|
Re: أيُّهَا النبيُّ، تَدَفّقْ! (إهداء إلى الشاعر، محمد مفتاح الفيتوري (Re: بكرى ابوبكر)
|
أيُّهَا الرابضُ تحت ركامٌ مِنْ الكلمات القديمة .. العريقة أحرُفها مُتآكلة، كأحرفِ شواهد أضرِحة الموتى أيُّها الهائم في جبّانةِ المعنى المُكللة بسُحُبِ الضبابِ وحكمة الصمت وإلتباسات الدلالات حول مغزى العِبُور إلى غياهِب الأزليّ أيُّهَا التائه في أزِقّةِ الماضي العتيقة التي تفُوح منها روائح البخور والزنجبيل مِنْ ثباتِك انهضْ مِنْ صلاةِ التأمّلِ أخرجْ ها أنت مُتخمٌ، بالأفكار العميقة عالياً إرفعهْ، صوتك منابع القول تشتاق إلى مَن يُضاعِفها أجنحة الشعر في توقٍ إلى التحليق في سماوات الألفاظ والمعاني هاهي جداول الأحرف عطشى لسيلِ القصائد لبللِ الكلام ، وسحر الحديث أروِها مِنْ فيضِ رحيقِ القول، شعراً قدسياً دُرراً مِنْ شدوِ العبارةِ، أرسلها دعها تخصِّب أنهار الدلالة والرموز لتملأ بحر المعاني والغموض السرمديّ الذي يزرف دمعه حيرةً في محيطِ اللا شيء وعالم ما وراء الكلمات المنفتح على رهبة السكون الأبديّ
*** *** *** *** ها نحن مِنْ على البعدِ ، نرى غيمات حُزنك العابر دمعاً، في مرايا عينيك يتكثف لا.. لا تدمع أبداً يا ساحر الألفاظ يا مالك سر جبال المعنى الشمعي حُزنك ، إزميلاً في يدك به أمسِكْ .. دعه ينقر في خاصرةِ القصيدة تماثيل في غاية الروعة أنت مَن شكّلها.. ووهبها الحياة في صُورِها نفخت مِنْ سحرِ خيالك الإلهيّ
*** *** *** ***
هنالك في البعيدِ خلف كُتل الأطياف القاتمة المتصاعدة مِنْ تلك الغابات المجهولة عند اتجاه غرق الشمس في أفقِ المجهول البنفسجي أمام خيوط الضوء الراحل في جوفِ العتمة تمثال إلآهة الماء ينتصب نانا الأفريقية بلونِ الحقيقةِ الأسود، مُتشحة ذاك اللون ، القادم مِنْ رحمِ الظلمةِ الباهرةِ مكان ولادة الأساطير والأشعار ها هي تحملق في عينيك تقول: إني قد خصّبتك مِن قبل ومِنْ بعد وبعد أن تعود إليّا (( يا سُلطان العُشّاق )) غُُبارك ، عنك انفضه دمعك ، حبراً اعصره على مساحات الورق في قوالب المقاطع وأماكن الوجع دع حصان عشقُك ينطلق دع جنِّيَّات الشعر مراتٍ أخرى تأتلق صُورٌ مِنْ دهاليز السر وواحات الجمال أنثرها في عوالمنا الحزينة يا جبلاً مِنْ قِمم الاستعارات يا زهراً مِنْ حدائق الأوصاف يا سُحباً مِنْ غموضِِِ التورِيات يا نبياً ترك القوافي ، حزينةً مهملةً على طُرِقِ السفر تدفق ، قولاً شجيّاً يا نيلاً ، يحملُ الحُبُّ في قلبِه طمياً ، وحلماً ، وشعراً متى تُخصِّب إمتدادات المَحْلُ؟
محمد عثمان عوض السبت 8 ديسمبر 2007 أمستردام
| |
|
|
|
|