رغم انف الموت ، ورغم ذلك ؛فستظل بيننا يا حردلو

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-25-2024, 07:12 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الثالث للعام 2012م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
06-08-2012, 02:11 PM

صديق عبد الجبار
<aصديق عبد الجبار
تاريخ التسجيل: 03-07-2008
مجموع المشاركات: 9434

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
رغم انف الموت ، ورغم ذلك ؛فستظل بيننا يا حردلو

    رغم ذلك!
    ( سيد أحمد الحردلو )

     
    -1
    لم يَعدْ يعجبنا
    شيء هنالكْ
    كل مافي بيتنا
    صار كذلكْ
    -2
    لم نعد نفهم شيئا
    ضاقت الأرض علينا
    والمسالكْ
    كلما قلنا نجونا
    ألقتِ الدنيا
    مزيداً من مهالكْ
    -3
    لست أدري
    أين نمضي
    لست أدري... فيمَ ذلكْ
    -4
    يابلاداً
    كل مافيها... هَلوكٌ...
    وابن هالكْ
    -5
    يابلاداً
    كانتِ الدنيا لها بعضَ الممالكْ...
    حين كانت أهْلَ ذلكْ
    -6
    لم تعودي
    غير أرضٍ بين قوسين..
    ونهرٍ غير سالكْ
    -7
    لم تعودي
    غير تذكارٍ من التاريخ..
    مرميٍّ.. ومنسيٍّ.. كذلكْ
    رغم ذلك...
    ماتزالين بلادي... يابلادي
    رغم ذلكْ
                  

06-08-2012, 02:18 PM

صديق عبد الجبار
<aصديق عبد الجبار
تاريخ التسجيل: 03-07-2008
مجموع المشاركات: 9434

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رغم انف الموت ، ورغم ذلك ؛فستظل بيننا يا حردلو (Re: صديق عبد الجبار)

    أجيك عاشق مسافر ليل
    ( سيد أحمد الحردلو )

     
    أجيكْ عاشقْ مسافرْ ليلْ
    واجيكْ ولداً جَنَبْ بلحيلْ
    اجيكْ لا خَاتِراً مكسورْ
    ولا فارساً مَهيِضَ الحيْل
    أجيكْ سيفاً سنينْ مسلولْ
    وراكزْ ضُمه فوقَ الخيلْ
    أجيكْ مسدارْ من الدوبايْ
    واجيكَ دُعَاشْ وراهُ السيلْ
    واجيكْ لا خَاتي ... لا ظالمْ
    واجيكْ في القدلة زيَّ النيلْ
    واجيكْ يا مُبتَدا التاريخْ
    ويا خَبرَ اللِي كانوا قِبيلْ
    لأنَكْ ديمة كُنتَ معايْ
    مسولتْ بَيْ نهارْ في ليلْ
    ودايماً كُنتَ ليّا أصيلّ
    ولاكْ بَرَاني .. لانِي عَميلْ
    ودايماً كُنتَ بيّا كبيرْ
    ولاكْ هَيِّنْ .. ولانِي قليلْ
    وأهلَكْ ديله ..هُمْ أَهَلِي
    البِشيِلو الشيله فوق الشيلْ
    وانتَ أبويْ .. وأنتَ أخويْ
    وانتَ الهُولي .. ما هُولْ زولْ
    بشوفَكْ هَالي في حلفا
    وفي نِمُولي .. وفي توتيلْ
    واجيكْ يا موطنَ الحلوينْ
    ويا نيلاً ضُلُولُه نخيلْ
    عَشَانْ ما زالْ لدينا كلامْ ...
    كلاماً كُلُّه زينْ وعديلْ
    أجيكْ الليله شَانْ أفديكْ
    وشَانْ تَبْقَالنَا ديِمه دليكْ
    وشَانْ أديكَ عُمري الفاتْ
    وكُلَّ الجايي .. جيلْ في جيلْ
    عَشَانْ أشقي
    وعَشَانْ تلقي
    وعَشَانْ تَبْقَالنَا ديِمة جميلْ !
    صنعاء – الخرطوم –11/11/1992
                  

06-08-2012, 02:20 PM

صديق عبد الجبار
<aصديق عبد الجبار
تاريخ التسجيل: 03-07-2008
مجموع المشاركات: 9434

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رغم انف الموت ، ورغم ذلك ؛فستظل بيننا يا حردلو (Re: صديق عبد الجبار)

    تقول لِى شنو !
    ( سيد أحمد الحردلو )

     
    -1-
    تقول لِى شنو
    وتقولى لِى منو ،
    -2-
    أنحنَا السَّاسْ
    ونَحنا الرَّاسْ
    ونحن الدّنيا جبناهَا
    وبَنيناها..
    بِويت ..فى بِويتْ
    وأسْعل جدى ترهاقَا
    وخلى الفَاقة .. والقَاقا
    -3-
    تقول لِى شنو
    وتقول لِى منو ،
    -4-
    تَالا أبوى .. بعنخى لَزَمْ
    وتَالا اللُمْ..أَبوىْ أوْلبَابْ
    وأمى مهيرة بتْ عبودْ
    وأخويا المهدى ..سيد السيفْ
    والخلى النصارى تقيفْ
    هناك ..فى القيفْ ،
    -5-
    تقول لِى شنو
    وتقول لِى منو ،
    -6-
    ونحن الشينْ
    ونحن الزينْ
    ونحن العقبه والعتمور
    ونحن القِبله .. والقرعانْ
    ونحن الشانْ
    ونحن النانْ
    أتينا عشانْ
    نسوى الدّنيا للإنسانْ
    تقول لِى شنو
    وتقول لِى منو ،
    -8-
    ونحن الصّافى
    والوَافى ،
    ونحن الشّافى
    والكافِى ،
    ونحن الزادْ
    ونحن العِينه
    والزِيّنه ،
    ونحن – يمين – أهالينا
    أهلى سرورْ
    ووكَتين ينزل المستورْ
    تَرَانَه النور
    -9-
    تقول لِى شنو
    وتقول لِى منو ،
    -10-
    ونحن الجبنه واللبريقْ
    ونحن قداحنا سَاوات ضيقْ
    ونحن بيوتنا مفتوحاتْ
    مَسَاىْ .. وَصباحْ
    ونحن وشُوشنا
    مطروحاتْ
    مَسَاىْ وصباحْ
    ونحن السَمحه
    والقَمحه
    ونحن الطله .. واللمحه ،
    ونحن الصِيدْ
    ونحن العيدْ ،
    -11-
    تقولى لِى شنو
    وتقولى لِى منو ،
    -12-
    ونحن عُزَازْ
    ونحن حَرَازْ
    ونحن هَشَابْ
    ونحن قُمُوحْ
    ونحن تُمُورْ
    ونحن عُيُوشْ
    ونحن النيلْ
    وَكضَاب – يا زويل – منْ قالْ
    إنّك .. تانى لينا متيلْ ،
    تقولى لِى شنو
    وتقولى لِى منو ،
    -13-
    ونحن الحَجه والتوبه ،
    ونحن الهِجره .. والأوبه ،
    ونحن كُتَارْ
    ونحن كُبَارْ ،
    ونحن – يمين – جُمَال الشيلْ
    ونحن – يمين –نَضِمنا قليلْ ،
    -14-
    تقول لِى شنو
    وتقول لِى منو ،
    -15-
    ونحن مِحايه
    نحن طِرايه
    نحن فِدايه
    نحن سِمايه
    نحن حجاب
    ونحن اللوحْ
    ونحن شَرَافه فى الدنيا
    ونحن كِتاب عِلمْ مفتوحْ
    على كل البُلودات ..نُورْ ،
    ونحن – يمين – مَداين نورْ ،
    ووشنا نورْ ،
    -16-
    تقول لِى شنو
    وتقول لِى منو ،
    -17-
    ونحن الحِنه والجرتقْ
    ونحن الزفه والسيره ،
    ونحن ..أبشرى والشبال ،
    ونحن السَىْ
    ونحن الوَىْ
    ونحن الرقبه .. والتُمْ تُمْ
    ونحن اللَمْ ..
    يكون فى الدنيا ..متلنا ..لمْ
    -18-
    تقولى لِى شنو
    وتقول لِى منو ،
    -19-
    ونحن العَاجْ
    ونحن الصَاجْ
    ونحن البوشْ
    ونحن الحوشْ
    ونحن الناسْ
    وكتين الديارا ..يباس
    وإن درت العديل والزين
    تعال يا زول ،
    وإن كست الكعب والشين
    أرح .. يا زول
    -20-
    تقولى لى شنو
    وتقول لى منو ،
    -21-
    ونحن السورْ
    ونحن الحُورْ ،
    ونحن بناتنا محروساتْ
    ونحن وِلادنا ضُلالاتْ
    ونحن أُماتنا ياهِنْ ..ديلْ ،
    وجِيب ورينى زيىِّ منو ،
    وتقول لِى شنو
    وتقول لِى منو ،
    -22-
    ونحن فَزَعْ
    ونحن وجَعْ
    ونحن اليُمه ..واليَابَا
    ونحن أريتو بالتَابَه ،
    ونحن – يمين – إذا حَرّتْ ،
    نخلى الواطه ..رُقَابه ،
    -23-
    تقولى لِى شنو
    وتقولى لِى منو ،
    -24-
    ونحن زَغَاوه والعطرونْ
    ونحن الدُونَا ..مافيشُ دونُ
    ونحن وِلاد مَلك خِرتيتْ
    وسَابَ الجرْ
    وحجَر السِكه ،
    والتاكا ،
    وسيّدنا الفى الجبل ..دَاكَا
    ونحن – يمين – نضِمنا كُتُرْ
    وشيَتنا كُتُرْ
    وأسعَل ناس كَرن والطُورْ ،
    وأسعَل كَررى .. والعَتْمُورْ
    وأسعل – يا جنَاَ – الخرتُومْ ،
    وشوف كيفن زعلنا كُتُرْ ،
    وشوف كيفن فرحنا كُتُرْ ،
    أنحنا الـ للرجال خُوسَه ،
    ونحن –يمين – جِنَات موسى ،
    -25-
    تقولى لِى شنو
    وتقول لِى منو ،
    -26-
    ونحن الدوكه
    والضُلاله ، والدونكه ،
    ونحن الدانقه ،
    والراكوبه ، والواطه ،
    ونحن الفَكَه
    والشِبكَه
    ونحن الحجزه .. والعكَه ،
    ونحن الجُودْ ،
    ونحن أسودْ ،
    ونحن النَانْ ،
    حديثنا إذا أرِدتو رُطَانْ
    وحين دايرين ..نسوى بَيَانْ ،
    -27-
    تقول لِى شنو
    وتقول لِى منو ،
    -28-
    ونحن الخَلوهَ والدايره ،
    ونحن تَكيه العايره ،
    ونحن الضُّلْ ،
    ونحن الكُلْ ،
    ونحن سبيل غريب الليلْ ،
    ونحن صباح مسافر الليلْ ،
    ونحن فَنَاجرةَ الدّنيا ،
    ونحن حَبَابْ
    حديثنا حَبَابْ
    تعال شَرِف .. وشوفنى منو ،
    وتقولِى شنو ،
    وتقولِى منو ،
    -29-
    أقيف لِسَعْ
    وأقيف وأسمعْ ،
    ونحن صديرى منضوم ويلْ
    ونحن القَرمصيص ..بلحيلْ ،
    ونحن التوبْ
    ونحن الووبْ
    وناس حبوبْ
    وناس حَرّمْ
    ونحن إذا رأينا كبيرْ
    نقيف طولنا ..ونقولْ لُه ..حَبَابْ
    ونديه البُكَان ..ترحابْ
    ونحن. اليَانَا ديل .. يا زولْ
    وتسعلنى .. وتقول لِى منو
    وتقولِى شنو ،
    -30-
    أقيف لسعْ
    وأقيف .. وأسمعْ
    ونحن التَايَهْ
    والاندايَهْ
    والزِريعهْ
    والعيزومهْ
    واتفضلْ ،
    ونحن الرايَه مرفُوعه
    ونحن الكُلفَه مرفُوعه
    ونحن حلفتَ ... مدفوعه
    -31-
    تقول لِى شنو
    وتقول لِى منو ،
    -32-
    وأما عجيبْ
    وأما غريبْ ،
    وأقيف لسعْ
    وأقيف .. وأسمعْ ،
    -33-
    أنا الكَعَب البسوى الويلْ
    وأنا الزول السَمِحْ ..بلحيل ،
    وداير ..منَِّهُمْ .. يَاتُو ..،
    تقولى لِى شنو
    وتقول لِى منو ،
                  

06-08-2012, 02:44 PM

Amani Al Ajab
<aAmani Al Ajab
تاريخ التسجيل: 12-18-2009
مجموع المشاركات: 14883

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رغم انف الموت ، ورغم ذلك ؛فستظل بيننا يا حردلو (Re: صديق عبد الجبار)

    يا لحزنك يا وطن ..
    لا حول ولا قوة إلا بالله
    اللهم تغمده بواسع رحمتك وكريم مغفرتك
    اللهم أعف عنه و اكرم نزله
    اللهم أدخله فسيح جناتك ودار رضوانك مع الصديقين والشهداء
    اللهم ألهم أهله وذويه الصبر الجميل وحسن العزاء
    أحر التعازي لاسرته الكريمة و للشعب السوداني
    " إنا لله وإنا إليه راجعون "
                  

06-08-2012, 02:51 PM

Abdlaziz Eisa
<aAbdlaziz Eisa
تاريخ التسجيل: 02-03-2007
مجموع المشاركات: 22291

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رغم انف الموت ، ورغم ذلك ؛فستظل بيننا يا حردلو (Re: Amani Al Ajab)

    إنّا لله وإنّا إليه راجعون
    "يا ايتها النفس المطمئنة ارجعى الى ربك راضية مرضية وادخلى فى عبادى وادخلى جنتى"

    اللهم أرحمه وأسكنه فسيح جنّاتك
    اللهم باعد بينه وبين خطاياه كما باعدت بين المشرق والمغرب
    اللهم نقّه من الخطايا والذّنوب كما يُنَقّىَ الثّوب الأبيض من الدّنس
    اللهم أغسله بالثلج والماء والبرد
    اللهم أبدله داراً خيراً من داره وأهلاً خيراً من أهله
    اللهم أجمعنا وإيّاه في مستقرّ رحمتك
    اللهم إنّا نسألك بإسمك الأعظم أن توسّع مدخله
    اللهم آنس في القبر وحشته
    اللهم ثبّته عند السُّؤال
    اللهم لقّنه حجّته
    اللهم باعد القبر عن جنباته
    اللهم أكفه فتنة القبر
    اللهم أكفه ضمّة القبر
    اللهم أجعل قبره روضةً من رياض الجّنّة ولا تجعله حفرة من حفر النار
    اللهم إن كانت محسناً فزد في إحسانه ، وإن كانت مسيئاً فتجاوز عن سيّئاته
    اللهم ألحقه بالشُّهداء
    اللهم أفتح عليه نافذة من الجّنّة وأجعل قبره روضةً من رياضه

    إنّا لله وإنّا إليه راجعون
                  

06-08-2012, 03:55 PM

مهيرة
<aمهيرة
تاريخ التسجيل: 04-28-2002
مجموع المشاركات: 946

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رغم انف الموت ، ورغم ذلك ؛فستظل بيننا يا حردلو (Re: Abdlaziz Eisa)

    اللهم انقله برحمتك من عتمة القبور..
    إلى نور وسعة الدور والقصور ومن ضيق اللحود الى جناتك جنات الخلود ..
    في سدر مخضود..
    وطلح منضود..
    وظل ممدود..
    وماء مسكوب..
    وفاكهة كثيرة..
    لا مقطوعة ولا ممنوعة..
    وفرش مرفوعة ..
    اللهم اجعل قبره روضة من رياض الجنة ..
    اللهم بيض وجهه..
    ويمّن كتابه..
    ويسر حسابه..
    وليّن ترابه..
    وطيب ثراه..
    وثبته على الصراط ..
    ولا تحرمه النظر إلى وجهك الكريم..
    والشوق إلى لقائك..

    (ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم)
                  

06-08-2012, 08:54 PM

صديق عبد الجبار
<aصديق عبد الجبار
تاريخ التسجيل: 03-07-2008
مجموع المشاركات: 9434

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رغم انف الموت ، ورغم ذلك ؛فستظل بيننا يا حردلو (Re: مهيرة)

    (( أدبي )))
    ( سيد أحمد الحردلو )

     
    -1-
    أنا ، واستغفْر المولى ،
    من قولة .. أنا .. ، أدبى ،
    شاردْ من التاريخْ
    ونازل بدون تصريحْ
    وشايل قَلمْ دهبى
    وقرطاسْ ورقْ عربى ،
    وبكتب كلامْ أدبى
    وما عندى غيرو أنا فى الدنيا .. من أرَبِ
    -2-
    كلامْ عشان الحُزُنْ .. والناسْ ..
    كلام أدبى ،
    ما عندى غيرو أنا فى الدنيا . . من أرَبِ ،
    لا خزنة . . لا سُلطانْ
    لا غيرا .. من طَلبِ
    الناسْ مطالبى أنا . . والحبُ للأدبِ ،
    -3-
    يا أيُها مطرودْ
    إنى أنا زولَكْ
    وأيُها محزونْ
    إنى أنا هُولَكْ ،
    هَادِى مطالبى أنا ..
    والحبُ للأدبِ .
                  

