قضية للنقاش .. لماذا تركتموه يواجه الشنق وحيدا؟

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-23-2024, 04:40 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الرابع للعام 2012م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
08-28-2012, 05:41 AM

حامد بدوي بشير
<aحامد بدوي بشير
تاريخ التسجيل: 07-04-2005
مجموع المشاركات: 3669

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
قضية للنقاش .. لماذا تركتموه يواجه الشنق وحيدا؟

    الأمر الذي يحتاج دراسة وتفسيرا في تاريخنا السياسي المعاصر، هو: لماذا لم تتضامن أحزاب الأمة والاتحادي والشيوعي مع محمود محمد طه وتوجه جماهيرها بالاعتصامات والوقفات الاحتجاجية، عندما تآمر الأخوان المسلمون مع سيء الذكر جعفر نميري على شنق المفكر السوداني، محمود محمد طه.

    لماذا تركوه يواجه المشنقة وحيدا؟؟
                  

08-28-2012, 06:19 AM

عبد المنعم ابراهيم الحاج
<aعبد المنعم ابراهيم الحاج
تاريخ التسجيل: 03-22-2005
مجموع المشاركات: 5691

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قضية للنقاش .. لماذا تركتموه يواجه الشنق وحيدا؟ (Re: حامد بدوي بشير)

    يا Hamid

    عليك الله الشوت الضفاري ده خليهو? ياخي الجمهوريين في ذات نفسهم ما قاعدين إقولو الكلام ده!!!! أنا العبد الفقير ده وزعت بعد محاكمته بساعة واحدة بيان للجبهة الديمقرطية يدين فيه محاكمته لا في مدرستنا القديمة بالحصاحيصا فحسب بل في كل المدينة !!!!! وخليك يا صاحبي من بقية المدن!! .. البتسو فيهو ده عدم شغلة وزي الما لاقي ليك موضوع غيرنا! ياخي ما داير أقول ليك أختشي لكن كن صادقا وعادلا ولو لمرة واحدة في الحياة.
    وسلام
    أبوعبيدة الماحي

    (عدل بواسطة عبد المنعم ابراهيم الحاج on 08-28-2012, 06:21 AM)
    (عدل بواسطة عبد المنعم ابراهيم الحاج on 08-28-2012, 06:23 AM)
    (عدل بواسطة عبد المنعم ابراهيم الحاج on 08-28-2012, 06:28 AM)
    (عدل بواسطة عبد المنعم ابراهيم الحاج on 08-28-2012, 06:32 AM)

                  

09-01-2012, 09:03 AM

حامد بدوي بشير
<aحامد بدوي بشير
تاريخ التسجيل: 07-04-2005
مجموع المشاركات: 3669

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قضية للنقاش .. لماذا تركتموه يواجه الشنق وحيدا؟ (Re: عبد المنعم ابراهيم الحاج)

    Quote: البتسو فيهو ده عدم شغلة وزي الما لاقي ليك موضوع غيرنا! ياخي ما داير أقول ليك أختشي لكن كن صادقا وعادلا ولو لمرة واحدة في الحياة.
    وسلام
    أبوعبيدة الماحي



    أخي أبو عبيدة الماحي،

    بعد التحية، أرى إنك تحاول إدخال الفيل في ثقب الإبرة.

    الموضوع أكير بكثير من الزاوية الضيقة جدا التي من الواضح إنك لا ترى إلا من خلالها.

    قلت في مداخلتك المكونة من أربعة أسطر وبها أربعة تعديلات:

    ((زي ما لاقي ليك موضوع غيرنا)).

    سؤالي: إنتو منو؟؟

    أنا ذكرت الأحزاب السياسية السودانية الفاعلة في الساحة. هل أنت تمثل كل هؤلاء؟؟

    إذا كانت إجابتك نعم، فأنا أقصدكم واتحداكم.

    وإذا كانت إجابتك غير ذلك، فأنت لا تدري ماذا تقول.

    ومع ذلك يا صديقي، أرجو أن تتابع الموضوع ودعني أتبحر فيه قليلا، ثم قل رأيك في الموضوع وليس خارج الموضوع.
                  

09-01-2012, 11:43 AM

حامد بدوي بشير
<aحامد بدوي بشير
تاريخ التسجيل: 07-04-2005
مجموع المشاركات: 3669

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قضية للنقاش .. لماذا تركتموه يواجه الشنق وحيدا؟ (Re: حامد بدوي بشير)

    افترعت هذا الموضوع وفي الذهن صورة سكان مدينة باريس وهم يخرجون إلى الشوارع عام 1968 بكل أطيافهم السياسية من أقصى اليمين حتى أقصى اليسار، وبكل أطيافهم العمرية من الجدود والجدات وحتى الأطفال، وبكل اطيافهم الجنسية من الرجال والنساء وحتى المثليين، وذلك تضامنا مع ما عرف بثورة الطلاب.

    خرج سكان مدينة باريس وهم يرددون هنافا موحدا ينكون من كلمتين:

    كلنا يهود.

    السبب هو ان زعيم ثورة الطلاب كان من أصول يهودية وقامت سلطات وزارة الداخلية الفرنسية بترحيله من البلاد إلى رومانيا، ثم استطاع الطلاب تهريبه وإعادته إلى باريس.

    هذه القضية، قضية ترحيل السلطات لأحد الأجانب، من العادية بحيث لا تقارن بسوق مفكر إلى المشنقة أمام مرأى ومسمع كل سكان الخرطوم.

    ومع ذلك لم تخرج المسيرات القادرة على إجبار الحكومة على التراجع!!

    لماذا لم تعبئ الأحزاب السياسية الفاعلة الشارع ليخرج في مسيرة هادرة تقول:

    كلنا جمهوريون؟؟
                  

09-01-2012, 12:47 PM

adil amin
<aadil amin
تاريخ التسجيل: 08-01-2002
مجموع المشاركات: 36888

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قضية للنقاش .. لماذا تركتموه يواجه الشنق وحيدا؟ (Re: حامد بدوي بشير)

    لماذا تركوه يواجه المشنقة وحيدا؟؟

    الاخ العزيز حامد بدوي بشير
    تحية طيبة
    تركوه لانه يحمل مشروع سوداني حقيقي..والناس ديل(حزب الامة + الاخوان المسلمين+ الشيوعيين).. لانهم فاشلين وحاسدين وعاجزين عن تقديم حاجة للسودان من 1964 لحدي هسه
    والناس الوحيدين العرفو قيمة محمود محمد طه غيرالجمهوريين هم الجنوبيين وقدروا تضحيته من اجلهم لتصديه لقوانين 1983 الفاشية
    ونعاه جون قرنق في الولايات المتحدة الامريكية بترانيم الدينكا عندما يموت عظمائهم ورد تلاميذ الاستاذ الجميل عندما انشدو عن قبر جون قرنق اناشيد عرفانية في زياتهم الاخيرة الى جوبا

    وانا ممكن احدد ليك انه بعض الشيوعيين او المحسوبين على الحزب الشيوعي شمتو ان ذاك وقالو ليه يؤيد نميري الكتلم في 1971
    يعني هم بدل يديينو انقلابهم الفاشل رموها في الجمهوريين...وصدر كتاب ان ذاك للجمهوريين عن الحزب الشيوعي السوداني (هل انتحر ام نحروه)
    اما انا شخصيا كشاهد على تلك الفترة
    فقد تغيرت حياتي بموت هذا الرجل العظيم والى الابد...واضحيت فا حالة يقظة مستمرة ...وار ى هؤلاء كما هم تماما وليس كما يدعون...عراة تماما..من ذرة حياء والحياء شعبة من شعب الايمان ...وقاعد في البورد ده بس لتعريتهم وبالوثائق حتى يتجاوزهم اخر سوداني مغيب...
    وحتما سيقول التاريخ يوما كلمته في كل ما حدث في السودان ونشكر د.منصور خالد على توثيقه لتاريخ السودان من الستينات وحتى الان
                  

09-01-2012, 01:10 PM

محمد جلال عبدالله
<aمحمد جلال عبدالله
تاريخ التسجيل: 06-24-2011
مجموع المشاركات: 4552

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قضية للنقاش .. لماذا تركتموه يواجه الشنق وحيدا؟ (Re: adil amin)

    الزول مات وشبع موت قوم لف ياخ
    متمني يوم واحد تكلمنا عن هموم المواطن البسيط
    في دولتك جنوب السودان
    بدل الحكحكة دي والتسلبط في الشماليين
                  

09-01-2012, 01:13 PM

Waeil Elsayid Awad
<aWaeil Elsayid Awad
تاريخ التسجيل: 12-12-2004
مجموع المشاركات: 2843

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قضية للنقاش .. لماذا تركتموه يواجه الشنق وحيدا؟ (Re: adil amin)

    سلام يا صاحب البوست
    و العجيب انه حتى الجمهوريين لم يتضامنوا مع شيخهم و تبرا تلاميذه منه فى المحاكمة حتى يهربوا من حبل المشنقة
                  

09-01-2012, 01:25 PM

محمد علي البصير
<aمحمد علي البصير
تاريخ التسجيل: 06-24-2011
مجموع المشاركات: 5367

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قضية للنقاش .. لماذا تركتموه يواجه الشنق وحيدا؟ (Re: adil amin)

    الأخ الأستاذ حامد بدوي بشير

    لك تحية الود والتقدير

    لا أدافع عن هذه الأحزاب ولكنى أرى أنك تطالب هذه الأحزاب بما لا تملكه ـ كلنا نعرف جيداً القبضة الأمنية التي كان يحكم بها نميري السودان في ذلك الوقت ـ ففي ظرف هكذا ، كيف نطالب هذه الأحزاب بأدوار كبيرة لا تناسب نشاطها السري المحدود للغاية وهى التي ظلت مغيبة عن الساحة السياسية لأكثر من عقد من الزمان

    نميري وبعد أن تمكن من إجتياز مضبات كبيرة في سنين حكمه الأولى، كشر عن أنيابه ، فأعدم من أعدم وشرد من شرد ، وسجن من سجن

    فهل في ظرف كهذا تأمل في القيام بدور إنتحاري من أحراب محظورة بنص القانون ، في وجود حاكم متهور ، لن يتورع عن القيام بأي عمل في سبيل تكريس حكمه

    ولتقوم بماذا ؟ بمناهضة حكم إعدام يجد دعم أقليمي غير محدود ؟

    أحسب أن طلبك فيه بعض من الظلم لهذه الأحزاب يا أستاذ حامد
                  

09-01-2012, 01:40 PM

عبدالله عثمان
<aعبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قضية للنقاش .. لماذا تركتموه يواجه الشنق وحيدا؟ (Re: adil amin)

    Quote: كتب عادل أمين
    ...وصدر كتاب ان ذاك للجمهوريين عن الحزب الشيوعي السوداني (هل انتحر ام نحروه)

    سلام يا عزيزي عادل أمين
    ليس للأخوان الجمهوريين كتاب باسم الحزب الشيوعي هل انتحر ام نحروه.. اعتقد ان الكتاب للصحفي اللبناني فؤاد مطر
                  

09-01-2012, 07:29 PM

دينا خالد
<aدينا خالد
تاريخ التسجيل: 06-26-2006
مجموع المشاركات: 8736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قضية للنقاش .. لماذا تركتموه يواجه الشنق وحيدا؟ (Re: عبدالله عثمان)

    محمود محمد طه ... لم يكن اول سودانى شريف ذو قامة باسقه يشنق
    فمن قبله وفى سنة 1971 شنق رجال شرفاء
    عبد الخالق ، الشفيع ، ال .... خ الكوكبة
    وعلى ما اعتقدت تمت اعدامات ناس كبيدة قبلهم فى 1958 ..
    اين كانت تلك الاحزاب التى تتحدث عنها ؟؟ هل خرجوا فى وقفات احتجاجية
    سدت الشوارع حتى بعد قتلهم ؟؟؟ بل اين كان الاخوان الجمهوريين ؟
    هل تعلم اين كانوا ؟؟
    فى عشية عيد الفطر وفى حرمة ايام رمضان
    واجه الرصاص 27 ضابطا شريفا من القوات المسلحة الموت
    وحدهم .. هل سدت الاحزاب الشوارع بالوقفات الاحتجاجية ؟
    اين كانوا .. واين كان الاخوان الجمهوريين ؟

    منذ بدايات 2002 وفى ظرف شهور فقدنا ما يقارب 200 الف مواطن
    مواطنين لحمنا ودمنا .. وتشرد الملايين ونزح مثلهم ... هل نطقت تلك الاحزاب ؟؟؟
    هل سدت مواكبهم واحتجاجاتهم الطرق والشوارع ؟

    الا ترى ان 200 الف قتيل هم الاولى بالمسائلة حولهم .... ؟












    ـــــــــــــــــــــــــــــ
    اتفق معك ان قضية النقاش يجب ان تتوسع حتى تعم
    الفائدة .. فالقائد محمود ليس اول من واجه الموت وحيدا
    ولا اخرهم .... كلو محصل بعضه ومحمود ليس استثناء ..
                  

09-01-2012, 08:30 PM

الشفيع وراق عبد الرحمن
<aالشفيع وراق عبد الرحمن
تاريخ التسجيل: 04-27-2009
مجموع المشاركات: 11406

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قضية للنقاش .. لماذا تركتموه يواجه الشنق وحيدا؟ (Re: دينا خالد)

    ليس دفاعاً عنهم، ولكنها "شهادة حق"
    كنت حاضراً
    في يوم الخميس 17 يناير وبعد تأييد الحكم
    اجتمع الاخ/عمر الدقير ممثلاً لاحزاب التحالف ورئيساً لاتحاد طلاب جامعة الخرطوم بالاخوة الجمهوريين في داخلية بحر الغزال
    وقال لهم: ماهي طلباتكم؟ ماذا تريدون من الاتحاد؟
    قالوا له (ما معناهو) لا نريد اي شيء، ولن يستطيع بشر ان يمس شعرة من راس محمود محمد طه
                  

09-02-2012, 03:07 AM

دينا خالد
<aدينا خالد
تاريخ التسجيل: 06-26-2006
مجموع المشاركات: 8736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قضية للنقاش .. لماذا تركتموه يواجه الشنق وحيدا؟ (Re: الشفيع وراق عبد الرحمن)

    Quote: وقال لهم: ماهي طلباتكم؟ ماذا تريدون من الاتحاد؟

    صديقى وراق سلامات
    ما دام كنت حاصر كنت تقول لى الدقير ياهو دا العذر الاقبح من الذنب !
    هو اتحادو دا بتحرك بما يطلبه المستمعين ؟
    ولا شغال قصاد قضايا مبدئيه عنده فيها راى كاتحاد بمثل مجموعة مبادى وقيم
    للمجموعات المنتخبة للاتحاد ؟
                  

09-02-2012, 03:42 AM

الشفيع وراق عبد الرحمن
<aالشفيع وراق عبد الرحمن
تاريخ التسجيل: 04-27-2009
مجموع المشاركات: 11406

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قضية للنقاش .. لماذا تركتموه يواجه الشنق وحيدا؟ (Re: دينا خالد)

    Quote: هو اتحادو دا بتحرك بما يطلبه المستمعين ؟

    اصلا الخيارات كانت شبه معدومة والوقت ضيق وما كان ممكن يتعمل اي شيء يا دينا
    الجميع توقع عدم التأييد من قبل الرئيس، التاييد جاء عشية التنفيذ
    الاجتماع كان "محدود" ولم اشارك شخصيا فيه، الدقير بعد ما خرج من الاجتماع اخدني شخصيا على جنب وشاورني
    وكانت عندي قناعة من ضمن الكل "ان شيئا ما سيمنع التنفيذ"
    تم عقد ندوة بالميدان الغربي
    وهتافات
    ومسيرات داخل حوش الجامعة
    والى قبيل التنفيذ تمسك الجمهوريون بهذا المبدأ
    ذهبت الى هناك بمعية "الراوي"
    قبل التنفيذ بلحظات جاهم توجيه ربما من محمود شخصياً بعدم حضور التنفيذ، وانصرف كل من بلغه ذلك منهم وتوقع الجميع حدوث "كارثة" او صاقعة او اي شيء من السماء
    كانت لحظات رهيبة
    ثم تم التنفيذ وسط اختلاط الاصوات ما بين مستنكر ومهلل ومكبر
                  

09-02-2012, 08:40 AM

دينا خالد
<aدينا خالد
تاريخ التسجيل: 06-26-2006
مجموع المشاركات: 8736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قضية للنقاش .. لماذا تركتموه يواجه الشنق وحيدا؟ (Re: الشفيع وراق عبد الرحمن)

    وووووووووووووو الشفيع وراق
    طلعت نافذ فى الاتحاد وانا ما عارفه ؟
    يحمد لمحمود انه ثبت ولم يتراجع ولم يبرر ..
    واكد انه رجل صادق تجاه افكاره ودعوته ...
    ولم يترك حبرا على ورق ومواقف مشكوك فيها
    بل وكالذين سبقوه .. تركوا للاجيال اللاحقه رقابهم المتدليه
    من المشانق ....
    الدور والباقى على تلاميذه / وعلى القوى السياسية
    وكل الذين تسائلت عنهم .. اين كانوا بعد التنفيذ حتى ؟

    مش ياهو السؤال كدا ؟؟

    اين صاحب البوست ؟؟؟ هى دعوة للنقاش مع منو ؟؟
    مشيت وين ؟؟
                  

09-02-2012, 10:05 AM

حامد بدوي بشير
<aحامد بدوي بشير
تاريخ التسجيل: 07-04-2005
مجموع المشاركات: 3669

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قضية للنقاش .. لماذا تركتموه يواجه الشنق وحيدا؟ (Re: دينا خالد)

    الأخوة و(الأخت) المتداخلون،

    كل المداخلات رصينة وفي الموضوع ومحل تقدير.

    أرى أن الآراء توزعت بين:

    - أن الشعب السوداني لم يصمت وكانت هناك اجتماعات ومنشورات الخ.

    - إن مطالبة الأحزاب بالتحرك في زمن القمع مطلب فيه شطط.

    - أن محمود محمد طه ليس هو الوحيد الذي سيق إلى المشنقة.

    - أن الجمهوريين أنفسهم كانوا سببا في تخذيل التحرك.

    وكل هذا على قدر كبير من الصحة.

    لكن إذا جمعناهذا على ذاك ستصل إلى ما رميت إليه من فتح هذا البوست.

    نعم تاريخ السودان منذ الاستقلال هو تاريخ مذابح للشعب على يد حكوماته. ولنا جيش باسل ظل في حالة حرب ومعارك طاحنة مع أن السودان لم يدخل حرب مع دولة أخرى. جيش باسل مستبسل في قتل مواطنية وعلى مدى أكثر من نصف قرن.

    بدأ العهد الوطني بحوادث توريت وثنى بمذبحة مزارعي مشروع جودة الزراعي جنوب النيل الأبيض.

    ومنذ ذلك التاريخ لم تتوقف مذابح الحكومات ضد الشعب، فرادى وجماعات.

    والمصيبة، والمشكلة التي تستحق البحث والنقاش هي:

    لماذا نترك - نحن كسودانيين - من يذبح يلاقي مصيره منفردا ووحيدا؟؟

    لماذا نبكي على سكان غزة أكثر مما نبكي على سكان دارفور وجبال النوبة؟؟

    ثمة خلل ما، وخلل خطير هنا.

    هل ضميرنا كأمة، لم يتكون بعد؟؟

    هل لأننا في لاشعورنا الجمعي لا نعي من نحن ومن نكون ولمن ننتمي؟؟

    محمود محمد طه كان مثالا. ولعل هذا ما يعطي موته زخما ضخما من الرمزية. لعله أراد ذلك أيضا.

    وما يميز محمود هو أنه مفكر. والتاريخ يقف دائما عند مصير المفكرين أكثر من وقوفه أمام مصير السياسيين أو العسكريين أو المصلحين الاجتماعيين.

    كم من البشر أحرقت وشنقت محاكم التفتيش في أوربا في العصور المظلمة؟؟

    وأمام من من هؤلاء وقف التاريخ؟؟

    المفكرون هم روح الأمة ووقودها الوحداني ... محمود كان مفكرا وقائدا روحيا. مثل غاندي.

    خرج عاندي من قريته مشيا على قدميه قاصدا ساحل المحيط الهندي ليتحدى الشركة المحتكرة التي تمنع الهنود من استخراج الملح من المحيط الهندي، ومن ورائها الحكومة الاستعمارية.

    وكلما مر غاندي بقرية أو بلدة أو مدينة انضم لمسيرته كل سكانها. وعندما وصل الساحل كان نصف الهند هناك.

    لو ترك الهنود غاندي يذهب وحيدا، لسهل على الحكومة اصطياده والتخلص منه.

    عاندي هو روح الهند، محمود محمد طه هو روح السودان التي شنقها الإخوان المسلمون.

    وتركنا محمودا يواجه الشنق وحيدا هو رمز لتخلينا عن ذاتيتنا الغارقة في التغبيش وعن ضميرنا الجمعي الذي لم يتكون بعد
                  

09-02-2012, 10:09 AM

adil amin
<aadil amin
تاريخ التسجيل: 08-01-2002
مجموع المشاركات: 36888

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قضية للنقاش .. لماذا تركتموه يواجه الشنق وحيدا؟ (Re: دينا خالد)

    اسف اخي عبدالله عثمان
    لان الامد طال وكنت رايت كتيب صغير بالرونيو ان ذاك بنفس العنوان- ولم افطن لكاتبه
    ولكن لشيوعيين القامو بانقلاب عسكري اختلفت في امره نص لجنتهم المركزية عايزين السودانيين كلهم يكونو شيوعيين
    ويحملو الجمهوريين مسؤلية فشل انقلابهم وما ترتب عنه من اعدامات ويولولو معاهم..
    واستمرت مايو بعدهم لحدي 1985
    اما الاستاذ محمود فقد ايد مايو لاسباب اتخلت عنها هي نفسها وهي وقوفها في وجه الهوس الديني ووهم الدولة الدينية والدستور الاسلامي المزيف الذى دمر السودان الان..
    والخط الرئيس للفكرة الدفاع عن الشعب السوداني والسودان والدين الحنيف من التشويه
    لكن خلونا من خزلان احزاب المركز زمان
    الليلة نحن في 2012
    افكار محمود محمد طه العظيمة هي ما يحتاجه العالم والربيع العربي المازوم
    ماذا فعل السودانيين في تمجيد فكرهم السوداني وعرضه على العالم ويملكون المراكز الطنانة ومتغلغلين في اجهزة اعلام الخليج كلها وان لم نقل فرضه كما يفعل جيراننا المصريين وغيرهم- في فرض حاجاتم وحتى وان كانت اسوا من السوء نفسه..هذا هو الخزلان الجد...
    المدارس الاسلامية الميهمنة الان
    -1 الاخوان المسلمين وهي بضاعة مصرية
    2- السلفيين وهي بضاعة سعودية
    3- ولاية الفقيه وهي بضاعة ايرانية
    4- الدعوة والتبليغ وهي بضاعة باكستانية
    وكلها عل بعضها كده اعجز ما تكون في اسيتعاب العصر والقرن 21 ومشاريعه السياسية
    1- الديموقراطية
    2- الدولة المدنية
    3- الفدرالية
    4- حقوق المراة
    5- الاقليات
    6- الاشتراكية
    وتظل مدرسة السودان الفكرة الجمهورية الاصلية مغيبة هي الحل...
    والما ببقي نفسه زول مافي زول ببقيه

    عشان كده الادانة تظل مستمرة
    وكمان في حاجة مهمة ذكرا فرانسيس دينق عن الفكرة الجمهورية فيما معناها لو كان هذا الاسلام الليبرالي الذى تمثله الفكرة الجمهورية سائد في الشمال لما حاق بالجنوبيين والسودان ما حاق..يعني الجنوبيين يستيطعون التعايش مع الفكرة في الشمال وده شيء طبيعي والفرق كبير بين اخلاق الجمهوريين الكوشية واحزاب قعر الحلة الجاية من مصر...
    والسبب طبعا
    الفكرة الجمهورية بنت السودان الاصيل وامتداد للاسلام القيمي الموروث عبر الالاف السنين..والخلى خواجة عبدالقادر يتشرب به ويجلد في بلد بضاعة خان الخليلي الوافدة(الاخوان المسلمين) والازهر التي قتلت محمود محمد طه وجلدت خواجة عبدالقادر بغرض ازلاله على روؤس الاشهاد كما فعلت قوانين 1983 التي تصدى لها الاستاذ محمود..اسلام ناس (قعر الحلة) الجانا من مصر-المرجع مسلسل خواجة عبدالقادر...

