ان نستدرجه « بالقطاعي» ولكن الرجل من الذكاء والخبرة والممارسة حيث لايمكن ان يتدرج في حوار او حديث عابر فكان صبره علينا فنحن نلاحقه بالأسئلة الصعبة اكثر من صبر مرافقيه الذين كانوا يستعجلونه للخروج من كماشة« الوطن» وحوار «الوطن» ..! لقد كان هذا الحوار مع سيد احمد الحسين حواراً شفافاًيشبه المرحلة،، فكانت اجابات الرجل تشبه سيد احمد الحسين نفسه مثلما كانت اسئلة «الوطن» تشبه «الوطن». أنا « أدين الناس ولا أستدين» ولم أبع فيلتي في القاهرة وأسأل السيد عن فيلته
{ سؤال : السودان الآن في مفترق طرق ، وانتم تدعون لمرحلة جديدة ، علكم تعنون بالتأكيد مرحلة ديمقراطية .. فماهي آلية الدخول في هذه المرحلة الجديدة التي بتقديرنا تشبه مرحلة ماقبل الاستقلال بفترة وجيزة؟ جواب : قد آن الاوان لكي نتجرد جميعاً من حزبيتنا الضيقة ، وان نولي اهتماماً واسعاً لوقف الحروب في السودان ، والاسلاميون الذين يحكمون ويتحكمون الان في الشمال لابد لهم ان يفكروا بصورة اوسع ، وان كانوا هم اسلاميون في الشمال وهناك مسيحيون في الجنوب ، وهذه حجار عثرة على طريق الواقع الذي نعيشه الان. { سؤال : تحدثت عن فترة ماقبل الاستقلال باشهر وجيزة ، وقد عالجت كل تناقضاتها وتعقيداتها ومشاكلها « وتمت في تلك الفترة لقاءات بين السيدين المهدي والميرغني ، فهل يوجد سيدان الآن لكي نلجأ اليهما لحل معضلات السودان الكبيرة والخطيرة الماثلة الان ؟ جواب : ان القدوة الحسنة في السودان لاتزال موجودة ، وفعلاً هناك حيرة واضحة في مجال الملاذ الابوي ، نعم هناك حاجة للسيدين ، فنحن شعب من افضل الشعوب في العالم ، ولسنا بلداً عاقراً ، ولابد من تضافر الجهود للخروج من الأزمة ، والناس الطيبون موجودون ومن الممكن ان نتحلى بروح القدوة التي حققت الاستقلال وتجردت من حزبيتها الضيقة ، واقامت وطناً رحباً كريماً نرجو ان لاتتحمل الاجيال الحالية مسؤولية اضاعته. { سؤال : اذاً ماهو المدخل لصلح وطني كبير ؟ جواب : نحن موجودون في زمن الناس الكبار فيه قد ذهبوا ، ولأن عيوننا تفتحت على قيم ومبادئ هؤلاء الكبار ، فعلينا ان نحتذي بذلك الرعيل العظيم ، وان نتخلى عن حب الذات ، وإسقاط الأنا لكي ننقذ البلد ونعمق فيه روح الدين والوطنية..! { سؤال : قلت الدين هل ترى ان الاسلام كقيم هو بخير الآن؟ جواب : الاسلام ذاق المرة ، وابرز مراراته تتجسد في حب الدنيا لدى أغلبية الناس ، ولايمكن الحديث عن خير للإسلام مع تفشي الانانية وحب الذات. { سؤال : ماهو البديل للحكومة ، وايضا ماهو البديل للمعارضة فكليهما كما يرى البعض قد اخفق ، اما اخفاق الحكومة فهو نسبي وأبرزه الواقع الذي نعيشه الان بكل تناقضاته ومشكلاته ، اما المعارضة باسمائها المختلفة « جبهة وطنية ، تجمع وطني ديمقراطي» فكلها خرجت لتعارض نميري ولم تسقطه ، فقط اسقطه الداخل الذي كان قد اسقط حكم عبود دون الخروج من السودان وهي فضيلة لم تتحل بها معارضة عصر النميري ولا معارضة عصر البشير ، وسؤالنا هو هل عاد التجمع وعادت المعارضة من الخارج بالحرية والديمقراطية ام بالمال الوفير لبعض القيادات والجماعات والعدم وانهيار العشم للآخرين؟ جواب: أنا في تقديري اجمالاً لاتوجد معارضة حقيقية على الاطلاق ، فلو كانت هناك معارضة حقيقية للانقاذ لما وصلت بنا للحالة المذرية التي نحن فيها الان. { سؤال : ماهي الآلية الممكن استخدامها للخروج من المأزق الحالي ، انتفاضة ، انقلاب ، وفاق وطني؟ جواب : نحن ليست لدينا قوالب جاهزة للخروج من المأزق ، ولكن اذا تحلينا بروح الكبارقد نغادر المأزق ونحقق المعجزة القومية الثانية في تاريخ السودان ، حيث كانت الاولى الاستقلال من داخل البرلمان ، والثانية ان تخلقنا باخلاق الكبار للخروج من المأزق الحالي ، ونحن بصراحة تحت الاحتلال فهو أسوأ من الذي كان قبل الاستقلال. { سؤال : انت عشت انقاذين .. ماهو الفرق بين الانقاذ زمان والانقاذ الآن؟ جواب : الانقاذ سابقاً « طقمة مجانين» سطت على السلطة وسرقتها ، وقبضوا على البلد وماكانوا مصدقين !! { مقاطعة : ضعفكم كان السبب كهذا يقول الناس ؟ مؤكد ان السياسة لعبة معروفة ، ولكنها كانت في زمن الأبرار عبادة، اما الان فهي خلط من الانتهازية ومصلحجية ولعبنجية ! { سؤال : في أيام الانقلاب الاول هل صدقت مقولة ان الانقلاب ليس جبهة وحسبت حساباتك على هذا الاساس ؟ جواب : من اول يوم قام مع الصباح يوم 30 يونيو 1989 م كان واضحاً لنا انهم هم الاخوان المسلمون ، والانقاذ ماكان في اي لزوم ليها ، وحتى حين اصرت أن تحكم سببت الأضرار لكل الناس. { سؤال : استاذ سيد احمد الحسين انت اتحادي مع من ، فكلمة اتحادي زمان كانت تعني إتحاد مع مصر؟ جواب : انا اتحادي مع جماهير الشعب ، والاتحاد مع مصر هو الارث التاريخي ، وانا الان اتحادي واؤمن بوحدة كل السودان ، دارفور والجنوب وشرق السودان. { سؤال : يعني انت مازلت اتحادياً مع مصر؟ جواب : انا اتحادي مع مصر وافريقيا وكل العرب. { سؤال : انتم متهمون بأنكم كأحزاب وقيادات أنكم رعيل عاقر ولم يخلف ؟ جواب : نعم هنالك فجوة كبيرة بيننا وبين الشباب ، ولكن الانقلابات العسكرية هي التي قطعت الحوار بين الاجيال فمنعت التواصل او أضعفته فالانقاذ كان لها القدح المعلى في ذلك ؟! { سؤال : الميرغني وافق على المشاركة في النظام ؟ وقع اتفاق القاهرة« وفي تقدير البعض انه شلع التجمع» وانت تعارض للمشاركة اذًا انت مع خلاف مع الميرغني والتجمع؟ جواب : نحن حزب ديمقراطي ، نختلف ونتفق ونتحاور داخل مؤسسات الحزب ، وماتسميه خلافاً هو في حقيقته نهج ديمقراطي. { سؤال : كان نظام الانقاذ في بدايته يعادي مصر ودول الخليج والغرب وامريكا ، والمعارضة ممثلة في التجمع حصدت مالاً كثيراً في اعتقاد البعض مستثمرة اخطاء الانقاذ في تلك الحقبة ، هل انت على علم بأوجه صرف تلك الاموال ، وهل كان لك فيها نصيب على الأقل لتمويل العمل الداخلي ؟ جواب : يا استاذ سيد احمد خليفة ان الفترة التي تتحدث عنها تجاوزت العشر سنوات وانا وقتها كنت سجيناً ، وعند خروجي لم أسأل عن هذه المساعدات والإعانات ، صحيح هنالك جماعة معارضون كانوا موجودين خارج السودان ، والمجتمع الدولي قدم لهم معونات كبيرة مالية وسياسية ، وانا كنت انذاك في حالة شد وجذب مع النظام ، ولم يكن لي فيها نصيب. { سؤال : ولكنك خرجت من السودان وامضيت بالخارج نحو 3 سنوات الم تطلع على الاوضاع المالية للحزب والتجمع؟ جواب : قلت لك لا علم لي بهذا الامر ، ومن غير المعقول حين خرجت ان أسألهم« شحدتوا من وين» وانا بتربيتي القائمة على قيم دينية عالية لايمكن ان اتدنى لمثل هذه الاعانات والمساعدات. { سؤال : عند توقيع اتفاقية القاهرة بين الميرغني والبشير انت كنت موجوداً ، هل تم دفع تعويضات!؟ جواب : انا لم أحضر اي اجتماع ولم اسمع به ، ولم اعرف شيئاً عن الاتفاقية وبالتالي لا اجابة لي عن هذا السؤال . { سؤال : عدد كبير من المعارضين العائدين تسلموا تعويضات هل تسلمت نصيبك !؟ جواب : انا لا ابحث عن تعويضات أو استحقاقات ، فالعمل الوطني لايعوض عليه ، وانا ربنا أكرمني ووسع في رزقي ، وانا لا أدين لأحد بشيء « والناس بسلفوا مني والحمد لله». { سؤال : هل لان لك فيلا بمصر وانت غير محتاج !؟ جواب : انا لدي فعلاً فيلا في القاهرة بحي المهندسين ولم أعرضها للبيع! { سؤال : هل باع السيد الفيلا التي تخصه لمواجهة اعباء العمل الحزبي في الفترة المقبلة !؟ جواب : اسأله هو انا لست بخليفته. { سؤال : انت ما خليفته كيف ، الست ختمياً !؟ جواب : انا براي شيخ طريقة. { سؤال : كان من الواضح ان المصريين يحرصون على الاتفاق بين الميرغني كرئيس للتجمع وبين حكومة الانقاذ ، وانت كنت ولازلت ضد اتفاق القاهرة كيف يرضى لك المصريون هذا الموقف وانت في بلادهم؟ جواب : أنا اشكر الاخوة المصريين على احترامهم لوجهة نظري وموقفي ، فحقيقة انا كنت في القاهرة ولساني طويل ، واعبر عن آرائي بحرية . { سؤال : ولكن المصريين ضغطوا للمصالحة بين السيد والانقاذ؟ جواب : لاتوجد لدي معلومة اصلاً عن هذا الموضوع والمصريون اذا ضغطوا من حقهم ان يسعوا للمصالحة ، وهي لمصلحتهم ومصلحة علاقتهم بالسودان. { ماهي حقيقة تفويضكم لفتحي شيلا؟ جواب : انا فوضت فتحي شيلا لانه كان في السودان ، حتى أكون انا على صلة بالسودان وانا مقيم في مصر. { سؤال : هل فتحي شيلا استخدم تفوضيك كما يجب ؟ جواب : لم تأتني اية مشكلة من جانبه . { سؤال: ولكن مفوضك «شيلا» مع الشراكة وانت ضدها ؟ جواب : هذا من حقه ، مثلما هو من حقي . { سؤال : انت مع السيد الميرغني في شنو وما معاهو في شنو ؟ جواب :يا استاذ سيد احمد خليفة العمل السياسي يشبه اللآمة البتعملها معاي الآن. { سؤال : ماذا عن مايو ، مقارنة بالانقاذ ؟ جواب : مايو بكل شرورها كان فيها الخير ، اما الانقاذ فلا خير فيها. مقاطعة : كيف يكون مايو فيها الخير والناس كانت تسهر في محطات البنزين والافران والاسواق جفت من البضائع والغرب جاع والفلاشا اتباعت؟ جواب : انا اعتبر ان تلك الاشياء يمكن ان تحصل في اي نظام ، ولاي ظرف من الظروف ولكن جماعة الانقاذ لم يتركوا لنا شيئاً حتى البلد قسموها ومزقوها وجوعوها بل هم مستعدون « جماعة الانقاذ» لتقسيم البلاد اكثر مما هي مقسمة من دارفور الى شرق السودان ، ان اسوأ من هذا لم يحدث من قبل على الاطلاق . { سؤال : ما المخرج ؟ جواب : الشعب السوداني قوي ومتماسك وبقوته وارادته سيفرض المخرج وسيُخرج الانقاذ مثلما دخلت.
|
|
|
|
|
|