06-08-2012, 08:57 PM

صديق عبد الجبار
<aصديق عبد الجبار
تاريخ التسجيل: 03-07-2008
مجموع المشاركات: 9434

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رغم انف الموت ، ورغم ذلك ؛فستظل بيننا يا حردلو (Re: صديق عبد الجبار)

    ((( هروب )))
    ( سيد أحمد الحردلو )

     
    -1-
    كُتْ قايل صحيحْ الهجرة تِرياق للجراحاتْ
    ورَاح أرتاح من أحْزانى القديماتْ ،
    وقُمْ طشيتَ فى دُنياتْ .. بعيداتْ
    برايا جريحْ
    أكاتل الريحْ
    وأكوس فوق التخاياتْ ،
    وأغلب الشوقْ .. ،
    وأقول أصبُر خلاس فِضْلن شِوياتْ
    عشان ترتاح من أوجاع حُبَك الفاتْ ،
    وكم مرات
    أحِنْ للارضِ .. والناس الحليوينْ
    وادَفْدِف فوق بُلود الغيرْ مِطيراتْ ،
    وكم مراتْ ،
    ... أوَاصلَ الهجرة فى الذاتْ ،
    ... ورُحتَ بعيدْ
    وضيَّعتَ المسافاتْ
    وضيّعتَ العناوين والجواباتْ ،
    وقُتَ خلاسْ
    خلاس الماضِى قد ماتْ ،
    وودعتَ الجراحاتْ
    -2-
    .. ومرت بيّا زى شوبتينْ
    وزىْ شِيتاً حميمْ .. ودفينْ
    يجيكْ وكتَ الوجع .. والشينْ
    يجيكْ زىَّ العديل ... والزينْ
    حضرنى شعورْ
    شعورْ بحضورْ
    حُضور محضورْ
    وسادِى الدنيا .. جايى عليّا .. زفة نورْ
    .. واتلَفَتَ .. بى هجمة فرحْ .. مسحورْ
    وجُوه النورْ
    بَشُوفِك نورْ
    شَلَح تَالاىْ
    تقول مَقطعْ من الدوباىْ
    بِفتش ليهو .. لى غناىْ ،
    أتاريكْ .. كُتِ دِيمه معاىْ
    مهاجرة .. وفى الضُلوع .. جُواىْ ،
    -3-
    أتاريكْ .. رُحتِ قبلى هناكْ
    وشلتِ معاكى كل الفاتْ ،
    -4-
    لِقيتِك واقفه فى كل المطاراتْ
    ومتظرانى بالشوق والبسماتْ
    وايدِك راعشة بِتقول لىْ .. سلاماتْ ،
    لقيتك فى محطات القطاراتْ
    والتُلوج نازلات على وِشيشك وصاباتْ ،
    وإنتِ تحاحى بالتوبْ .. الدِميعاتْ
    -5-
    أتاريكْ رُحتِ قبلى هناكْ
    وشلتِ معاكى .. كل الفاتْ ،
    -6-
    لِقيتِك فى الشوارع والمطوراتْ
    وجارية معايا مرات للضُلولاتْ
    وواقفه معايا مرات فى الشموساتْ ،
    وقاعدة معايا فى قهواية مراتْ
    وتحكى لىْ حكاياتْ ،
    وأشوف عينيكى ضاواتْ
    كما أُمبارحْ ...
    ومليانات محناتْ ،
    -7-
    أتاريكْ رحتِ قبلى هناكْ .
    وشلتِ معاكى .. كل الفاتْ
    تَّصاويرنا
    وغناوينا
    وفريحاتنا .. ومشاويرنا ،
    وحاجاتنا الصغيرونات
    والخليتَه تذكاراتْ
    ورايا هناكْ
    لِقيتَه معاىْ
    بِتمشى معاى
    وتقعد جَنْبى تتكلمْ
    تعيد ليا جميعَ الفاتْ ،
    -8-
    أتاريكْ .. رُحتِ قبلى هناكْ
    وشلتِ معاكى .. كل الفاتْ ،
    -9-
    وكُتْ قايل .. صَحيح الهجرة بتداوى
    ولقيتَ الهجرة .. بتكاوى ،
    وتَفتِحْ لينا ماَضينا
    وتخلينا
    مساجينُو ،
    وكُلْ مادُرنا نَهرُبْ مِنوُ ...
    نَلقانا ... مساجينوُ ،
    -10-
    أتاريكْ . . رُحتِ قبلى هناكْ
    وشلتِ معاكى . . كُلَّ الفاتْ.
    باريس –مايو –1974-
                  

06-08-2012, 08:59 PM

أيمن التوم حسن
<aأيمن التوم حسن
تاريخ التسجيل: 04-26-2010
مجموع المشاركات: 1067

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رغم انف الموت ، ورغم ذلك ؛فستظل بيننا يا حردلو (Re: صديق عبد الجبار)

    أغني لرمل السواحلِ ،

    يا أيُّها الوجعُ المستبد بنا .

    أيُّها المستبيحُ مراقدَنا

    مثلما تفعل النارُ في الأرضِ

    حين تمورُ ،

    كما الشوقُ في القلبِ حين يروادنا العشقُ

    أو نتداركه في خريفِ الزمانْ.

    أما حان أنْ يطلع البدرُ فينا

    فنلقاهُ عند الثنياتِ ..

    بالدُّفِّ والكفِّ .. والمهرجانْ..

    نشيلُ البيارقَ –

    تِلوَ السيوفِ-

    وفوق الكتوفِ ،

    ندوسُ بها فوق جيشِ المغولِ

    الذي استراح..

    وقد استباح رمالَ السواحلِ ،

    يمضُغها وجع’’ يستبد بنا

    كلَّ آونةٍ من أوانْ .

    كم نحن حزانى ياحادلو وكم نحن موجوعون حتى النخاع ,,, لكننا صابرون مؤمنون ,,,, يرحمك الله رحمه واسعه
                  

06-08-2012, 09:29 PM

صديق عبد الجبار
<aصديق عبد الجبار
تاريخ التسجيل: 03-07-2008
مجموع المشاركات: 9434

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رغم انف الموت ، ورغم ذلك ؛فستظل بيننا يا حردلو (Re: أيمن التوم حسن)

    سندباد في بلاد السجم والرماد
    ( سيد أحمد الحردلو )

     
    إلى الشقى .. جَنَا الشقى .. المصطفى جَنَا سعيد ،
    الله لا كَسَبُه دُنيى . . وآخرِى ..
    -1-
    ملعون أبو الغُربه
    وملعون أبو عِلانْ ،
    القالْ تهاجر .. يجيكْ
    شِيتاً كتيرْ . . بلحيلْ
    شِيتاً يجيكْ بالوَعَا ..
    وشيتاً يجيكْ بالليلْ
    ناساً يجوكْ طاشينْ
    وواحدين يجوك ْ نازلينْ
    من السَما العشرينْ ،
    زىّ الخِدرْ .. داجينْ
    شايلين كلامَ الكتابْ
    وشايلين كتابَ الكلامْ ،
    وشايلينْ . . كمان شايلين
    كلّ السَمحْ .. والزينْ ،
    -2-
    سمِعْ كلام السَفِيهْ
    وقُمتَ دَجيتَ
    ومشيتْ وراكْ يا سرابْ
    ناماً .. أنا حِفيتَ ،
    كُلْ ما أدور أرتاحْ ..
    أشم دُعاشَكْ قريبْ
    وأتابعَ السِكة ،
    يا سكة آخرِك وين
    يا سكه وين الوصول
    داير لى ضلا زين
    وزول يقول لى الزين
    يقعد حداى يكب الجبنه .. فنجانين
    وأقول كفاى .. ويقول .. تدفنى .. تانى .. اتنين
    يا حليل ضلول الضحا
    ويا حليل بيوت الطين
    ويا حليلن الطيبين
    العندهم حقك .. حتى ولكان ملين
    -3-
    يا حليلْ نسايم الليلْ
    فى مقرن النيلين
    وحليوة الحلوينْ
    عينيها براقين
    شايلين خريف وشتا
    وصابين علينا . . حنينْ
    -4-
    يا حليلْ أهلنا الكتار
    والمو أهَل . . وكتار
    يجوك وكت الفرح
    ويجوك ساعة الترح
    وبينن ساعة الترح
    وبينن اللتنين
    يجوك خفاف وسراع
    ويقولو ليكا .. سلام
    ويجيك معاهم سلام
    -5-
    يا حليلْ كَبوبنا وعَجاجنا
    ويا حليل سجمنا ورمادنا
    وزعلنا دون أسباب
    وفرحنا دون أسباب
    وبُكانا دون أسباب
    يا حليلو هُه الما غابْ
    راقد تقول تمساح
    حارس العقاب بالناب
    راقد تقول محدود
    فى الدنيا . . من غير حد
    طيب . . وزين . . وفقير
    وغروره فايت الحد
    يا اخوانا – بالله
    قولو لى كيف الزول
    يقدر يخون بلده
    مهما تكون بلده
    تعبانه . . فايته الحد ،
                  

06-08-2012, 09:35 PM

صديق عبد الجبار
<aصديق عبد الجبار
تاريخ التسجيل: 03-07-2008
مجموع المشاركات: 9434

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رغم انف الموت ، ورغم ذلك ؛فستظل بيننا يا حردلو (Re: صديق عبد الجبار)

    وكان - عليه سلام - تقول مازول حياة !
    ( سيد أحمد الحردلو )

     
    (فى رثاء الأستاذ مصطفى سيد أحمد )
    -1-
    ... تانى قام واحدْ جميلْ فى بلدنا ماتْ
    وكان بِغنى للمساكين والمسولتين والحفاةْ
    وكان بِغنى للمنافى والعصافير والرُعاةْ
    وكان بِغني لى بلدْ فى الحُلم شايل أغنياتْ
    وكان بِطنبر .. وكان بِدوبى للحياةْ
    -2-
    تانى قام واحدْ مَلِكْ رَوَّحْ وفاتْ
    وكان مَلِكْ فى الريدْ .. وانسانْ فى الصفاتْ
    وكان مهاجر فى دموعْ كُلَّ البُكاةْ
    وكان وترْ مشدودْ .. ومسكونْ دندناتْ
    وكان – عليه سلامْ – تقولْ ما زولْ حياةْ !
    -3-
    يا مصطفي
    طاري الجماعه الكانوا سَاكِنكْ دوامْ
    من منفى لى منفي
    ومن عودْ .. لى سَفرْ
    طاري العصافير المسافراتْ دون جوازْ
    طاري اللى داجين فى المطرْ
    عبد الرحيم وهلمَّ جَرْ
    طاري القطرْ
    طارى الحرازْ
    ... الليله كانوا جميعْ هناكْ
    قَسَماً يمينْ
    كان الجميعْ باكين عليكْ
    كان المطارْ والطائراتْ فارشينْ عليكْ
    كان الجميعْ مشتاق اليكْ
    يا سلام عليكْ
    لمان تكون زولاً عزيزْ
    عِنْ ناسْ عُزازْ
    يا سلام عليكْ
    -4-
    .. يعنى كان لازم تفوتْ
    والحُزنِ مشرورْ فى البيوتْ
    والدنيا مَا زال فيها حُوتْ
    وفيها لِسَعْ عنكبوتْ !
    ... يعنى كان لازم تفوتْ
    وتخلى أوتارك سُكوتْ
    ولسه عندنا ريدْ جديدْ
    ولسهَ عندنا ليكْ قصيدْ !
    ... يعنى كان لازم تفوتْ
    وتخلى هذا الحبْ يموتْ !
    -5-
    يا سلامْ عليكْ
    لمان تكون زولا عزيزْ
    عِنْ ناسْ عُزازْ
    يا سَلامْ عليكْ !
                  

06-08-2012, 09:40 PM

صديق عبد الجبار
<aصديق عبد الجبار
تاريخ التسجيل: 03-07-2008
مجموع المشاركات: 9434

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رغم انف الموت ، ورغم ذلك ؛فستظل بيننا يا حردلو (Re: صديق عبد الجبار)

    . يعنى كان لازم تفوتْ
    والحُزنِ مشرورْ فى البيوتْ
    والدنيا مَا زال فيها حُوتْ
    وفيها لِسَعْ عنكبوتْ ! ...
    يعنى كان لازم تفوتْ
    وتخلى أوتارك سُكوتْ
    ولسه عندنا ريدْ جديدْ
    ولسهَ عندنا ليكْ قصيدْ ! ...
    يعنى كان لازم تفوتْ
    وتخلى هذا الحبْ يموتْ !
    يا سلامْ عليكْ
    لمان تكون زولا عزيزْ
    عِنْ ناسْ عُزازْ
    يا سَلامْ عليكْ !
                  

06-08-2012, 10:04 PM

عبدالله الشقليني
<aعبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رغم انف الموت ، ورغم ذلك ؛فستظل بيننا يا حردلو (Re: صديق عبد الجبار)




    الشاعر الدبلوماسي " سيد أحمد الحاردلو "
    رحيل من الصعب أن يمضغه الوعي .

    فقد الشاعر أمس في رتل الشعراء يغُض مضاجعنا بأن غراباً ينعق في بيوت الوطن ،وإن هنالك رسالة غامضة أن الوطن يمُر بمحنة أكبر من السكوت عنها ،
    ليس الأمر مجرد رحيل قامة في صفوف القامات التي أخرجها الرحيل من بؤس الحياة .صناع الموت هم الذين يسودون الساحة ويمتلكون كل شيء .وأن تلك الرسالة الغامضة في حاجة للتفكيك .ألف رحمة ونور عليه ، فقد نضّر الراحل أيام السودان بأكثر من رسالة وحمل في كتفه ألف قضية . وأنار وجه الوطن في أماكن يضيء فيه المبدعون وجه وطنهم في كل سانحة، رغم ظلم ذو السلطان .

    *
                  

06-08-2012, 11:45 PM

صديق عبد الجبار
<aصديق عبد الجبار
تاريخ التسجيل: 03-07-2008
مجموع المشاركات: 9434

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رغم انف الموت ، ورغم ذلك ؛فستظل بيننا يا حردلو (Re: عبدالله الشقليني)

    من قصيدة: لا تساوم !
    ( سيد أحمد الحردلو )
    -1
    لا تساومْ بين مظلوم وظالمْ
    لا تساومْ حين يأتي الثأر يجتاح المظالمْ
    لا تساومْ بين أمر الله في العدل وهاتيك المزاعمْ
    لا تساوم أيها المذبوح في الوطن المسالمْ
    إنهم صبوا عليك الزيت والنارَ..
    وخلَّوك جماجمْ
    لا تساوم
    بين رب الناس - يا وطني - وأرباب المغانم!
                  

06-08-2012, 11:48 PM

صديق عبد الجبار
<aصديق عبد الجبار
تاريخ التسجيل: 03-07-2008
مجموع المشاركات: 9434

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رغم انف الموت ، ورغم ذلك ؛فستظل بيننا يا حردلو (Re: صديق عبد الجبار)

    دائماً في الزحام
    ( سيد أحمد الحردلو )

     
    -1-
    دائماً في الزحام
    حين يرتطم الوجه بالوجه
    والصوت بالصوت....،
    يطلع وجهك عاصفةً ...
    من خلال الزحام.
    فيزرعني في الشوارع ...لُغماً ...
    ويغزو يقيني ....
    ويدحرني ...
    فألوذ الى الصمت .. وهو كلام.
    ... بأي اللغات ..
    أمارس حق التحية
    حق الرحيل ....
    حق اللجوء إليك ...
    وحق السلام.
    وكيف يحج اليك المحبون
    كيف يجيئون ...
    كيف يكونون عند التحية ...
    عند السلام.
    -2-
    أنا مستهام،
    عاشقٌ من زمان المحبين ..
    ضيّعني العشق ...
    ضيّعت عنوانه .. في زحام
    زمن الشرك
    واليأس ..
    والجاهلية ..
    والوأد .. والإنقسامْ.
    فزمان المحبين ولى
    وجاء زمان الفجاجة ..
    والنثر ...
    والقهر .. والانهزام .
    فبأي اللغات – إذن –
    يحمل العاشقوك .. تشاويقهم ..
    وبأيّ ضروب الكلام.
    أمنحيني السلام،
    فأنت جميع اللغات..
    جميع القصائد ...
    ما كان منها ...
    وما لم يكن،
    وإني لصاحبك المستهام
                  

06-08-2012, 11:56 PM

اسماء الجنيد
<aاسماء الجنيد
تاريخ التسجيل: 03-31-2010
مجموع المشاركات: 4731

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رغم انف الموت ، ورغم ذلك ؛فستظل بيننا يا حردلو (Re: صديق عبد الجبار)

    يااااااا لعام الحزن والرحيل المر
    اللهم ارحمه ووسده الباردة
    رحيل قامة ادبية وفقد جلل آخر
    اعزيك أخي الأستاذ صديق واعزي نفسي و كل الشعب السوداني المكلوم
    واعزي اسرة الفقيد الراحل المقيم شاعرنا النيل الرواي القيف صيف وخريف

    لك الرحمة الواسعة الشاعر الكبير الحردلو
    ولنا الصبر الجميل
    إنا لله وإنا إليه راجعون
                  

06-09-2012, 06:42 AM

صديق عبد الجبار
<aصديق عبد الجبار
تاريخ التسجيل: 03-07-2008
مجموع المشاركات: 9434

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رغم انف الموت ، ورغم ذلك ؛فستظل بيننا يا حردلو (Re: اسماء الجنيد)

    Quote:
    يااااااا لعام الحزن والرحيل المر
    اللهم ارحمه ووسده الباردة
    رحيل قامة ادبية وفقد جلل آخر
    اعزيك أخي الأستاذ صديق واعزي نفسي و كل الشعب السوداني المكلوم
    واعزي اسرة الفقيد الراحل المقيم شاعرنا النيل الرواي القيف صيف وخريف

    لك الرحمة الواسعة الشاعر الكبير الحردلو
    ولنا الصبر الجميل
    إنا لله وإنا إليه راجعون


    العزاء موصول لكي أستاذة اسماء ولكل ذرة من تراب الوطن ولأهله واله ....
    رحمه الله رحمة واسعة واسكنه فسيح جناته مع الصديقين والشهداء وحسن اؤلئك رفيقا ...
    أنا لله وانا اليه راجعون
    ونستغفرالله العظيم على حزننا الغاضب
    فالاهرامات قد بدات بالتهاوي تباعا
    ويشهد الله ما عدنا قادرين على الصبر !
    استغفر الله العظيم وأتوب اليه
    ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم
                  

06-09-2012, 06:45 AM

صديق عبد الجبار
<aصديق عبد الجبار
تاريخ التسجيل: 03-07-2008
مجموع المشاركات: 9434

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رغم انف الموت ، ورغم ذلك ؛فستظل بيننا يا حردلو (Re: صديق عبد الجبار)

    كنت قايلك
    ( سيد أحمد الحردلو )

     
    -1
    كنتَ قايلِك لىْ ضَهَرْ أركزْ عليهُ
    وكنتَ قايلك لىْ صَدُر أهجعْ اليهُ
    وكنتَ قايلكِ حُبْ كبيرْ ..
    دقيتَ صدرى أباهى بيهُ
    ورُحتَ أقدل فى البلدْ
    وأدوبى ليكى .. أنِمّ ليهُ
    وكنتَ قايلك لى زمنْ لِسَعْ...
    وقايلِك جايه بيه
    وفيه أطفالْ .. فيه أشعارْ
    فيه خيرْ وسلامْ .. وفيه
    وفيه سُودانا البنحلم بيه
    والدايماً نكاتل نِحن ليه
    -2-
    كنتَ قايلْ ما فى بعدكِ
    تانى زولاً أشتهيهُ
    ولا جمالاً غير جمالِك
    فى بلدنا نفيستى فيه
    ولا وطنْ غيرك سَكَنْ
    يدينى .. ما تدينى ليه
    وجيتْ برايا إلى ضَراكِ
    إتضارى من أحزانى بيه
    مُحبْ مُطاردْ من بلاده
    والعجيبه بلادهُ فيه
    خافقه فى كُلْ نبضة ليه
    وشايله أمطارْ فى عينيه
    -3-
    جيتَ قايلِك لىْ ضَرايه
    ولىْ صَدُر يهجعْ معايا
    وكنتَ شايلِك لىْ تميمه
    وكنتَ كاتبِك لىْ محايه
    ولما جات الحارة دايره
    ودارتْ الأيامْ عليّا
    لقيتكْ إنتِ غريبة عنى ...
    وواقفه فى جانبْ عِدايا
    كأنه يومْ ما كنتِ ليّا
    وكنتَ ليكى هدفْ وغايه
    كنت قايلِكْ لى برايا ...
    وفى النهاية .. بقيتْ برايا !
    23/07/1991
                  

06-09-2012, 06:49 AM

صديق عبد الجبار
<aصديق عبد الجبار
تاريخ التسجيل: 03-07-2008
مجموع المشاركات: 9434

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رغم انف الموت ، ورغم ذلك ؛فستظل بيننا يا حردلو (Re: صديق عبد الجبار)

    (( حصل ))
    ( سيد أحمد الحردلو )

     
    يا جَنَا .. أبداً جَرَالَكْ أمرْ مِن هَذَا القبيلْ ،
    إنك مسافر فى بلاد بره .. وزول عابر سبيلْ
    تلقاك بنية حليوة .. زى موية السبيلْ ،
    والدنيا حرْ ..
    والجوف عليلْ ،
    تنده عليكْ
    يا ماشى زى الغابة .. يا زولْ .. يا جميلْ
    وَقفْ .. وهاكنى معاكْ .. وسافِرْ .. يا جميلْ ،
    - أيوه حَصَلْ ،
    بس المطرْ كان قاجى .. والليل كان جميلْ
    والبندقية .. جزيرة الطِليان ..
    يمين . . مليانة شيلْ
    والبحرِ رايقْ .. والمزاجْ . .
    والجيب تقيلْ ،
    وشربنا . . ناماً شُفنا ايطاليا مدنقرة فى المحيطْ،
    وتقول ياليلْ
    ويمين – حلفنا – نعومْ .. وكان الكيفْ تقيلْ
    والواطة ليلْ ،
    يا زول حَصَلْ .. زى ما حَصَل . .
    ما الدنيا ليلْ
    والزول مسافرْ
    والطلايناتْ ديكْ . . يا ليلْ ،
    أيوه حَصَلْ
    . . . بَس المطر كان قاجى .. والليل كان جميلْ
    البندقية –مارس –1975
                  