    (عدل بواسطة adil amin on 09-02-2012, 10:13 AM)

                  

09-02-2012, 04:48 PM

حامد بدوي بشير
<aحامد بدوي بشير
تاريخ التسجيل: 07-04-2005
مجموع المشاركات: 3669

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قضية للنقاش .. لماذا تركتموه يواجه الشنق وحيدا؟ (Re: adil amin)

    ***
                  

09-02-2012, 08:13 PM

Omer Abdalla Omer
<aOmer Abdalla Omer
تاريخ التسجيل: 03-02-2004
مجموع المشاركات: 4072

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قضية للنقاش .. لماذا تركتموه يواجه الشنق وحيدا؟ (Re: حامد بدوي بشير)

    Quote: لماذا تركوه يواجه المشنقة وحيدا؟؟

    الأخ حامد بدوي, من منطلق عقيدة صوفية ممكن أقول ليك هو "ذاتو" داير كدا و الحقيقة الموقف في مجمله يتوافق مع فكره و مبادئه! هو واحد
                  

09-02-2012, 09:00 PM

الشفيع وراق عبد الرحمن
<aالشفيع وراق عبد الرحمن
تاريخ التسجيل: 04-27-2009
مجموع المشاركات: 11406

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قضية للنقاش .. لماذا تركتموه يواجه الشنق وحيدا؟ (Re: Omer Abdalla Omer)

    Quote: طلعت نافذ فى الاتحاد وانا ما عارفه ؟

    لا نافذ ولا شتين يا دينا
    كل الحكاية كنت "قريب" من كلاهما، الدقير والجمهوريين
                  

09-02-2012, 09:51 PM

Dr. Ahmed Amin

تاريخ التسجيل: 02-20-2007
مجموع المشاركات: 7616

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قضية للنقاش .. لماذا تركتموه يواجه الشنق وحيدا؟ (Re: الشفيع وراق عبد الرحمن)

    sudan69.jpg Hosting at Sudaneseonline.com


    شكرا أخي حامد .. ففكرتك واضحة وموضوعكـ حيوي ...
                  

09-03-2012, 11:55 AM

حامد بدوي بشير
<aحامد بدوي بشير
تاريخ التسجيل: 07-04-2005
مجموع المشاركات: 3669

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قضية للنقاش .. لماذا تركتموه يواجه الشنق وحيدا؟ (Re: Dr. Ahmed Amin)

    Quote: الأخ حامد بدوي, من منطلق عقيدة صوفية ممكن أقول ليك هو "ذاتو" داير كدا و الحقيقة الموقف في مجمله يتوافق مع فكره و مبادئه! هو واحد


    الأخ عمر عبدالله عمر،

    ممكن أتفق معاك إنو الأستاذ قد أراد هذا الموت الرائع وعلى يد سلطة دكتاتورية متدثرة بالدين.

    لكن الأستاذ بفعله هذا قد امتحن ضمير أمته أو لعله حاول وخذه ليوقظه.

    هذا الضمير المعدوم أو النائم هو قضية النقاش هنا.

    والمشكلة التي تستدعي النقاش الجاد هي اسنمرار ضميرنا كأمة في الغياب. فهو لم يتحرك لمجازر دارفور ولا لمجازر الجنوب من قبل ولا للمجازر التي حركت حتى ضمير جورج كلوني في جنوب كردفان.

    أما ما يحيرني شخصيا هو ظهور بعض الارتعاشات التي تعتري هذا الضمير عندما يذبح اليهود الفلسطينيين!!

    نعم ... لعل محمود قد أراد بموته الذي أخرج مشهده بنفسه وابتسم له حين دنى، أن يأتي يوم يصير فيه هذا الأمر قضية للنقاش.

    (عدل بواسطة حامد بدوي بشير on 09-03-2012, 12:03 PM)

                  

09-03-2012, 06:12 PM

حامد بدوي بشير
<aحامد بدوي بشير
تاريخ التسجيل: 07-04-2005
مجموع المشاركات: 3669

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قضية للنقاش .. لماذا تركتموه يواجه الشنق وحيدا؟ (Re: حامد بدوي بشير)

    Quote: شكرا أخي حامد .. ففكرتك واضحة وموضوعكـ حيوي ...


    الدكتور أخمد أمين،

    شكرا على التعليق وشكرا ايضا على المقتطف الصادق الذي يضع المبضع عند موضع الداء,
                  

09-05-2012, 07:28 AM

حامد بدوي بشير
<aحامد بدوي بشير
تاريخ التسجيل: 07-04-2005
مجموع المشاركات: 3669

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قضية للنقاش .. لماذا تركتموه يواجه الشنق وحيدا؟ (Re: حامد بدوي بشير)

    القادة السياسيون هم من المجتمع بمثابة عصب الحياة.

    والقادة السياسيون درجات تمتد طوال المسافة الشاسعة بين العظمة والتفاهة. بين بناة الأمة وطلاب السلطة.

    والقادة لسياسيون تنفيذيون مطبقون إما لايديولوجية، كما في الدول المنتكسة، أو لبرنامج سياسي كما في الدول المتقدمة.


    أما المفكرون فأمر آخر، إنهم من فئة الأنبياء.

    المشكلة في قضية الأستاذ محمود محمد طه هي أن غالبيتنا ينظرون إليه بمنظار السياسية ويتعاملون مع قضيته كقضية سياسي.

    هنا خلط وسوء كيل وضعف في أداة الكيل.

    وهنا يحتاج الأمر لغربال النقاش.
                  

09-06-2012, 00:02 AM

حامد بدوي بشير
<aحامد بدوي بشير
تاريخ التسجيل: 07-04-2005
مجموع المشاركات: 3669

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قضية للنقاش .. لماذا تركتموه يواجه الشنق وحيدا؟ (Re: حامد بدوي بشير)

    أذن للسياسيين بأن يقتلوا (بفتح الياء وبناء الفعل للمعلوم) وأن يقتلوا (بضم الياء وبناء الفعل للمجهول).

    أما المفكرون فلا يقتلون احدا، وهم معرضون للقتل من كل أحد.

    والأمة التي تفتل مفكريها، هي أمة تتدهور وتنزلق إلى مهاوي التخلف.

    هل بدأ تدهورنا يوم ذبحنا الثور الأبيض؟؟
                  

09-06-2012, 01:58 AM

Khalid Elmahdi
<aKhalid Elmahdi
تاريخ التسجيل: 08-20-2012
مجموع المشاركات: 609

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قضية للنقاش .. لماذا تركتموه يواجه الشنق وحيدا؟ (Re: حامد بدوي بشير)

    الأخ الأستاذ حامد بدوي بشير وضيوفه الكرام..
    لك التحيه والتهنئة على فتح هذا الخيط، وعلى هذا التساؤل المشروع.. وكما أشار بعض المتداخلون، هذا السؤال يطرح نفسه على كل الشعب، بجميع توجهاته، وحتى الجمهوريون وأنا أحدهم.. القضية كما أشير في هذا الخيط، هي قضية المبدأ، والأيمان بالحقوق والحريات.. فالأستاذ محمود كان صاحب مبدأ، فقد كان الشعار الذي أطلقه على الدوام هو "الحرية لنا ولسوانا".. لذلك تجده وتلاميذه قد كانوا من أكبر المناهضين لقضية حل الحزب الشيوعي السوداني وطرد نوابه من الجمعية التأسيسية وذلك باقامتهم أسبوع مناهضة حل الحزب الشيوعي، وذلك برغم الخلاف الفكري مع الحزب الشيوعي، والمعلن في كتاب "الماركسية في الميزان".. بل كان الأستاذ حزينا في ليلة اعدام الأخ المسلم المصري عبدالقادر عودة، وقد زار دار الأخوان المسلمين، مؤازرا ومعزيا.. فالقضية عنده قضية مبدأ، في أن الأفكار لا تحارب بالسجون والأعدامات..
    على كل خيطك ، ممكن أن يفتح قضايا كثيرة، أهمها اشعارنا جميعا بتقصيرنا تجاهه، لكن أعتقد أن ما يمكن أن يكفر عنا هو الألتفات لما ترك تحت أيدينا من تراث فكري، وكما عبر أحد الأخوان هنا، أن ما سطر قلمه، وسار حياته هو مشروع عاجلا أم اجلا سيخرجنا والعالم من المتاهه.. فالمعضلة عبر الأزمان كانت ولا زالت هي عدم المقدرة في التوفيق بين حاجة الأفراد للحرية، وحاجة الجماعات للعدالة الأجتماعية الشاملة، وقد قدم الأستاذ محمود هذا الحل في كتبه ومحاضراته، وبرهن على أمكانية تحقيق ذلك بما جسد من قيم، لا يختلف عليها الصديق والعدو..
    دعني أهديك، قصيدة أخي العوض مصطفى "ابتسم راضيا"
    Quote: الموقف أكبر من شعري

    الحزن الرابض في صدري

    و الغافل من بالذكر أفاق

    من قبل العاشرة المعلومة أشعل ذكرا في الأفاق

    يملؤني فخرا هذا الشامخ يفتح دربا للإطلاق

    إن ما إشتاق لهذا الصابر في البأساء فلا أشتاق

    المؤمن بالشعب العملاق

    الباذل للروح الغالي و المطلق من قيد الإشفاق

    يكفيني أني عشت زمانا كان له طعم و مذاق

    يكفيني أني كنت جليسك رغم شعور الإبن العاق

    فيا من كان بحضرته و الفكر به قيد و وثاق

    حدثني عن أخبار الشيخ الباسم في وجه الشناق

    هل كنت تشاهد أن الصبر علي البلواء له حذاق

    اليتم المر

    العيش الذل ، الخارج من جوف الإملاق

    الشعب له هذا الإخفاق

    السيف، السوط، الظلم له

    الويل له إن ما ينساق

    يا يوما يكشف فيه الساق

    و يجف لسان الظلم غدا من بهتة ذاك الأمر الشاق

    الرب له فينا ميثاق

    المكر السيء كم لله بأهل المكر السيء حاق

    فسلام يا كنز الأفراح و يا علم الحق الخفاق

    إن كنت رحلت فداء القوم فإني مشتاق مشتاق


    ولي عودة
    خالد المهدي
                  

09-08-2012, 04:32 PM

حامد بدوي بشير
<aحامد بدوي بشير
تاريخ التسجيل: 07-04-2005
مجموع المشاركات: 3669

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قضية للنقاش .. لماذا تركتموه يواجه الشنق وحيدا؟ (Re: Khalid Elmahdi)

    الأخ خالد المهدي،

    شكرا من القلب على مداخلتك الرصينة ونطمع في المزيد. وصراحة أدهشني إحجام الجمهوريين عن المشاركة في هذا البوست!!

    إن محمود محمد طه قد عاش عمرا أطول من عمر السيد المسيح، عيسى إبن مريم. وخط بقلمه فكرا كثيفا على الورق يحتاج تفكيكه وتأويله جهودا جبارة مطالب بها كل من يأنس في نفسه الكفاءة وعلى راس هؤلاء الأخوان الجمهوريون.

    وككل المفكرين الصادقين، عاش الأستاذ فكره في حياته بكل الصدق والدقة.

    حكى لي أحد الأخوة الجمهوريين، أنه كان يجلس مع عدد من الجمهوريين والجمهوريات في ظل العصر خارج حوش بيت الاستاذ. ثم جاءهم من يقول أن الأستاذ يطلب من الجميع الدخول إلى البيت. وعندما اجتمعوا، قال لهم بلغنا أن أخانا الأمين داوؤد قد توفى إلى رحمة مولاه. وهو الآن في وضع لا يجوز فيه سوى الترحم على روحه. لذا أطلب من الجميع أن يقرأ الإخلاص، وبإخلاص، سبع مرات لروح أخينا الأمين داؤود.

    ولمن لا يعرف الأمين داؤود، هو أحد أبطال قضية الحسبة التي طالبت القضاء بالحكم على الأستاذ بالردة في الستينات والمعروفة بمحاكمة بورتسودان.

    هذا هو المفكر الذي يعيش فكره.

    أحد الجهلة ممن ينتمون للسرطان الفكري الجديد المسمى الأصولية، علق في هذا البوست بقوله: الراجل مات وشبع موت. وأنهى مداخلته الفقيرة بفوله: (قوم لف). ونسي هذا الجاهل أن جميع المفكرين الذين لونوا حياة البشرية بفكرهم قد (ماتوا وشبعوا موت) بمعنى أن أجسادهم فارقت الحياة.

    لكن الأفكار لا تموت. والمفكرون لا يموتون.
                  

09-09-2012, 06:49 AM

حامد بدوي بشير
<aحامد بدوي بشير
تاريخ التسجيل: 07-04-2005
مجموع المشاركات: 3669

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قضية للنقاش .. لماذا تركتموه يواجه الشنق وحيدا؟ (Re: حامد بدوي بشير)

    مرت قرابة الثلاثين عاما على قتل المفكر السوداني، محمود محمد طه، عىل يد الطاغية الذي انتقل من أقصى اليسار إلى أقصى اليمين، من الاحتفال بعيد ميلاد لينين (العظيم) إلى إقامة إمارة إسلامية سوداء جنوب الصحراء الأفريقية الكبرى، وبتحريض من الأخوان المسلمين الذي استغلوا جنون الطاغية لتنفيذ كل المخازي، من جلد الناس في الشوارع إلى تقطيع أطرافهم.

    ولو لم يقتل محمود، لما كان بيننا الآن، ولمات موتا طبيعيا ككل البشر.

    غير أن موته بالطريقة التي قتل بها، يكشف عن خلل خطير في بنيتنا كأمة ذات مشتركات تكفي لتشكيل قومية.

    إرهاصات الشك في القومية السودانية كثيرة وسبقت مقتل محمود محمد طه واستمرت بعده.

    قبل محمود محمد طه، قتل العسكر في كوستي مئات المزارعين البسطاء بأبشع طريقة يمكن أن يتخيلها العقل. حشروهم داخل مخزن ضيق مبني من الحديد لليلة كاملة حتى قضوا اختناقا عن آخرهم.


    بعد قتل محمود شهدنا مجازر دافور التي أرقت ضمير البشر في كل أنحاء العالم إلا في السودان. ونشهد الآن المجازر والتجويع في جنوب كردفان وفي النيل الأزرق.

    غير أن موت محمود محمد طه يؤطر صورة الخزي هذه ويبرز معالمها، لأنه مفكر وقتل بسبب أفكاره.

    والتساؤل المعرفي: لماذا حدث هذا، هو طرح لقضية نعتقد أنها خطيرة، وان تغافلنا تجاهها دفن للرؤس في الرمال.

                  

09-09-2012, 10:04 AM

Khalid Elmahdi
<aKhalid Elmahdi
تاريخ التسجيل: 08-20-2012
مجموع المشاركات: 609

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قضية للنقاش .. لماذا تركتموه يواجه الشنق وحيدا؟ (Re: حامد بدوي بشير)

    التحية للأخ الفاضل حامد..
    دينا نحن مطالبون بالأعراض عن الجاهلين عندما قال سبحانه وتعالي "خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ"(199) الأعراف.. الأصوليين دخلاء علينا، ولا علاقة لهم بالدين.. أتذكر قصة سيدنا عمر بن الخطاب عندما ضحك وبكى، بكى عندما تذكر كيف أنه عند وأد بنته الصغيرة، وأثناء الحفر كانت تنفض التراب عن لحيته.. دي قيمة الدين، أن يترك أثر في حياة السالك وينقله من الفظاظة لدرجة قتل ابنته من دون أن يرمش له جفن، الى شخص رقيق ومرهف قريب الدمع.. فلا عليك..
    أنا أرى ألا نحمل أي شخص، التقصير في ما تم للأستاذ محمود، وبقراية متأنية لمجريات الأحداث في تلك الأيام، تجدني أميل الى ما ذكر أحد الأخوان في هذا البوست، أنه لولا أرتضى أن يذهب، لم ولن يسلط عليه أحد.. لكن دعنا ننتهز فرصة دعوتك للنقاش هذه، ونؤسس لمبدأ، طالما نادى به الأستاذ محمود - الحريه - وكما تغنى أبواللمين مبدأ الحرية أول .. لا بيؤل لا بيحول" .. دعنا نستنهض الجميع من أجل هذا المبدأ، من يدري؟! فقد نكفر عن بعض تقصيرنا..
    الأستاذ محمود، صاحب ايمان راسخ في الشعب السوداني، فتأمل هذا الأيمان: "أنا زعيم بأن الإسلام هو قبلة العالم منذ اليوم .. وأن القرآن هو قانونه.. وأن السودان ، إذ يقدم ذلك القانون في صورته العملية ، المحققة للتوفيق بين حاجة الجماعة إلى الأمن ، وحاجة الفرد إلى الحرية المطلقة ، هو مركز دائرة الوجود على هذا الكوكب، ولا يهولن أحدا هذا القول: لكون السودان صغيرا جاهلا خاملا، فان عناية الله قد حفظت على أهله من أصايل الطبائع، ما سيجعله نقطة التقاء الأرض بأسباب السماء"..
    فبرغم، معيشتنا في هذا الظلام الدامس، الا أنه لا بد لليل أن ينجلى، فقط يبدو أن قدرنا، ألا نصبح هذه المرة، الا على بصيرة، وليس هناك من ينير الطريق، غير ما ترك لنا الأستاذ محمود.. وأعتقد أن المفتاح هو في هذه الكلمات النيرات:
    Quote: أمران مقترنان ، ليس وراءهما مبتغى لمبتغٍ ، وليس دونهما بلاغ لطالب: القرآن ، وحياة محمد..
    أما القرآن فهو مفتاح الخلود .. وأما حياة محمد فهي مفتاح القرآن .. فمن قلد محمداً ، تقليداً واعياً ، فهم مغاليق القرآن .. ومن فهم مغاليق القرآن حررعقله ، وقلبه ، من أسر الأوهام .. ومن كان حر العقل ، والقلب ، دخل الخلود من أبوابه السبعة.
    ..
    بالتأكيد، لا أريد أن أصرف خيطك عن تساولاتك، فقط أحببت ألا نتباكى على ما مضى، وأنما نجعل تساؤلاتك نقطة انطلاق لسبر غور ما ترك الأستاذ محمود، من كنز بين أيدينا..

    (عدل بواسطة Khalid Elmahdi on 09-09-2012, 10:07 AM)
    (عدل بواسطة Khalid Elmahdi on 09-09-2012, 10:09 AM)

                  

09-09-2012, 05:44 PM

Khalid Elmahdi
<aKhalid Elmahdi
تاريخ التسجيل: 08-20-2012
مجموع المشاركات: 609

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قضية للنقاش .. لماذا تركتموه يواجه الشنق وحيدا؟ (Re: Khalid Elmahdi)

    اطلعت احدي السيدات الكريمات، وهي تقرأ في كتاب الرسالة الثانية من الأسلام للأستاذ محمود محمد طه، خطبة الجنازة لبركليس..
    فعلقت لصديقتها: بالله شوفي الخطبه دي عظيمة كيف؟
    فردت الأخرى: عظيمة الخطبة ولا عظيم الجابها لينا بعد مئات السنين ؟ !!! (العبارات بتصرف)
    Quote: كان بركليس أعظم الخطباء المتكلمين باسم الديمقراطية الأثينية ، وفي خطابه المعروف باسم خطبة الجنازة ، التي ألقاها في مناسبة الاحتفال الشعبي بدفن الذين قتلوا في الحرب ضد اسبارطة عام 430 قبل الميلاد ، قال في تصوير هذه الديمقراطية : (( إنما تسمى حكومتنا ديمقراطية لأنها في أيدي الكثرة دون القلة وإن قوانيننا لتكفل المساواة في العدالة للجميع ، في منازعاتهم الخاصة ، كما أن الرأي العام عندنا يرحب بالموهبة ويكرمها في كل عمل يتحقق ، لا لأي سبب طائفي ، ولكن على أسس من التفوق فحسب ، ثم إننا نتيح فرصة مطلقة للجميع في حياتنا العامة ، فنحن نعمل بالروح ذاتها في علاقاتنا اليومية فيما بيننا . ولا يوغرنا ضـد جارنا أن يفعل ما يحلو له ولا نوجه إليه نظرات محنقة ، قد لا تضر ، ولكنها غير مستحبة )) .
    (( ونحن نلتزم بحدود القانون أشد التزام في تصرفاتنا العامة ، وإن كنا صرحاء ودودين في علاقاتنا الخاصة . فنحن ندرك قيود التوقير : نطيع رجال الحكم والقوانين ، لا سيما تلك القوانين التي تحمي المظلوم ، والقوانين غير المكتوبة التي يجلب انتهاكها عارا غير منكور . ومع ذلك فإن مدينتنا لا تفرض علينا العمل وحده طيلة اليوم . فما من مدينة أخرى توفر ما نوفره من أسباب الترويح للنفس - من مباريات وقرابين على مدار السنة ، ومن جمال في بيئتنا العامة ، يشرح الصدر ، ويسر العين ، يوما بعد يوم ، وفوق هذا فإن هذه المدينة من الكبر والقوة بحيث تتدفق عليها ثروة العالم بأسره ، ومن ثم فإن منتجاتنا المحلية لم تعد مألوفة لدينا أكثر من منتجات الدول الأخرى . ))
    (( إننا نحب الجمال دون اسراف ، والحكمة في غير تجرد من الشجاعة والشهامة ، ونحن نستخدم الثروة ، لا كوسيلة للغرور والمباهاة ، وإنما كفرصة لأداء الخدمات . وليس الاعتراف بالفقر عيبا ، إنما العيب هو القعود عن أي جهد للتغلب عليه . ))
    (( وما من مواطن أثيني يهمل الشئون العامة لإغراقه في الانصراف إلى شئونه الخاصة . والشخص الذي لا يعنى بالشئون العامة لا نعتبره (( هادئا وادعا )) وإنما نعتبره غير ذي نفع . ))
    (( وإذا كانت قلة منا هم الذين يرسمون أية سياسة ، فإنا جميعا قضاة صالحون للحكم على هذه السياسة . وفي رأينا أن أكبر معوق للعمل ، هو نقص المعلومات الوافية - التي تكتسب من النقاش قبل الاقدام - وليس النقاش ذاته )) .

