|
يوميات طبيب سوداني.........
|
في الفترة الماضية ...... واتمني فعلا ان تكون ماضية في السودان كل ما يواجهك يصلح ان تكتبه و ان توثق له سوف اكتب قدر ما استطعت لعل ذلك يكشف بعض مما يدور هناك من حقائق كثيرة قد تكون خافية عن كثيرين ليس كل ما يواجهنا يصلح للنشر قد لا نملك الوقت ايضا و قد تتقاصر اللغة وفي امر اللغة هذه ارجو ان تعذروني فانا لست بكاتب و انما مدون خواطر و حقائق ابد بقصة ابني فضل المولي وهي قصة كتبتها قبل ثلاث سنوات بصفحتي بالفيس بوك قصة واقعية و غيرها كثير اعيد نشرها هنا اليوم و العذر لمن قراها هناك ابني فضل المولي
طفل رائع عمره الان ثمان سنوات عندما كان في الثالثة احضروه الي و حدتي بمستشفي حوادث الاطفال امدرمان و هو يعاني من نزيف من الانف ....... هو من منطقة ما بالقرب من الابيض ... امه لم تكن معه ...... ولا ابوه ...... بل عمته الطيبة البسيطة لا الوم الاب الذي يسعي في الارض ليوفر الرزق ...... و لا الوم الام فهي مشغولة بالصغار الاخرين...... ارتبطت بفضل المولي و احببته ليس كمريض عندي كثير التردد...... بل كابن ينتطر من ابيه كل شئ....... دكتور ولي الدين انا عاوز امشي البيت , هكذا كان يقول لي عندما يشعر ببعض التحسن....... دكتور ولي الدين الدكاترة اتاخروا ما شالوا لي الفحوصات مستعجلا للخروج لانه يعلم انه سوف يعود الفحوصات اثبتت انه يعاني من فشل في نخاع العظام لم يكن هذا المرض من تلك الامراض التي تعجب الطبيب المعالج قد يكون التعبير غريبا....... نعم هل هناك امراض قد تريح الطبيب المعالج نعم .... ما دام الطفل مريضا يعجب الطبيب ان يكون بامكانه علاج المرض الذي يشخصه بسهولة......... الامر لم يكن كذلك في حالة فضل المولي لم تفيد العلاجات البسيطة ولا الكيميائية القوية....... كما هو الحال في معظم الاحيان لمثل هذا المرض اصبح نخاع العظام لا ينتج شئ لفضل المولي ...... صار يعتمد علي ما تجود به خزائن بنوك الدم من دم و مشتقاته ...... انه يستهلك صفائح دموية لو كانت صفائح من فصيلة المعادن التي نعرفها لحولت قريته البسيطة الي عمارات من صفيح.... تقتلني نظرته كل يوم في الصباح....... نظرة رجاء في علاج او حل قد ياتي مني او عن طريقي في خلال اربعة سنوات دخل الي المستشفي ست عشرة مرة و الحال هو الحال...... لا بد من السفر الي الخارج لعملية نقل نخاع العظام....... كثيرون هم من ابكوني الا ان بكائي علي حال فضل المولي مختلف..... و فوق كل هذا ....... لن تصدقوا عندما يغرقه النزيق او اي عدوي و بينما اهله مشغولون بحاله و طريقة ايصاله الي المستشفي...... يكون هو مشغول بشئ اخر لا بد ان يحمل هدية الي دكتور ولي الدين ...... منطقته مشهورة بالفول السوداني و زيت السمسم كم و كم احضرهم الي ......... اقسم بالله العظيم ما سعدت بشئ اهدي الي قدر سعادتي بما احضره لي فضل المولي...... لقد حاصرني هذا الطفل الرائع ..... سعينا و طرقنا كل الابواب لكي يسافر الي الخارج ......
|
|
|
|
|
|