قد ضاع العمر يا وطني ولعنة الله علي الانقاذ

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-16-2024, 09:10 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الرابع للعام 2012م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
12-22-2012, 00:37 AM

عبد المنعم عبدالله
<aعبد المنعم عبدالله
تاريخ التسجيل: 11-26-2004
مجموع المشاركات: 401

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
قد ضاع العمر يا وطني ولعنة الله علي الانقاذ

    قد ضاع العمر يا وطني ولعنة الله علي الانقاذ
                  

12-22-2012, 00:50 AM

عبد المنعم عبدالله
<aعبد المنعم عبدالله
تاريخ التسجيل: 11-26-2004
مجموع المشاركات: 401

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قد ضاع العمر يا وطني ولعنة الله علي الانقاذ (Re: عبد المنعم عبدالله)

    سلام اخوتي

    صار الشعب ياكل من القمامة او الزبالة وهي الكوشة
    وعصابة الجهلة الانقاذية تؤم القوم نحو يثرب جنوب كردفان و النيل الازرق
    تبت يدا ابا لهب وتب ٠٠ يدي نافع وكل من يشاركه الجرم



    Quote: alrakoba.ne
    http://www.sudaneseonline.com/news-action-show-id-81314.htm

    إلى متى يستطيع السودان أن يحتمل أزمته الحالية؟


    12-21-2012 09:10 AM

    محجوب محمد صالح


    المشهد السياسي في السودان مرتبك ومربك في آن واحد وليس ذلك مستغربا في بلد تحاصره مشاكل سياسية وآمنية وإقتصادية بالغة التعقيد وقد انفرد بإرادته فصيل واحد من فصائل العمل السياسي على مدى ربع قرن من الزمان دون مشاركة حقيقية في السلطة والثروة ودون إسهام من أي طرف آخر في صناعة القرار وظل التعامل مع الأزمات الموروثة والمستجدة بيد مجموعة قليلة من المسيطرين على أزمة الأمور دون توسيع دائرة المشاركة حتى داخل المجموعة الحاكمة نفسها.
    لقد ظل كثير من المعلقين والمحللين يراهنون على قدرة السودان في إحداث مفاجاءات اللحظة الأخيرة والخروج من الأزمات بأقل الخسائر عندما تضيق حلقات الأزمة ولكن يبدو أن هذه القدرة قد تآكلت وانتهى عمرها الإفتراضي خاصة في مواجهة أزمة شاملة وعلى كافة المستويات ولن يعالجها إلا تغيير شامل يخاطب جذور المشاكل لا التصدى لمجرد اعراضها او مظاهرها السطحية وهذه تحتاج الى نشاط جماعى وإلى رؤية مشتركة والى تنظيم محكم وإلا فإن عقد الوطن سينفرط ولا تستطيع أي دولة أن تحتمل تبعات حروب داخلية محتدمة على مدى سنوات على أرضها وتهديدات بحروب خارجية مع دول الجوار وفقر تتسع رقعته وهوة تفصل بين عامة الشعب والقلة المتنفذة التى احتكرت الثروة والسلطة وأزمة اقتصادية تحاصر المواطن فتزيده فقرا وتضعف قدرته فى الحصول على أبسط مقومات الحياة.

    لقد استحكمت الأزمة وضاقت حلقاتها إذ يواجه النظام الحاكم الآن:

    أولاً: يواجه حروباً ساخنة في دارفور وولايتي جنوب كردفان والنيل الأزرق تستنزف موارد بلد يعاني من أزمة إقتصادية خانقة والقليل الذي يتيسر له يذهب للصرف على هذه الحروب العبثية التي تنخر في جسد الوحدة الوطنية ولن تحل مشكلة بل تزيد الصراع الداخلي وتخلق من المرارات مايسمم مستقبل الوحدة الوطنية.