    وكان تعليق الأستاذ محمود على الخطبه العظيمة، التي وضعت التصور للحكم الديمقراطي السليم:

    Quote: هذا ما قاله بركليس في تصوير الديمقراطية الأثينية وهو تصوير طيب .. ولقد أخذت الديمقراطية من أيام أثينا تنمو وتتطور وتتباين في ذلك في مختلف أرجاء العالم ، ولكنها تنبع في كل مكان من مبادئ تحاول أن تبينها بوضوح كنهج متميز وفذ من مناهج الحياة .. نهج للحياة يعترف بكرامة الإنسان ، ويحاول أن يقيم تصريف الشئون الإنسانية وفق العدل ، والحق ، وقبول الشعب .. ولقد وصلت مرحلة تطوير الديمقراطية الحديثة إلى مبادئ يمكن تلخيص أهمها فيما يلي:-
    1ـــ الإعتراف بالمساواة الأساسية بين الناس.
    2ـــ قيمة الفرد فوق قيمة الدولة .
    3ـــ الحكومة خادمة الشعب .
    4ـــ حكم القانون .
    5ـــ الاسترشاد بالعقل ، والتجربة ، والخبرة .
    6ـــ حكم الأغلبية ، مع تقديس حقوق الأقلية .
    7ـــ الاجراءات أو الوسائل الديمقراطية تستخدم لتحقيق الغايات في الدولة الديمقراطية .


    أين نحن من هذا الآن، فدعنا أخي حامد نؤسس لحكم ديمقراطي على هدى هذه الكلمات المنورة.. والشعب السوداني محرية فيهو، لأنه جبل على أصايل الطبائع...
                  

09-09-2012, 07:28 PM

Khalid Elmahdi
<aKhalid Elmahdi
تاريخ التسجيل: 08-20-2012
مجموع المشاركات: 609

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قضية للنقاش .. لماذا تركتموه يواجه الشنق وحيدا؟ (Re: Khalid Elmahdi)

    الأخوة الكرام..
    منذ بداية مشاركتي في بوست الأخ حامد، بحثت عن ما سطر الأخ بروفيسر عصام عبدالرحمن، في حق الأستاذ محمود..


    الصقر يعلو وحده *** متسنما أعلى القمم
    متفردا عن سربه *** وتلوذ بالسرب الرخم



    "إن ما جئت به هو من الجدة بحيث أصبحت به بين أهلي كالغريب وبحسبك أن تعلم أن ما أدعو إليه هو نقطة إلتقاء الأديان جميعها، حيث تنتهي العقيدة ويبدأ العلم، وتلك نقطة يدخل منها الإنسان عهد إنسانيته، ولأول مرة في تاريخه الطويل.." محمود محمد طه

    (عدل بواسطة Khalid Elmahdi on 09-09-2012, 07:59 PM)

                  

09-09-2012, 10:50 PM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 48724

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قضية للنقاش .. لماذا تركتموه يواجه الشنق وحيدا؟ (Re: Khalid Elmahdi)

    سلام يا أخي حامد

    وتحية للجميع

    قرأت لك يا حامد هذه المداخلة في بوست أخينا الباشمهندس "كيكي".

    Re: ام المفاجات (الصحفي هاشم كرار يروى من قلب صح...الشهيد محمود محمد

    وأرجو أن تسمح لي باقتباسها هنا بعد وضع الأحرف التي سقطت أو التي لم تكن في محلها.



    يوم شنق الأستاذ محمود محمد طه كان خاتمة سوداء لمسيرة طويلة من تراكم الظلمات بدأها سيئ الذكر النميري بتعيين دجال السياسة حسن الترابي على رأس لجنة لتنقيح القوانين لتتماشى مع الشريعة الأسلامية.
    يومها قفل باب الحوار الفكري والثقافي. كان على السوداني, مطلق سوداني, ألا يناقش. أجب بلا أو نعم. هل ترفض شرع الله؟

    جسد محمود الطاهر وهو يتدلى من حبل المشنقة كان هو ,حقيقة لا مجازا, جثة الحركة الثقافية والفكرية في السودان. توقف حوار الأصالة الثقافية وتوقفت إجابات جماعة الغابة والصحراء في حلوق المتحاورين. تفرق أهل القلم وأهل التشكيل وأهل المسرح وأهل الغناء أيدي سبأ.

    كل ما الليل زاد نجمة في كتف العسس
    جرت العصافير المطار
    ودخل الشعر وكر المباشرة؟

    وكان يجب أن يكون إغتبال الأستاذ عنيفا على لحمك ودمك يا هاشم كرار. فقد كان علي كذلك وبيننا آلاف الأميال.

    وكان يجب أن يكون موقف الصحفي الرائع حسن ساتي كما وصفت. فقد عرفته في جدة أكثر وأسأل الصديقين ود عابدين وبشرى الفاضل.

    احكي يا صديقي بلغتك الهجين الحميمة فأنت شاهد لا يكتم الشهادة. ولا نامت أعين الجبناء


    ــــــــــــــــ
    هذه محاضرة جميلة قدمها الأستاذ عبد الله الفكي البشير في مركز الخاتم عدلان يوم 18 يوليو 2012 أرجو أن تكون إضافة لما يُكتب في هذا البوست، أرجو أن تشاهدها وتكتب تعليقك عليها وعلى النقاش الذي تم فيها:

    http://youtu.be/z5K6eU7FNJI






    http://youtu.be/vy-1GvbJuc0


                  

09-11-2012, 00:20 AM

بثينة تروس
<aبثينة تروس
تاريخ التسجيل: 08-17-2012
مجموع المشاركات: 696

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قضية للنقاش .. لماذا تركتموه يواجه الشنق وحيدا؟ (Re: Yasir Elsharif)

    الأخ حامد
    الشاهد التاريخ وتصحيح أخطاءه يصنع باقلام باحثة عن الحق ومتحرية لدقة ذلك التاريخ وبكتابات مثل كتابتك هذه,اتابع خيطكم منذ بدايته ,وقلت لنفسى فسوف أجلس فى كنبة المتابعين بدقة لفائدتى فى المقام اللأول ولكى أفسح المجال لسمع الآخرين , أنا عن نفسى أكاد اكثر كلمة سمعتها من الأستاذ محمود بتكرار متلازم مع النقاشات ونقل الأنطباعات والاركان وحركتنا اليوميه فى الشارع والوفود, هى عبارة(نسمع).
    والحقيقة أستمتعت بالمداخلات على أختلافها,اذ هى تمثل طرف من الحالة والجو الذى تم فيه التنفيذ..
    ياسر الشريف ثبت ندوة عبد الله الفكى البشير,وهى عندى بها تحليل جيد لجذور المسألة وأصلها التاريخى...ونرجع بعدها ان لزم أضافة..
    الى دينا تحية ومداخلتك ذكية ولطيفة..وأهديك قولة للأستاذ محمود محمد طه
    (أتنين أصلى غير محايد فيهن المرأة والسودان)
                  

09-11-2012, 05:53 AM

Khalid Elmahdi
<aKhalid Elmahdi
تاريخ التسجيل: 08-20-2012
مجموع المشاركات: 609

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قضية للنقاش .. لماذا تركتموه يواجه الشنق وحيدا؟ (Re: بثينة تروس)

    الأستاذ حامد بدوي بشير وضيوفه الكرام..
    أنتهز ظهور الأخ العزيز دكتور ياسر الشريف، وذكره للأخ المقدام هاشم كرار، أن أحيي الأستاذ هاشم، فقد قابلته، اخر مرة في أمسية يوم 7-يناير-1985 بالقسم الأوسط ، هو وصديقيه فتح الرحمن النحاس !!! والأستاذ عادل عبدالغني.. تقابلنا جميعا في زيارة للأستاذ محمود، يوم أن قال كلمته التاريخيه للمحكمة المهزله في نهار ذلك اليوم: "أنا أعلنت رأيي مرارا في قوانين سبتمبر...".. التحيه للأستاذ هاشم..

    ولي عودة..
                  

09-12-2012, 01:32 PM

حامد بدوي بشير
<aحامد بدوي بشير
تاريخ التسجيل: 07-04-2005
مجموع المشاركات: 3669

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قضية للنقاش .. لماذا تركتموه يواجه الشنق وحيدا؟ (Re: Khalid Elmahdi)

    الأخوة المتداخلون،

    أرجو المعذرة، إنني استمتع الآن بسماع وإعادة سماع محاضرة النور حمد وعبدالله الفكي البشير.

    أشعر إنني أستفيد.

    ساعود وأعلق على مداخلاتكم القيمة.

    الشكر للدكتور ياسر الشريف على هذه الهدية القيمة.
                  

09-13-2012, 08:57 AM

حامد بدوي بشير
<aحامد بدوي بشير
تاريخ التسجيل: 07-04-2005
مجموع المشاركات: 3669

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قضية للنقاش .. لماذا تركتموه يواجه الشنق وحيدا؟ (Re: حامد بدوي بشير)

    Quote: فقط أحببت ألا نتباكى على ما مضى، وأنما نجعل تساؤلاتك نقطة انطلاق لسبر غور ما ترك الأستاذ محمود، من كنز بين أيدينا..


    الأخ خالد المهدي،

    شكرا على المتابعة والمثابرة.

    فقط أحب أن أقول أن هذا البوست ليس للتباكي على مقتل المفكر محمود محمد طه، بقدر ما هو عويل على قتل الفكر والحرية والحركة الثقافية.

    وعندي أن موت محمود محمد طه أشبه بموت المسيح عند المسيحيين ولا يشبه أبدا موت الحسين عند الشيعة. المسيحيون جعلوا من موت المسيح غفرانا لخطاياهم تضحية من أجل الإنسان حيث تحمل عقاب كل أوزار البشر. والشيعة جعلوا من موت الحسين مناسبة للبكاء واللطم.

    كما أن رسالة هذا البوست الاساسية، وربما أكون قد فشلت في توصيلها، هي اللامبالة الغريبة التي تطبع سلوكنا الجماعي كسودانيين. نحن لا نتحرك إلا إذا مسسنا بصورة شخصية. نفتقد المغناطيسية التي تشد أطراف الكون الواسع بعضها لبعض. المغناطيسية التي تجعل الأمم أمما. لهذا نترك شهداءنا يذهبون إلى مقاصل الطغيان وحيدين. وإذا بدا لك إني أتباكى على شيء، فهذا ما أتباكى عليه

    (عدل بواسطة حامد بدوي بشير on 09-13-2012, 10:21 AM)

                  

09-13-2012, 09:06 AM

الطيب شيقوق
<aالطيب شيقوق
تاريخ التسجيل: 01-31-2005
مجموع المشاركات: 28804

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قضية للنقاش .. لماذا تركتموه يواجه الشنق وحيدا؟ (Re: حامد بدوي بشير)

    Quote: لماذا تركوه يواجه المشنقة وحيدا؟؟


    هذا هو الشيئ المحير حتى هذه اللحظة يا استاذنا حامد
                  

09-13-2012, 10:31 AM

حامد بدوي بشير
<aحامد بدوي بشير
تاريخ التسجيل: 07-04-2005
مجموع المشاركات: 3669

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قضية للنقاش .. لماذا تركتموه يواجه الشنق وحيدا؟ (Re: الطيب شيقوق)

    Quote: الأخ حامد
    الشاهد التاريخ وتصحيح أخطاءه يصنع باقلام باحثة عن الحق ومتحرية لدقة ذلك التاريخ وبكتابات مثل كتابتك هذه,اتابع خيطكم منذ بدايته ,وقلت لنفسى فسوف أجلس فى كنبة المتابعين بدقة لفائدتى فى المقام اللأول ولكى أفسح المجال لسمع الآخرين , أنا عن نفسى أكاد اكثر كلمة سمعتها من الأستاذ محمود بتكرار متلازم مع النقاشات ونقل الأنطباعات والاركان وحركتنا اليوميه فى الشارع والوفود, هى عبارة(نسمع).


    الأخت بثينة تروس،

    شكرا كثيرا على التعليق الذي يعطيني أكثر مما أستحق.

    وليتنا جميعا نتعلم كيف (نسمع) قبل ان نتكلم، فكثيرا ما أرى أننا نتكلم جميعا في وقت واحد ولا أحد منا يسمع وتكون حصيلة الكلام صفر.

    ومع ذلك نطمع في خروجك من موقع الاستماع لموقع الكلام ونعدك بأن (نسمع).
                  

09-13-2012, 05:21 PM

حامد بدوي بشير
<aحامد بدوي بشير
تاريخ التسجيل: 07-04-2005
مجموع المشاركات: 3669

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قضية للنقاش .. لماذا تركتموه يواجه الشنق وحيدا؟ (Re: حامد بدوي بشير)

    Quote: هذا هو الشيئ المحير حتى هذه اللحظة يا استاذنا حامد


    ود شيقوق الفنان،

    نعم إنه أمر محير، لهذا نطرحه للنقاش.

    في المحاضرة قال النور حمد إننا نعيش في ظل ثقافة إقصائية لا تعرف الحوار، هي بقيايا ثقافة عصور الانحطاط التي غشيت الثقافة العربية الاسلامية.

    هذا تفسير مقبول على مستوى جزء من البنية الفوقية (الثقافة).

    غير إنني أرى أن للقضية ابعادا تتعلق بتشوه بنيوي في تخلق الذات الجمعية السودانية أو لنقل الهوية السودانية أو حتى ضمير الأمة السودانية أو لنقل تشوه ينيوي في تطور المواطنة لدى الإنسان السوداني.

    هذا التشوه البنيوي سيكون موضوع الإضافة المقبلة لهذا البوست.
                  

09-14-2012, 06:21 AM

Khalid Elmahdi
<aKhalid Elmahdi
تاريخ التسجيل: 08-20-2012
مجموع المشاركات: 609

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قضية للنقاش .. لماذا تركتموه يواجه الشنق وحيدا؟ (Re: حامد بدوي بشير)

    الأخ الأستاذ حامد وزواره الكرام..
    أولا: رسالتك وصلت تماما، وهي عندي غضبة انسان فاضل، وقديما قيل : انما يعرف الفضل لأهل الفضل ذوو الفضل..
    في المداخله الأخيرة مع الأستاذ شيقوق:
    Quote: غير إنني أرى أن للقضية ابعادا تتعلق بتشوه بنيوي في تخلق الذات الجمعية السودانية أو لنقل الهوية السودانية أو حتى ضمير الأمة السودانية أو لنقل تشوه ينيوي في تطور المواطنة لدى الإنسان السوداني

    عباراتك تجد معناها، اذا نظرت لرد الفعل العالمي من جراء الحدث، تجد أن كل ذو ضمير حي، قد ساءه ما تم ..وما جلسة مجلس العموم البريطاني الا مثال لذلك:

    Quote: "الحزن والأسى والتقدير"
    جلسة مجلس العموم البريطاني:
    وفي عددها الصادر بتاريخ 11 فبراير 1985 أوردت المجلة تقريراً عن الاجتماع الذي نظمته الأحزاب البريطانية في الثلاثين من شهر يناير، وذلك للتنديد بالجريمة البشعة التي ارتكبها النظام السوداني بتنفيذ حكم الإعدام بالشهيد محمود محمد طه.. ترأس الاجتماع السير غراهام توماس أحد كبار الموظفين السابقين بحكومة السودان، وقد لخص أهداف الاجتماع في ثلاث كلمات "الحزن والأسى والتقدير".. الشعور بالحزن أمام هذه الفاجعة، والشعور بالأسى بالنسبة للذين ارتكبوا هذه الجريمة، والشعور بالإجلال والاحترام أمام محمود وشجاعة الذين ضحوا بالغالي والنفيس لإعلاء كلمة الحق والذين كان المرحوم محمود محمد طه ينتمي إلى صفوفهم"

    هذه الجريمة تقلل من قيمة كل إنسان!!
    ثم تناول الكلمة السيد سيريل ثاومند نائب البرلمان الممثل لحزب المحافظين ورئيس جمعية عزيز للتفاهم العربي ـ البريطاني فكان مما قال: "والجريمة التي تمثلت في شنق هذا الرجل المسن بهذه الطريقة البشعة ودون أن يحظى بمحاكمة عادلة هي جريمة تقلص من قيمتنا، نحن المجتمعين في هذه القاعة ومن قيمة كل إنسان يوجد على وجه البسيطة"
    ثم أعطيت الكلمة إلى ديفيد ألتون، نائب البرلمان الممثل لحزب الأحرار ببريطانيا الذي بدأ حديثه قائلاً ((إنني سعيد لحضور هذا الاجتماع لأعبر عن بالغ قلقي تجاه انتهاكات حقوق الإنسان في السودان التي بلغتني عنها أخبار مؤلمة في الأسبوع الماضي.)) ثم قال ((من واجب نواب مجلس العموم متابعة ما يجري في السودان وإعارة تطورات الوضع فيه اهتماماً جدياً لأن التعبير عن الرأي أصبح جريمة في السودان)).
    ثم أخذ الكلمة السيد دونالد أندرسون الناطق الرسمي لحزب العمال البريطاني في الشئون الخارجية، الذي استهل حديثه بقوله: ((إن يوم الجمعة الموافق للثامن عشر من شهر يناير الماضي هو بمثابة يوم أسود في تاريخ السودان.. لقد اهتمت الصحافة البريطانية بمصير الشهيد الأستاذ محمد محمد طه ونحن اليوم إذ نثمن نضاله ونندد بهذه الجريمة البشعة فإننا نندد في الحقيقة بكل وسائل القمع التي مارسها هذا النظام ضد الذين خالفوه الرأي..)).


    المفتاح في عبارتك أعلاه، هي كلمة تشوه، ففعلا حصل لنا تشوه.. الا أنني وانطلاقا من ايمان الأستاذ محمود بالشعب السوداني، أرى أن عملية تجميل بسيطه ستعيدنا سيرتنا الأولى.. في ذلك أعتقد أن الأستاذ محمود قد قال في ما معناه: أن الشعب السوداني ذي الذهب، والذهب ما بيصدأ، قد يتسخ، لكن تجليته ساهله.. وما ذلك الا لأن "عناية الله قد حفظت على أهله من أصايل الطبائع، ما سيجعله نقطة التقاء الأرض بأسباب السماء"
    نعم اللامبالاة موجوده، وتساؤلاتك مذكرة وموقظة لعقدة الذنب فينا جميعا .. فموضوع الأستاذ محمود، كأنه حكمة الثورين الأبيض والأسود : أكلت يوم أكل الثور الأبيض.. وشاعرنا العارف العوض في القصيدة في أعلى الخيط قد قال: "والعاقل من بالذكر أفاق"..
    شوف كيف أمر التكفير قد طال: أبوقرون، والسيد الصادق المهدي ودكتور حسن الترابي.. "والعاقل من بالذكر أفاق"..
    اسف على كلمة التباكي، فقد خانني التعبير.. فتساؤلاتك، تجبرنا على وقفة تأمل، ونقد ذاتي ودراسة واعية حتى يتبلور عندنا قانون أساسي - دستور - يمنع من تكرار تجارب الماضي.. دستور يحفظ لكل مواطني البلد حق الحياة وحق الحرية..
                  

09-14-2012, 08:17 AM

حامد بدوي بشير
<aحامد بدوي بشير
تاريخ التسجيل: 07-04-2005
مجموع المشاركات: 3669

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قضية للنقاش .. لماذا تركتموه يواجه الشنق وحيدا؟ (Re: Khalid Elmahdi)

    الأخ خالد مهدي،

    شكرا من القلب على إثراء البوست بالمعلومات الموثقة.

    وصدقني لم أكن عاتبا عليك في كلمة التباكي، أنا فعلا أتباكى، لكن ليس لقتل الشهيد، فالشهيد لا بد من أن يقتل حتى يصير شهيدا. ومرتبة الشهداء لا يبلغها صغار الرجال وإنما عظماؤهم فقط. لكني أتباكى على ضمير أمة أدمنت اللامبالاة تجاه الخطوب العظيمة. تلك اللامبالاة التي تقدح في سلامة الإحساس بالوطن وتقدح في سلامة الشعور بالمواطنة. ولي إضافة في هذا الحصوص.
                  

09-14-2012, 11:06 AM

Sidgi Kaballo
<aSidgi Kaballo
تاريخ التسجيل: 07-27-2002
مجموع المشاركات: 1722

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قضية للنقاش .. لماذا تركتموه يواجه الشنق وحيدا؟ (Re: حامد بدوي بشير)

    سلام يا حامد
    في الحقيقة أنا من رأي أن إعدام الشهيد محمود هو ما فتح الطريق للإنتفاضة، وأعتقد أن اعدامه سبب مباشر في وحدة القوى النقابية التي ساهمت في قيادة الانتفاضة، فلقد بدأت اجتماعاتهابعد أعدام محمود وكانت مظاهرة جامعة أمدرمان الاسلامية القشة التي قصمت ظهر البعير.
    ولا أظن أنه من العدل المساواة بين مواقف الأحزاب وردود فعلهم، وليس من العدل المقارنة بين رد الفعل في بلد ديمقراطي كفرنسافي 1968 ورد الفعل في يناير 1985، ولكن كما قلت أن رد الفعل ظهر في مارس أبريل 1985.
    كل ما قلته هنا لا ينفي أن الأحزاب السودانية ومنظمات المجتمع المدني محتاجة لمراجعة تكتيكاتها أزاء الإنتهاكات العظيمة لحقوق الانسان مثل مجازر الجنوب (البيت الأبيض في واو، مقتل وليم دينج، مذبحة جوبا، حرق القرى)، مذابح دارفور، التعذيب، ما يدور الآن في جنوب كردفان وجنوب النيل الأزرق وغيرها من أحداث القتل خارج القانون ومصادرة الصحف الخ. ولهذا يكتسب بوستك أهمية حتى لا يصدق علينا قول الشاعر الألماني أيام النازية (في البدء جاءوا لليهود فلم أحرك سكنا فأنا لست يهوديا، فجاءوا لشيوعيين فلم أحرك ساكنا فأنا لست شيوعيا، ثم جاءوا للنقابيين ولم اكن نقابيا فلم أحرك ساكنا وعندما أتوا لي لم يكن هناك أحد ليدافع عني!!!).
    شكرا للمفاكرة
                  

09-15-2012, 11:15 AM

حامد بدوي بشير
<aحامد بدوي بشير
تاريخ التسجيل: 07-04-2005
مجموع المشاركات: 3669

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قضية للنقاش .. لماذا تركتموه يواجه الشنق وحيدا؟ (Re: Sidgi Kaballo)

    Quote: (في البدء جاءوا لليهود فلم أحرك سكنا فأنا لست يهوديا، فجاءوا لشيوعيين فلم أحرك ساكنا فأنا لست شيوعيا، ثم جاءوا للنقابيين ولم اكن نقابيا فلم أحرك ساكنا وعندما أتوا لي لم يكن هناك أحد ليدافع عني!!!).


    الأخ صدقي كبلو،

    شكرا على التعليق.

    وتماما وبالدقة، هكذا تكون حالة الشعوب عندما يتماهى جزء منها مع الدكتاتورية ويتوارى جزء منها للأسباب التي ذكرها الشاعر الألماني.

    السبب المباشر الذي تحجج به قاتلو الشهيد محمود محمد طه، كان هو مناهضته لقوانين سبتمبر.

    وشنق محمود، وقامت الانتفاضة وجاءت الأحزاب، فهل ألغيت قوانين سبتمبر التي قدم الأستاذ حياته مهرا لإسقاطها؟؟

    ثمة خلل ما يا صديقي ولا بد من محاولة الكشف عنه في سبيل التخلص منه
                  

09-16-2012, 08:07 AM

حامد بدوي بشير
<aحامد بدوي بشير
تاريخ التسجيل: 07-04-2005
مجموع المشاركات: 3669

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قضية للنقاش .. لماذا تركتموه يواجه الشنق وحيدا؟ (Re: حامد بدوي بشير)

    قلنا أن مواقف جماهير الشعب السوداني بقياداتها السياسية ومثقفيها وقادة الرأي فيها من انتهاك الحكومات المتعاقبة لذلك الحق الألولي والأساسي والأصيل لكافة الكائنات الحية، حق الحياة (بمعنى التنفس والحركة والإخراج والتكاثر)، هذه المواقف تكشف عن خلل في الانتماء القومي وخلل في الشعور بالمواطنة. وقد اتخذت في هذا البوست من مقتل المفكر محمود محمد طه، نقطة فاصلة نبدأ منها مراجعة الأمر برمته.

