|
من سير علماء
|
من سير علماء السودان إبان العهد الاستعماري نبغ نفر من علماء السودان وضعوا بصماتهم في أصقاع نائية من الدنيا, وقفت شاهداً على مقدراتهم التي أنبأت بقادمٍ لم يتحقق. ففي العام 1934 عمد المستعمر الإنجليزي إلى تأسيس مدرسة عربية في نيجيريا بدعمٍ من أمراء البلاد بعد أن استعصى شمال نيجيريا ذو الخلفية الإسلامية الراسخة على المد التنصيري. فقد تُرِكَت شؤون التعليم بأيدي الإرساليات التي أفلحت مدارسها في تنصير جنوب البلاد. فكانت وجهة المستعمر الإنجليزي الذي كان وقتها يحكم البلدين السودان, حيث أُختِـير رهط من علماء كلية غردون لتأسيس مدرسة العلوم العربية بكانو بقصد تخريج القضاة الشرعيين. وكان على رأس هؤلاء شيخ البشير الريح. أنجبت المدرسة النواة الأولى للطبقة المثقفة بالثقافتين (العربية والإنجليزية) في شمال نيجيريا. وكما أشاع إبنا أخيه عثمان وإبراهيم الطيب البشير أنوار المعرفة في نيجيريا من خلال المكتبة التي أسسها الشيخ عثمان الطيب البشير, سطعت أنوار الثقافة في أمدرمان من مكتبة البشير الريح التي صارت قبلة لطلاب المعرفة ومركزاً للإشعاع الثقافي. استمر التواصل المعرفي مع نيجيريا. ففي العام 1954 أسس الشيخ عبد القادر عمر الإمام مع أخيه صديق, والد أستاذنا الراحل بجامعة أمدرمان الأهلية حذيفة الصديق, قسم الدراسات الإسلامية العليا في ذات المدرسة, وكان ذلك إعترافاً بفضل المؤسسين الأوائل وإدراكاً بنجابة علماء السودان الذين خطوا سيرةً من ذهب على صفحات التاريخ النيجيري والذي خط آخر صفحاته البروفيسور عبد الله الطيب في العام 1977 حين أسس كلية بايرو بكانو والتي هي الآن جامعة مكتملة الأركان. وقفة: كسى هؤلاء النفر تاريخنا بحلةٍ زاهية وامتدت أياديهم البيضاء لتزيل الظلام وتشيع النور حيثما حلوا. ألا يحق لهم علينا توثيق هذه السير العطرة من خلال موسوعة ويكيبيديا حتى يعرفهم القاصي والداني؟
|
|
|
|
|
|