|
محجوب محمد صالح و التضامن مع سامي الحاج
|
التضامن مع سامي الحاج
محجوب محمد صالح [email protected]
الأيام 14 يونيو 2006
نظمت قناة الجزيرة يوماً للتضامن مع منسوبها الذي يقبع في احد سجون أمريكا بقاعدة قوانتنامو المصور سامي الحاج السوداني الجنسية والذي إبعثته القناة إلى افغانستان لتغطية أخبارها فاذا بالقوات الأمريكية تعتقله وتضمه لكوكبة المعتقلين الذين تم اقتيادهم مصفدين إلى أبشع سجون العالم اليوم- معتقل قوانتنامو وليس أدل على بشاعته وعدم انسانيته وتجاوزه لكل قواعد الاحتجاز الذي نصت عليها الشرائع من أن ثلاثة من معتقليه فضلوا بالأمس أن يزهقوا أرواحهم انتحاراً بدلاً من حياة الذل والتعذيب التي يتعرضون لها هناك. الولايات المتحدة تملأ العالم ضجيجاً بالحديث عن حقوق الإنسان ولكنها ومنذ الحادي عشر من سبتمبر تنتهكها علناً وعلى رؤوس الأشهاد دون ان يطرف لها جفن او تكسو وجهها حمرة الخجل. لقد تم التوثيق عالمياً لتلك الانتهاكات التي مافتئت قوات الولايات المتحدة تمارسها في افغانستان وفي العراق وفي قوانتنامو ويقف ما حدث في سجن ابوغريب العراقي وما يحدث في معتقل قوانتنامو شاهداً على هذه الانتهاكات التي هزت ضمير العالم بما في ذلك مواطنون في الولايات المتحدة راعتهم هذه الانتهاكات وهذه الممارسات المخالفة لكل مواثيق وحقوق الإنسان. والتضامن مع سامي الحاج ابتدرته قناة الجزيرة يوم امس لأنه في هذا اليوم يدخل عامه الخامس منذ ان تم اعتقاله في افغانستان وقد حاولت الولايات المتحدة ان تجد ما يبرر هذا الاعتقال فاخضعته للاستجواب امام المحققين ثلاثاً ومائة مرة مع استمرار التعذيب على أمل ان يتوفر ما يثبت انه كان من المحاربين في أفغانستان او انه قدم مساعدات لتنظيم القاعدة او للمنتسبين لذلك التنظيم دون أن ينجحوا في الحصول على ادلة تثبت ذلك ورغم ذلك استمر احتجازه. وأسوأ من هذا ان الولايات المتحدة اطلقت سراح كل المعتقلين الذين يحملون الجنسيات الأوروبية والأمريكية وابقت ما عداهم قيد الاعتقال مما يدل على ازدواجية المعايير والانحياز ضد مجموعات بعينها- وسامي الحاج واحد من عشرة معتقلين سودانيين يقيمون في سجن قوانتنامو ولابد من حملة تضامن شعبي معهم ولابد من ان تتحرك الحكومة في مسعىً لاستعادتهم واطلاق سراحهم او تقديمهم للمحاكمة اذا كان لدى الولايات المتحدة من الادلة ما يبرر المحاكمة والا فان اقامتهم في هذا المعتقل ستطول. ونحن عندما نسلط الاضواء على قضية قوانتنامو لا يغيب عن بالنا ان قضية حقوق الإنسان وانتهاكاتها ليست وقفاً على الولايات المتحدة فالدول العربية والسودان تنتهك تلك الحقوق ولكن ذلك ليس مبرراً للتغاضي عما يتعرض له هؤلاء السجناء كما حاول بعض المشاركين القول بل انه يفرض علينا ان تكون حملتنا شاملة ضد اي انتهاك لحقوق الإنسان اينما حدث- والدعوة لاطلاق سراح سجناء قوانتنامو تأتي في اطار حملة أكبر تستهدف حماية حقوق الإنسان في كل مكان وهي تمثل التزاماً اخلاقياً وسياسياً لابد من الوفاء به. اننا نتطلع لأن تلعب الحكومة دوراً أكبر في الضغط من أجل اطلاق سراح هؤلاء السجناء كما نتوقع دعماً مماثلاً من منظمات المجتمع المدني.
|
|
|
|
|
|