    إذا تمعنا في تاريخ السودان الحديث، منذ حملة محمد على باشا 1882 حتى حملة الإنقاذ الراهنة 1989، لوجدنا ظاهرة غريبة وفريدة، وهي أن الشعب السوداني وطوال هذه الحقبة الزمنية الممتدة، ظل وباستمرار منقسم أو مجبر على الانقسام إلى قسمين:

    - مواطنون سودانيون صالحون أبرار لهم كل الحقوق وزيادة.

    - شرازم مارقون وخونة وعملاء ولا علاقة لهم بالشعب السوداني البطل ولا حقوق لهم حتى أمام القضاء.

    وواضح أن التفريق الصحيح هو:

    - مواطنون سودانيون موالون للسلطة

    و - مواطنون سودانيون مناهضون للسلطة.

    هنا يصير الوطن هو السلطة وتصير المواطنة هي مولاة السلطة. وهنا لا بد من حدوث تشوه بنيوي في مفهوم المواطنة وفي الانتماء للوطن. في الستينات، كتب أحد المثقفين قصة قصيرة، فيما أظن، بعنوان: (ملعون أبوكي بلد). هذا المثقف لم يكن رجلا ملعونا بقدر ما هو ناطق رسمي باسم المنفيين والمقصيين.


    مرة أخرى، إذا تمعنا في تاريخ السودان الحديث، منذ حملة محمد على باشا 1882 حتى حملة الإنقاذ الراهنة 1989، لوجدنا ظاهرة غريبة وفريدة أخرى. وهي أن هذا البلد المنكوب، لم تتح فيه الفرصة أبدا لحدوث تطور طبيعي للسلطة. هو بلد التجارب المبتورة في السلطة. لم يحدث منذ سلطة الغزو التركي - المصري وحتى سلطة الإنقاذ، أن أتيحت لتجربة من التجارب الفرصة لتكمل أطوارها وتتحول من مرحلة إلى أخرى.

    - قامت سلطة الغزو التركي - المصري وسقطت وهي لم تتعد مرحلة سلطة الغزو العسكرية.

    - قامت المهدية وسقطت وهي لم تتعد مرحلة سلطة الثورة العسكرية

    - قامت سلطة الفتح الثنائي وسقطت وهي لم تتعد مرحلة سلطة الفتح العسكرية

    - قامت الديموقراطية الأولى ولم تكمل عامها الثالث حتى عاجلها جيشنا الباسل بالانقلاب الأول، ومن ثم صارت واستمرت لعبة الدائرة الشريرة (ديموقراطية 3 سنوات ثم عقود من الحكم الدكتاتوري العسكري ثم ديموراطية فعسكر ... حتى اليوم)

    ومع استمرار تقسيم المواطنين إلى صالحين بررة وشذاذ آفاق مارقين، واستمرار أثر ذلك على مفهوم الانتماء الوطني، كان ثمة أمر خطير آخر يأخذ مكانة مؤثرة في كيمياء الوطن والمواطنة.

    لتوضيح هذه النقطة دعونا نقارن بين ما حدث في السودان منذ حملة محمد على باشا وحتى الوقت الراهن، وبين ما حدث في مصر في نفس الفترة الزمنية.

    في مصر تطور حكم الضابط الألباني بالجيش التركي، محمد على باشا، من مرحلته العسكرية الصرفة إلى ملكية إقطاعية، وبعد ثورة البرجوازية المصرية عام 1919، تحول حكم عائلة محمد على باشا إلى ملكية دستورية واستمر الحال هكذا حتى قيام الثورة الناصرية عام 1952.

    هذا التمرحل والتطور الذي مرت به السلطة في مصر، قد سمح بنمو طبيعي للإحساس بالمواطنة لدى الفرد المصري. ولا أجد اليوم في العام الثالث من هو أشد حبا لوطنه من المصريين.

    مشكلة الاقصاء وتقسيم المواطنين إلى أبرار وخونة، كان من الطبيعي أن تنتهي بنيل السودان لاستقلاله. غير أن هذا لم يحدث واستمرت الذهنية الحاكمة هي ذهنية الباشا ثم الخواجا ثم جاءت الطامة الكبرى بإدخال ذهنية الصحابة فأضيف للتقسيم السايق، تقسيم الشهب إلى كفار ومؤمنين. أو مواطنين وشذاذ آفاق كما جاء على لسان رئيس البلاد مؤخرا.

    أما مشكلة التجارب المبتورة، فهي قدر تاريخي أبتليت به البلاد. ورغم أن إسقاط السلطات أمر يدل على حيوية الشعب السوداني، إلا أن الابتلاء الحقيقي يكمن في تجلي سلطات قمعية فاسدة لا بد من إسقاطها. هذا هو الابتلاء الحقيقي الذي كرس ظاهرة التجارب المبتورة.

    ومن التشوه البنيوي في علاقة الفرد - الوطن، ومن التجارب المبتورة في الحكم، جاء الخلل الذي نتحدث عنه والذي يتمظهر في اللامبالاة تجاه ما يحدث لمجموعات وأفراد في نفس الوطن. وقد أعجبت كثيرا بمقولة الشاعر الألماني التي أوردها الأخ صدقي كبلو في مداخلته.


    [QUOTE](في البدء جاءوا لليهود فلم أحرك سكنا فأنا لست يهوديا، فجاءوا لشيوعيين فلم أحرك ساكنا فأنا لست شيوعيا، ثم جاءوا للنقابيين ولم اكن نقابيا فلم أحرك ساكنا وعندما أتوا لي لم يكن هناك أحد ليدافع عني!!!).
                  

09-16-2012, 05:24 PM

حامد بدوي بشير
<aحامد بدوي بشير
تاريخ التسجيل: 07-04-2005
مجموع المشاركات: 3669

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قضية للنقاش .. لماذا تركتموه يواجه الشنق وحيدا؟ (Re: حامد بدوي بشير)

    ***
                  

09-19-2012, 06:32 AM

حامد بدوي بشير
<aحامد بدوي بشير
تاريخ التسجيل: 07-04-2005
مجموع المشاركات: 3669

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قضية للنقاش .. لماذا تركتموه يواجه الشنق وحيدا؟ (Re: حامد بدوي بشير)

    إن حياة ودعوة وممات محمود محمد طه تبرز قضية في منتهى الخطورة، وهي أننا قد فشلنا طوال قرن كامل من الزمان، منذ أن وحدت حملة محمد على باشا لجمع الرقيق السودان عام 1882 وحتى مقتل محمود 1985، في خلق قومية سودانية واحدة.

    وهذا هو السبب الرئيس في أننا لا نعرف الرجال الرموز في حياتنا مثل بقية القوميات مثل:

    غاندي الهندي وتيتو اليوغسلافي ومانديلا الجنوب أفريقي وتشرشل البريطاني وأبراهام لنكلون الأمريكي وناصر المصري ..الخ.

    وقيمة الرجال الرموز هي أنهم يمثلون ضمير أمتهم وترفعهم أممهم فوق السياسة والتحزب والإثنيات القبلية.

    أجمع أي عدد من المثقفين السودانيين واستطلع آراءهم في المفكر السوداني محمود محمد طه، وستجد أنهم يتفقون في تبجيل الرجل. ومع ذلك لم يتحول إلى رمز قومي!

    لماذا؟ لأن القومية السودانية هي العنصر المفقود في المعادلة.

    (عدل بواسطة حامد بدوي بشير on 09-19-2012, 07:00 AM)

                  

09-20-2012, 06:26 PM

حامد بدوي بشير
<aحامد بدوي بشير
تاريخ التسجيل: 07-04-2005
مجموع المشاركات: 3669

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قضية للنقاش .. لماذا تركتموه يواجه الشنق وحيدا؟ (Re: حامد بدوي بشير)

    ***
                  

09-22-2012, 05:11 AM

حامد بدوي بشير
<aحامد بدوي بشير
تاريخ التسجيل: 07-04-2005
مجموع المشاركات: 3669

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قضية للنقاش .. لماذا تركتموه يواجه الشنق وحيدا؟ (Re: حامد بدوي بشير)

    كتب الأخ عادل أمين في بداية هذا البوست:

    Quote: افكار محمود محمد طه العظيمة هي ما يحتاجه العالم والربيع العربي المازوم
    ماذا فعل السودانيين في تمجيد فكرهم السوداني وعرضه على العالم ويملكون المراكز الطنانة ومتغلغلين في اجهزة اعلام الخليج كلها وان لم نقل فرضه كما يفعل جيراننا المصريين وغيرهم- في فرض حاجاتم وحتى وان كانت اسوا من السوء نفسه..هذا هو الخزلان الجد...
    المدارس الاسلامية الميهمنة الان
    -1 الاخوان المسلمين وهي بضاعة مصرية
    2- السلفيين وهي بضاعة سعودية
    3- ولاية الفقيه وهي بضاعة ايرانية
    4- الدعوة والتبليغ وهي بضاعة باكستانية
    وكلها عل بعضها كده اعجز ما تكون في اسيتعاب العصر والقرن 21 ومشاريعه السياسية


    ويجب أن تكون لنا وقفة مع هذا الذي قاله عادل أمين.

    من مظاهر الخلل في الذات الجمعي السوداني وفي الإحساس بالهوية والقومية الموحدتين، الافتقار للأصالة. نحن دائما، وعلى المستوى الفكري ومستوى التوظيف السياسي للفكر (المستوى الأيديولوجي)، نظل "مطبقين":

    تطبيق الاشتراكية

    تطبيق الشريعة

    تطبيق الديموقراطية

    وحين ظهر فينا أول مفكر أصيل، أظلمت الدنيا في وجوه المطبقين، فسعى الأقدر على الفعل منهم سعي كل خفاف العقول في التاريخ، إلى التخلص من المفكر في محاولة لقتل أفكاره، وسكت العاجز منهم أمام هذا التصرف الغبي.

    أصالة الفكرة الجمهورية تكمن في أنها تناول معقلن للنسخة السودانية من الاسلام، (التصوف).

    نعم، وكما قال الأخ عادل أمين، هناك نسخة مصرية ونسخة نجدية ونسخة باكستانية بل وأخرى أفغانية. وهناك أيضا النسخة السودانية.

    لم يدخل الاسلام إلى السودان عن طريق الفتح العربي الاسلامي ولا عن طريق التجار المسلمين ولا عن طريق القبائل العربية الباحثة عن المرعى.

    دخل الاسلام السودان عن طريق شيوخ التصوف.

    والشخصية السودانية بصفاتها العامة الممدوحة لدى العرب والعجم، تدين في صياغتها العامة للمنهج التصوفي المتسامح. وعظمة الفكرة الجمهورية تأتي من كونهاتناول معقلن للتصوف، بمعنى إخراج التصوف من التهويم الذاتي إلى الفكر، من ضيق الخاص إلى رحابة العام، من خلاص الفرد إلى خلاص الجماعة.

    والفرق شاسع بين الرؤية الصوفية للإنسان وللحياة وللنص المقدس، وبين غيرها من الرؤى الدينية.

    (عدل بواسطة حامد بدوي بشير on 09-22-2012, 12:22 PM)

                  

09-30-2012, 02:27 PM

حامد بدوي بشير
<aحامد بدوي بشير
تاريخ التسجيل: 07-04-2005
مجموع المشاركات: 3669

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قضية للنقاش .. لماذا تركتموه يواجه الشنق وحيدا؟ (Re: حامد بدوي بشير)

    Quote: [والشخصية السودانية بصفاتها العامة الممدوحة لدى العرب والعجم، تدين في صياغتها العامة للمنهج التصوفي المتسامح. وعظمة الفكرة الجمهورية تأتي من كونهاتناول معقلن للتصوف، بمعنى إخراج التصوف من التهويم الذاتي إلى الفكر، من ضيق الخاص إلى رحابة العام، من خلاص الفرد إلى خلاص الجماعة.

    والفرق شاسع بين الرؤية الصوفية للإنسان وللحياة وللنص المقدس، وبين غيرها من الرؤى الدينية.


    وكان في مقدور الرؤية الصوفية أن تخلق ضميرا موحدا لهذه الأمة كما فعلت في السلطنة الزرقاء.

    غير أن السلطة العثمانية قد عملت بعد ذلك تشتيتا وتفرقة في الفرق الصوفية.

    ثم جاءت المهدية ذات الجذور الصوفية، لتتحول لدولة عنصرية على يد الخليفة عبدالله، وتزيد ضمير الأمة الذي لم يتكون بعد، تشتتا وفرقة.

    وبقينا في المساحة الشاسعة المسماة السودان، شعوبا وقبائل لا تجمعها حتى هذه الأغاني القبلية الغبية التي يسمونها أغاني الحماسة وهي في حقيقتها أغاني للحروب القبلية.

    لهذا لم يعرف تاريخنا الرجال الرموز.

    قالرجال الرموز خم ضمير الأمة، وضميرنا كأمة لم يتكون بعد.

    وهذا هو مدخل كل الشرور التي تكتنف حياتنا الآن، من عنصرية وانتهازية وهتافات غبية أمام الحكام الأرجوزات.
                  

09-30-2012, 06:41 PM

Haydar Badawi Sadig
<aHaydar Badawi Sadig
تاريخ التسجيل: 01-04-2003
مجموع المشاركات: 8270

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قضية للنقاش .. لماذا تركتموه يواجه الشنق وحيدا؟ (Re: حامد بدوي بشير)

    عزيزي حامد،

    تحيتي وتقديري وفائق ودي واحترامي،
    خيطك هذا من العيار الثقيل. لم أتمكن من مطالعته كاملاً بعد. ولكن أوافقك، تمام الموافقة، أن كل واحد
    فينا -بلا أستثناء للجمهوريين- قد اسهم إسهاماً كبيراً في جريمة إسكات الفكر الحر التي عمل الأستاذ طوال
    حياته حائلاً دونها. لم يستطع أحد أن يسكته فكرة بفكرة ورأي برأي، فكان ما كان من تآمر.

    أقول أن الجمهوريين مشمولون لأنناارتضينا الصمت لفترة طويلة عاث فيها مشروع الهوس الديني في الأرض
    فساداً. وحين استأنف بعضنا التصدي له أصبحت مهمة مواجهته شاقة للغاية. وظل كثيرون ممن كانوا يتفرجون
    علينافي مقاعد المتفرجين وكأن شيئاً لم يحدث، ومن هؤلاء جمهوريين كثر. وهنا لا بد من تحية وشكر
    للمساهمين في هذا الخيط من إخوتي الكرام.

    أتفهم تماماً خيبة ظنك فينا وفي التجاوب مع اهتمامك بفكر، وقصة حياة، الأستاذ محمود محمد طه
    ومافيها من عبر، وأنت من ظلل يكتب عن هذا الأمر ويتداخل معنا، رافداً لمساهماتنا المتواضعة، ومحفزا
    لنا على التفكير الحر، ومحرضاً على الخير. ولكني على يقين أنك أيضا تتفهم مدى عمق جرحنا، الذي
    ما أن يبدأ يبرأ حتى يأتي من ينكأه. مع ذلك، فإننا لم نستسلم. ونسال الله أن يقوينا لنواصل المشوار.

    (عدل بواسطة Haydar Badawi Sadig on 09-30-2012, 06:49 PM)

                  

09-30-2012, 06:57 PM

Khalid Elmahdi
<aKhalid Elmahdi
تاريخ التسجيل: 08-20-2012
مجموع المشاركات: 609

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قضية للنقاش .. لماذا تركتموه يواجه الشنق وحيدا؟ (Re: حامد بدوي بشير)

    السلام مجددا للأخ حامد بدوي وضيوفه الكرام..
    يسعدني أنك نقلت هذا البوست الهام للربع الأخير من السنه.. وأهمية البوست تأتي من أنه يناقش أحدى أكبر جرائم العصر.. وهو بوست يستنهض هممنا الميته، وما يتوجب علينا من وعي للدرس - رغم موقفنا الضعيف - والعمل على التأسيس لعدم تكرار الحدث والجرائم المشابهه.. لحسن التوفيق الآلهي فان الأستاذ محمود محمد طه، قد أبى أن يغيب عنا قبل أن يدلنا على الطريق.. فجاءت اخر كتاباته، ديباجة الدستور.. فالجريمة والجرائم التي ترتكب الآن ما هما الا دليلا على غياب حكم القانون، القانون الذي يكفل للأفراد والجماعات حقوقهم.. لذا لخلق قانون أساسي في البلاد، لا بد من طرح رؤية واضحه متكامله، توضح معالم الطريق نتوكأ عليها متى ما ارتضينا أن نقنن للحريات..
    هذه الأيام تشهد البلاد المحاولة البائسه لتمرير ما يسمى بالدستور الأسلامي، الشريعه كما يفهما هؤلاء الأدعياء ليس بها دستور يكفل الحياة الكريمة لكل المواطنين في البلد، وانما الدستور في أصول القرآن كما فصل الأستاذ محمود محمد طه في طرحه للدعوة الأسلامية الجديده..
    دعنا نسوح في صفحات ديباجة الدستور - اخر ما سطر قلم الأستاذ محمود - حتى نرى كيف نشأت القوانين، وكيف نؤسس لدستور - قانون أساسي - يكفل حرية الأفراد ويحمى الجماعات ويقف سدا منيعا من تكرار تلك الجريمه..


    Quote: بسم الله الرحمن الرحيم
    ((اليوم أكملت لكم دينكم ، وأتممت عليكم نعمتي ، ورضيت لكم الإسلام دينا))
    صدق الله العظيم

    الثلاثاء 30 أكتوبر 1984م

    ((1))

    كلمة "الديمقراطية" كلمة يونانية وهي كلمة يدل بها علي: حكم الشعب بواسطة الشعب، لمصلحة الشعب..‏ ولقد تطور مدلول هذه الكلمة بتطور مدلول كلمة الشعب‏..‏ فإن كلمة الشعب كانت تضيق ، على عهد اليونان ، فلا تشمل النساء ، ولا العبيد‏.‏‏. ثم أخذ معناها يتسع ، على مر الزمان ، بفضل الله ، ثم بفضل يقظة المستضعفين في الأرض ، حتى أصبح ، في آخر القرن الماضي ، يشمل المواطنين جميعا من الرجال البالغـين سن الرشد ‏..‏ ثــم تداعـى التطور بكلمة الشعب هذه حتى أصبـح، في القـرن الحاضـر، عند البــلاد التي تــمارس الديمقراطية، يعني كل المواطنين، من رجال، ونساء منذ يبلغون سن الرشد..


    Quote: الديباجة ((2))

    ولما كان حكم الشعب ، بواسطة الشعب ، من الناحية العملية، مستحيلا، فقد جاء الحكم النيابي، ونشأت الأحزاب السياسية..‏
    وفي الحكم النيابي قلة قليلة جدا هي التي تباشر، نيابة عن الشعب، السلطة التشريعيـة، والسلطة القضائية، والسلطة التنفيذية‏.‏‏. والمفترض أن الشعب يراقب هذه القلة حتى يطمئن إلى أنها، إنما تدير دولاب السلطة لمصلحته هو، لا لمصلحتها هي‏.‏‏. وهذا يقتضي وعي الشعب، ويقتضي وعي القلة التي تباشر السلطة أيضا‏.‏‏. وليس هناك شعب من الشعــوب، إلى وقتنا الحاضر، استطاع أن يكون في مستوى الوعي الذي يمكنـه من مراقـبة أداء من يتولـون، نيابة عنه، إدارة مرافقه بصورة تقرب، ولو من بعيد من مستوى الحكم الديمقراطي بمعنى هذه الكلمة‏.‏‏. وليست هناك، إلى وقتنا الحاضر، قلــة، في شعب من شعوب الأرض، استطاعت أن ترتفع فوق مطامعها، وأنانيتها، وجهلـها، لتحكم شعبهـا حكمـا ديمقراطيـا صحيحا‏.‏‏. فالقلة إنما تحكم الشعب لمصلحتها هي، لا لمصلحته هو‏.‏‏. ويصدق في كل قلـــة حاكمــة اليوم ما قاله أبو العلاء المعري منذ وقت طويل:

    مـلّ المقـامُ ، فكم أعاشر أمـة أمرت بغير صلاحــها، أمراؤهـا
    ظلموا الرعية واستباحوا كيدها و عَدوْا مصالحها، وهم أجـراؤها


    Quote: الديباجة ((3))

    أما نحن ـ السودانيين ـ فقد بلونا أسوأ ألوان الحكم النيابي، في محاولتنـا الأولي، في بدء الحكــم الوطني، وفي محاولتنـا الثانيــة، بعـد ثورة أكتوبر 1964‏.‏‏. فقد كانت أحزابنا السياسية طائفية الولاء، طائفيـة الممارسـة، فهي لم تكن تملك مذهبيــة في الـحكم‏.‏‏. والطائفية نقيض الديمقراطية..‏ ففي حين تقوم الديمقراطية على توسيـع وعى المواطنين، تقوم الطائفية على تجميد وعيهم..
    وفي حين أن الديمقـراطية في خدمة مصلحة الشعب، فان الطائفية في خدمة مصلحتها، هي، ضد مصلحـة الشعب‏.‏‏. ومن ههنا جاء فساد الحكم النيابي الأول عندنا‏.‏‏. فكانت أصوات الناخبين توجه بالإشارة من زعيم الطائفة، كما كانت تشترى!! وكـان النـواب يشترون أيضا!! وذلك في جـو مـن الصـراع الحزبي الطاحن على السلطة أدى إلى تهديد سيادة البلاد واستقلالها..‏
    فقد كانت الحكومة ائتلافية بين حزب الأمة، وحزب الشعب - حزبـي الطائفتين ذواتي الخصومة التقليدية، طائفة الأنصار، وطائفة الختمية..‏ ودخلت البلاد في أزمة سياسية من جراء عدم الانسجام في الوزارة، وبروز الاتجاه للالتقاء بين الحزب الوطني الاتحادي، الذي كان في المعارضة، وحزب الشعب، عن طريق وساطة مصر‏.‏‏. فسافر رئيسا الحزبين، السيد إسماعيل الأزهري، والسيد على عبد الرحمن، إلى مصر، لهذا الغرض..
    ولقد نسب لرئيس الوطني الإتحادى تصريح ، بمصر، يعترف فيه باتفاقية 1929، التي كانت حكومة السودان الشرعية قــد ألغتها..‏ (وهي الاتفاقية التي أُبرمت في الماضي بين دولتي الحكم الثنائي، بريطانيا، ومصر، بينما كان السودان غائبا، تحت الاستعمار، فأعطت السودان نصيبا مجحفا من مياه النيل، بالنسبة لنصيب مصر‏.‏‏.)
    وكان ذلك الاعتراف بالاتفاقية بمثابة مساومة مع مصر لتعين الحزب على العودة للحكم‏.‏ كما صرح رئيس حزب الشعب، بمصر، بأن حزبه يقف في المعارضة!! (أنباء السودان 15/11/1958، الرأى العام 9/11/1958)‏.‏‏.
    في هــذا الجو السيـاسي الذي يهدد استقـلال البلاد، وسيادتـها، بالتدخـل الأجنبي، سلم السيد عبد الله خليل رئيس الـوزراء، الحكــم للجيش‏.‏‏. (أقوال الفريق عبود في التحقيق الجنائي حـول الانقــلاب بعد ثورة أكتوبر 1964، ((التجـربة الديمقراطية، وتطور الحكم في السودان)) للدكتور إبراهيم محمد حاج)‏.‏‏.
    فكان انقلاب 17 نوفمبر 58 بمثابة إنقاذ للبلاد‏.‏‏. وحكم الحكم العسكـري ست سنوات، صادر فيها الحريات الديمقراطية..‏ وبرغم أنه حقق شيئا من التنمية الاقتصادية، إلا أنه آل إلى صور من العجز عن الإصلاح، وفي الفساد، أدت إلى قيام ثورة 21 أكتوبر 1964‏.‏‏.
    ولقد تمثل في تلـــك الثــورة الشعبيـة، السلمية، إجماع الشعب السوداني الكامل على الرغبة في التغيير، وإن لم يكن يملك المعرفة بطريقة التغيير‏.‏‏. فتخطى الشعب الولاءات الطائفية، وهو ينادي بعدم العودة لماضي الحزبية الطائفية‏.‏‏.
    ولكـن سرعان ما أجهضت الأحزاب الطائفية تـلك الثورة، وصفّـــت مكتسباتها‏.‏‏.
    فقــد ضغطت، بالإرهـاب السياسي، على رئيس حكومة أكتوبر الثورية حتى استقال، وشكل حكومة حزبيـة برئاستـه‏.‏‏. ثم عادت الأحزاب الطائفية للسلطة، عن طريق الأغلبية الميكانيكيـة الطائفيـة فـي الانتخابات‏.‏‏.
    وقامت حكومة ائتلافية من حزبي الأمة والوطني الاتحادي‏.‏‏. وتعرضت الديمقراطية في هذه التجربة النيابية الثانية، لأسـوأ صـــور المسـخ، عــلاوة على المسـخ الذي تعرضت له الديمقراطيـة من جراء فسـاد القلة، ومـن جراء قصــور وعـي الشعب‏.‏‏.
    فقد عُدل الدستور مرتين للتمكين للحكم الطائفي في الاستمرار: مرة ليتمكن أزهري من أن يكون رئيسا دائما لمجلس السيادة، في إطار الاتفاق بين الحزبين على اقتسام السلطة‏.‏‏. ومرة أخرى لحل الحزب الشيوعي، وطرد نوابه من الجمعية التأسيسية‏.‏‏. فقد عدلت الجمعية التأسيسية المادة 5/2 من الدستور، والتي تعد بمثابة روح الدستور‏.‏‏. وهي المادة التي تنص على الحقوق الأساسية، كحق التعبير، وحق التنظيم‏.‏‏.
    ولما حكمت المحكمة العليـا بعدم دستورية ذلك التعديــل (مجلة الأحكام القضائية 1968) أعلن رئيس الوزراء آنذاك، السيد الصادق المهدي، ((أن الحكومة غير ملزمـة بأن تأخذ بالحـكم القضائـي الـخاص بالقضيــة الدستورية))‏.‏ (الرأى العام 13/7/1966)‏.‏‏.
    فتعرض القضاء السوداني بذلك لصـورة مـن التحقيـر لم يتعـرض لـها في تاريخه قط!! ولما رفعت الهيئة القضائية مذكرة إلى مجلس السيادة تطلب فيها تصحيح الوضع بما يعيد للهيئة مكانتها (الرأى العام 27/12/1966)
    وصف مجلـس السيادة حكم المحكمة العليا بالخطأ القانوني (الأيام 20/4/1967) فاستقال رئيس القضاء السيد بابكر عوض الله، وقد جاء في الاستقالة: ((إنني لم أشهد في كل حياتي القضائية اتجاها نحو التحقير من شأن القضاء، والنيل من استقلاله كما أرى اليوم‏.‏‏. إنني أعلم بكل أسف تلـك الاتجاهات الخطـيرة عنـد قــادة الحكم اليـوم، لا للحـد مـن سلطـات القضـاء في الدستـور فحسب، بل لوضعـه تحت إشـراف الهيئة التنفيذية)) الكتاب المشار إليه آنفا‏.‏‏. هذه صورة لفشل التجربة الديمقراطية النيابية في بلادنا، مما حولها إلى دكتاتورية مدنية، فهدد الاستقرار السياسي، حتى جاءت ثورة مايو بمثابة إنقاذ للبلاد!! إن قصور تجربتنا الديمقراطية مرده الأساسي إلى قصور الوعي- وعي الشعب، ووعي القلة التي تحكم الشعب- مما أفرغ مدلول كلمة الديمقراطية من محتواها .. هذا وفشل الديمقراطية في ظل البلاد المتخلفة أدى إلى الانقلابات العسكرية، في كل مكان، في النصف الأخير من هذا القرن وليس في الانقلابات العسكرية حل‏.‏‏.


    ونواصل...
                  

10-01-2012, 07:18 AM

حامد بدوي بشير
<aحامد بدوي بشير
تاريخ التسجيل: 07-04-2005
مجموع المشاركات: 3669

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قضية للنقاش .. لماذا تركتموه يواجه الشنق وحيدا؟ (Re: Khalid Elmahdi)

    Quote: عزيزي حامد،

    تحيتي وتقديري وفائق ودي واحترامي،
    خيطك هذا من العيار الثقيل. لم أتمكن من مطالعته كاملاً بعد. ولكن أوافقك، تمام الموافقة، أن كل واحد
    فينا -بلا أستثناء للجمهوريين- قد اسهم إسهاماً كبيراً في جريمة إسكات الفكر الحر التي عمل الأستاذ طوال
    حياته حائلاً دونها. لم يستطع أحد أن يسكته فكرة بفكرة ورأي برأي، فكان ما كان من تآمر.

    أقول أن الجمهوريين مشمولون لأنناارتضينا الصمت لفترة طويلة عاث فيها مشروع الهوس الديني في الأرض
    فساداً. وحين استأنف بعضنا التصدي له أصبحت مهمة مواجهته شاقة للغاية. وظل كثيرون ممن كانوا يتفرجون
    علينافي مقاعد المتفرجين وكأن شيئاً لم يحدث، ومن هؤلاء جمهوريين كثر. وهنا لا بد من تحية وشكر
    للمساهمين في هذا الخيط من إخوتي الكرام.

    أتفهم تماماً خيبة ظنك فينا وفي التجاوب مع اهتمامك بفكر، وقصة حياة، الأستاذ محمود محمد طه
    ومافيها من عبر، وأنت من ظلل يكتب عن هذا الأمر ويتداخل معنا، رافداً لمساهماتنا المتواضعة، ومحفزا
    لنا على التفكير الحر، ومحرضاً على الخير. ولكني على يقين أنك أيضا تتفهم مدى عمق جرحنا، الذي
    ما أن يبدأ يبرأ حتى يأتي من ينكأه. مع ذلك، فإننا لم نستسلم. ونسال الله أن يقوينا لنواصل المشوار.



    أستاذي حيدر بدوي صادق،

    شكرا عميقا على هذه الكلمات الصادقات.

    ما أود أن أقوله هنا، هو أن قتل الأستاذ محمود محمد طه قد كشف عن ثقوب كبيرة في كينونتنا كأمة.

    موت الأستاذ شككني أنا شخصيا في وجود قومية سودانية، خاصة الآن، بعد أن انسلخ نصف الشعب السوداني عن جسم السودان ولا تزال أجزاء أخرى (تناتل) للانعتاق.

    الشعوب يا صديقي تنتج السلطة التي تحكمها. السلطة لا تأتي من الفراغ أو من المريخ. كل قوم ينتجون السلطة التي تمثلهم في فترة تاريخية معينة.

    "كيف ما تكونوا يولى عليكم".

    لهذا يحمل العالم الأجيال الالمانية المتعاقبة عواقب جرائم هتلر. كل ألماني يعمل الآن داخل ألمانيان فإنه يدفع جزية لليهود تقتطع من راتبه، تعيبرا عن مسئوليته الشخصية في إنتاج ظاهرة هتلر.

    ونحن، السودانيين من ظل ينتج الدكتاتورية وراء الدكتاتورية منذ الاستقلال وإلى اليوم.

    لا بد من وقفة ولا بد من محاولة تصويب المسار.

    وتصويب المسار لا يتأتى إلا بنقد الذات.

    ونقد الذات غير جلد الذات، هو مجهود إيجابي وفاعل.

    شكرا لك مرة أخرى.


                  

10-01-2012, 07:35 AM

Khalid Elmahdi
<aKhalid Elmahdi
تاريخ التسجيل: 08-20-2012
مجموع المشاركات: 609

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قضية للنقاش .. لماذا تركتموه يواجه الشنق وحيدا؟ (Re: حامد بدوي بشير)

    تحياتي للأخ العزيز حيدر بدوي..
    أعتقد جازما يا أستاذ حامد، أنه بغير التأسيس لقانون أساسي، يكتب على بصيره، فان ما حدث من جريمة سيتكرر، وحينذاك سنواصل في التباكي على الثور الأبيض..
    أواصل في شمعة أضاءة طريقنا، ديبادجة الدستور للأستاذ محمود محمد طه..
    Quote: الديباجة ((4))

    إن الإنسان المعاصر يرى أن الديمقراطية والاشتراكية، يمثلان معا الحقوق الأساسية له - حق الحياة، وحق الحرية‏.‏‏. ويرى أن الاشتراكية وسيلة لازمة لتحقيق الديمقراطية‏.‏‏. ففي حين أن الديمقراطية هي الحرية السياسية، فان الاشتراكية هي الحرية الاقتصادية فمن غير المعقول أن يطلب إلى الإنسان التنازل عن حريته الديمقراطية لقاء تمتعه بالحقوق التي تكفلها له الاشتراكية، كما تريد الماركسيـة، أو يطلب إليه أن يحقق حريته الديمقراطيـة في ظل نظام اقتصادى تستأثر فيه القلة بالثروة كما تريد له الرأسمالية‏.‏‏.
    أما النظام الماركسي فهو نظــام ديكتاتـوري، لا يمارس الديمقراطية أصلا، وإنما يزيفها، فيسميها دكتاتورية البروليتاريا - العمال والمزارعين - وما هي في الحقيقة إلا ديكتاتورية المثقفـين على العمــال والمزارعــين‏.‏‏.
    وأما النظـام الرأسـمإلى الغربـي فانه يمارس الديمقراطية، ولكنه يتسـم بقصور الممارسة، حيث تسعى القلة الرأسمالية للسيطرة على السلطة، حتى تخدم مصالحها الرأسمالية ضد مصلحة طبقات الشعب الاخري‏،‏ فلا تتحقق الديمقراطية مع الرأسمالية‏.‏‏.
    وفي أمريكا، أقوى، وأغنى دول العالم، فإن تجربة الديمقرطية النيابية تعتبر فاشلة، إذا ما قورنت بالمرجو منها، وما ذاك إلا لأن القلة التي تتولى السلطة لا تستطيع أن ترتفع فوق أنانيتها، وطمعها، وإثرتها، فهـي تحكم الشعـب لمصلحتها هي، لا لمصلحته هو، وآية ذلك ما جرى في السبعينات من رئيس الجمهورية – ريتشارد نيكسون – فيما سمي بفضيحة ووترقيت‏.‏‏. فقد مارس الرئيس الأمريكي مع كبار موظفي إدارته: مثل جون ميتشل النائب العام، وعن طريق أعوانهـم، عملية تجسس، وسطو على مقر الحزب الديمقراطي، بفندق ووترقيت، وذلك لجمع معلومات عن هذا الحزب لمعركة انتخابات الرئاسة‏.‏‏. فلما كشف أمر النائب العام، وكبار الموظفين المتورطين في العملية، بادرت الإدارة الجمهورية باتهام صحيفة الواشنطن بوست، التي كشفت العملية، بالعمل لحساب الحزب الديمقراطي، ووصفت الاتهامات بالسخف‏.‏‏. ثم أخذت خيوط المؤامرة تتكشف، حيث أثبتت تحقيقات المحكمـة العليا، أن النائب العام، وبعض معاوني الرئيس، قد أعدوا، وأشرفوا على العملية ‏.‏‏. ثم اتهم بعض هؤلاء المعاونين بتعطيل العدالة‏.‏‏.
    وخاطب الرئيس نيكسون الشعب الأمريكي بأن هناك تقدما ملحوظا نحو كشـف الحقائق حول القضية!! ثم قبل استقالة أعوانه المتورطين معه في القضية‏.‏ ‏‏وخاطب الشعب الأمريكي، مرة أخرى بأن هناك محاولات لإخفـاء الحقيقة عنه هو، وعن الشعب!! وأخــذ تـورط الرئيس يتضـح جليـا مـع استمرار التحقيقات فلما طلبت المحكمة منه الشرائط التي سجلت عليها محادثاته في مكتبه، سلم بعضها وأخفى بعضها‏.‏‏. فلما كشف عن التسجيلات المفقودة وجد أنها مسحت‏.‏‏. فاستقال الرئيس نيكسون، تجنبا للمحاكمة، وخلفــه أحد أعوانـه في البيت الأبيـض - الرئيس جيرالد فورد- فأعلن عفوا عاما عنه‏.‏‏.
    وهكذا حاول الرئيس نيكسون ممارسة الكذب، وتضليل الشعب، حتى انكشف أمره، وحوصر، واضطر إلى الاستقالة، من أقوى منصب تنفيذي في العالم‏.‏‏. وقد حاول نائب الرئيس نيكسون، اسيرو اقنيو، الكذب والتضليل للشعب، من قبل، وهو يواجه الاتهام باستغلال النفوذ وسوء استخدام المال العام، أثناء توليه منصب حاكم ولاية (ميريلاند)، حتى انكشف أمره، واضطر إلى الاستقالة، من منصب يعتبر المنصب الثاني في تلك الدولة ‏.. ‏ولقد استطاع أن يتجنب المحاكمة حتى قاضاه أحد مواطني تلك الولاية مؤخرا على تلك المخالفات‏.‏‏. لقد كان هذا في أمريكا في السبعينات، والآن، وفي الثمانينات، فقـد لاحظ المعلقــون السياسيون أن مناظرات الرئيس ريغان، ومنافسه على الرئاسة، المستر مونديل، قد كانت تتجه نحو المواقف المسرحية، أكثر مما كانت تتجه نحو تنوير الشعب‏.‏‏. وقالوا إن هذه المناظرات ستربـك الشعب أكثر مما تنوره، وتوعيه‏.‏‏. وقالوا إنه لمن الغريب أن يختلف المرشحان حول حقائق تاريخية كل هذا الاختلاف، حتى فكأنما قد حضر أحدهما من كوكب الزهرة، والآخر من كوكب المريخ‏.‏ ولقد أوردت مجلة الحوادث 2 نوفمبر1984 أن بين السكرتير الصحافي لنائب الرئيس "بوستن" وبين فريق الإعلام الذي يقوم بتغطية حملة "بوستن" أزمة شديده سببها موقـف هذا السكرتير من التصريحات المنافية للحقائق التي يطلقها المرشحون في مناظراتهم التلفزيونية‏.‏‏. فقد استفسر الصحافيـون من السكرتير عن عــدة وقائـع منافيـة للحقيقـة سردها "بوستن" في مناظرته مع منافسته جيرالدين فيرارو‏.‏‏. فكان رد السكرتير: وماذا يهم؟ يمكن الإدلاء بأي شيء في مناظرة تلفزيونية ويستمع إليك 80 مليون مشاهـد‏.‏‏. وإذا ثبت عدم صـدق ذلـك، فمـن سيقرأ التصحيح؟؟ ألفان، أو ربما عشرون ألفا، لا أكثر!! وعلقت صحيفة واشنطن بوست على ذلك بقولها: "لا نذكر في تاريخ الولايات المتحدة أن صدر مثل هذا الاحتقار، والاستهزاء بالشعب الأمريكي"
                  

10-02-2012, 01:15 AM

Khalid Elmahdi
<aKhalid Elmahdi
تاريخ التسجيل: 08-20-2012
مجموع المشاركات: 609

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قضية للنقاش .. لماذا تركتموه يواجه الشنق وحيدا؟ (Re: حامد بدوي بشير)

    Quote: الديباجة ((5))

    نحن لا نسوق هذا لندلل به على فشل الديمقراطيـة، وإنما لندلل به على فشل الممارسات القواصر، مما يوجب علينا تطوير، وتسديد، ممارستنا، في سبيل تحقيق الديمقراطية.‏‏. ويجب أن يكون واضحا، فإن الديمقراطية بمعنى حكـم الشعب، بواسطة الشعب، لمصلحة الشعب، لاتفشل‏.‏‏. فهي الحكم الباقي الذي تتطور المجتمعات في تجويـده، وفي الارتفاع به، حتى تكون الشعوب هي الوالدِين الشرعيـين للأفراد الأحرار حرية فردية مطلقة‏.‏‏. ولقـد تطـورت الديمقراطيـة، في معنى ما تطور مدلول كلمة الشعب، حتى أصبحت تشمل كل المواطنين، من نساء، ورجال، منذ أن يبلغوا سن الرشد‏.‏‏. وأصبح علينا الآن أن نطـور مدلـول هـذه الكلمـة - كلمة الشعـب - لندخـل بها مجـال “الـنـوع” بعـد أن فرغنـا من مجال “الكـم”‏.‏ ذلك بأن الشعوب الواعية، وحدها، هي التي تستطيع تحقيق الديمقراطية الشعبية‏.‏‏. وللوصول لتوعية الشعوب لا بد من إعادة التعليم، في جميع صوره، فإن فشل البشرية المعاصـرة، إنما هو فشــل منهاج التعليم في كل بلد‏.‏‏.


    Quote: الديباجة ((6))

    إن التعليم الرسمي الذي تقدمه السلطات لأبناء شعوبها، وبناتها في معـاهدها على يومنا الحاضـر، بدأ متأخرا جدا‏.‏‏. فقد بدأ التعليـم المنظم الذي يخاطب العقول، منذ نشأة المجتمع البشري، وذلك عهد يرجع إلى بداية بدائيـة، ممعنة في البعد الزمني، من وقتنا الحاضر‏.‏‏. وكان الفرد البشري يُعَلَّم عادات المجتمـع الذي يعيش فيه، وتقاليده، ويعلم كيف يحترمهـا، ويقدسـها، ويطيعها‏.‏‏. وبفضل معرفة، واحترام، وطاعة، هذه العادات، نشأ المجتمع البشري‏.‏ وارتفع فوق قطيـع الحيوان‏.‏‏. وكذلك نشأت القوانين‏.‏‏.


    Quote: الديباجة ((7))

    و قبيـل هـذه المرحلـة - مرحلة نشأة المجتمع - فإن التعليم قد بدأ‏.‏‏. بدأ التعليم بنشأة الفرد - وهي بالطبع سابقة لنشأة المجتمع..
    لقد خلـق الله الفرد البشري وسطا، بين القوة والرخاوة ، فلا هو قوي العضلات، قوة الأسد والفيل ، فيعتمد في حل مشكلاته الحياتية على العضلات ولا هو رخو، لايستطيـع أن ينهض للمناجزة، وللقتال، فيعتمد، في حل مشكلاته الحياتية، على الفرار، والاستخفـاء، وفي هذه النشأة الوسط، وجـد العقـل فرصته للبروز، وللقوة، بحاجة الحى لرسم الخطط، ولتنفيذها‏.‏‏. ومن ثـم ارتفــع الحى البشري فوق مستوى الحيوان‏.‏‏. لقــد وجـد الفرد البشري نفسه محاطا بقوى البيئة الهائلة، المخيفة، البادئة العداوة له، فاسترهبته، وأخافته، ولكنه بمحـض الفضل الإلهي عليه، وجد في هذه القوى الطبيعية، ما هو في صورة الصديق، كضوء الشمس، ونور القمر، والماء العـذب، والظـل الظليـل، والثمـر الداني، من الشجر المثمر، فسكن اليه‏.‏‏.
    ووجد في هذه القوى الطبيعية ما هو في صورة العدو، كالصواعـق، والزلازل، والنيران المجتاحة، ففر منها‏.‏‏. ثم إنه هُدي، بمحض الفضل الإلهي، إلى تقسيم القوى العدوة إلى عدو يستطيع أن ينازله، ويصاوله، ويتغلب عليه، بالحيلة، والفكر، وبالقـوة العضليـة الميسورة، كالحيوان المفترس، والعدو من بني جنسه‏.‏‏. وإلى عدو ليست تناله الحيلة‏.‏‏. فنازل، وصــاول، واحتـال، صنوف الحيل، في مواجهة العدو الاول‏.‏‏.
    ومن صنوف هذه الحيل، اتخاذ الآلة، من الخشب - العصا - ومن الحجر - السكين ، والحربة‏ -‏ وأمـا القوى العـدوة التي لا تنالهـا مناجزته، فقد هدته الحيلة إلى التزلف إليها، بمحبة للقوى الصديقة، وبخوف من القوى العدوة‏.‏‏. ومن يومئذ نشأ العلم التجريبي، الذي تطور من السلاح الحجرى إلى القنبلة الهايدروجينيـة، في وقتنا الحاضر‏.‏‏. ونشـأ الدين الذي تطور مـن التعدد إلى دين التوحيد، في وقتنا الحاضر أيضا‏.‏‏. ومن القوى الصديقة، في تعددها، نشأت فكرة الآلهة، في تعددها أيضا‏.‏
    وآخر منازل تطور الآلهة المتعددة، نحو الإلـه الواحد، منزلة الثنائية، في إله النور، وإله الظـلام، الذي منه نشأت ديانة الفـرس، حين كانوا يعبدون النـار، فكانـوا مجـوسا - كانوا يعبدون إلـه النورـ القوى الصديقة - لينصروه على إلـه الظلام - القوى العدوة - وجـاء هذا بعـد تطـور طويـل ووئيد للعبادة البدائية، التي نشأت في الزمن السحيق‏.‏‏.
    ويلاحظ أن هذه الثنائية قائمة، عنـــد المسلمين اليوم بصورة ملطفة فمن علماء المسلمين من يعتقد أن الشر ليس من الله، وإنما هو من إبليس‏.‏‏.


    Quote: كمـا هـدت الحيلة الفرد البشري الأول، إلى اتخاذ السلاح، وإلى اتخاذ الدين، ليوجد التوائم بيـنه وبين بيئته، تلك القاسية، هدته أيضا إلى اختراع المجتمع - هدته إلى أن يعيش في مجتمع، ينمو في عدده، ويتطور في أساليبه، وعاداته، وأعرافه، كل حين‏.‏‏.
    إن مجتمع الحيوان لا ينمو في عدد ذكوره، وإن نما في عدد إناثه، ذلك أن الغيرة الجنسية تحمـل الفحول على أن يقتتلوا في سبيل الإناث، حتى لا يكون في المراح الواحد، إلا فحل واحد‏.‏‏. فإذا كان هناك ذكور، إلى جانب الفحل، في المراح، فإنما هم ذكور لا إربة لهم في الإناث، فان كانت لهم إربة في الإناث فانهم سيدخلـون حلبة الصراع مع الفحل الأب، فإما أن يطـردوه من المراح، وإما أن يقتلـوه، وأما أن يطردهم، أو أن يقتلهم هو، وهذا هو الشأن بينهم هم، فيما بينهم‏.‏ ولقد جعل الله طفولـة البشر أضعف، وأطول من طفولـة الحيوان، ليؤكد له ضرورة المجتمع، لطفولتـه، ولشيخوخته.
    وكذلك نشأ المجتمع البشري‏.‏‏. ولكنه لم ينشأ إلا بعد أن نشأ العرف الذي نظم الغريزة الجنسية، وأمّن الملكية الفرديـة، فحُرِّمت الأخت على أخيها، وحرمت الأم على ولـدها، وحرمت البنـت على أبيها، وكذلك استطاع الابن أن يعيش مع أبيه، وأمه، بعد أن يبلغ سن الرشد‏.‏‏. وكذلك استطـاع أن يعيش الصهر، مع صهره، هـو آمـن على زوجتـه، من أبيها، ومن أخيها‏.‏‏. ومن ناحية الملكيـة الفردية للسـلاح الذي يتخذ من الحجر الجيد، وللكهـف ينحت في الجبل مثلا، فقد قام العرف بالاعتراف بها لأصحابها، ومنع السطو عليها، وكذلك استطاع أفراد المجتمع أن يعيشوا في سلام، يحتكمون إلى شيوخهم، عند التنازع، على أمر من أمورهم‏.
    ولقد فهمت الآلهة بصورة تجعلها تطلع على المخالفات التي قــد تجرى من الأفراد في السطـو على ملكيـة الآخرين أو على زوجاتهم حين يظنون انهم أمنوا أعين الرقباء‏.‏‏. وتوقـع على هـؤلاء اللعنة، وسوء المنقلب‏.‏‏. هـذا بالإضافة إلى ما يوقعه شيوخ الأسر من عقوبة مخالفة العرف، والتقليد، والعادة و(القانون) ولقد نشأت، مع نشأة العبادة (الدين والآلهة)، فكرة الحياة الأخرى، بعـد الحياة الدنيا‏.‏‏. نشأت من الشعـور، ومـن الأحلام‏.‏‏. وأعانت فكرة الحياة الأخرى على ضبط نزوات الأفـراد‏.‏‏.
                  

10-02-2012, 04:20 PM

حامد بدوي بشير
<aحامد بدوي بشير
تاريخ التسجيل: 07-04-2005
مجموع المشاركات: 3669

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قضية للنقاش .. لماذا تركتموه يواجه الشنق وحيدا؟ (Re: Khalid Elmahdi)

    Quote: تحياتي للأخ العزيز حيدر بدوي..
    أعتقد جازما يا أستاذ حامد، أنه بغير التأسيس لقانون أساسي، يكتب على بصيره، فان ما حدث من جريمة سيتكرر، وحينذاك سنواصل في التباكي على الثور الأبيض..


    الأخ خالد المهدي شكرا كثيرا على إثراء البوست بشيء من فكر الأستاذ الشهيد.

    سنقف معا وقفات مطولة مع هذا المفكر المبدع حتى نعي فداحة ما فقدنا بموته.
                  

10-03-2012, 10:07 AM

حامد بدوي بشير
<aحامد بدوي بشير
تاريخ التسجيل: 07-04-2005
مجموع المشاركات: 3669

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قضية للنقاش .. لماذا تركتموه يواجه الشنق وحيدا؟ (Re: حامد بدوي بشير)

    كتب أخونا حيدر بدوي صادق:

    Quote: أقول أن الجمهوريين مشمولون لأنناارتضينا الصمت لفترة طويلة عاث فيها مشروع الهوس الديني في الأرض
    فساداً. وحين استأنف بعضنا التصدي له أصبحت مهمة مواجهته شاقة للغاية. وظل كثيرون ممن كانوا يتفرجون
    علينافي مقاعد المتفرجين وكأن شيئاً لم يحدث، ومن هؤلاء جمهوريين كثر. وهنا لا بد من تحية وشكر
    للمساهمين في هذا الخيط من إخوتي الكرام.


    وهذه نقطة في غاية الأهمية بالنسبة لي لأنها تستدعي تساؤلات ظلت دائما في الذهن.

    لماذا فر الجمهوريون بدينهم إلى المنافي؟ ما الحكمة؟

    وحتى في المنافي، لماذا لم يؤسسوا شيئا؟ مركز، كلية، مجمع ثقافي، دار نشر؟

    نحن نشاهد السلفيين، بل حتى الجماعات الإرهابية، تؤسس مساجدها ومراكزها في الغرب وتتصيد صغار الأعمار والعقول من أبناء المسلمين المهاجرين وتحولهم لآلات قتل وتدمير. والجمهوريون أولى بالتصدي لطرح الاسلام في الغرب لأنهم يقدمون طرحا جديدا للإسلام. طرح مقبول عالميا.

    إن تقديم محاضرة هنا ومحاضرة هناك ليس نشاطا يليق بحجم الفكرة الجمهورية.

    أنا على قناعة بأن الأستاذ الشهيد هو مارتن لوثر الاسلام.

    فعندما غالى أوصوليو المسيحية مغالاة جعلت الدين المسيحي يتعارض مع الحياة، تخلى معظم المسيحيون عن الدين وظهرت العلمانية كضرورة حتمية حتى تواصل الحياة تقدمها. ومن أجل إعادة الدين المسيحي لحياة الناس جاء مارتن لوثر بنظرة وتفسير جديدين للدين المسيحي ونجح في إعادته للحياة.

    وعلى يد أصوليو الاسلام بدأ الدين يتعارض مع الحياة. وجاء المفكر الشهيد فأعاد الدين إلى الحياة في مستوى ثان راق ورفيع.

    وقدم حياته راضيا قربانا لفكره.

    فأين جهد تلامذته ومريديه ومعظمهم يعيشون في مراكز الثفاقة العالمية؟

    لماذا يتركونه يذهب وحيدا للمرة الثانية؟

    (عدل بواسطة حامد بدوي بشير on 10-03-2012, 10:10 AM)

                  

10-04-2012, 04:30 PM

حامد بدوي بشير
<aحامد بدوي بشير
تاريخ التسجيل: 07-04-2005
مجموع المشاركات: 3669

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قضية للنقاش .. لماذا تركتموه يواجه الشنق وحيدا؟ (Re: حامد بدوي بشير)

    ***
                  

10-13-2012, 01:06 PM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 48724

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قضية للنقاش .. لماذا تركتموه يواجه الشنق وحيدا؟ (Re: حامد بدوي بشير)
                  

10-13-2012, 01:46 PM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 48724

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قضية للنقاش .. لماذا تركتموه يواجه الشنق وحيدا؟ (Re: Yasir Elsharif)
                  

10-13-2012, 02:51 PM

أحمد الابوابي
<aأحمد الابوابي
تاريخ التسجيل: 02-08-2011
مجموع المشاركات: 837

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قضية للنقاش .. لماذا تركتموه يواجه الشنق وحيدا؟ (Re: Yasir Elsharif)

    أخي حامد ..
    اشكرك على التنويه لهذا الخيط الثر ..
    و سأحاول المشاركة فيه ، كلما سنحت فرصة ..
    و لكن يمكنك أن تجد وجهة نظري ، على نحو مختصر في هذا الخيط من (سودان فورأول) .. في حوار جميل مع الأصدقاء ياسر الشريف ، و أبو الريش ، و آخرين ..

    http://www.sudaneseonline.com/forum/viewtopic.p...55fc2353902cb9#31570
                  

10-13-2012, 03:28 PM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 48724

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قضية للنقاش .. لماذا تركتموه يواجه الشنق وحيدا؟ (Re: أحمد الابوابي)

    وهذا بوست آخر :

    Re: خلع نعليه..ونظر الى قاتليه...او الاستتابة تحت حبل المشنقة



    THE MODERATE MARTYR
    by GEORGE PACKER
    A radically peaceful vision of Islam.
    The New Yorker Issue of 2006-09-11



    In 1967, a law student at the University of Khartoum named Abdullahi Ahmed an-Naim was looking for a way to spend a summer evening in his home town, a railway junction on the banks of the Nile in northern Sudan. No good movies were showing at the local cinemas, so he went with a friend to hear a public lecture by Mahmoud Muhammad Taha, an unorthodox Sudanese mystic with a small but ardent following. Taha’s subject, “An Islamic Constitution: Yes and No,” tantalized Naim. In the years after Sudan became independent, in 1956, the role of Islam in the state was fiercely debated by traditional Sufists, secular Marxists, and the increasingly powerful Islamists of the Muslim Brotherhood, who, at the time, were led in Sudan by Hasan al-Turabi, a legal scholar. Politically, Naim was drifting toward the left, but his upbringing in a conservative Muslim home had formed him. “I was very torn,” Naim recently recalled. “I am a Muslim, but I couldn’t accept Sharia”—Islamic law. “I studied Sharia and I knew what it said. I couldn’t see how Sudan could be viable without women being full citizens and without non-Muslims being full citizens. I’m a Muslim, but I couldn’t live with this view of Islam.”

    Naim’s quandary over Islam was an intensely personal conflict—he called it a “deadlock.” What he heard at Taha’s lecture resolved it. Taha said that the Sudanese constitution needed to be reformed, in order to reconcile “the individual’s need for absolute freedom with the community’s need for total social justice.” This political ideal, he argued, could be best achieved not through Marxism or liberalism but through Islam—that is, Islam in its original, uncorrupted form, in which women and people of other faiths were accorded equal status. As Naim listened, a profound sense of peace washed over him; he joined Taha’s movement, which came to be known as the Republican Brothers, and the night that had begun so idly changed his life.

    It is a revelation story, and some version of it is surprisingly easy to hear in the Islamic world, especially among educated middle-class Muslims in the generation that came after the failures of nationalism and Socialism. During a recent trip to Sudan, I visited the University of Khartoum, which is housed in a collection of mostly colonial-era, earth-colored brick buildings in the city center, where I met a woman named Suhair Osman, who was doing graduate work in statistics. In 1993, at the age of eighteen, she spent the year between high school and college in her parents’ house on the Blue Nile, south of Khartoum, asking herself theological questions. As a schoolgirl, she had been taught that sinners would be eternally tormented after death; she couldn’t help feeling sorry for them, but she didn’t dare speak about it in class. Would all of creation simply end either in fire or in Paradise? Was her worth as a woman really no more than a quarter that of a man, as she felt Islamic law implied by granting men the right to take four wives? Did believers really have a duty to kill infidels? One day, Osman took a book by Taha off her father’s shelf, “The Koran, Mustapha Mahmoud, and Modern Understanding,” published in 1970. By the time she finished it, she was weeping. For the first time, she felt that religion had accorded her fully equal status. “Inside this thinking, I’m a human being,” she said. “Outside this thinking, I’m not.” It was as if she had been asleep all her life and had suddenly woken up: the air, the taste of water, food, even the smell of things changed. She felt as if she were walking a little off the ground.

    The quest for spiritual meaning is typically a personal matter in the West. In the Islamic world, it often leads the seeker into some kind of collective action, informed by utopian aspiration, that admits no distinction between proselytizing, social reform, and politics. The Islamic revival of the past several decades is the history of millions of revelation stories. Far from being idiosyncratic or marginal, they have combined into a tremendous surge that is now a full-time concern of the West. Renewal and reform—in Arabic, tajdid and islah—have an ambiguous and contested meaning in the Islamic world. They signify a stripping away of accumulated misreadings and wrong or lapsed practices, as in the Protestant Reformation, and a return to the founding texts of the Koran and the Sunna—guidelines based on the recorded words and deeds of the Prophet. But, beyond that, what is the nature of the reform? The father of one modern revelation story is Sayyid Qutb, the Egyptian religious thinker who, after advocating jihad and the overthrow of secular Arab regimes, was hanged by Gamal Abdel Nasser in 1966. Qutb’s prison writings reject modernity, with its unholy secularism, and call on adherents of Islam to return to a radically purified version of the religion, which was established in the seventh century. Among the idealistic young believers who found in his books a guide to worldwide Islamization were Ayman al-Zawahiri and Osama bin Laden. With the newest generation of jihadis—Qutb’s spiritual grandchildren—the ideas of the master have been construed as a justification for killing just about anyone in the name of reviving the days of the Prophet; earlier this year, several Baghdad falafel venders were killed by Islamists because falafel did not exist in the seventh century.

    Mahmoud Muhammad Taha is the anti-Qutb. Taha, like Qutb, was hanged by an Arab dictatorship; he was executed, in 1985, for sedition and apostasy, after protesting the imposition of Sharia in Sudan by President Jaafar al-Nimeiri. In death, Taha became something rare in contemporary Islam: a moderate martyr. His method of reconciling Muslim belief with twentieth-century values was, in its way, every bit as revolutionary as the contrary vision of Qutb. It is one sign of the current state of the struggle over Islam that, in the five years since September 11th, millions of people around the world have learned the name Sayyid Qutb while Mahmoud Muhammad Taha’s is virtually unknown. Islamism has taken on the frightening and faceless aspect of the masked jihadi, the full-length veil, the religious militia, the blurred figure in a security video, the messianic head of state, the anti-American mob. At Islam’s core, in the countries of the Middle East from Egypt to Iran, tajdid and islah have helped push societies toward extremes of fervor, repression, and violence. But on the periphery, from Senegal to Indonesia—where the vast majority of Muslims live—Islamic reform comes in more varieties than most Westerners imagine. At the edges, the influence of American policy and the Israeli-Palestinian siege is less overwhelming, and it is easier to see that the real drama in Islam is the essential dilemma addressed by Taha: how to revive ancient sacred texts in a way that allows one to live in the modern world.



    Taha was born sometime early in the twentieth century—scholars say 1909 or 1911—in a town on the eastern bank of the Blue Nile, two hours south of Khartoum, called Rufaa. It is a somnolent, heat-drenched town, one of those silent places—they stretch from one harsh end to the other of the North African region known as the Sahel—where mystical movements often begin. In the years before Sudan’s independence, Taha was educated as a civil engineer in a British-run university, and after working briefly for Sudan Railways he started his own engineering business. He absorbed modern political and social ideas by reading widely, if incompletely, in the works of Marx, Lenin, Russell, Shaw, and Wells. In 1945, he founded an anti-monarchical political group, the Republican Party, and was twice imprisoned by the British authorities: first for writing pro-independence pamphlets, and then for leading an uprising in Rufaa against the arrest of a local woman who had subjected her daughter to a particularly severe form of female circumcision. (Taha opposed the practice but believed that the colonial edict banning it would only make it more widespread.) His second imprisonment lasted two years, and when he was released, in 1948, he entered a period of seclusion, prayer, and fasting in a small mud building in the courtyard next to his in-laws’ house. By the time I visited Rufaa, in July, the hut had been torn down and replaced, and the house was occupied by a family of southern Sudanese.

    While in seclusion, Taha spoke to few people; one man described him as having long, unruly hair and bloodshot eyes. His wife brought him plates of simple food—her family urged her to divorce this formerly successful professional, who some people thought had gone mad, but she refused—and he left the hut only to take swims in the Nile, a short walk away. During this period, which lasted three years, Taha developed his radically new vision of the meaning of the Koran. After emerging from seclusion, in 1951, he dedicated the rest of his life to teaching it.

    For any Muslim who believes in universal human rights, tolerance, equality, freedom, and democracy, the Koran presents an apparently insoluble problem. Some of its verses carry commands that violate a modern person’s sense of morality. The Koran accepts slavery. The Koran appoints men to be “the protectors and maintainers of women,” to whom women owe obedience; if disobeyed, men have the duty first to warn them, then to deny them sex, and finally to “beat them (lightly).” The Koran orders believers to wait until the holy months are finished, and then to “fight and slay the Pagans wherever you find them, and seize them, beleaguer them, and lie in wait for them in every stratagem (of war).” These and other verses present God’s purpose in clear, unmistakable terms, and they have become some of the favorite passages in the sermons, fatwas, and Internet postings of present-day fundamentalists to justify violence and jihad. An enormous industry of reform-minded interpreters has arisen in recent years to explain them away, contextualize them, downplay them, or simply ignore them, often quoting the well-known verse that says there is “no compulsion in religion.” Not long ago, I received one such lecture from a Shiite cleric in Baghdad, who cited the “no compulsion” verse while sitting under a portrait of Ayatollah Khomeini. In confronting the troublesome verses head on, Taha showed more intellectual honesty than all the Islamic scholars, community leaders, and world statesmen who think that they have solved the problem by flatly declaring Islam to be a religion of peace.

    The Koran was revealed to Muhammad in two phases—first in Mecca, where for thirteen years he and his followers were a besieged minority, and then in Medina, where the Prophet established Islamic rule in a city filled with Jews and pagans. The Meccan verses are addressed, through Muhammad, to humanity in general, and are suffused with a spirit of freedom and equality; according to Taha, they present Islam in its perfect form, as the Prophet lived it, through exhortation rather than threat. In Taha’s most important book, a slender volume called “The Second Message of Islam” (published in 1967, with the dedication “To humanity!”), he writes that the lives of the “early Muslims” in Mecca “were the supreme expression of their religion and consisted of sincere worship, kindness, and peaceful coexistence with all other people.” Abdullahi an-Naim, who is now a law professor at Emory University, translated the book into English; in his introduction, he writes, “Islam, being the final and universal religion according to Muslim belief, was offered first in tolerant and egalitarian terms in Mecca, where the Prophet preached equality and individual responsibility between all men and women without distinction on grounds of race, sex, or social origin. As that message was rejected in practice, and the Prophet and his few followers were persecuted and forced to migrate to Medina, some aspects of the message changed.”

    As Taha puts it in “The Second Message of Islam,” whereas Muhammad propagated “verses of peaceful persuasion” during his Meccan period, in Medina “the verses of compulsion by the sword prevailed.” The Medinan verses are full of rules, coercion, and threats, including the orders for jihad, and in Taha’s view they were a historical adaptation to the reality of life in a seventh-century Islamic city-state, in which “there was no law except the sword.” At one point, Taha writes that two modest decrees of the Meccan verses—“You are only a reminder, you have no dominion over them”—were appended with a harsh Medinan edict: “Except he who shuns and disbelieves, on whom God shall inflict the greatest suffering.” In his distinctive rhetorical style, which combines dense exegesis with humanistic uplift, Taha observed, “It is as if God had said, ‘We have granted you, Muhammad, dominion over anyone who shuns and disbelieves, so that God shall subject him to minor suffering at your hands through fighting, then God shall also subject him to the greatest suffering in hell.’ . . . Thus the first two verses were abrogated or repealed by the two second verses.”

    The Medinan verses, directed not to Muhammad alone but to the community of early believers, became the basis for Sharia as it was developed by legal scholars over the next few centuries—what Taha calls the “first message of Islam.” In Taha’s revisionist reading, the elevation of the Medinan verses was only a historical postponement—the Meccan verses, representing the ideal religion, would be revived when humanity had reached a stage of development capable of accepting them, ushering in a renewed Islam based on freedom and equality. Taha quoted a Hadith, or saying of the Prophet, that declared, “Islam started as a stranger, and it shall return as a stranger in the same way it started.” This “second message of Islam” is higher and better than the first, delivered by a messenger who came to seventh-century Arabia, in a sense, from the future. And, in the twentieth century, the time had come for Muslims finally to receive it. Taha offered a hermeneutical way out of the modern crisis of Islam, allowing Muslims to affirm their faith without having to live by an inhumane code.



    Taha’s reputation and importance far exceeded his actual following, which never amounted to more than a few thousand intensely devoted Sudanese: the stories of overwhelming personal transformation that I heard from Naim, Osman, and other Republican Brothers were apparently common among his adherents. (Taha adapted the name of his old political party for his new spiritual movement; he was wary of substituting Islamist slogans for critical thinking.) He received visitors at his house in Omdurman, northwest of Khartoum, at all hours, engaging in a kind of continuous seminar in which he was unmistakably the instructor—Republican Brothers still call him Ustazh, or “revered teacher”—but one who welcomed argument. “He would listen with utmost respect,” a follower named Omer el-Garrai told me. “I never saw him frustrated, I never saw him angry, I never heard him shout.” Naim recalled, “Taha could not transmit his religious enlightenment to us by talking about it. We would see the fruit of it by his personal life style, in his attitudes. His honesty, his intellectual vigor, his serenity, his charisma—those are the things that we can observe, and from them I understood that this is someone who had a transformative religious experience.” Taha lived simply, urging his followers to do the same, and even today Republican Brothers are known for their lack of show in dress and in wedding ceremonies. An aura of saintliness hangs over stories I heard about Taha in Sudan, and, as with Gandhi, to whom he is sometimes compared, there’s an unappealingly remote quality to his moral example. A man named Anour Hassan recalled that when Taha’s twelve-year-old son vanished in the Blue Nile, in 1954, Taha calmly told people who wanted to continue looking for the boy, “No, he’s gone to a kinder father than I am.”

    Perhaps the twentieth century was too soon for the second message of Islam. Taha was condemned for apostasy by Sudanese and Egyptian clerics, his movement was under constant attack from the fundamentalist Muslim Brotherhood, and his public appearances were banned by the government. Various rumors began to circulate: that Taha and his followers believed him to be a new prophet, or even a divinity; that Taha didn’t pray; that he was insane. His legacy became controversial even among liberal-minded Sudanese. One evening in July, I spoke with the moderate politician and intellectual Sadiq al-Mahdi on the terrace overlooking the garden of his palatial home in Omdurman. Mahdi, who twice served as Prime Minister of Sudan and was twice ousted, in 1967 and 1989, is an imposing man: he was wearing the traditional white djellabah and turban, and his beard was hennaed. He spoke respectfully of Taha but found him theologically unsound. “Amongst the Islamists, there are those who jump into the future and those who jump into the past,” Mahdi said, comparing Taha with Qutb. “Taha is amongst those who jump into the future. He definitely is for radical Islamic reform. But he based it on arguments that are not legitimate.” Mahdi, like many other modern Muslim thinkers, believes that the Koran already offers the basis for affirming democratic values; there is no need, as he put it, to perform “these somersaults.”

    What’s truly remarkable about Taha is that he existed at all. In the midst of a gathering storm of Islamist extremism, he articulated a message of liberal reform that was rigorous, coherent, and courageous. His vision asked Muslims to abandon fourteen hundred years of accepted dogma in favor of a radical and demanding new methodology that would set them free from the burdens of traditional jurisprudence. Islamic law, with its harsh punishments and its repression of free thought, was, Taha argued, a human interpretation of the Medinan verses and the recorded words and deeds of the Prophet in Medina; developed in the early centuries after Muhammad, it was then closed off to critical revision for a millennium. When Taha spoke of “Sharia,” he meant the enlightened message of the Meccan verses, which is universal and eternal. To Muslims like Mahdi, this vision seemed to declare that part of the holy book was a mistake. Taha’s message requires of Muslims such an intellectual leap that those who actually made it—as opposed to those who merely admired Taha or were interested in him—took on the quality of cult members, with their white garments, street-corner sermons, and egalitarian marriage contracts. Small wonder that Taha failed to create a durable mass movement. In “Quest for Divinity,” a new and generally sympathetic study of Taha, to be published this fall, Professor Mohamed A. Mahmoud, of Tufts University, writes, “The outcome of this culture of guardianship and total intellectual dependency was a movement with impoverished inner intellectual and spiritual resources, intrinsically incapable of surviving Taha’s death.”

    Why did the Sudanese state, the religious establishment, and the Islamist hard-liners consider the leader of such a small movement worth killing? Perhaps because, as Khalid el-Haj, a retired school administrator in Rufaa, who first met Taha in the early sixties, told me, “They are afraid of the ideas, not the numbers. They know that the ideas are from inside Islam and they cannot face it.”

    Eventually, Taha’s teaching collided with Islamist power politics. Sudan’s military dictator, Jaafar al-Nimeiri, who had seized control of the country in 1969, was an opportunistic tyrant who had exhausted one model after another to justify his rule: Marxism, Arab nationalism, pro-Americanism. By the early eighties, Nimeiri’s hold on power was loosening, and he felt particularly threatened by one of his advisers: Hasan al-Turabi, the legal scholar, who had an increasingly energetic Islamist following. Turabi, a brilliant politician with a British and French education, was an authoritarian ideologue, more in the mold of a Bolshevik than a hidebound cleric. One of Turabi’s prime intellectual enemies was Taha, whose interpretation of the Koran he considered illegitimate. Taha, for his part, once dismissed Turabi as “clever but not insightful”—and many Sudanese believe that Turabi never forgot the slight.