06-09-2012, 07:52 AM

محمد عبد الماجد الصايم
<aمحمد عبد الماجد الصايم
تاريخ التسجيل: 10-16-2005
مجموع المشاركات: 35312

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رغم انف الموت ، ورغم ذلك ؛فستظل بيننا يا حردلو (Re: صديق عبد الجبار)

    إنا لله وإنا إليه راجعون
    تقبله الله قبولا حسنا
    خالص التعازي للجميع
                  

06-09-2012, 08:57 AM

صديق عبد الجبار
<aصديق عبد الجبار
تاريخ التسجيل: 03-07-2008
مجموع المشاركات: 9434

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رغم انف الموت ، ورغم ذلك ؛فستظل بيننا يا حردلو (Re: محمد عبد الماجد الصايم)

    لازم نقول الحق
    ( سيد أحمد الحردلو )

     
    -1-
    لازمْ نقول الحقْ
    ما الحقْ ده سُودانى
    مولودْ فى جرفَ النيلْ
    شاربْ من الجدولْ
    ولا بِسْلُو جِبه قُطنْ
    ودارعْ صديرى نخيلْ
    وتَقْيَان كَما السودانْ
    ومارقْ يقولْ .. يا ليلْ
    -2-
    لازم نقول الحقْ
    م الجنسْ سودانى
    والأصلْ سودانى
    والفصلْ سودانى
    يا سلامْ عليكْ يا جَنَا
    يا ابنِ سُودانى
    -3-
    شايل معاكْ البَحَرْ
    والنهرِ ... والغابه
    وشايلَ خِصالَ الخلا
    والخلوه والداره
    وشايل السَمحْ شاره
    وطالعْ وَسَطْ خُضْرَه
    ونازلْ وَسَطْ نُضْرَه
    وقادلْ وَسَطْ سُمرَه
    والهِمه غَلابه
    -4-
    لازمْ نقول الحقْ
    ما الحق دَه سُودانى
    والاصلْ سُودانى
    يا سلامْ عليكْ يا جَنا..
    يا ابنِ سُودانى
                  

06-09-2012, 09:28 AM

صديق عبد الجبار
<aصديق عبد الجبار
تاريخ التسجيل: 03-07-2008
مجموع المشاركات: 9434

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رغم انف الموت ، ورغم ذلك ؛فستظل بيننا يا حردلو (Re: صديق عبد الجبار)

    عزيزاتي واعزائي ؛؛
    أماني العجب
    عبد العزيز عيسى
    مهيرة
    اسماء الجنيد
    محمد عبد الماجد الصائم
    عبدالله الشقليني
    ايمن التوم حسن
    اعذروني ، فحزني عميق ومفرداتي كسيحة ود واخلي مهزومة منكسرة .....!!
    فرحيل العملاق سيد احمد الحردلو قد تم الناقصة ، وهزاني بالحيل شديد
    خاصة وإنني بعيد عن الوطن الذي رسخه في دواخلنا الفقيد عليه رحمة الله وغفرانه
    ابنتي نور الهدى بكلية تقنية المعلومات بقاردن سيتي تمتلك صوت جميل وحنجرة ماسية
    وهي تعزف على الاوكوستيك جيتار
    وتغني في كل الدرجات والمشارب ومختلف السلالم والإيقاعات
    تغني قصائدي وألحاني وقصائدها وألحانها
    تملا الكون جمالا عندما تتغنى بأغاني الشايقي مثل اغنية رمال حلتنا او يا مولاي بشكيك شقايا وغلبي
    تغني اغنية بلدا هيلي أنا على طريقة نانسي عجاج
    وتجيد اغنية التايتانيك لسيلين ديون
    وتبدع عندما تتناول اغنية فيلم بودي قارد I will always love you على طريقة ويتني هيوستن
    قبل شهر ونصف تقريبا أقامت جمعيتهم بالكلية ليلة تكريم للعملاق محمد الأمين
    وكان حاضرا المفقيد رحمه الله
    اعجب بأداء نور الهدى وصوتها
    تعرف عليها وأثنى عليها وشجعها
    ثم أعطاها قصيدة وطلب منها ان تلحنها وتغنيها
    وقال لها انه لم يحدث ان أعطى او خص اي فنان بقصيدة
    حتى العملاق وردي كان يأخذ قصائده عندما تنشر ثم يلحنها فيخبره لاحقا
    كنت وابنتي نور فخور ان جداً بهذا الشرف
    رحم الله سيد احمد شاعر الوطن
    رحم الله الذي كان مسكونا بهذا الوطن حتى النخاع بمفرداته (السقدانية)
    تحياتي للجميع وأحسن الله عزاءنا وعزاءكم جميعا في هذا الفقد الجلل
    وانا لله وانا اليه راجعون
                  

06-09-2012, 10:11 AM

صديق عبد الجبار
<aصديق عبد الجبار
تاريخ التسجيل: 03-07-2008
مجموع المشاركات: 9434

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رغم انف الموت ، ورغم ذلك ؛فستظل بيننا يا حردلو (Re: صديق عبد الجبار)

    الماضي والمضارع
    ( سيد أحمد الحردلو )

     
    -1-
    يا معشرَ الخزرجْ
    صِفوا ليَ الحربَ ،
    كيف تقاتلون من يبدأُ بالعداءْ
    ويستبيحُ مدنَ الأطفالِ والنساءْ .
    قال كبيرُهم :
    نرميه بالنبِل وبالرماحِ ..
    ثم نمشي بالسيوفِ ،
    حتى يسقط الأعجلُ منا ..أو من العدو ،
    فنحنُ أهلُ حربْ .
    -2-
    يا معشَر العربْ
    (من الخليجِ الثائرِ إلى المحيطِ الهادرِ).
    صِفوا ليَ الحربَ ،
    كيف تقاتلون مَنْ يبدأُ بالعداءْ
    ويستبيحُ مدنَ الأطفالِ والنساءْ .
    قال خطيبهُم :-
    نُحرضُ الجرائدَ الصفراءْ
    ونعرضُ السيوفَ في المذياعِ والتلفازْ
    ونُحسنُ القصائدَ العصماءْ
    ثم نجلدُ البعضَ ،
    فبعضُنا جاسوسْ
    وبعضُنا كابوسْ
    وبعضُنا ينخُر فيه السُوسْ ،
    ثم نمشي بالوعيدِ ..
    حتى يسمع الأعجلُ منا .. أو مِن العدوْ ،
    فنحن أهلُ نَصْبْ .
    -3-
    تكلم الماضي ...
    فكت المضارعْ
    ولطمتْ خدودَها الشوارعْ
    واستغرق العالمُ في المدامعْ.
    1983
                  

06-09-2012, 10:18 AM

صلاح عباس فقير
<aصلاح عباس فقير
تاريخ التسجيل: 08-08-2009
مجموع المشاركات: 5482

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رغم انف الموت ، ورغم ذلك ؛فستظل بيننا يا حردلو (Re: صديق عبد الجبار)

    رحم الله شاعرنا الكبير الأستاذ سيد أحمد الحاردلو!
    اللهماغفر له وارحمه، واعف عنه!
    اللهم اجعل قبره روضة من رياض الجنة!
    آامين



    أستاذ صديق، حياك الله!
    هذه العبارة (رغم أنف الموت!)
    أشعر بأن فيها ما فيها!
    ولكن الآن أرى أنك تعني بها أن الموت
    وغياب الجسد، لن يمنع من وجود الذكرى الطيبة
    للمرحوم بيننا!
    اللهم اغفر له وارحمه!
                  

06-09-2012, 10:30 AM

صديق عبد الجبار
<aصديق عبد الجبار
تاريخ التسجيل: 03-07-2008
مجموع المشاركات: 9434

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رغم انف الموت ، ورغم ذلك ؛فستظل بيننا يا حردلو (Re: صلاح عباس فقير)

    Quote: أستاذ صديق، حياك الله!
    هذه العبارة (رغم أنف الموت!)
    أشعر بأن فيها ما فيها!
    ولكن الآن أرى أنك تعني بها أن الموت
    وغياب الجسد، لن يمنع من وجود الذكرى الطيبة
    للمرحوم بيننا!
    اللهم اغفر له وارحمه!


    مرحباً صديقي صلاح فقير
    والبركة فينا وفيكم يا حبيب
    ونستغفر الله العظيم من كل ذنب عظيم
    والشعراء يتبعهم الغاوون يا صديقي ، او كما قال العلي القدير
    تحياتي وتقديري
                  

06-09-2012, 02:17 PM

صديق عبد الجبار
<aصديق عبد الجبار
تاريخ التسجيل: 03-07-2008
مجموع المشاركات: 9434

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رغم انف الموت ، ورغم ذلك ؛فستظل بيننا يا حردلو (Re: صديق عبد الجبار)

    كتاب مفتوح إلي حضرة الأمام
    (سيد احمد الحردلو)
    1983: الى جعفر نميري

    يا حضرة الأمام ... يا حضرة الإمام
    يا أيها الدرويش والرئيس
    والمُلهِم والمُلهًم
    والمشير والوزير
    والغضنفر الضرغام
    يا دارسا وفاهما وعالماً
    في الفقه والتشريع والقضاء
    والفكر والتاريخ والجغرافيا
    والشعر والترتيل والغناء
    والحرب والسلام والفضاء
    والطهي والبلهارسيا
    والحب والبكاء
    يا أيها الوحي السماوي الذي كرمنا وجاء
    لينقذ الإنسان والدنيا من الفناء
    يا حضرة الأمام يا جعفر المنصور
    بإذن الله يا أيها المهدي والقرشي
    والمكي والكوفي والصوفي والأممي
    يا مفجر الصحوة يا مبارك والطلعة
    يا محرر الإنسان والإسلام
    من كيد إبليس ومن شطيان أوربا وأمريكا
    ومن إلحاد روسيا الحمراء
    يا حضرة الإمام يا قاهر الكفار و التتار والأحبار و القوقاز
    يا فاتح الأمصار من مصرٍ وأندلسٍ ومن واغٍ ومن أهواز
    يا ناصر الأنصار من هند ومن سند ومن نجد ومن حجاز
    ويا رئيسنا المحبوب من عشرين مليون
    وعلي الحاكي وفي المذياع التلفاز
    تبارك الذي سواك محبوبا ومرغوبا ومعشوقاً
    من الداني وإلي القاصي
    و من كوريا إلي فاس
    تبارك الذي سواك محسودا ومطلوباً
    من الأعداء في ليبيا وأثيوبيا
    و أقيانوس بنت الروس
    والأوغاد من أحفاد جنكيز خان
    تبارك الذي سواك مظلوما ومهضوماً
    من الكفار من أحفاد ترهاقا
    ومن شهداءِ أمدرمانَ أو سنارَ أو شيكان
    أ ومن معشر الكفارِ في السودان
    تبارك الذي سواك مطلوبا سليما كنت أو ميتاً
    من السودان من أهليه من قتلى
    ومن جرحي ومن جوعى ومن عطشى
    ومن ثكلى........ ومن أيتام
    يا حضرة الأمام .. قول لي بحق الله
    ... كيف جاءك الوحي؟؟؟
    أكان عارياً أم لابساً وخافياً أم كاشفا
    وهل أتاك في الصبوح أم أتاك في ا لغروب
    وفي أثناء سجدة أم في خلال قعدة
    و في أي مغارة أتى عليك أفضل الصلاة والسلام
    قل لي بحق الله كيف جاءك الإسلام يا مسيلمة الكذاب
    وكيف أسلمت وكيف آمنت وأنت الصايع الضائع
    والسكران والحيران والطبال والزمار والناصب
    والمحتال والسارق والزاني وأنت العيب والحرام
    يا حضرة الإمام وقل بحق الله والإسلام
    من الذي أباح شرب الخمر في السودان
    من الذي استباح زوجات المقربين والحكام؟؟
    من الذي ادخل في قاموسنا الجميل والنبيل والأصيل
    فاحش الأفــعال والكـــلام؟؟؟؟
    يا حضرة الأمام من الذي بشر بالتعذيب والتنكيل والإعدام
    من الذي أغرق هذا الوطن المسالم الطيب في الدماء والثارات والأحزان
    من الذي أباح مالنا وأرضنا وزرعنا وضرعنا وعرضنا
    من الذي حول وطني زريبة وشعبنا أغنام
    من الذي جوعنا ــــ صيرنا شعبا من المهاجرين المدلجين في شوارع العالم
    تحت الريح والأمطار والظلام
    وعندنا السودان عندنا السودان وعندنا السودان
    سلة الغذاء للدنيا وكسوة الشتاء للدنيا
    والمنزل المفتوح للدنيا بالحب و البسمة والسلام
    من الذي يا حضرة الدرويش والأمام
    من الذي عاهدنا علي كتاب الله
    أن يصون الحق و الدستور والقانون ثم خان
    يا حضرة الإمام.... ياحضرة الإمام.... يا حضرة الإمام
    كل الذين بايعوك كاذبون أو منافقون أو من سيفك المجنون خائفون
    فكلهم يعرفوا أن كل همك البقاء والسطوة والسلطان والجنون
    حتى علي أجداثنا حتى علي أعراضنا حتى علي تاريخنا
    حتى علي أدياننا
    لابد أن تبقى ويبقى حولك المهرجون والدونكيشوتيون والمنظرون
    فكلنا يعرف أن إسلامك فرية و نكتة سخيفة
    وحيلة أخيرة من ظالم وخاسر ########
    يريد أن يبقى علي الكرسي مهما كلف البقاء في الكرسي
    هذا الشعب من موت ومن هوان
    حذاري يا إمام ..........حذاري يا إمام
    فالخلد والبقاء من صفات الله جل شأنه
    و أنت من طين ومن تراب
    وهالك وزائل
    وكل حاكم مهما تناسلت أيامه وانتشرت أعلامه
    وانتصبت أحكامه وصار شأنه
    فإنه من التراب وعايد إلي التراب
    ويبقى الشعب جل صبره وجل شأنه
    وحين ما تحين لحظة الميلاد والقيام
    وينهض الشعب بإذن الله تنهض الدنيا
    وتنهض الأنهار والأشجار والأطيار والأحجار والغمام

    ويغرق الظالم في الظـــــــــــلام
    فالشعب كاسح وجارح وسائد ووالد
    والشعب يا أمامنا وهو الإمام
                  

06-09-2012, 02:24 PM

سيف بخيت موسي
<aسيف بخيت موسي
تاريخ التسجيل: 06-06-2008
مجموع المشاركات: 2034

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رغم انف الموت ، ورغم ذلك ؛فستظل بيننا يا حردلو (Re: صديق عبد الجبار)

    اللهم أرحمه وأغفر له

    اللهم أجعل قبره روضة من رياض الجنة

    اللهم أدخله أعلى الجنان
                  

06-09-2012, 02:40 PM

صديق عبد الجبار
<aصديق عبد الجبار
تاريخ التسجيل: 03-07-2008
مجموع المشاركات: 9434

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رغم انف الموت ، ورغم ذلك ؛فستظل بيننا يا حردلو (Re: سيف بخيت موسي)

    نحن من علَّم الغرامَ الغراما
    ( سيد أحمد الحردلو )

     
    -1
    عاتبَتْني حبيبتي وأدارت
    وجهها الحلوَ... ثم فاضت خِصاما
    وتهاوى الياسمين من مقلتيها
    وتداعى... وراح يروي كلاما
    كيف - بالله - هانَ عندكَ قلبي
    كيف صار الهوى لديك اتهاما
    وأنا كنت من سمائك شمساً
    ونخيلاً ونرجساً وخزامى
    وأنا كنت فوق رأسكَ تاجاً
    وأنا كنت للحقول غَماما
    كيف- بالله - ياأنيس حياتي-
    صار حبي الكبير... صار حطاما!
    ********
    ********
    -2
    نحن كنا.. ومانزال لأنا
    نحن من علَّم الغرامَ... الغراما
    نحن جئنا به وكان يتيماً
    وسقيناه نحن عشْق اليتامى
    نحن شلناهُ في البلاد رسولاً
    وبعثناه للعباد... إماما
    نحن من أيقظ المشاعرَ في الأرض...
    ومن قبلُ... كانت نياما
    وسنمضي إلى النهاية إنا
    نحن من صيَّر الحياةَ.. هُياما
    *********
    ********
    -3
    اعذريني إن كنتُ أغلظتُ شوقي
    فهو شوق المتيَّمين القدامى
    أَوَتدرين كيف يعتمل الحب
    حين تمضي الأيام عاماً.. فعاما
    إنه صرخة المشاعر في الناسِ,
    وصوت المعذبين اليتامى
                  

06-09-2012, 02:46 PM

صديق عبد الجبار
<aصديق عبد الجبار
تاريخ التسجيل: 03-07-2008
مجموع المشاركات: 9434

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رغم انف الموت ، ورغم ذلك ؛فستظل بيننا يا حردلو (Re: صديق عبد الجبار)
                  

06-09-2012, 04:53 PM

Nasr
<aNasr
تاريخ التسجيل: 08-18-2003
مجموع المشاركات: 10821

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رغم انف الموت ، ورغم ذلك ؛فستظل بيننا يا حردلو (Re: صديق عبد الجبار)

    أمتعنا الحردلو بقصصه القصار
    مثلما امتعنا بشعره العطر الفواح
    الله يرحمه الفقيد سيد أحمد الحردلو
    رحمة تتجاوز عن سيئاته وتضاعف له في حسناته
    وتحشره مع الصديقين والأبرار
    وحسن أولئك رفيقا
                  

06-09-2012, 06:33 PM

صديق عبد الجبار
<aصديق عبد الجبار
تاريخ التسجيل: 03-07-2008
مجموع المشاركات: 9434

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رغم انف الموت ، ورغم ذلك ؛فستظل بيننا يا حردلو (Re: Nasr)

    يا بلدي يا حبوب /
    سيد أحمد الحردلو


    عشانك بكاك الريح
    عشانك فؤادي جريح
    عشانك أنا مقتول
    وبموت معاك مقتول
    عشانك يا حزن نبيل
    عشانك يا حلم جميل
    عشانك يا بلد
    يا نيل
    يا ليل
    يا سمح يا زين
    يا بلدي يا حبوب
    أبو جلابية وتوب
    سروال ومركوب
    وجبة وسديري
    وسيف سكين
    يا سمح يا زين

    يا وجه مليان غنا
    مليان عشق وحنين
    يا بنت يادوب
    نهيداتا قايمين
    شايلين تخا وفي رخا
    شايلين بنات وبنين
    يا سمح يا زين

    يا آهة يا نمة
    يا مدحة يا عمة
    يا واحة في الصحراء
    يا خصلة يا قمرة
    يا بشارة يا بكرة
    يا سمح يا زين

    يا غابة قمحية
    مشرورة فوق البلود
    زي الصباحية
    يا مزرعة باباي
    غضبة الهبباي
    يا نخلة مسقية
    من ريق دبيشية
    يا مقطعين دوباي
    نازلين على الدنيا
    أشواق وحنية
    ياسمح يا زين

