|
|
 Re: هل يكفي أن نصفه بالعاق ؟ ... (Re: منتصرمحمد زكى)
|
إلى أين يذهب المجتمع السوداني؟..د. هاشم حسين بابكر
على غير ما عهدتم قرائي الكرام، سأكتب لكم اليوم عن أمر غير سياسي، أمر إنساني لم أصدق نفسي عندما علمته وسألت نفسي هل يحدث هذا في السودان؟ وما سمعته هز قلبي هزة عنيفة، لذا قررت أن أكتب لك اليوم عن موضوع إنساني وقد تجاهلنا هذه المواضيع المهمة، فما سمعته لم أستطع إلا أن أعبر عنه بالدموع والسهر وخلت نفسي أنني من ارتكب ذلك الجرم الشنيع. إننا نعيش عصراً قميئاً نزعت منه الرحمة في قلوب البشر حتى طال شره أقرب المقربين الينا: الأم!
الأم ذلك الملاك الذي صوره المولى عز وجل في هيئة إنسان يشع رحمة وحنانا، فلذة كبدها في نظرها هو ذلك الطفل الذي حملته وهناً على وهن وأرضعته مهما بلغ من العمر. ورحمة وحنان الأم يتبعان الابن كظله، ولا يفارقانه أبدا!! فالأبناء يمكن أن يكونوا عملاً صالحاً أو صدقة جارية لوالديهم وهذه منّة من المولى عز وجل للوالدين حتى بعد مماتهم لا ينقطع أجرهم بفضل ما تركوا من أبناء بررة..!!
سأقص عليكم نبأ ذلك الابن العاق الذي حمل أمه إلى دار العجزة ليتخلص منها، ومختصر القصة أن قريبة لي كانت وما زالت تداوم زيارة بيت العجزة تقدم لهم ما تيسر من مساعدة وظلت على هذه الحال تداوم أسبوعيًا وإلى اليوم وجزاها الله خيراً وأجراً!! لم تصدق ما رأته وسمعته، تصوروا أُما تستجدي ابنها كي يرجعها إلى المنزل وتحلف بكل مقدس لديها أنها لن تكرر ما قالت!! ترى ماذا قالت حتى يتم عقابها بهذه القسوة والغلظة وهل يعاقب الوالد على أي كلمة صدرت منه؟! إن الوالد محق كل الحق حتى ولو أخطأ!! لم تجد توسلات المرأة المكلومة نفعاً لدى ابنها العاق الذي عصى الأمر الإلهي وبالوالدين إحسانا وكلما زاد توسل الأم ازداد الابن العاق قسوة وغلظة، مع ابتسامات زوجته حمالة الحطب!! تركاها في دار العجزة دون أن يطرف لهما جفن، بينما سالت دموع قريبتي التي لا تمت لها بصلة ولا تعرفها بل كانت تلك اللحظات هي الأولى والأخيرة التي رأت فيها تلك الأم المكلومة!
والآن أعزائي القراء انتبهوا جيداً وأصمدوا لتقبل الصدمة العنيفة واحبسوا دموعكم وخذوا العبرة.. لم تمض ساعات قليلة من تلك الأمسية الكالحة حتى فارقت الأم الحياة، قتلها الغُبن!!
لم ترض الأم المبيت والبقاء في دار العجزة وارغمها ابنها على ذلك، ولكن الله تعالى من فوق سماوات سبع استضافها إليه وهنيئاً لها ضيافة أكرم الأكرمين!!
ما قولكم فيمن يطرده ابنه فيستضيفه رب العالمين، كانت الأم المكلومة مغبونة من ابنها الذي طردها فتولاها رب العزة برحمته واستضافها وأجارها في مصيبتها وأبدلها خيراً منها!! لا أدري من قام بمراسم دفن تلك الأم المكلومة، لعل المولى عز وجل سخر قوماً كراماً لتجهيز جنازتها حتى يستقبلها طاهرة نقية وقد وضع الجنة تحت أقدامها كما قال أصدق القائلين رسول الإنسانية عليه أفضل السلاة وأجمل التسليم!!
ودعوتي ودعواتكم جميعاً لهذه الأم اللهم إن ابنها حرمها بيت الدنيا الزائلة فابني لها بيتاً في الجنة وأقول لذلك الابن الذي اختار لنفسه سوء الخاتمة إنك ستشرب من ذات الكأس يوماً ما في هذه الدنيا والآخرة أدهى وأمر!!
آباؤكم وأمهاتكم في حدقات عيونكم بروهما يبركم الله وقولوا لهما قولاً لينًا وادعوا لهما وقل ربي أرحمهما كما ربياني صغيراً، ورحمة الوالدين جزء من رحمة الله..
وقصة أخرى تستوجب الوقوف عندها طويلاً وهي بمثابة درس وعظة لكل أسرة مسلمة فقد خرجت الابنة من منزلها بعد أن ذكرت لواليدها خط سيرها وقد وافقاها على ذلك، والأسرة من الأسر المحافظة والتي يشهد لها أهل الحي بالصلاح والتقوى، ولم تبدر من الابنة بادرة سوء فالوالدين يحفظان القرآن كما أخذت الأم على عاتقها تعليم نساء الحي!! اتضح أن الابنة كانت تخطط للهروب مع شاب من غير دينها، وحتى تستطيع الزواج منه ارتدت عن دين الحق واعتنقت دينه وغادرت البلاد..!! هذ ظاهرة يجب أن تدرس وبصورة مكثفة وأعتقد أن وزارة الرعاية الاجتماعية بقيادة السيدة الفاضلة أميرة الفاضل جديرة بمثل هذا العمل الجليل، فظاهرة ارتداد الطلاب الجامعيين قد بدأت تطفو على السطح وهذا يسبب انهياراً في الأخلاق والمجتمع من بعد..!!
أقول للأسرة الكريمة ما قاله المولى عز وجل لنوح عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام أنه عمل غير صالح وليجرهما الله في مصيبتهم ويبدلهم خيراً منها..!! وواجب الدولة أن تعمل على وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم في معنى الحديث (تركت فيكم ما أن تمسكتم به لن تضلوا من بعده أبدًا كتاب الله وسنتي)!! صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم
| |
 
|
|
|
|
منتصرمحمد زكى
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست