سماحة الإمام الصادق المهدي: السودان إلى أين؟

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-18-2024, 07:27 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الرابع للعام 2012م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
12-08-2012, 00:34 AM

Dr Salah Al Bander
<aDr Salah Al Bander
تاريخ التسجيل: 11-17-2006
مجموع المشاركات: 3070

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
سماحة الإمام الصادق المهدي: السودان إلى أين؟


    قدم سماحة الإمام الصادق المهدي هذه المداخلة...
    يوم الأربعاء 5 ديسمبر 2012...
    دار حزب الأمة القومي...
    ننشرها هنا للتوثيق وتعميم الفائدة....


    الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه ومن والاه
    أخواني وأخواتي، أبنائي وبناتي
    السلام عليكم ورحمة الله،
    أنا مشتاق لرؤياكم والحديث إليكم والاستماع لكم خصوصا نحن في ظرفٍ حرج بالنسبة لمستقبل بلادنا.
    السؤال الأول لماذا غبت هذه المدة: ثلاثة أسابيع عن الوطن؟
    وهو سؤال مشروع ولكن عندما أشرح لماذا تخلفت يعرف السبب واعتقد يبطل العجب.
    بعض الناس قالوا إن هذه الزيارة كانت جزءا من عملية تغطية وطبعا:
    إذا ساءَ فِعْلُ المرْءِ ساءَتْ ظُنُونُه وَصَدَقَ مَا يَعتَادُهُ من تَوَهُّم!
    هذه الرحلة فيها جزء متعلق بمحاضرة مهمة جداً طلبها اتحاد طلاب جامعة أوكسفرد لأنهم محتارون كلهم، وهم شباب يتطلع للمستقبل، حول موضوع مهم يتعلق بمستقبل الإنسانية وهي حوار الأديان والحضارات،
    يريدون شخصا مثلي أن يحدثهم ما هو مستقبل هذه المسألة لأن العقلاء كلهم الآن في العالم صاروا يدركون إذا لم توجد حوكمة عالمية ذات أهداف مشتركة فإن هذا العالم سيذهب كله للهاوية: البيئة، والاقتصاد،
    وأسلحة الدمار الشامل، والصحة، كل هذه الأمور تحتاج لحوكمة عالمية وإلا فإن هذا الكوكب سوف يدمر نفسه بنفسه، فأنا عندي أطروحة عرضتها وصارت الآن في رأيي تشد كثيراً من الأنظار والأفكار،
    وهي أن مسالة حوار الحضارات وحوار الأديان لن تؤدي للمطلوب منها، وما ينبغي أن يحدث هو أن الأديان والحضارات عليها أن تجري بها إصلاحات لتقبل منظومة حقوق الإنسان،
    فإن قبلتها فإن هذا سوف يكون مصدر اتفاق على حد معين ومن هذا المنظور وبهذا الاتفاق يمكن التخطيط لحوكمة عالمية تنطلق من احترام حقوق الإنسان. كثير من الحاضرين
    استحسنوا هذه الفكرة ورأوا من الأفضل أن نعالج مشكلة مستقبل هذا الكوكب المظلم جدا اذا لم يتفق على حوكمة عالمية تنطلق من مفاهيم موحدة.
    المحاضرة الثانية كانت أمام مركز يسمى مركز السودانيين بجامعة أوكسفرد، ومفادها أن السودانيْن اما يتعاونا او ينتحرا انتحارا متبادلا.
