في أربعينية محمد العباس أبا سعيد

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-25-2024, 10:49 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الرابع للعام 2012م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
11-10-2012, 11:22 AM

Abdul Monim Khaleefa
<aAbdul Monim Khaleefa
تاريخ التسجيل: 08-28-2006
مجموع المشاركات: 1272

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
في أربعينية محمد العباس أبا سعيد

    محمد العباس أبا سعيد
    في ذكراه الأربعين

    بقلم:
    عثمان أبا سعيد الحاج


    بسم الله الرحمن الرحيم
    وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

    كلما أخبرت عنه أو خابرته، كنت أبتدر حديثى عنه أو معه ببيت الشعر المعروف:

    عباس عباس إذا احتدم الوغى ***** والفضل فضل والربيع ربيع

    فيرد على كعادته الهادئة: بل قل كما يحلو "للحاردلو" أن يقول:

    عباس الكيّس حين البأس ***** والفضل فضل والربيع ربيع

    وتلك من الحقائق والرقائق التي لا ينتطح عليها خصمان.. ولا يتنطع بها عثمـــان.. فالكثير من أهل قبيلتـــــه، أعنى الدبلوماسيين، يعلمون علم اليقين، ويبصمون باليمين، بأنه كان بعيداً عن محاريب التزلف والتملق، بعيداً عن سراديب التحذلق والتكلف، لا ينثني ولا ينحني.. مديداً بقامته التى تتقاصر دون مقامه.. فدوماً تجده مرفوع الهامة.. بارز الصدر.. متسارع الخطو.. دائم الابتسامة.. شامخاً كالطود العظيم، كشموخ وطنه الذى أحبه، وحباه الله بالعزة والرفعة والمنعة..

    لقد كان ريادياً وقيادياً، ولقد تبلورت وتطورت شخصيته القيادية فى مدرسة وادي سيدنا الثانوية، ومن ثم جامعة الخرطوم، حيث كان أحد أعضاء اللجنة التنفيذية لاتحاد طلاب جامعـــــــة الخرطوم، الذي كان نتاجاً وطنياً، والذي كان نباته ثورة أكتـــــوبر بغضــــــــــبها، وببغضها.. وقيضـــها، وفيضها... وغيظها، ولظاها.. فتلك حقبة تاريخية تميزت وامتازت بنخبة وحفنة من السياسيين المعتقين المعبقين بعبق الوطنية والتضحية، المخضبين بدماء الفداء والولاء. وقد لا يوجد مثلهم، ولا تجود بهم سنين قادمات جفاف عجاف.. لقد كان عباس من تلكم النخبة؛ فلا غرابة ولا غرو أن يلتحق بوزارة الخارجية، والتي كانت أهم محطاته الأولى؛ فحياته العمليـــــــة والعلمية على حد سـواء.. نعم لقد كان من أنصار التعلم والتأقلم، والتفاعل والتعامل مع مدرسة الحياة. فلقد ألبسته هذه النظــــــرة المزيد من المعرفة، وأكسبته العديد من المعارف، الذين ما أنفك منزله العامر بنمرة (2) يضج ويعج بهم.

    لقد كان واسع الخيال، شاسع المجال.. يلتهم بنهم كل الذى يطالعه فى أمهات الكتب بشغف يجعلك تشفق عليه؛ إذ كان بمقدوره إيجاز وتلخيص ما اطلع عليه بإعجاز وتخصيص..فلقد كان رجلاً لا يمِل.. وفحلاً لا يكِل. وبقدر ما كان شاملاً كاملاً، كان يجالسك ويخالسك، ولا يخذلك. يأخذ منك اليسير، ويعطيــك الكثير.

    ظل في وزارة الخارجية فترة ليست بالطويلة، لأنه كان لا يعرف المداهنة، ولا يرضى بالإهانة.. بل كان ينافح بالحقيقة.. ولا يناطح بالضغينة.. فتسارعت خطاه تاركا الوزارة غير آس، ولا آسف؛ فأحاطت به رفعته؛ وحطت به معرفته في المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم، حيث وجد ضالته ومآله في إبداء الرأي والإبداع.. ترك بصمته بصمت.. فتبارك رسمه ووسمه.

    توجه ثانية إلى وزارة الخارجية، متوجاً عمله فيها سفيراً للسودان فى دولة لبنان، والتي كانت تجتاحها حرب أهلية، وصراعات بين بيوتاتها الحاكمة.. فالعمل الدبلوماسي في مثل هذه البلاد يحتاج "للكيّس حين البأس".. فتصدى للمهمة.. وتحدى بالملهمة كل الصعاب، ولم يخش العقاب.. فقال "كفانا قتالاً" .. و"حسبي الله من حزب الله".. فتحيروا وتوددوا.. ولم يتحروا وترددوا..! أكتفي بهذه الرمزية، ولا أوفى ذلكم الرمز حقه.. فكانت خاتمة السيرة ونهاية المسيرة.. لقد أسهبت فيما أسهمت عن "الكيّس حين البأس".

    فماذا عن "الفضل فضل"؟ .. فلقد كان يغوص ويخوض فى بحور الفضيلة.. إذ أنه كان نبوي المذهب والمسلك.. يبحث عن المدينة الفاضلة عند أفلاطون، ومكارم الأخلاق عند الحبيب المصطفى - صلى الله عليه وسلم- والذي يقول: "إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق". فلقد كان بعيداً عن الكبرياء والرئاء، والطمع والبخل، والحقد والحسد، وآخرهم العُجب. فإذا سلمت النفس البشرية من هذه العوائق والعلائق، فقد برئت الروح لبارئها، وجَنَت وما جَنَت. وقد كان.. وكيف لا؟ وهو المتبتل، المتعبد في محراب التأمل والتفكر. فكثيراً ما تجده مختلياً، متحلياً بوجده. وهذه قمة التصوف.. عزلة وصمت وتأمل.

    فلقد كان محور استناد راكز.. وبحر استمداد زاخر..لا تعتريه شائبة، ولا تعتليه عائبة. إنه ماعون صفاء،وينبوع نقاء، يقول لي: "أَقِل عثراتي، تقل ثغراتي".. فكان نعم الأخ، ونعم الصديق الصفي الوفي. كنت أستأنس برفقته، وأستيأس حين فرقته. ولقد كان جهده فى جَدِه، وجده في زهده، وزهده في وجْدِه، ووجْده في وجهه.. بســــمة دائمة، ونســـــــــمة حالمة؛ تستمد قُوتَها وقُوتّها من جنات النعيم. فلقد كان صاحب فراسة وروح ملهمـــــــة.. وفراسة المؤمن لا تخيب؛ فإنه يرى بنور الله، كما ورد في الحديث الشريف.

    وأذكر في هذا المقام أن والدنا- طيب الله ثراه- كان مريضاً.. طريح فراش مستوصف النيل بالعمارات شارع"41"، فى أخريات عام1982م. ولهذا التفصيل أهمية لما أرويه في هذا السرد. ففي تمام الساعة الثانية صباحاُ، هلّ علينا وأطل (الكيّس حين البأس)، قادماً من تونس، حيث خرج من المطار مباشرة للمستشفى، علماً بأن منزله الكائن بنمرة (2) كان الأقرب لبوابة المطار. فما أن التقى الناظر بالناظر، إلا وقد أغرورقت العيون وترقرقت.. التفات والتفاف.. عناق وتلاق وافتراق اختلجت فيه الحواس، واختلطت فيه المشاعر.. تلاقت وتلاقحت.. تمازجت وتزاوجت روح ابن وأب، انتهت بضمة حنين وقبلة على الجبين، وقولة: "أنا عاف وراض عنك" فماذا ضــــرك بعد يا أبا "المها"؟ .. ورضا الوالد مـــــــــن رضا الرب. فكثيراً ما كنت أسمع الوالد يردد هذاالبيت من الشعر:

    نعم الإله على العباد كثيرة **** وأجلــــهن نجابة الأبناء

    كما كان دوما يختتم صلاته الأخيرة من الليل بهذه الآيات {رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحاً تَرْضَاهُ وَأَدْخِلْنِي بِرَحْمَتِكَ فِي عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ} {رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحاً تَرْضَاهُ وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي إِنِّي تُبْتُ إِلَيْكَ وَإِنِّي مِنَ الْمُسْلِمِينَ} .

    لم يستغرق هذا المشهد البديع أكثر من خمس دقائق.. جعلني أغرق في عوالم اللاهوت والهاهوت والبهموت.. تكدر حسي ولم يكذبني حدسي. فما أن أشرقت الأرض بنور ربها.. إلا وحشاشتى تتشقق، وشقشـــــقة على حشيش، وعصافير تشق عنان السماء، ماسكة بعنان روحه الطاهرة إلى العلياء وعليين.

    فماذا ضرك بعد يا أبا (إيهاب)؟ لقد أتيت بليل، وذهبت بليل، ونِلْت بما لِنْت. فأنت ذو قلب يغالب قالبك رقة ودعة وعفة ورأفة. فهنيئاً بالربيع، والضرع الرضيع، في ربوع الجنة. فأنت يا أبا (عمرو) نَبْت (الغرقان) في طينة (لخواض)، تعمر الربع ربيعاً.. يزدهي ويزدان ويزيد بين الحور والولدان. فلقد تركت بيننا بنت الأكرمين (كريمة) الكريمة، التي رضعت منك وأرْضَتك، ورَضِيت ورَضَيت، وأنت ترفل فى جنة الرضوان مع المصطفى العدنان.

    وعزاؤنا أن روحك ستظل ريحانة كريح المسك، يفوح ريحها وفحواها، تَرُوح وترتاح بيننا، تُريحنا وتروّح عنّا عناء الفرقة والحرقة. رحمك الله رحمة واسعة بقدر ما أعطيت وأرضيت { وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُم بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَمَا أَلَتْنَاهُم مِّنْ عَمَلِهِم مِّن شَيْءٍ كُلُّ امْرِئٍ بِمَا كَسَبَ رَهِينٌ}.
    وإنا لله وإنا إليه راجعون.. وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

    أخوك الذي تتلمذ وتلذذ برفقتك.. عديم الحظ.. المتلظظ بفرقتك

    عثمان أبا سعيد الحاج
    المدينة المنورة 23/12/1433هـ الموافق 8/11/2012م

    (عدل بواسطة Abdul Monim Khaleefa on 11-10-2012, 11:29 AM)

                  

11-11-2012, 07:46 AM

الفاتح ميرغني
<aالفاتح ميرغني
تاريخ التسجيل: 03-01-2007
مجموع المشاركات: 7488

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: في أربعينية محمد العباس أبا سعيد (Re: Abdul Monim Khaleefa)

    Quote: أخوك الذي تتلمذ وتلذذ برفقتك.. عديم الحظ.. المتلظظ بفرقتك

    هكذا يكون الوفاء من الاصفياء لأهل الوفاء.
    نسأل الله له الرحمة والمغفرة وأن يلهم آله وذويه الصبر وحسن العزاء.
    صادق التعازي القلبية موصولة لكم، أستاذنا وقامتنا السامقة عبدالمنعم خليفة، ولزملائه وأصفيائه وأحبائه .


    إنا لله وإنا إليه راجعون.
                  

11-11-2012, 09:11 AM

Ahmed El Gasim
<aAhmed El Gasim
تاريخ التسجيل: 10-25-2005
مجموع المشاركات: 677

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: في أربعينية محمد العباس أبا سعيد (Re: الفاتح ميرغني)

    الاستاذ عبد المنعم خليفة...ايها الوفي في زمن صعب...لك العزاء في فقدك لعباس فيكفيك نعيه...
    العزاء موصول لال اباسعيد الكرام في فقدهم" لعباس عباس حين احتدم الوغي"..ولعمري فقدناه معكم دون ان نلتقيه واوجع قلبنا مثلكم...لم اعرف عباس الكيس الفطن الا من خلال احد نجباء اباسعيد صديقي الذي افخر به د ابوبكر اباسعيدفقد حكي لي الكثير عن ماثره وما قدمه لهم...جعلني اشعر بان تلك الاسرة رعاها الله وحفظها قد اصابتها دعوة والدهم له الرحمة... فال اباسعيد لاتملك الا ان تقول لهم ان فيكم صفات تدل علي نبل خلق وادب جم تستحقون عليها كل حب منا..واعذروني ان خانتني بنت عدنان في ان اكتب واعبر لكم ....نشاطركم فقدكم في احد اعمدتكم الذي رحل عن هذه الفانية بهدؤ ويقين...وانا لله وانا اليه راجعون....وان الحمد لله رب العالمين..
                  