    ثانياً: أفتقد السودان جزءاً عزيزاً من الوطن بإنفصال الجنوب وكان المبرر أن إنفصالاً يحقق سلاماً أفضل من وحدة تورث حرباً أهلية – لكن الأمر إنتهى إلى الإنفصال والحرب معاً ومازالت نذر الحرب بين الدولتين تلوح في الأفق نتيجة سياسات ورؤى قاصرة لن يعود إستمرارها إلا إلى المزيد من الأزمات.

    ثالثاً: الأزمة الإقتصادية الطاحنة التي تعيشها البلاد هبطت بقيمة العملة السودانية إلى أكثر من النصف وزادت من معدلات التضخم بنسبة كبيرة والقت على كاهل المواطن أعباء لاطاقة له بها وفي نفس الوقت فأن الأموال القليلة المتاحة للدولة صار أكثرها يذهب للأمن ولتمويل هذه الحرب العبثية على حساب الخدمات الضرورية وبهذا تكون الحكومة قد ألقت بكل تبعات سياساتها القاصرة على كاهل موطن لاحول له ولا قوة.

    رابعاً: النظام نفسه بات محاصراً من داخل صفوفه ومن خارجها فهو خارجيا يواجه خلافات مستعرة مع الجنوب رغم توقيع اتفاقات عديدة كان من شأنها أن تخلق واقعاً جديداً وعلاقات أكثر إستقرار مع دولة تربطنا بها أطول حدودنا الخارجية لكن المناورات قصيرة الآجل مازالت حتى الآن تجهض مشروع التعايش السلمي وتجعل التهديد بالعودة لمربع الحرب قائما – وثمة بؤر صراع معقدة مثل أبيي مازالت تستعصي على الحل وتلوح في أفقها بوادر الحرب – وهذه القضايا أدت إلي زيادة حدة المواجهة للحكومة مع المجتمع الدولي وقرارات صادرة من مجلس الأمن أخرها القرار 2046 الذي (دوّل) القضية باكملها وفق مقترح أفريقي يحظي بتأييد دول المنطقة. وكأنما المهددات الخارجية وحدها لاتكفي فإن الصراع الداخلي قد بلغ ذروته – وقد ظل هذا النظام منذ نشأته يواجه صراعاً سياسياً مع القوى السياسية الداخلية ظل تعالجه المناورات قصيرة المدى كما يواجه حركات مسلحة توسعت الآن بدخول ولايتين – النيل الأزرق وجنوب كردفان –حلبة الصراع المسلح رغم أن حل أزمتها سلمياً كان متاحاً عبر إتفاقية توصل إليها النظام نفسه ثم تنكر لها ورفضها مفضلاً عليها المغامرة العسكرية التي دفعنا ومازلنا ندفع ثمنها الغالي والأسوأ من هذا أنها ستخلف مرارات تسمم أجواء المستقبل.

    خامساً: وتكتمل حلقة الأزمات بهذا الصراع المحتدم داخل صفوف النظام نفسه وهو صراع يواجه النظام بأكبر وأخطر تحدياته الداخلية – وقد عبر هذا الصراع عن نفسه سياسياً في مؤتمر الحركة الإسلامية رغم الحصار الذي تعرض له مؤتمر الحركة – لكنه عاد وعبر عن نفسه عسكرياً عبر محاولتين إنقلابيتين خلال الشهور القليلة الفائتة- الأولى تم معالجتها والتكتم عليها بحسب رواية دكتور نافع والثانية انفجرت جهراً بإعلان رسمي من الحكومة ومازال التحقيق حولها دائراً ومازالت التسريبات تشير إلى تعاطف جهات عسكرية أخرى مع معتقلي تلك المحاولة.

    هذا الوضع وبهذه الدرجة من الاحتقان لايمكن أن يستمر ولابد من حدوث تغيير ولا يستطيع أحد أن يتكهن بالشكل الذي سيتخذه ذلك التغيير لأن المشهد مفتوح على كافة الاحتمالات بما في ذلك أن تاخذ الجماعة الحاكمة نفسها زمام المبادرة بإحداث تغيير (محسوب ومبرمج) إذا ما اقتنعت بأن الحصار قد بلغ مداه لكن الشئ المؤكد هو أن عناصر هذه المعادلة باتت كثيرة ومتشعبة والاحتمالات مفتوحة وأن الاحتقان الداخلي قد بلغ مداه ولايمكن أن يستمر لأكثر مما استمر.