    In 1983, Nimeiri, aiming to counter Turabi’s growing popularity, decided to make his own Islamic claim. He hastily pushed through laws that imposed a severe version of Sharia on Sudan, including its Christian and animist south. Within eighteen months, more than fifty suspected thieves had their hands chopped off. A Coptic Christian was hanged for possessing foreign currency; poor women were flogged for selling local beer. It was exactly the kind of brutal, divisive, politically motivated Sharia that Taha had long warned against, and southerners intensified a decades-long civil war against Khartoum. Taha and other Republican Brothers, including Naim, had been jailed in advance by Nimeiri to prevent them from leading protests; their imprisonment lasted a year and a half.

    Soon after Taha was released, he distributed a leaflet, on Christmas Day, 1984, titled “Either This or the Flood.” “It is futile for anyone to claim that a Christian person is not adversely affected by the implementation of sharia,” he wrote. “It is not enough for a citizen today merely to enjoy freedom of worship. He is entitled to the full rights of a citizen in total equality with all other citizens. The rights of southern citizens in their country are not provided for in sharia but rather in Islam at the level of fundamental Koranic revelation.”

    Taha, who was now in his mid-seventies, had been preparing half his life for this moment. It was central to his vision that Islamic law in its historical form, rather than in what he considered its original, authentic meaning, would be a monstrous injustice in modern society. His opposition was brave and absolute, and yet his statement reveals the limits of a philosophy that he hoped to make universal. Taha opposed secularism—he once declared that the secular West “is not a civilization because its values are confused”—and he could not conceive of rights outside the framework of Islam and the Koran. At the very moment that he was defending non-believers from the second-class status enshrined in Islamic law, he was extending their equal rights through a higher, better Sharia.

    Abdullahi an-Naim defends Taha’s approach, saying that in the Islamic world a Turkish-style secularism will always be self-defeating. “It is an illusion to think you can sustain constitutionalism, democratization, without addressing its Islamic foundation,” he said. “Because for Muslims you cannot say, ‘I’m a Muslim, but—’ That ‘but’ does not work. What unites Muslims is an idea. It is Islam as an idea. And therefore contesting that idea, I think, is going to be permanent.” Whenever secular intellectuals in Muslim countries try to bypass the question of Sharia, Naim said, “they leave the high moral ground to the fundamentalists, and they lose.” Invoking Islam as the highest authority for universal rights was not simply a matter of belief; it meant that Taha and his movement could stay in the game.

    Soon after Taha’s Christmas statement was released, he was arrested again. This time, the government pressed charges amounting to apostasy, which carried the death penalty. Taha refused to recognize the legitimacy of the court under Sharia, refused to repent, and in a matter of hours was condemned to death. The hanging was scheduled for the morning of January 18, 1985. Among the hundreds of spectators in the vast courtyard of Kober Prison, in Khartoum North, was Judith Miller, then a Times reporter, disguised in a white cloak and head scarf. In the opening of her 1996 book, “God Has Ninety-nine Names,” Miller described the scene:

    Shortly before the appointed time, Mahmoud Muhammad Taha was led into the courtyard. The condemned man, his hands tied behind him, was smaller than I expected him to be, and from where I sat, as his guards hustled him along, he looked younger than his seventy-six years. He held his head high and stared silently into the crowd. When they saw him, many in the crowd leaped to their feet, jeering and shaking their fists at him. A few waved their Korans in the air.
    I managed to catch only a glimpse of Taha’s face before the executioner placed an oatmeal-colored sack over his head and body, but I shall never forget his expression: His eyes were defiant; his mouth firm. He showed no hint of fear.


    In the instant that the trapdoor opened and Taha’s body fell through, the crowd began to scream, “Allahu Akbar! Allahu Akbar! Islam huwa al-hall! ”—“God is great! Islam is the solution!”—the slogan of the Muslim Brotherhood.

    Some of Taha’s followers could not accept that he was dead—they had actually come to believe in Taha’s divinity—and they spent several days by one of the bridges spanning the Nile, waiting for him to appear. When he didn’t (his body was flown by helicopter to an unknown location in the desert for a hasty burial), the Republican Brotherhood essentially died. Some members, including Naim, went abroad; others stayed in Sudan but ceased any public activity. The regime forced a number of imprisoned Republican Brothers to repudiate Taha’s ideas in order to avoid his fate. His books were burned in public bonfires.

    The execution appalled large numbers of Sudanese, who were unused to political violence, and it helped precipitate the downfall of Nimeiri, four months later, when a popular uprising restored democratic rule. January 18th became Arab Human Rights Day. In 2000, a Sudanese reporter asked Nimeiri about the death of Taha. Nimeiri expressed regret over the killing, then made a startling claim: Taha’s execution had been secretly engineered by Hasan al-Turabi.

    “I didn’t want him killed,” Nimeiri said of Taha. “Turabi told me that Mahmoud Muhammad Taha wanted to side with the left against me and that the Republican Brothers are a force not to be underestimated, and that if he united with the left I am definitely doomed. Turabi brought me the order to execute him and asked me to sign off on it. . . . I decided to postpone my decision for two days, and on the third day I went to Taha, dressed in civilian clothes. I told him, ‘Your death would sadden me. Just back down on your decision.’ But he spoke to me in a way that at the time I felt was blustering but now I see it was honorable, considering the situation. He told me, ‘You back down on your decision. As for me, I know that I’m going to be killed. If I’m not killed in court, the Muslim Brotherhood will kill me in secret. So leave and let me be. I know that I am going to die.’ ”

    I asked a number of people in Khartoum about the role that Turabi might have played in Taha’s death. “Turabi killed him” was the blunt verdict of Hyder Ibrahim Ali, a sociologist and the director of the Sudanese Studies Center. “I think Turabi was behind all this. Taha was a real rival for Turabi. At that time, the only people at the University of Khartoum as strong as the Muslim Brotherhood were the Republican Brothers.” Others echoed this view: even if Turabi hadn’t played a direct role in Taha’s death, Taha’s reform-minded movement had offered the most serious theological challenge to Turabi’s severe Islamism.

    In the decade after Taha’s death, Turabi and his hard-line politics flourished. In 1989, he was the prime strategist of the Islamist revolution that followed the military overthrow of Prime Minister Sadiq al-Mahdi. He became the intellectual architect of the new regime, led by Omar al-Bashir, and presided over its reign of terror in the nineties. He was the impresario who attracted just about every leading jihadi terrorist to Sudan; journalists started calling him “the Khomeini of the Sunnis” and “the pope of terrorism.” In 1999, however, Turabi’s fortunes abruptly changed: he lost a power struggle with Bashir, who fired him.

    This spring, Turabi, in a striking return to Sudanese politics, said some astonishing things about Islam. Though he had always been more supportive of women’s rights than other hard-liners, he was now declaring that women and men are equal, that women can lead Islamic prayers, that covering the hair is not obligatory, that apostasy should not be a crime. He said that Muslim women can marry Christians or Jews. Quotations in the Arab press made him sound like a liberal reformer. In Khartoum, people marvelled that he sounded exactly like Taha. Suhair Osman, the young woman I met at the University of Khartoum, informed me, with a wan smile, “It is said in the daily papers and in the discussion centers here in the university that Turabi killed Ustazh Mahmoud and now he’s stealing his ideas.”



    In the next few decades, several Arab countries—Iraq, Palestine, perhaps Egypt and Algeria—may well come under some form of Islamist rule, either by election or by force. If so, they would do well to study the example of Sudan. A whole generation in Sudan has grown up under the hard-line ideology that was imposed by Turabi and his colleagues after 1989. “We are the wounded surgeons, we have had the plague,” Sadiq al-Mahdi told me. “We have been the guinea pig of this whole exercise, and you should listen to us.”

    Islam is as diverse as Muslims themselves, but Islamism, thus far in its short history, tends to look the same wherever it appears. The Sudanese version was not a genuine revolution like the Iranian one; it was more of an élite project that never gained legitimacy outside of student, intellectual, and military circles. Still, Sudan’s hard-line party, the National Islamic Front, marched the country through familiar paces. Suliman Baldo, the director of the Africa program at the International Crisis Group, who lived through the years of Islamization in Khartoum and published a report documenting the return of slavery in Sudan, said of the government, “They came with a social-engineering project—they were very open about this.” Education became a form of indoctrination: small children learned jihadist chants; school uniforms were replaced with combat fatigues; students engaged in paramilitary drills and memorized the Koran; teachers overhauled the curriculum to focus on the glory of Arab and Islamic culture. Khartoum had been a socially relaxed city that celebrated Christmas, but now the morals police insured that women were veiled, especially in government offices and universities. The security agencies were taken over by Islamists, and torture chambers known as “ghost houses” proliferated in what had been a tolerant political culture. (Some torturers were reportedly trained by Iranian Revolutionary Guards.) Young men were conscripted into the new People’s Defense Force and sent to fight in the jihad against the infidels of the south, thousands of them crying “Allahu Akbar! ” as they went to their deaths. Turabi declared that the jihadis would ascend directly to Paradise. Actors simulated “weddings” between martyrs and heavenly virgins on state television. Turabi gave asylum and assistance to terrorists, including bin Laden and other Al Qaeda members, and Sudan soon made enemies of every one of its many neighbors, along with the United States. And so an ethnically and religiously mixed African country, with an egalitarian brand of Sufism as its dominant form of Islam, was mobilized by intellectuals and soldiers to create a militaristic, ideologically extreme state whose main achievements were civil war, slavery, famine, and mass death.

    Sometime in the late nineties, Turabi realized that his grand enterprise was a failure. Sudan had come under United Nations sanctions for sponsoring a 1995 assassination attempt on President Hosni Mubarak, of Egypt. The country was internationally isolated; the civil war was killing millions. And the Islamist project was bankrupt. As in Iran, it had produced an increasingly wealthy and corrupt ruling class of ideologues and security officers, while young Sudanese, including many of Turabi’s followers, left the country or turned inward.

    It was at this low point that Omar al-Bashir expelled Turabi from the government. Until last year, Turabi found himself in and out of jail, and he began to rethink his politics. He declared that the war in the south had not been a jihad after all but, rather, a meaningless waste. In prison, he began to write about where the Islamists had gone wrong. The problem, he decided, was a failure to adhere to principles of democracy and human rights. This spring, Turabi began attracting attention with his liberal statements about women and Islam. He welcomed the deployment of a United Nations force to the Darfur region, where the government had launched a campaign of ethnic cleansing, and he mocked bin Laden for threatening to mount a jihad against the peacekeepers. (Some analysts believe that Turabi had a hand in the rebellion that preceded the mass killings in the region, but no one has been able to prove it.) His remarks were so radical that they earned him charges of apostasy by clerics in Sudan and Saudi Arabia. The Saudi edition of the Sudanese newspaper that quoted his proclamations had the offending lines torn out of every copy.

    In Khartoum, people used the same phrase over and over: there had been “a hundred-and-eighty-degree turn” in Turabi’s views. I heard several explanations. Sadiq al-Mahdi, the former Prime Minister, believed that Turabi was trying to atone for the damage he had inflicted on Sudan. Others saw old opportunism under new slogans: Turabi realized that, thanks to Islamist misrule, democracy would be the next wave in Sudan, and he wanted to get out in front of it. There was also the possibility that he couldn’t bear to be ignored.

    One day in late July, during a hard Sahara windstorm that obscured the merciless sun and left sand in my molars, Turabi received me in his office on the outskirts of Khartoum, beyond the airport. I found him sitting behind a vast desk, which was almost bare; so were the bookcases next to it, as if he were waiting for someone to refurnish the trappings of power. Turabi is now seventy-four years old. He has a trim white beard and bright eyes framed by elegant wire-rim glasses; he wore a white djellabah and turban, white patent-leather loafers, and flower-patterned polyester socks. He has a resonant voice, which, when the topic turns serious, often breaks into a disconcerting giggle, accompanied by a bucktoothed grin. Turabi is inexhaustible: before I arrived, he had spoken for three days to members of his breakaway political party, but he required scarcely any prompting to carry on a nearly three-hour monologue with me. It was like trying to follow the flight path of a mosquito: he would leave sentences unfinished, switch subjects in the span of a clause, swallow the point in a laugh, then suddenly alight somewhere—on hidebound Saudi clerics, clueless Algerian Islamists, pigheaded Sudanese soldiers, shortsighted American politicians—and draw blood.

    Turabi presented himself as older but wiser, free now to be the one independent thinker in a world of ideologues, an emissary for both sides in the war between Islam and the West, unafraid of uttering any truth, including truths about his own mistakes—but whenever I tried to pin him down on one he blamed someone else and claimed that his role was exaggerated. “Oh, Turabi, he’s the ‘pope of terrorism,’ of fundamentalism, the pope noir du terrorisme! ” he mocked. The Bush Administration’s war on terror, he said, was a gigantic misunderstanding based on a failure to communicate. As for the Islamic revival, it held no dangers for the West. “Oh, no, it’s positive!” he said. “What is our economic model? It’s not the Soviet model. It’s not the old capitalist model, or the feudal model. It’s your model! What is our political model? It’s your model! Almost the same model! O.K.?”

    Toward the end of his discourse, I mentioned that a number of Sudanese had heard echoes of Mahmoud Muhammad Taha in his recent statements. For the first time, Turabi lost his good humor. “Ooh,” he groaned. He called Taha “an apostate” who was “not normal,” and he insisted that, far from being behind Taha’s death, he had argued with Nimeiri for his life: “I said, ‘Why do you jail this man? He won’t hurt you, he’s not against this regime. He thinks he’s the impersonation of Jesus Christ!’ ” Turabi laughed dismissively. “I said, ‘Let him go and advocate his message. He will persuade a few people for some time. He’s not harmful to you.’ ” He said of Taha, “From early days, I don’t read his books, I don’t mention his name. Even if people ask me questions, I try to evade, because in every society, in America, you have had these cult people—everyone has to drink the killing material! Jim Jones!”

    Turabi giggled and stood up to say goodbye.

    When I had asked Abdullahi an-Naim about Turabi’s recent statements on women, minorities, and Islam, he had scoffed, “He has no methodology.” It was true: Turabi threw out opinions like handfuls of seed. But, as Taha had said, the one constant in his long career has been cleverness. Turabi seemed to recognize that, in the ruins of his own making in Sudan, his countrymen required a new notion of Islam and government. Great turns in history seldom come because someone writes a manifesto or proposes a theory. Instead, concrete experience, usually in the form of catastrophic failure, forces people to search for new ideas, many of which have been lying around for quite a while. Naim, who had fled the country after the 1989 coup, went back to Sudan in 2003 to find that “people were totally disillusioned about the Islamist project. They could see that it was corrupting and corrupt.” In reaction, a small but growing number of Sudanese have come under the influence of Saudi Wahhabism—turning to an even more extreme theology as the pure Islam. Others, such as Osman Mirghani, a newspaper columnist and a former follower of Turabi, have concluded that the problem in Sudan has less to do with religion than with its civic culture. Mirghani has formed a new citizens’ movement, Sudan Forum, waging its first campaign against corruption in high places.

    Taha’s solution to the modern Muslim dilemma hovers over the conversations of Sudanese who are too young to have any memory of him. In a dingy office in downtown Khartoum, I met a man named Hussein and a woman named Buthina, two social activists who are just the kind of idealists that the Islamists used to attract. In 1989, as a teen-ager, Hussein had at first welcomed the new government. He soon realized that its promises of Islamic justice were false, and he was traumatized by the year he spent as a conscript in the jihad against the south. “In my view, this regime is a great shame in the history of Islam,” he said. “It’s pushed people away from Islam. Their mentality has changed. They are no longer abiding by Islamic regulations.” He mentioned prostitution, drinking, and corruption. For all Hussein’s disillusionment, he still believed in Sharia—in flogging for fornication, stoning for adultery, and beheading for apostasy—but he wanted it to be applied under a democratic government grounded in human rights. Buthina shook her head; Islamist rule had turned her toward secularism. “This is a very, very sensitive issue,” she said. “When you design your regulations and constitution, you have to accept that all the people look at this constitution and see themselves in it. Otherwise, they will not implement it. If we design the constitution and the law of the country on Islam, this will create a problem.”

    When I described Hussein to Naim, he said, “He sees the corruption of the current regime, and he sees the unworkability of an Islamic state, but he has no alternative. That is the point about Taha. Taha provides an alternative. As the crisis intensifies, the receptivity to something like Taha’s ideas will grow.” The misrule of Turabi and the Sudanese Islamists, Naim said, had done more to advance the project of reforming Sharia than Taha’s followers could ever have achieved. At the same time, he admitted that most people in Sudan today have never heard of Taha. All that is left of his movement is a few hundred followers, some of whom gather in the evenings at a house in Omdurman. I was invited to join them there one night: the men sat in chairs on one side of the courtyard, the women on the other, but they mixed more than the religious Muslims at most gatherings. All dressed in white, they chanted traditional Sufi songs and a mournful hymn about their martyred leader.



    The hollowness at the core of Sudan, and the widespread cynicism about Islamist rule, with its enforced ideology and rituals, is reminiscent of Eastern Europe in the years before the fall of the Berlin Wall. But if you spend time in an Islamic country you soon realize that the Communism analogy runs dry. For Islam, unlike Marxism, is deeply rooted and still present in everyday life in profound ways. As such, it is an irresistible mobilizing tool for politicians: an Islamist leader in Morocco, Nadia Yassin, once said, “If I go into the streets and I call people to come with me to a demonstration, and I talk to them about Che Guevara and Lenin, nobody will go out. But if I start talking about Muhammad and Ali and Aisha and all the prophets of Islam, they will follow me.” Islam remains the system of values by which Muslims live; it is strong enough to survive Islamism. Perhaps, in time, the religion’s centrality will subside, but, for the foreseeable future, the Islamic enlightenment in which so many Western thinkers have placed their hopes—that is, secularism—will not sweep the Muslim world. The Islamic revival, and its attendant struggles and ills, is less like the eighteenth century in Europe than like the sixteenth, the age of Luther, when the most sensitive and ambitious Englishmen, Frenchmen, and Germans devoted their efforts to finding in the words of the Bible a meaning for which they were prepared to live and die.

    On the wall of Naim’s office at Emory University, just above a picture of his parents, there is a black-and-white portrait of Taha in old age, seated, with the folds of a white robe draped over his shoulders and the Sudanese turban wrapped around his head; his gaze is both direct and abstracted, taking in something far beyond the camera. Ever since the night Naim attended Taha’s lecture as a young law student, he has believed that Muslims must find a way out of the predicament in which their own history has placed them—if not by accepting Taha’s vision, then by working toward another.

    “I don’t really have high hopes for change in the Arab region, because it is too self-absorbed in its own sense of superiority and victimhood,” he said. His hope lies in the periphery—West Africa, the Sahel, Central and Southeast Asia: “They are not noticed, but that’s where the hope is.” The damage done to Muslim lives under the slogan “Islam is the solution,” and Islamism’s failure to solve their daily problems and answer people’s deepest needs, has forced younger Muslims in countries like Indonesia, Turkey, and Morocco to approach religion and politics in a more sophisticated way. Naim’s newest project, which he calls a work of advocacy more than of scholarship, is a manuscript called “The Future of Sharia.” Even before its English publication, he has begun to post it on the Web, translated into Persian, Urdu, Bengali, Turkish, Arabic, and Bahasa Indonesia. Its theme is more radical than anything he has written before; although it is based on his long devotion to Taha’s ideas, it goes beyond them and, according to some of Taha’s followers, leaves them behind. “The Future of Sharia” amounts to a kind of secularism: it proposes not a rigid separation of politics and religion, as in Turkey, but, rather, a scheme in which Islam informs political life but cannot be introduced into law by an appeal to any religious authority. Otherwise, Muslims would not be free. “I need a secular state to be a Muslim,” Naim said. “If I don’t have the freedom to disbelieve, I cannot believe.”

    Two days after we spoke, Naim flew to Nigeria to give a series of lectures, based on the new book, in the northern states that have imposed a particularly harsh form of Sharia. He plans to travel next year to Indonesia and, if possible, to Iran. Two years ago, when he lectured in northern Nigeria, a quarter of his audience of eight hundred people walked out on him, and he had to slip away through a side door. He acknowledged that violence, even murder, might be the response this time. But Naim believes that, despite the evidence of the headlines, Islamic history is moving in his direction.

    “In Sudan this simplistic answer failed,” Naim said. “In Iran it failed. In northern Nigeria it failed. In Pakistan it failed. As these experiences fail, people are going to realize that there is no shortcut—that you have to confront the hard questions.” His message to Muslims on his travels will be this: “I have been that way and I’ve seen the street is closed and I came back. And I see someone rushing and I tell him, this street is deadlocked, and he will not take my word and go all the way and discover that it is deadlocked and come back.” He will tell them, “Listen, you don’t have to do this, you don’t have to go down this dead-end street. There is an Arabic expression: ‘The fortunate ones will learn from the mistakes of others, the unfortunate ones will learn from their own mistakes.’ ”

    By taking his message to the Muslim public and risking his own life, Naim is, perhaps unconsciously, following the example of one of the intellectual heroes of modern Islam. The first years of the twenty-first century hardly seem hospitable to Mahmoud Muhammad Taha’s humane vision, but his words are there for young Muslims to discover once they get to the end of the street and need a way to turn around.

    END
                  

10-15-2012, 08:53 AM

حامد بدوي بشير
<aحامد بدوي بشير
تاريخ التسجيل: 07-04-2005
مجموع المشاركات: 3669

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قضية للنقاش .. لماذا تركتموه يواجه الشنق وحيدا؟ (Re: Yasir Elsharif)

    الأخ ياسر الشريف،

    شكرا على إثراء البوست بهذه الإحالات المتعددة وفي نفس الموضوع. لفت نظري ما جاء في بوست الأخ مازن صلاح الأمير وقد استوقفني بصفة خاصة قوله:



    Quote: النكسة التنظيمية والجماهيرية التي حدثت للأخوان بعد إنتقال الأستاذ قلصت الفكرة من دورها التنويري في المجتمع ما يعطي مساحات كبيرة للظلاميين بالتمدد و التغلغل داخل المجتمع ، وفي رأي إذا لم يعدل الأخوان الجمهوريون من طريقة سيرهم في دروب الفكرة سيسقطون قريبا ، و لا يتم التعديل إلا عن طريق العمل الجماهيري المنفتح و المتواصل كما كان يحدث على أيام الأستاذ ، و كما ذكرت في مقدمة ما كتبت إن تعاطفي لا يعني إنحيازي المعرفي و الفلسفي للأخوان بل هو شعور إنسي و فيما أرى أنه في حالة تقلص الجماعات التي يمكن أخذها على الإسلام الحداثوي فإن المد السلفي ستتسع دائرته و هذا هو الخطر الذي يخشاه الجميع .


    وأنا مثله استغرب الإنسحاب التام للأخوان الجمهوريين من الساحة.

    هل كانوا، بعد مقتل الأستاذ، في موقف أصعب من موقف الشيوعيين، بعد مقتل عبد الخالق وعلى يد نفس الدكتاتور؟

    لا، لم يكونوا.

    هل يزيد عداء نظام الهوس الديني للجمهوريين عن عدائه للشيوعيين؟

    لا، لا يزيد.

    لماذا تمسك الشيوعيون بالبقاء والعمل من داخل السودان، بينما تفرق الجمهوريون أيدي سبأ؟

    وحتى في المنافي التي اختاروها، لم يؤسسوا شيئا.

    أين مركز الفكر الجمهوري في باريس أو لندن أو نيويورك أو أي عاصمة عالمية؟

    لا يوجد.
                  

10-17-2012, 06:12 AM

حامد بدوي بشير
<aحامد بدوي بشير
تاريخ التسجيل: 07-04-2005
مجموع المشاركات: 3669

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قضية للنقاش .. لماذا تركتموه يواجه الشنق وحيدا؟ (Re: حامد بدوي بشير)

    Quote: The first years of the twenty-first century hardly seem hospitable to Mahmoud Muhammad Taha’s humane vision, but his words are there for young Muslims to discover once they get to the end of the street and need a way to turn around



    .YES, THAT IS TRUE, BUT HIS WORDS NEED TO BE POINTED OUT AND HIGHLIGHTED TO YOUNG MUSLIMS AND TO THE WORLD

    THE WORLD IS AT LAST READY TO LISTEN, PEOPLE![/B


    شكرا الأخ ياسر الشريف.
                  

10-17-2012, 02:15 PM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 48724

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قضية للنقاش .. لماذا تركتموه يواجه الشنق وحيدا؟ (Re: حامد بدوي بشير)

    أخي العزيز حامد

    تحية وسلاما

    قولك:
    Quote:
    وأنا مثله استغرب الإنسحاب التام للأخوان الجمهوريين من الساحة.

    هل كانوا، بعد مقتل الأستاذ، في موقف أصعب من موقف الشيوعيين، بعد مقتل عبد الخالق وعلى يد نفس الدكتاتور؟

    لا، لم يكونوا.

    هل يزيد عداء نظام الهوس الديني للجمهوريين عن عدائه للشيوعيين؟

    لا، لا يزيد.

    لماذا تمسك الشيوعيون بالبقاء والعمل من داخل السودان، بينما تفرق الجمهوريون أيدي سبأ؟

    وحتى في المنافي التي اختاروها، لم يؤسسوا شيئا.

    أين مركز الفكر الجمهوري في باريس أو لندن أو نيويورك أو أي عاصمة عالمية؟

    لا يوجد.


    في البداية أريد مجددا أن أدلك على بوست ممتاز موجود في مكتبة الأخ د. حيدرة بدوي صادق لأنه هو الذي افترعه وقتذاك.

    الجمهوريون: الفكرة والمجتمع؟!

    وأريد أن تقرأ بصفة خاصة مداخلات الأخ د. النور حمد. البوست كان قبل حوالي 9 سنوات من الآن.

    لقد قلت في ذلك الوقف وفي ذاك البوست ما يلي:
    Quote:
    لقد صارت ثورة السبعينات والثمانينات، التي أشعلها الجمهوريون في مواجهة الفكر السلفي، ملكا للشعب السوداني، وقد التقط كثير من المثقفين السودانيين القفاز من حيث تركه الأستاذ محمود في منشور "هذا أو الطوفان"ـ وهؤلاء المثقفين موجودون في كثير من أحزاب السودانيين، ليس في الشمال فحسب بل في الجنوب أيضا.. ومن هنا فإن الجمهوريين لا يحتاجون أن يكونوا كوما منفصلا، بل يجب أن يكونوا مندغمين في نسيج الشعب، المجتمع المدني، يتبادلون التثاقف البناء مع بقية المثقفين في الأحزاب السودانية، وهذا ما أحاول أن أكونه..


    أرجو أن تسمح لي بوضع مداخلة متميزة من مداخلات الأخ د. النور حمد في ذلك البوست:
    Quote:
    جزيل الشكر والتقدير لكل من أسهم بمداخلة في هذا الخيط. وأحب أن أبدأ فأقول، إن الجمهوريين، ليسوا بدعا من الناس، ولسوف تلحق بهم سنة الخلاف، وربما التشرذم، كما لحقت بغيرهم ممن سبقوهم من أصحاب الدعوات، والأفكار. وليس في هذا ضير، وليس فيه غرابة، أيضا. فالناس لا بد أن يختلفوا. ومن أجل هذا كانت الديمقراطية ضرورية لتنظيم الخلاف. فالديمقراطية تمثل الوسيلة السلمية الأكمل لإدارة الحوار.

    الشاهد، أن مايمكن أن يميز فضاءنا الشرق أوسطي، عن غيره من فضاءات الكوكب، هو ضعف الممارسة الديمقراطية، وضمور الحس الديمقراطي. ولا يتجلى هذا، في وجود حكومات ديكاتورية، وحسب، وإنما يتجلى أيضا، في ضيق الأفراد، بالرأي الآخر، وفي الضيق بنمط السلوك، لدى الآخر، أيضا. الفكرة الجمهورية، أو دعنا نقول ثورة التجديد الإسلامية، التي أشعلها الأستاذ محمود محمد طه، منذ مطلع خمسينات القرن الماضي، قصدت أول ما قصدت، إلى التأكيد على ضرورة الديمقراطية. ففكر السلف، على اختلاف طوائف السلف، لم يهتم بمسألة الديمقراطية. بل إن الفكر الإخواني الذي ساد حقب الأربعينات، والخمسينات، والستينات من القرن الماضي، بلغ درجة القول بأن الحديث عن الديمقراطية، والإشتراكية كفر صراح. وإن الإسلام ليس بحاجة إلى مثل هذه المصطلحات العلمانية.

    وجد هذا الفكر الإخواني، الأزهري، طريقه إلى المدارس الثانوية السودانية، في تلك الحقبة. وأصبح فكرا يدرس في حصص التربية الإسلامية، ضمن المنهج المدرسي. وتنظيم الإخوان المسلمين السوداني الذي كان على رأسه المرحوم الرشيد الطاهر، ومن بعده الدكتور حسن الترابي، ظل الذراع الحركي لذلك الفكر، الذي كانت تنشره شعب التربية الإسلامية، في المدارس الثانوية. وقد جسدت ذلك الفكر، في مجال التعليم غير الرسمي، في يوميات المدارس الثانوية، الداخلية، مثل الوادي، وطقت، وحنتوب، الخلايا الطلابية التي كانت ناشطة في تلك الحقبة. وأصبحت، من ثم، أسماء كتاب، وقادة حركيين، من امثال الشيخ، حسن البناء، والكاتب، سيد قطب، مرادفة لكل ما هو إسلامي في مجال العمل الحركي، السياسي. ولا غرابة أن وصلت الجبهة القومية الإسلامية، عبر مسمياتها المختلفة، إلى الإمساك بمقاليد السلطة في السودان، في نهاية عقد الثمانينات من القرن الماضي. عملت الجبهة بمثابرة شديدة، مستخدمة كل الحيل، وكل أساليب التآمر، حتى أحرزت السلطة. وقد كان كثير من الذين جرى تضلبيلهم بهذا الفكر التبسيطي، الحشدي، التعبوي، يظنون أن دولة الإسلام قد عادت، وأن عدالة السماء، قد حلت بالأرض، بعد أن جرى التمكين للمؤمنين في الأرض. ثم ما لبثوا أن انكشف لهم خواء، وزيف، ما حملته هذا الحركة عير عقودمن حمى اللهث المضني، لإحراز السلطة.

    لقد ظل اليسار السوداني، هو المقاوم الأول، في السودان لحركة الإخوان المسلمين، خاصة في المدارس الثانوية، والجامعات. وقد كان اليسار، في أنشط، وأقوى أحواله، في حقبة الستينات. وكلنا يذكر حادثة (العجكو) التي أرخت لإستخدام السيخ، والعصي، في مجال العراك السياسي، بالجامعات. ثم جاءت حادثة حل الحزب الشيوعي، وهي حادثة (فبركتها) جبهة الميثاق الإسلامي، بقيادة الدكتور الترابي، كما شهد بذلك الدكتور حسن مكي. جرى تعديل دستور الديمقراطية الثانية، بلا خجل، بغرض إخراج نواب الحزب الشيوعي من البرلمان!!. مع العلم بأنهم نواب انتخبهم الشعب، في انتخابات ديمقراطية نزيهة. ولقد شارك كل من السيد إسماعيل الأزهري، والسيد الصادق المهدي، في مؤامرة حل الحزب الشيوعي، متنكرين لمبادئ الديمقراطية، وللدستور. كما شهدت تلك المرحلة، محكمة الردة، التي تم فيها تكفير الأستاذ محمود محمد طه، بعد أن انتشر نشاطه، وكثرت محاضراته، في الأندية، والدور، في كل مدن السودان. وقد جرى كل ذلك تمهيدا لتمرير مسود الدستور الإسلامي، التي كانت تهدف إلى إقامة دولة دينية.

    كان هناك تياران، رئيسان يمثلان قوى الدفاع عن الديمقراطية، وعن مبادئ الدستور، وهما الجمهوريوين، والشيوعيون. وكانت هناك القوى الطائفية، ممثلة في حزب الأمة، والحزب الإتحادي الديمقراطي، التي اختارت أن تزايد الإخوان المسلمين على الشعار الإسلامي. ولم يخف على الجمهوريين، أن الشيوعيين، لا يقفون مع المبادئ الديمقراطية، من الناحية المبدأية. وإنما هم يفعلون ذلك، لأسباب تكتيكية، وحسب. وقد حدث أن قام الشيوعيون بإنقلاب عسكري في مطلع السبعينات. ودللوا بذلك الإنقلاب، على أن أسلوبهم لإحراز السلطة، لا يختلف عن أسلوب الإخوان. فالإختلاف بينهم وبين الإخوان، إنما يكمن فقط، في الفكرة التي يود كل منهما تطبيقها. فمصادرة حرية الآخر، بدعوى امتلاك الحقيقة كلها، فهو أمر يتشارك فيه الطرفان، على قدم المساواة. وما من شك، أن كثيرا من الشيوعيين، قد تغيروا، بمرور الزمن، وأن كثيرا من الإخوان قد تغيروا بمرور الزمن، أيضا. فبعد كثير من التجارب المريرة، وبعد كثير من التجريب الإعتباطي، في ساحة السياسة السودانية، تزحزح بعض من قادة الإخوان وقادة الشيوعيين، من قناعاتهم الآيديولوجية القديمة. فتحولوا من منطقة الإيمان المطلق، بالتسلط الآيديولوجي، إلى منطقة الإيمان بضرورة إدارة الحوار، بالوسائل الديمقراطية.

    تجربة حكم الجبهةالقومية الإسلامية، للسودان، تجربة مهمة جدا في مضمار تطورنا الفكري، والسياسي. فقد وجد ذلك الفكر الإستبعادي، الإقصائي، تجربة التطبيق الواقعي، وبدت لكل ذي عينين، سوءآته. فقد وضح لكثيرين، من أنصار الجبهة الإسلامية، أنفسهم، خطل ما كانوا يؤمنون به. فقد قادتهم تجربة الحكم لكي يسقطوا أخلاقيا، في نظر أنفسهم، قبل أن يسقطوا أخلاقيا، في نظر الآخرين. فقد ذهب التطبيق العملي بالسكرة، وجاء بالفكرة. وقد وضح لجمهورهم، قبل أن يتضح لعامة الجمهور، أنهم ليسوا أتقياء، أنقياء، كما يدعون. وأنهم ليسوا مبعوثي العناية الإلهية الذين جاءوا لرفع مشاعل عدالة السماء، في الأرض. وإنمااتضح، وبما لا يدع مجالا للشك، أنهم مجرد سماسرة جشعين، تملك حب الدنيا، والقناطير المقنطرة من الذهب والفضة، قلوبهم، أكثر من كل من عداهم. وهذا هو الإمتحان الحقيقي، للدعوات الإسلامية الكاذبة. وأهم من ذلك أن فكرة الدولة الدينية، المأخوذة من أضابير التاريخ، قد تبخرت تماما، ولم يبق سوى العمل على إنقاذ القدر المتبقي منها، مما يمكن أن يساعدهم على البقاء في السلطة، لعام، أو بعض عام.

    حينما تحدثت، عن أن فكر الأستاذ محمود محمد طه، وسيرة الأستاذ محمود محمد طه، هما ميراث لكل السودانيين، كنت أعني هذه النقطة بالذات. فقد كان الأستاذ محمود مهموما بخلق العقليات التي عن طريقها يمكن للتحول الديمقراطي أن يتم، أكثر من اهتمامه، بإحراز السلطة. وقد قام بذلك على صعيدين. الصعيد الأول هو مراجعة الفكر الإسلامي السلفي، والخروج منه، بما يدعم الحرية، والمساواة. وهذا مفصل في كتاب الرسالة الثانية من الإسلام. ولايغني عنه التلخيص هنا، شيئا. أما الصعيد الآخر، فهو ضرب المثل العملي، للمثقف الإسلامي الثوري، الذي يعيش حياة الناس البسطاء، ليضرب النموذج في مجال القيادة المتجردة، التي تطهر داخلها، تماما، من التعلق بعرض الدنيا. وهذا، في تقديري، هو أهم ما جاء به الأستاذ محمود محمد طه. بهذا المعنى، لم يكن الأستاذ محمود قائدا، سودانيا، وإنما قائدا عالميا، أعطى القائد الثوري، صورة مجسدة في اللحم والدم، لم يسبق أن جسدها في التاريخ، سوى قليلين جدا. ويمكن أن نذكر منهم، على سبيل المثال، لا الحصر النبي محمد صلى الله عليه وسلم. الذي كان يقول: (اللهم أجعل قوت أل محمد الكفاف). وكان يقول: (يا آل محمد، إنكم أول من يجوع، وآخر من يشبع). والذي كان يوقول: (كان الأشعريون إذا أملقوا، أو كانوا على سفر، افترشوا فرشا، فوضعواعليه، ما عنهم من زاد، وأقتسموه بينهم بالسوية. أولئك قوم، أنا منهم، وهم مني). والذي كان يقول أيضا: (والله لا يؤمن، والله لا يؤمن، والله لا يؤمن! قالوا: من يارسول الله؟ قال: من بات شبعانا، وجاره جائع، وهو يعلم). ومن أولئك أيضا، النبي عيسى بن مريم الذي لم يملك شيئا من عرض الدنيا. ومنهم المهاتما غاندي، الذي اكتفي بنسج ثوبه بنفسه على نول يدوي، وبالعيش على لبن معزته. والحديث عن ضرب الأستاذ محمود المثل، في مسؤولية الثقافة، وأخلاق القيادة, ربما طال، ولسوف نعود له، في مجالات أخرى. ولقد شهد بالقامة الأخلاقية السامقة للأستاذ محمود محمد طه، كل من الدكتور منصور خالد، والدكتور جمال محمد أحمد، والدكتور عبد الله الطيب. ولا شك أن هؤلاء يمثلون خيرة العقول التي أنجبتها أمتنا. ونحن لا نقول ذلك لنطبل لتنظيم الجمهوريين. أو لنفاخر به الناس، من باب العجب بالنفس. وكما سبق أن قلت، إن الأستاذ محمود لم يعد ملكا للجمهوريين. وإنما هو ملك لكل سوداني، عرف ضرورة أن يضرب القائد الطليعي المثل، لما يبشر به الناس. العالم كله موبوء بانحراف السياسيين عن الجادة. يستوي في ذلك، شرقه، وغربه. ينحرف السياسيون عن المبادئ، وتضيع مقدرات شعوبهم من ورائهم. والسبب، هو حب الدنيا، لا أكثر، ولا أقل. ولا تسلم الديمقراطيات الغربيات، على عظمتها من هذا الداء العضال.

    لم يبشر الأستاذ محمود بدولة دينية، بالمعنى الذي كانت به الدولة الدينية قائمة في شعاب التاريخ. وإنما بشر بدولة إنسانية. دولة يتم فيها الجمع بين الإشتراكية، والديمقراطية في جهاز واحد. دولة تتحقق فيها المساواة، عن طريق الإصلاح الوئيد، لا عن طريق التثوير. (راجع كتابيه: الثورة الثقافية) و(الماركسية في الميزان). وقد استنبط من القرآن أسس هذه الدولة الإنسانية التي يتساوى فيها الناس بغض النظر، عن ألوانهم، وجنسهم (رجل وإمرأة)، أو دينهم، أوخلفيتهم العرقية. وأهم من ذلك، قدم النموذج العملي، للمثقف الذي يدعو لهذه الدولة الإنسانية. الدين هنا لا يعني الطقوس المكرورة المعادة، من غير فكر. ولايعني أيضا، التمتمة بالسبح، والإظهار الكاذب لثفنات السجود السوداء، على الجباه. الدين هنا يعني القامة الخلقية، الرفيعة، وعفة اليد، والعصمة عن التهاوي أمام بريق المال، والجاه، والسلطان. هذه قيم إنسانية، وليست قيما إسلامية بالمعنى التاريخي لكلمة إسلام. والإسلام في مستواه العميق الذي يطرحه به الأستاذ محمود، يذهب إلى ما وراء الصورة التاريخية للإسلام، ليلمس جذور الفكرة الإنسانية التي يجتمع عليها الناس، من حيث هم ناس. وهي الفطرة المعنية في الحديث (الإسلام دين الفطرة) وهي حب الحق، والخير، والجمال، مما لا يختلف عليه الناس. وهو الإسلام الذي جاء به إبراهيم، وكان أيضا، سابقا لإبراهيم.

    هذا الطرح للفكرة الدينية، لا يعني إقامة الدولة الدينية بشكلها التاريخي الذي نعرفه، وننفر منه كلنا. كما أنه لا يمت، من قريب، أو بعيد، بأي صلة، لتجليات الدولة الدينية في حاضرنا، مما لا تزال بقاياها تعيش بيننا في الحاضر، في كل من السعودية، وإيران، والسودان. ضرورة الدين، هنا تعني ضرورة الوعي الروحاني. وهو الوعي الذي يمكن أن يصيغ ضمير المثقف الثوري. وهذا أمر لمسه كثير من المفكرين مؤخرا، في كل من الشرق، والغرب. وهو أمر يتعلق بسؤال الأخلاق، الذي ظل موضوعا للدين، والفلسفة، منذ فجر التاريخ. والسؤال هنا هو: هل المصلحة كما يجري العمل بها في كل تجليات حقبة الحداثة، في مجالي السياسة، والإقتصاد، لا تزال صالحة، لصياغة وعي إنساني، وممارسة إنسانية، جديدة؟ هذا أمر قد أصبح مطروحا عالميا اليوم، وبشكل غير مسبوق. هذا الطرح تتشارك فيه، بعض تيارات ما بعد الحداثة، وبعض تيارات لاهوت التحرر. وأحب أن أشير إلى (المعرفة، والمصلحة)، لهبرماس. و(نحو حرب دينية)، لروجيه غارودي، و(العقل العلماني) لروبرت كولز. كما يتشارك في هذا الطرح الإنساني الكوكبي، دعاة حماة البيئة، وجماعات الخضر، وغيرهم كثير. هذا باختصار، ما يشير إليه كل الذين انتقدوا حقبة الحداثة القائمة على فيزياء نيوتن، ووضعية إيمانويل كانت، وفرضيات آدم سميث، وكل ما تفرع من هذه، وتلك. فالأستاذ محمود، بهذا المعنى، داعية كوكبي، إتكأ على التراث الإسلامي، المتمثل في سير الأنبياء والمتصوفة، وخرج منه بمعان إنسانية تجاوزت حلقة العقيدة الضيقة، وانفتحت على الفضاء الإنساني العريض. ونحن لا نقدس الأستاذ محمود، أو نتبعه، كما يتبع الحيران شيخ الطريقة. نحن فهمنا ما يرمي إليه، حيت أشار إلى ضرورة الدين بالمعنى الواسع للكلمة. ومحاولتنا، الآن، هي التحاور مع غيرنا، حول هذا الفهم. وأنا شخصيا، أعتقد أن وقت الفهم العميق، لما جاء به الأستاذ محمود، في فضائنا الشرق أوسطي، لم يجيء بعد. وإن جاءت تباشيره. وهي تباشير تزداد يوما بعد يوم. ولي عودات كثيرات إلى هذا الأمر الهام.

    وختاما، أنا مع الأخ الصاوي، في أن العبارة التي اقتبسها، من الأخ، حيدر بدوي، لن تزيد في شعبية الفكر الجمهوري. وانا اقول للأخ الصاوي، لا تتركوا فكر وسيرة الأستاذ لي، او لغيري. تدارسوا هذا الفكر، وتعمقوا فيه، وفي سيرة صاحبه. فهو ملك للجميع. ثم صدوا عنه كلما ترون أنه ليس منه.

                  

10-20-2012, 10:00 PM

حامد بدوي بشير
<aحامد بدوي بشير
تاريخ التسجيل: 07-04-2005
مجموع المشاركات: 3669

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قضية للنقاش .. لماذا تركتموه يواجه الشنق وحيدا؟ (Re: Yasir Elsharif)

    الأخ ياسر الشريف،

    أشكرك على المثابرة وإبقاء هذا البوست حيا.

    استمتعت واستفدت كثيرا من إحالاتك إلى هذه البوسات القوية.

    استوقفني ما يلي من مداخلة النور حمد القوية في بوست الأخ حيدر بدوي:


    Quote: فالأستاذ محمود، بهذا المعنى، داعية كوكبي، إتكأ على التراث الإسلامي، المتمثل في سير الأنبياء والمتصوفة، وخرج منه بمعان إنسانية تجاوزت حلقة العقيدة الضيقة، وانفتحت على الفضاء الإنساني العريض. ونحن لا نقدس الأستاذ محمود، أو نتبعه، كما يتبع الحيران شيخ الطريقة. نحن فهمنا ما يرمي إليه، حيت أشار إلى ضرورة الدين بالمعنى الواسع للكلمة. ومحاولتنا، الآن، هي التحاور مع غيرنا، حول هذا الفهم. وأنا شخصيا، أعتقد أن وقت الفهم العميق، لما جاء به الأستاذ محمود، في فضائنا الشرق أوسطي، لم يجيء بعد. وإن جاءت تباشيره. وهي تباشير تزداد يوما بعد يوم. ولي عودات كثيرات إلى هذا الأمر الهام.


    من أهم ما جاء به محمود محمد طه هو إمكان الجمع بين الديموقراطية التي تصل إلى حدود الحرية الفردية وبين العدالة الاجتماعية التي تصل حدود الاشتراكية، ثم تأصيله لكل ذلك في أديان البشر عن طريق النص القرآني المؤل هنا والآن وليس المنقول عن الموتى.

    ومن أهم ما جاء به أيضا، هذا الفهم المغاير والجديد والعصري للنص القرآني، حتى لكأنك تسمعه للمرة الأولى في حياتك. هذا الفهم الجديد الذي إلغى الجهاد وألغى التمييز ضد امرأة وألغى تعدد الزوجات وصالح ما بين البيئة والإنسان.

    هنا قضية هامة تتعلق بوضع الاسلام وصورته في عالم اليوم.

    صورة الاسلام والمسلمين في العالم اليوم، هي صورة قوم يحثهم دينهم على قتل من لا يؤمن بدينهم. بل أن القتل قد طال حتى المسلمين الذين سلموا من الهوس الأصولي.

    قيمة القكر الجمهوري تكمن في أنه يقدم صورة معايرة وراقية للإسلام.

    إلى هنا وليس هناك خلاف.

    الخلاف يأتي عند التفكير في ضرورة نشر هذا الفكر الراقي في عالم إسلامي وغير إسلامي هو في أمس الحاجة إليه. وإذا كان الأخ النور يرى أن وقت الفهم العميق اما جاء به محمود لم يحن بعد في الفضاء الشرق أوسطي، فإنني أرى أن الفضاء العالمي مستعد تماما الآن لفهم ما جاء به محمود محمد طه. المشكلة فقط في الدعاة لهذا الفكر.

    قلت في موضع سابق من هذا البوست أن محمودا قد عاش عمرا أطول من عمر المسيح. وأضيف هنا أن تلاميذ المسيح قد حملوا رسالة عيسى المسيح إلى جميع أصقاع الأرض، فكان لها أنصار لا يحصون من الذين تلقوها بلغات شتى، ليس من بينها لغة المسيح عيسى.

    لماذا لا يفكر الناس في Foundation عالمية تجمع لهاالتبرعات من المثقفين السودانيين أولا ثم من المثقفين في كل أنحاء الدنيا، لتنهض بعبء نشر هذا الفكر الراقي في العالم الآن ثم في الشرق الأوسط في وقت لاجق؟

    وما هو دور الأخوة الجمهوريين في ذلك؟
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de