    يا ليل ليل وليلية
    يا نيل ونيلية
    يا مرمي تحت الشمس
    للقيلة ضلية
    يا سحنة نوبية
    يا كلمة عربية
    يا وشمة زنجية
                  

06-09-2012, 10:38 PM

صديق عبد الجبار
<aصديق عبد الجبار
تاريخ التسجيل: 03-07-2008
مجموع المشاركات: 9434

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رغم انف الموت ، ورغم ذلك ؛فستظل بيننا يا حردلو (Re: صديق عبد الجبار)

    إعترافات عاشق في الأسر
    ( سيد أحمد الحردلو )

     
    -1
    ليس لي غيَّركِ الآنَّ – سيدتي –
    ليس لي مِنْ وطْر
    ولا مِنْ مفْر ،
    فكلُّ المخارجِ مغلقة’’ في طريقِ السفرْ
    وكلُّ المداخلِ موصدة’’ في سبيلِ الإيابْ ،
    لا مناص أمامي – إذنْ –
    نهض البحر قّدام خيلي..
    وعلمها الإنسحابْ.
    -2-
    فأنتِ جميعُ النساءِ اللواتي
    تربعنّ فوق ذرى الأَمكنه
    وأنتِ جميعُ النساءِ اللواتي
    سيولدن في مُقبلِ الأزمنه
    ويمنحنَ شعراً جديداً .. وفكراً ،
    ويكتُبْنَنا وطناً أحسنا .
    -3-
    وأنتِ هجرتي إلى مدائنِ الشعرِ
    وصولتي في باحةِ النثرِ ،
    وسيفيَ المسلولُ عند حومَةِ الوغى..
    وخيليَ المقتحمه
    حين تحين لحظةُ المصادمه ،
    وأنتِ رحلةُ الإيابْ –
    للفارسِ الظافرِ –
    سالماً وغَانما
    ورابحاً تجارةً وفيره ،
    وأنتِ – يا أميره –
    تلامسين قلبي مثلما
    يلامس السحابُ قُننَ الجباْل
    فيهمر المطْر
    يسقي الحقولَ والأنهارَ والأطيارَ والوهادْ
    فتورقُ الرحمةُ..
    ثم يبدأُ الميلادْ.
    -4-
    سيدتي المتوجة
    بالوهِج والدهشةِ والحضورْ ،
    سيدتي الموسمه
    بالحبِ .. والغبطةِ والسرورْ ،
    أعترفُ الآنْ
    بأنْ أبقى لديكِ
    عاشقاً متوجاً
    وفارساً موّسما
    تلامسين قلبَه كما يلامس السحابُ قُننَ الجبال ،
    فيهمر المطْر
    وتطرح الأرض الغلالَ والظلالَ .. والأطفاْل.
    1983
                  

06-09-2012, 10:59 PM

صديق عبد الجبار
<aصديق عبد الجبار
تاريخ التسجيل: 03-07-2008
مجموع المشاركات: 9434

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رغم انف الموت ، ورغم ذلك ؛فستظل بيننا يا حردلو (Re: صديق عبد الجبار)

    هذه هي الكلمات التي أعطاه الفقيد لابنتي نور الهدى في ابريل الماضي وطلب منها ان تلحنها وتتغنى بها ؛
    الا رحم الله استاذنا وحبيبنا وحبيب الوطن سيد احمد الحردلو
    ----------------

    الموضوع : سيد احد الحردلو (عشانكم)

    عشانكم انتو يا حلوين ...
    ويا اسمح خلايق الله ...

    عشانكم شايل الأشواق ...
    وحايم في بلاد الله ...

    بدق أبواب جميع الناس ...
    واقول يا اخوانا زول الله ...

    محب صوفي وحبيبتو كتر ...
    ومافي متيلة اي والله ...

    ومارق للوجع والريد ...
    وواهب روحو لي الله ...

    وللحلوة البلاها الدنيا ...
    ما بتسوى التراب والله ..
                  

06-10-2012, 11:37 AM

صديق عبد الجبار
<aصديق عبد الجبار
تاريخ التسجيل: 03-07-2008
مجموع المشاركات: 9434

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رغم انف الموت ، ورغم ذلك ؛فستظل بيننا يا حردلو (Re: صديق عبد الجبار)

    عشانكم انتو يا حلوين ...
    ويا اسمح خلايق الله ...
    عشانكم شايل الأشواق ...
    وحايم في بلاد الله ...
    بدق أبواب جميع الناس ...
    واقول يا اخوانا زول الله ...
    محب صوفي وحبيبتو كتر ...
    ومافي متيلة اي والله ...
    ومارق للوجع والريد ...
    وواهب روحو لي الله ...
    وللحلوة البلاها الدنيا ...
    ما بتسوى التراب والله .
                  

06-10-2012, 01:58 PM

هشام هباني
<aهشام هباني
تاريخ التسجيل: 10-31-2003
مجموع المشاركات: 51288

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رغم انف الموت ، ورغم ذلك ؛فستظل بيننا يا حردلو (Re: صديق عبد الجبار)

    العزيز صديق

    احر التعازي في مصاب الامة وقبيلة الابداع الشاعر الفحل الدكتور سيد احمد الحاردلو تغمده الله بواسع رحمته مع الصديقين والشهداء وحسن اولئك رفيقا
    وانا لله وانا اليه راجعون.
                  

06-10-2012, 03:17 PM

صديق عبد الجبار
<aصديق عبد الجبار
تاريخ التسجيل: 03-07-2008
مجموع المشاركات: 9434

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رغم انف الموت ، ورغم ذلك ؛فستظل بيننا يا حردلو (Re: هشام هباني)

    Quote: العزيز صديق

    احر التعازي في مصاب الامة وقبيلة الابداع الشاعر الفحل الدكتور سيد احمد الحاردلو تغمده الله بواسع رحمته مع الصديقين والشهداء وحسن اولئك رفيقا
    وانا لله وانا اليه راجعون.


    شكرًا ليك عزيزي هشام
    أحسن الله عزاء كم وعزاؤنا ، فالفقد والله واحد وقومي حتى الثمالة
    رحمه الله رحمة واسعة فلقد كان نعم لسان الحال لكل سوداني أصيل
    تحياتي وتقديري ،،،

    (عدل بواسطة صديق عبد الجبار on 06-10-2012, 03:30 PM)

                  

06-10-2012, 03:35 PM

صديق عبد الجبار
<aصديق عبد الجبار
تاريخ التسجيل: 03-07-2008
مجموع المشاركات: 9434

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رغم انف الموت ، ورغم ذلك ؛فستظل بيننا يا حردلو (Re: صديق عبد الجبار)

    إهانات مسببة
    ( سيد أحمد الحردلو )

     
    إهانات مسببة
    إلى العالم العربي المعاصر

    الفاتحة :
    نفتتحُ الآنَ
    باسمِ العروبةِ
    والقهرِ .. والجاهليه
    حفلَ السقوطِ
    وحفلَ البكاءِ
    وموتِ القضية
    ونقرأُ في البدءِ
    فاتحةَ الضارعين ..
    على أُّمةٍ عربيه ،
    الشهادة :
    ها نحن ما بين دجلة والنيلِ ...
    نلقى الأمّرينْ
    فها هي بغدادُ
    ما بين قوسينْ
    وها هي بيروتُ
    ما بين نارينْ ،
    فيا ربُّ اشهد
    بأنّا احتربنا ..
    وكنا شقيقينْ
    وكان العدو على البابِ يطرقُ..
    أو قاب قوسينْ ،
    الخروج :
    يا وطنَ الشعرِ
    والشمسِ ..
    والفتحِ .. والقادسية
    يا وطنَ السيفِ
    والخيلِ ...
    والفكرِ .. والعبقرية
    ويا وطنَ الراحِ ..
    والرّوحِ والرّيحِ .. والأريحيّة ،
    ماذا دهاكَ
    ومَنْ ذا رماكَ ..
    لعصر من اليأسِ والجاهليه ؟
    وكيف كبوتَ
    وكانت خيولُك..
    تختالُ مقدامةً للمنية
    وكيف انكفأتَ
    وعُفَّر وجهُك
    بالقهرِ والحزنِ .. والبربرية ؟
    الدخول :
    هاهم الآنَ
    من كلَّ فاصلةٍ فيكَ – يا وطني-
    يطلعونْ
    وهاهم الآنَ
    من كلَّ جارحةٍ فيكَ – يا وطني –
    يخرجونْ
    بكلِّ المداخلِ – يا سيدي – يدخلونْ ..
    فها هم يُقيمون في طولِ شارعك العربيّ
    وهاهم ينامون في عرضِ تاريخك العربّي
    وها هم يبيعون رسمَك للسائحِ الأجنبيّ
    وهاهم يبولون في حرمِ المسجدِ الأمويّ
    وها هم يبيحون كلَّ حفيداتِ بيتِ عليّ ،
    وها أنتَ ..
    لم يبق منكَ ..
    سوى اسمك العربّي.
    الخاتمة :
    نختتمُ الآن
    باسمِ العروبةِ ..
    والقهرِ .. والجاهلية
    حفلَ السقوطِ..
    وحفلَ البكاءِ
    وموتِ القضيه ،
    فمدوا مباهجكم ..
    أيها العربُ الأوفياءْ
    ارفعوا الكأسَ ...
    فالأرضُ دارتْ ..
    وعدنا إلى زمنِ الهمجية ،
    فها هي أيامُنا جاهلية
    وها هي راياتُنا فارسيه
    وها نحن في آخرِ الأمرِ عدنا ..
    بدون هويه
    ودون قضيه .
    1982
                  

06-10-2012, 04:00 PM

صديق عبد الجبار
<aصديق عبد الجبار
تاريخ التسجيل: 03-07-2008
مجموع المشاركات: 9434

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رغم انف الموت ، ورغم ذلك ؛فستظل بيننا يا حردلو (Re: صديق عبد الجبار)

    Quote:



    زين الرجال ..
    كان فناناً حتى أطراف أصابعه

    الحسن محمد سعيد*



    رحم الله سيد احمد الحردلو ، زين الرجال ..

    في إحدى الأمسيات كنا نسير معاً ، في شوارع صنعاء ، وكان يحب هذه المدينة وأهلها ، ويعشق أمسياتها ، ومجالس ( قاتها) .. توقف فجأة وقال لي خالطاً الجد بالهزل:

    - قلبي يحدثني بأنني سأموت قبلك.. ماذا ستكتب عني ؟!

    تعجبت لهذا القول ، الذي رماه عليَّ دون مقدمات ـ فانداحت دواخلي التي كانت ساكنة في شكل دوائر تتلاحق، كأنها سطح بحيرة تلقت حجراً من السماء..

    قلت مازحاً ، وأنا أغالب لطمة حديث كالهول الأعظم:
    - سأكتب عنك ما كتبه الشاعر صلاح عبد الصبور ، عن إبراهيم المازني ، في كتابة القيَّم ( ماذا يبقى منهم للتاريخ ) وهو يتحدث عن عمالقة التنوير في مصر .. سأقول للناس (كان فناناً حتى أطراف أصابعه)

    شعرت لحظتئذٍ أن عبارتي المازحة أراحته، فأطلق قهقهته العالية ذات اللزمة الخاصة به ، ومضينا في طريقنا ، نواصل ما أنقطع من حديث ..

    ظل هذا الموقف حاضراً في ذهني ، ومحفوراً في ذاكرتي.. وها هو الآن يتجدد مجلجلاً.. فقد صدق حدسه ، إذ إختاره الله إلى جواره، وأصبح واجباً عليَّ أن أفي ما وعدته به .. وها أنذا أقول لكم صادقاً: (كان فناناً حتى أطراف أصابعه)..

    والغريب في الآمر أن تلك ( العبارة) ألحت عليَّ في موقفين:

    الأول: عندما توفى المهندس والفنان التشكيلي والكركتيرست والكاتب اليمني الساخر عبد اللطيف الربيع، فجاءتني تدق باب الذاكرة، وهي أكثر صدقاً في التعبير عن هذا الفنان الرائع..

    والثاني: عندما توفى الفنان السوداني محمد وردي، فسكنتني هذه (العبارة) نائحة تطرق أبوابي في رثاء هذا الفنان العملاق..

    إنني أشعر الآن ، كأني على قدر معها .. فقد رحل الشاعر الإنسان!!

    علاقتي بالحردلو ترجع لعام 1965.. ولكن حقيقة كنت أعرفه دون أن يعرفني قبل هذا التاريخ، لأنه شاعر له أسمه في الساحة الأدبية السودانية..

    ومن المواقف التي يجب أن تذكر ، وقد (جاء يوم شكره)، أن جاءني الصديق محمود محمد مدني، رحمه الله ، وهو يحمل ظرفاً .. أعطاني الظرف وطلب مني قراءة ما فيه والتفاكر حوله ..

    فتحت الظرف ، فوجدت فيه مخطوطاً بقلم الحبر الأزرق، عبارة عن أورق ( فولسكاب ) أبيض مستطيل ، بخط يد نظيف وواضح الحروف والكلمات ، كل مجموعة منها (مدبسة) مع بعضها، وتمثل ( حلقة ) لمقال ينشر على خمس حلقات.. لفت نظري أسم سيد أحمد الحردلو، فتوقفت قليلاً، ثم واصلت إلتهام الكلمات والسطور.. فانطبع الخط ورسم الحرف في ذهني.. وصرت من يومها، أعرف خط الحردلو بين مئات الخطوط..

    الموضوع كان عبارة عن رسالة طويلة موجهة إلى رئيس الوزراء .. كان ذلك قبل شهور من ثورة أكتوبر 1964، أبان فترة الديمقراطية التي أعقبت حكم الفريق إبراهيم عبود (العسكري) ..

    كان وقتئذٍ رئيس الوزراء هو محمد احمد محجوب، كما أنه في نفس الوقت يشغل منصب وزير الخارجية..

    كانت رسالة الحردلو الشخصية لمحمود محمد مدني هي الرجاء بنشر ذلك المقال في واحدة من الصحف المستقلة : الأيام أو الصحافة أو الرآي العام.. وكان محمود محمد مدني في ذلك الزمن يعمل ضمن هيئة تحرير صحيفة الصحافة.. إستعجبت!! لماذا لم يعمل محمود على نشر المقال في جريدة الصحافة التي يعمل بها؟!!.. لم أسأله !!

    أخذت المقال ، وقرأته بتأنٍ وعمق ، ساعدني على ذلك ، جمال لفظه، وقوة منطقه، وشجاعة كاتبه ، وشاعرية كلمته..

    حينما جاءني محمود محمد مدني في اليوم التالي، لم أجد صعوبة في إقناعه بنشر المقال في جريدة ( الميدان) الناطقة بإسم الحزب الشيوعي السوداني..

    وكان وقتها ، قد تحالفت الأحزاب التقليدية لإقصاء حكومة التوافق الوطني التي أعقبت ثورة أكتوبر مباشرة .. كانت الأحزاب التقليدية تواقة لإجراء إنتخابات ، وتشكيل حكومة ديمقراطية .. وتم ما أرادت ، حيث تولى فيها إسماعيل الأزهري رئاسة مجلس السيادة، ومحمد أحمد محجوب رئاسة مجلس الوزراء إلى جانب وزارة الخارجية..

    وأذكر أننا ذهبنا معاً لجريدة ( الميدان) وكانت بالقرب من مطبعة التمدن بالخرطوم، فوجدنا سمير جرجس وعمر مصطفى المكي وآخرين لا أعرفهم ، ربما التجاني الطيب كان واحداً منهم، لا أذكر بالضبط.. قلنا للأستاذ سمير جرجس: هذا المقال أرسله سيد احمد الحردلو من القاهرة، وطلب نشره في جريدة الأيام أو الصحافة أو الرأي العام ، ولكنا وعلى مسؤوليتنا ، خالفنا طلبه، وجئنا بالمقال إلى ( الميدان) فإن لم (تنشروه)، نرجو إعادته لنا ..

    أذكر أن سمير جرجس أخذ المقال ، دون أن يبدي لنا إهتماماً به.. لكنه وعدنا مخلصاً ، بأنه إذا لم ينشره سيعيده إلينا ..

    كانت المفاجأة ، أن وجدنا المقال منشوراً في اليوم التالي في جريدة الميدان، وبأخراج وواضح وبارز .. ثم واظبت على نشرة بطريقة متوالية.. بل إنني عرفت فيما بعد أن نسبة توزيع ( الميدان) قد زادت بطريقة غير مألوفة.. والسبب يرجع لذلك المقال الفريد..

    عندما حضر الحردلو من القاهرة، أتى به محمود محمد مدني إلى منزلنا في حي ( المايقوما) في الخرطوم.. وكان ذلك بداية معرفتي به معرفة شخصية، ومن تلك اللحظة تعمقت صلتي به، وأذكر أنني كتبت مقالاً عن مجموعته القصصية الوحيدة ( ملعون أبوكي بلد)..

    كان كريماً معنا ، فلم يعاتبنا على تجاهلنا لرغبته ، في نشر مقاله في أحدى الصحف الثلاث المستقلة .. ولم يغضب في نشر مقالته في صحيفة حزبية صارخة..

    ومن المفارقات التي عرفتها بعد ذلك، أن الأستاذ أحمد سليمان المحامي، وكان وقتها عضواً في اللجنة المركزية للحزب الشيوعي، قال للأستاذ عبد الله علي إبراهيم وهو كاتب يساري له قلمه المميز، وطعمه الخاص ، ورحيقه الذي يدل عليه، ما معناه : نريد منكم عرض مبادئ الحزب بالأسلوب الذي عالج به الحردلو فكرته في رسالته لرئيس الوزراء.. هذا الأسلوب الجميل البسيط، هو الذي يدخل العقل والقلب معاً..

    ومن المفارقات أيضاً أن هذا المقال الذي نشرته ( الميدان) كاد يحرم الحردلو من الإنضمام لوزارة الخارجية.. فنكون أنا ومحمود قد أجرمنا في حقه، وإن كنا نقصد له الخير، كل الخير..

    لقد تقدم سيد أحمد الحردلو ، وهو خريج آداب ، لغة إنجليزية، جامعة القاهرة ، لإمتحان عُقد في وزارة الخارجية ، فكان أول دفعته.. كانت تلك نتيجة باهرة ، ميَّزته .. فتحدث الأستاذ عبد الكريم ميرغني وكيل وزارة الخارجية ساعتئذٍ للأستاذ محمد أحمد محجوب رئيس الوزراء ووزير الخارجية ، وقال له كما هي عادته عندما يخاطب المحجوب :

    - يا Boss ( ياريس) الحردلو صاحب مقال ( الميدان ) هو أول الدفعة، هل تقبله أم لكم رآي آخر؟

    كان المحجوب عظيماً في هذا الموقف ، وهو المفكر والشاعر والقاضي والمثقف، والرائد الذي لا يكذب أهله.. فقال له:

    - فهل هناك أعظم من هذا الشاب.. هؤلاء وأمثالهم من يشغل وظائف الخارجية..

    رغم أن الحردلو هاجمه في ذلك المقال ، إلا أن الهجوم لم يشعله غضباً، ولم يحمَّله إنتقاماً ، ولم يعمه عن الحقيقة.. هؤلاء هم الرجال الذي رفعوا إسم السودان عالياً في المحافل الدولية.. وهؤلاء هم رجالات ديمقراطية ( وست منستر) التي تشربناها منهم ومن جيل الإستقلال..

    كانت ( مقالة ) الحردلو تلك قطعة من الشعر الأصيل الكلم.. والفكر المستنير الحر.. والجسارة الشجاعة بوعي .. والنبع الذي يتفجر غديره من مبادىء ثورة أكتوبر 64.. والكلمة المهيبة التي تستمد عنفوانها من الحق.. رسالة فيها من روح الإنسانية ، والبحث عن الدولة المدينة ، ما جعلت عملاقاً في حجم محمد أحمد محجوب، يتقبلها بما تستحق من إحترام..

    إتخذ الحردلو في تلك ( المقالة ) منهج الكاتب والشاعر والروائي العظيم عبد الرحمن الشرقاوي، في رسالته الشهيرة (من أب مصري إلى الرئيس ترومان)، وإن أختلف الموضوع والمخاطب.. فكانت لها فرادتها السودانية الخاصة التي تستمد رحيقها من أرض السودان ، غاباته وصحاريه، وروافد نيله.. كانت قطعة فنية لفنان رضع ذلك الفن من باسقات نخيل الشمال، وشموخ جروفه، في تنقاسي وناوا..

    ذلك هو الحردلو الشاعر، الذي إسْتعرتُ له عبارة صلاح عبد الصبور الخالدة، بأنه كان (فناناً حتى أطراف أصابعه) .. أما الحردلو الدبلوماسي المثقف، فقد خبرته في صنعاء، عن قرب، وعايشته كصديق، فتأكدت لي أنسانيته وحبه لخدمة الناس، مادياً ومعنوياً..

    كان ذو صداقات كُثر للمثقفين اليمنيين.. تعمقت تلك الصداقات في القاهرة وباريس ولندن وتونس.. وعندما جاء صنعاء سفيراً ، فتح لنا (صالونه) لنتعرف وبعمق إلى هامات فكرية وثقافية وسياسية يمنية، أمثال الأستاذ الدكتور عبد الكريم الإرياني، رئيس الوزراء السابق، ووزير الخارجية وقتئذٍ.. الأستاذ الدكتور عبد العزيز المقالح الشاعر الأشهر ومدير جامعة صنعاء، ورئيس مركز الدراسات والبحوث اليمنية.. الأستاذ الدكتور يوسف محمد عبد الله .. الأستاذ عبد الله غانم.. الأستاذ باديب.. الأستاذ عمر الجاوي.. الأستاذ الدكتور سعيد الشيباني.. الأستاذ زين السقاف وغيرهم.. وغيرهم .. وكان مجلسه دوماً يحفل بالفعاليات الثقافية والسياسية اليمنية على إختلاف المذهب والمشارب والإتجاهات ، فإتاح لنا فرصة أن نكون قريبين من كل هؤلاء ، لنعرف المجتمع اليمني الذي نعيش فيه..

    ليس ذلك فحسب، بل فتح ( ديوانه) للقيادات الفكرية والثقافية العربية فأقتربنا لأول مرة من محمود أمين العالم ، عبد الوهاب البياتي ، سهيل أدريس، سليمان العيسى.. بل لا أبالغ أن قلت أننا تعرفنا بعمق ناضج إلى الشاعر السوداني محمد الفيتوري.. فكانت فترته بصنعاء فترة حية مليئة بالعطاء الذي أصبح تاريخاً وذكرى..

    لم يكن ذلك العطاء عند تلك الروافد الوفيرة فحسب، وأنما تعداها لبسطاء السودانيين الذين أجبرتهم ظروف الحياة القاسية للهجرة، ونتيجة لأسباب متعددة، أصبح وجودهم في اليمن، بلا ( مشروعية قانونية) ، فأثقلت كواهلهم الإلتزامات المالية كغرامات عقابية.. سعى مخلصاً لدى السلطات اليمنية فأكرمته بحل كل ذلك الأشكال بأريحية حاتمية .. أبعد من ذلك ، فكان سعيه المقدر لدى السطلات اليمنية ، ليجعل أبناء السودانيين يدرسون في جامعة صنعاء مجاناً ، بما في ذلك كلية الطب.. وأشهد بذلك لله وللتاريخ..

    كل ذلك لم يشفع له ، عندما غابت المبادئ والأخلاقيات التي حملها محمد أحمد محجوب يوماً ، فكان نصيبه الطرد من وزارة الخارجية للصالح العام.. ولكن اليمن لم تنس قدره فمنحته حق اللجوء السياسي على أرضها، ليكون كريماً كما كان.. فأنشد لها ديواناً (أنتم الناس أيها اليمانيون)..

    حلم بسودان عملاق ، كريم الأرومة، عربياً وأفريقياً، فأنشد رائعته: (يا بلدي يا حبوب)..

    ولكنه ....
    - الزمن الوغد !!
    - الزمن المنحط!!

    هدته السياسة.. وهداه المرض.. فأضعفته الأيام بظلمتها السرمدية
    رحل عنا سيد أحمد.. مات في بلد :
    مبتور القامة !!
    مجزوز الساقين!!

    رحم الله سيد أحمد الحردلو، زين الرجال.




    صنعاء 08/06/2012


    *** منقول من بوست الاخ عادل امين.
                  

06-10-2012, 06:55 PM

صديق عبد الجبار
<aصديق عبد الجبار
تاريخ التسجيل: 03-07-2008
مجموع المشاركات: 9434

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رغم انف الموت ، ورغم ذلك ؛فستظل بيننا يا حردلو (Re: صديق عبد الجبار)

    سيد البلاد
    ( سيد أحمد الحردلو )

     
    سَاعةَ الطياره
    يا دوبَكْ تقوم
    وتِنْتَكي فوقْ بُري
    أو بحري ...
    وتحومْ
    فوق المزارعْ
    والمصانعْ
    أو تكورِك في سَمَا الخرطومْ عُمُومْ
    وقبْلِ ما تَسْتعْدِلَ السِكه
    تقومْ في راسَكْ العَكَه
    ويكوركَ الشوقْ
    وينده يا وطنْ
    باسمَكْ
    وتاريخَكْ
    وعنوانَ السَكَنْ!
    يا وطنْ
    يا مَالي أيامنا
    ومالينا شَجَنْ
    مَالَكْ
    وكتْ نَمرُقْ
    نشوفَكْ يا وَطنْ
    مَالي المكانْ
    مالي الزمَانْ
    مالي البدَنْ
    مَالَكْ
    مسولتْ بينا
    في كُلَّ المدنْ
    مَالَكْ
    مساسِقْ بينا
    في الدنيا العَبُوسْ
    ملعونْ
    أبو الفقر
    اللي خَلانَا نكوسْ
    في بحورَ الحزنِ
    عن صُرة
    فلوسْ
    ملعونْ أبو الفقرِ
    اللي خَلانا نعوسْ
    في بلادْ عالمْ مجوسْ!
    يا وَطنْ
    يا مَالي أيامنا
    ومالينا شَجَنْ
    نحن بنكوسَكْ في الخليجْ
    وفي المحيطْ
    وفي بلادْ كُلَّ العَجَمْ
    نحنَ بنكوسَكْ
    شانْ نعود ليكْ
    بالتعاريفْ
    والمصاريفْ
    شَانْ تقومْ
    تَقدِلْ
    كما كانْ .. يا وَطنْ
    وتوري هذي الدنيا
    إنَكْ .. أيْ نَعَمْ
    سِيدْ في العبادْ
    سِيدْ في الفَهمْ !
    ساعة الطياره
    يا دوبَكْ تقومْ
    يَعرفْ الزولْ
    ايه يكونْ
    من دونْ وَطنْ
    ويَفْهَمْ الزولْ
    إنو هذي الدنيا
    من دونَ الهُمومْ
    ومعاها كَتَاحَة سَمُومْ
    ودُعاشْ بَعيدْ
    ومطرْ رُعُودُه مُكَرْكِرَه
    ومُجَرْجرَه
    شيتاً جديدْ
    في يومْ من ايام الوطنْ
    ما بتسوى شيْ
    وإنو أجملْ شيْ يكونْ
    إنَكْ تكونْ
    موجودْ
    ومفقودْ
    وانتَ ماليهُ
    ومالِيكَ الوطنْ
    حتى ولوْ كانْ
    في جيوبكْ مَافي شيْ!
    ما برضُو يكفيكْ
    إنو في جيبكْ
    وفي قلبَكْ وَطنْ
    سِيدْ في البلادْ
    سِيدْ في العبادْ
    سِيدْ في الفهمْ !
    تونس –يوليو –1985
                  

06-10-2012, 07:47 PM

صديق عبد الجبار
<aصديق عبد الجبار
تاريخ التسجيل: 03-07-2008
مجموع المشاركات: 9434

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رغم انف الموت ، ورغم ذلك ؛فستظل بيننا يا حردلو (Re: صديق عبد الجبار)

    كبير الدراويش نام
    ( سيد أحمد الحردلو )

     
    (إلى روح شيخنا محمد المهدي المجذوب )
    -1-
    ... حينما انكسرتْ
    هامةُ الزمنِ المشرئبِ...
    وانغرستْ لا مكانْ
    ندَفَ الصّمتُ فوق تخومِ الزّمانْ
    فتحجرتْ الساعةُ الحائطَيةُ في ساحة ِ المهرجانْ
    وكانت تدقُ
    طبول ( بعانخى )
    وتعلنُ أسفارَ (سنارَ)
    تنشدُ أمجادَ (كررى)
    وتتلو ...
    فيختلجُ السهلُ والشاطئانْ
    ... هاهي الآنَ
    موغلة’’ في الظلامِ
    ومدبرة’’ في الحطَامِ
    وهاهو ذا الزمنُ الحجريُّ
    ترهل عبر المكانْ...
    كبيرُ الدراويش أرهقه الذكرُ
    فافترش الأرضَ
    أخفى بسبحته فمَه
    وتدثر جبتَه..
    ثم نامْ ..
    -2-
    ..سكت الطّارُ
    لمّا تهالك ضاربُه
    حينما ارتطمتْ ساقهُ بالرُّغامْ ،
    فهرولت الأرضُ تحت عويلِ الدراويشِ
    حين هوتْ ساقهْ
    فهوى...
    وتهاوى الكلامْ ،
    وأدبرت الشمسُ واجفةً
    وتردى على ساحةِ المادحين الظلامْ .
    -3-
    كبيرُ الدراويشِ نامْ
    حين أكمل كلمته
    حين جوّد..
    حين نال الشرافةَ ..
    واللوحُ نامْ ،
    عليه السلامْ ،
    وسبحانك الله
    جلّ جلالُك
    أشهدُ أنْ لا إله سواكَ
    وأنك وارثُ هذا المكانِ .. وهذا الزّمانْ.
    تونس –1982 –
                  

06-10-2012, 07:54 PM

صديق عبد الجبار
<aصديق عبد الجبار
تاريخ التسجيل: 03-07-2008
مجموع المشاركات: 9434

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رغم انف الموت ، ورغم ذلك ؛فستظل بيننا يا حردلو (Re: صديق عبد الجبار)

    لهذا الوطن ( سيد أحمد الحردلو )

    لهذا الوطنْ معمدة’’
    جبهتي بالحَزَنْ ،
    ومنذورة’’ كلُّ لحظةِ شِعرٍ ..
    وميلادِ أُّغنيةٍ ..
    أو شجنْ ،
    لهذا الوطنْ معمده’’.
    كلُّ رعشةِ حبٍ .. ،
    وكلَّ ابتساماتِ هذا الزمنْ ،
    ومنذورة’’ ..
    كلُّ أيامِ عمري ..
    فما كان منها ...
    وما لَمْ يكنْ ،
    لهذا الوطن.
                  

06-11-2012, 04:58 AM

صديق عبد الجبار
<aصديق عبد الجبار
تاريخ التسجيل: 03-07-2008
مجموع المشاركات: 9434

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رغم انف الموت ، ورغم ذلك ؛فستظل بيننا يا حردلو (Re: صديق عبد الجبار)

    بكائية على بحر القلزم
    ( سيد أحمد الحردلو )

     
    -1-
    أغني لتلك السواحلِ
    يمضغها الرملُ ،
    يأكلها وجع’’ من بطونِ التواريخِ ،
    اتكأتْ عند خطِ التماسِ السماواتِ بالبحرِ ،
    تغزلُ من موجهِ خيمةً
    يستريح بها القهرُ والصبرُ والانتظارْ.
    أغنّي وصوتي مئذنة’’ حملتها الرّياحُ ..
    تُزفزفُ من آخرِ الزمنِ الآسيويِّ –
    فريح’’ تُدحرجها للوراءِ
    وأُخرى تلوذ بها للأمامِ – الذي
    يتحصنُ بين الشذى والبهارْ .
    -2-
    أغني لرملِ السواحلِ
    احتشدتْ فيه أشباحُ عشاقِ عصرٍ
    من النورِ كانَ ،
    وإنّ عصورا من النورِ سوف
    تجيىءُ .. مع النورسِ القُلْزُميِّ ..
    ومن كلِّ صوبٍ وحدبٍ
    مع الخيلِ والليلِ .. والفرحِ المستجيشْ .
    أغني لرملِ السواحلِ
    والصوتُ يَعلو .. ويَسمو
    وينثالُ فوق القراميدِ ،
    يُدلج في البحرِ
    يضربُ في البِّر ...
    حتى إذا أدركته المرافىءُ
    حطَّ لكي يستريحْ .
    -3-
    يساورني –
    حين ألقاكَ نهباً مباحاً لكلِّ قراصنةِ البحرِ...
    كلِّ لصوصِ أُوربا ..
    وكلِّ نفاياتِ آسيا – بكاءْ .
    فأمتشقُ السيفَ والنصلَ
    أغزوكَ ،
    أغزو المروءةَ فيكَ
    وأغزو البطولةَ فيكَ
    وأنتهرُ الخيلَ كي تستفيقَ ..
    وأنتهرُ العربَ القدماءْ .
    وأخرجُ فيكَ بجيشيَ..
    لا تغربُ الشمسُ فوق مضاربه ،
    جندُه باع دنياهُ
    واقتحم الموتَ ..
    متظراً في الحدودِ الإشارةَ
    حشداً من الشهداءْ .
    فقُمْ .. أيها البحرُ ..
    قُمْ واغتسلْ وتوضأ واقرأ ،
    لنعطي الاشارةَ
    للواقفين صفوفاً .. كُتوفاً
    من البابِ للبابِ ..
    بالسيفِ والنصلِ والكبرياءْ .
    -4-
    فها هي ذي السُفنُ العربيةُ
    تنشرُ فوق البحارِ القُلوعَ ...
    تعود محملةً بالتوابلِ والعاجِ والعطرِ والآبنوسِ
    من الهنِد والبونِت ،
    طالعةً في أعالي البحارِ
    وهابطةً في المرافىءِ بالفوز والربحِ .. والانتصارْ .
    وهاهُم على ساحليْكَ يعودون
    رُوماً .. وفُرساً..
    بطالمةً .. ويهودْ..
    وها هو أبرهةُ الحبشيُّ يحصر مكةَ بالمنجنيقِ..
    وبغدادُ – حاضرةُ الشرقِ – مذبوحةُُ للوريدْ..
    وهاهي كلُّ مداخلك الآنّ مسدودة’’ بالمغولِ
    وكلُّ مخارجك الآنّ محروسة’’ بالتتارْ .
    فقُمْ .. أيها البحرُ..
    قُمْ واغتسلْ وتوضأ واقرأ ،
    لنعطي الاشارةَ ..
    نعطي البشارةَ
    للواقفين صُفوفاً .. كُتوفاً
    من البابِ للبابِ ..
    يمضُغهم وجعُ الانتظارْ.
    -5-
    أغني لرمل السواحلِ ،
    يا أيُّها الوجعُ المستبد بنا .
    أيُّها المستبيحُ مراقدَنا
    مثلما تفعل النارُ في الأرضِ
    حين تمورُ ،
    كما الشوقُ في القلبِ حين يروادنا العشقُ
    أو نتداركه في خريفِ الزمانْ.
    أما حان أنْ يطلع البدرُ فينا
    فنلقاهُ عند الثنياتِ ..
    بالدُّفِّ والكفِّ .. والمهرجانْ..
    نشيلُ البيارقَ –
    تِلوَ السيوفِ-
    وفوق الكتوفِ ،
    ندوسُ بها فوق جيشِ المغولِ
    الذي استراح..
    وقد استباح رمالَ السواحلِ ،
    يمضُغها وجع’’ يستبد بنا
    كلَّ آونةٍ من أوانْ .
    -6-
    أغني لرملِ السواحلِ .
    صوتي مشتعل’’ كصهيلِ جوادٍ من الحُلمِ ،
    من أولِ الزمنِ العربيِّ الخرافِّي
    من آخرِ الزمنِ العربيِّ الخرافِّي ،
    من كلِّ نجدٍ من الزمنِ
    القُرشِّي اللسانْ .
    أغني لرمل السواحلِ
    متكئاً فوق سَجادِه العربيّ
    أشاهدُ وجهَ عليّ
    وخالدَ بن الوليدِ
    وطارقَ بن زيادَ
    وأيوبَ مصرَ ..
    وعنترةَ العَبَسيّ.
    أشاهدُ جيشيَ لا تغربُ الشمسُ فوق مضاربه ،
    فَيْلق’’ في الخليجْ
    فَيْلَق’’ في المحيطْ
    فَيْلَق’’ في البحارْ
    فَيْلَق’’ في الديارْ ،
    فأمتشقُ السيفَ يقطُر من دمه الأجنبيّ .
    وأعبُر بابَ الجزيرةِ ..
    والكونُ تحت سنابكِ حيليَ .. وبين يديّ .
    -7-
    أغني لرمِل السواحلِ ما شهدته السواحلُ
    ما وشوش الموجُ
    ما فعل الفوجُ .. بالأوّلينْ
    فينفلقُ البحرُ ..
    إنبهل الطودُ .. وانسدل الموجُ
    وارتحل البحرُ .. بالآخَرِينْ ،
    -8-
    أغني لتلك السواحلِ
    يمضُغها الرملُ ..
    يأكلها وجع’’ من بطونِ التواريخِ ،
    إتكأتْ عند خطِ التماسِ السماواتِ بالبحرِ ،
    تغزلُ من موجه خيمةً
    يستريحُ بها القهرُ والصبرُ والانتظارْ
    تونس – مارس -1982
                  

06-11-2012, 05:05 AM

صديق عبد الجبار
<aصديق عبد الجبار
تاريخ التسجيل: 03-07-2008
مجموع المشاركات: 9434

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رغم انف الموت ، ورغم ذلك ؛فستظل بيننا يا حردلو (Re: صديق عبد الجبار)

    (( منام عشان حبيبي ))
    ( سيد أحمد الحردلو )

     
    -1-
    أُمبارحْ
    بى قِليلْ
    وكت الليلْ
    فَلْفَلْ . . بلحيلْ
    . . شُفتَ منامْ
    خير إنْ شَا الله
    خير
    شُفتِكْ لا بسة بياضْ . . فى بياضْ
    والدنيا دِى . . فوقِك . . زى العاجْ ،
    فوق راسِك . . تاجْ
    وسيف مسلولْ
    والحِنه تزغرتْ فوق ايديكْ
    وحريرة
    ونور بيضوى عليكْ . .
    - خيرْ ان شَا الله ،
    خير
    شُفتِك قاعدة . . تقول فوق عرشْ
    والعالم كُلو . . بقول .. لبيكْ ،
    -2-
    وجَنْبِك ميه بتْ فرحانه
    خير إنْ شَا الله
    خير
    وناسْ
    وزحامْ
    وكلامْ
    وسلامْ
    وغناوى . . ونور
    وحكاوى . . تدورْ
    وشُفتَ كمانْ
    واحد فرحانْ
    قاعد جَنبْك
    خير ان شَا الله
    خير
    أقول زى لا بسْ
    نورْ فى نورْ
    وبعاين ليكْ . . زى المسحورْ
    خير إنْ شَا الله
    خير
    وجنبو جماعه ،
    كُتَارْ بلحيلْ
    نازلين فى الداره ،
    تقول الخيلْ
    والليل شبالْ ،
    والليل تُمْ . . تُمْ
    والليل دلوكه ،
    غناها . . نَضِمْ .
    والليلْ . . يا ليلْ
    مجنون . . بلحيلْ .
    -3-
    خيرْ إنْ شَا الله ،
    خيرْ إن شَا الله
    خير
                  