11-11-2012, 02:43 PM

jini
<ajini
تاريخ التسجيل: 02-05-2002
مجموع المشاركات: 30716

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: في أربعينية محمد العباس أبا سعيد (Re: Ahmed El Gasim)

    رحمة الله تغشى العباس الاديب الاريب
    عرفت ال ابا سعيد الحاج رحمة الله عليه منذ اكثر من اربعة عقود فقد كان بروف احمد اباسعيد زميلا وصديقا لى منذ المرحلة المتوسطة والثانوية
    تميزت اسرة ابا سعيد بالعلم والادب والسيرة العطرة
    جنى
                  

11-15-2012, 02:58 PM

saif khalil
<asaif khalil
تاريخ التسجيل: 01-30-2005
مجموع المشاركات: 1529

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: في أربعينية محمد العباس أبا سعيد (Re: jini)

    أوفيت عثمان... وأحسنت رثاء أخيك.. فمثله تبكيه البواكي وتنوحه النائحات...احسن الله عزاءكم .. وتقبله الله قبولا حسنا ..مع الصديقين والشهداء
                  

11-19-2012, 12:39 PM

الرشيد بابكر
<aالرشيد بابكر
تاريخ التسجيل: 01-24-2009
مجموع المشاركات: 5002

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: في أربعينية محمد العباس أبا سعيد (Re: saif khalil)

    و أنا أقرأ ما خطه يراع عثمان أبا سعيد وجدت نفسي و كأني أستمع الى صديقي الدكتور أبو بكر...
    و هو يتحدث بحب كبير عن شقيقة الراحل العباس...
    من خلاله تعرفت الى العباس دون أن ألتقيه...
    و تمنيت لو قدر لي أن ألتقيه و أجلس اليه و أنعم بصحبته و لو لدقائق معدودات....
    صبرا آل أبا سعيد فان رجل بهذه الصفات موعده الجنة...
    نسأل الله أن يتغمده بواسع رحمته و أن ينزله منازل الصديقين و الشهداء و الأبرار...

    و انا لله و انا اليه راجعون......
                  

11-19-2012, 01:02 PM

jini
<ajini
تاريخ التسجيل: 02-05-2002
مجموع المشاركات: 30716

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: في أربعينية محمد العباس أبا سعيد (Re: الرشيد بابكر)