    [email protected]
    العرب
                  

12-22-2012, 01:10 AM

عبد المنعم عبدالله
<aعبد المنعم عبدالله
تاريخ التسجيل: 11-26-2004
مجموع المشاركات: 401

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قد ضاع العمر يا وطني ولعنة الله علي الانقاذ (Re: عبد المنعم عبدالله)

    سيادة العقيد ركن
    العقيد الركن مصطفي التاي
    وكان هذا الخائب قوش الذي الهب ظهور الرجال صياتا
    كان الخائب نافع علي نافع قبله علي سدة رئاسة الجهاز
    وقد سقط في المستنقع الاخلاقي قبله
    واتمني ان اسمع بيه في لائحة لاهاي
    فهو يستحق مع هارون

    Quote:
    العقيد الركن معاش مصطفي التاي: : قلبك مات يا قوش يوم ان اصليت ظهر المناضلين سعيرا

    رسالتي الثانية إلى صلاح قوش
    12-21-2012 01:09 AM
    رسالتي الثانية إلى صلاح قوش -

    قلبك مات يا قوش يوم ان اصليت ظهر المناضلين سعيرا



    جاء في كتاب البر والصلة والآداب للإمام مسلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن الله يعذب الذين يعذبون الناس في الأرض.

    وقال الفاروق رضى الله عنه: ليس الإنسان بأمين على نفسه إذا جوعته أو ضربته أو وثقته.
    وقال الشهيد عمر المختار- ان الظلم يجعل من المظلوم بطلا وأما الجريمة فلا بد أن يرتجف قلب صاحبها مهما حاول التظاهر بالكبرياء.

    هالني التعاطف الكبير الذي وجدته رسالتي الأولى للسيد صلاح عبدالله قوش والتي نشرها أكثر من موقع إلكتروني. وهالني كذلك كم الرسائل التي تلقيتها في إيميلي، والمكالمات التلفونية التي استقبلتها من داخل مكان إقامتي وخارجها. وللحقيقة فقد أحسست أن هذه المواساة قد أنستني بعض الغبن تجاه تلك الأيام الكالحة التي عشناها في بيوت الاشباح. وأكدت لي أيضا أن مجتمعنا ما يزال بخير رغم محاولة أهل النظام تشتيت جهوده، وضرب وحدته، ونسيجه الاجتماعي.

    لقد عبر الكثيرون بمختلف مشاربهم السياسية والثقافية في الانترنت عن تقديرهم لوقفتنا ضد التعذيب الذي لم أنال منه وحدي سياطه التي تلهب الجسد، وإنما كان قد ناله كذلك الآلاف من شرفاء بلادي الذين صمدوا لآلات التعذيب الصدئة التي اغتالت العديد من الذين قالوا لا في وجه الاستبداد. ولقد أحسست أن الذين عبروا عن ضيمهم قد أذاقهم أيضا النظام هجران البلد أو الإبعاد من الوظيفة، أو جعلهم يعيشون على هامش الحياة. وهاهنا هم مقموعون لا يستحقون حرية التعبير، أو التجمع، أو الإسهام في تنمية وتقدم الوطن. وهناك الملايين من بنى جلدتنا والذين هربوا بأطفالهم، تاركين الزرع والضرع وراء ظهورهم، وسكنوا معسكرات النزوح ينتظرون المنظمات الانسانية لتطعمهم من جوع، وتأمنهم من خوف. إنهم في معسكراتهم لا يطمعون في مستقبل أفضل، ولم يرغبوا أن يكونوا طالبي سلطة أو ثروة، أو وظيفة، أو الحد الادنى من الخدمات. وهناك الطلاب الذين يقتلون بدم بارد كل صباح ليس لجريمة اقترفوها، أو سياسة مارسوها، فقط لأنهم طالبوا بحقهم في أن يواصلوا تعليمهم. وهكذا ما كان لهم إلا أن يعبروا عن ذلك بطريقة حضارية. ولعل زملاء قوش يدركون تمام الإدراك أنه قبل الإنقاذ كان محرما على الأجهزة الأمنية، نظامية كانت أم رباطة دخول الحرم الجامعي. وكلنا نذكر أنه عندما دخلت الشرطة الحرم الجامعي في ستينات القرن الماضي كانت ثورة اكتوبر. فهل يكرر التاريخ هذه الأيام نفسه؟