06-11-2012, 03:02 PM

صديق عبد الجبار
<aصديق عبد الجبار
تاريخ التسجيل: 03-07-2008
مجموع المشاركات: 9434

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رغم انف الموت ، ورغم ذلك ؛فستظل بيننا يا حردلو (Re: صديق عبد الجبار)

    رغم ذلك! ( سيد أحمد الحردلو )
    لم يَعدْ يعجبنا شيء هنالكْ
    كل مافي بيتنا صار كذلكْ
    لم نعد نفهم شيئا
    ضاقت الأرض علينا والمسالكْ
    كلما قلنا نجونا
    ألقتِ الدنيا مزيداً من مهالكْ
    لست أدري أين نمضي
    لست أدري... فيمَ ذلكْ
    يابلاداً كل مافيها... هَلوكٌ... وابن هالكْ
    يابلاداً كانتِ الدنيا لها بعضَ الممالكْ...
    حين كانت أهْلَ ذلكْ -
    لم تعودي غير أرضٍ بين قوسين..
    ونهرٍ غير سالكْ
    لم تعودي غير تذكارٍ من التاريخ..
    مرميٍّ.. ومنسيٍّ.. كذلكْ
    رغم ذلك...
    ماتزالين بلادي...
    يابلادي
    رغم ذلكْ
                  

06-11-2012, 03:20 PM

صديق عبد الجبار
<aصديق عبد الجبار
تاريخ التسجيل: 03-07-2008
مجموع المشاركات: 9434

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رغم انف الموت ، ورغم ذلك ؛فستظل بيننا يا حردلو (Re: صديق عبد الجبار)

    مسافرة خلاس
    ( سيد أحمد الحردلو )

     
    -1
    مسافره خلاسْ !
    ونحنَ الدوبنا
    يا دوبْ جينا
    شايلينْ فى العُيونْ أمطارْ
    وجايينْ
    من ليالى الشوقْ
    ودايرِنكْ تكونى نهارْ
    وجيناكْ
    قُلنا نبقى سَوا
    ونكون للحبْ أهلْ وديارْ
    وجيناكْ
    شانْ تكونْ ريدتنا
    للعُشَاقْ وطنْ ومزارْ
    عشَانْ الدنيا
    تبقى حديقه
    من أطفالْ .. ومنْ أطيارْ
    تقومى تسافرى !
    شِنْ يَبْقَالنَا
    مِنْ بَعْدِكْ
    وشِنْ يَبْقَالنَا من أشعارْ !
    -2-
    مسافره خلاسْ !
    ولكينْ كيفْ
    مُنو البِكرِمْ
    مَعَايا الضيفْ
    مُنو البِرْكِزْ
    معاىْ فى الحاره
    فوق القيفْ
    مُنو البتحدى فى تَالاَيا
    بردَ الليلْ
    وحرَ الصيفْ
    مُنو السَّوانى
    أبقى جميلْ
    بَعَدْ ما كتَ زىَّ الطيفْ
    بحبِكْ
    أيوه يا حليوه
    لأنكْ لىْ دُعاشْ وخريفْ
    لأنكْ
    لىْ وَطنْ جايى
    من التاريخْ ... بحدَّ السيفْ
                  

06-12-2012, 00:20 AM

صديق عبد الجبار
<aصديق عبد الجبار
تاريخ التسجيل: 03-07-2008
مجموع المشاركات: 9434

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رغم انف الموت ، ورغم ذلك ؛فستظل بيننا يا حردلو (Re: صديق عبد الجبار)

                  

06-12-2012, 00:32 AM

صديق عبد الجبار
<aصديق عبد الجبار
تاريخ التسجيل: 03-07-2008
مجموع المشاركات: 9434

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رغم انف الموت ، ورغم ذلك ؛فستظل بيننا يا حردلو (Re: صديق عبد الجبار)

    sudansudansudansudansudansudansudansudansudansudansudansudansudansudansudan92.jpg Hosting at Sudaneseonline.com
                  

06-12-2012, 01:11 AM

صديق عبد الجبار
<aصديق عبد الجبار
تاريخ التسجيل: 03-07-2008
مجموع المشاركات: 9434

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رغم انف الموت ، ورغم ذلك ؛فستظل بيننا يا حردلو (Re: صديق عبد الجبار)

    Quote:
    الإثنين, 11 حزيران/يونيو 2012 20:17

    الحردلو: هو كل ذلك وأكثر .. بقلم: محمد المكي إبراهيم

    هو صديقي وزميلي وأخي الأصغر والأكبر..وهو مؤرخ حياتي الذي يعيد أصولي إلى جزيرة ناوا..وهو أيضا أستاذي وتلميذي..شريكي في محمد وردي ومحمد ميرغني وأبو عركي البخيت وكمال الجزولي والياس فتح الرحمن ..

    ذكرياتنا تبدأ من قاهرة المعز وقت كان طالبا في جامعتها وفي سفرنا الأول إلى أوروبا توقفنا هناك لنزوره ]دون سابق معرفة) ومن بعد ذلك تمددت ذكرياتنا إلى باريس حيث جاء بعدنا إلى السوربون فلم يطب له المقام وكنا الأكثر تفهما لموقفه بحكم ما عشناه.ثم إلى اليمن حيث أحبه مبدعون كبار ولم يبخل علي رفاقه من أدباء السودان فقدمنا إليهم أحسن تقديم

    هو الشاعر والقاص والسفير..هو القائل بلدي ياحبوب وهو أيضا صاحب القولة الرائجة:ملعون أبوكي بلد..يكتب بالعربية الفصيحة وأيضا بالدارجة السودانية..سار على نهج نزار قباني في مطالع شبابه وتركه إلى شعر أكثر حداثة وعمقا..بدأ حياته الفنية عروبيا ناصريا وختمها سودانيا قحا بسروال ومركوب ويقيني أنه صار واحدا من أقرب الناس إلى تيار الغابة والصحراء سيء الحظ الذي أصابه انفصال الجنوب برصاصة الرحمة.

    هو كل ذلك وأكثر من ذلك فقد ظل على الدوام قريبا إلى القلب بعيدا عن الادعاء لا يحدث عن نفسه ولا يتباهى بها وبسبب من ذلك يعطي انطباعا بالبراءة والبساطة والفضول المحبب..هو أبو السيد والحردلو وهو ايضا سيد بن احمد بن حر ابن دللو كما ورد في إحدى مداعباتي لشخصه الحبيب.

    حين كتب نزار القباني هوامشه على دفتر النكسة تصدى له الحردلو بقصيدته الداوية(هوامش على دفاترهم) وكان أيامها ناصريا لا تأخذه لومة لائم.

    وحين سأله احدهم ما يكون السودان رد عليه بقصيدته الأشهر :"نحنا" والتي جاء فيها إن اجداده ترهاقا وبعانخي ووالده المهدي عليه السلام

    وهو الذي كتب تحت اسم وهمي قصيدة (من قتل الإمام ) وفيها تعريض كثير وانتقاد للمخلوع نميري حين لبس في أخريات أيامه جلد الإمام أمير المؤمنين.وتعتبر تلك القصيدة عملا كفاحيا أسس للثورة التي عصفت بذلك النظام..وصبيحة الثورة في رجب/ابريل وقف ذلك الشامخ أمام رفاقه الثوار في الميدان الشرقي لجامعة الخرطوم ليعترف بأبوته للقصيدة ويلهب بها أكف الحاضرين .

    وفي بيت من أروع ما كتب السودانيون نظر الى خريطة السودان القديمة الجميلة فرأى أنها شبيهة بجناح فراشة تهم بالتحليق ولا شك ان إحساسه الرقيق لم يقبل بتشويه جناح الفراشة واختار الرحيل على العيش في جناح فراشة مقصوص.

    وكان مقدرا لأبو السيد أن يكون روائيا كبيرا لولا ذلك الاستقبال البشع الذي قوبلت به مجموعته القصصية الأولى(ملعون أبوكي بلد) من قبل المتنطعين ضيقي الأفق الذين ظنوا أن للبلد أبا لا تجوز عليه اللعنة فانحصرت كل اعتراضاتهم في العنوان دون المحتوى.والآن وقد مرت السنون فقد أصبح نفس القوم يلعنون –جهارا نهارا- سنسفيل أجداد البلد.ولقد سمعت مالك عقار (أبو أنس الكلس في رأي أحبابه)يبدأ إحدى تصريحاته لبي بي سي بتلك العبارة وكررها ثلاثا:ملعون ابوكي بلد

    وظني أنه كتب الكثير عن الكارثة التي دمرت وجداناتنا بانفصال الجنوب وتحوله إلى دولة أجنبية معادية وهي الكارثة التي زعزعت يقيننا وحولتنا من دولة بحجم قارة إلى دولة بحجم فارة.أما الآن فقد استحال اللقاء..واستحال علينا أن نسمع صوته الجميل يلقي علينا روائع الأشعار..فقد حمل جراحاته وحلق بعيدا بعيدا هذه المرة ملتحقا بالسماء والكواكب والنجوم ليحتل مكانته السامقة كواحد من رموز الثقافة والفن في بلد قليلة الحظ من الكواكب والنجوم.

    السلام عليك يا أبو السيد في علياء مقامك بين رفاقك الميامين من أبطال الفن والحرية وإنا على دربك لسائرون فلا نامت أعين الجبناء.

    Ibrahim ELMEKKI [[email protected]]
                  

06-12-2012, 06:25 AM

صديق عبد الجبار
<aصديق عبد الجبار
تاريخ التسجيل: 03-07-2008
مجموع المشاركات: 9434

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رغم انف الموت ، ورغم ذلك ؛فستظل بيننا يا حردلو (Re: صديق عبد الجبار)

    بغداد ..!!
    ( سيد أحمد الحردلو )

     
    اني أجِيئُكِ يا بغدادُ .. يا بَغدادْ
    خالعاً عن جسدي عُروبة الأقوالِ ..
    إن عُروبة الأفعالِ
    دائماً .. بغدادُ
    إني أجيئُكِ
    واهباً ما كانَ ..
    أو سيكونُ ..
    كَيْمَا ــ دائماً ــ
    تَبقينَ سِت الكونِ والامجادْ
    فَيّا بغدادُ .. يا بغدادُ .. يا بغدادْ
    ظّلي لنَا
    عاصمة الصمودِ ..
    بَل كُوني لنَا ..
    مَيسرة الأبطالِ ..
    أو مَيْمنَة الجِهاد
    إنَّ الذينَ يَخطبُونَ
    رأس بغدادَ ..
    عَليهُمُو ــ من قبلُ ــ
    ان يُنَكِسُّوا اعلامَهُم ..
    ويُعلِنُوا الحِدادْ
    لأنَّ بغدادَ لنا باقيةٌ
    لأن بغدادَ بنا باقيةٌ
    لأنها عَصِيةٌ
    لأنها وصية الأجدادِ .. للأحفاد!
                  

06-12-2012, 12:30 PM

صديق عبد الجبار
<aصديق عبد الجبار
تاريخ التسجيل: 03-07-2008
مجموع المشاركات: 9434

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رغم انف الموت ، ورغم ذلك ؛فستظل بيننا يا حردلو (Re: صديق عبد الجبار)

    السيرة الذاتية للشاعر سيد احمد الحاردلو

    - سيد أحمد الحردلو شامي (السودان).
    - ولد عام 1940 في قرية ناوا بالولاية الشمالية - ريفي دنقلا العجوز.
    - حاصل على البكالوريوس في اللغة الإنجليزية وآدابها 1965,
    - حاصل على دبلوم اللغة الفرنسية 1975- 74.
    - عمل مدرساً,
    - انتقل إلى السلك الدبلوماسي وعمل مستشارًا بسفارة السودان في كنشاسا 1975, 1976
    - عمل وزيراً مفوضاً 1977- 1979,
    - عمل سفيراً 1980, فسفيراً فوق العادة 1987- 1989
    - تقاعد عام 1989.
    - عمل محرراً ومراسلاً لبعض الصحف السودانية والعربية.
    - شارك في العديد من المؤتمرات الرسمية, واللقاءات والمهرجانات الثقافية.

    دواوينه الشعرية:
    - غدا نلتقي 1960
    - مقدمات 1970
    - كتاب مفتوح إلى حضرة الإمام 1985
    - بكائية على بحر القلزم 1985
    - خربشات على دفتر الوطن 1997
    - الخرطوم ... ياحبيبتي 1999
    - أنتم الناس أيها اليمانون 1999
    إلى جانب الكثير من الأشعار بالعامية السودانية.

    أعماله الأخرى:
    - ملعون أبوكي بلد (مجموعة قصصية)
    - مسرحية شعرية بالعامية السودانية.

    ممن درسوا شعره أو كتبوا عنه:
    مصطفى السحرتي - تاج السرالحسن - عزالدين إسماعيل - محمود أمين العالم أحمد رشدي صالح - جيلي عبدالرحمن -
                  

06-13-2012, 05:31 AM

صديق عبد الجبار
<aصديق عبد الجبار
تاريخ التسجيل: 03-07-2008
مجموع المشاركات: 9434

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رغم انف الموت ، ورغم ذلك ؛فستظل بيننا يا حردلو (Re: صديق عبد الجبار)

    Quote: الموت يغيب الشاعر والدبلوماسي الكبير سيد أحمد الحردلو والآلاف في وداعة بمقابر الصحافة
    السبت, 09 يونيو 2012 12:58 الاخبار - اخبار
    الخرطوم : عبد الرحمن جبر- عيسى جديد:

    شيعت البلاد في موكب مهيب تقدمه قادة العمل الثقافي والدبلوماسي والاعلامي ورموز الاحزاب صباح أمس الشاعر والدبلوماسي الكبير سيد أحمد الحردلو إلى مثواه الاخير بمقابر الصحافة، وعدد المشيعون مآثر الفقيد في مختلف المجالات. وقال الامين السياسي للمؤتمر الشعبي كمال عمر عبد السلام إن الحردلو فقد عظيم للوطن ولكل السودانيين لانه نموذج للعطاء نذر حياته لخدمة بلاده وبمونخ فقدنا رأيه السديد.

    فيما قال الدكتور كمال الجزولي إن السودان فقد أحد اهراماته الضخمة في الادب والشعر والفن، لانه كان محباً للثقافة والفن واستطاع ان ينتقل بفنه من الخاص الى العام. مشيراً الى أن الحردلو سيظل قامة مؤثرة في حركة الادب والشعر السوداني.

    وطالب وزير الخارجية الاسبق ابراهيم طه ايوب بتوثيق كل اعماله. واكد الشاعر الفاتح حمدتو أن هذا العام هو عام الاحزان لان السودان فقد فيه عدداً من المبدعين، مضيفاً انهم رحلوا باجسادهم الا ان اعمالهم ستظل خالدة تضيء للآخرين الطريق.

    عمل الفقيد في السلك الربلوماسي منذ العام 1976 حتى 1989 ومرسلا لعدد من الصحف العربية، وزين (آخر لحظة) بكتاباته الانيقة والعميقة واصدر عدداً من الداوين منها (خربشات على دفتر الوطن، كتاب مفتوح لحضرة الإمام، الخرطوم ياحبيبة، بكائية على القلزم غداً نلتقي).

    إلى جانب مجموعته القصصية (ملعون ابوك يا بلد) وغنى له الفنان الكبير الراحل محمد وردي باشهر الاغنيات (يا بلدي يا حبوب) والراحل الحردلو من مواليد قرية ناوا بالولاية الشمالية في العام1940م.


    ًًًً اخر لحظة
                  

06-13-2012, 05:44 AM

صديق عبد الجبار
<aصديق عبد الجبار
تاريخ التسجيل: 03-07-2008
مجموع المشاركات: 9434

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رغم انف الموت ، ورغم ذلك ؛فستظل بيننا يا حردلو (Re: صديق عبد الجبار)

