أزمة النظام السياسي ... في جنوب أفريقيا .. بقلم: حلمي شعراوي

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-25-2024, 07:46 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الرابع للعام 2012م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
11-12-2012, 11:08 PM

د.محمد بابكر
<aد.محمد بابكر
تاريخ التسجيل: 07-16-2009
مجموع المشاركات: 6614

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
أزمة النظام السياسي ... في جنوب أفريقيا .. بقلم: حلمي شعراوي

    Quote:
    ذكرتنى أجواء جوهانسبرج بمجرد وصولى إليها لتلبية دعوة حول السياسة الثقافية فى " كلية كانيا،"بالغليان فى مصرقبل يناير 2011 . وضغط البرنامج على أعصابى أكثر بمطالبتى بالحديث عن الربيع العربى !..كان ذلك بسبب الاضرابات واسعة الانتشار فى أنحاء مختلفة من مناطق التعدين الشهيرة بالبلاتنيوم والذهب ( حيث تنتج 80% من احتياجات العالم) وذلك منذمنتصف أغسطس الماضى ، واستثارة جماهير العاصمة ، وعواصم الأقاليم حول ما عرف بمجزرة " ماريكانا" ..وقتل البوليس حوالى أربعين عاملا وجرح أكثر من 70 لمطالبتهم بزيادة المرتبات وتحسين ظروف المعيشة ..الخ
    لم نكن إزاء إضرابات عمالية مألوفة فى بلد صناعى مثل جنوب أفريقيا ، ولكنى شاهدت بالفعل "أزمة النظام " كله بقيادة حزب " المؤتمر الوطنى الأفريقى " ذى السمعة الكبيرة فى الهيمنة منذ "التحول الديمقراطى" عام 1994 . فالحزب حقق انتصاره الكبير بقيادة"التحول" منذ تطور تحالفه مع " مؤتمر عمال جنوب أفريقيا" "كوساتو"COSATU إلى حد دخوله فى "الإئتلاف السياسى" الحاكم رغم احتفاظه بصفته كاتحاد للعمال . ومن ثم أصبح بهذا الوضع فى حرج شديد من أن تتصدى حكومته للاضرابات الآن باطلاق الرصاص الحى إلى حد " المجزرة ". كما أن حزب " المؤتمر" المسيطر نفسه يرتبط بحلف سياسى مباشر وحاكم مع " الحزب الشيوعى لجنوب أفريقيا" ذى التاريخ المعروف بقربه من العمال والبيض ، بسبب فلسفته الاجتماعية ، وها هو بدوره يسكت على مجزرة ضد عمال مضربين فى " ماريكانا"- منطقة مناجم الرأسمالية العالمية (28 ألف عامل!) وإزاء فشل السياسة النيولبرالية وفترة كافية من التبعية لصندوق النقد الدولى المستمرة فى جنوب أفريقيا بموافقة اليسار التقليدى فى البلاد ، فقد بدأت مظاهر الاحتجاج.
    وقد إزداد مأزق النظام حدة ، باتهام كافة القوى السياسية الديمقراطية المعارضة لحزب "المؤتمر" بأنه وراء توجيه الشرطة لمعاملة العمال المضربين " كمخالفين للنظام العام" ومضربين بدون تصريح مسبق بالاضراب ( وفق قوانين عصر الابارتهيد).
    . لكن المأزق اشتد مع ضغط شركات التعدين لترضية العمال فى ظل اهتزاز أسعار البلاتنيوم والذهب عالميا ، وفى ظروف الأزمة المالية العالمية أيضا .
    ويتعقد المأزق السياسى مع مأزق المعادن فى لحظات حرجة لكل الأطراف . فالنظام يريد الاحتفاظ بتحالفاته السياسية ، وسيطرة " كوساتو" بالذات على العمال الذين ينفرط عقدهم الآن ويتفاوضون منفردين إزاء انخراط "كوساتو" و مصالح قادته مع "الحزب" المتهم بضربهم . وشركات التعدين الكبرى ، مثل الدول الكبرى – لاتراعى صداقة ولا ارتباطات خاصة بنظام ، ولذاراحت تتفاوض منفردة مع عمال "ماريكا نا" وقدمت تنازلا سريعا بزيادة 22% فى الأجور لم ترض العمال بعد ، ولا تلقى قبول النظام .
    القوى السياسية والعمالية فى أنحاء البلاد تطالب بسرعة التحقيق فى " أحداث ماريكانا" وشهدائها ، ولجنة التحقيق لم تتشكل إلاأوائل أكتوبر، أى بعد شهرين من الحادث . وقد كشف ذلك فى تقدير بعض المحللين عن بلادة النظام إزاء صدور أكثر من سبعين بيان استنكار لحادث "ماريكانا" من أنحاء العالم دون تقدم فى التحقيقات و المفاوضات .
    بات الرئيس " جاكوب زوما" فى مأزق بدوره ، فشركات التعدين باتت تحافظ على مصالحها أولا ، كما أنها تطالبه بمواجهة الدعوات المتطرفة بتأميم المناجم وفق الحملة التى يقودهازعيم شبابى من الحزب ( جوليوس ماليما) . ومن ثم فهولايستطيع المزايدة باليسارية ، لارضاء العمال وكل ذلك يجرى ، والمؤتمر العام لحزب "المؤتمر" فى ديسمبر القادم حيث سيرشح من يفوز برئاسة الحزب الآن ، لمنصب رئاسة الدولة فى عام 2014، والمنافسون كثر!
    أنستنا هذه الوقائع والأزمات حقيقة الأوضاع الثقافية والثقافة السياسية المحيطة بهذه البلاد التى تشكل رأسماليتها قوة كبرى نافذة فى غرب وشمال أفريقيا إلى بلدان الخليج، وحلف بلدان الجنوب . ولكن المأزق السياسى واضح من تضارب السياسات والمواقف، بينما كانوا ينكرون إمكانية تكرار التأزم إلى ما يشيه الموقف فى الشمال الأفريقى، وكنا حين نتحدث – فى زيارات سابقة عن تشابه أحداث المحلة الكبرى فى مصر(2008) أو مجزرة ميدان التحرير أو " محمد محمود" مع بداية هذه الاضرابات يندهشون من إمكانية قيام حكم وطنى بمثل هذه المواجهات الشرسة أو بالأحرى "المجازر" لقوى سياسية معارضة ، ولكنهم الآن تحت وطأة الصراع الدولى بين المصالح الرأسمالية المتنافسة ، ومساندتها لهذا التيارالحاكم أو ذاك، وبين التنافس السياسى الداخلى . وأنه مهما بشرنا بالتأثير الأكبر لتراكم حركة الاحتجاج على عملية التغيير مثلما حدث بين المحلة وميدان التحرير ( 2008-2011) ، كانوا يعودون إلى أحداث "ماريكانا" ...ويتأملون الرهان على مثل أحداث الربيع العربى .
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de