    إن من تعاطفوا مع قضيتي سودانيون وسودانيات بمختلف أجيالهم عانوا الحرمان من الوظيفة التي دفعت البلاد الملايين من الدولارات ليتأهلوا لها، وآخرون هجروا مناطقهم بسبب سوء الأحوال وفقدان الخدمات الاساسية. ولعلهم كلهم آبائي وأخواني وأخواتي وأبنائي وبناتي الذين كان لهم نصيب من الألم كما ناله الذين دخلوا بيوت الاشباح.

    إن المواساة التي غمرتني بعد نشر رسالتي لقوش جعلتني أحس أن معظم السودانيين تساوى عندهم الغبن وتعالى بسبب سياسات النظام التي يتكامل فيها عذاب بيوت الاشباح مع أي درجة من درجات الظلم التي اقترفها قوش وزملاؤه، سواء في الأجهزة الأمنية أو المؤسسات التابعة لهم. وقناعتي أن وظيفة الذين يعذبون في بيوت الأشباح كانت درجة من درجات الوظائف التي تتضامن لحماية النظام. ولعل سكوت كل الذين كانوا في دوائر النظام وغضهم الطرف عن وجود حقيقة بيوت الأشباح ما هو إلا اعتراف ضمني بأن دور بيوت الأشباح مثل دور وزارة الخارجية إن لم يكن مثل دور التلفزيون الذي سعى إلى إدانتنا وتلطيخ سمعتنا عبر تلك الحلقة التلفزيونية التي عرضتنا كمجرمين قبل أن تبدأ إجراءات المحاكمة.

    كل هذا الفيض من المشاعر الإنسانية نحوي هو ما شجعني على أن اتبع رسالتي الأولى بثانية وسأتبعها بإذن الله بنشر تفاصيل كل ما واجهته وشاهدته داخل معتقلات الإنقاذ وسجونها. وسأورد أسماء زبانية التعذيب حقيقية كانت ام مستعارة. وذلك لكي يعرف الذين ولدوا وشبوا في عهد الإنقاذ حجم وبشاعة الجرائم التي ترتكب في الخفاء بعيدا عن الأعين، وأيضا عسى أن يسمعنا كبارهم الذين رفضوا الاستماع لنا وربما ليصدقنا الذين استمعوا لنا وكانوا من المكذبين.

    إنني اقول لقوش إنه قد تحدثت كل وسائل الإعلام عن نقلك من مستشفيي إلي آخر. لا بد أنهم نقلوك بأفخر عربات نقل المرضي (الإسعاف)أو إحدى الطائرات المروحية. ذلك خوفا علي قلبك الذي ربما لا يتحمل هزات مطبات الشوارع التي قيل إن الملايين قد صرفت لإنشائها. ولكن عند أول زخة من مطر انكشفت عوراتها كأنما هي تقول إن ما صرف عليها هي بضعة ملاليم.
    بالضرورة قد اختاروا لك بعناية فائقة فريقا طبيا لمرافقتك. وعند وصولك المستشفى الخاص جدا وجدت، دون شك، أنهم قد أعلنوا حالة الطوارئ ثم استدعوا أمهر الأطباء من مختلف التخصصات. بل وربما قاموا بإخلاء نزلاء غرف المرضي الذين يجاورون الجناح المخصص لما يسمي بالشخصيات الاعتبارية.