    قلت فيها لو نظرنا لمكونات العلاقة بين الشمال والجنوب لكانت فكرة الوحدة راجحة،
    ولكن سياسات خاطئة اتبعت جعلت الانفصال راجحاً، والآن بين السلام والحرب فإن الراجح لمصلحة البلدين والشعبين هو السلام ولكن السياسات الخاطئة سوف تقود
    للحرب ولذلك اذا لم نغيرها خصوصا نحن في السودان لأننا نمثل الاخ الاكبر في هذا الإطار فالحرب قائمة، ولا مجال لتجنب هذه الحرب الا بنظام جديد يغير هذا النظام وسياسياته،
    هذا كان محتوى المحاضرة الثانية. وقد حضر هذه المحاضرة كثيرون من وزارة الخارجية البريطانية، ومنظمات المجتمع المدني البريطانية، وأخواننا الجنوبيين، وأبناؤنا من دارفور،
    وكل السودانيين وكذلك البريطانيين المشغولين بالهم السوداني.
    المحاضرة الثالثة كانت بدعوة من اخوتنا الارتيريين يستعينون بأفكار أخوانهم من السودانيين وغير السودانيين للحديث حول مصير العلاقة بين ارتيريا واثيوبيا.
    كثيرون يعتقدون أننا في هذه الحالات كأننا تلك الراسبة "وشايلة كراسها تصحح" ولكن الحقيقة أن كل هذه الكراسات في امتحان نحن جزء منهم.
    ولكن للأسف الشديد هنالك ناس لا ينظرون لقضاياهم إلا في إطار ضيق - بين الكلاكلة وودنوباوي- والحقيقة غير ذلك ولا بد من النظر في إطار أوسع.
    فكان كلامنا لهم تشخيصا وتحليلا للعداوة بين أثيوبيا واريتريا وكلام عن أنه لازم نطوي غبن وجرح الماضي وأن المصلحة في التعايش والتعاون بينهما
    ونحن في السودان مصلحتنا في الاستقرار والتعايش بينهما وأنه نحن كلنا محتاجين لنظرة جديدة في مسألة حوض النيل لأن قضية حوض النيل
    كما قلت في كتاب مياه النيل هي إما الوعد أو الوعيد اما أن نتفق فنسعد جميعا او نختلف فنشقى جميعا.
    حينما جئنا للقاهرة كان ذلك من أجل اتصال لمدة يوم ثم ناتي للخرطوم، أي كان يفترض أن نعود قبل اسبوعين.
    والحقيقة وجدنا الموقف في مصر لا يمكن مغادرته. لماذا؟ نحن من أكثر الناس اهتماما ومتابعة لثورات الربيع العربي ومن أكثر الناس اهتماما بما يحدث الربيع العربي من تحول ديمقراطي،
    ومن أكثر الناس رغبة في أن نجاح الربيع العربي يصبح قاطرة ليخرج المنطقة كلها من ظلمات الاستبداد إلى نور الديمقراطية.
    هذا إناء قد وضعناه فوق النار منذ زمن ونريده أن ينضج "حلة شادنها"
    وليس مسألة جاءتنا صدفة، وكذلك عندنا "حلة" ثانية نريد للتوجه الديمقراطي أن يكون بمرجعية إسلامية ليحيي الاسلام ليس في إطار قهر الناس وظلمهم،
    ولكن في إطار كرامة الإنسان والحرية والعدالة والسلام والمساواة، هذا هو ه الإسلام كل شيء غير ذلك تلاعب، ولذلك كنا حريصين جدا على هذه "الحلة" أيضا،
    وكنا نعتقد هاتين "الحلتين" يمكن أن يصيران قاطرة يجران الظلام الذي عندنا للنور إن شاء الله هذه هي الفكرة. لذلك بقينا هناك لنعمل في ذلك لنرى إمكانية الوصول لذلك،
    والمدهش والمحزن ان الطرفين في النزاع في مصر ممكن أن يتكلموا معنا وليس مع بعض وهذا يحملنا مسئولية خاصة، منهم من يتكلم معنا لأننا ضمن الثوب الاسلامي،
    ومن يتكلم معنا على اننا ضمن الثوب الديمقراطي ولكن هذان الثوبان صارا بالنسبة لهما كأنما متناقضين، ولذلك نحن حرصنا على السعي لوقف الفتنة في مصر،
    ولأنه في الحقيقة مصر لديها دور كبير جدا في المنطقة، صحيح نحن في حزب الأمة كنا من أكثر الناس صرفا "محاحاة" لمصر من السودان لأن الذهنية الخديوية كانت تقول بالسيادة المصرية على السودان،
    ولذلك وقفنا ليس ضد مصر ولكن ضد السيادة المصرية على السودان، ولغاية ما تحققت السيادة للسودان، والآن نحن صرنا في مرحلة نحن ومصر لدينا مصالح مشتركة ومصائر مشتركة،
    ليس فقط مع مصر بل وجنوب السودان والقرن الأفريقي ولا بد أن نخرج من إطار (ودنوباوي- الكلاكلة) إلى علاقة أوسع عربية وأفريقية. على كل حال في هذه النقطة بالذات لم ننجح كثيرا،
    صحيح استطعنا أن نحول دون فتنة كانت ستكون يوم السبت الماضي حيث كان مقررا أن جحافل الأخوان ستمشي لميدان التحرير الذي كان الآخرون معتصمون فيه،
    وهذا كان سيؤدي إلى مذبحة كبيرة فوجهنا نداءأَ قوياً جدا استجيب لهذا النداء وحولوا مكان هذا التحرك. وعلى كل حال نحن لن ندع هذه القضية،
    ليس بالنسبة لمصر وحدها كل هذه البلدان مصر واليمن وليبيا وتونس كل هذه البلدان للأسف الشديد بعد القضاء
    على الطغاة وجدوا أنفسهم في حيرة في إقامة البديل بما يحافظ على الديمقراطية ويحافظ على أهدافهم المختلفة.
    في رأيي المشكلة ليست كبيرة ولكن عدم الثقة كبير، لقد هدموا حاجز الخوف ولكنهم بنوا نوعا آخر من الحواجز حاجز الثقة،
    فالثقة معدومة ولا ثقة واتهامات بالغة جدا ممكن تؤدي الى مشاكل كبيرة تضيع معها الديمقراطية نفسها.
    على كل حال نحن سنشتغل في هذا الملف ولكن أحببت أن أقول إن هذه الرحلة ليست رحلة غياب عن أحداث ومشاكل السودان ولكن مشاكل السودان في إطار أوسع في لبها.
    السودان إلى أين؟ أنا أقول مؤكد السودان إلى فجر جديد ونظام جديد حتماً إن شاء الله. ما الدليل؟
    هذا لا يحتاج لدليل. الدليل واضح لا يحتاج للكثير لأنه حينما ترى نظام برئة معطلة والقلب معطل والشرايين مسدودة والمسائل كلها تدل على أن هذا الوضع وصل لنهايته ليس بكلامنا بل بكلامهم.
    التقيت في القاهرة ببعض الشبان الصحفيين هناك، طلبوا ملاقاتي وأتوا أنا بالمناسبة الصحفيين كلهم أعاملهم على أن الذين في سني أخوان والأصغر ابناء فاتعامل معهم دون تحفظ باعتبارهم أسرة.
    طلبوا يأتوا نتحدث نتونس ليس مؤتمرا صحفيا ولا أخبار تنشر، بل ابناء جاءوا يلاقوا والدهم أو عمهم يتونسوا.
    وفي هذه الظروف طبعا لا يمكن اثنين سودانيين يتلاقوا ولا يتكلمون في "شمارات" السلطة لأن بهاراتها زكمت الأنوف كلها: شطلة وفلفل.
    جلسنا نتحادث ونتبادل كلامات فيها ما يدور في الأوساط وطبعا كلها تتعلق بأنه الآن مشاكل النظام والمؤتمر الوطني الأمنية وغيرها صارت في كل لسان ما محتاجة لدليل.