    Quote: عثمان ابا سعيد الحاج ..يرثي والدته تغمدها الله بواسع مغفرته


    بسم الله الرحمن الرحيم
    وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
    لم ألو جهداً ..في رفع أكف التضرع للرحمات ..والتعرض للنفحات .. أكف التسول والتوسل لله العلى الجلى .. فما استراحت ولا ترحرحت روحى وجروحى .. وما استكانت ولا استلانت جوارحى وراحى.. حتى جالت بقيامها ونالت مقامها في مقعد صدق عند مليك مقتدر.. فكانت إشارة وبشارة ومن ثم بشاشة.. والحال هكذا و المقال لم ذا .. والقلم بين أصابعـى مرة .. وملء الكف أخرى .. ومذارف الدمع تدمع تارة وتارة تدمى ..و حشاشتى تحترق وتفترق لهشاشتى .. والقريحة جريحة .. حُبــلى ثكــــلى . تتولى بلواها .تتلوى بلأوائها . تولول ليلها . وتُلْوى لواءها على قامة سامقة . باسقة لاتخطئها العين ولا تغيب عنها الشمس " أمى خديجة بت التوم " وحينما تدلت و تولت أبقت بيننا طيب ذكرها كباقى ضياء الشمس حين تغيب.. إذ كانت كالياسمينة في ميعة الضحى أستظِلها ويطلها الطل وهى رطيب .. و ريحانة قلبى حين أشمها ومؤنستى بعد المغيب .. وكانت نصيب العين من كل لذة فأضحت وما للعين منها نصيب.. فلقد ألانت منا قلوباً قاسية وزرعت لنا في قلوب الآخرين مودة .. وأبقت لنا في الصالحـين ذكرا .. فلقد كانت بحق .. زينة الحياة الدنيا وزهـــــرتها في خُضرتها ونُضرتها .. وهى اليوم من الباقيات الصالحات . جزعـت لها
    في مرضها رأفة ورقة . فلما تنادتها المنية ، إستجابت لصوت النداء وتجاوبت وتوافقت مع كلمة الحق "لاإله الا الله" والكل شهـــود يتلون آى الذكر الحكيم . فلله من داع دعا ومجــــيب .. فلما وقع القضاء سلمــــــت ورضيت .. وامتثلت قول القائل
    وكانت في حياتك لى عظات وأنت اليوم أوعظ منك حيا
    فأنا الشقــــى إذ ليس لى غير الدمع للحــزن شافيا
    فإنى لم أرى إلا قبل يومك ضاحكا
    ولم أرى إلا بعد يومـــك باكيا
    فهل ياتــرى هنالك حياة لامـــوت فيها .. وشباب لاهــرم معه .. وسرور لايغيره ولا يكدره مكروه هيهات هيهات .. فأعلموا أن كل مصيبة لم يُذْهب فرحُ ثوابها حزنــــها .. فذلك الحزن الدائم.. ولولا أنه من فعل الجاهـلية لأقمـت مأتما وعويلا.. بحى ووب !! ولكنى أقول بما يرضى الرب يابر يا ودود لامى الجادة الما حادة .. يابر يا ودود لامى الوليفة الما لفيفة .. يابر ياودود لامى اللطيـــفة الما تليفة .. يابر يا ودود لامى الفهيمة الما طهيمة.. يابر ياودود لامى الفقيهة الما طفيقة يابر ياودود لامى الفسيحة الما سفيهة.. يابر ياودود لامى المليحة الما قبيحة.. يابر ياودود لامى وسيعة البال الما سخينة الحال .. يابر ياودود لامى الظريفة النظيفة الما سخيفة ولا وسيخة .. يابر ياودود لامى العواسة الما كواسة ..يابر ياودود لامى ام عينا سحية الما صارة ..يابر ياودود لامى ام يدا سخية الما تارة ..يابر ياودود لامى ام نفسا رضـــية الما كارة ..يابر ياودود لامى الحرة الحنونة.. يابر ياودود لامى الدرة المصونة .. يابر ياودود لامى المصــــباح المُنًّور .. يابر ياودود لامى مفتاح المَسَور
    حليلك يايمة . حليلك يا الضاوية متل الرتينة بلا لهب . حليلك يايمة . حليلك يا الرزينة الصافيــة متل الدهب . حليلك يايمة .. حليلك يا مطر الخريف .. حليلك يايمة .. حليلك يا الضل الوريف .. حليلك يايمة .. حليلك يا الزولة الوليـــف.. حليلك يايمة .. حليلك يا تمام الكيف .. حليلك يايمة .. حليلك يا الدميرة الواصلة حد القيف
    كنت أسابقها اذا نادى مناد الفجر فكانت السابقة .. وكنت أطاولها في العطاء فكانت السامقة .. والحمـــد لله لقد تركت فينا "زينب" ذاتاً وصفاتاً . فلك كل الشكر فلقد كنت لها نعـم الأم والأخت والولد وكل شئ. فمن لم يشكــر الخلق لم يشكر الخالق . فالشكر موصول لأربتعهم "أسماء"و"مكارم" و"مها"و"محاسن" لما أسديتموها من حسن صنيع كما قالت هى بذلك مرارا وتكرارا و"فاطمة" التى كانت تختصها بالجمــيل النفيس. فعظـم الله أجرنا وآجرنا في مصيبتنا فالصبر حسن العلانية . محمود العاقبة .والجزع فغير مُعوِض عوضا مع مأثمه . فلله ما أعطى ولله ما أخذ.اللهم إنى وهبت لها من حقى ماقصرت فيه من حقك فيما افترضته عليها . وهب لى ماقصرت فيه من حقك . وزدها من فضلك وكرمك وجودك وإحسانك وعفوك وبرك وأرزقها الفردوس الأعلى مع النبييين والصدييقين والشهداء بغير عتاب ولاحساب . وبغير عقاب ولا عذاب . و لا حول ولا قوة الابالله العزيز الحميد .وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
    وإنا لله وإنا إليه راجعون
    ضناك وود حشاك
    عثمان أبا سعيد الحاج
    المدينة المنورة 17/5/1430 هــ الموافق 10/6/2009


                  

11-19-2012, 01:07 PM

jini
<ajini
تاريخ التسجيل: 02-05-2002
مجموع المشاركات: 30716

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: في أربعينية محمد العباس أبا سعيد (Re: jini)

    Quote: بسم الله الرحمن الرحيم
    وصلى اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
    في أربعين أبي الزهراء
    كتبت حتى أدمت يداي ... وبكيت وأدمعت عيناي ... فاليوم مالِ بنات الكنانة لا تطاوعني ... بل تطاولني ... وأنا الخابِّرُ لَبِناتها .. السابر لبنياتها! ببنانٍ يمتلك يراع لم يراعي ما أراه وأراعني .. لقد روعني خبره !؟ أوجعني وأفجعني .. استرق مسمعي .. إسترَّق مجمعي .. أرّق مضجعي .. أجج موجعي .. لقد إنحبست ذرافات أدمعي ... وانبجست زفرات أضلعي .. فصحت شاهقاً بأن لا حول ولا قوة إلا بالله الواحد الأحد .. الفرد الصمد .. وصحوت شاهداً بأن الموت حق .. وكأسه دوار .. ينقلنا من دار البوار إلى دار القرار ... والأخيار منا إلى جنة عرضها السموات والأرض .. فلقد كان منهم كيف لا وهو الذي ...
    اقتادته صحبة الأخيار ... ليقتات من دوحة الأبرار .. ففي "كركوج" تلاقت الأرواح في دورة الأفلاك .. وتلاقحت في دائرة الأملاك .. مع السادة الأشراف "عليهم رضوان الله وسلامه" فكان طموحاً في تلقيه .. جموحاً في ترقيه .. حتى أصبح معروفاً بينهم بأنه من أهل المنال والنوال...
    لقد كان من أهل التقى والنهى .. نقاء في السيرة .. تقاء في السريرة .. لذا دوماً تجده من أهل الصدارة والجدارة .. حيث لا يألوا جهداً في المسابقة والمسارعة إلى الخيرات .. وقضاء حوائج الآخرين دون ما كلل أو ملل ...
    لقد كان متفرداً في نسجه .. متجرداً من نفسه .. سارقاً لذاته ..

    لا قطٌ إلا فيه تشهده .. فكان صمته حديث .. وصوته صمتٌ .. ومابين صمته وصوته .. كانت تشدك إليه وتدهشك ابتسامته الراضية المرضية المطمئنة .. التي أكسبها الحياء حلية كمالٍ وكساها الصفاء حُـلّة جمالٍ فجمعت مابين خشوعٍ وهمس .. فحقيق علي أن أقول إنه مجمع البحرين وواسطة العقد .. وعنقود در الفراديس النفيس ...
    لقد كنت كثيراً ما أجالسه واستخلصه لنفسي واختلس منه الكثير .. الشهامة والشجاعة .. الجود والكرم .. السماحة والندى .. التحدي والتصدي .. العفة والرفعة .. الرفقة والسعة .. الحلم .. الصبر .. والكثير الوفير .. فإنه ينبوع ندى ومعين لا ينضب .. ولقد أوجز وأعجز الأستاذ محمد المكي إبراهيم حينما وصفه بزين الرجال الرزين .. وأشير وأشيد بالشيخ يحيى العوض الذي أثرى نشره ونثره الثر صحائف التاريخ.. ويشع نوراً ليشرق في ظلمات الدياجي والدياجر والليالي السود .. ولكن أخي الصباح لا ينبلج إلا بعد طُولِ وطَولَ عتمة الليل.. فحقاً إنك التوأم .. وقطعاً لقد رضعتما من ثديٍ واحدة .. فعذراً وشكراً لكل من أسهم بكلمة أو أدلى بدلوه .. في هذا البحر الخِضَم ..
    لقد كان شعبياً في وصاله ووصله .. كان لا يفرق بين كبيرٍ وصغير .. غني أو فقير .. كما كان دهرياً ورجل حبوب يحب أكل النعيمية والتقلية وملاح المفروم الأبيض .. ومن المشروبات الكركدي والعرديب والقنقليس "التبلدي" .. أما صدقت؟! يا آمنة .. يا وراثة الغرقان والفرقان .. فلقد كنت الحبيبة إلى نفسه .. إذ أهديتيه ولداً بعد أن ابتلاه الله بأن أسقطت زوجته وهي في شهرها السابع ذكراً .. فكفاك كُفي عن البكاء .. فقد تَبكِيني ولا أَبْكي بعده أحداً .. فقد كُفكِفت المآقي وجفت الأقاحي .. فلقاء الأحبة في الدار العامرة .. خيرٌ منه في دارٍ خربة تفرق بين رفيع و######## .. ووزير وخفير .. فكلهم من تراب وإلى تراب ..
    لقد تداعت عليه أيدي المنون .. وكأنه استخار واختار ذلك تأدباً .. بعد أن أكمل العمر النبوي تماماً وكمالاً .. فيا سبحان الله حتى في مماته كان غاية في التأديب .. وآية في التهذيب ...
    ثلاثٌ وستون عاماً كلها إخاء وإباء .. ورفاءٌ ووفاء .. عناءٌ وعطاء .. حياء .. صفاء .. راحٌ رحيبة نزيهة .. وروح مرحة لطيفة .. ورواحٌ وطلعة زاهية بهية ..
    لقد تداعت عليه كأمٍ شغوفٌ شفوق تُقبل وتُقَبِّل طفلاً غرير تهدهده في مهده.. تداعت عليه في دعة ورقة .. وَدَعَتْهُ .. وودّعته .. وأودعته راحلة الرحيل بلا حراك أو عراك .. بلا نزغٍ أو نزع .. فكان مماته نسك .. وختامه مسك ..
    أودعته راحلة الرحيل إلى مقيلٍ ونعيم مقيمٍ لا يحول ولا يزول .. رافلاً حافلاً بالحور والعين.. فإنه القنديل .. فأقدل يا مصطفى بين البوادي والحضر .. فأخوك بخيرٍ .. وعلى خيرٍ .. مع خير البرايا والبشر .. سيدنا وحبيبنا محمد "صلى الله عليه وسلم" .. والخطب جَلَلٌ جَلْجَلَ في الآفاق .. والمصيبة عظمى .. لجلجت الأعماق .. ولكن الله في عليائه أجلُ وأعظم .. وعزاؤنا أن ذكراك الطاهرة ظاهرة زاهية كالزهراء في غسق الدجى.. يا أبا الزهراء .. ولتنعم في علاك عالياً في أعلى العلا مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وأسلافك الغر الميامين .. فأنت نورٌ تسلسل .. تسلل .. من نسل الأكرمين .. أنت نطفة الغرقان في بضعة الخواض.. فالخواض كراماته طافت الأرجاء .. فطفقت كل الأنحاء .. وطفحت بالكيل كيلٌ وزيادة .. وهو الجد من ناحية الأم .. أما جده لأبيه فهو الغرقان المكنى "بتوريك الحديد" فقد كان من أهل الوصال والكمال .. حتى أنه إذا أتى البحر سَحَراً .. فتلى آي من الذكر الحكيم .. تجد دابة الماء اشرأبت .. خاشعة خاضعة لذكر الله .. (وَخَشَعَت الأَصْوَاتُ لِلرَّحْمَنِ فَلا تَسْمَعُ إِلا هَمْساً ) فإذا كان هذا حال آل بيته وعترته وأهل عبرته فالمولى عز وجل قال في محكم التنزيل (وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُم بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَمَا أَلَتْنَاهُم مِّنْ عَمَلِهِم مِّن شَيْءٍ كُلُّ امْرِئٍ بِمَا كَسَبَ رَهِينٌ)
    وإنا لله وإنا إليه راجعون
    وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