    وبالطبع تم تأجيل كل العمليات الجراحية حتي يتفرغ الجميع للعناية بقلبك المريض، والذي ربما بدا يستيقظ بعد أن كان يغط في ثبات عميق. ولا بد أن محمد أحمد و فاطمة السمحة هم من قد تكفل بدفع كل تلك التكلفة العالية. ولكن لا أظنك قد سمعت بذلك الطفل الذي توفي بين يدي والديه، وهما علي قارعة الطريق ينتظرون من يساعد في إيصالهم إلى أقرب مستشفى.
    ذلك لأن الوالدين، ببساطة، ليس لديهما ثمن تذكرة البص أو الحافلة. هل تعلم أن تكلفة علاج مريض القلب تمكن من إنقاذ حياة مثل هذا الطفل ومئات الأطفال، أو إيقاف سريان الحمي الصفراء والتي بدأت تنتشر في غربنا الحبيب. ولكن عدالة دولة التمكين علمتنا أن تأخذ من فقرائها لتصرف علي أثريائها. أما دول (الفجور والاستكبار) كما تسمونها فيتم فيها علاج الفقراء مجانا وتتواصل العناية الطبية بهم حتي وهم في السرير الأبيض في مساكنهم. والأثرياء منهم يدفعون كل تكلفة علاجهم وحتي مكان وقوف عرباتهم في المستشفيات.

    هل تذكر كم من الذين كانوا في معتقلاتكم وهم في أمس الحاجة للعلاج ولم يسمح لهم به؟ وهل تذكر عندما كويتم أجسادنا حرقا وسلختم ظهورنا جلدا بالسياط، عنجا كانت ام خراطيم مياه او فروع اشجار بشوكها. وبدلاً من إرسال طبيب يحمل بلسما أرسلتم من يحمل ملحا ليعمل به دعكا على جروحنا والبهجة تشع بين عينيك يا قوش كلما رأيتنا نتألم؟.

    دعك منا، لأننا لا نود أن تتحول القضية إلي شخصية. ولكن هل تذكر المناضل الشهيد علي الماحي السخي والذي كان يتقيأ ما يأكله في الوقت الذي كانت إحدى بناته تقف بالساعات أمام بوابات جهازكم وتتوسل إليكم ليس لحمل والدها إلى المستشفى أو إدخال طبيب له ناهيك عن زيارته لأنها تعرف أن مثل هذه الطلبات عندكم تعتبر من المحرمات كالخمر والميسر والأزلام؟. فقط كانت ابنة الشهيد تطلب منكم استلام ما أحضرته من أدوية كانت تعلم أن والدها محتاج لأن تصله في مكان اعتقاله والذي كان علي بعد خطوات من مكان تواجدها.

    أما بلغك أنهم عندما يطول انتظار ابنة علي الماحى يطلبون منها الحضور في اليوم التالي حتي يتحصلون علي تصديق بذلك وتمر الأيام والتصديق يخلف الميعاد كأنما يستصدره البرلمان ولا بد من مروره بقراءة أولي وثانية وربما ثالثة وبينهم فترات ينفض فيها السامر لأن السيد نقطة نظام أشار إلى غياب بعض النواب ونوم أغلب الحضور؟.

    بالله عليك ماذا يضيركم لو فقط استلمتم منها الدواء وتم وعدها بتسليمه إلى والدها مع أنها تعلم تماماً مثلنا ومثل الآخرين أن لا وعود لكم صدقت أو عهود أوفيت. لقد أجبرتم الفتاة آنذاك أن تعود أدراجها برغم حملها بين جنباتها بارقة أمل في شفاء والدها؟ ولكنكم نيتكم المبيتة كانت تهدف إلى مضاعفة عذاب الأسرة وزيادة قلقها علي صحته. وحقيقة أن علي الماحى ما كان متورطا في محاولة انقلابية أو تخريبية وإنما متهما بالشيوعية التي عاديتم البلدان التي تطبقها منذ أول عهد وصولكم إلى السلطة. وكلنا نتذكر أنكم كنتم تنشدون: أمريكا - روسيا قد دنا عذابها. ولقد انتظر الناس طويلا ليشهدوا هذا العذاب. ولكن النشيد تحول إلى (أمريكا - روسيا مرحبتين حبابها)!