    Quote:
    تشييع الحاردلو


    06-10-2012 07:11 AM
    مقابر الصحافة: أحمد دندش
    تصوير: سعيد عباس
    برغم سخونة الأجواء داخل مقابر الصحافة نهار أمس الاول ، إلا أن ذلك لم يمنع العشرات من التدافع الحزين صوبها، وذلك لتشييع رمز من رموز الأدب والسياسة في السودان، وهو الشاعر الدبلوماسي سيد أحمد الحردلو، الذى وافته المنيه صباح امس..بعد معاناة طويلة مع المرض..ولعل الصورة داخل المقابر كانت تحتاج لألف تعليق وتعليق، حتى تصل إلى مستوى الإدراك والشفافية..فالحزن الذى خيم على المكان..والدموع التى كانت تسابق الكلمات في (هرولة) حزينة..كانت مشهداً يصعب وصفه بأي حال من الاحوال.
    الطريق إلى القبر:
    بعد تلقي الخبر الحزين..تحركنا مباشرة صوب منزل الراحل الكائن بمنطقة المعمورة بالخرطوم..حيث حمل الجثمان وانتقل به إلى مسجد (العصمة)..حيث مراسم الصلاة عليه..عقب صلاة الجمعة مباشرة..قبل ان يتوجه الجثمان والمشيعون لمقابر الصحافة لإكمال مراسم الدفن.
    حزن عميق:
    كان الحزن مسيطراً على كل الملامح..و(العبرة) حرمت الكثيرين من منحنا إفادة عن الراحل، لكن الشاعر الفاتح حمدتو الذى كان يقف بجانب قبر الفقيد..قاوم أحزانه وقال لنا بعد أن صمت لحظات: (إنه عام الأحزان.. ونحن نفقد الكثير من المبدعين ممن رحلوا بأجسادهم لكن أعمالهم لا تزال حية بيننا، وآخرهم شاعرنا الكبير سيد أحمد الحردلو)..وصمت (حمدتو) قليلاً قبل أن يضيف بصعوبة: (الحردلو قامة كبيرة في عالم الدبلوماسية والشعر..وقد قدم الكثير خلال عشرات السنوات.. ونحن ننعيه للأمة السودانية جميعاً..ونتمنى أن تكون هذه آخر الأحزان(.
    رجل دقيق:
    الشاعر مدني النخلي كذلك..كان في حالة شديدة من الحزن..لكنه تحدث "للسوداني" عن الفقيد وعن علاقته الخاصة به..وقال: (الحردلو هو قامة لا تخطئها العين.. وهو من رعيل جيل الوسط ..وسبق ان تغنى له كبار الفنانين مثل الراحل وردي في اغنيته الشهيرة بلدي يا حبوب.. والفنان سيف الجامعة في اغنيته طبل العز ضرب.. وهو رجل حبوب ودمث الاخلاق ..وانا التقيته في دولة قطر عندما جاء ليخضع لعملية زراعة كلية.. وامتدت العلاقة زمنا طويلا.. وهو رجل دقيق في علاقاته..وفي الفترة الأخيرة اشتد به المرض وبدأت حالته الصحية تتأخر كثيراً مما استدعى نقله لمستشفى السلاح الطبي.. حتى توفاه الله في هذا اليوم العظيم..ونحن نسأل الله له الرحمة..ومن هنا نناشد الجهات المختصة للعمل على التوثيق لأعماله..فهو له العديد من الدواوين مثل ديوان ملعون أبوك بلد..وديوان سندباد في بحر الرماد.
    فقدناه في عز الحاجة:
    قال الأمين العام لحزب الأمة الدكتور إبراهيم الأمين "للسوداني" إن البلاد فقدت الحردلو الرجل المتعدد القدرات فهو الدبلوماسي وصاحب الباع طويل في الأدب والشعر والنقد والصحافة.. ويكفي نصه الشهير (بلدي يا حبوب) الذى يعتبر (شامة) في الفن السوداني وأضاف: (الحردلو رجل خدم في عدد من الدول.. وتولى إدارة عدد من السفارات.. وله علاقات واسعة على المستوى الاقليمي والدولي.. وكان وجوده في أي تجمع سواء كان رسميا أو شعبيا أو فنيا يعتبر إضافة يستفيد منها البلد، ونحن اليوم نفقده في هذه الأيام الحالكة السواد..ونحن في أمس الحاجة إليه.
    تباين سياسي:
    أشار د. كمال عمر القيادي بالمؤتمر الشعبي في حديثه "للسوداني" إلى التباين السياسي الكبير في هذا اليوم، وأشار إلى الجموع الغفيرة داخل المقابر وقال إن هذا أبلغ دليل على محبة كل الناس للراحل، وأضاف: (الحردلو رجل أعطى السودان كل جهده وحياته حتى رحيله عن هذه الدنيا..وهو فقد حقيقي للبلاد..وقال: (في هذا اليوم تشاهد تنوعا سياسيا ورجالات الدين والصوفية وكلهم جاؤوا ليودعوا الحردلو..وهكذا الشعب السوداني.. دائما تجده في الملمات والظروف العصيبة..ونحن حقيقة افتقدنا هذا الرجل ونسأل الله أن يتقبله بقدر ما أعطى هذا الشعب.
    رجل متأمل:
    المخرج شكر الله خلف الله تحدث "للسوداني" بحزن عميق وقال إنه كان علامة مميزة في الشعر والدبلوماسية السودانية..ويتميز بهدوء وعدم تسرع لتقديم شخصيته للمجتمع وهو رجل متأمل جداً ودقيق..تقبله الله بواسع رحمته وألهم أهله وذويه الصبر وحسن العزاء.
    دموع خاصة:
    بصعوبة شديد تحدث إلينا الفنان الجيلاني الواثق وقال: إنه يوم حزين..وهو يفقد واحدا من أعز أصدقائه، وأضاف: (تربطني به صداقة طويلة وأنا كنت محظوظاً حيث تغنيت له بواحدة من أغنياته وهي (سوداني أعز الناس)..وصمت الواثق قليلاً قبل أن ينخرط في نوبة من البكاء..ثم يضيف:(الراحل ستفتقده الأمة السودانية في عدة مجالات منها الشعر والدبلوماسية.. ونسأل الله أن يسكنه فسيح جناته مع الصديقين والشهداء وحسن أولئك رفيقاً.
    ===========
    شهادة استعادية*
    إنه جدير بالاحترام، نعم.. السودان.. هبة الله
    سيد أحمد الحردلو
    1
    * تاريخ السودان - (حسب إفادات آثاره ـ)ما ظهر منها.. وما بطن.. (يتوغل إلى مائتي ألف سنة)
    وليس (سبعة آلاف).. كما يزعم الزاعمون.
    * ما عرف عنه شحيح وبخيل وهزيل.. ولا يملأ الكف لأنّه ضارب في تيه ممدود بلا حدود ومخبوء عنا في بيداء.. دونها بيد...من الأقربين والأبعدين وتلك قصة كتاريخ الأفاعي طويلة.. وتطول.
    فنحن (السودانيين)... مسؤولون أمام الله (والتاريخ والجغرافيا والمجتمع والحلم) عن كل ذلك!
    * لكنني أستثني حفنة من المؤرخين والعلماء السودانيين الذين حاولوا ويحاولون ـ قدر المتاح أمامهم من إمكانات ـ نبش ذلك المطمور من تاريخنا.. وأتوقف بالإجلال أمام الأستاذ جعفر ميرغني الذي ما فتئ يسعى ويكد.. وما زلت أتمنى عليه نشر ذلك المخزون المسجون الذي جمعه ويجمعه في مجلدات مرقمة.. بدعم مالي مستحق من جهات الاختصاص! فالسودان جدير بذلك.. وتاريخه جدير بالاحترام!

    2
    * وأستأذن لأضرب بعض الأمثلة.. فهناك من يقولون ـ وأنا الفقير الضعيف منهم ـ إن سيدنا موسى (الكليم) عليه السلام ـ مثلاً ـ ولد في (ناوى) على ضفاف (مجمع البحرين) (حيث كان يلتقي فيها بحران قبل أكثر من ثلاثة آلاف سنة!)
    * وأنّ النبي (الخضر) (أعلم علماء زمانه) ولد في (ناوى). وكذلك سيدنا لقمان الحكيم (أحكم حكماء زمانه)، وأن عدداً من السحرة الذين استعان بهم الفرعون، (رمسيس الثاني) أمام سيدنا (الكليم) هم أيضاً من (ناوى) التي اشتهرت بالسحرة، وليس (السحاحير!) كما يقول العامة!
    * بل إن مستر قريفس (مؤسس معهد بخت الرضا الشهير) قال في كتابه (نقوش مروية) إن (معبد وتمثال الملك ترهاقا) وجــدا مطمورين تحت رمال (ناوى) ونقلا إلى مركــز مروي (وقــد شاهدتهما في طفولتي أمام مركز مروي!) وتلك جميعها شواهد على أن (ناوى) أو (ناوا) التي (جنيت) على اسمهــا التاريخي لدواعي الشعر!! كانت بلدة تاريخية مهمة لأنها أنجبت رجالاً عظماء منذ آلاف السنين. وأكرمها الله بموقع فريد على ضفاف مجمع البحرين!
    * وكنت وما زلت أقول إنّ (مرج البحرين) هو مقرن النيلين، وقد أيّد قولي هذا السفير اليمني الشاعر والمؤرخ د. صلاح علي أحمــد العنسي، في قصيدة له نشرتها صحيفة (آخر لحظة)، فهـو إلى جانب تخصصه في الاقتصاد والعلوم السياسية، دارس تاريخ خاصة التاريخ اليمني ـ السوداني. وكتب قصيدة عن السودان أسماها (السودان.. هبة الله!) و(أعجب كيف غابت عني هــذه الصفة الصادقة والصدوقة) و(أنا الزاعم ألا أحد يماثلني أو حتى يجاريني في عشق هذا السودان!) وقد يكون زعمي مردوداً!
    * فالسودان ـ إذن ـ جدير.. وتاريخه جدير بالاحترام!!
    3
    * أمّا النوبيون (أو النوبة) فقد شيّدوا الحضارة الأولى في الدنيا على ضفاف (نيل السودان).. وملوكهم كثر.. وأستأذن لأضرب مثلاً ببعضهم: فمنهم (كاتشا) و (بعانخي الفاتح) و(الكنداكة) و(ترهاقا).
    * امتدت امبراطوريتهم من تخوم الشام وحفافي البحر الأبيض.. إلى الصومال و(بحر القلزم) شرقاً.. وإلى غانا وغينيا.. والسنغال على (بحر الظلمات) غرباً!
    * وهو جدير.. وهم جديرون بالاحترام!!
    4
    * شهدت سبعينيات وثمانينيات القرن العشرين ما كان يسمى بـ (الاشتراكية الإفريقية) التي كان يتزعمها الشاعر والرئيس السنغالي ليوبولد سنغور، وكانت تلتئم منتدياتها كل عام في عاصمة إفريقية، وكنت حينها منقطعاً في السفارة بتونس، وكان الدور عليها.. بينما الصديق (الراحل المقيم) أبو القاسم هاشم ذلك الإنسان النبيل (عليه رضوان الله) كــان يمثل السودان في تلك اللقاءات لكنه ـ ربما بسبب مشاغله ـ أرسل برقية لا سلكية يكلفني فيها بأن أنوب عنه في ذلك اللقاء.
    * كان ذلك في النصف الأول من ثمانينيات القرن الماضي.
    * اقترحت تونس أن يكون المنتدى في مدينة (سوسة) الساحلية السياحية الجميلة، وهي على مرمى ساعة بالسيارة من العاصمة.
    * كانت الاجتماعات صباحية ونهارية، وكانت المساءات حرة. كنا نلتقي كل مساء (سنغور وشخصي الضعيف ونسهر في حــوارات تطول عن الاشتراكية الإفريقية والشعر حتى بعد منتصف الليل).
    (لم يكن ـ يومها ـ رئيساً للسنغال. كان قد استقال كأول رئيس إفريقي، وسار مساره ـ بعد حين ـ المعلم نيريري!).
    * استنشدته شعراً ذات مساء. كان يجيد الفرنسية التي يكتب بها شعره، ويحسن الانجليزية. وكنت (ركيك) الفرنسية، وأحسن الإنجليزية. كنت أسأله عن بعض التعابير الفرنسية، التي كانت تغيب عنّي فيشرحها لي بالانجليزية، ثم استنشدني شعراً، فأنشدته بعض قصيدتي المطولة (نحن) وكنت قد كتبتها بالعامية في كنشاسا بزائير عام 1975م ولاحظت أنّه طرب حين ترجمت له:
    (نحن الساس
    ونحن الرأس
    ونحن الدنيا جبناها
    وبنيناها
    بويت في بويت
    وأسال جدي ترهاقا
    وخلي الفاقة والقاقا).. إلخ
    وحين قلت له (إن هنالك من اتهمني بالنرجسية) وكنت أعني ابن أختي مولانا أبو الحسن مالك ـ احتد صوته وهو يقول (إنك قلت الحقيقة. إنّ الحضارة الأولى في الدنيا أقامها جدودكم النوبة وهم سادة الصناعة الأولى، والزراعة الأولى والمعرفة والشعر والفنون.. والفخاريات والأهرامات.. إلخ.. بل إنّ هذه الحضارة انتقلت إلى السنغال.. وإن هنالك أعداداً كبيرة من النوبة والدينكا والشلك والنوير يعيشون في
    السنغال ويتحدثون بلغاتهم الأصلية.. الخ)
    * سألته: إن كان مستعداً أن يقول كل هذا في محاضرة في الخرطوم؟ فعبّر عن سعادته بذلك. فأرسلت تقريراً بذلك لرئاسة الخارجية، وجاءني رد إيجابي ومعه رسالة من الرئيس نميري (عليه رضوان الله) موجهة
    للرئيس سنغور، سلمتها سفير السنغال بتونس ليرسلها عبر خارجيتهم لسنغور.. وعلمت.. فيما بعد أن الرئيس سنغور قد جــاء للخرطوم وقدم محاضرة بذات المعنى في قاعة الامتحانات بجامعــة الخرطوم.
    5
    * قضيت الفترة من أغسطس 1968 إلى أغسطس 1971م في سفارتنا بلندن، وكنت أداوم على زيارة (ركن المتحدثين بحديقة هايد بارك) نهار كل أحد، وكنت أحرص على الاستماع لاثنين من المتحدثين.. أحدهما (روي صو) وهو من جامايكا وكان مديراً لجامعة الدراسات السوداء بلندن وأصبحنا أصدقاء والتقاه في شقتي الأصدقاء مأمون عوض أبوزيد والمرحوم عوض مالك ومحمد أحمد ميرغني (السوس).. عدة مرات.
    وكنت أمده بمؤلفات ودراسات عن قضية جنوب السودان، والآخر أستاذ إفريقي (غاب عني اسمه) كان يحاضر في تلك الجامعة عن تاريخ إفريقيا، وكان يركز في محاضراته في الجامعة وهايدبارك، على أنّ الحضارة الأولى نشأت في إفريقيا (السودان) وأن هؤلاء الأفارقة (هم الذين علموا قدماء المصريين والذين بدورهم علموا الإغريق الذين علموا الرومان، وهؤلاء بدورهم علموا الانقلوساكسونيين).
    * ولا بد أن كثيرين يذكرون عالم الآثار (بروفيسور هيكوك) الانجليزي الذي كان يقيم في (البِنك بلاس) (القصر البمبي) على النيل الأزرق الذي توصل ـ بعد جهود مضنية ـ إلى أن الحضارة الأولى (انتقلت من الجنوب للشمال) ولقي حتفه وهو يقود (بسكليته) في حادث مرور قرب مقر سكناه.
    6
    * دعاني الصديق الحبيب الروائي العالمي الطيب صالح (عليه رضوان الله) شتاء 2002م لزيارته في القاهرة في رسالة بعث بها مع صديق الطرفين الأستاذ محمود صالح عثمان صالح، فاختار الأستاذ محمود عشية عيد الأضحى لأسافر في صحبته الكريمة للقاهرة. كنت أحرص إبان أقامتي مع (الطيب الصالح) أن أهبط باكراً من شقته في شارع الجامعة العربية؛ لأشتري (صحيفتي الشرق الأوسط والحياة) إلى جانب الصحف المصرية، وفوجئت بخبر مثير في الشرق الأوسط وفي صفحتها الأولى يقول: إن عالم الآثار "بروفيسور هيرمان بيل" عقــد مؤتمراً صحفياً في الخرطوم قال فيه إنّ أساس حضارة وادي النيل هو السودان!)
    وهذا العالم ـ الأمريكي الأصل والبريطاني الجنسية كانت قد استجلبته (اليونسكو) قبيل اكتمال السد العالي ليسجل أسماء القرى التي ستغمرها مياه السد والآثار التي يمكن إنقاذها في شمالي السودان. فعشق هذا العالم وزوجته السودان وأقاما فيه فترات طويلة (تعلم إبّانها العربية والنوبية) تعرّفت عليهما (في دارة) الصديق (الراحل المقيم) البروفيسور محمد عمر بشير (عليه رضوان الله) في مايو 1975م.
    * قرأ الطيب صالح الخبر وهو يكرر عبارته الشهيرة (حكاية عجيبة الشأن)، فقلت له مازحاً (لماذا لا تطلب من بعض أصدقائنا المصريين أن يطالعوا (الشرق الأوسط) (فقط وبدون إيضاح!) فضحك وفعل. (و.. تعال.. وشوف..!) توالت بعد حــوالي الساعة اتصالاتهم الهاتفية.. وهم يستنكرون وينفون تلك الفرية، ومن عجب كــان جميعهم من كبار الأدباء والمفكرين.
    7
    * كان النوبيون القدماء هم أول من بنى السفن الكبيرة العابرة للبحار والمحيطات (سفينة سيدنا نوح "عليه السلام" استثناء). وكــان النوبيون مغرمين بالاستكشافات والتوسع في مد امبراطوريتهم، ليس لأسباب استعمارية.. ولكن لطموح حضاري هدفه نشر حضارتهم.
    * وهكذا عبر روادهم المحيط الأطلسي فوجدوا أنفسهم في المكسيك.. فتركوا فيها بصماتهم الحضارية.. ثم دلفوا شمالاً ليكتشفوا أمريكا قبل آلاف مؤلفة من السنين قبل ذائع الصيت كرستوفر كلمبس.. وأقاموا
    فيها حضارة ما تزال (آثارها) باقية.. لمن يريد أن ينقب ويستوثق، (إن سمح له بذلك!)
    8
    * وكان الأشوريون يغزون بلاد الآخرين ليس لاستعمارها ولكن لنهب ثرواتها وتدميرها وتركها (قاعاً صفصفاً) لحكمة يعرفها الأشوريون.
    وهكذا ذهبت جيوشهم إلى (القدس) وحاصرتها، فاستنجد ملك القدس (اليهودي) بالملك بعانخي الذي كانت تمتد حدود إمبراطوريته حتى تخوم الشام، فأرسل بعانخي (ابنه ترهاقا) قائد جيشه الذي هــزم الأشوريين وفك الحصار عن القدس!
    9
    * ذلك غيض من فيض.. فيوض تاريخنا الذي حبانا به الله جلّت قدرته. أمّا الجغرافيا.. فشواهدها ما تزال ماثلة أمامنا.. أكبر قطر عربي _ أفريقي مساحة.. وجسر واصل وليس فاصلاً بين (اليعربية والأفريكانية) راكز ـ رغم كل شيء ـ (كالهمبول) من خط عرض 22 شمالاً حتى الاستواء جنوباً، يجري فيه عشرون نهـراً، ومياه جوفية بينها وبين سطح الأرض شبر واحد في كثير من أصقاعه.. مسكون بكل الثروات على الظاهر والباطن.. وباختصار.. هو أغنى بلاد الدنيا.. وأفقرها في ذات الوقت!
    * عاش فيه شعب طيب.. كريم الخصال والسجايا.. مستور الحال.. وكان متكافلاً ومتكاملاً وأرباباً.
    11
    *(السودان.. هبة الله)
    * صدقت يا صديقي السفير الشاعر..
    * نعم.. (السودان هبة الله) أكرمنا الله كثيراً بتاريخ وجغرافيا.. ومجتمع وحلم..) وهي هبات.. (قلّ أن يجود بها الزمان في وطن واحد!) فأين نحن الآن من كل ذلك؟
    * ها نحن نعيش الآن في عالم يحاصرنا.. محلياً وإقليمياً ودولياً! يسعى جاهداً (لتقسيم المقسم وتجزئة المجزأ) وها نحن بدلاً عن أن نتوافق
    ونتصالح ونتحد حول برنامج أو ميثاق أو عهد قومي ملزم للجميع لإنقاذ السودان (أولاً وثانياً وعاشراً) ها نحن نتفرق أيدي سبأ!
    * السودان الآن (في مأزق أن يكون أو لا يكون!)
    (وتلك هي القضية!) كل ذلك التاريخ الذي أسلفت.. وكل تلك الجغرافيا التي أسهبت.. وكل ذلك المجتمع النادر المثال.. وكل ذلك الحلم العظيم الذي يتمدد من البحر.. عبر النهر.. حتى الجبل.. ومن الصحراء.. إلى السافنا والغابة... حتى الاستواء.
    * كل ذلك الميراث والتراث والحاضر.. والآتي مهدد بالانقراض كالغول والعنقاء والخل الوفي! (إني أكاد أرى الأشجار تمشي نحوكم!)
    * يقول القائلون: إن الجنوب سيتوغل جنوباً.. وإن المغرب سيتوغل غرباً.. وأن المشرق سيتوغل بحراً.. وأنّ الشمال سيتوغل شمالاً..أي أننا موعودون بدويلات أو كانتونات! (والله يكضب الشينة)
    11
    * علمت من فضائية (الجزيرة) أنّ الإمام السيد الصادق المهدي. ومعه نفر كريم من مفكري مصر يعملون لقيام هيئة أهلية تسعى للحفاظ على حقوق السودان ومصر من مياه النيل.. ذلك أمر مهم وحسن.
    * لكن الأهم والأحسن والأبقى.. هو العمل على بقاء السودان متحداً وسالماً وقويـاً!
    * من هنا (ومن منطلق قومي نشأت عليه، وظللت مستمسكاً به، وسأظل عليه) أنادي بالصوت الجــارح والعالي كل السودانيين ـ يا كل السودانيين إنني لا أجد ما أختم به قولي هذا سوى) (المقطع الثالث) من قصيدتي (فكذبوا نبوءتي.. يا أهل بيزنطة) وكنت كتبتها في الخرطوم في عام 1987، حيث قلت وأقول:
    (يا كل أبناء الوطن
    يأيّها الجميع..
    في جميع أصقاع وأوجاع الوطن
    إني أصيح
    أن شيئاً ما.. يمد ظله على الوطن
    وأن شيئاً ما.. يعد في مطابخ
    الكبار والصغار.. للوطن
    وأنني أرى فيما أرى
    وحشا من النار..
    وفي كفيه.. سيف وكفن
    فكذبوا نبوءتي
    يأيها الرجال والأطفال والنساء
    فإنني أرى الأشجار تمشي نحوكم
    وأنكم محاصرون في ذواتكم
    وأنّ شيئاً مثل ظل الموت
    مد ظله من حولكم
    فكذبوا نبوءتي
    يا أهل بيزنطة.. لأنكم
    تجادلون بعضكم
    ويستبيح الطامعون داركم)
    12
    * يا جميع السودانيين!
    وتلك شهادتي الأخيرة.. أبذلها أمام الله والوطن والناس! واستغفر الله لي ولكم، و.. خلاس!
    الخرطوم ـ في العاشر ـ من يونيو ـ 2010م
    ــــــ
    * هذه الشهادة وجدتها منشورة على موقع (التوثيق السوداني) الالكتروني، دون الإشارة إلى مصدر.
    ========
    قصيدة
    نحن من علَّم الغرامَ الغراما
    سيد أحمد الحردلو
    (1)
    عاتبَتْني حبيبتي وأدارت وجهها الحلوَ... ثم فاضت خِصاما
    وتهاوى الياسمين من مقلتيها وتداعى... وراح يروي كلاما
    كيف - بالله - هانَ عندكَ قلبي كيف صار الهوى لديك اتهاما
    وأنا كنت من سمائك شمساً ونخيلاً ونرجساً وخزامى
    وأنا كنت فوق رأسكَ تاجاً وأنا كنت للحقول غَماما
    كيف- بالله - ياأنيس حياتي- صار حبي الكبير... صار حطاما!