    بعضهم للأسف ربط بين هذا وكلام آخر وقال كلاما الآن الأقلام المأجورة تريد ان تاخد منه كلام لكي يدان بكلامي الأخ صلاح قوش بأنه مشى في اشياء وأن كلامي يعزز هذا،
    لا يمكن يكون ما دار بيننا فيه كلام يوظف لإدانة الاخ صلاح قوش، وقد اتصل بابنائنا هؤلاء ابني محمد زكي ليقول لهم أنه حصل هذا التوظيف الخاطيء،
    وسيصدروا بيان ليوضحوا الحقيقة لقفل الباب أمام "الشمارات الموبوءة".
    الحقيقة صلاح قوش اتصل ببعضنا –في حزب الأمة- تحديدا بالدكتور حسن امام وقال لدينا مفوضية مجلس استشاري أمني نريد مشاركتكم فيها،
    نحن في أجهزة حزب الأمة ناقشنا ذلك ورفضنا الاشتراك. وكان يرى ان هناك معلومات لو قالها لي لاقتنعت، فطلب مقابلتي وجاء تناول معي الإفطار،
    وقال لي نريدكم كلكم انتم والقوى السياسية الأخرى أن تأتوا معنا لنعمل برنامجا بديلا، وقال لي هذا الكلام
    أنا بصفتي رئيس هذه المستشارية ناقشته داخل المؤتمر الوطني ومع الرئيس وجئناك لتقبلوا هذا الكلام،
    قلت له إذا كان هذا كلامكم نحن سنناقش هذا الموضوع في أجهزتنا عسى أن تتفقوا على أن هذا مشروع مقبول. هذا الكلام كان في فطور في الصباح،
    وفي الظهر أعفوه من منصبه، هذا كل الكلام الذي حصل منذ أن كان مسئولا عن المستشارية الأمنية. وبعد ذلك لم يحصل اي اتصال منه ولا كلام ولا أي شيء من هذا النوع.
    ولذلك محاولة ربطنا الآن محاولة خاطئة وخاسرة.
    أريد أن اؤصل لموقفنا من العنف. انقلاب 17 نوفمبر. أي منصف تاريخي سوف يكتشف حقيقة وهي أن هذا الانقلاب لم يكن من حزب الأمة بل على حزب الأمة.
    لأن الحزب في ذلك الوقت كان ماشي في اتجاه ان تقوم حكومة ائتلافية بينه وبين الرئيس الأزهري
    انقلاب 17 نوفمبر كان لقطع الطريق على ذلك فهو ليس انقلاب حزب الأمة بل انقلاب على حزب الأمة وهذا كلام واضح جداً وموثق.
    صحيح أنه في كل انقلاب يأتون يعرضوا علينا السلطة. جاءني الأخ المرحوم نميري معه
    المرحوم فتح الرحمن البشير جاءني في البيت بالليل قال لي يا أخي أريدك تكون نائبي وخليفتي فاشترك معنا في الحكم معنا،
    قلت له يا اخ الرئيس نحن قضيتنا قضية حريات الناس وحقوقهم إذا كان انت الآن مستعد نعمل نظام يوفر للناس حرياتهم
    وحقوقهم أنا مستعد اشترك معكم غفير لكن اشترك معكم في قهر الناس لا اقبل حتى بالمنصب الذي ذكرت.
    نفس الشيء في عام 1996م دعاني الأخ البشير ومشيت وقال لي لقد انتخبت وصحيح انتم غيرمعترفين بانتخابي، لكن أنا أود أن أكون حكومة واريدكم تناصفوني في هذه الحكومة.
    عرض كثير من السياسيين اذا لوحوا لهم بالوزارة ينسون أي حاجة. قلت له يا أخي الرئيس القضية ليست قضية نحكم معهم إنها ليست من يحكم السودان ولكن كيف يحكم السودان؟
    اذا وجد دستور نتفق عليه، ونظام يوفر للناس حرياتهم نحن مستعدين نقبل أي حاجة، وبدون ذلك ليس ممكنا.
    اعتقدوا أنني لم أفهم ضخامة العرض فارسلوا لي السيد عثمان خالد ليشرح لي ان هذه الحكاية فيها "موز وبرتقال" كثير جدا. قلت له لا.
    أنا أود أن أقول نحن ليس لدينا أي أمل ولا طريقة ولا صلة بأية حركة انقلابية وهذا موقف أصولي.
    العنف: السؤال لماذا اتخذنا سبيل العنف أحيانا: مرتين. نظام نميري عمل ما عمله في الجزيرة أبا وودنوباوي
    ومع هذا قررنا نعمل عمل سياسي فنحن وأخواننا في جبهة الميثاق الإسلامي في ذلك الوقت وآخرين رتبنا وعملنا انتفاضة شعبان،
    بعدها نميري أقفلها علينا كلنا وسجننا وحتى الاصلاحات التي عملت بعد اتفاقيات السلام مع الجنوب ألغاها كلها سنة 1973م.
    وجدنا نفسنا لا توجد طريقة نعمل أي حاجة لذلك
    بعد خروجي من السجن خرجت ووجدت الزملاء بالخارج الشريف حسين والأخ عثمان خالد
    ود. عمر نورالدائم والجماعة بالخارج بدأوا العمل المعارض المشترك تحت الجبهة الوطنية. عملنا انتفاضة يوليو 1976.
    وقد كان كثير من المجاهدين هاجروا لأثيوبيا لأن الاساءة والمضرة والظلم الذي وقع على الانصار
    والإهانة التي حصلت جعلتهم كلهم من تلقاء انفسهم يهاجرون لاثيوبيا لينتقموا هذا أدى لانتفاضة 76.
    واستمر الموقف عدائيا الى ان ارسل نميري لي الاخ فتح الرحمن البشير وقال لي نحن مستعدين ندخل في اتفاق، ونحن طبعا كنا شاعرين ان العمل من الخارج
    ثمنه غاليا جدا ليس فقط في دماء الناس ولكن كذلك في الإذعان للحكومة التي تتعاون معك من الخارج فلا حكومة تدعمك لله، ولذلك كنا متألمين جدا في استمرار هذه الحالة فلما
    عرض هذا الموضوع قبلنا ورجعنا للعمل في السودان ومع أنهم غدروا بنا ولم ينفذوا ما اتفقنا عليه،
    ولكن والحمد لله الوجود في الداخل هيأ الظروف لانتفاضة رجب أبريل التي أطاحت بالنظام.
    فيما يتعلق بالنظام الحالي أيضا النظام الحالي أقفل الدروب كلها وعمل عملاً كبيراً لئلا يكون هناك أي شيء.
    ولما بدأ نشاط في الخارج اعتقلوني رهينة، والاخ صلاح قوش نفسه التقى بي في السجن
    وقال لي: لن نطلق سراحك أبداً "نحن تاني ما بنفكك تب" سوف تظل في السجن لتكون رهينة فالمعارضة
    بالخارج سوف يعملون حسابهم، طالما كنت رهينة لدينا. كانت الفكرة أن أظل مسجونا ولم أخرج إلا لأنه بعد محاولة اغتيال الرئيس حسني مبارك غيروا طاقم
    الأمن وعندما جاء الهادي عبد الله تولى المسألة قال لن اعتقل اشخاصا غير محكومين. ولذلك أطلقوا سراحنا نتيجة لإجراءات داخلية وأنا قررت الخروج
    وقلت "ما بقعد ما دام بقينا الليد البتوجع الوطن" فكانت تهتدون واول ما جاءت بارقة أنهم مستعدين أن يتعاملوا بقدر من الحرية جاء نداء الوطن ورجعنا.
    والجماعة الذين كنا معهم قالوا جئنا لنشترك في النظام ونحن جئنا نفاوض وفي النهاية كل الناس الذين اتهمونا تأكدوا اننا لم نات لنشترك لذلك قعدنا
    وبنفتكر أننا من وقتها إلى الآن حصلت متغيرات كثيرة والآن الحالة ليست كالماضي، أهم هذه المتغيرات الآن أن الشعب السوداني حقق
    درجة من الثقة بالنفس، درجة من هامش الحرية،
    في رأيي درجة من الحصار للنظام الذي يجعل أخونا يقولون الكلام الذي يقولونه الآن، أن الحالة صارت حقيقة قاب قوسين او ادنى من الخلاص الوطني.
    هذا يقودني للنقطة الأخرى نحن مقتنعين بأن هذا النظام فيه كل مقومات واسباب ودلائل الفشل والعجز والاساء مكتملة، والسؤال صار كيف يحدث تغيير؟
    هناك سيناريوهات وطرق مختلفة. كل القوى السياسية الآن متفقة على الاتفاق على النظام البديل
    نحن في حزب الأمة اقترحنا ما هو البديل في كل الجوانب: العلاقة مع الجنوب، كيف ننهي الحرب في جنوب كردفان، كيف ننهي الحرب في جنوب النيل الأزرق،
    كيف ننهي الموقف في دارفور، والاقتصاد وكل الملفات. نحن يجب أن نتفق فلا يمكن أن يحدث التغيير
    بدون بوصلة مثلما حصل في كل مناطق الربيع العربي فكل مناطق الربيع العربي قطعوا الرأس
    وما وضعوا البديل، لذلك نريد قبل ان يحصل اي تحرك أن نتفق على هذا البرنامج البديل ليشمل كل شيء
    وممكن نتفق عليه ونوقع عليه: كل القوى السياسية وحملة السلاح المدنيين والسياسيين كلهم لنكون اتفقنا على البوصلة هذه هي البوصلة.
    كيف تصل السفينة؟
    ببساطة شديدة حينما نقول نريد اتفاقا ليس لننضم للنظام أو نشترك معه كل هذا كلام فارغ،
    منذ 24 مارس 2011م قدمت للأخ الرئيس اقتراحا محددا جدا مفاده أنه لا حل أصلا إلا أن نتفق على رئيس وفاقي وحكومة انتقالية ببرنامج قومي وهذا الكلام مكتوب.
    الآن يمكن أن نتفق، وهذا حصل في بلدان كثيرة أجرت عملية تحول ديمقراطي وحكومة جديدة ونظام جديد وبرنامج جديد متفق عليه.
    هذا ممكن أن يحدث، لكن واضح جدا أنه ممكن ألا يحدث"ما يبقى".
    كل من يقرا الحوادث يعلم أن المؤتمر الثامن للحركة الإسلامية واضح فيه الاغلبية محتجة على ما هو سائر وكل الاجراءات،
    ونحن طبعا لدينا من داخلهم معلومات كافية. اليوم يناشدوني، قالوا يناشدون الصادق ألا يتدخل في شئونهم وصفوفهم:
    والله، الفيك بدربو، لكن التسوي كريت تلقاه في جلدها. الحالة دلوقتي حالة كريتية،
    ليس لدينا فيها دخل. لكن الناس في المؤتمر الوطني مواطنين وفي القوات المسلحة مواطنين،
    شايفين البهدلة الفيها البلد وشايفين أنهم يدفعون الثمن في هذه البهدلة وممكن يتحركوا.
    ما غريبة أبدا أن يكون هناك تحركات واسعة جدا داخل المؤتمر الوطني معترضة ورافضة،
    الذين كتبوا المذكرات اقلية وهناك ناس لم يكتبوا المذكرات ولكن مليانين بمفاهيم تطلّع للإصلاح،
    وهؤلاء لا يريدون أن يتآمروا لكن شايفين بلدهم لأين تسير، والمغالطات والأكاذيب والاختلاف.
    على كل حال لا شك لا أستطيع أعطي معلومة أقول ما حصل في المحاولة الأخيرة كان انقلابا او محاولة انقلاب،
    وأقول لا يسال الناس على الأعراض لو صار شخص يكح ويشكو من وجع راس وحمى،
    ممكن يقولوا وجع راس يداوى باسبرين والكحة بقرض والحقيقة هذا سل متقدم لا ينفعه الاسبرين والقرض لا بد من علاج أساسي.
    في مؤتمر الحركة الاسلامية جادلنا وكتبت لهم مذكرة مفتوحة
    وقلت لهم هذا ادعاء لا معنى له فالاسلام في السودان معروف من أدخله ونشره ودور الحركة الصوفية ودور الحركة المهدية
    ودور كل هذه الحركات في تثبيت الإسلام في السودان. هم ممكن أن يضيفوا لأنفسهم معنى ولكن لا يمكن يحتكروا هذا كله بأنهم هم الذين جاءوا بالإسلام للسودان.
    وأقول هؤلاء الضباط الذين اعتقلوا هؤلاء هم "المصارين البيض بتاعة النظام" لا شك اذا صارت شاكية معناها الجسم مريض جدا جدا.
    هذا الكلام العنتري نسوي ليهم ونفعل لهم لا يجدي. نحن لا نعرف فكر هؤلاء الناس أو غرضهم،
    ولكن اعتقد أنهم يعبرون عن حالة السخط العامة وهي في كل أوساط الحكام والأوساط المختلفة فهي ليست حاجة غريبة هناك مشكلة حقيقية.
    بدلا عن النظر في المشروع البديل الذي يأتي بالسلام والتحول الديمقراطي بإجماع السودانيين يتحدثون عن الانتقام من زيد وعبيد ليمثلوا بهم.
    حقيقة هؤلاء الناس حتى لو كانوا عملوا ما قيل لما فارقوا السنة: سنتهم نفسها (أي الانقلاب):
    لا تجزعنَّ من سيرة أنت سرتَها وأولُ راضٍ سنةً من يسيرُها
    أي انسان يخطيء بالعدل يعاقب. لكن القضية هي ما وراء الكحة: السل لا بد النظر ليس للأعراض إنما للمرض الحقيقي،
    وهذا يقتضي النظر للمرض وليس العرض من كحة وتفاف جاف هي اعراض: السل هو المحتاج للعلاج.
    ولذلك نقول يجب الاعتراف بان هناك سل في درجات متأخرة. وأن السودان لديه فرصة أن يجري إجراءاً استباقيا لتحقيق الربيع السوداني وهذا ممكن،
    ولكن إذا تأخر كل الراغبين في التهديف في "القون" سوف يشوتون، بفاولات أو بغيرها.
    نحن نريد بقدر الإمكان إجراء استباقي لكي يأتي الجميع معنا في بناء الوطن وهذا ممكن: حل مشكلة جبال النوبة: جنوب كردفان،
    حل مشكلة دارفور.. الخ، ممكنة بتوافق واتفاق السودانيين ولكن بالعناد والانفراد لا شك أن الساحة السودانية ستتحول لساحة مواجهات لا أول لها ولا آخر.
    بعض الناس يسألون لماذا لم ينتفض السودانيون؟ في الحقيقة كل هذه الحركات انتفاضات: الحركة المطلبية انتفاضة،
    حاملو السلاح انتفاضة فهم شباب السودان يعبرون بصورة أو أخرى عن سخطهم،
    نريد تجميع الجميع في موقف واحد ونعتقد إن شاء الله نحن وزملائنا كلنا في هذا العمل الوطني المشترك نتفق على صيغة مشتركة للبوصلة البديلة للسودان.
    والطريقة سهلة جدا أؤيد ما قاله الاخ ابراهيم الشيخ حينما نتفق على هذا ندخل نحن اعتصام في السوح الميدانية كلها
    وكل الزعامات المختلفة لازم تكون قدام الناس في هذا المشهد على أساس أنه هذا هو الطريق الذي يعطي بديلا افضل، حللا بالايد ولا حللا بالسنون.
    والسلام عليكم ورحمة الله
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de