|
أزمة الأخلاق ( أم الأزمات ) .
|
نصف الكوب
أيمن الصادق [email protected]
أزمة الأخلاق ..( أم الأزمات )
حياة الشخص – برأيي- هي في مجملها ( وعاء سلوك وتصرفات ).... وبالطبع مراحل مختلفه تحمل في داخلها مجموعه من الالتزامات – تجاه نفسه والآخرين – وكذلك القرارت ، والمهام ، والواجبات ، والنجاحات ، والاخفاقات والمواقف . وبما ان الشخص يعيش في منظمومه ( وهو جزء منها ) ، لاتخلو مسيرته – في الغالب - من بعض الأخطاء سواءآ كان في حق نفسه او الآخرين ( اسرته ، أصدقاءه ، أفراد في المجتمع ، او في الحق العام ) ... وهذه الاخطاء تتطلب مواجهه ووقفه مع الذات ... ويلزم ذلك رد الحقوق الي اهلها ( ماديه او معنويه ) وبعض الحيان قد لا ينتبه احدهم الي انك أذنبت في حقه او واجهته بالأذي ... ولكنك تعلم يقينآ انك أخطأت في حق الاخرين ، وبطبيعة الحال ان كنا نتمتع بقدر من الانسانيه والخلق الحسن والتصالح مع النفس ( الضمير وسمو الروح وصفاء النفس ان نبادر الي اعلان ذلك ) ... ان نبادر بالإعتـــــــــذار ... وهنا بصدد الحديث عنه .... هذا الذي يعجز الكثيرين ( وللاسف في محيطنا ، وعلي مختلف المستويات والفئات ) عن تقديمه ، او حتي مجرد التفكير فيه باعتباره خط كبريائي أحمر !!! ( ان صح التعبير ) ... وكثير منا اقترح لشخص ما – اشركه في موضوع وطلب منه المشوره او ابداء الرأي – ان يعتذر ( باعتباره ان الاعتذار واجب في ذلك الموقف وليس حلآ فقط ) ..... ليُواجه اقتراحه هذا بصعوبة في القبول او نظرات غاضبه واستنكار ، ليصل الامر في بعض الاحيان الي القول : منو ؟؟ انا اعتذر؟؟ ... !!!! يرفض الاعتذار وفي الوقت ذاته يكون مقرٌ بخطأئه ( سبحان الله ) . ونسمع كثيرآ سادتي ان البعض يتحدث عن الاعتذار ( كثقافه ) ويقول لك البلد دي ما فيها ( ثقافة الاعتذار ) !!! كيف يكون ثقافه وهو حق الآخرين علينا ؟؟!! ــــــــــــــــــــ وبصورة اخري علي الأقل هو لراحة النفس ، وإزالة عنها حمل الآخر عنك ( وأقصد هنا النفس السّويه ) . نشاهد ونسمع عن صور كثيره للاعتذار منه السياسي والدبلوماسي ، كإعتذار دوله لشعب عن حقبه معينه في تاريخها ( فترات الاستعمار ) أو الشخصيات الاعتباريه ( شركات ومؤسسات ) ... او شخصيات عامه سياسيين ومسئولين ( سابقين او في الخدمه ) ، كالذي قدمه رئيس وزراء ايطاليا السابق ، المثير للجدل " سيلفيو برلسكوني " مؤخرآ مستغلآ حوار اجرته معه احدي المجلات الايطاليه ، للشعب الايطالي عن اخفاقه في اتخاذ قرارات ناجعه لمواجة الازمه الاقتصاديه ، بالرغم من انه عدد ان له العديد من المجهودات المتمثله في تقليل معدلات البطاله و الامان الاجتماعي ، وذلك في أسوأ سنوات الازمه ... الا انه اعتذر !!! بقي أن اقول : كل فرد في المجتمع يجب ان يتحرر من المفاهيم الضيقه التي تحصر معني الاعتذار عنده ( في الذل والتنازل عن الكرامه ) ... ونسعي بقدر الامكان الي التمسك بعلوْ الاخلاق وارفعها ( كأفراد في المجتمع ) .... ولا تنتظر ان يطالبك احدهم بالاعتذار ... بل بادر ففيه خلاص وراحه .
قولوا يا لطيف .
|
|
|
|
|
|