    (2)
    نحن كنا.. وما نزال لأنا نحن من علَّم الغرامَ... الغراما
    نحن جئنا به وكان يتيماً وسقيناه نحن عشْق اليتامى
    نحن شلناهُ في البلاد رسولاً وبعثناه للعباد... إماما
    نحن من أيقظ المشاعرَ في الأرض... ومن قبلُ... كانت نياما
    وسنمضي إلى النهاية إنا نحن من صيَّر الحياةَ.. هُياما

    (3)
    اعذريني إن كنتُ أغلظتُ شوقي فهو شوق المتيَّمين القدامى
    أَوَتدرين كيف يعتمل الحب حين تمضي الأيام عاماً.. فعاما
    إنه صرخة المشاعر في الناسِ, وصوت المعذبين اليتامى.

    السوداني







    11 | 0 | 3754

                  

06-13-2012, 05:54 AM

صديق عبد الجبار
<aصديق عبد الجبار
تاريخ التسجيل: 03-07-2008
مجموع المشاركات: 9434

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رغم انف الموت ، ورغم ذلك ؛فستظل بيننا يا حردلو (Re: صديق عبد الجبار)

    * من هنا
    (ومن منطلق قومي نشأت عليه، وظللت مستمسكاً به، وسأظل عليه)
    أنادي بالصوت الجــارح والعالي كل السودانيين
    ـ يا كل السودانيين إنني لا أجد ما أختم به قولي هذا سوى)
    (المقطع الثالث) من قصيدتي (فكذبوا نبوءتي.. يا أهل بيزنطة)
    وكنت كتبتها في الخرطوم في عام 1987، حيث قلت وأقول:
    (يا كل أبناء الوطن يأيّها الجميع..
    في جميع أصقاع وأوجاع الوطن
    إني أصيح أن شيئاً ما..
    يمد ظله على الوطن
    وأن شيئاً ما..
    يعد في مطابخ الكبار والصغار.. للوطن
    وأنني أرى فيما أرى وحشا من النار..
    وفي كفيه..
    سيف وكفن
    فكذبوا نبوءتي يأيها الرجال والأطفال والنساء
    فإنني أرى الأشجار تمشي نحوكم
    وأنكم محاصرون في ذواتكم
    وأنّ شيئاً مثل ظل الموت مد ظله من حولكم
    فكذبوا نبوءتي يا أهل بيزنطة..
    لأنكم تجادلون بعضكم ويستبيح الطامعون داركم)
    يا جميع السودانيين!
    وتلك شهادتي الأخيرة..
    أبذلها أمام الله والوطن والناس!
    واستغفر الله لي ولكم،
    و.. خلاس!
    الخرطوم ـ في العاشر ـ من يونيو ـ 2010م ــــــ
    * هذه الشهادة وجدتها منشورة على موقع (التوثيق السوداني) الالكتروني، دون الإشارة إلى مصدر. ========
                  

06-13-2012, 06:31 AM

صديق عبد الجبار
<aصديق عبد الجبار
تاريخ التسجيل: 03-07-2008
مجموع المشاركات: 9434

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رغم انف الموت ، ورغم ذلك ؛فستظل بيننا يا حردلو (Re: صديق عبد الجبار)

    Quote:
      إطلعت مؤخراً على رائعة الأستاذ الكبير والشاعر العظيم سيد أحمد الحاردلو ألا وهي القصة القصيرة التي قرأناها في منتصف الستينيات من القرن الماضي وأثارت موجة عارمة من النقاش الحاد بين مؤيد ومعترض .. إنها القصة التي كان عنوانها (ملعون أبوكي بلد) لدرجة صارت شعاراً ينطق به كل من تعرض لمشكلة في هذا الوطن الكبير .. فصارت أشبه بثقافة شعبية سالبة تثير السخط والتشاؤم لكل ما يحدث في البلد وأشاعت قدراً كبيراً من الإحباط الشعبي خاصة تجاه الحكومات التي تعاقبت فيما بعد وفشلت في حل مشاكل الوطن وإزالة الفقر والمرض والتخلف والفساد المالي والإداري ..
    ولفائدة الأجيال الجديدة التي لم تحضر تلك الفترة أو تقرأ تلك القصة القصيرة الشهيرة أقول أنها كانت تدور حول مواطن (العم سلمان) الذي قدم من الريف (تحديداً قرية ناوا) وجاء للخرطوم يبحث عن أبنه عثمان الذي خرج من منزله بالقرية وجاء للخرطوم فابتلعته العاصمة .. وبعد مرور خمسة أعوام أجبرت زوجة العم سلمان للسفر للخرطوم للبحث عنه ومعرفة أخباره وإحضاره لها بعد أن إنقطعت أخباره تماماً .. هل مات أو قتل عثمان أم إغترب أم انحرف ودخل السجن أم ماذا ..!؟ لا تجيب القصة على هذه الإسئلة لأنها كانت تدور في جانب واحد فقط ألا وهو كيف جاء والده للخرطوم وكيف باع ذلك المزارع البسيط إنتاجه ليحضر للخرطوم ويعيش في المسجد الكبير وكيف أنه ظل يبحث عن أبنه ويسأل عنه كل من يقابله من أهل الخرطوم الذين إنشغلوا عنه عاماً ######روا من ترديد قصته الشخصية .. وكيف .. وكيف .. حتى يئس عم سلمان وأطلق على أهل الخرطوم (لفظ الكلاب) وإستنكر أن يبيعه الجرسون الشاي بالفلوس ..!!
    وأخيراً لم يجد ابنه عثمان وقرر الرجوع فأطلق عبارته التي صارت ثقافة ومثلاً للعاصمة وأهلها (ملعون أبوكي بلد) .. هذه العبارة التي إستنكرها الكثيرون حينها ومازالوا فمن هو المخطئ ياترى ..؟؟ هل هم سكان الخرطوم حينها وماذا سيقول العم سلمان لو كان البحث في هذه الأيام حين صارت الخرطوم موطناً لستة ملايين نسمة كل له مشكلته الخاصة عكس سكان العاصمة في ذلك الوقت يعدون ببضعة آلاف .!؟
    أم يا ترى هو خطأ العم سلمان وزوجته اللذان لم يحسنا تربية أبنهما عثمان فترك لهما المنزل ولم يسأل عنهما فصار كالأبن العاق .!؟ أم يا ترى هو المجتمع الجديد في العاصمة التي تبتلع كل قادم إقليمي فتحوله الى مسخ إذا لم تكن تربيته بتلك القوة والرسوخ ..!؟ أليست لدى العم سلمان صورة فوتوغرافية تجعله يذهب للشرطة أو الصحف السيارة فينشرها حتى يراها الأبن الضال وربما تجعله يحن لأسرته أو يراها أحد المواطنين فيخطر الشرطة .. أو أحد المستشفيات أو سلطات السجن إن كان مسجوناً ؟..
    لقد أسقط الأستاذ الحردلو كل الأخطاء على مجتمع العاصمة المشغول جداً بمشاكله وكان الأجدر أن يسمي قصته (الإبن الضال) بدلاً من اسقاط الخطأ على البلد بأسرها فيشيع الإحباط والتشاؤم وثقافة تدمير الذات .. إن مهمة الكاتب بالدرجة الأولى في تقديري هي إشاعة التفاؤل والأمل لإزالة الضغوط النفسية عن الناس بالترويح ولا بأس من الإشارة إلى الأخطاء والسلبيات حتى نتجنبها (لنوقد شمعة بدلاً من أن نلعن الظلام) ولعل هذه الرؤية لا تنقص من هذه القصة التراجيدية الرائعة و .. ( عظيم أبوكي بلد) ..

    نقلاً عن السوداني  
    بقلم محجوب عروة
                  

06-13-2012, 02:13 PM

صديق عبد الجبار
<aصديق عبد الجبار
تاريخ التسجيل: 03-07-2008
مجموع المشاركات: 9434

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رغم انف الموت ، ورغم ذلك ؛فستظل بيننا يا حردلو (Re: صديق عبد الجبار)

    .
                  

06-19-2012, 12:12 PM

صديق عبد الجبار
<aصديق عبد الجبار
تاريخ التسجيل: 03-07-2008
مجموع المشاركات: 9434

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رغم انف الموت ، ورغم ذلك ؛فستظل بيننا يا حردلو (Re: صديق عبد الجبار)

    Quote: ومن المواقف التي يجب أن تذكر ، وقد (جاء يوم شكره)، أن جاءني الصديق محمود محمد مدني، رحمه الله ، وهو يحمل ظرفاً .. أعطاني الظرف وطلب مني قراءة ما فيه والتفاكر حوله ..

    فتحت الظرف ، فوجدت فيه مخطوطاً بقلم الحبر الأزرق، عبارة عن أورق ( فولسكاب ) أبيض مستطيل ، بخط يد نظيف وواضح الحروف والكلمات ، كل مجموعة منها (مدبسة) مع بعضها، وتمثل ( حلقة ) لمقال ينشر على خمس حلقات.. لفت نظري أسم سيد أحمد الحردلو، فتوقفت قليلاً، ثم واصلت إلتهام الكلمات والسطور.. فانطبع الخط ورسم الحرف في ذهني.. وصرت من يومها، أعرف خط الحردلو بين مئات الخطوط..

    الموضوع كان عبارة عن رسالة طويلة موجهة إلى رئيس الوزراء .. كان ذلك قبل شهور من ثورة أكتوبر 1964، أبان فترة الديمقراطية التي أعقبت حكم الفريق إبراهيم عبود (العسكري) ..

    كان وقتئذٍ رئيس الوزراء هو محمد احمد محجوب، كما أنه في نفس الوقت يشغل منصب وزير الخارجية..

    كانت رسالة الحردلو الشخصية لمحمود محمد مدني هي الرجاء بنشر ذلك المقال في واحدة من الصحف المستقلة : الأيام أو الصحافة أو الرآي العام.. وكان محمود محمد مدني في ذلك الزمن يعمل ضمن هيئة تحرير صحيفة الصحافة.. إستعجبت!! لماذا لم يعمل محمود على نشر المقال في جريدة الصحافة التي يعمل بها؟!!.. لم أسأله !!

    أخذت المقال ، وقرأته بتأنٍ وعمق ، ساعدني على ذلك ، جمال لفظه، وقوة منطقه، وشجاعة كاتبه ، وشاعرية كلمته..

    حينما جاءني محمود محمد مدني في اليوم التالي، لم أجد صعوبة في إقناعه بنشر المقال في جريدة ( الميدان) الناطقة بإسم الحزب الشيوعي السوداني..

    وكان وقتها ، قد تحالفت الأحزاب التقليدية لإقصاء حكومة التوافق الوطني التي أعقبت ثورة أكتوبر مباشرة .. كانت الأحزاب التقليدية تواقة لإجراء إنتخابات ، وتشكيل حكومة ديمقراطية .. وتم ما أرادت ، حيث تولى فيها إسماعيل الأزهري رئاسة مجلس السيادة، ومحمد أحمد محجوب رئاسة مجلس الوزراء إلى جانب وزارة الخارجية..

    وأذكر أننا ذهبنا معاً لجريدة ( الميدان) وكانت بالقرب من مطبعة التمدن بالخرطوم، فوجدنا سمير جرجس وعمر مصطفى المكي وآخرين لا أعرفهم ، ربما التجاني الطيب كان واحداً منهم، لا أذكر بالضبط.. قلنا للأستاذ سمير جرجس: هذا المقال أرسله سيد احمد الحردلو من القاهرة، وطلب نشره في جريدة الأيام أو الصحافة أو الرأي العام ، ولكنا وعلى مسؤوليتنا ، خالفنا طلبه، وجئنا بالمقال إلى ( الميدان) فإن لم (تنشروه)، نرجو إعادته لنا ..

    أذكر أن سمير جرجس أخذ المقال ، دون أن يبدي لنا إهتماماً به.. لكنه وعدنا مخلصاً ، بأنه إذا لم ينشره سيعيده إلينا ..

    كانت المفاجأة ، أن وجدنا المقال منشوراً في اليوم التالي في جريدة الميدان، وبأخراج وواضح وبارز .. ثم واظبت على نشرة بطريقة متوالية.. بل إنني عرفت فيما بعد أن نسبة توزيع ( الميدان) قد زادت بطريقة غير مألوفة.. والسبب يرجع لذلك المقال الفريد..

    عندما حضر الحردلو من القاهرة، أتى به محمود محمد مدني إلى منزلنا في حي ( المايقوما) في الخرطوم.. وكان ذلك بداية معرفتي به معرفة شخصية، ومن تلك اللحظة تعمقت صلتي به، وأذكر أنني كتبت مقالاً عن مجموعته القصصية الوحيدة ( ملعون أبوكي بلد)..

    كان كريماً معنا ، فلم يعاتبنا على تجاهلنا لرغبته ، في نشر مقاله في أحدى الصحف الثلاث المستقلة .. ولم يغضب في نشر مقالته في صحيفة حزبية صارخة..

    ومن المفارقات التي عرفتها بعد ذلك، أن الأستاذ أحمد سليمان المحامي، وكان وقتها عضواً في اللجنة المركزية للحزب الشيوعي، قال للأستاذ عبد الله علي إبراهيم وهو كاتب يساري له قلمه المميز، وطعمه الخاص ، ورحيقه الذي يدل عليه، ما معناه : نريد منكم عرض مبادئ الحزب بالأسلوب الذي عالج به الحردلو فكرته في رسالته لرئيس الوزراء.. هذا الأسلوب الجميل البسيط، هو الذي يدخل العقل والقلب معاً..

    ومن المفارقات أيضاً أن هذا المقال الذي نشرته ( الميدان) كاد يحرم الحردلو من الإنضمام لوزارة الخارجية.. فنكون أنا ومحمود قد أجرمنا في حقه، وإن كنا نقصد له الخير، كل الخير..

    لقد تقدم سيد أحمد الحردلو ، وهو خريج آداب ، لغة إنجليزية، جامعة القاهرة ، لإمتحان عُقد في وزارة الخارجية ، فكان أول دفعته.. كانت تلك نتيجة باهرة ، ميَّزته .. فتحدث الأستاذ عبد الكريم ميرغني وكيل وزارة الخارجية ساعتئذٍ للأستاذ محمد أحمد محجوب رئيس الوزراء ووزير الخارجية ، وقال له كما هي عادته عندما يخاطب المحجوب :

    - يا Boss ( ياريس) الحردلو صاحب مقال ( الميدان ) هو أول الدفعة، هل تقبله أم لكم رآي آخر؟

    كان المحجوب عظيماً في هذا الموقف ، وهو المفكر والشاعر والقاضي والمثقف، والرائد الذي لا يكذب أهله.. فقال له:

    - فهل هناك أعظم من هذا الشاب.. هؤلاء وأمثالهم من يشغل وظائف الخارجية..

    رغم أن الحردلو هاجمه في ذلك المقال ، إلا أن الهجوم لم يشعله غضباً، ولم يحمَّله إنتقاماً ، ولم يعمه عن الحقيقة.. هؤلاء هم الرجال الذي رفعوا إسم السودان عالياً في المحافل الدولية.. وهؤلاء هم رجالات ديمقراطية ( وست منستر) التي تشربناها منهم ومن جيل الإستقلال..

    كانت ( مقالة ) الحردلو تلك قطعة من الشعر الأصيل الكلم.. والفكر المستنير الحر.. والجسارة الشجاعة بوعي .. والنبع الذي يتفجر غديره من مبادىء ثورة أكتوبر 64.. والكلمة المهيبة التي تستمد عنفوانها من الحق.. رسالة فيها من روح الإنسانية ، والبحث عن الدولة المدينة ، ما جعلت عملاقاً في حجم محمد أحمد محجوب، يتقبلها بما تستحق من إحترام..

    إتخذ الحردلو في تلك ( المقالة ) منهج الكاتب والشاعر والروائي العظيم عبد الرحمن الشرقاوي، في رسالته الشهيرة (من أب مصري إلى الرئيس ترومان)، وإن أختلف الموضوع والمخاطب.. فكانت لها فرادتها السودانية الخاصة التي تستمد رحيقها من أرض السودان ، غاباته وصحاريه، وروافد نيله.. كانت قطعة فنية لفنان رضع ذلك الفن من باسقات نخيل الشمال، وشموخ جروفه، في تنقاسي وناوا..

    ذلك هو الحردلو الشاعر، الذي إسْتعرتُ له عبارة صلاح عبد الصبور الخالدة، بأنه كان (فناناً حتى أطراف أصابعه) .. أما الحردلو الدبلوماسي المثقف، فقد خبرته في صنعاء، عن قرب، وعايشته كصديق، فتأكدت لي أنسانيته وحبه لخدمة الناس، مادياً ومعنوياً..

    كان ذو صداقات كُثر للمثقفين اليمنيين.. تعمقت تلك الصداقات في القاهرة وباريس ولندن وتونس.. وعندما جاء صنعاء سفيراً ، فتح لنا (صالونه) لنتعرف وبعمق إلى هامات فكرية وثقافية وسياسية يمنية، أمثال الأستاذ الدكتور عبد الكريم الإرياني، رئيس الوزراء السابق، ووزير الخارجية وقتئذٍ.. الأستاذ الدكتور عبد العزيز المقالح الشاعر الأشهر ومدير جامعة صنعاء، ورئيس مركز الدراسات والبحوث اليمنية.. الأستاذ الدكتور يوسف محمد عبد الله .. الأستاذ عبد الله غانم.. الأستاذ باديب.. الأستاذ عمر الجاوي.. الأستاذ الدكتور سعيد الشيباني.. الأستاذ زين السقاف وغيرهم.. وغيرهم .. وكان مجلسه دوماً يحفل بالفعاليات الثقافية والسياسية اليمنية على إختلاف المذهب والمشارب والإتجاهات ، فإتاح لنا فرصة أن نكون قريبين من كل هؤلاء ، لنعرف المجتمع اليمني الذي نعيش فيه..
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de