الزميل منصور المفتاح مع المحبة والإحترام

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-19-2024, 03:05 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الرابع للعام 2012م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
10-31-2012, 11:17 PM

aydaroos
<aaydaroos
تاريخ التسجيل: 06-29-2005
مجموع المشاركات: 2965

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
الزميل منصور المفتاح مع المحبة والإحترام

    سلامت ومرحبا

    فى البوست دا:يا تبارك شيخ الدين جبريل هل والدك هو الذى تحدث عنه البروف مالك بدرى؟؟

    قلتا:
    Quote: ورغم ذلك كانت أشواقنا تتوق لحضور حصص
    شيخ الدين جبريل الموسوعى بتلودى بالحاره الأولى وكنا أيضا نتصيد
    كرف ببيت الأمانه الثانويه وعبدالرحيم شداد بالأهليه وعبدالله
    عشرى الصديق
    أين ما كان


    السؤال: هل بتقصد عبدالله عشرى صديق أخو محمد عشرى صديق (والأتنين كانوا من مؤسسي جمعية الموردة والهاشماب) ؟
                  

11-01-2012, 01:41 AM

munswor almophtah
<amunswor almophtah
تاريخ التسجيل: 12-02-2004
مجموع المشاركات: 19368

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الزميل منصور المفتاح مع المحبة والإحترام (Re: aydaroos)

    الأخ عيدروس سلام من الله عليك وعلى آلك وذويك أين ما حلوا وما رحلوا

    والشكر لك الكثير على تخصيصك بوستا بإسمى سائلا عن ما قلت فى بوست
    بشرى ود السقاى نعم أقصد عبدالله ومحمد عشرى أدباء الثلاثينات
    مع التنى وكرف وعرفات عبدالله أصحاب مدرسة الفجر وأبناء أختهم
    محمد عبدالوهاب جميل وفتح الرحمن عبدالوهاب جميل وعبدالمنعم عبدالوهاب
    وشقيقه عثمان عشرى الصديق وزوجته التى عملت معها بوزارة الثقافه
    والإعلام قبل الخروج عن السودان نعم كان واحدا منهم موجودا ونحن
    بالثانويه فيا عيدروس إسمك دائما يذكرنى بعظيمين الفارس العيدروس
    الزين أحمد الطيب والناقد عيدروس فيا صاحبى صرت ثالثهم إن لم تكن
    الثانى ولك السلام.




    منصور
                  

11-01-2012, 04:55 AM

Huda AbdelMoniem

تاريخ التسجيل: 01-21-2008
مجموع المشاركات: 1356

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الزميل منصور المفتاح مع المحبة والإحترام (Re: munswor almophtah)

    وكنا أيضا نتصيد
    كرف ببيت الأمانه الثانويه

    رحمهم اللة رحمة واسعة
                  

11-01-2012, 05:30 AM

aydaroos
<aaydaroos
تاريخ التسجيل: 06-29-2005
مجموع المشاركات: 2965

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الزميل منصور المفتاح مع المحبة والإحترام (Re: Huda AbdelMoniem)

    يا زول ما دام إنت حضرت الناس ديل

    فمرفوع عنك النقاش .. نسمع منك وبس


    ومعليش سؤال ورجاء

    السؤال:(هل كان عندك إنتا حاجه منشورة في كتب الأدب الدراسية؟)

    والرجاء:(ممكن تكلمنا شوية عن الأخوين عشري ومعركتهم من أجل أدب سوداني؟)
                  

11-01-2012, 05:59 AM

munswor almophtah
<amunswor almophtah
تاريخ التسجيل: 12-02-2004
مجموع المشاركات: 19368

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الزميل منصور المفتاح مع المحبة والإحترام (Re: aydaroos)

    محمد عشري الصديق ( 1908 – 1972 ) .. بقلم: عبد الله الشقليني


    السبت, 15 أيلول/سبتمبر 2012 07:28



    [email protected]

    (1)
    نحن نفتح أعيننا ومنذ طولتنا ولا ندري أن هنالك ما يخبئه لنا الدهر، أكبر من قدرتنا على الفعل . إن الذهن المتقد والعلم والعاطفة النبيلة وقيم الحق والعدل والمساواة ليست وحدها من تقرر المصائر . فالزمان الذي يعيشه من كان شبابهم في ثلاثينات القرن الماضي ، لا يعرف نُبل الفوارس . الحياة أقسى مما نحسبُ في ذلك الزمان الذي وُلد فيه "محمد عشري الصديق "وشقيقه "عبد الله عشري الصديق" . حينما تكون للحياة فرصة للمنافسة الشريفة ويكون للعدالة والشفافية مقياس واحد للحكم ، عندها تذهب العشائر والقبائل والطوائف في المنعطفات الخفية بأبنائها لسقيفة "بني ساعدة "أخرى . ولا مكان لمنافسة الأصول !. هذه صفحة من مواضي الدهر الذي وقفت بالمبدعين دون الطموح الذي يستحقونه . لذا لم نجده مع مجايليه من الذين تقلدوا مناصب سياسية أو مناصب عليا في دولة تثب إلى الاستقلال ، وكان قلمه يلهب بنيران الوعي والفكر يبشر بالوطنية في زمان مُبكر من تاريخ الحركة الوطنية .
    (2)
    جايل الناقد و الأديب الأستاذ " محمد عشري الصديق " السيد " محمد أحمد محجوب " وكان صديقه . اقتسما المصائر الأولى في التعليم ، درسا الهندسة بما تيسر أن تكون في كلية غردون التذكارية ، واستيقظت أنوار الوعي مُبكراً فيهما وكانا صحافيين يكتبان برؤى فكرية واضحة . ساعدت التغييرات في السودان على النهوض الثقافي للصفوة من بعد اتفاقية 1936 ، التي أعادت مصر إلى واجهة الأحداث بعدما رضيت هي بالفتات من بعد أن تم إبعاد قواتها المسلحة من بعد اغتيال السير " لي استاك " ثم ما أعقبها من ثورة 1924 ، والدور الخفي الذي لعبته في الأحداث وفرّت من دفع الثمن ، الذي مهره أبطال السودان بالدم وبالسجون .
    (3)
    عندما حلّ الحاكم العام " سايمز " بديلاً للحاكم العام " مفي " تبدلت الأحوال في الثلاثينات ، وتغيرت نظرة الإنجليز الغليظة للصفوة وخففت قبضتها ، وانتحت نحو وحدة السودان بديلاً لفصل الجنوب وقوانين المناطق المقفولة . وأسهم " سايمز " في الدعوة إلى تطوير التعليم القاصر باستحداث بعثات للسودانيين لبيروت وإنجلترا . وشجع قيام السودانيين بمنتديات ثقافية تنهل من الآداب وفن القص والنقد بالإطلاع على المراجع والترجمات الإنجليزية ، وكذلك الكتب والمجلات الوافدة من مصر . كان الأستاذ " محمد عشري الصديق " من أولئك الذي اغتنموا فسحة الانفراج ، فأحبت نفسه القصص الإنجليزية والعربية والكتابة الصحافية . و كانت له تراجم لبعض القصص الإنجليزية ، ولكن لضعف وسائل النشر وكلفته لم يتيسر لتلك الدُرر النشر أو الطباعة .
    كانت مرامي المستعمر انشغال صفوته بشاغل الأدب والقص ، وأن يظلوا في عالم آخر بعيدين عن هموم أبناء شعبهم ، وقد أفاض " خضر حمد " في مذكراته عن المورد الثقافي الذي تسلحوا به في ذلك الزمان ، وكان المستعمر يهدف الملهاة التي تُشغل فراغ المثقفين ، فتنأى بصيرتهم عن السياسة المباشرة وهموم موطنهم وقضايا شعبهم .
    (4)
    كانت تلك هُدنة للإطلاع ، وجمعُ الأتراب والأصدقاء في لقاءات في البيوت للقراءة والحوار والنقد. يستجلبون من مصر الكتب ، ويستدينون اثمانها من الوكلاء بالسودان . أما الصحافة الناشئة فقد استعاضوا بها عن نُدرة دور النشر ، وكلفة الطباعة فسجلوا مقالاتٍ ثقافية رصينة . فكانت الصحافة هي المنتدى الحُر . ومنه نما المثقف وصعد إلى السياسة كاحتياج ضرورة ، لأن بيدها الفعل والمال والتخطيط والضبط والقوة والحزم . ومن هنا أزهرت الحركة الوطنية بأقلام ساهرة مُدربة ، اطلعت و استجلبت قوانين المستعمرين في بلدانهم وحرياتهم التي ضنوا بها على السودانيين لتكون مثالاً يُحتذى . وأُسقط في يد المستعمر بعد أن استبدل الإدارة الأهلية وزعماء العشائر والقبائل والطوائف ومنحهم السلطات الإدارية والقانونية . لم يبتعد المثقفون والمتعلمون عن الاهتمام بقضايا الوطن ، ومعرفة الداء وطرائق المعالجة ، لأن زعماء العشائر والقبائل والطوائف ليس لهم من أفق مُتسِع ليضرب في غيوم المستقبل أو يكون لهم رؤيا ، ولكن العِلم والمعرفة والإطلاع هي التي مكنت الصفوة من سبر غموض القوانين ونُظم الإدارة والحكم ، وقد قرءوا إنجيل الإدارة الأهلية الإنجليزي وعرفوا شفرة الحُكم ونُظم إدارة الجماعات . ومن هناك بدأت يقظة تلك الصفوة وتحدرت من تلال الثقافة إلى سهول السياسة ، وإن كانت العقبات تقف في أوجههم واحدة إثر أخرى . فالطائفية والقبلية في ظل الأمية تجد نُصراءها من العامة فيتحلّقون حول زعامتهم. لا يحتاجون منهم برنامج حُكم أو إدارة واختلط توقير رواد مؤسسة الخلاوى الدينية وسلالاتهم من بعدهم . وجعلت أنموذج ديمقراطية " وست منستر " اللاحقة وسيلة ليكوّن الزعماء ثقلاً لنصرتهم في صناديق الاقتراع ، في حين ظل الصفوة من المتعلمين والمثقفين بلا جماهير ، إلا بعض جماهير المدن ، وما استطاعت الصحافة أن تكون جماهير للمنافسة . ورغم ذلك فطن أولئك الزعماء التقليديون للصحافة مبكراً وبمالهم موّلوها لتكن ناطقة بأفكارهم . فتطور خطاب مؤتمر الخريجين إلى قضايا الوطن رغماً عن تلك الصعاب .
    (5)
    التحق " محمد عشري الصديق " بكلية غردون التذكارية وتخرج في قسم الهندسة عام 1929م.عمل موظفاً في فترات مختلفة ثم انتقل إلى الصحافة. أصبح رئيس تحرير بجريدة (صوت السودان) في الأربعينات. التحق بفرقة المهندسين الثانية ملازما أول في قوة دفاع السودان أثناء الحرب العالمية الثانية.
    في خضم النضال أعيد نشر مذكرة الأستاذ " محمد عشري الصديق " عن التعليم التي بعث بها إلى لجنة اللورد " دي لاوير " التي زارت السودان عام 1937 لكتابة تقرير عن التعليم .إذ كانت المذكرة مطابقة للآراء التي دعت لها مجلة " الفجر" لصاحبها " عرفات محمد عبد الله ".عمل هو في لجنة الدستور. عمل بوزارة الري. التحق بفرقة المهندسين الثانية ملازما أول في قوة دفاع السودان أثناء الحرب العالمية الثانية.
    (6)
    وكانت هناك جمعيتان أدبيتان بارزتان في الثلاثينات . إحداهما جماعة الهاشماب والأخرى جماعة " أبو روف " . وتكونت جماعة "الهاشماب "من الخريجين المنتمين لعائلة الهاشماب وأصدقائهم من أبناء حي الموردة . ومن أبرز أعضائها " محمد أحمد محجوب ، وعبد الحليم محمد ، ويوسف التني ، ومحمد عشري الصديق وعبد الله عشري الصديق . وتألفت جماعة أبو روف من مكاوي سليمان أكرت وحسن عثمان وحسين عثمان والنور عثمان وعبد الله ميرغني وخضر حمد وغيرهم . وتألفت جماعة ود مدني من أحمد خير وإسماعيل العتباني وإبراهيم عثمان وإبراهيم أنيس وقامت تلك الجمعيات بأنشطة دراسية وصحافية مميزة . معظم أعضاء هذه الجماعات من خريجي كلية غردون العاملين بخدمة الحكومة . ولما اندلع لهيب ثورة 1924 كان معظمهم في عهد الطلب أو خريجين في أول الطريق .
    (7)
    للكاتب " محمد عشري الصديق " كتاب (آراء و خواطر) أصدرته لجنة التأليف والنشر بوزارة الإعلام والشؤون الاجتماعية السودانية، الخرطوم، 1969م ،جمع فيه مقالاته التي كان ينشرها بالصحف والمجلات. له رؤى في التعليم منها أن السودان في حاجة أن يهجر أبناؤه وبناته نفرة آبائهم للحروب ، إلى أن يسلك شعوب السودان طريقاً للعلم والتقدم والبناء . وله موقف ضد سدنة الحياة التقليدية من زعامات طائفية وقبلية وعشائرية .وله رأي واضح بأنها تقف حائلاً ضد تطور الوطن .له أيضاً دراسات أدبية ونقدية ذات مستوى رفيع، يملك ناصية اللغتين الإنجليزية والعربية . ترجم روايات عديدة من الإنجليزية إلى العربية ولكنها لم تجد طريقاً للنشر للكلفة الباهظة ، ويقف التمويل عقبة كبرى .
    (8)
    ذكره " محمد أحمد محجوب " في مقالاته التي كتبها في مجلة " الفجر" وجمعها في سِفرٍ أسماه ( نحو الغد ) :
    { وأخيراً أدباء الشباب يجهرون بآرائهم في الأدب المصري على صفحات الجرائد والمجلات السودانية والمصرية ، وإني لأذكر أن كتاب " صندوق الدنيا " للأستاذ " المازني " نقده صديقي الأديب " محمد عشري الصديق " نقداً نشرته السياسة الأسبوعية ، ولا أظنني مبالغاً إذا قلت إن ذلك النقد من خير ما قرأت من المقالات التي كُتبت عن ذلك المؤلف على كثرة ما كتب عنه .والذي ساعد على هذا الاتجاه الحسن هو إدمان بعض الشباب قراءة الكتب الإنجليزية كما يقرأها أدباء مصر البارزون ، فهم يقرءون لأعلام الأدب الإنجليزي قديمه والحديث ويطلعون على الأدب الروسي والألماني والفرنسي والنرويجي عن طريق اللغة الإنجليزية ، ويتناولون هذه الآثار الأدبية بالنقد والغربلة .}
    (9)
    ويستمر " محمد أحمد محجوب " في سفره سابق الذكر :
    { وأول الصداقات التي أحدثك عنها صداقة " جيني " و " شلر " الكاتبين الألمان . فلقد تأصلت بينهما صداقة على الرغم من أن " جيني " كان يكبر صديقه بسنوات عشر . والذي كان بائساً ومريضاً فأنعشته صداقة ذلك الشاعر العظيم ودفعته لأن يصدر خير تراثه الأدبي . وإن لم تنتج صداقتهما سوى رواية " وليم تيل " وهي آخر رواية أتمها " شلر " في لكفى وهي من الأعمال الأدبية ذات القيم الرفيعة ، وأذكر أن صديقي الأديب " محمد عشري الصديق " نقلها إلى العربية عن اللغة الإنجليزية في ترجمة دقيقة ولكنها لا تزال سجينة في مكتبه كمعظم ما كتبه ، وذلك لضيق ذات اليد وفقدان الناشر .}
    (10)
    أورد البروفيسور "محمد عمر بشير "في سِفره (تاريخ الحركة الوطنية في السودان 1900- 1969) –الذي ترجمه للعربية : هنري رياض ، وليم رياض ، الجنيد علي عمر، الكثير عن ذلك الجيل ومناخ الحياة الثقافية والاجتماعية والسياسية العامة أيام الاستعمار في الثلاثينات من القرن الماضي ، وقد تضمن ذكر نشاط الأستاذ " محمد عشري الصديق " الصحافي والفكري :
    { في رأي " سايمز " - الحاكم العام فيما بعد الحاكم العام " مفي - أيضاً أنه وجب تشجيع هذا الاتجاه والسماح بتطويره وازدهاره . وبوجه أخص بعد الظروف الجديدة المترتبة على معاهدة 1936 م . لذلك شجع على زيارة مزيد من السودانيين لبريطانيا وإرسال بعثات من الطلاب السودانيين للدراسة في جامعات بريطانيا وبيروت وتأسيس نادٍ للثقافة . ووجدت سياسة " سايمز " ترحيباً حاراً من جانب المثقفين السودانيين . ووفقاً لقول أحد الجامعيين : كانت مبادئ " سايمز " تقدمية إلى الحد الذي جعلها تلقي ظلالاً من المستوى الفكري والعملي لم يعرفه أي قطر آخر من المستعمرات الأفريقية لبريطانيا حتى الحرب العالمية الثانية . إن ذلك الرجل الحصيف قد تجاوب تجاوباً عميقاً مع " الانتلجينسيا " السودانية التي استشعرت أنه وقف بجانبها يعضدها ويؤيدها .
    ففي أم درمان اتخذ النشاط الأدبي والثقافي للخريجين شكل القراءة في حلقات أدبية . فقد جرى العمل على أن تتلقى جماعة صغيرة من الخريجين في منزل واحد منهم للقراءة ومناقشة الكتب والجرائد والمجلات الواردة من مصر وإنجلترا . وأضحت فكرة القراءة الجماعية أمراً شائعاً بين الخريجين . وفيما بين 1927 – 1934 .أصابت الخريجين حمى قراءة الأدب وكتب السياسة . وكان ازدياد الكتب التي يقرأها الخريج هي الدلالة على مدى ثقافته وفي ذلك النشاط تأثر المثقفين بالحركة الثقافية السائدة بمصر . والكتابات الشعبية والجادة لطه حسين ومحمود عباس العقاد ومحمد حسين هيكل ومحمد عبد القادر المازني ، هي النوافذ التي رأى المثقفون من خلالها العالم الخارجي بما في ذلك العالم الأوروبي . وأضحى الشعراء والنقاد الجدد مثل عبد الرحمن شوقي والأمين علي مدني وحسين منصور والتيجاني يوسف بشير اسماء لامعة في عالم الأدب . وفضلاً عن ذلك ، كان هناك اتجاه جاد نحو المسرح . ومن ثم ألفت روايات مسرحية مستمدة من البيئة السودانية مثل " تاجوج " و " خراب سوبا " ، كما تألقت فرقة للمسرح بقيادة " صادق فريد " .
    وبعد وفاة " عرفات محمد عبد الله " في 1936 ازداد ميل مجلة الفجر صوب السياسة وأصبح "أحمد يوسف هاشم "الذي تخرج من المعهد العلمي وأمضى فترة بمصر ورغم أن أساس تعليمه يمكن وصفه بأنه تقليدي ، إلا أن أحمد يوسف هاشم كان صاحب أفكار عصرية . ولما أضحى رئيساً للتحرير في 1937 . أكد دور "الفجر" كمنبر لا يخدم مصلحة غير مصلحة السودان . وكتب يقول : إننا نحتاج إلى كتابة تاريخنا وإلى تصفيته من الآراء غير الصحيحة التي أدخلها عليه السائحون من الكتاب والمغرضين من المؤرخين . إننا نحتاج إلى إيجاد ادبنا الخاص وتكييف ثقافتنا الخاصة ، وعلينا من ناحية أخرى تشجيع التعليم وبصفة خاصة التعليم العالي ومحاربة القبلية والطائفية والإدارة الأهلية .
    وبعد ستة أشهر أعاد سرد أغراض " الفجر " في مقال ورد فيه أن الأغراض هي :
    1- خلق وتحريك الشعور القومي والقضاء على سلطان القبيلة .
    2- تكوين جبهة قومية متحدة .
    3- محاربة الحزبية .
    4- السعي للحكم الذاتي بصرف النظر عن تقرير السيادة .
    5- مقاومة الإدارة الأهلية في شكلها الحالي إذ أنها لا تؤدي للحكم الذاتي .
    6- المطالبة بالمكان الأول للسودانيين .
    7- ايجاد نظام للتعليم كامل وصحيح .

    ولخص البرنامج المكون من سبعة نقاط التفكير السياسي لفئة المثقفين وبرنامج عملهم , ووجدت النقطة السابعة الخاصة بالتعليم عناية خاصة من كتاب الفجر وغيرهم من الكُتاب. فلقد أعيد نشر مذكرة الأستاذ " محمد عشري الصديق " عن التعليم التي بعث بها إلى لجنة اللورد " دي لاوير " التي زارت السودان عام 1937 لكتابة تقرير عن التعليم ، باعتبار أن المذكرة مطابقة للآراء التي دعت لها مجلة " الفجر" }
    (11)
    أورد الأستاذ والسياسي المخضرم " خضر حمد ". في مذكراته عن الحركة الوطنية السودانية – الاستقلال وما بعده " حديثاً شمل سيرة جملة من المثقفين في ذلك الزمان ومن ضمنهم الأستاذ " محمد عشري الصديق " :
    { في سنة 1931 أصدر المرحوم "محمد عباس أبو الريش " مجلة " النهضة " السودانية وقد سلكت مسلكاً أدبياً خالصاً والأدب دائماً هو الشرارة وهو الوسيلة لنشر الوعي والمعرفة وكان الذين يعاونونه بعض الشبان في مقدمتهم المرحوم عرفات والمحجوب ومحمد عشري الصديق وعدد كبير من أدباء ذلك العهد . وكنت أكتب في الاجتماعيات باباً خاصاً تحت عنوان " الواقع " وإمضاء " محتار " فقد كانت حيرة ما بعدها حيرة في واقعنا آنذاك وكتبت في القصة والأدب والشعر ولكن كل ذلك كان تحت إمضاءات مستعارة .}
    (12)
    وقد أورد الصحافي الأستاذ " عبد الله رجب " ضمن كتابه الجامع " مذكرات أغبش " عن الأستاذ " محمد عشري الصديق " :
    {أدت أيلولة جريدة " النيل " إلى "دائرة المهدي " إلى تحرك الختمية فكونوا "شركة السلام " وجريدة " صوت السودان " بزعامة المرحوم الشيخ أحمد السيد الفيل والمرحوم البكباشي " خلف الله خالد والمرحوم الشيخ " محمد الحسن دياب " والقاضي " الدرديري محمد عثمان " والمرحوم المهندس " ميرغني حمزة " والتجار المرحوم " كشة عبد السلام " والشيخ " يحي عثمان الكوارتي " والشيخ أورتشي وغيرهم .
    وظهرت " صوت السودان " في تلك الأيام حيث تعاقب على تحريرها الأستاذ " محمد عشري الصديق " والأستاذ " حسن بدري " ثم "إسماعيل العتباني " في أوائل الأربعينات . وقد عاونه في تحريرها نخبة هم جماعة " صالون الفيل " أحمد خير الذي كان يدرس الحقوق ، وأحمد مختار وعلي حامد ومحمد عامر بشير – وقد تولى تحرير الصوت المرحوم " عبد الله ميرغني " بعد عتباني في سنة 1945 م .}
    *
    لقد جايل الأستاذ " محمد عشري الصديق " : حسن عثمان بدري وإسماعيل العتباني ومحمد عامر بشير و محمد الخليفة طه الريفي ومحمد أحمد السلمابي ومحمد أمين حسين وأحمد السيد حمد و عبد العزيز حسن وجعفر حامد البشير ومحمد عبد الجواد و حسان محمد أحمد وعلي الشيخ البشير ومحمد زيادة وعبد الجبار محمد أبوبكر وحسن دراوي وعثمان عقيلي والطيب شبشة وعوض الكريم أحمد أبوسن(كشاجم ).
    _____
    المراجع :
    (1) مذكرات أغبش ، عبد الله رجب .
    (2) " مذكرات خضر حمد ".الحركة الوطنية السودانية – الاستقلال وما بعده.
    (3) " تاريخ الحركة الوطنية السودانية ( 1900- 1969 ) ، محمد عمر بشير.
    (4) شبكة منتديات كسلا الوريفة ، الكاتب : عبد الله محمد عثمان : http://www.kassalaland.net/phpbb/viewtopic.php?f=1&t=7206&start=0


    عبد الله الشقليني
    11/9/2012
                  

11-01-2012, 06:16 AM

munswor almophtah
<amunswor almophtah
تاريخ التسجيل: 12-02-2004
مجموع المشاركات: 19368

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الزميل منصور المفتاح مع المحبة والإحترام (Re: munswor almophtah)

    السودانوية كمنظور ابداعي

    أحمد الطيب – والمنظور السودانوي


    الدعوة إلى أدبي سوداني يحمل مكونات وملامح الإنسان السوداني بكل أبعاده الثقافية والاجتماعية المميزة ، دعوة قديمة بدأت منذ عشرينات القرن الماضى بعد أن بدأت ملامح الأمة السودانية تتضح وتتبلور إثر بروز السودان بمساحته الجغرافية المعروفة الآن .

    ويعتبر الأديب والشاعر حمزة الملك طمبل ، من أوائل من نادوا بضرورة أن يعبر الأدب عن الهوية الثقافية لأهل السودان ، وذلك في كتابه ( الأدب السوداني ومـا يجب أن يكون عليه ) الذي صدرت طبعته الأولى في عام 1928م ، والذي أنتقد فيه شعراء مدرسة الإحياء : محمد سعيد العباسي ، محمد عبد الله البنا و عبـد الله عبـد الرحمن لاكتفائهم بتقليد الشعر العربي القديم ودعاهم إلى التعبير عن البيئة السودانية في أشعارهم . وكان حمزه الملك طمبل قد نشر هذه المقالات في جريدة " الحضارة" التي أغلقت في وجهه قبل إتمام نشر هذه المقالات التي ضمها كتابه " الأدب السوداني وما يجب أن يكون عليه " وذلك لأن الدعوة كانت في ذلك الوقت جديدة وغريبة . ويرى المرحوم الدكتور / خالد الكد في بحث له نشر بمجلة الدراسات السودانية ، أن حمزة الملك طمبل هو أول من أستعمل كلمة ( سوداني ) لوصف الهوية الثقافية لأهل السودان .

    وفي الثلاثينات واصلت جماعة مجلتي " النهضة " و " الفجر " عرفات محمد عبد الله ، محمد أحمد المحجوب ، عبد الحليم محمد ، محمد وعبد الله عشري الصديق ، التجاني يوسف بشير ، التني ، السيد الفيل ، أحمد يوسف هاشم وخضر حمد ، واصلت الدعوة إلى الأدب القومي السوداني وإبراز الشخصية السودانية وخصوصيتها . وقد تزامنت دعوة جماعة ( الفجر ) إلى أدب قومي مع الدعوة إلى الأدب القومي التي أطلقها في مصر في الثلاثينات ، محمد حسين هيكل وتبناها معاوية محمد نور ومجموعة من أصدقائه عرفوا بجماعة العشرين . وقد قاد معاوية نور في الصحف المصرية حملة نشطة للدعوة إلى الأدب القومي ودافع عن الفكرة بشدة . والمقصود بالقومي هنا ، المحلي ، وليس المقصود به المعنى السياسي والحزبي .

    ولم تنقطع الدعوة إلى أدب سوداني يعبر عن المكونات الحضارية والثقافية واللغوية للأمة السودانية . وفي الخمسينات والستينات وبتأثير من حركات التحرر الوطني والمد الثوري والدعوة إلى القومية العربية ، برز تيار جديد ينادى بخصوصية الهوية الثقافية للشخصية السودانية التي لا هي بعربية صرفة ولا إفريقية صرفة ، وإنما هي مزيج متجانس من العنصرين العربي والإفريقي . وعرف هذا التيار بمدرسة ( الغابة والصحراء ) ، الغابة إشارة إلى البعد الإفريقي ، والصحراء إشارة إلى البعد العربي .

    وقد نجح هذا التيار في ترسيخ فكرة الأفروعربية للثقافة السودانية حتى أصبحت من الثوابت التي لا يمكن التشكيك فيها . لكن يبدو أن بعض المثقفين لم ترقهم مصطلحات مثل ( الغابة والصحراء ) أو ( الأفروعربية ) إذ رأوا أنها غير كافية للتعبير عن الواقع المتشابك الذي تموج به الساحة السودانية . ففكروا في مصطلح يبرز هذا التشابك . فكــان مصلـــح ( السـودانوي ) و ( السودانوية ) الذي اشتهر على يد الأستاذ أحمد الطيب زين العابدين .

    أرتبط مصطلح ( السودانوية ) بالمرحوم الأستاذ / أحمد الطيب زين العابدين .. واشتهر المصطلح من خلال عموده الأسبوعي الذي كان يحرره بجريدة ( السودان الحديث ) في الفترة بين عامي 1995 – 94 تحت عنوان ( منظور سودانوي ) غير أن الأستاذ أحمد يقول إنه لم يكن أول من استعمل لفظ سودانوي فقد سبقه إلى استعماله الأستاذ / كمال الجزولي والدكتور نور الدين ساتي . ويقول إنه شخصيا لم يستعمل هذا المصطلح إلا في عام 1980 م .

    ولكن لماذا ( سودانوي ) وليس سوداني ؟

    يقول أحمد زين العابدين إنه يقصد بسودانوي أي مشروع نظري أو إبداعي يجعل للسودان قيمة استثنائية بحيث تبرز كقيمة قادرة على تفسير ذاتها بذاتها ، وذلك قياسا على ( إنسانوية ) التي يقصد بها الدراسات التي تجعل للإنسان قيمة أساسية في أي مشروع منهجي ، وبخلاف المعنــى المــألوف لكلمــة ( إنسانيــة ) وقاســا علـى ( مصروي ) فالمصرويات عند علماء الآثار هي الدراسات التي تقتصر على الحضارة المصرية القديمة .

    إن المنظور السودانوي بالنسبة لأحمد الطيب " واقع وجداني أو شعور فردي بالاختلاف والخصوصية الثقافية لأهل السودان " إنه إحساس بالتفرد بحيث تتعدد الثقافات وتتوحد في شعور جامع " إنه رؤية للخصوصية التي تتجلى في أرقى صورها في الإبداع الأدبي والفني .

    وقد قرن أحمد الطيب القول بالعمل في مجموعته القصصية الرائعة ( دروب قرماش ) التي يصور فيها الإنسان السوداني بكل مكوناته الثقافية والوجدانية المتشابكة . وقد أتخذ منطقة شرق دارفور ( ريفي أم كدادة ) مرتع صباه مسرحا لأحداث هذه المجموعة القصصية . حيث تتداخل القبائل وتتفاوت في انتماءاتها العرقية والثقافية ، من عربية بادية إلى مستعربة إلى إفريقية . وحيث الطبيعة لا تزال في بكارتها وعنفوانها وحيث البيئة المحلية لا تزال غنية بأساطيرها وأحاجيها وأهازيجها .

    وقد أنعكس كل ذلك على الفضاء الداخلي للقص ، حيث تراوحت لغة الحوار بين العربية البادية والعربية الهجين التي يخالطها شئ من العجمة وتفاوقت تبعا لذلك أسماء الشخصيات وتنوعت الأهازيج والإيقاعات ، الشيء الذي أضفى على قصص المجموعة حرارة وحيوية تفتقدها الكثير من القصص . وأعتقد أن الأستاذ أحمد قد حقق بهذه المجموعة نجاحا قصصيا متميزا لم يسبقه إليه سوى الطيب صالح ، إبراهيم إسحاق وفرانسيس دينق .

    وفي آخر حوار صحافي أجرى معه ونشر قبيل رحيله ، بجريدة ( سنابل ) يقول أحمد الطيب : إن هذه المحلية التي يستنكفها البعض هي العالمية نفسها . ويتساءل : ماذا كان يمكن أن يحدث للطيب صالح لو لــم يكــن يكتــب عــن دومـة ود حامـد ؟ هل ستهتم به الدنيا ؟ وما معنى أن أكون ساكنا في قطية في غرب السودان ثم أكتب قصصا أتحدث فيها عن الستائر المخملية ؟

    وفي إشارة ذكية جدا إلى ضرورة التمسك بخصوصيتنا الثقافية وضرورة التعبير عنها دائما ، يقول في هذا الحوار : نحن في السودان ينبغي ألا نفتعل المواقف لارضاء الآخرين .. الحقيقة أن الآخرين إنما ينظرون إلينا باعتبار أننا الآخر الثقافي ويتوقعون منا أن نعطي ما عندنا وليس ما عندهم .




    عبد المنعم عجب الفيا
                  

11-01-2012, 06:18 AM

munswor almophtah
<amunswor almophtah
تاريخ التسجيل: 12-02-2004
مجموع المشاركات: 19368

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الزميل منصور المفتاح مع المحبة والإحترام (Re: munswor almophtah)

    مقتطفات من قراءة فى تاريخ الحركة الوطنية فى السودان .. بقلم: هلال زاهر الساداتى


    الخميس, 14 حزيران/يونيو 2012 07:39



    التاريخ وقائع مجردة من الزيف وحقائق لا تتلون بالعاطفة او الاهواء او هكذا يجب ان يكون وللاسف فان الأجيال المتتالية تجهل تماما تاريخ وطننا السودان ولا استثنى نفسى فان ما تلقيناه فى المدارس عن تاريخ السودان كان مبتسرا وبالغ القلة ،وان ما كتبه المؤرخون البريطانيون او الأجانب كان بعضه لا يخلو من التحيز وعدم الدقة ،وان كان هناك مؤرخين ثقاة من البريطانيين فانهم قلائل وكتاباتهم غير متاحة للكثيرين لانها باللغة الأنجليزية .وان من كتبوا من الأكاديميين كانت مرجعيتهم كتب المؤرخين البريطانيين ووثائق المخابرات لحكومة السودان ووثائق قصر الحاكم العام خلال حكم البريطانيين والمصريين ودار الوثائق السودانية،ولقد آثرت ان القى بعض الضوء على الأدوار المختلفة اتى قام بها طوائف وجماعات الشعب السودانى بأسره معتمدا فى ذلك على كتاب المغفور له البروفسر محمد عمر بشير وعنوان الكتاب،تاريخ الحركة الوطنية فى السودان ـ 1900 ـ1969 ،ونقله من الأنكليزيه الأساتذة هنرى رياض ووليم رياض والجنيد على عمر ، وراجعه الدكتور نور الدين ساتى ـكلية الاداب ـجامعة الخرطوم والكتاب صادر من دار الجيل ببيروت ـلبنان فى طبعته الثانيةـ1407ه م1987 م وسنبدأ بدور كل من الخريجين ـالعمالـ والفلاحين ـوصغارالتجارـ الجيش-الأحزاب ـالطلاب ـ ودور السيدين على الميرغنى وعبدالرحمن المهدى. وقد اورد الكاتب فى ذيل صفحات الكتاب المراجع التى اخذ منها معلوماته.ولقد اقتطفت ونقلت جملا وعبارات من الكتاب طبقا لما كتبه المؤلف .

    دور الخريجين وانشاء مؤتمر الخريجين العام
    لقد كان لمؤتمر الخيجين القدر الاعلى فى الحركة الوطنية ،وقد نبعت فكرة تجمع الخريجين فى اندية انحصرت فى البداية فى مدينتى ودمدنى وامدرمان وانحصرت ايضا فى خريجى كلية غردون والمدارس المتوسطة ،ثم عدل الأنتساب فضم كل من تلقى تعليما فوق المرحلة المتوسطة وذلك عندما تطورت الاهداف من العمل الثقافى والاجتماعى الى العمل السياسى ،ويرجع الفضل فى ذلك الى ناديى الخريجين بودمدنى وامدرمان والى نشاطهما المكثف فى الجانب الثقافى بالقاء المحاضرات وتنظيم الليالى الشعرية والأحتفال بحلول العام الهجرى والعيدين فكان يتبارى فيها كبار الشعراء والأدبآء ،ولا بد من الذكر هنا جمعيتان ادبيتان فى امدرمان كان لهما بالغ الأثر فى النشاط الثقافى والأدبى ،وهما جماعة االهاشماب من الخريجين المنتمين لعائلةالهاشماب واصدقائهم من ابئاء حى الموردة ، ومن ابرز اعضائها محمد احمد محجوب عبدالحليم محمد ويوسف التنى ومحمد عشرى الصديق وعبدالله عشرى الصديق ، وتكونت جماعة اابى روف من مكاوى سليمان اكرت وحسن عثمان وحسين عثمان والنور عثمان وعبدالله ميرغنى وخضر حمد .وتالفت جماعة اخرى بود مدنى من احمد خير واسماعيل العتبانى وابراهيم عثمان وابراهيم انيس ،ومعظم اعضاء هذه الجماعات من خريجى كلية غردون العاملين بخدمة الحكومة ،ولما اندلعت ثورة 1924 كان معظمهم طلاب او خريجين حديثين ،وعند اصدار مجلة الفجر فى 1934 برئاسة عرفات محمد عبدالله والذى لعب دورا فعالا فى ثورة 1924 ولاذ بالفرار الى مصر حيث عاش هناك فى شظف ،وخاب امله فى الوطنيين المصريين والسياسة المصرية وعاد الى السودان فى عام 1933 ، ونجحت مجلة الفجر فى ان
    تصبح المجلةالاولى للانتلجنسيا السودانية ، وكانت روح المجلة وطنيه ،ولكنها اقرب الى الثقافة منها الى السياسة .وهدفها (خدمة الاداب والفنون والثقافة العامة وخدمة الامة السودانية واللغة العربية وقول الحق بغير خضوع لفئة أو فرد ) وبعد وفاة عرفات محمد عبد الله فى 1936 ،تولى احمد يوسف هاشم رئاسة تحرير المجلة ،واضحى ازدياد ميل مجلة الفجر صوب السياسة .ولما كانت من اهداف المجلة المعلنة تطوير التعليم وايجاد نظام للتعليم كامل وصحيح فقد اعادت نشر مذكرة محمد عشرى الصديق عن التعليم التى بعث بها الى لجنة اللورد ديلاوير التى زارت السودان فى 1937 لكتابة تقرير عن التعليم ،اعتبارا الى ان المذكرة مطابقة للاراء التى دعت لهامجلة الفجر،ففى رأى عشرى كان الرأى العام مجمعا على المطالبة بتعليم صحيح ومعافى ،واعترف بانه وزملاءه على صلة وثيقة بالحضارة الغربية ومثلها ،اذا كانت هى المثل التى ترسمها المثقفون السودانيون ،وهى تتحصل فى (تحقيق الشعور الذاتى والتعليم والحكم ) وان هذه الاغراض لا يمكن الوصول اليها الا عن طريق التعليم الحامعى .
    وناقش محمد عامر بشير (فوراوى)احد اعضاء جماعة الفجر ـدور التعليم باعتباره مفتاحا للتقدم واقترح التوسع فى اعمال بخت الرضا واصلاح مناهجها عن طريق ادخال علوم مثل الجيولوجيا والقانون والاقتصاد وذلك بقصد تخريج موظفين عصريين للعمل فى الادارة الاهلية . وكان اول من دعا الى تكوين مؤتمر للخريجين فى محاضرة له عن(واجببنا السياسى ـمؤتمرالخريجين ) بنادى الخريجين بود مدنى هو احمد خير نشرت بعض فقراتها فى الصحف المحلية. ووجد المشروع قبولا وترحيبا كبيرا من الخريجين ،وتم انعقادالاجتماع العام الذى دعا اليه نادى الخريجين بامدرمان فى 17 يناير 1938 واتفق فى الاجتماع على الا تقتصر عضوية المؤتمر على اعضاء نوادى الخريجين،ووافق الاجتماع على ان يفوض للجنة مهمة تنظيم المشروع. , والأعضاء الذين تم تعيينهم فى هذه اللجنة التحضيرية هم : اسماعيل الأزهرى ومكى شبيكة واسماعيل عثمان صالح وحمد محمد ياسين وعلى محمد احمد واحمد عثمان القاضى وحسن على كرار وعبد الماجداحمد ومعنى محمد حسن ومحمد عثمان ميرغنى وابراهيم احمد حسين وعثمان شندى وعبالله ميرغنى ويحى الفضلى وجمال محمد احمد، وكان اولئك الأعضاء يمثلون مختلف الاتجاهات السائدة فى صفوف الخريجين فى ذلك الوقت.
    وانعقد الاجتماع التأسيسى للمؤتمر فى 12 فبراير 1938 وحضره 1180 خريجا واشتمل على كل الخريجين المقيمين بالعاصمة المثلثةتقريبا وقلة من خارج العاصمة ،واجاز الاجتماع الدستور المقترح واطلق على المؤتمر (مؤتمر الخريجين العام)واهدافه (خدمة اهداف البلاد والخريجين واشتملت العضوية على الخريجين من المدارس السودانية والمعاهد فوق مستوى المدارس الاولية .وتم انتخاب لجنة من ستين عضوا" (اللجنة الستينية))ثم انتخبت هذه اللجنة لجنة تنفيذية من خمسة عشر عضوا"، وعلى هذا ظهر اخيرا المؤتمر العام للخريجين على مسرح السياسة السودانية ،وانتخب اسماعيل الازهرى الذى حصل على اكثرية الاصوات لدى انتخاب اللجنة الستينية واللجنة التنفيذية ايضا سكرتيرا للمؤتمر ،وعبالله ميرغنى مساعدا"للسكرتير ،والدرديرى محمد احمد امينا للصندوق ،وحماد توفبق محاسبا
    وفى اول اجتماع للجنة التنفيذية قررت الا تنتخب رئيسا"دآئما" على ان يتم تعيين الرئيس من بين اعضائها لمدة شهر ،وعلى هذا عين حسن الظاهر اول رئيس للجنة .وسجل صوت شكر لاحمد خير الذى يرجع اليه الفضل فى المناداة بالفكرة
    وكانت اللجنة التنفيذية مثل اللجنة التحضيرية تمثل خليطا"من الافكار السياسية ،ومعظم اعضائها من موظفى الحكومة ،وبعض الاعضاءمن التجاروالحرفيين والضباط المتقاعدين وصغار الخريجين ،وكنتيجة لطبيعة وضخامة هيكل المؤتمر عكس المؤتمر شتى الاتجاهات والمطامح السياسية للخريجين ،ووجد كل منهم مكانا له فى اطار الدستور الذى صيغت مواده بدقة وعناية ،واقتنعت سائرالجماعات المتطرفة والمعتدلة والمؤيدة للتعاون مع حكومة السودان ان الوليد الجديد يمثل بصدق ارأءالخريجين ،وستنشأ منه فى وقت لاحق وتتفرع كل الأحزاب السياسية فى السودان ،فالحقيقة هى ان مؤتمر الخريجين هو الوالد الشرعى للوطنية السودانية بمختلف اتجاهاتها.
    ولكن اللجنة التى انتخبت فى عام 1942 هيأت نفسها للعمل السياسى ،ولقد أعد كل من اسماعيل الأزهرى وعبدالحليم محمد وعبالله ميرغنى واحمد خير ،مسودة لمذكرة ترفع للحاكم العام،فقبلتها اللجنة التنفيذية على الفور ،ومن ثم شكلت لجنة فرعية من ابراهيم احمد وابراهيم عثمان واحمد يوسف للقيام بمهمة نشر المذكرة فى داخل السودان وخارجه ،وقد تمت استشارة السيدين عبدالرحمن المهدى وعلى الميرغنى ، واحتوت مذكرة مؤتمر الخريجين العام على المطالب الاتية:
    ـ اصدار تصريح مشترك فى اقرب فرصة ممكنة من الحكومتين الانجليزية والمصرية بمنح السودان بحدوده الجغرافية حق تقرير مصيره بعد الحرب مباشرة واحاطة ذلك الحق بضمانات تكفل حرية التعبيرعن ذلك الحق حرية تامة كما تكفل للسودانيين الحق فى تكييف الحقوق الطبيعية مع مصر ،باتفاق خاص بين الشعبين المصرى والسودانى
    - تاسيس مجلس أعلى للتعليم اغلبيته من السودانيين وتخصيص ما لا يقل عن 12% من الميزانية للتعليم .
    -تاسيس هيئة تمثيلية من السودانيين لاقرار الميزانية والقوانين .
    - فصل السلطة القضائية عن السلطة التنفيذية .
    الغاءقوانين المناطق المقفولة ورفع قيود مزاولة التجارة والانتقال داخل الاراضى السودانية عن السودانيين .
    وضع تشريع يحدد الجنسية السودانية
    وقف الهجرة الى السودان فيما عدا ما قرته المعاهدة الانجليزية المصرية
    عدم تجديد عقدالشركة الزراعية بالجزيرة .
    تطبيق مبدأ الرفاهية والأولوية فى الوظائف وذلك ،
    أ باعطاء السودانيين فرصة الاشتراك الفعلى فى الحكم بتعييين فى وظائف ذات مسئولية سياسية فى جميع فروع الحكومة .
    بــ قصر الوظائف على السودانيين ،اما الوظائف التى تدعو الضرورة لملئها بغير السودانيين فتملأ بعقود محدودة الاجل يتدرب فى اثنائها سودانيون لشغلها فى نهاية المدة .
    تمكين السودانيين من استثمار موارد البلادالتجارية والزراعية والصناعية.
    وضع قانون بالزام الشركات والبيوت التجارية بتحديد نسب معقولة من وظائفها للسودانيين
    وقف الاعانات لمدارس الارساليات وتوحيد برامج التعليم فى الشمال والجنوب
    وكان المؤتمر والحال هذه ،يطالب فى الواقع من الأمر بالحكم الذاتى .
    وقد كانت المذكرة باكورة العمل السياسى لمؤتمر الخريجين .وقد رد السكرتير الادارى سير دوقلاس نيو بولد ردا" مقتضبا"للغاية معلنا" رفضها .
    وان ما قام به الخريجون من ادوار ضخمة فى كل الحقول السياسية والاجتماعية والثقافية لاتسع هذه الصفحات لايرادها ويمكن الرجوع اليها تفصيلا" فى الكتاب.ان تيسر.

    Hilal Elsadati [[email protected]]

                  

11-01-2012, 06:23 AM

aydaroos
<aaydaroos
تاريخ التسجيل: 06-29-2005
مجموع المشاركات: 2965

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الزميل منصور المفتاح مع المحبة والإحترام (Re: munswor almophtah)

    لا إله إلا الله محمدً رسول الله

    شايل الكلام دا كلو وقاعد والناس ما عارفا
    شكراً جزيلاً ياخي ...

    أنا قريت في كتاب (الأفندية ومفهوم القومية فى السودان) للدكتور خالدالكد عن صراع
    نشب بين إتجاهين إتجاه(سودانوى) يقوده الأخوين عشرى، وإتجاه (عروبى) يقوده محمد احمد المحجوب
    وإرجع الدكتور خالد الكد إختلاف المفاهيم بين التيارين للإصول الإقتصادية/الإجتماعية لممثلى التيارين
    (حيث أن الأخوين عشرى ترجع أصولهم للمحررين من العبيد) لذا لا إنتماء قبلى يحدهما وإنتمائهما كان للسودان.
    فهلا حدثتنا عن هذا الخلاف فى الرؤى وأسبابه إذا تيسر ذلك؟

    (عدل بواسطة aydaroos on 11-01-2012, 06:58 AM)

                  

11-01-2012, 07:22 AM

aydaroos
<aaydaroos
تاريخ التسجيل: 06-29-2005
مجموع المشاركات: 2965

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الزميل منصور المفتاح مع المحبة والإحترام (Re: aydaroos)

    شكراً للمشاركة يا هدى عبدالمنعم

    ودي دعوة تانية لي أي زول عندو نسخة من كتاب (آراء وخواطر) لمحمد عشرى صديق
    إنو ينزل لينا مقتطف منو هنا
                  

11-01-2012, 08:51 AM

الزاكى عبد الحميد
<aالزاكى عبد الحميد
تاريخ التسجيل: 12-09-2005
مجموع المشاركات: 895

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الزميل منصور المفتاح مع المحبة والإحترام (Re: aydaroos)

    شكراً الأخ العزيز عيدروس على هذا البوست المفيد للغاية
    ..

    شرُفتُ بالعمل مع المرحوم الأستاذ عبد الله عشري الصديق
    في وكالة السودان للأنباء-قسم التحرير الانجليزي-في سبعينيات القرن الماضي..
    أذكر أنني ترجمت ذات يوم مقالاً من الانجليزية للعربية وأشرف على الترجمة المرحوم
    عشري ومن الملاحظات التي أبداها أنه قال لي كلمة principles لا تقابلها في العربية كلمة مباديء
    وإنما الكلمة الانجليزية تعني "أصول" وليست "مباديء" كما كنت أظن وقال لي إن الكلمة التي تعني
    مباديء بالانجليزية هي "" elements " وذكر فيما ذكر أثناء ذلك أن هذه الترجمة الخاطئة كانت سبباً
    لخلاف فكري كبير بين شقيقه محمد عشري من جهة ومحمد أحمد المحجوب وعرفات وآخرين من جهة أخرى ووعد بتزويدي
    ببعض ما كُتب حول ذلك ولكن حظي العاثر حال دون ذلك..
    ولعله كان يقصد حينها المساجلات التي كانت تنشرها مجلة الفجر والتي عرفتُ فيما بعد أنها"أي تلك المقالات" كانت الأساس
    لمدرسة الغابة والصحراء التي ظهرت في الستينيات مسلطة الضوء على الهوية السودانية بشقيها العربي والأفريقي..
    القواميس تقول إن مباديء هي التي تقابل الانجليزية "principles" ولكن يبقى رأي المرحوم عشري محل تقدير واحترام..
    أرجو أن لا أكون قد أبعدتُ البوست عن مقصده بهذه المداخلة مع تقديري وجل احترامي للأستاذ منصور الذي أجد
    في كل ما يكتب فائدة لا تقدر..فله الشكر على إثرائه المنبر بالمفيد دائماً ولك أخي عيدروس كل الشكر على هذه النافذة
    المهمة
    ..
                  

11-01-2012, 09:17 AM

عبدالله الشقليني
<aعبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الزميل منصور المفتاح مع المحبة والإحترام (Re: aydaroos)



    في خزانة " شجرة التبلدي " السودانية ، ليس الماء وحده ، بل قصة التاريخ . فيه مدائن وأرياف وشخوص
    كأنهم سراب . من تلالهم تحدّرت لنا أقاصيص أهلنا جميعاً ، العامة منهم والصفوة ...
    تحية للأحباء العيدروس والمنصور ومشاركوا الملف .
    وكل سنة وأنتم بألف خير


    *
                  

11-01-2012, 09:38 PM

munswor almophtah
<amunswor almophtah
تاريخ التسجيل: 12-02-2004
مجموع المشاركات: 19368

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الزميل منصور المفتاح مع المحبة والإحترام (Re: عبدالله الشقليني)

    الإخوه الزاكى عبد الحميد وعبدالله الشقلينى والأخت هدى عبدالمنعم
    لكم جميعا السلام الصادق بسخاء وفير فيا الزاكى مشكور جدا على
    ما قلته فلا فضل علينا فوق الآخرين فجميعنا فى حراك معرفى كل
    بسعته يأخذ ويعطى ويا أيها الشقلينى قد شلخك قوقل ووسمك وسماك وعرفك
    ويقدمك للناس وهو واثق فيك وفى ما تودعه فيا عزيزى ربنا يخدر
    ضراعك ويطول باعك ويرفع كراعك حاجا لسيد الخلق ونحن معك فى تاية
    واحده فيا عزيزى نتمنى إن كنت تذكر فترة حياة عبدالله عشرى ميلاده
    ومماته فأوردها فى هذا البوست أو أسأل عنها عبدالمنعم عجب الفيا
    فى ربعكم ولك الشكر الأخت هدى لك التحايا الصادقات ولك الشكر
    على الوقوف على حياض المعارف المختلفه ويا عيدروس مشكور أنت
    كذلك ولكم جميعا السلام.


    منصور
                  

11-01-2012, 10:20 PM

aydaroos
<aaydaroos
تاريخ التسجيل: 06-29-2005
مجموع المشاركات: 2965

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الزميل منصور المفتاح مع المحبة والإحترام (Re: munswor almophtah)

    Quote: وقد جعلت الإجراءات التعسفية والسياسات الصارمة التي انتهجتها الإدارة البريطانية نحو الافندية في الفترة التي اعقبت الاحداث فترة تأمل عكف فيها الافندية علي البحث والتحصيل ، وابتعدوا طوعا وكرها عن النشاط العام . وتقوقعوا علي انفسهم في حلقات صغيرة للقراءة والمناقشات ، وقد نمت هذه الحلقات شيئا فشيئا الي جمعيات أدبية ساد فيها في البداية شئ من الترف الفكري والروح النخبوية حلقت بهم في سماوات التجريد المتعالي علي واقع الصراع السياسي والاجتماعي . ولكنهم اجبروا في نهاية المطاف علي الهبوط الي ارض الواقع لمناقشة القضايا الملحة وفق ما اكتسبوه من معرفة خلال قراءاتهم المكثفة في التراث العربي الاسلامي وفي الثقافة الغربية المعاصرة . وقد كان في مقدمة هذه القضايا قضايا الهوية والذاتية والدولة القومية . ورغم ان نقاش تلك القضايا داخل تلك الجمعيات لاسيما جمعية ابي روف (نسبة الي حي ابي روف بامدرمان) وجمعية الموردة /الهاشماب نسبة الي حي الموردة بامدرمان والذي تسكنه بجانب آخرين جماعة من فرع الهاشماب من قبيلة الجعليين. وصارت هذه الحلقة تعرف لاحقا بمجموعة "الفجر" ( وهي المجلة التي ذاع صيتها في الثلاثينات). لم يخرج الموضوع في بادئ الامر عن إطار التيارين التقليديين الا انه اكتسب ابعادا جديدة أكثر تشعبا وتعقيدا من الفترة التي نحن بصددها . ولكن وفي قلب ذلك اخضم الهائل من التعقيدات ظلت القضية التي برزت في الصراع بين علي عبداللطيف وسليمان كشة هي مركز الصراع رغم المحاولات لاغفالها او الالتفاف حولها . وقد برزت بصورة جادة في الثلاثينات في الصراع بين الابروفيين واولاد الموردة. ورغم ان الابروفيين حاولوا اعطاء الصراع طابعا فكريا وسياسيا وحاولوا تصوير خلافهم مع مجموعة اولاد الموردة وكانه صراع بين التيار الوطني العروبي الاسلامي المتوجه نحو مصر العربية الاسلامية وبين التيار غير الوطني المنحاز الي الانجليز ، الا انهم في واقع الامر كانوا الي حد بعيد توجههم نفس المشاعر التي وجهت الصراع بين كشة وعلي عبداللطيف . وقد عبر عن ذلك الابروفيين بصورة واضحة حماد توفيق في الحوار الذي اجري معه في " مقابلات رواد الحركة الوطنية" . يقول حماد توفيق:" حاجة مهمة جدا انا بتكويني الشخصي ما بحب اتكلم عن دور الخلافات ، في طبيعتي ،نحن الابروفيين اللي فيما بعد بقينا الاتحاديين وهم الكانوا بيسموهم ناس الموردة الكان معاهم محمد عشري صديق وعبدالله عشري صديق برضو ديل ما نساهم، يعني ابتدينا نري انه في اتجاه عربي واتجاه غير عربي". والاشارة الي محمد عشري وشقيقه عبدالله قطعا يخرج الخلاف الفكري والسياسي وحتي الثقافي لانه مافي شك ان محمد عشري وعبدالله عشري رغم زنجيتهم ولدوا وشبوا داخل إطار الثقافة العربية الاسلامية، بل وقد كانا نجمين ساطعين في سماء اللغة العربية وادابها . اذن فما قصده حماد توفيق بقوله:" عربي وغير عربي" ليس ثقافيا وانما عرقيا واجتماعيا. لذلك فقد اختار اولاد عشري دون بقية اعضاء الموردة لانهم ينتمون حقا لما عرف ولما يعرف حتي الان بـ (عبيد الموردة) .
    ولعل الصراع داخل جمعية الموردة نفسها والتي جعل اسمها يتغير من (أولاد الموردة ) الي (أولاد الهاشماب) ثم الي (جماعة الفجر) يؤكد هذا الاتجاه. وصارت الشقة تتسع بين (أولاد الموردة) محمد عشري الصديق وبين (أولاد الهاشماب) محمد احمد محجوب وعبد الحليم محمد واحمد يوسف هاشم . ولا يفوت علي القارئ الحصيف لمجلة "النهضة" التي صدر عددها الأول في اكتوبر عام 1931م والتي يشارك في تحريرها جماعة الموردة ذلك الصراع القائم علي أساس العرق بين أولاد الموردة وأولاد الهاشماب الذين كونوا لاحقا مجموعة الفجر بعد ان انضم اليهم عرفات محمد عبدالله . وقد صدر العدد الثالث من مجلة النهضة بتاريخ 18 اكتوبر 1931م، وعلي غلافه صورة كبيرة للزبير باشا ود رحمة وخصت كلمة التحرير "للمغفور له في جنات الخلد" الزبير باشا ود رحمة وبه نبذة عن حياته وسيرته في بحر الغزال واشادة بما قام به من اعمال جليلة في الجنوب وما حمله معه من هدايا الي الخديوي حين ذهب الي مصر ومن بينها الفا من الجنود السودانيين. وليس من الصعب ان يستشف القارئ مرامي هذا المقال، وفي اعتقادي ان الاشارة تم التقاطها بواسطة اولاد عشري وفحواها ان اولاد الهاشماب ارادوا ان يخطوا حدا فصلا بينهم وبين (عبيد الموردة) الذين ربما كانوا احفاد من حملهم الزبير باشا ضمن هداياه للخديوي . وقد انعكس ذلك علي المساجلات التي أعقبت ذلك. فقد كتب محجوب مقالا حول الخلق والابداع في العدد السابع من المجلة بتاريخ 15 نوفمبر 1931م ووجد محمد عشري في ذلك المقال سانحة للرد علي محجوب والنيل منه والتهامه بصورة ضمنية بانه رجل عاطل الموهبة يتبع ما وجد عليه اباءه وأسلافه ويخشي سلوك الدروب غير الممهدة. وحين ظهر هذا المقال في عدد النهضة بتاريخ 29 نوفمبر 1931م سارع عرفات لمؤازرة محجوب والهجوم علي محمد عشري في العدد العاشر بتاريخ 6 ديسمبر 1931م. وهنا انبري عبدالله عشري الصديق للرد علي عرفات بمقال ساخن في العدد الحادي عشر لا يخفي في مرارته وإحساسه بالغبن ويتهم فيه عرفات بالتحيز وعدم الموضوعية في هجومه غير المؤسس علي محمد عشري.
    ان ما حدث لمحمد عشري وعبدالله عشري خير مثال لهذا الصراع العرقي- الاجتماعي الذي ظل يحتدم باشكال مختلفة ، ولكن ظل تناوله في اوساط المعلمين والمثقفين يتسم بالحساسية والخجل. واثق ان ما قاله محمد عشري الصديق الذي سقط ضحية ذلك الصراع المر الخفي، مازال حتي اليوم صحيحا:" يقولون ان السودان مهد التعصب. واصدقكم ان هذا القول لا يفقد كل قيمته عند البحث والاستقراء ، فلماذا نحن متعصبون ؟مايزال بيننا قوم يتعصبون للجنس واللون والمعتقد واللبس ايضا. ولايزال بعضنا منقسمين بطونا وافخاذا لا يفيدنا وجودها ولا يضيرنا عدمها".
    كان عشري وأمثاله يتوقون صادقين لقومية "سودانية" تستوعب أولاد القبائل والرقيق علي حد سواء ، وعبروا عن ذلك في رفق ولطف فرضته عليهم ظروفهم الاجتماعية والعربية ورفضه " اولاد القبائل" بشتي الوسائل القاسية والناعمة. ولعل اخطرها جميعا هو محاولة انكار وتجاوز هذه الفوارق الاجتماعية العرقية . لقد ظل ديدن المثقفين ولاسيما من "اولاد القبائل".

    المصدر:كتاب (الأفندية ومفهوم القومية فى السودان) د.خالد حسن الكد
                  

11-01-2012, 10:27 PM

aydaroos
<aaydaroos
تاريخ التسجيل: 06-29-2005
مجموع المشاركات: 2965

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الزميل منصور المفتاح مع المحبة والإحترام (Re: aydaroos)

    يا زكي عبدالحميد تحية وإحترام
    كلامك دا إضافة عظيمة ، فما تستقلو(من قليل بالدارجي) .. ولو عندك زيادة أسكت كب

    وأكرمنا بالزيارة والهدية الأديب الشقليني له أرق التحايا وأجملها

    ويا منصور .. ويا مفتاح .. تانى ماعندك طريقة تزوغ (ولا بحرش ليك قريبي ود المدير)

    فشنو .. واصلو فى النضم السمح
                  

11-01-2012, 10:39 PM

عبدالله الشقليني
<aعبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الزميل منصور المفتاح مع المحبة والإحترام (Re: aydaroos)

    Quote: محمد عشري الصديق ( 1908 – 1972 ) .. بقلم: عبد الله الشقليني


    حبيبا المنصور ،
    دوماً يحفنا بالمشاعر والوِلِف ،
    تلك أوردناها في رأس المقال عنه ، وأذكر أياماً زاهيات ونحن في طفولتنا الأولى
    كنت قد شهدت شقيقه عبد الله عشري الصديق ، كان يحاضرنا كل اسبوع في نادي أبو كدوك الرياضي
    مطلع الستينات ...
    تحية لك ولصاحب الملف الذي عرف زمان ومكان الاختيار


    *
                  

11-01-2012, 10:49 PM

aydaroos
<aaydaroos
تاريخ التسجيل: 06-29-2005
مجموع المشاركات: 2965

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الزميل منصور المفتاح مع المحبة والإحترام (Re: aydaroos)

    وعشان أكون دقيق ..أنا عندى كتاب الأفندية بتاع د.خالد الكد .. لكن كلامو الفوق دا
    انا إقتبستوا من هنا : خالد الكد .. ( بورتريه )
                  

11-02-2012, 00:14 AM

munswor almophtah
<amunswor almophtah
تاريخ التسجيل: 12-02-2004
مجموع المشاركات: 19368

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الزميل منصور المفتاح مع المحبة والإحترام (Re: aydaroos)

    محمد عشري الصديق ( 1908 – 1972 ) .. بقلم: عبد الله الشقليني

    الشقليني سلام من الله عليك نعم وقفت على تواريخ محمد عشرى ولكن

    نحتاج لتواريخ عبدالله عشرى الصديق الذى عاش إلى الثمايين من القرن
    الماضى أو قليلا بعدها أو قبلها ولك الشكر ومحمد عشرى توفى قبل أن نفك
    الحرف بعد ولك الشكر



    منصور
                  

11-02-2012, 06:32 AM

صلاح عباس فقير
<aصلاح عباس فقير
تاريخ التسجيل: 08-08-2009
مجموع المشاركات: 5482

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الزميل منصور المفتاح مع المحبة والإحترام (Re: munswor almophtah)

    شكراً لك أخي عيدروس على فتح هذا الملف،
    وأعتقد أننا بحاجة ماسة للاطلاع المباشر على تجربة هؤلاء الرواد من المثقفين السودانيين،
    وكيف كان التفاعل بينهم؟
    وكيف كانت ردود فعلهم فرادى وجماعة، إزاء المواقف الوطنية، وعند المنعطفات الحاسمة
    التي مررنا بها!
    وإلام آلت مصايرهم؟
    بل: وإلام آل مصير تلك التجربة النابضة بالحياة والوطنية والأدب والثقافة؟
    عشان نستفيد من تجربتهم، ابتداءً من تحديد موقعنا منها!

    وشكراً للأعزاء منصور والشقليني ولكل من خط في هذا البوست حرفاً!
                  

11-02-2012, 01:41 PM

aydaroos
<aaydaroos
تاريخ التسجيل: 06-29-2005
مجموع المشاركات: 2965

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الزميل منصور المفتاح مع المحبة والإحترام (Re: صلاح عباس فقير)

    صلح عباس فقير .. تحيات وكل سنة وإنتا طيب
    Quote: وأعتقد أننا بحاجة ماسة للاطلاع المباشر على تجربة هؤلاء الرواد من المثقفين السودانيين،
    وكيف كان التفاعل بينهم؟
    وكيف كانت ردود فعلهم فرادى وجماعة، إزاء المواقف الوطنية، وعند المنعطفات الحاسمة
    التي مررنا بها!
    وإلام آلت مصايرهم؟
    بل: وإلام آل مصير تلك التجربة النابضة بالحياة والوطنية والأدب والثقافة؟
    عشان نستفيد من تجربتهم، ابتداءً من تحديد موقعنا منها!

    !


    الزبدة
                  

11-04-2012, 03:59 AM

munswor almophtah
<amunswor almophtah
تاريخ التسجيل: 12-02-2004
مجموع المشاركات: 19368

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الزميل منصور المفتاح مع المحبة والإحترام (Re: aydaroos)

    الرئيسية منبر الرأي صلاح شعيب أبكر: "رزم" الغابة و "صولفيج" الصحراء ... بقلم: صلاح شعيب
    أبكر: "رزم" الغابة و "صولفيج" الصحراء ... بقلم: صلاح شعيب


    الخميس, 12 شباط/فبراير 2009 06:25


    [email protected]

    برغم أن الراحل النور عثمان أبكر أصدر عدة دوواين شعرية إلا أن أكثر ما ميز النقاش حوله كان دوره في إنشاء مدرسة الغابة والصحراء مع الاستاذ محمد المكي إبراهيم والراحل محمد عبد الحي. فضلا عن ذلك فإن معاني مقالته الشهيرة" لست عربيا..ولكن" ظلت محفور في ذاكرة النقاد والقراء بأوضح مما فعلت أية قصيدة من قصائده، والتي مهدت له أن يكون في قلب الجيل الثاني من المجددين لـ (القصيدة العربية السودانية)،هذ إذا إعتبرنا أن محيي الدين فارس وجيلي عبد الرحمن وتاج السر الحسن، ومحمد الفيتوري يمثلون الجيل الرائد في الدعوة لتجديد بنية القصيدة العمودية.
    المضاف لهذا الإدعاء هو أن الجدل النقدي حول مدرسة الغابة والصحراء إنصب في مجمله حول درس مضامين وأفكار تتعلق برؤى الشعراء حول مفهوم الهوية السودانية، أكثر من مدارسة الصياغات الفنية التي بذلها شعراء المدرسة المعنية، وفي هذا تتشابه ظروف المدرسة مع الظروف التي واجهت فكرة مدرستي الخرطوم والواحد التشكيليتين، واللتين خلقتا جدلا ذي صبغة فكرية في دوائر التشكيليين والمعنيين بدراسات تتعلق بالهوية أكثر من إستجواب الأساليب الفنية التي بدت في أعمال المؤسسين إبراهيم الصلحي وعثمان وقيع الله وأحمد محمد شبرين.
    وفي الزعم أن شغل المدارس الفنية ما بعد الستينات قارب شغل المدارس الفكرية/السياسية المعنية بتشريح الأزمات المجتمعية، وبالتالي نجحت أفكار مدارس الغابة والصحراء والكريستالية وأبادماك والخرطوم في إنتاج الحوار وسط مكونات المثقفين ولكنها فشلت في إنتاج الإبداع المتناسق للمبدعين المؤسسين لهذه المدارس. ودلت التجربة أن إنفراط عقد المدارس الفنية بعد تأسيسها وإختلاف رؤى مؤسسيها هو القاسم الأبرز بينها، فالشاهد أن مدرستي الخرطوم والواحد التشكيليتين فشلتا في أن تراكم رسومات مختلفة لمؤسسيها تعبر عن المرحلة الجديدة للمبدعين الذين أسسوا بنيانها، وفي ذات الوقت لم يستطع الفنانون (كمالا إسحق ومحمد حامد شداد وإبراهيم شداد) أن يستمروا في مراكمة تجارب تشكيلية لـ"الكريستالية" التي جاءت لحقل التشكيل في مطلع السبعينات، وكان ميدان أبوجنزير، رد الله الروح إليه، يشهد تجليات لمحاولة جريئة لإبراز أفكار ذلك الرهط من المبدعين، ومع ذلك لم تكن هذه المحاولة سوى فشل جديد لصب كل أحاسيس المبدعين في قالب متحد يجمع أحاسيس وأنفاس وزفرات وشهقات جيل.
    فتأطيرالإبداع الشعري أو التشكيلي خصوصا يصعب ضمن مدرسية محددة مهما كتبت موجهات أو إرشادات أو تطلعات لما ينبغي أن يسير عليها، وإليها، الموقعون على بيان التأسيس. وأذكر أنني كنت على قرب من الموقعين على بيان مدرسة الواحد التشكيلية والتي أسسها الأستاذ أحمد عبد العال بجانب الأساتذة إبراهيم العوام ومحمد عبدالله عتيبي وعبد الباسط الخاتم ومحمد حسين الفكي، ولاحظت كيف أن خلافا حادا بدأ منهجيا ومضمونيا وسط موقعي بيان الواحد حول ما ينبغي أن يتبع بيان التاسيس، ثم تحول الخلاف إلى معارك شخصية لم تراع حقوق الزمالة الفنية، وعليه لم يستطع هؤلاء المؤسسون إنجاز أي معرض مشترك، يعبرون فيه عن كيفية رؤيتهم للعلاقة بين (الواحد القهار) والفنون.
    صحيح أنه لم تكن للنور عثمان أبكر وزميليه من مؤسسي مدرسة الغابة والصحراء بيانا تنظيريا موحدا يدبجون به إنتاجهم الشعري (الجماعي) آنذاك وأن يوضحوا الفكرة الأساسية التي يرمون لتحقيقها في حقل الأدب على النحو الذي صاغت به مدرسة الواحد التشكيلية بيانها الذي لم تتبعه بآخر، سوى أن الإنتاج الشعري للنور عثمان أبكر ومحمد عبد الحي ومحمد المكي إبراهيم مثل محاولة لبرهنة الفكرة الأساسية لتأكيد هجنة الثقافة السودانية، ولم نتوفر بعد على دراسة نقدية توضح لنا إلتزام مؤسسي الغابة والصحراء بفكرتها الطموحة، وتوضح أيضا التطور الفكري الذي إنتهى إليه عبد الحي قبل وفاته في عام 1989، وكذلك مدى إلتزام ود المكي وأبكر بتلك النظرة الستينية الباكرة لإشكال الهوية، أي بعد ما يقارب نصف القرن من الآن.
    نقول هذا وفي الظن أن الأديب أو الفنان كائن حي يتطور في رؤيته لقضايا العالم والوجود وتتجدد بإستمرار أساليب معالجاته الفنية، وربما يناقض تصوراته القديمة للأشياء كما هو حال المبدع، حيث يتسامى طرديا إلى أمثلة جديدة من المعارف التي قد تصحح تصوراته السابقة، أو تعضدها، أو تشكك فيها، أو ربما يعيد النظر في منهجية رؤيته لجماعية الأشياء وبالتالي قد يأتي بما يخالف المعطيات الفكرية لماضيه.
    وكما أن إنفراط العقد دون إكمال أفكار وتطبيقات البدايات كان مصير ما سميت مجازا بالمدارس الفنية تعثرت مدرسة الغابة والصحراء، كما أسماها النور عثمان أبكر، ولم تحافظ على وضعيتها الأولى التي جاءت بها إلى الوسط الثقافي، وإلى ذلك أنكر عبد الحي زعم النقاد بوجود هذه المدرسة أصلا، وسكت النور عن الكلام المباح بعد أحداث يوليو 1971، وعمد إلى الإنزواء إلى ذاته في غربته دون الظهور في المنتديات الشعرية، كما أنه خلافا لزملائه الأثنين توقف عن التصريح للصحف والكتابة فيها، وبرغم أنه اسهم بشكل كبير في إصدار مجلة الدوحة التي كان سكرتيرا لتحريرها إلا أنه تمنع في الكتابة للدوريات السودانية التي تيسر لهاالإستمرار في الصدور، وخاب رجائي منه لحوار ثقافي لجريدة (ظلال) عند منتصف التسعينات حين عاد إلى الخرطوم بلا ضجة إعلامية. أما محمد المكي إبراهيم فقد توقف عن إصدار الدواوين الشعرية لما يقارب العقدين، فيما قادته همومه الأدبية إلى الدخول في تجارب روائية بالعربية والإنجليزية معا، هي تحت الصدور كما علمت منه، فضلا عن ذلك فقد ظل ود المكي يجاوب بمفرده على إستفسارات الصحفيين والنقاد عن المدرسة ويؤرخ لها بمفرده.
    إن ما كتب بعد وفاة النور، والذي إرتبط إسمه بالغابة والصحراء ايما إرتباط، يطرح إستفسارات عدة حول ما بذلته هذه المدرسة في حقلي الثقافة والفكر السودانيين، والظن هو أن مؤسسيها حقنوا أفكار المثقفين بجدل العروبة والأفريقانية، وأثروا حتى على مستوى فهم الأجيال التالية لقضايانا التي تتعلق بالهوية، في إرتباطها بالحياة الإجتماعية والثقافية من جهة وإرتباطها بأنظمة الحكم وأفكار السياسة.
    وبرغم أن أمر الهوية، كما يفهمه الكاتب، يثقل كثيرا بهمومات ذاتية أكثر منها موضوعية، إلا أن نظرة مؤسسي الغابة والصحراء إمتازت بمبادرة شجاعة لإثارة الجدل حولها، ولكنهم لم يعطوا تفسيرا لما ينبغي أن تكون عليه وقائع الأنشطة الإجتماعية والثقافية والسياسية للسودانيين، والسبب في ذلك يرجع إلى أن نظرة الأديب لأمر الهوية إنما هي الإعتماد على التعبير الأدبي المقتصد للحروف لا الإستطراد فيها، والمعتمد على الرمزي أكثر من المباشر، وليست أدوات القصيدة هي أدوات عالم الإجتماع أو المفكر السياسي الذي يمكن له تناول موضوع الهوية بناء على تصورات عملية لما يجب أن تصبح عليه شؤون الناس العامة والغنم والكباري والمشاريع الصحية والمدارس وتسويق المحاصيل.
    وفي الحقيقة أنه لم يكن مطلوبا من الشعراء الذين أسسوا المدرسة أن يجيبوا على سؤال الكيفية التي بها تنبثق خارطة طريق لشعب السودان بناء على توصلهم إلى مفهوم الهجنة الثقافية، حيث يتكامل "رزم" الغابة مع "صولفيج" الصحراء، ونخلص إلى "موال"، متحد البناء، فيحرك من ثم وجدان من هو أفريقي ووجدان من هو عربي، على حد سواء.
    وإذا كان هذا المثال من ضمن رؤى "الغابوصحراويين" فإن تصوراتهم ليست ببعيدة عن تصورات مدارس فنية وفكرية أثارت من قبل موضوع الهوية، وتوصلت إلى نتائج مماثلة أو متوازية، مع إختلاف قدرة تعبير الريشة والقلم في جوهرة واقع السودان. فإجتهاد الغابة والصحراء يتمثل في ريادته على إثارة أمر الهوية على مستوى الحقل الشعري، كما لو أن مدرسة الخرطوم لعبت ذات الدور الريادي في الحقل التشكيلي، وجاء البروفيسور أحمد الطيب زين العابدين ليدمج فكرتي القلم والريشة للقول إن هناك مستوى ثالث للنظرة على موضوع الهوية وإنه أعمق من نظرة مؤسسي الغابة والصحراء والخرطوم والواحد وابادماك، وسمى هذا المستوى بـ"السودانوية".
    وبرغم أن زين العابدين تمكن من التنظير للمدرسة عبر مقالاته الفكرية في مجلات "الثقافة السودانية" و "حروف" و"الملتقي" و"الخرطوم" والملف الثقافي لصحيفة "السودان الحديث" إلا أنه إتبع ذلك بحوارات بذلها في المنتديات الثقافية بالبرنامج الثاني بالإذاعة ومكتبة البشير الريح بأمدرمان، بل وسعى الراحل زين العابدين إلى عمل تطبيقات أدبية لفكرة السودانوية من خلال كتابة نصوص إبداعية. وفي حوار مع الكاتب رأى زين العابدين أن مدرسة الخرطوم التشكيلية والخرطوم بالإضافة إلى منتجات المبدعين في كل ضروب الفن تجري على نسق واحد لتكشف عن سودانيتها برغم المرجعيتين الفكرية والمنهجية التي يرى بهما الفنانون طيوف ومجسدات الهوية، واذكر أن زين العابدين كان "يشاغل" الإستاذ محمد المكي إبراهيم بالقول إن مدرستهم خارجة من معطف السودانوية ويرى أنها المنظور الأوسع الذي يستوعب قدرات السودانيين مبدعين وناشطين في كل حقول الحياة السودانية.
    والسؤال هو هل تم تجاوز فكر مدرسة الغابة والصحراء بواسطة التشكيلي زين العابدين فيما يتعلق بأمر الهوية الهوية الثقافية..؟ من الصعب الجزم بأن أحمد الطيب زين العابدين قدم فكرا متكاملا حول أمر الهوية، فبخلاف أن الموت عاجله دون إكمال مشروعه النظري والتطبيقي، إلا أنه أرسى، كما قال لي عبر حوار، منهجا تاريخيا/نقديا للنظر إلى المكون الثقافي النازل منذ القدم على السودان، ولكن أعتقد أنه في حال تطوير هذا المنهج عبر دارسين جدد وتعميم تطبيقاته على مستوى الإنتاج الفكري والفنون جميعها، على الاقل، وإستصحاب رؤية مؤسسي مدرسة الغابة والصحراء والخرطوم وبقية المدراس، كما فعل صاحب "دروب قرماش"، يمكن القول بعدها إن "السودانوية" هي آخر المطاف كما عنون مقاله في العدد المزدوج من مجلة حروف الصادرة عن دار نشر جامعة الخرطوم عام 1990 .
    على أن الحقيقة التي لا تفوت على فطنة المختصين في أمر النقد الفني أن المدارس الإبداعية، مثل الغابة والصحراء والتجارب الإبداعية الفردية في كل مجالات الفكر والفنون لا تعدم الأنساق الإبداعية السابقة لها، فهي تخرج من بينها لتردم الفجوات التي تركتها في بحثها عن المثال الكامل، ولهذا فإن ما أتت به الغابة والصحراء لم يلغ جدالات المثقفين السودانيين حول الهوية منذ العشرينات، فكلنا نعرف أن تيار (العروبة والأفريقانية) في السودان تبلور من خلال كفاح اللواء الابيض" ثم مدرسة الفجر وجماعة الهاشماب وأبناء الموردة وفي قصائد عدد من الأدباء والنقاد، كما أنه تمظهر في مناهج التأليف التي بذلها الموسيقيين، ولا ننسى هنا الطريقة التي سعى بها الموسيقار إسماعيل عبد المعين لتأسيس منهج "الزنجران" لمقتضى الذوق السوداني، ومؤلفات الاستاذ جمعة جابرفي مقابل اصوات غنائية وموسيقية حداثية نادت بالتخلي عن السلم الخماسي والتوجه لتكييف موسيقانا على مقامات الموسيقى العربية، مثلما كان العاقب محمد حسن وآخرون ينظرون في صالح هذا الإتجاه. أما في الجانب المسرحي فإنه يمكن النظر لمحاولات باكرة لسودنة المسرح عبر أعمال خالد أبو الروس في مقابل التراث المسرحي لفرق الجاليات الأجنبية في الخرطوم.
    ولعل الحقيقة التي لا يمكن إغفالها أن تأثير الغابة والصحراء على مجمل تفكير كل المبدعين، وليس الادباء فقط، لم يتوقف حتى يومنا هذا، فبكل المعايير ساهمت الجرأة التي إستهل بها شعراؤها بعض دواوين في فتح سجالات الهوية والإجابة عليها بسند من كل المعارف الإنسانية، وليس السودانوية فحسب، بل وأن هناك تيارات فنية رأت بإنسانية المعاني التي يوظفها الفنان وليس له ــ بالضرورة ــ الإنكفاء على الموروث المحلي وتزيين ملامحه بإيقاع الغابة أو نغم الصحراء.
    وبرغم أن الفنان تحديدا لا تحد تصوراته الإبداعية حدا ينمطه محليا ويفصله عن التثاقف الإقليمي والإنساني في عملية التبادل الثقافي، إلا أن مدرسة الغابة والصحراء تبقى جهدا تأصيليا غير منكفئ على الواقع المحلي، بل أن عوامل الوعي التي توفرت لشعرائها وتواصلهم مع العالم عبر زياراتهم لأوربا هي التي لعبت دورا عظيما في إلتفاتهم للتأصيل الثقافي في مشوار الإبداع، وهو تأصيل يقترح إجراء نظري/وظيفي يتصل بواقع الممارسة السودانوية، وإذا فهم جيدا فإن هذا التاصيل الثقافي يهدف إلى خلق إطار للتعايش وتطوير قواسمه المشتركة وتجنيبه الإنزلاق في مهاوي التردي المجتمعي، ولعل هذا الهدف الذي قصده أبكر وعبد الحي وود المكي جزء من مسؤولية الأدب وواجب المثقف ودور الإنسان عموما في الأرض.
    نقلا عن الأحداث
                  

11-04-2012, 04:02 AM

munswor almophtah
<amunswor almophtah
تاريخ التسجيل: 12-02-2004
مجموع المشاركات: 19368

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الزميل منصور المفتاح مع المحبة والإحترام (Re: munswor almophtah)

    السيد الفيل
    الصفحة الرئيسية

    الميلاد
    ام درمان في عام 1911م
    المراحل التعليمية
    الأولية: في مدينة ود مدني حيث كان يعمل والده قاضيا شرعيا.
    الأوسط : مدرسة أم درمان الأميرية.
    كلية غردون قسم المحاسبين وتخرج في 1929م.
    نال زمالة الحاسبين والمراجعين القانونيين في عام 1952م.
    ابتعث لكندا لدراسة نظم الضرائب.
    مجالات العمل
    عمل محاسبا في مصلحة الأشغال العامة.
    مفتش حسابات مصلحة الأشغال العامة ثم نقل إلى وزارة المالية كبيراً المفتشين- قسم الميزانية.
    انشأ مصلحة الضرائب بوزارة المالية وكان أول مدير لها.
    نائب محافظ بنك السودان 1959 – 1960م.
    مدير عام شركة جلاتي هانكي 1962م.
    محافظ بنك السودان 1964 – 1967م.
    كان ضمن المؤسسين للبنك الإفريقي للتنمية.
    ترأس مجلس إدارات عدد من البنوك والمؤسسات.
    الأنشطة الأخرى
    أسس نادي الموردة الرياضي وأول سكرتير له.
    عضو في جمعية الهاشماب الأدبية وكان كاتبا وناقدا في مجلة الفجر.
    عضوا ناشطا وفعالا في نادي الخريجين.
    توفي لرحمة مولاه في عام 1967م.
                  

11-04-2012, 04:06 AM

munswor almophtah
<amunswor almophtah
تاريخ التسجيل: 12-02-2004
مجموع المشاركات: 19368

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الزميل منصور المفتاح مع المحبة والإحترام (Re: munswor almophtah)

    المقاهي الأدبية والفنية في السودان وأثرها في النشاط الثقافي السوداني

    الخرطوم مكتب (الرياض)
    عثمان علي نور


    في فترة الثلاثينيات والاربعينيات انتشرت في السودان الجمعيات الأدبية التي تكونت في الاحياء وضمت لفيفاً من ابناء كل المهتمين بالشئون الثقافية ومن أشهر هذه الجمعيات جمعية الابروفيين التي تكونت في حي أبو روف بأم درمان وجمعية الهاشماب التي تكونت بالحي المعروف بهذا الاسم في مدينة أم درمان ولكن في فترة الخمسينيات والستينيات انتقل نشاط هذه الجمعيات إلى أندية الخريجين التي تكونت هي الاخرى في مختلف عواصم المديريات وطغى النشاط السياسي في تلك الأندية على غيره من الأنشطة الثقافية.

    في فترة الخمسينيات والستينيات انتقل النشاط الأدبي والفني إلى المقاهي التي انتشرت في مختلف العواصم وكان أشهر تلك المقاهي وأبرزها أثراً على الحركة الأدبية والفنية في السودان هي مقاهي العاصمة الوطنية أم درمان.

    مقهى أحمد خير

    من بين تلك المقاهي (مقهى أحمد خير) وكانت تعقد فيه ندوة أدبية فنية مساء كل ليلة يحضرها الشاعر السوداني الكبير أحمد محمد صالح وهو عضوسابق في مجلس السيادة وأحمد خير المحامي من كبار المناضلين في سبيل تحرير السودان من نير الاستعمار ومؤلف كتاب (كفاح جيل) الذي أرّخ فيه للحركة الوطنية السودانية وكان يحضر الندوة أيضاً أمير الشعراء القوميين إبراهيم العبادي عليهم جميعاً رحمة الله ويحرص على حضور الندوة عدد كبير من المثقفين السودانيين.

    مقهى جورج مشرقي

    يقع هذا المقهى في وسط سوق أم درمان وتكاد الندوات الأدبية والفنية تتواصل فيه ليل نهار ويرتاده كتاب المسرحيات والمخرجون والممثلون وشعراء الأغاني والمطربون إلى جانب المعجبين بهذه الفنون وقد تخرج من مدرسة هذا المقهى عدد كبير من الذين قادوا الحركة المسرحية والفنية في السودان.

    مقهى ود الحسين

    ينقسم رواد هذا المقهى إلى قسمين من الأدباء هم أدباء المعهد العلمي بأم درمان والأدباء الشعبيون أي الذين ينظمون الشعر الشعبي وهو أنواع أشهرها (الدوبيت) وينظم بيتين بيتين وقد قيل ان كلمة (دوبيت) كلمة فارسية ومعناها (اثنين) وأشهر من نظم (الدوبيت) من الشعراء السودانيين هو (الحاردلو) وله ديوان مطبوع جمع فيه كل شعره.

    مقهى أولاد الفكي

    هم أربعة أشقاء عرفوا باسم والدهم الذي كان فقيهاً وقد اشتهروا بالرقة والظرف وكانوا يخدمون بانفسهم رواد مقهاهم ومعظم هؤلاء الرواد من أعضاء ومشجعي الأندية الثلاثة الكبرى في أم درمان وهي الهلال والمريخ والموردة وكلها أندية رياضية ومن أشهر رواد المقهى المرحومان عبدالكريم الزبير والفنان الغنائي علي أبو الجود والاول هلالابي والثاني مريخابي والمنافسة حادة جداً بين الفريقين وقد اشتهر ود الزبير وأبو الجود بالتعصب الشديد، كل منهما لفريقه كما اشتهرا بخفة الظل والقدرة على التنكيت ومن هنا كان رواد المقهى يستمتعون جداً بما يدور بينهما من نكات وقفشات.

    مقهى ود الآغا

    تكونت في هذا المقهى ندوة أدبية كانت تعقد جلساتها مساء كل ليلة ومن اعضائها الأساتذة مصطفى حامد الأمين ومحمود إدريس وإسماعيل خورشيد والطاهر حسن السني ومصطفى ركابي وكاتب هذه السطور وكان يحضر جلساتها الدكتور حسن عباس صبحي والأستاذ طه عبدالرحمن عند عودتهما إلى السودان في الاجازة الجامعية حيث كانا يدرسان في جامعة القاهرة رحم الله من توفى ومد في عمر الباقين. المناقشات التي كانت تدور في تلك الليالي كثيرة ومتعددة، مصطفى حامد الأمين كان يثير القضايا الفلسفية والدينية ومحمود إدريس كان ميالاً إلى السياسة وخورشيد تشغل باله قضايا المسرح والشعر الغنائي وله فيهما باع طويل، أما كاتب هذه السطور فكان اهتمامه الأكبر بالأدب عموماً والقصة القصيرة على وجه الخصوص وكان يحضر جلسات الندوة بشكل غير منتظم الفنانون التاج مصطفى ورمضان حسن ومحجوب عثمان.

    مقهى الحلواني

    يقع هذا المقهى في الخرطوم العاصمة الرسمية للسودان ويديره شقيقان يونانيان وقد اشتهر المقهى بنظافته وارتفاع مستوى الخدمة فيه ومعظم رواده من المحامين والاقتصاديين والصحفيين ومن هنا كان الحديث فيه يدور حول السياسة والصحافة والقانون وشئون التجارة والمال، وقد عرفت الخرطوم مقاهي أخرى أشهرها مقهى خباز ومقهى اتنيه ومقهى الزيبق ويشتهر الاول منها بانه كان ميدناً لمباريات الشطرنج بين كبار لاعبيه في السودان.

    كان هذا في تلك السنوات الخوالي أما الآن فقد اغلقت الأندية المذكورة أبوابها وفتر الاهتمام بشئون الأدب وا

    بداية الصفحة
                  

11-04-2012, 04:13 AM

munswor almophtah
<amunswor almophtah
تاريخ التسجيل: 12-02-2004
مجموع المشاركات: 19368

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الزميل منصور المفتاح مع المحبة والإحترام (Re: munswor almophtah)

    استضافه المنتدى الدوري لرابطة الإعلاميين في أبريل الماضي وتحدث عن مسيرة حافلة بالمواقف والقصائد الحسان


    قصيدة يوم الآباء أدخلته السجن في نهاية الأربعينات وفتاة الوطن عجلت قيام إتحاد المرأة

    تجربته الشعرية علمته أن الشعر لا ينظم مرتين لأن للقصيدة لحظة ميلاد واحدة

    زاره الراحل وردي بالمنزل بعد صدى ضنين الوعد فكان مولد الحبيب العائد


    كتب :عوض أحمد عمر
    غيب الموت بالعاصمة السعودية الرياض الشاعر القامة صديق مدثر بعد مسيرة حافة بالعطاء أثرى من خلالها الوجدان الإنساني بباقة من الروائع والقصائد الحسان .
    كان الشاعر الفذ صديق مدثر ( يرحمه الله ) ضيف المنتدى الدوري التاسع الذي أقامته رابطة الإعلاميين السودانيين بالمملكة العربية السعودية في إبريل الماضي وسط حضور كبير من أبناء الجالية السودانية يتقدمهم السفير قريب الله الخضر علي نائب رئيس البعثة الدبلوماسية السودانية بالرياض،والمستشار الثقافي والإعلامي آنذاك الأستاذ عبد الخالق عبد الحميد، ولفيف من المهتمين بالشأن الثقافي والفكري الذين ضاقت بهم قاعة فندق قصر الستين بالرياض .
    مسيرة إبداعية ومواقف خالدة
    في هذا المنتدى الرائع والفريد تحدث الشاعر صديق مدثر كما لم يتحدث من قبل وكشف الكثير من الأسرار التي صاحبت مسيرته الإبداعية وقدم مجموعة من القصائد الرائعة والمدهشة .
    كشف الشاعر صديق مدثر يرحمه الله في منتدى رابطة الإعلاميين الدوري أن أغنية"فتاة الوطن" كانت المحفز والسبب الرئيس لتأسيس وقيام الاتحاد العام للمرأة السودانية
    يافتاة الوطن يا خير البلاد
    أنيري الوطن بنور الرشاد
    انشري الوعي وسيري للامام
    إنما الوعي بشير السلام

    وأشار إلى أنه تتلمذ على يد الشاعر محمد عبد القادر كرف وتعلم منه الكثير ، ، كما تناول أهم المحطات في حياته أهمها النشأة في بيئة حي الهاشماب بأمدرمان التي شكلت وجدانه الشعري .
    وقال أن الجو العام فيها على حد تعبيره كان "ملغم" بالشعر والفلسفة والقياس، ثم تحدث عن مدرسة الموردة الابتدائية وأمدرمان الأميرية والجمعية الأدبية التي شدّت انتباهه،حيث كانت تضم كوكبة من أهل الفكر والإبداع منهم أحمد الطيب، البروفيسور عبدالله الطيب، أحمدعبدالله المغربي.
    دهشة وإعجاب
    وأبدى إعجابه ودهشته بالطريقة التي كانت تُدار بها الجمعية بمدرسة أمدرمان الاهلية وأرجع الفضل في وضع أساس هذه الجمعية للأستاذ مكي عباس طيّب الله ثراه، وكشف عن تأثره بالشاعر والأستاذ محمدعبد القادر كرف في هذه المرحلة، لأنه كان يبدي اهتماماً كبيراً بالطلبة ومواهبهم،وذرع فيهم روح التعلق بالأدب والشعر والشعراء وانتاجهم الفكري خاصة ديوان إشراقه للشاعر التجاني يوسف بشير.
    أولى المحاولات الشعرية
    وكشف للحضور أنّ أولى محاولاته الشعرية كانت عن وفاة أخته التي كانت تشجعه وتحضه على القراءة،وكانت على درجة من الثقافة، وتذكر رأي والده في هذه القصيدة , وكيف أنه أشارعليه بإحضار كتاب العروض وأن يعكف على قراءته بلا انقطاع .
    فتاة الوطن
    وقال إنّ البداية الحقيقية في مجال الشعر ونظمه كانت قصيدة مجلس الآباء وأغنية "فتاة الوطن" والتي غناها الأستاذ أحمد المصطفى بمشاركة طالبات المدرسة الثانوية وقد طلبت ساعتها المناضلة حاجة كاشف من الجميع الوقوف أثناء أداءالأغنية لتصبح محفز لقيام الاتحاد العام للمرأة السودانية .
    كما ذكر تفاصيل وذكريات الأغنية والأجواء المصاحبة لها بالإذاعة السودانية، وعدم تقبل الاستعمار لها.وتناول تفاعل الشعب السوداني مع الأغنية وتحدث عن أسباب ذلك وأجملها في دعوتها إلى مقاومة الاستعمار.
    قصيدة أدخلته السجن
    وذكر أن قصيدته "مجلس الآباء " والتي قدمها في يوم الآباء بالمدرسة في نوفمبر 1949م في حضور والده قد أدخلته السجن .
    هو يوم على الزمان فــريد ...هو عهد من العهود جـــــديد
    وشح العاطل الحزينة عقدا ... فتهادى بالسحر والعقد جيـد
    نبذت عهدها القديم وشبت .. تنشد المجــد والحيـاة تريــــد

    وكشف للحضور تعرضه للاعتقال من قبل الاستعمار البغيض،وكان معه الأستاذ محمد عبد القادر كرف، وأضاف أنه وجد في السجن عدداً من الأسماء على رأسهم الزعيم الخالد اسماعيل الأزهري الذي اعتقل لنشره مقالة تتحدث عن الأوضاع الماثلة في البلاد آنذاك، ووصف الشاعر الكبير صديق مدثر الزعيم اسماعيل الأزهري بالمناضل الجسور والوطني الغيور ، وتحدث عن نضاله ومجاهداته حتى تحقق استقلال السودان.
    ضنين الوعد
    وتحدث عن رائعته ضنين الوعد والتي نظمها عندما كان طالبا في كلية المعلمين الوسطى ، واستعرض رأي اثنين من الشعراء فيها وهما محمد عبد القادر كرف الذي وصف الأغنية بالقمة، وقول الشاعر كرف له بأنه بدأ من القمة.
    كان بالامس لقانا عابرا
    كان وهما كان رمزا عبقريا
    كان لولا أنني أبصرته
    وتبينت ارتعاشا في يديا
    بعض أحلامي التي انسجها
    في خيالي وأناجيها مليا
    ومضة عشت على إشراقها
    وانقضت عجلى وما أصغت إليً
    الحبيب العائد
    وذكر الفقيد في تلك الأمسية الغنية بالشجن والإبداع أنّ الفنان الراحل محمد وردي زاره في المنزل بعد أغنية ضنين الوعد التي غناهاالفنان كابلي، والصدى الكبير الذي أحدثته، وطلب منه أغنية مماثلة في الصدى والتجاوب ، فكانت مولد "الحبيب العائد " وكان الحبيب العائد شعار منتدى رابطة الإعلاميين الدوري في أمسية الجمال والبهاء
    عاد الحبيب فعادت روحي وعاد شبابي
    يا شوق دعني أما كفاك عذابي
    لقد شربت دموعي أما سئمت شرابي
    ****
    عاد الحبيب فأهدى لكل قلب سلاما
    أهدى العيون بريقا أهدى الثغور ابتساما
    فكيف ينسى محب أهدى إليه الغراما
    وكيف ينسى حبيبا كم ذا يذوب هياما
    وهج المشاعر
    كان ديوانه الشعري وهج المشاعر حاضرا في هذه الأمسية الرائعة يقرأ منه على الحضور تحديا للذاكرة ...وقال أنه حزن كثيرا على قصائد غالية عنده يجلس ليتذكرها مرة أخرى فتخونه الذاكرة .
    وقال إن تجربته الشعرية علمته أن الشعر لا ينظم مرتين لأن القصيدة لها لحظة ميلاد وزمن واحد ذا انقضى لا يتوقف خلقها نهائيا ولكنه يأتي مختلفا .
    وقد حوى وهج المشاعرباقه من روائعه الحسان (يوم الآباء – فتاة الوطن –بورسعيد – أجل لن نحيد –موعدنا غدا –ضنين الوعد- الحبيب العائد-أنشودة أيادي الخير –الأبنوس –في وداع كوكب الشرق –بعد الأربعين في وداع الخير هاشم –بقايا قصيدة –من تكون –الحب والوطن – المرأة مثل الدنيا –التامين الضائع –معنى الحب – أغاني الأمنيات –فوز –على شاطي النخيل –ميلاد شاعر –إلى الخال العزيز –عندما يسقط الجدار ) –تخاريف مغترب
    والتي يقول فيها :
    لو جرى هذا فأنت وحدك تعرفين
    ماذا سيحدث !
    لو أن دهري قد تبسم مرة
    نصف ابتسام
    لو أنه ينسى عدائي مرة
    ولبضع عام ..
    لجمعت ما أبقى بروحي من حطام
    وسألت من يحي الرميم من العظام
    أن التقيك وفي كياني
    بعض روح
    وفي عيني فضل نور
    كي أراك
    رثاء الفنان وردي
    وختم مشاركته ذات الحضور والألق في منتدى الإعلاميين الدوري بقصيدة معبرة عن رحيل الفنان محمد وردي.
    ألا رحم الله الشاعر القامة والفقد الكبير الأستاذ صديق مدثر والهم آله وذويه ومحبيه الصبر وحسن العزاء.
                  

11-04-2012, 06:25 AM

Elmoiz Abunura
<aElmoiz Abunura
تاريخ التسجيل: 04-30-2005
مجموع المشاركات: 6008

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الزميل منصور المفتاح مع المحبة والإحترام (Re: munswor almophtah)

    UP
                  

11-04-2012, 09:23 AM

aydaroos
<aaydaroos
تاريخ التسجيل: 06-29-2005
مجموع المشاركات: 2965

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الزميل منصور المفتاح مع المحبة والإحترام (Re: Elmoiz Abunura)

    مرحبابك يا ود ابو نورة .. والجابك يجيب عقابك
    وياريت من وثائقكم تمد البوست بما ينير سيرة الأخوين عشري وصراعهما مع المثقفين الآخرين
    حول سودانية ام عروبية السودان ، أو إضاءة المثاقفة والصراع الفكري في ذلك لوقت


    ويا منصور.. يخدر ضراعك :)
    هل لاحظتوا معاي إنو في السرد الفوق دا (جماعة الموردة والهاشماب) إسمها تحول بصورة دائمة الي
    (جماعة الهاشماب) .. وسقط أسم أولئك المبدعين من اولاد الموردة (اولاد العبيد المحررين وذوي الاصول
    التي تنتمي للقبائل السودانية*
    ) بي (قد قفة الأيدولوجيا العربوإسلامية السائدة).

    _______________________________________________
    * القبائل السودانية مقابل القبائل المتسودنة (كما ينظرون لأنفسهم)
                  

11-04-2012, 09:32 AM

aydaroos
<aaydaroos
تاريخ التسجيل: 06-29-2005
مجموع المشاركات: 2965

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الزميل منصور المفتاح مع المحبة والإحترام (Re: aydaroos)
                  

11-05-2012, 07:04 AM

aydaroos
<aaydaroos
تاريخ التسجيل: 06-29-2005
مجموع المشاركات: 2965

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الزميل منصور المفتاح مع المحبة والإحترام (Re: aydaroos)

    Quote: التحق " محمد عشري الصديق " بكلية غردون التذكارية وتخرج في قسم الهندسة عام 1929م.عمل موظفاً في فترات مختلفة ثم انتقل إلى الصحافة. أصبح رئيس تحرير بجريدة (صوت السودان) في الأربعينات. التحق بفرقة المهندسين الثانية ملازما أول في قوة دفاع السودان أثناء الحرب العالمية الثانية.
    في خضم النضال أعيد نشر مذكرة الأستاذ " محمد عشري الصديق " عن التعليم التي بعث بها إلى لجنة اللورد " دي لاوير " التي زارت السودان عام 1937 لكتابة تقرير عن التعليم .إذ كانت المذكرة مطابقة للآراء التي دعت لها مجلة " الفجر" لصاحبها " عرفات محمد عبد الله ".عمل هو في لجنة الدستور. عمل بوزارة الري. التحق بفرقة المهندسين الثانية ملازما أول في قوة دفاع السودان أثناء الحرب العالمية الثانية.
                  

11-05-2012, 04:29 PM

سلمى الشيخ سلامة
<aسلمى الشيخ سلامة
تاريخ التسجيل: 12-14-2003
مجموع المشاركات: 10754

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الزميل منصور المفتاح مع المحبة والإحترام (Re: aydaroos)

    الشاعر عبد القادر كرف
    سلمى الشيخ سلامة

    ولد الشيخ عبد القادر كرف عام 1909
    لكنه لم يكن يعترف بذاك التاريخ حين يحس انه بات "قديما " فيجيب اصدقاؤه مازحا لحظة سؤاله عن تاريخ ميلاده بقوله "مكتوب فى الباسبورت اقراهو 1916
    وكان اول مرة يستخرج جوازا للسفر فى العام 1954 حين كان ينوى السفر الى مصر ، فلقد كانت مصر احد هواجسه ،كان قد هرب اليها رفقة الشيخ عوض عمر الامام بغرض الدراسة فى مصرلكنهم حين وصولهم الى محطة اسوان اخبر اهلهم بعض اهلهم فى اسوان ان لايتركونهم يسافروا وهكذا بقى الشيخ كرف فى اسوان وظل يعمل فى بقالة باجر قدره خمسة قروش ، حتى تمت إعادته لاهله فى امدرمان ليكمل دراسته فى المعهد العلمى ليتخرج معلما ، كانت اول مدرسة عمل بها هى كمبونى ، من الذين عاصروه السيد حسن الطاهر زروق والسيد عبد الكريم ميرغنى والبروفيسور عبد الله الطيب والشيخ على الصلحى ... انتقل من الكمبونى الى الاهلية امدرمان وظل يعمل بها حتى تم ضمها الى وزارة التعليم وظل وفيا لمهنة التدريس حتى وفاته حيث بعد ان نزل للمعاش كان يدرس الطلاب فى بيته ..
    الشيخ كرف كان شاعرا ورساما وخطاطا فذا ، لكنه انسان تخجل وانت امامه ، هذا ماقاله احد تلاميذه واصدقائه فيما بعد .."ولانه كان انسانا وفيا فإنه تنازل عن حقه فى الزواج لاجل ابناء اخوته الذين أخذ على عاتقه تربيتهم وحين نضجت ثمار ابناء اخوته كان هو فى سن لا تسمح له بالزواج "
    من القامات الشعرية فى بلادنا فهو منحوت فى قلوب الذين درسهم مثله مثل التجانى يوسف بشير الذى كان احد ابناء جيله
    يقول عنه احد اصدقائه من الذين التقيت بهم فى القاهرة " عبد القادر كرف كان معطاءا لايهتم كثيرا بالدرجات الوظيفية كان كل همه ان يؤدى واجبه ، لذلك لم تتم ترقيته ولم يصبح وكيلا أو مديرا بل كان دائما هو المعلم الذى ينتمى للغة العربية ، وحين تقاعد للمعاش كان راتبه المعاشى لا يزيد عن ال"102 " جنيها "...؟؟؟
    فى قاع الدرجات الوظيفية ، وحاول اصدقاؤه الى ترقيته لكنهم اصطدموا ببروقراطية الجهاز الحكومى ففعلوا ما هو أهم من الوظيفة فحفظوا له شعره فى أشرطة التسجيل فقد كان يهمل هذا الجانب ايضا
    حكى لى احد اصدقائه الراحل محمد سعيد القدال أنه "كان إذا ما هبط عليه وحى الشعرفإنه يقتطع ورقة ويكتب فيها ما هبط عليه ويرميها وحين يعود لا يجدها حيث غالبا تطالها الايدى وترمى بها ككم مهمل ...!
    ورغم أنه كان شاعرا مرهفا لكنه كان يتجنب الحديث عن الشاعر التجانى يوسف بشير وقد عزى البعض من انها الغيرة التى كانت تلم به من التجانى يوسف بشير ..!
    للشاعر كرف مساهماته فى المنهج المدرسى فعندما بدأ السلم التعلميى العام 1969وضع منهجا للغة العربية ولكنه للاسف مفقود ولا يعرف احد اين ذهب؟
    وكتب ايضا عن "طه حسين " كتابا"مع ابوالعلاء فى سجنه ، لكنه ايضا اختفى فى ظرف غامض ..وكذا لديه كتاب حول "النقد الادبى لطلاب الشهادة السودانية وتمت صياغته ، لكنه اختفى ايضا ..!
    ولعل احد أهم الشهادات التى كتبت فى حق الشاعر كرف والتى كان يفتخر بها ، هى ما خطه الراحل احمد الطيب احمد حينما كان مفتشا للغة العربية فى معاهد بخت الرضا حيث كتب عن كرف "استاذ متمكن من مادته ومن الطريقة" والطريقة لمن لا يعرفها هى طرق تدريس المناهج فى المراحل المدرسية المختلفة التى كانت تعدها بخت الرضا وتعد بالتالى المعلمين الذين يدرسونها فكان يتم تدريسها لمعلمى المراحل الابتدائية والوسطى ..
    الشيخ كرف كان احد الظرفاء الذين يتميزون بالسحر فى الحديث ، وكان ايضا من الشعراء الذين تنثال الشاعرية لديهم بعفوية كالشلال
    كان احيانا يعن له أن يغنى فلا يتردد ذلك ان صوته به تطريب لا يستهان به عذبا رقراقا ، وكان صديقا للمغنين بخاصة سرور الذى حين رحل كتب على قبره بيتين ما زالا مقروءان لمن يزور قبر الراحل سرور فى اسمرا ، ومن جاء بالرخام الذى كتب عليه البتيتن كان صديقه الراحل خضر حمد وتمت كتابة البييتن واعادة الرخام الى اسمرا .. ..
    رغم انه من الشعراء الذين يشار اليهم بالبنان فى السودان لكنه للاسف لم يصدر له ديوان شعرى ـ ربما صدر عقب هذا المقال الذى تمت كتابته فى العام 1994 فى مصر ـ وعلى ذكر مصر فحين زار الرئيس جمال عبد الناصر السودان كتب يقول وهو الذى كان يكن لعبد الناصر محبة خاصة ، كتب يقول
    "بلوت الخطوب الوانها
    وقد فلّ عزمك طغيانها
    ولم تسترح الى خطة يقال غد ضل حسبانها "
    ويقول فى مقطع آخر
    "وأقبلت تخطو فى شكة
    مهيب الجلالة مزدانها "
    ولم ينس الانتفاضة فى ابريل من العام 1985 حين قال
    "لمن البنود خفقن خفقا
    بعد التباس وحزنا صفقا
    رفت على خضر الربى ومن عيون النيل تسقى "
    وفى نفس القصيدة نجده حزينا لاعدام الشيخ محمود محمد طه حيث يقول
    "ماذا جنى محمود ينحر ثم فى الدهماء يلقى ؟"
    هاهى الايام تعدو وتلف شاعرنا بالغياب حيث رحل فى يوم 16من أغسطس العام 1989
    نتمنى ان نحتفل بمئويته وان يتم جمع ديوانه ونشره فهو واحد من الشعراء الذين الى جانب انهم كانوا عمدا من اعمدة التعليم فهو شاعر يستحق ان نحتفى به وبشعره ونحفظه للاجيال
    رحمة الله على شاعرنا كرف ...
    مرجعى كان شيخى واستاذى الراحل محمد سعيد القدال فى حوار اجريته معه فى القاهرة
                  

11-06-2012, 08:03 AM

aydaroos
<aaydaroos
تاريخ التسجيل: 06-29-2005
مجموع المشاركات: 2965

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الزميل منصور المفتاح مع المحبة والإحترام (Re: سلمى الشيخ سلامة)

    مرحب .. مرحب بالفنانة سلمى الشيخ سلامة .. والدار دارك.. والجابك يجيب عقابك
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de