|
|
 لا وألف لا لإعلان ولاية غرب كردفان
|
إعلان ولاية غرب كردفان في ظل الأوضاع الأقتصادية المتردية في عموم البلاد ، والأوضاع الأمنية السيئة جدا في جنوب كردفان تحتاج قراءة متأنية تستصحب معها الكثير من التفاصيل ، وبصفتي صحفي قومي وفرعيا أحد أبناء إقليم كردفان وأمينا عاما لرابطة أبناء كردفان بالخارج ومؤسسا مع إخوتي منتدى كردفان الثقفي ، فإنني أعلن قبل بداية الموضةوع أنني لست من أنصار التقسيم ولا أؤيده مطلقا وهو قرار قناعي لايقبل الجدل ، فقسمة الولاية وفصلها عن جنوب كردفان تعزز محاوف كثيرة بشأن الاستفتاء المحتوم في منطقة جبال النوبة ، وهو ذهابها إلى دولة الجنوب ما يعني أن جزء من كردفان قد ذهب .
وفي حقيقة الأمر فإن إقليم كردفان هو المتضرر الوحيد بين أقاليم البلاد من كل مشاكله السياسية والأمنية لو استثنينا النيل الأزرق التي تختلف ظروفها كولاية عن ظروف كردفان التي عانت من التهميش المتعمد منذ الاستقلال .
فبالاضافة لجنوب كردفان تبقى منطقة أبيي في خطر أيضا وهي جزء عزيز من كردفان .
فبالاضافة للفقر والجهل والتخلف وعسر العيش وانعدام البنية التحتية وغيرها من المشكلات الكبيرة جدا عانت كردفان من مختلف الصراعات ، فالحركات الدارفورية كانت تدير معاركها مع الحكومة في أجزاء من كردفان ، وقد قتل د/ خليل ابراهيم في داخلها وعانى سكان المنطقة التي قتل فيها الأمرين قبل وأثناء وبعد مقتله .
ورغم أن الولاية بمجملها هي الأكثر إنتاجا للنفط في خارطة السودان الشمالي ، ورغم أنها المصدر الأساسي للثروة الحيوانية في البلادوالمنتج الأكبر للصمغ العربي وبقية المحصولات الأساسية ، والداعم الأكبر لتنقيب الذهب إلا أنها ظلت تعطي دون أن تأخذ ، وفوق ذلك كله ظلت السياسات تحاول تمزيق ترابطها ، وترابط سكانها ، وتفرّق وحدتهم في ولايات تخدم الناحية الأمنية لا الخدماتية ، وتقسيم المجتمع الكردفاني الذي اعتاد على التآزر والتكامل لمواجهة فقر البيئة الصحراوية والجبلية مخطط مرفوض مرفوض مرفوض ، فالحركة الشعبية وجكومة الانقاذ يعبّر كلاهما عن قسم ضئيل من مجمل أبناء المنطقة ، الذين لاتعبر عنهم جهات سياسية متخالفة بقدرما تعبّر عنهم حاجتهم الماسة للتوحد ، وحاجة الاقليم لجهودهم مجتمعة في تعميره ، وأيضا حاجته لحقوقه المستحقة من ثرواته التي يذهب معظمها إما للخزينة القومية أو لجيوب الفاسدين المفسدين من الذين لايحسون بمعاناة مجتمعاته ، ولايهمهم أن يرتفع حال الاقليم أوو يتدهور .
فالسياسة أفسدت التنمية في الاقليم ، والاقليم الآن لايحتاج فصل أبنائه عن بعضهم البعض ولكن على الأقل لو لم يتم تجميعهم في بوتقة إجتماعية واحدة ، أن يتركوا لشأنهم فذلك أفضل لهم فهم قادرون على التكاتف وإعمار إقليمهم ، وهم أبناء البيئة الأقدر على تلمس مشاكلها الحقيقية ومعرفة جذورها وأسباب وكيفية علاجها .
بكل أسف وضعت السياسات أبناء كردفان في مواجهة بعضهم البعض ، فأحمد هارون وعبدالعزيز الحلو كلاهما أبناء إقليم واحد ، وكلاهما يعانيان ويعاني أهلهما من الكثير من المشكلات الإجتماعية الكبيرة التي تعم الاقليم دون تمييز ، فلماذا يوضعان لمواجهة بعضهما بعضا لولا خباثة وتعقيدات وفساد السياسة التي تفرق على عكس الانتماء للأرض الذي يجمع .
ونواصل ....
|
|
  
|
|
|
|
عبدالدين سلامه
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست