|
|
 Re: رئيس دولة سلة الغذاء العربي يُعالج في الخارج (Re: عبد الواحد أبراهيم)
|
ليست لدي مشكلة مع فخامة الرئيس حسن عمر البشير رئيس جمهورية السودان بخصوص قيامه بالسفر
مؤخراً إلى الخارج لإجراء عملية جراحية بسيطة في الحنجرة وإنما مشكلتي معه حول معرفة..
هل أصبحت جميع المستشفيات السودانية غير مؤهلة للقيام بمثل تلك العملية الجراحية
البسيطة للرئيس أو لأي مواطن سوداني؟
والمشكلة الثانية مع فخامة الرئيس البشير هي نوع من الغيرة لدي والتي أشعر بها عندما أشاهد فخامته
يقوم بالرقصة السودانية وبيده العصا السودانية الشهيرة وفي مثل هذه الحالة أتوقع مع بعض الغيرة من
الرئيس أنه قد افتتح مشروعاً اقتصادياً وطنياً مهماً أو أنه سوف يفتتحه بعد الرقصة والنتيجة لا هذه ولا تلك.
وإذا ما تعرضنا للشأن الوطني السوداني مع بعض الإخوة من الجالية السودانية تجد بعض المرارات
من الأوضاع الراهنة الداخلية حيث تواجه البلاد العديد من المشاكل الوطنية والسياسية والمصاعب الاقتصادية
ما أدى إلى أن تعاني بعض المرافق الصحية والمعيشية والتعليمية
والخدماتية في السودان الكثير من المشاكل السلبية وغيرها خاصة خلال الفترة الأخيرة قبل وبعد انفصال الجنوب.
ذلك الانفصال للجنوب دائما ينغصني وأشعر بالإحباط الشديد خاصة إذا عدت إلى الماضي وما رافقه من حروب
مريرة والسبب حسب مصادري الشمالية ذلك القصور المؤسف من قبل حكومة الخرطوم في كل مجالات الجنوب
الحيوية والمهمة إضافة إلى أن اتفاق نيفاشا أصاب المواطن الشمالي
بالإحباط خاصة حول كيفية وضع النفط بعد الانفصال إنتاجا ومرورا وتصديرا وحصة كل طرف في الشمال والجنوب.
وحسب معلومات قديمة الرئيس البشير يحكم أغنى بلد عربي ولا أعتقد أن ضيق الحال بلغ في السودان إلى
هذا المستوى لعدم قدرة الدولة على بناء حتى مستشفى واحد يتناسب مع مكانة الرئيس وكبار رجال الدولة
السودانية إذا ما احتاج أحدهم إجراء عملية بسيطة في الحنجرة بدلا من السفر إلى الخارج.
وعتبي القديم حول السودان يرجع إلى مدرسينا في المراحل الابتدائية والإعدادية والثانوية منذ أزمنة طويلة
عندما كانوا يلقنوننا كلما تعرضنا لدرس عن الثروات الزراعية في الوطن العربي بأن السودان سلة الغذاء العربي المستقبلي.. بمعنى إذا شحت الموارد الغذائية للعالم العربي بسبب
محدودية الأرض الزراعية أو لقلة الماء فإن السودان سيكون سلة الغذاء العربي نظرا لامتلاكه الأرض
الزراعية الشاسعة وماء النيل الخالد.
ونظرا لما وهب الله تعالى البلاد السودانية من الخيرات الضخمة مثل الأراضي الزراعية الشاسعة التي تقدر
بعشرات الملايين من الكيلومترات المربعة ذات التربة الخصبة جداً ومياه النيل الضخمة والأبدية والغنية
عن التعريف ما شجع كل المدرسين على الحرص وهم يدرسوننا عن الزراعة
والمياه بأن يؤكدوا لنا دائما أن السودان سلة الغذاء العربي المستقبلي.
المهم أننا كبرنا ومرت عشرات السنين وكان منا نحن تلاميذ ذلك الزمن من ظل ينتظر باهتمام الوقت الذي تنطلق فيه
الدول العربية التي تعاني من نقص في المحاصيل الغذائية إلى السودان لعقد صفقات تسد حاجتها من تلك السلة التي
علمنا أساتذتنا الأكارم بأنها ستكون في المستقبل سلة الغذاء العربي
خاصة للدول العربية التي لم تحظ بالأرض الزراعية والمياه الكافية للزراعة.
وكان منا نحن دفعة سلة الغذاء العربي من أخذه خياله إلى بعيد عن الواقع فتوقع أن تكون أرض سلة الغذاء العربي
السودانية قد تعرضت بعد هذا الزمن الطويل إلى فيضان النيل الذي ربما يكون قد جرف تلك الأراضي الزراعية
وانتهت وآخر توقع أن نهر النيل الخالد قد جف أو تناقص وأصبح
غير قادر على ري سلة الغذاء العربي وآخر أكثر جهلا في الجغرافيا من سابقيه توقع أن تكون أرض سلة الغذاء
العربي قد تحولت إلى أرض ضمن دولة جنوب السودان الجديدة غير العربية.
وللوقوف على آخر تطورات سلة الغذاء العربي بعد هذا الزمن الطويل لجأ بعضنا إلى استفسار أولاده
في المراحل الابتدائية والإعدادية والثانوية عما حل أو حدث لسلة الغذاء العربي والتي تدل من اسمها هذا
على الثروة التي يتمتع بها شعب السودان ومنذ القدم ولكن الأولاد استغربوا
أسئلة الآباء وقالوا إنهم لم يسمعوا بهذه السلة على الاطلاق لا في المقرر ولا من أي مدرس حتى خارج المقرر.
والحقيقة أن ذكر سلة الغذاء العربي جاء متأخرا جدا على إثر ما تناقلته وسائل الإعلام عن سفر فخامة
الرئيس البشير للعلاج في الخارج بعد إصابته بمرض بسيط في الحنجرة لأنه لا يوجد حتى مستشفى
واحد في السودان لعلاج مثل حنجرة البشير.
وبعد هذه الغفلة الطويلة التي انتابتنا علمنا بعد زمن طويل عن الظروف والتدهور الذي وصلت إليه السودان
والعديد من الدول العربية ماليا وجغرافيا وسياسيا واقتصاديا وصحيا ومعيشيا وأصبحت الحياة صعبة
في السودان حيث ارتفعت الأسعار خلال عام واحد فقط إلى الضعف وأكثر.
وبصفة عامة أوضاع السودان وغيرها من الدول العربية في تدهور شبه متواصل خاصة في الحياة
المعيشية بعد أن خيبت سلة الغذاء العربي آمال السودانيين ومعهم جميع العرب.
وفي الوقت الذي ظل فيه الرئيس البشير يرقص بين بعض جماهير بلاده تباشرنا خيرا وتوقعنا أن يعلن بعد الرقص
خبرا مهما عن تطور مثمر في سلة الغذاء العربي ولكنه لم يعلن شيئا من هذا القبيل وكما يبدو أنه يحاول برقصاته
تلك التغطية على الأوضاع السودانية التي وصلت إلى مستويات متردية
وفي كل المجالات كما هو حال معظم الشقيقات العربيات التي تعاني مشاكل سياسية واقتصادية ومعيشية وغيرها
إضافة إلى عدم استقرار خاصة بعد الربيع أو الخريف الشؤم.
العديد من العرب وحتى السودانيين توقعوا أن فخامته يقوم برقصات سودانية جماهيرية تشير إلى أن الوضع عال العال
ولست أعلم كيف تتم هذه العمليات الراقصة في شعب "قرفان من الأوضاع الراهنة" وأهمها ارتفاع أسعار المعيشة والبطالة وكل احتياجات الناس ولست أعلم كذلك عن إمكانيات شلة
الحكم الذين يرتبون لفخامة الرئيس مثل تلك الاحتفالات الراقصة وسط الشعب الذي لايزال يتذكر سلة الغذاء العربي المفقودة بمرارة.
والأكثر قلقا أنه رغم تقطع أوصال البلاد السودانية إلى دولتين شمال وجنوب إلا أن هناك في الشطر الشمالي من ينتظر
التقطيع أو التشطير وكل ذلك يدل على مشاكل تواجه النظام ومن لف لفه من أعوانه العاملين في المصالح الخاصة للرئيس
ولهم المبنية على الفساد الشامل الذي يعصف بغالبية الدول العربية.
الفساد اليوم هو السائد في أوساط النظام السوداني وفي معظم الدول العربية بشكل حاد لم يسبق له مثيل في تاريخ
الأزمات الحادة وذلك بسبب انشغال شلة الحكم بنظرية (شيلني وشيلك) وليس للوطن والمحافظة على سلامته دون أية علاقة أو اعتبارات تذكر لدى تلك الشلل عن مصلحة الوطن
ما دفع بعض أقاليم سودانية وعربية إلى النزعة الحادة في اتجاه الشتات أو الفكاك من هذه الأوضاع بعد عشرات وعشرات السنين من الصبر والمعاناة.
والذي يحز في النفس ويزيد المرارة أكثر أن هذه الجمهوريات العربية كانت في عهد الاستعمار الانجليزي
والزعماء السابقين أفضل من حيث المعيشة والاستقرار وبعيدة عن مرض الفساد قبل مجيء قادة الحاضر
وشللهم التي ظلت ولا تزال تأكل كل شيء في البلاد ولا تترك للمواطن أي شيء حتى أغلى ما لديه وهو وحدة
وطنه المرشح للمزيد من التجزئة.
مع الأسف غالبية قادة الجمهوريات العربية لديهم ما يشبه الهواية في محاربة التطوير حتى ولو جاءتهم بعض
المساعدات فإنهم يحاولون الاستيلاء عليها لهم ولرفاقهم المحيطين ما دفع العديد من الدول التي تحاول تقديم
المساعدات من باب الإنسانية لتطوير بعض المرافق الصحية أو التعليمية فإنها تحسب ألف حساب حول كيفية
تنفيذ مساعداتها في المكان المناسب دون الاستيلاء على مثل تلك المساعدات من قبل أعوان السوء المحيطين بالقائد.
والمؤلم أنه رغم علم الجميع بخطورة تفشي الفساد على الدول والمجتمعات .. إلا أن أخبار هذا الفساد تزداد انتشارا
وتفشيا في المجتمعات العربية وفي وجود أنظمة غارقة حول مكاسبها الذاتية ومستقبلها سياسيا واقتصاديا وفي كل
أمور الحياة لدرجة أن هذا الفساد الذي يعتبر مرضا سرطانيا خبيثا انتشر في مختلف مستويات الشعب من القمة إلى أقل مستوى في النظام.
| |
 
|
|
|
|
عبد الواحد أبراهيم
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست