|
حكاوى اكتوبرية.....
|
تحياتى حبى اهذا الشهر اننى خرجت الى الوجود فى نهاياته واننى كنت هناك مع الجموع فى قلب الثورة العملاقة,,اطفال صغار ولكن مثل هذه الاحداث لها فعل السحر فى الرقى باطرافها الى سماوات الوعى وتغذية تلافيف الذاكرة بحزم ضوئية تظل تبرق مع تقادم العمر ,,,لا انسى ناظرنا الهمام (القصاص) فى مدرسة الخرطوم غرب (1) يدخل علينا ذات صباح مبشرا بثوره ..ما استوعبناه منها الخلاص من واقع مؤسف ,,(وبالمفتشر),,,انتو قاعدين تعملو فى شنو ما تطلعوا مع اخوانكم ,,,,,وقع الكلام ربما كان سهلا عندى وبعض زملائى من (حلفا) فقد تثاقفنا قليلا حين خرج اهلنا فى مظاهرنهم الشهيرة,,اضافة الى ذلك لم تمهلنا المدرسة الانجلية بجوارنا فقد (رعدت) هتافاتهم وتسللوا للشارع حاملين اغصان النيم ,,فما كان منا الا ان رددنا خلفهم الهتاف (الى الثكنات ياعساكر) وقفزنا من ورائهم ووقفنا معهم امام مدرسة الخرطوم الاميرية بنات واللاتى استجبن للهتافات وظللن يرددن الهتاف معطونة بالزغاريد فلا تعرف ان كان مصدره الطالبات ام المدرسات ومهما يكن فقد بدأ شارع الحرية رحلته فى تلك اللحظة,,,وبدأنا نحن نمارس تلك الأشياء الطفولية الملازمة لمثل هذا (الهرج والمرج ),,,تسمع اصواتالرصاص فتسرع اليه ...كما وتسرع الى اماكن التجمعات,,,,كانت الخرطوم فى تلك الأيام (اسرة كبيرة)!!!!!! تكاد تحفظ ملامحها من كل اطرافها ,,, اتذكر ان الناس كانت تميز ان هذه المجموعة من الحلة الجديده وهؤلاء من برى وهكذا وكل كان مقصده (المحطة الوسطى),,,,المكان الذى يداعب ذاكرتى وتهناج الذكرى حيث (الليمون) البارد ومكتبة (اللورد بايرون ) ومقصد ابناء اهلى الكبار حين ( يتزيون) مساءا ومقصدهم المحطة الوسطى ,,اذا فقد اصبحت مقصد جحافل الثوار وضاعت تلك الفاصلة مابين الليل والنهار فى الخرطوم وكما (تلاشت) حروف التأنيث واصبح الشارع ملكا حرا لشعب قرر ان يلغى تصنيف الذكورة والأنوثة امعانا فى التوحد وتعظيما (لراية اكتوبر) واستجلاء للمستقبل ,,, لم يتخلف فى مدرستنا (الأثبرة) احد على الرغم من انها كانت تعج بابناء رموز العهد العسكرى المخلوع بعضهم سار معنا وبعضهم كان واجما واذكر من كان (يبكى) التففنا حولهم نواسيهم ,,ولا نعرف مانقول سوى ان دموع صغبر مثلك (تحرقك) فى الداخل (يا) ان تشاركه المه ,,يا ان ترحل بعيدا ,,,, ونعود kofi
|
|
|
|
|
|