    لقد تخليتم عن ذلك النشيد الشعار. وفي أقل من عقد أصبحنا نري أبناء وأحفاد ماوتسي تونج بطول البلاد وعرضها يجوبونها عاملين في مجال البترول والإنشاءات الهندسية. وحتي نسائهم اللائي يجبن الطرقات يبعن دهان الفكس وهن يلبسن ما يبدي زينتهن وكان محرما علي(قدقدو) ورفاقه التعرض لهن. وهؤلاء (الملحدون الكفرة) كما كنتم تصفونهم أصبحوا بين عشية وضحاها هم من تلجأون إليهم طلبا للحماية كلما اشتدت عليكم الضغوط في المحافل الدولية وداخليا خرج قادتهم من مخابئهم وسمحتم لهم بممارسة نشاطهم وحضرتم مؤتمرهم والذي انعقد بأكبر القاعات الحكومية وقمتم بتأمينه وحمايته بجندكم وخيلكم وشيعتم موتاهم وقرأتم لهم أم الكتاب والصمدية احدي عشرة مرة ولم تقرأوا الكافرون كما تقول الطرفة.
    .
    أخي صلاح:

    أقولها لك بكل صراحة وقناعة إن قلبك ليس له علاج، فهل سمعت بميت عاد إلى الحياة؟. إن قلبك بالنسبة لي مات يوم أن قمت أنت وحسن ضحوي المدير الصوري للجهاز بتلفيق التهم ضدي وأنتم تعرفون أنني برئ منها براءة الذئب من دم ابن يعقوب. وبسبب مكركما تعرضت للتشريد والتعذيب ودخول بيوت الاشباح وسجون مدني وكوبر دون ذنب سوي أنكم كنتم تبحثون عن ضحية تضخمون بها قضيتكم الخاسرة. والحمد لله فأنا الآن أقف شامخا مرفوع الهامة يمكنني التجوال في أي مكان علي سطح الكرة الأرضية ورأسي مرفوع إلي عنان السماء. ولست مطاردا، ولا خائفا، ولا ملعونا، ولا تنتابني الكوابيس ليلا.
    إن قلبك مات يوم اعتقلتم شيخ المناضلين الحاج مضوي محمد احمد وكان قد بلغ السادسة والسبعين من العمر- من أشرف وأطهر وأنبل من عرفناهم من السياسيين (رحمة الله عليه) لم ترحموا شيخوخته ولم تكتفوا باعتقاله ووضعه في زنزانة انفرادية لوحده بل وضعتم له في أعلي سقف الزنزانة جهازا يصدر أصواتا مزعجة وإضاءة ملونة تدور أشعتها مثل تلك التي في نوادي (الديسكو) وتبدأون في تشغيل الجهاز طوال الليل. ولقد ظننتم بفعلكم هذا أنكم حرمتموه من أن يغفو ولو قليلا ولقد هدفتم إلى حرمانه من التهجد وقيام الليل وأنتم مبعوثو العناية الإلهية لتمكين شرع الله في الأرض.
    أردتم للشيخ مضوي أن يخرج أصما لا يبصر ولكنه خرج وهو أقوي من ذي قبل. إن قلبك مات يوم أن رأى بعض المعتقلين في بيت الأشباح العميد كامليو اودينقو وهو ماشيا على قدميه وتم إدخاله الزنزانة رقم 13 وشاهدوه بعد أيام معدودة وهو يخرج منها ولكن على آلة حدباء محمول.