    المفجوع الموجوع
    أخوكم عثمان أبا سعيد الحاج
    المدينة المنورة 14 رمضان 1428هـ
    الموافق : 25/9/2007
                  

11-19-2012, 03:19 PM

راشد سيد أحمد الشيخ
<aراشد سيد أحمد الشيخ
تاريخ التسجيل: 11-15-2012
مجموع المشاركات: 478

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: في أربعينية محمد العباس أبا سعيد (Re: jini)

    سلام على العباس سلام على العباس
    تتقاصر الكلمات عن وصفه وما كان يمثل
    هذا الرجل البحر الموسوعيّ الذي لا يباهي بما لديه من معارف، بل تستلها منه إستلالاً وأنت تحادثه.
    نعمت بمعرفة عباس أبا سعيد في تونس الخضراء وكنت في زيارة الصديق الراحل حسن النور الخبير ومكثت بها
    وقتاً من أجمل الأوقات، كان بتونس وقتها الراحل الشاعر سيد أحمد الحردلو، وإلتقيته مجدداً بالقاهرة وبعية الراحل حسن النور أيضاً، ثلاثتهم غادروا هذه الدنيا ولم يغادروا ذاكرتي أبداً (عباس، حسن وسيد أحمد)

    عزاءي الحار للصديق حسن أبا سعيد الذي لا شك قد شق عليه فقد العباس الذي كان يكن له من المحبة ما يفوق الأخوة ورابطة الدم.

    أستاذنا عبد المنعم وكل آل أباء سعيد لكم الصبر والسلوى فهذا زمان رحيل الكواكب

    له الرحمات محمد العباس أبا سعيد الإنسان الإنسان.
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de