    مات قلبك يوم أن مات عبد المنعم سليمان وهو أسير لديكم ولم يتم إسعافه لأن قوانينكم تمنع فتح أبواب سجونكم كلما جن الليل وحتي يتبين الخيط الأبيض من الأسود. مات قلبك يوم أن دخل المحامي عبد الباقي الريح معتقلاتكم برجليه الاثنتين وخرج ينقص رجلا.

    نعم فقد مات قلبك يوم أن اعتقلتم ميرغني عبد الرحمن سليمان وزير التجارة الأسبق وهو يلبس جلبابه النظيف وعمامته الناصعة البياض. وأمرتم بحبسه في غرفة كانت تستخدم كمخزن ليس لديها شباك وغير مضاءة وفرشتم أرضيتها بطبقة من الفحم لظنكم أنكم بذلك تهينون الرجل وتهدرون كرامته. مات قلبك يوم أن وعدتم الحسن احمد صالح بأخذه لعلاج عينه والتي تضررت من التعذيب ولكن بشرط أن تأخذونه قبل ذلك للاعتراف بما دونتموه بمحاضر التحقيق الخاصة بكم ولكنه أمام القاضي أخلف وعده معكم وأنكر كل الاتهامات التي وجهت له. وبدلا من أن يؤخذ لتلقي العلاج فإذا بكم تربطونه من يديه وتقومون بسحبه علي الأرض.

    مات قلبك يوم أن قد أدمعت أعين الكثيرين من المعتقلين وهم يشاهدون الطفل صاندى ابن الاربعة عشر ربيعا من أبناء جنوب السودان يتم إدخاله بيت الاشباح وهو مبتور الساق. وكان صامتا لا يحادث أحدا وربما كان يسترق النظر من وقت لآخر لساقه المبتورة بأسى شديد، والله وحده يعلم ما يجيش بصدره لحظتها- وهذه بعض الأمثلة فقط. وهنالك آلاف القصص التي يشيب لها رأس الوليد.

    لقد انفض الآن من حولك الكثيرون.
    وقد قال بطل مسرحية غرفة بلا نوافذ ( إن الإنسان يموت مرتين الأولي عندما يتوفاه الله والثانية عندما ينساه الأحباب ) فهل أنت مستعد للميتتين؟
    الثانية بينك وبين أحبابك إن كان لك احباب. أما الأولي وهى مصير كل ابن انثى وان طالت سلامته-فما بعدها لا يعلمه إلا الله.
    فقط تذكر أن أيادينا وأيدي غيرنا مرفوعة إلي السماء منذ أكثر من عشرين عاما وستظل إلي آخر يوم في حياتنا ومن بعدنا أيادي أبنائنا وأحفادنا وأحفادهم بإذن الواحد الأحد وإلي أن يرث الله الأرض وما عليها.
    أخي صلاح
    ختاما اقول لك واشهد الله على صدق قولي إنه بالرغم مما أحمله في دواخلي نحوك منذ عقدين من الزمان إلا أن الألم ما يزال يعتصر قلبي. وأنا أكتب هذه الرسائل لأنني أحس بوقعها المرير على أسرتك وأهلك المصدقين منهم والمكذبين وهم لا ذنب لهم سوى أنك أنت واحد منهم. ولكنى أقول لهم إنني وغيرى من ضحاياك أيضا لنا أسر و أهل وكلهم من المصدقين.



    العقيد الركن مصطفي التاي
                  

12-22-2012, 11:47 AM

أحمد الشايقي
<aأحمد الشايقي
تاريخ التسجيل: 08-08-2004
مجموع المشاركات: 14611

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قد ضاع العمر يا وطني ولعنة الله علي الانقاذ (Re: عبد المنعم عبدالله)


    الظلم ظلمات يوم القيامة

    وقد أهدرت ممارسات التعذيب في بيوت أشباح النظام كل خطابه المتمسح بالإيمانيات والأخلاق

    فاعتبروا يا أولي الأبصـار,

    أحمد الشايقي
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de